• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

مع آية: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق)

مع آية: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق)
محمد حسن نور الدين إسماعيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/7/2015 ميلادي - 14/9/1436 هجري

الزيارات: 442641

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النداء الثلاثون للمؤمنين في القرآن

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ... ﴾


قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ[1] وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

 

قال الشيخ أبو بكر الجزائري:

هناك خلاف طويل عريض في تأويل هذه الآية، وهو يدور على: هل الوضوء واجب لكل صلاة أو مستحب، أو واجب على المُحْدِث لا غير ومُسْتَحَب لغيره؟ وهل في الآية تقديم وتأخير؟ والذي عليه جمهور الأمة أن الوضوء واجب على المحدث لا غير، ومستحب لغيره، ومما تنبغي الإشارة إليه أن الوضوء والغُسْل والتيمم كلها كانت مشروعة قبل نزول هذه الآية؛ إذ ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير وضوء، ومشروعية التيمم نزلت في غزوة المُرَيْسِيع وكانت سنة خمس أو ست من الهجرة، وعليه فالآية شملت الطهارة بأنواعها مؤكدة لها خالدة تُتْلَى في كتاب الله، يُتَعَبَّد بتلاوتها، ويُعْمَل بمضمونها عِلْمًا وعَمَلاً؛ إذ سورة المائدة مِن آخِر ما نزل مِن القرآن.

 

معنى الآية الكريمة:

نادى الرب عباده المؤمنين به وبرسوله صلى الله عليه وسلم ووعدِه ووعيده؛ ليأمرهم بالطهارة إذا هم أرادوا الصلاة، وهي مناجاة[2] العبد ربه، وبَيَّنَ لهم الطهارة الصغرى، وهي الوضوء، والكبرى، وهي الغُسْل، وبين لهم ما ينوب عنهما إذا تَعَذَّر وجود الماء الذي به الطهارة، أو عجزوا عن استعماله، وهو التيمُّم، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ﴾ [المائدة: 6]، وَحَدُّ الوَجْه طولاً مِن مَنْبت الشعر المعتاد أعلى الجَبْهَة إلى مُنْتَهى الذَّقَن أسفل الوجه، وحدُّه عَرْضًا مِن وَتد الأُذن اليُمْنَى إلى وتد الأذن اليُسرَى، ﴿ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ﴾ [المائدة: 6] فيشمل الغَسْل للكفين والذراعين إلى بداية العَضُدَيْنِ فيدخل في الغَسْل المِرْفَقان، ﴿ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ ﴾ [المائدة: 6] واللفظ محتمل الكل والبعض، والسُّنَّة بيَّنت أن الماسح يُقْبِل بيديه ويُدْبِر بهما فيمسح جميع رأسه، وهو أكمل، وذلك ببللٍ يكون في كَفَّيْه، كما بينت السنة مسح الأُذُنَيْنِ ظاهِرًا وباطِنًا، ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ [المائدة: 6]؛ أي: واغسلوا أرجلكم إلى الكَعْبَيْنِ، وهما العَظْمان الناتئان عند بداية الساق، وبينت السنة رُخْصَة المَسْح على الخفينِ[3] بدلاً من غسل الرِّجلين، كما بينت غَسْل الكفين والمضمضة والاستنشاق والاستنثار، وكون الغَسْل ثلاثًا ثلاثًا على وجه الاستحباب، وقوله: "بسم الله" عند الشروع؛ أي: البدء في الوضوء[4]، كما بينت السنة وجوب الترتيب بين الأعضاء المغسولة الأول فالأول، ووجوب الفَوْر (المُوالاة)، بحيث لا يفصل بزمن بين أعضاء الوضوء حال غسلها، بل يفعلها في وقت واحد إن أمكن ذلك (وهي المُوالاة؛ أي: التتابع بين غسل الأعضاء دون فاصل زمني كبير عُرْفًا)، وأكدت السنة وجوب النية حتى لَكَأَنَّها شرط في صحة الوضوء[5].

 

وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [6]﴾ [المائدة: 6]؛ أي: وإن أصابت أَحَدَكُم جَنابَةٌ، وهي الجِماع والاحْتِلام، فَمَن جامع زوجته فَأَوْلَجَ ذَكَرَه في فَرْجِها ولو لَمْ يُنْزِل - أي: لَمْ يَخْرُج منه المَنِيُّ - فَقَدْ أَجْنَبَ، كما أن مَن احْتَلَمَ فَخَرَجَ منه مَنِيٌّ فقد أجْنَبَ، بل كل مَن خرج مِنه مَنِيٌّ بِلَذَّة في نوم أو يقظة فقد أجنب، وانقطاع دم حيض المرأة ودم نفاسها كالجنابة يجب منه الغسل، وقوله: ﴿ فَاطَّهَّرُوا ﴾ [المائدة: 6] يريد اغتَسِلُوا، وقد بينت السنة كيفية الغُسْل، وهي أن يَنْوِيَ رفع الحَدَث الأكبر بقلبه، ويَغْسِل كفيه قائلاً: "بسم الله"، ويغسِل فَرْجَيْه (القُبُل والدُّبُر) وما حولهما، ثم يتوضأ الوضوء الأصغر المعروف (وضوء الصلاة)، ثم يُخَلِّل شَعرَ رأسه ببلل يديه، ثم يغسل رأسه ثلاث مرات مع أُذُنَيْه ظاهِرًا وباطِنًا، ثم يفيض الماء على شِق (نصف) جسده الأيمن كله مِن أعلاه إلى أسفله، ثم الشق الأيسر، ويتعاهد الأماكن التي قد يَنْبُو عنها الماء ويصعب الوصول إليها؛ كالسُّرَّة وتحت الإبْطَيْنِ والرُّفْغَيْن وهما أصل الفَخِذَيْن.

 

وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ... ﴾ [المائدة: 6]: ذَكَرَ تعالى في هذه الآية الكريمة نواقض الوضوء ومُوجِب الانتقال منه إلى التيمم، فالمريض قد يعجز عن الوضوء لضعف جسمه بعدم القدرة على التحرك، وقد تكون به جراحات أو دماميل يتعذر معها استعمال الماء حيث يزداد المرض بمس الماء، ﴿ أَوْ عَلَى سَفَرٍ ﴾ [المائدة: 6]؛ إذ السَّفَر مَظِنَّة عدم وجود الماء، هذه مُوجِبات الانتقال مِن الوضوء إلى التيمم.

 

وقوله: ﴿ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ [7] أَوْ لَامَسْتُمُ [8] النِّسَاءَ ﴾ [المائدة: 6]: ذَكَرَ اللهُ في الجملة الأولى نواقضَ الوضوء إجمالاً، وهي الخارج مِن السبيلين مِن عَذِرَة وفُساء وَضُراط وَبَوْل وَمَذْي وَمَنِيٍّ، كَنَّى عنه بقوله: ﴿ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ ﴾ [المائدة: 6]، وهو مكان التَّغَوُّط والتَّبَوُّل، وذكر مُوجِب الغُسْل، وهو الجِماع، وكَنَّى عنه بالملامسة؛ تعليمًا لعباده المؤمنين الآداب الرفيعة في مُخَاطبتهم، وقوله: ﴿ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً ﴾ [المائدة: 6]؛ أي: للوضوء أو الغسل بعد أن طلبتموه، فلم تجدوا، ﴿ فَتَيَمَّمُوا ﴾ اقصدوا؛ مِن أَمَّ الشيء إذا قَصَدَه، ﴿ صَعِيدًا طَيِّبًا ﴾ يريد ما صَعد على وجه الأرض مِن أجزائها؛ كالتراب والرَّمْل والسَّبخَة[9] والحِجارة، وقوله: ﴿ طَيِّبًا ﴾ يريد به طاهرًا مِن النَّجَاسة والقَذَر، وقوله: ﴿ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ﴾ [المائدة: 6] بَيَّنَ كيفية التَّيَمُّم، وهي أن يقصدَ التُّرابَ الطاهِرَ، وإن تَعَذَّرَ ذلك فما تيسر له مِن أجزاء الأرض فيضرب بكفيه الأرض فيمسح بهما وجهه وكفيه ظاهرًا وباطنًا مرة واحدة، وقوله تعالى: ﴿ مِنْهُ ﴾ أي: مِن ذلك الصعيد؛ ولهذا يُبَيِّن اللهُ تعالى كيفية التيمم، وهي التي علَّمَها رسولُ اللهِ عَمَّارَ بنَ ياسر، إذ قال له: ((إنما يكفيك أن تقول هكذا))، ثم ضَرَبَ بيده الأرض ضربة واحدة، ثم مَسَحَ الشِّمَالَ على اليَمِين وظاهر كفيه ووجهه[10].

 

وقوله تعالى: ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [المائدة: 6] يخبر تعالى أنه يأمرنا بالطهارة بِقِسْمَيْها: الصغرى، وهي الوضوء، والكبرى، وهي الغسل، وما ينوب عنهما عند العجز، وهو التيمم، ما يريد إيقاعنا في الضِّيق والعَنَت، ولكنَّه تعالى يريد تطهيرنا مِن الأحداث والذنوب؛ لأن الوضوء كَفَّارَة لذنب المُتَوضئ، كما ورد في السنة في قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن توضأَ فَأحْسَنَ الوضوء، خَرَجَتْ خطاياه مِن جَسَدِه حتى تَخْرُجَ مِن تحت أَظْفاره))[11].

 

وقوله تعالى: ﴿ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ﴾ [المائدة: 6] أي: بهدايتكم إلى الإسلام وتعليمكم شرائعه، فيعدكم بذلك لشكره، وهو طاعته؛ بالعمل بما جاء به الإسلام من الأعمال الظاهرة والباطنة، وهو معنى قوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6][12].

 

أما الآية التي تليها، وهي قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [المائدة: 7]؛ فإنه يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يذكروا نعمته عليهم بهدايتهم للإيمان ليشكروه بالإسلام، ويذكروا ميثاقه الذي واثقهم به، وهو العهد الذي قطعه المؤمن على نفسه لربه بالتزامه بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم عندما تعهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأما قوله: ﴿ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ [المائدة: 7] فقد قالها الصحابة بلسان القال عندما بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وقد قالها كل مسلم بلسان الحال لما شهد لله بالوحدانية وللنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [المائدة: 7] أمر بالتقوى التي هي لزوم الشريعة والقيام بها عقيدةً وعبادةً وقضاءً وأدبًا، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [المائدة: 7] يذكرهم بعلم الله بخفايا أمورهم؛ حتى يراقبوه ويخشوه في السر والعلن، وهذا من باب تربية الله لعباده المؤمنين لإكمالهم وإسعادهم[13].

 

فوائد من الآيتين الكريمتين:

1- الأمر بالطهارة[14]، وبيان كيفية الوضوء وكيفية الغسل وكيفية التيمم.

 

2- بيان الأعذار الناقلة للمؤمن من الوضوء أو الغسل إلى التيمم[15].

 

3- بيان موجبات الوضوء والغسل.

 

4- الشكر هو علة الإنعام.

 

5- ذكر العهود يساعد على التزامها والمحافظة عليها[16].

 

6- الطهارة لا تجب بدخول الوقت؛ وإنما عند إرادة الصلاة.

 

7- أن كل ما يطلق عليه اسم الصلاة في الفرض والنفل وفرض الكفاية وصلاة الجنائز: تشترط له الطهارة، حتى السجود المجرد عند كثير من العلماء؛ كسجود التلاوة والشكر.

 

8– ((الأذنان من الرأس)) قاله النبي صلى الله عليه وسلم[17].

 

9– قوله: ﴿ إِلَى الْمَرَافِقِ ﴾ [المائدة: 6]؛ أي: بمعنى "مع" كما قاله جمهور المفسرين.

 

10- الأمر بالترتيب في الوضوء؛ لأن الله تعالى ذكرها مرتبة، ولأنه أدخل ممسوحًا - وهو الرأس - بين مغسولين، ولا يعلم لذلك فائدة غير الترتيب.

 

11- أنه يجب تعميم الغسل للبدن؛ لأن الله أضاف التطهر للبدن ولم يخصصه بشيء دون شيء.

 

12- أنه يندرج الحدث الأصغر في الحدث الأكبر، ويكفي من هما عليه أن ينوي ثم يعمم بدنه؛ لأن الله لم يذكر إلا التطهر، ولم يذكر أنه يعيد الوضوء.

 

13- أن الخارج من السبيلين من بول أو غائط ينقض الوضوء.

 

14- استحباب التكنية عما يستقذر التلفظ به؛ لقوله تعالى: ﴿ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ ﴾ [المائدة: 6].

 

15- أن لمس المرأة بلذة وشهوة ناقض للوضوء.

 

16- اشتراط عدم الماء لصحة التيمم.

 

17- أن مع وجود الماء ولو في الصلاة يبطل التيمم؛ لأن الله إنما أباحه مع عدم الماء.

 

18- أنه إذا دخل الوقت وليس معه ماء، فيلزمه طلبه في رحله وفيما قرب منه؛ لأنه لا يقال: "لم يجد الماء" لمن لم يطلبه.

 

19- أن الماء المتغير بالطاهرات مقدم على التيمم؛ أي: يكون طهورًا؛ لأن الماء المتغير ماء، فيدخل في: ﴿ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً ﴾ [المائدة: 6].

 

20- أنه لا بد من نية التيمم؛ لقوله: ﴿ فَتَيَمَّمُوا ﴾ [المائدة: 6]؛ أي: اقصدوا.

 

21- أنه يكفي التيمم بكل ما تصاعد على وجه الأرض من تراب وغيره.

 

22- أنه يُمسح في التيمم الوجه واليدان فقط دون بقية الأعضاء.

 

23- أن الآية عامة في جواز التيمم لجميع الأحداث كلها؛ الحدث الأكبر والأصغر، بل ونجاسة البدن؛ لأن الله جعل الطهارة بالتيمم بدلاً عن الطهارة بالماء، وأطلق في الآية فلم يقيد، وقد يقال: إن نجاسة البدن لا تدخل في حكم التيمم؛ لأن السياق في الأحداث، وهو قول الجمهور.

 

24- أنه لو نوى مَن عليه حدثان التيمم عنهما فإنه يجزئ؛ أخذًا من عموم الآية وإطلاقها.

 

25- اشتراط الترتيب في طهارة التيمم كما يشترط ذلك في الوضوء؛ لأن الله بدأ بمسح الوجه قبل مسح اليدين.

 

26- أن طهارة الظاهر بالماء والتراب تكميل لطهارة الباطن بالتوحيد والتوبة النصوح.

 

27- أن طهارة التيمم، وإن لم يكن فيها نظافة وطهارة تدرك بالحس والمشاهدة، فإن فيها طهارة معنوية ناشئة عن امتثال أمر الله تعالى.

 

28- أنه ينبغي للعبد أن يتدبر الحِكَم والأسرار في شرائع الله تعالى في الطهارة وغيرها؛ ليزداد معرفة وعلمًا، ويزداد شكرًا لله ومحبة له على ما شرع من الأحكام التي توصل العبد إلى المنازل الرفيعة[18].



[1] الباء في قوله: ﴿ بِرُؤُوسِكُمْ ﴾ للإلصاق وليس للتبعيض؛ إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مسح الرأس كله.

[2] لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أحدكم في صلاة، فإنه يُناجِي رَبَّه؛ فلينظرْ أحدكم ما يقول في صلاته، ولا ترفعوا أصواتكم فَتُؤذوا المؤمنين))؛ رواه أحمد، وأبو داود رحمه الله تعالى - ص. ج رقم 752.

[3] ضَلَّتْ الرَّافِضَة (الشِّيعَة) فأخَذوا بِقِراءة ﴿ وَأَرْجُلِكُم ﴾ بالكَسْر، فَمَسَحُوا أرجلهم في كل وضوء، وتركوا غسل الرِّجْلَيْن أبدًا، والحامِل على ذلك أن رؤساءهم زَيَّنُوا لَهُم ذلك وأوجبوه عليهم، وأما أهل السنة والجماعة، فإنهم عَمِلوا بكتاب الله وسنة رسوله فَغَسَلوا أرجلهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمسح رِجْلَه قَطُّ بدون خُفٍّ، فَمَسَحوا على الخُفَّيْنِ كما مسح النبي صلى الله عليه وسلم، فَأَخذُوا بالقراءتَيْنِ معًا، روى مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب قال: "جَعَل رسولُ الله ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويومًا وليلة للمقيم"؛ يعني: في المسح على الخفين.

[4] بعض الفقهاء يَعُدُّون النِّيَّة فَرْضًا مِن فرائض الوضوء، وبعضهم يعدها شَرْطًا، وما دام المَشْروط يتوقف على شرطه صحةً وبُطْلانًا، والفرض إذا تُرِكَ بَطَلَ الوضوء، فإنه خلاف لَفْظي.

[5] رأي الجمهور أن النية شرط في صحة الوضوء؛ لأن الوضوء عبادة.

[6] فاطَّهَروا أصلها: فَتَطَهَّروا، فَأُدْغِمَت التاء في الطاء لاتحاد مَخْرَجَيْهما، ومعنى فاطهروا أي: اغتسلوا، وفي الحديث: ((لا يَقْبَل اللهُ صلاةً بِغَيْر طُهُورٍ، ولا صَدَقَةً مِن غُلُول))؛ رواه مسلم رحمه الله تعالى.

[7] أصل الغائط المكان المُنْخَفِض، ولَمَّا كان مَن يريد قضاء حاجته يأتي المكان المنخفِض ليستتر عن أعين الناس، أُطلق لفظ الغائط على ما يحل فيه مِن بَوْل وعَذِرَة.

[8] ملامسة النساء كِنايَة عن الجِماع، كما أن مَن لامَسَ امرأة لِيَتَلَذَّذَ بها أو لامسها لغير قصد اللَّذَّة ووجد اللذة، فقد انتقض وضوءه، ومِن هذا مس الفَرْج باليد؛ لأنه مظنة اللذة.

[9] السَّبَخَة - بفتح الباء -: واحِدة "السِّباخ"، وأرضٌ سَبِخَة - بكسر الباء -: ذات سِبَاخ؛ أي: ذات مِلْح ونز، و النَّز - بفتح النون وكسرها -: ما يتحلَّب مِن الأرض مِن الماء.

[10] متفق عليه.

[11] رواه أحمد، ومسلم رحمه الله تعالى، عن عثمان بن عفان رضى الله عنه – ص. ج رقم 6169.

[12] أيسر التفاسير - الجزائري - ج1 ص 326.

[13] أيسر التفاسير - الجزائري - ج1 ص 326.

[14] لحديث: ((الطهور شطر الإيمان))؛ رواه مسلم.

[15] أما كيفية المسح على الخفين فهي أن يبل يده بالماء، ثم يمسح ظاهر رجله اليمنى، ثم يمسح ظاهر اليسرى، دون باطنهما؛ لقول علي رضي الله عنه: "لو كان الدين بالرأي، لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه"، ويشترط في المسح على الخفين أن يلبسهما على طهارة، وهناك شروط أخرى مدارها في كتب الفقه.

[16] أيسر التفاسير - الجزائري - ج1 ص 328.

[17] رواه أحمد وأبو داود والترمذي رحمهم الله تعالى، وغيرهم - ص. ج رقم 2765.

[18] تفسير السعدي رحمه الله تعالى - ص 216.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله)
  • يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين
  • يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام
  • مع آية: يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام
  • يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم
  • مع آية: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله
  • إحدى وخمسون فائدة من آية الوضوء: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة)
  • مع آية: (الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون)
  • تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم...}

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (9)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (8)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (7)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (6)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (2)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب