• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    البعثة والهجرة (خطبة)
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    أسباب نشر الأدعية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    كليات الأحكام
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    بين الحاج والمقيم كلاهما على أجر عظيم.. (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    لا حرج على من اتبع السنة في الحج (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: إنه لينهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم".. فوائد وتأملات ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الحج: غاياته وإعجازاته
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشهيد، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة (2)
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (13)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    فتنة الابتلاء بالرخاء
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الحج ويوم عرفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    خطبة (المساجد والاحترازات)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    لماذا قد نشعر بضيق الدين؟
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    حقوق الأم (1)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثامن من سورة الأنعام بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/6/2015 ميلادي - 25/8/1436 هجري

الزيارات: 15574

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

تفسير الربع الثامن من سورة الأنعام بأسلوب بسيط


 

الآية 128: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ﴾: يعني واذكر أيها الرسول يوم يحشر الله الكفار مع أوليائهم من شياطين الجن فيقول: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ ﴾: أي قد أضللتم كثيرًا من الإنس، ﴿ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ ﴾ كفار ﴿ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ﴾: أي قد انتفع بعضنا من بعض، ﴿ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ﴾: أي وبَلَغْنا الأجل الذي أجَّلْتَه لنا بانقضاء حياتنا في الدنيا، ﴿ قَالَ ﴾ الله تعالى لهم: ﴿ النَّارُ مَثْوَاكُمْ ﴾: أي مكان إقامتكم ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾: يعني إلا مَن شاء اللهُ عدم خلوده فيها من عُصاة الموحدين، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾.


الآية 129، الآية 130: ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾: يعني وكما سَلَّطْنا شياطين الجن على كفار الإنس، فكانوا أولياء لهم:  ﴿ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا ﴾: أي نُسلِّط الظالمين - من الإنس - بعضهم على بعض في الدنيا، جزاءً ﴿ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ من المعاصي.


• ثم يخاطب اللهُ مُشرِكي الجن والإنس قائلاً: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ﴾ واعلم أن النصوص الواردة في القرآن والسُنَّة تدلُّ على أنَّ الرسل كانت من الإنس فقط، وأما الجن فكان منهم دُعاةٌ لقومهم، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴾، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتاني داعِيَ الجن فأتيتُهم فقرأتُ عليهم...) (انظر صحيح الترمذي: ج5 /382).


• وهؤلاء الرسل كانوا ﴿ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ﴾: يعني كانوا يُخبرونكم بآياتي الواضحة المشتملة على الأمر والنهي وبيان الخير والشر، ويحذرونكم لقاءَ عذابي يوم القيامة؟ ﴿ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا ﴾ بأنّ رُسلك قد بلَّغونا آياتك، وأنذرونا لقاء يومِنا هذا، فكذبناهم، ﴿ وَغَرَّتْهُمُ ﴾: أي وخدعَتْهم ﴿ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ بزينتها ﴿ وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴾.


الآية 131: ﴿ ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ ﴾: أي ذلك الإنذار إلى الجن والإنس بإرسال الرسل وإنزال الكتب، كان لأجل أنه تعالى لم يكن مِن شأنه ولا مِن حِكمته أن يكون ﴿ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ ﴾ منه سبحانه، ولا بظلمٍ منهم (وهو الشرك والمعاصي)،  ﴿ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ﴾ لم يُؤمَروا ولم يُنهَوا، ولم يَعلموا بعاقبة الظلم وما يَحِلّ بأهله من عذاب، ولكنه سبحانه أنذر الأمم من أجل إقامة الحُجَّة عليهم، وما عَذَّبَ أحدًا إلا بعد إرسال الرسل إليهم.


واعلم أن كلمة: ﴿ أَنْ ﴾ المذكورة في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ ﴾ تسمى: (أنْ المُخَفَّفة من الثقيلة)، يعني كأنها كانت: ﴿ أَنّ ﴾ التي عليها شَدَّة، ولكنها خُفِّفَتْ فصارت: ﴿ أَنْ ﴾ التي عليها سكون، وعلى هذا يكون المعنى: ﴿ ذلك لأنَّه لم يكن رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْم ﴾، وهذا مِثل قوله تعالى: ﴿ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا ﴾، والمعنى: (وَنُودُوا أَنَّ هذه الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا).


الآية 132: ﴿ وَلِكُلٍّ ﴾: يعني ولِكُلّ عامل في طاعة الله تعالى أو معصيته: ﴿ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾: أي مراتب يُبَلِّغه الله إياها - بسبب عمله -، ويُجازيه عليها، ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾.


 الآية 133:  ﴿ وَرَبُّكَ ﴾ هو ﴿ الْغَنِيُّ ﴾ عن خَلقه، وكل خَلقه محتاجون إليه، وهو سبحانه ﴿ ذُو الرَّحْمَةِ ﴾ الواسعة، ومع ذلك فـ  ﴿ إِنْ يَشَأْ ﴾ سبحانه إهلاككم بسبب عصيانكم وتمَرُّدِكم: ﴿ يُذْهِبْكُمْ ﴾ ﴿ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ ﴾: يعني ويُوجِدُ قومًا غيركم يَخلفونكم من بعد فنائكم، ويعملون بطاعته تعالى ﴿ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ ﴾: يعني وذلك كما أوجدكم أنتم مِن نَسل قومٍ آخرين كانوا قبلكم.


الآية 134: ﴿ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ ﴾: يعني إنَّ الذي يَعدكم به ربكم أيها المشركون - من مَجِيء السَّاعة، ومن العذاب الذي ينتظركم - لَواقعٌ بكم لا محالة، ﴿ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾: يعني ولن تُعجِزواربكم إذا ظننتم أنكم ستهربون عند مجيء ذلك الوعد، فهو قادرٌ سبحانه على إعادتكم وإن صرتم ترابًا وعظامًا.


فالوعدُ آتٍ وأنتم لا تستطيعون الهرب منه، ولا يَقدر أحدٌ أن يمنعَ اللهَ تعالى مِن تحقيق ما وعد، فاللهُ غالبٌ على أمره، يفعل ما يريد، لأنه لا إله إلا هو، فإذا وعد، فلابد أن يتحقق وعده، وأما الذي يُخلِفُ الوعدَ من الخَلق، فهذا أمرٌ مُتوَقَّع منه، لأنه ربما يكون قد وَعَدَ بشيء - كانَ يَظن أنه في إمكانه فعله - وبعد ذلك خرج هذا الشيء عن حدود إمكانياته، فهو ليس له سيطرة على الأشياء، أما إذا كانَ مَن وَعَدَ قادرًا، ولا يوجد إلهٌ آخر يُناقضه فيما وَعَدَ به، فلابد أن يتحقق وعده ووعيده.


ولذلك حينما يَحكم اللهُ حُكمًا ما، فالمؤمن يأخذ هذا الحكم قضية مُسَلَّمة؛ لأنه لا إلهَ مع الله سيُغَيِّر هذا  الحكم، ومثالُ ذلك أنه تعالى قال عن أَبِي لَهَبٍ: ﴿ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾، وهذا وَعيدٌ من الله تعالى في أمرٍ - لهم فيه اختيار -، ومع ذلك لم يُسلموا، لأنه لا يوجد إلهٌ سواه لِيُغير ما أخبرَ به.


الآية 135: ﴿ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ ﴾: أي اعملوا على طريقتكم - التي أنتم عليها من مخالفتي وعداوتي - بكل ما أوتيتم من قوة، فـ ﴿ إِنِّي عَامِلٌ ﴾ على طريقتي التي شرعها لي ربي جَلّ وعَلا، ولن أتركها مهما فعلتم، ثم هَدَّدَهُم تعالى بقوله: ﴿ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ - عند حلول العذاب بكم - ﴿ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ﴾ : أي مَنِ الذي ستكون له العاقبة الحسنة؟ ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾: يعني: إنه لا يفوز برضوان الله وجَنَّتِه مَن تجاوزَ حَدَّهُ وظَلم، فأشركَ مع اللهِ غيره.


الآية 136:  ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا ﴾: يعني وجعل المشركون لله تعالى جُزءًا مما خلق من الزروع والثمار والأنعام يقدمونه للضيوف والمساكين ﴿ فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ﴾، ﴿ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا ﴾: أي وجعلوا جُزءًا آخر من هذه الأشياء لشركائهم من الأصنام، ﴿ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ﴾: يعني فما كان مُخَصَّصًا لشركائهم فإنه يَصِل إليها وحدها، ولا يُعطون منها للضيوف والمساكين، ﴿ وَمَا كَانَ لِلَّهِ ﴾: يعني وما كان مُخَصَّصًا لله تعالى ﴿ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ ﴾: أي فإنهم يذبحون منه للأصنام، ﴿ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾: أي بئس حُكم القوم وقِسمتهم، وذلك لعدم وجود عَدلٍ عندهم - في عقيدتهم الفاسدة - بينَ الله تعالى وبين شركائهم.


الآية 137: ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾: يعني وكما زيَّنَ الشيطانُ للمشركين أن يجعلوا لله تعالى من الحرث والأنعام نصيبًا، ولشركائهم نصيبًا: ﴿ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ ﴾: أي زيَّن لهم شركاؤهم - من شياطين الإنس والجن - أن يقتلوا أولادهم خشية الفقر ﴿ لِيُرْدُوهُمْ ﴾: أي لِيوقعوا هؤلاء الآباء في الهلاك بقتل النفس التي حَرَّمَ اللهُ قتلها إلا بالحق، ﴿ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ﴾: يعني ولِيَفتنوهم عن دينهم الحق الذي جاءهم به إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، فيَخلِطونه لهم بالشِرك فيَضِلوا ويَهلكوا، ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ ألاَّ يفعلوا ذلك: ﴿ مَا فَعَلُوهُ ﴾ ولكنه شاءَ ذلك لِعِلمِهِ بسوء حالهم ومقاصدهم، ﴿ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾: أي فاتركهم وشأنهم فيما يفترونه مِن كذب، فسيحكم الله بينك وبينهم.


الآية 138: ﴿ وَقَالُوا ﴾: أي وقال المشركون: ﴿ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ ﴾: أي إنّ بعضَ هذه الإبل والزرع حرام، فـ  ﴿ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ ﴾: يعني لا يأكلها إلا مَن يأذنون له، وذلك حسب ادِّعائهم الكاذب، ﴿ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا ﴾: أي وزعموا أنّ بعض الإبل لا يَحِلّ ركوبها والحملُ عليها بحالٍ من الأحوال، ﴿ وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ﴾: أي وزعموا أن بعض الإبل لا يَذكرون اسمَ الله عليها في أي شأن من شئونها، وقد فعلوا ذلك ﴿ افْتِرَاءً عَلَيْهِ ﴾: أي كذبًا منهم عليه سبحانه، لأنه سبحانه ما حَرَّمَ ذلك عليهم، وإنما حَرَّموه هُم بأنفسهم، ثم قالوا: (حَرَّمَه الله علينا)، ولِذا تَوَعَّدهم الله تعالى على هذا الكذب بقوله: ﴿ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾.


الآية 139: ﴿ وَقَالُوا ﴾: أي وقال المشركون: إنّ  ﴿ مَا فِي بُطُونِ ﴾ بعض ﴿ هَذِهِ الْأَنْعَامِ ﴾ من الأجِنَّة ﴿ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا ﴾: أي مُباحةٌ لرجالنا، ومُحَرَّمة على نسائنا (هذا إذا وُلِدَ الجنين حَيًّا)، ﴿ وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً ﴾: يعني وإذا وُلِدَ الجنين مَيِّتًا: ﴿ فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ﴾: أي فإنه يكونُ مُباحاً لرجالهم ولنسائهم معاً، (وقد كانوا يَستحلون أكْل المَيْتة)، ثم تَوَعَّدهم الله تعالى بقوله: ﴿ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ﴾: أي سيعاقبهم الله على هذا الكذب بما يستحقون من العذاب، لأنهم شرَّعوا لأنفسهم من التحليل والتحريم ما لم يأذن به الله،  ﴿ إِنَّهُ حَكِيمٌ ﴾ في قضائه وشرعه ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بما نسبوه إليه كذباً.


وقد سَمَّى الله تعالى الكذب بـ (الوصف) في قوله: ﴿ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ﴾، لأنهم وصفوا بعض الأجِنَّة بأنها حرام، ووصفوا بعضها بأنها حلال، وهذا كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ ﴾.


الآية 140: ﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ ﴾: أي قد هَلَكَ الذين قتلوا أولادهم، لأنهم أطاعوا شياطينهم فيما زيَّنَتْ لهم، وذلك ﴿ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾: أي لِضِعف عقولهم وجَهلهم، ﴿ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ﴾: أي وقد خسروا أيضاً لأنهم حَرَّموا ما أحَلَّهُ الله لهم، كذباً عليه سبحانه، ﴿ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾: أي قد بَعُدوا عن الحق، وما كانوا من أهل الهدى والرشاد، (إذِ التحليل والتحريم من خصائص الله تعالى وحده، فالحلال ما أحَلَّهُ الله، والحرام ما حَرَّمه الله).



 

[*] وهي سلسلة تفسير للآيات التي يَصعُبُ فهمُها في القرآن الكريم (وليس كل الآيات)، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو شرحُ الكلمة الصعبة في الآية.

واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السابع من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع التاسع من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة الأعراف بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة الأعراف بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
8- جزاك الله خيرا
آية ابراهيم - مصر 17-06-2015 04:40 PM

أسأل الله العظيم أن يجازيك خيرا على مجهوداتك
وعلى تعليم القرآن لقراءته قراءة صحيحة
أدعيلك دائما
جزاك الله خير
أختك آية

7- أول مرة أفهم معنى: (اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ)
nashwa ahmed - Egypt 17-06-2015 01:53 PM

جزاك الله خيراً
أول مرة أفهم معنى: (اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ)

6- ربنا يكثر من أمثالكم
عبد الناصر صابر - مصر 13-06-2015 06:15 PM

جزاك الله خيرا يا م.رامي هذا التفسير ميسر وسهل وبصراحة أنا استفدت منه وتعلمت فجزاك الله خيرا وربنا يكثر من أمثالكم
وسأتابع باستمرار إن شاء الله

5- جزاك الله خيرا
علي حجازي - مصر 13-06-2015 06:13 PM

سبحان الله على قدر ما في التفسير من تبسيط على قدر ما فيه من عدم تقصير و إخلال بالمعنى
يذكرني بتفسير العلامة السعدي تقرأه سريعا تراه سهلا وتتأنى في قرائته فتراه متعمقا مليئا بالمعاني
رحم الله العلامة السعدي ورزقك علما كعلمه

4- التبسيط ممتاز ونرجو منكم الاستمرار وعدم التوقف
منال حمدي - egypt 13-06-2015 06:11 PM

جزاكم الله خيرا التبسيط ممتاز جدا ونرجو منكم الاستمرار في تكملة باقي كتاب الله بهذا اليسر وعدم التوقف
أسأل الله أن ينفع بكم

3- ثناء وعرفان بالجميل
محمود - السعودية 13-06-2015 06:09 PM

جزاك الله خيرا يا أخ رامي وجزى الله خيرا المساعدين معاك على هذا التفسير الميسر

2- شكر
أسامة حمدي - Egypt 13-06-2015 06:06 PM

الله يبارك فيك وجزاك الله خيرا وأرجو الاستمرار

1- إعجاب
عماد حمدي عثمان - مصر 13-06-2015 06:04 PM

أعجبتني هذه الجملة:
(فالوعدُ آتٍ وأنتم لا تستطيعون الهرب منه، ولا يَقدر أحدٌ أن يمنعَ اللهَ تعالى مِن تحقيق ما وعد، فاللهُ غالبٌ على أمره، يفعل ما يريد، لأنه لا إله إلا هو، فإذا وعد، فلابد أن يتحقق وعده، وأما الذي يُخلِفُ الوعدَ من الخَلق، فهذا أمرٌ مُتوَقَّع منه، لأنه ربما يكون قد وَعَدَ بشيء - كانَ يَظن أنه في إمكانه فعله - وبعد ذلك خرج هذا الشيء عن حدود إمكانياته، فهو ليس له سيطرة على الأشياء، أما إذا كانَ مَن وَعَدَ قادرًا، ولا يوجد إلهٌ آخر يُناقضه فيما وَعَدَ به، فلابد أن يتحقق وعده ووعيده).

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب