• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسباب نشر الأدعية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    كليات الأحكام
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    بين الحاج والمقيم كلاهما على أجر عظيم.. (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    لا حرج على من اتبع السنة في الحج (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: إنه لينهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم".. فوائد وتأملات ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الحج: غاياته وإعجازاته
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشهيد، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة (2)
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (13)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    فتنة الابتلاء بالرخاء
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الحج ويوم عرفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    خطبة (المساجد والاحترازات)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    لماذا قد نشعر بضيق الدين؟
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    حقوق الأم (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الدرس الواحد والعشرون: غزوة بدر الكبرى
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثالث من سورة الأنعام بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/5/2015 ميلادي - 25/7/1436 هجري

الزيارات: 18438

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ *

الربع الثالث من سورة الأنعام

 

الآية 36: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ﴾ لِدَعْوَتِك أيها الرسول: ﴿ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ﴾ الكلام سماعَ القَبول، أما الكفار فهم كالموتى، لأن الحياة الحقيقية إنما تكونُ بالإسلام، ﴿ وَالْمَوْتَى ﴾ جميعاً (مؤمِنُهم وكافرهم، مَن استجابَ لدعوة الحق ومَن لم يَستجب) هؤلاء جميعاً ﴿ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ﴾ من قبورهم أحياء، ﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ يوم القيامة لِيُوَفيهم حسابهم وجزاءهم.


الآية 37: ﴿ وَقَالُوا ﴾: أي وقال المشركون - استكبارًا وعِناداً -: ﴿ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ﴾: يعني أفلا يُنَزِّلُ اللهُ علامة من العلامات الخارقة تدل على صِدق محمد؟، ﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها الرسول -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ ﴾ عليهم ﴿ آَيَةً ﴾ ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ أنَّ إنزالَ الآيات إنما يكون وَفْقَ حِكمتِهِ سبحانه وتعالى، إذ إنه لو أنزلها ولم يؤمنوا بها، فقد يترتب على ذلك هَلاكهم ودَمارهم، ولكنّه سبحانه أراد الإبقاء عليهم ليخرج من أصلابهم مَن يَعبده ويُوَحِّده.


الآية 38: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ ﴾: يعني وليس هناك حيوان يَدِبُّ على الأرض، ﴿ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ﴾ في السماء: ﴿ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾: أي مثل الأمَّة الإنسانية، تفتقر إلى الله تعالى في خلقها ورزقها وتدبير حياتها، والله وحده هو القائم عليها، فالكل خاضعٌ لتدبيره تعالى.


• واعلم أن هذه المِثلية بين الإنسان وبين دَواب الأرض وطائر السماء تستوجب ألا يَظلم الإنسانُ الحيوانَ والطير، فلا يؤذيهما، ولا يتجاوز حدود ما أمره الله فيهما.


• وقد ذكر الله الجناحين في الآية للتأكيد على أن المقصود: الطير الذي يطير في السماء، لأن العرب كانت تطلق لفظ الطيران على غير الطائر، فتقول للرجل: (طِر في حاجتي) أي: أسْرِع في قضائها.


﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾: يعني ما تركنا في اللوح المحفوظ من شيئٍ إلا أثبتناه، ﴿ ثُمَّ ﴾ إن هؤلاء الأمم ﴿ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ يوم القيامة، فيُحاسِب المُكَلَّفين من الجن والإنس بما عملوا.


• واعلم أنه قد قيل في حشر البهائم يوم القيامة: أنّ حشرها هو موتها، وقيل: إنَّ حشرها هو بعثها يوم القيامة حيّة - وإن كان القلم لا يجري عليها في الأحكام - ولكنها تؤاخَذ بما ظلمتْ به بعضها البعض، وهذا هو الصحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال - كما في صحيح مسلم -: "لَتُؤَدَنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد - (يعني حتى يُقتَصّ) - للشاة الجَلحاء - (أي التي لا قرْنَ لها) - من الشاة القرناء"، ثم صَحَّ في حديثٍ آخر أنه بعد هذا القِصاص: تصيرُ الشاتين تراباً (انظر السلسلة الصحيحة ج 4/606)، وذلك حتى يَتحقق العدل التام يوم القيامة، فلِلَّهِ الحمد والمِنَّة.


الآية 39: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا ﴾: أي بحُجَجِنا الواضحة هم ﴿ صُمٌّ ﴾ فلا يسمعون ما ينفعهم، ﴿ وَبُكْمٌ ﴾ فلا يتكلمون بالحق، ولذلك فهم حائرونَ ﴿ فِي الظُّلُمَاتِ ﴾: أي ظلمات الكفر والشرك والمعاصي، وما ينتج عن ذلك من القلق والحيرة، واضطراب النفس، والخوف، والهمّ.


• ثم أخبر تعالى عباده بأنه ﴿ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ ﴾ إضلاله بِعَدْلِهِ وحِكمته: ﴿ يُضْلِلْهُ ﴾، ﴿ وَمَنْ يَشَأْ ﴾ هدايته بإحسانه وفضله: ﴿ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾: أي يُوفقه إلى الاستمساك بدين الإسلام الواضح الذي لا اعوجاج فيه، والمؤدي إلى سعادة الدنيا والآخرة، (وعلى هذا فمَن أراد الهداية والتثبيت فليطلبهما مِنه سبحانه - بصِدقٍ وافتقار - وهو يقرأ قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾، فإنه ما مِن قلبٍ إلا وهو بين يديه سبحانه، فإن شاء أقامَه وإن شاء أزاغَه).


الآية 40، والآية 41: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول لهؤلاء المشركين: ﴿ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ ﴾: يعني أخبروني إن جاءكم عذاب الله وبلاؤه في الدنيا، ﴿ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ ﴾ التي تُبعَثون فيها والتي فيها عذاب يوم القيامة وشِدَّتُه: ﴿ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ ﴾ حينها لِكَشْف ما نزل بكم من البلاء والعذاب ﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ في زَعْمكم أن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله تنفع أو تضر؟!


• ثم يقول الله تعالى لهم: ﴿ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ ﴾: يعني بل - حينها - تدعون ربكم الذي خلقكم لا غيره، وتستغيثون به ﴿فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ﴾: أي فيُفرّج عنكم ذلك البلاء العظيم النازل بكم ﴿إِنْ شَاءَ﴾ سبحانه ذلك، لأنه وحده القادر على كل شيء، وحينئذٍ: ﴿وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾: أي وعندها تنسون شركائكم فلا تدعونهم، لِيَأسكم من إجابتهم لكم، وذلك لِضعفهم وحقارتهم.


• وقد كان مشركوا العرب يعبدون الأصنام في حال الرفاهية، وأما في حال الشدة فإنهم يدعون الله وحده لِيَصرف عنهم العذاب والبلاء، وهذا من غريب أحوال الإنسان المشرك، أنه في حال الشدة الحقيقية يدعو الله وحده ولا يدعو معه هذه الآلهة الباطلة التي كان يدعوها في حال الرخاء والعافية.


الآية 42، والآية 43: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا ﴾ رسلنا ﴿ إِلَى أُمَمٍ ﴾: أي إلى جماعات من الناس ﴿ مِنْ قَبْلِكَ ﴾، فكانوا يأمرونهم بالإيمان والتوحيد والعبادة، فكذَّبوهم وعصوا أمرنا ﴿ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ ﴾: أي فابتليناهم في أموالهم بالفقر وضِيق المعيشة، ﴿ وَالضَّرَّاءِ ﴾: أي وابتليناهم في أجسامهم بالأمراض والآلام ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾: يعني وذلك رجاء أن يتذللوا لربهم في الدعاء، ويخضعوا له وحده بالعبادة، ويرجعوا إلى التوحيد بعد الشرك، والطاعة بعد العصيان.


• ولَمَّا لم يَفعلوا ذلك، وَبَّخَهم اللهُ بقوله: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ﴾: يعني أفلا يَتذللون لنا حينما جاءهم بلاؤنا لنكشفه عنهم؟، ﴿ وَلَكِنْ ﴾ حصل العكس، فقد ﴿ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ من الشرك والمعاصي.


الآية 44، والآية 45: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾: أي فلما تركوا العمل بأوامر الله تعالى وأعرضوا عنها: ﴿ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾، فأبدلناهم بالفقر: رخاءً في العيش، وبالضراء: صحة في الأجسام، وذلك استدراجاً مِنَّا لهم، ﴿ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا ﴾: يعني حتى إذا تكبروا، واغترُّوا بما أعطيناهم من الخير والنعمة: ﴿ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ﴾: أي أخذناهم بالعذاب فجأة ﴿ فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾: أي فإذا هم يائسون من النجاة، متحسرون نادمون حيثُ لا ينفع الندم.


﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾: يعني فاستُؤصِلَ هؤلاء القوم عن آخرهم، وأُُهْلِكوا حينما كفروا بالله وكذَّبوا رسله، فلم يَبْقَ منهم أحدٌ، ﴿ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ على نُصرة أوليائه، وإهلاك أعدائه، فاذكر هذا - أيها الرسول - لقومك لعلهم يرجعون إلى رُشدهم، ويعودون إلى الحق الذي تدعوهم إليه وهم مُعرضون.


• وفي هذا تحذير لكل مَن يَغتر بنعمة الله عليه وهو ما يزالُ مقيماً على معصيته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: )إذا رأيتَ الله تعالى يعطي العبدَ من الدنيا ما يحب وهو مُقيمٌ على معاصيه: فإنما ذلك منه استدراج) (انظر صحيح الجامع حديث رقم: 561).


الآية 46: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول لهؤلاء المشركين: ﴿ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ ﴾: يعني أخبروني إن أذهَبَ الله سمعكم فأصمَّكم، وذهب بأبصاركم فأعماكم، ﴿ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ ﴾: أي وطبع على قلوبكم فأصبحتم لا تفهمون قولاً، فـ ﴿ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ﴾: يعني فأيُّ إلهٍ غير الله جل وعلا يقدر على رَدِّ ذلك لكم؟! والجواب: لا أحد، إذاً فكيف تتركون عبادة مَن يَملك سمعكم وأبصاركم وقلوبكم ويَملكُ كل شيء، وتعبدون ما لا يملك لكم شيئاً من ذلك؟! أيُّ ضلالٍ أبْعد مِن هذا؟! ثم قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ﴾: يعني انظر كيف ننوِّع لهم الحُجَج والأساليب لزيادة البيان، ولإظهار الحُجَّة، ﴿ ثُمَّ هُمْ ﴾ بعد ذلك ﴿ يَصْدِفُونَ ﴾: أي يُعرضون عن التذكر والاعتبار.


الآية 47: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ ﴾: يعني أخبروني ﴿ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً ﴾: أي فجأة، بدون علامةٍ تَسبقه، وأنتم في غفلةٍ من ذلك، ﴿ أَوْ ﴾ أتاكم ﴿ جَهْرَةً ﴾: يعني بعد مجيء علامةٍ تسبقه، وكان ظاهرًا أمامكم تنظرون إليه: ﴿ هَلْ يُهْلَكُ ﴾ حينئذٍ ﴿ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ ﴾ الذين تجاوزوا الحد، فصرفوا عبادة الله تعالى لِمَن لا يستحقها؟ (وهذا استفهام يفيد التقرير وحَصْر الهلاك في أهل الظلم).


الآية 50: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول لهؤلاء المشركين الذين يعاندونك ويطلبون منك أشياءً لا تُطِيقها: ﴿ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ ﴾: يعني إني لا أدَّعي أني أملك خزائن السماوات والأرض، فأتصرف فيها وأعطيكم منها ما تطلبون، ﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾: أي ولا أزعُمُ أني أعلم الغيب حتى أخبركم بموعد العذاب الذي ينتظركم، ﴿ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ﴾ ﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ﴾: يعني وإنما أنا رسول من عند الله، أتبع ما يُوحِيه إليَّ، وأبلِّغ وَحْيَهُ إلى الناس، ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ﴾: يعني هل يستوي الكافر الذي عَمِيَ عن آيات الله تعالى فلم يؤمن بها مع المؤمن الذي أبْصَرَ آيات الله فآمَنَ بها؟! ﴿ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴾ في آيات الله لِتُبصروا الحق فتؤمنوا به؟


• وفي هذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب - إلا ما أعْلَمَهُ الله تعالى منه -، وأنه لا يملك التصرف في شيءٍ من هذا الكون.


الآية 51: ﴿ وَأَنْذِرْ بِهِ ﴾: أي وخوِّف بالقرآن المؤمنين ﴿ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ﴾: أي الذين يعلمون أنهم سيُحشَرون إلى ربهم يوم القيامة، فهم مصدِّقون بوعد الله تعالى ووعيده، ويخافون عذاب ربهم، ويعلمون أنه ﴿ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ ﴾ ينصرهم، (وَلَا شَفِيعٌ) يشفع لهم عنده تعالى، فيُنقِذَهم من عذابه إلا بإذنه، فهؤلاء ينفعهم إنذارك بالقرآن، لأنهم مُتيَقنون بالانتقال من هذه الدار إلى دار القرار، فلذلك يَستصحبون معهم ما ينفعهم، ويتركون ما يَضرهم، وهذا كقوله تعالى: ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾، فإنْ أنذرتَ هؤلاء الخائفون من عاقبة ذنوبهم، فإنه يُرجَى لهم أن يتقوا الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾.


الآية 52: ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾: أي ولا تُبْعِد أيها النبي عن مُجالَسَتِك فقراء المسلمين الذين يعبدون ربهم أول النهار وآخره، و ﴿ يُرِيدُونَ ﴾ بذلك ﴿ وَجْهَهُ ﴾: أي يريدون بأعمالهم الصالحة رضا الله تعالى وَجَنَّتِه، والنظر إلى وجهه الكريم.


• ومُبالَغةً في النهي عن ذلك، فقد قال تعالى له: ﴿ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾: يعني ما أنت بمسؤول عن خطايا هؤلاء الفقراء - إن كانت لهم خطايا -، إنما حسابهم على الله تعالى، ﴿ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾: يعني ولا هم بمسئولين عنك فلِماذا تطردهم إذاً؟


﴿ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾: يعني فإن طرَدتَهم وأبعدتَهم عن مجالستك: فإنك تكونُ من المتجاوزين لحدود الله تعالى، الذين يضعون الشيء في غير موضعه، فلم يُبعِدهم النبي صلى الله عليه وسلم - امتثالاً لأمر ربه.


• واعلم أن سبب نزول هذه الآية أن بعض المشركين في مكة اقترحوا على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُبعد من مجلسه فقراء المؤمنين - مثل بلال وعَمّار وصُهَيْب - حتى يجلسوا إليه ويسمعوا عنه، فقالوا له: (اطرد هؤلاء عنك حتى لا يَجْترئوا علينا)، فهَمَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك (رجاء هداية أولئك المشركين)، فنهاه الله تعالى عن ذلك بقوله: ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ...﴾.


الآية 53: ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ﴾: أي وكذلك ابتلى اللهُ بعضَ عبادِهِ ببعض، وذلك باختلاف حظوظهم من الرزق والصحة وغير ذلك، فجعل بعضهم غنيًّا وبعضهم فقيرًا، وبعضهم قويًّا وبعضهم ضعيفًا، فبذلك جعل بعضهم يحتاج إلى بعض، وذلك اختبارًا منه تعالى لهم ﴿ لِيَقُولُوا ﴾: أي ليقول الكافرون الأغنياء: ﴿ أَهَؤُلَاءِ ﴾ الضعفاء الفقراء ﴿ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ بالهداية إلى الإسلام ﴿ مِنْ بَيْنِنَا ﴾ ونحن الرؤساء وهم العبيد؟!، فرَدَّ الله عليهم بقوله: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ الذين يشكرون نعمته، فيوفقهم إلى الهداية لدينه؟ والجوابُ: بلى، فالشاكرون هم المستحقون لإنعام الله عليهم بكل خير.


الآية 55: ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾: أي وبِمِثل هذا البيان الذي بيَّنَّاه لك: ﴿ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ ﴾: يعني نُبَيِّن الحجج الواضحة على كل حقٍ يُنكِرُه أهل الباطل، ونُبَيِّن طريق الهدى من طريق الضلال، وذلك ليظهر الحق الذي ينبغي سلوكه، ﴿ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾: أي ولِتتبَيَّنَ أيها الرسول - أنت وأمتك - طريق أهل الباطل الموصلة إلى سخط الله وعذابه، فإنَّ سبيل المجرمين إذا ظهرتْ واتضحتْ: أمْكَنَ اجتنابها، والبُعد عنها.


الآية 57: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول لهؤلاء المشركين: ﴿ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ﴾: يعني على حُجَّةٍ واضحةٍ، وبصيرةٍ ويقينٍ من شريعة ربي التي أوحاها إليَّ، وذلك بوجوب توحيده وطاعته، وإفراده وحده بالعبادة، ﴿ وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ﴾: يعني وقد كذَّبتم بذلك كله، وكذبتم بالعذاب الذي أنذرتُكم به، و ﴿ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ﴾: يعني وليس في قدرتي إنزال العذاب الذي تستعجلونني به، ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾: أي وما الحكم في تأخر ذلك إلا إلى الله تعالى، فكما أنه هو الذي حَكَمَ بالحُكم الشرعي فأمر ونهى، فإنه هو الذي يَحكُم بالحكم الجزائي فيُثِيب ويعاقب، وذلك بحسب ما تقتضيه حِكمته، وقد أوضح لكم طريق الحق والباطل، إذ هو سبحانه ﴿ يَقُصُّ الْحَقَّ ﴾: أي يُخبِرُ بالحق إخباراً تنقطع به معاذير الخلق وحُجَجهم، وقد قصَّ عليكم أخبار السابقين المطالبين رسلهم بالعذاب، ورأيتم كيف حَلَّ بهم عذابه، ﴿ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴾: أي وهو خير مَن يَفصل بين الحق والباطل بقضائه وحكمه وآياته.


الآية 58: ﴿ قُلْ ﴾ للمستعجلين بالعذاب جهلاً وعِناداً وظلماً: ﴿ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ﴾: يعني لو أنني أملك إنزال العذاب الذي تستعجلونه لأنزلتُهُ بكم، و ﴿ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾ بتدمير الظالم مِنَّا، ولا خيرَ لكم في ذلك، ولكنَّ الأمر عند الحليم الصبور، الذي يَعصيه العاصون، وهو يعافيهم، ويرزقهم، ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ ﴾ الذين تجاوزوا حَدَّهم فأشركوا معه غيره، ولا يَهلَكُ غيرهم، لأنهم هم المستوجبون للعذاب بظلمهم، فلذلك يُمهلهم، ثم يأخذهم أخْذَ عزيزٍ مقتدر.



* وهي سلسلة تفسير للآيات التي يَصعُبُ فهمُها في القرآن الكريم (وليس كل الآيات)، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو شرحُ الكلمة الصعبة في الآية.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السابع من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثامن من سورة الأنعام بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنعام بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع التاسع من سورة الأنعام بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الأنعام كاملة بأسلوب بسيط (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة الأنعام بأسلوب بسيط جدا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة الأنعام الآيات (165)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الأنعام الآيات (161: 164)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الأنعام الآيات (159: 160)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الأنعام الآيات (157: 158)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الأنعام الآيات (154: 156)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الأنعام الآيات (152: 153)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
6- جزاك الله خيرا
حلا - فلسطين 15-05-2015 06:27 PM

جزاك الله خيرا،، طريقة رائعة في التفسير ومفيدة لنا،، استمر بارك الله فيك،، متابعون بإذن الله

5- أعجبتني جداً هذه الجملة
هاشم عفيفي - مصر 14-05-2015 12:55 PM

أعجبتني جداً هذه الجملة: (وفي هذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب - إلا ما أعْلَمَهُ الله تعالى منه -، وأنه لا يملك التصرف في شيءٍ من هذا الكون)
لأن في ذلك ردا على كل من يعطي النبي صلى الله عليه وسلم قدراً فوق حدود البشر.

4- تعليق
هلال سعيد سيد - مصر 14-05-2015 12:51 PM

شكرا جدا على هذا التبسيط الرائع فقد فهمت أشياء لم أكن أفهمها من قبل من خلال قرائتي لتك الآيات من قبل

3- جزاكم الله خيرا
علي حجازي - مصر 14-05-2015 12:49 PM

جزاكم الله خيرا على التبسيط والتلخيص ونسأل الله أن يعينكم على تتمة كتاب الله بنفس اليسر

2- أسلوب حضرتك في العقيدة ممتع
ahmed hamouda - egypt 14-05-2015 12:47 PM

السلام عليكم
أسلوب حضرتك في العقيدة ممتع وأنا ألاحظ أن حضرتك تركز في تفسيرك على تبسيط العقيدة للناس بأسلوب بسيط
أسأل الله أن ينفع بك المؤمنين

1- ثلاثة تفاسير في تفسير واحد والله لفضلٌ من الله عظيم
زائر - Egypt 14-05-2015 12:39 PM

ثلاثة تفاسير في تفسير واحد والله لفضلٌ من الله عظيم فبدل ما أقرأ التفاسير الثلاثة المذكورة، تجعلني أقرأ هذا التفسير فقط
فجزاك الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب