• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

البحر في كتاب الله

جمال عفيفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/11/2009 ميلادي - 11/12/1430 هجري

الزيارات: 301687

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البحر في كتاب الله


البحر خلْق عظيمٌ، ذو شأن في كتاب الله؛ حيث ذكر في (43) موضعًا، وأما وروده في أحاديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فكثيرٌ، فتارة تجده جندًا مِن جنود الله، ممتثلًا لأوامره، يوالي أولياءَه ويكرمُهم، ويُعادي أعداءه فيُغرقهم أو يَهِمُّ.

 

وتارةً يَحمل الخير والنَّفع للنَّاس، وإذا ضاق بهم البَرُّ ففيه السَّعة والرِّزق.

 

وهو دائمًا مَضرِب المثَل لِسَعة عِلم الله ورحمته؛ بل السَّعة مطلقًا.

 

وأحيانًا هو محلُّ اختبار اللهِ لعباده، وهو مأوى العجائب.

 

وللإعجاز العلمي فيه مجال واسع، فإذا جئْنا لوصْف حالِه يومَ القيامة، شخصَت الحواسُّ مِن هَوْل الأحداث.

 

فهلمُّوا إلى رحلة نستكشِف فيها "البحر" في القرآن والسُّنَّة.

 

من جنود الله

في سِتَّة مواضعَ من القرآن الكريم، ذكر الله سبحانه مشاهدَ عدَّةً لاستجابة البحر لربِّه، بإنجاء موسى عليه السَّلام ومَن معه، وإغراق فرعون ومَن معه: ففي معْرض المَنِّ على بني إسرائيل، يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ﴾ [البقرة: 50].

 

وفي موضع آخر: يقول تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين ﴾ [يونس: 90]، فلمَّا نطق فرعون بهذا الكلام، ردَّ الله عليه: ﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 91].

 

ويشترك البحر مع جبريل عليه السلام في الغيظ مِن عدوِّ اللهِ فرعون؛ كما قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((قال لي جبريل: لو رأيتَني وأنا آخذٌ من حال البحر – يعني: طين البحر - فأدسُّه في فم فرعونَ؛ مخافةَ أن تُدركه الرَّحمة))؛ قال الألباني رحمه الله: حديث صحيح.

 

في موضع ثالث: يُصوِّر الله الحادثة تصويرًا مَهيبًا، عندما وصل بنو إسرائيل ساحلَ البحر، فرأوا البحر أمامَهم، وعدوَّهم مِن خلفهم يكاد يصِل إليهم، فبلغتْ قلوبُهم الحناجرَ، وظنُّوا بالله الظنون: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 61-63].

 

وفي موضع رابع: يُلقي اللهُ سبحانه السَّكِينة على موسى عليه السلام ويُطَمْئِنُه؛ لئلا يهابَ البحر: ﴿ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾ [طه: 77، 78].

 

وفي موضع آخر: ترى هذا الجنديَّ مؤدِّبًا للمشركين، فيضطرب ويثُور بأمر ربه، فيُلجِئهم إلى توحيد الله: ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [يونس: 22].

 

لكنَّ المشركين إذا عادوا إلى البَرِّ أعرَضوا ونَسُوا حالَهم في البحر: ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 67]

 

نفع العباد

سخَّر الله البحرَ لِعبادِه؛ ليأكلوا منه لحمًا طريًّا، ويَستخرِجوا منه حليةً يَلبَسُونها، وأجرَى فيه الفُلْك آيةً للنَّاس، وليبتغوا من فضله لعلَّهم يشكرون؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﴾ [الجاثية: 12].

 

وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 14]، وقال تعالى: ﴿ رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [الإسراء: 66].

 

ومن رحمته بهم في البحر: أنَّه حرَّم عليهم ركوبَه حالَ ارتجاجه؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((... ومَن رَكِبَ البحر عند ارتجاجه فمات، فقد برئتْ منه الذِّمَّة))؛ قال الألباني: صحيح.

 

والبحر - كما هو معلوم - أوسعُ من الأرض اليابسة، فجعَل اللهُ فيه مِن الخصائص والمنافع ما لم يجعلْه في البَرِّ، فهو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتتُه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسول الله، إنا نركبُ البحر، ونَحمِل معنا القليلَ مِن الماء، فإنْ توضَّأْنا به، عَطِشْنا، أفنتوضَّأ مِن ماءِ البحر؟ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((هو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتتُه))؛ رواه أبو داود، وقال الألباني: صحيح.

 

وإذا كان البحر غضوبًا ومهلكًا لأعداء ربِّه، فهو رحيمٌ مكرِم لأوليائه، فها هو - بإذن الله - يُخرج للمجاهدين في سبيل الله مِن خيراته:

فعن جابر قال: "بَعَثَنَا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأمَّر علينا أبا عُبيدةَ بن الجرَّاح نتلقَّى عِيرًا لقريش، وزوَّدَنا جرابًا مِن تمر لم نجد له غيره، فكان أبو عُبيدَةَ يُعطينا تمرةً تمرةً، كنَّا نمصُّها كما يَمصُّ الصبيُّ، ثم نَشرب عليها من الماء، فتكفينا يومَنا إلى اللَّيل... وانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا هو دابَّةٌ تُدعَى العنبر، فقال أبو عُبيدةَ: ميتةٌ ولا تَحِلُّ، ثم قال: لا، بل نحن رُسُل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وفي سبيل الله، وقد اضطررتم إليه، فكلوا، فأقمْنا عليه شهرًا، ونحن ثلاثمائة، حتَّى سَمِنَّا، فلمَّا قدِمْنا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ذَكَرْنا ذلك له فقال: ((هو رِزقٌ أخرَجَه اللهُ لكم، فهل معكم مِن لحمِه شيءٌ فتُطعِمونا؟))، فأرسلْنا منه إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأكل"؛ حديث صحيح؛ رواه مسلم.

 

ابتـلاء

والبحر أيضًا محلٌّ لابتلاء العِباد بالسَّراء والضَّراء، فبظلمٍ مِن الذين هادوا حرَّم الله عليهم الصيدَ يومَ السَّبت، وابتلاهم بأنْ كانت الحِيتانُ تأتيهم يومَ السَّبت، وتَغيب باقيَ الأيَّام؛ قال تعالى: ﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 163].

 

فشدَّد اللهُ على بني إسرائيل بما كانوا يفسُقون، وسهَّل اللهُ على هذه الأمَّة، فأباح لها صيدَ البحر - في حال الإحرام - عندَما حرَّم عليهم صيدَ البَرِّ؛ قال سبحانه: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المائدة: 96].

 

البحر والعلم

والارتباط بين البحر والعِلم مِن وجوه، فهو مَضْرب المَثَل لِسَعَةِ عِلمِ الله؛ قال عز وجل: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: 109]، وقال عز ذكره: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27].

 

ثم ها هي الحِيتان في البحر تستغفر للعالِم؛ فعن أبي الدَّرداء قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((إنَّه لَيَستغفرُ للعالِم مَن في السماوات، ومَن في الأرض، حتَّى الحيتان في البحر))؛ قال الألباني: صحيح.

 

والبحر كان الرَّفيقَ في رحلة طلب العِلم لمَّا خرج موسى عليه السلام يَطْلُب الخَضِرَ؛ لِيَأخُذ عنه عِلمَه، فالموعد كان بمَجْمَع البحرين ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾ [الكهف: 60].

 

وكانتِ العلامة أن يتَّخِذ الحوتُ الذي حَمَلَه سبيلَه إلى البحر؛ ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾ [الكهف: 61 - 64].

 

البحر المسجور

وللإعجاز العِلميِّ مجالٌ واسع في الآيات التي ذُكِر فيها البحر؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾ [الطور: 1 - 6].

 

(سَجَرَ التَّنُّورَ) في اللغة؛ أي: أوقَدَ عليه حتَّى أحْمَاه، وقد اختلفَ المفسِّرون في المعنى، حتَّى اكتُشِف حديثًا أنَّ الأرض التي نحيا عليها لها غُلافٌ صخريٌّ خارجي، هذا الغلاف ممزَّق بشبكة هائلة من الصُّدوع تمتدُّ لمئات من الكيلومترات طُولًا وعرضًا، بعمق يتراوح ما بين 65 و150 كيلو مترًا طولًا وعرضًا، ومن الغريب أنَّ هذه الصُّدوع مرتبطةٌ بعضُها ببعض ارتباطًا يجعلها كأنَّها صدع واحد، ويقسم الله سبحانه وتعالى في آية أخرى: ﴿ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾ [الطارق: 12].

 

وفي هذه الآية إعجازٌ واضح، فاللهُ سبحانه يُقسِم بصَدْع واحد؛ هو عبارة عن اتِّصال مجموع الصُّدوع، يُشَبِّهُه العلماء باللَّحام على "كرة التنس".

 

وقد جعلت هذه الصُّدوع في قيعان المحيطات، وهذه الصُّدوع يَندفع منها الصهارة الصخريَّة ذات الدَّرجات العالية التي تسجر البحر، فلا الماء على كثرتِه يستطيع أن يُطفئَ جذوةَ هذه الحرارة الملتهبة، ولا هذه الصَّهارة على ارتفاع درجة حرارتها (أكثر من ألف درجة مئوية) قادرة على أن تُبخِّر هذا الماء، وهذه الظاهرة من أكثر ظواهر الأرض إبهارًا للعلماء.

 

وجعل بينهما برزخًا

ومِن الإعجازِ العلميِّ في الآيات التي ذُكِر فيها البحر: ما جاء في كتاب الله: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾ [الرحمن: 19 - 20].

 

وقوله عز وجل: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ﴾ [النمل: 61].

 

وقوله سبحانه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 53].

 

فمن الحقائق العلمية التي لم تُكشف للإنسان إلَّا في القرن العشرين أنَّه:

• يوجد بينَ البحار المالحة حواجزُ مائيَّة، تحافظ على الخصائص المميِّزة لكلِّ بحر.

 

• يوجد اختلاط بين البحرين رغمَ وجود الحاجز.

 

• لا يوجد لقاء مباشر بين ماء النهر وماء البحر في منطقة المَصَبِّ؛ لوجودِ حاجز مائيٍّ يحيط بهذه المنطقة، ويفصل بين الماءين.

 

• تُعتبر منطقة المصبِّ حجرًا على الكائنات التي تعيش فيها، ومحجورة عن الكائنات التي تعيش خارجَها.

 

فسبحان مَن أَنزَل هذه الآياتِ الدالةَ على أنَّها أُنزِلت من لَدُن حكيم خبير، مشتملة على علم الله تعالى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • على شاطئ البحر
  • هلموا إلى كتاب الله
  • جمال الله في خلقه ( قصيدة )
  • كتاب الله هداية الله للعالمين ( خطبة )
  • الدابة والدواب في كتاب الله
  • العناية بكتاب الله تعالى
  • خُدام كتاب الله (قصيدة)
  • اقرأ كل يوم آية
  • نظرات في كتاب تأملات كاتب
  • النصيحة لكتاب الله
  • الوصاة بكتاب الله عز وجل
  • البحر جندي مـن جنود الله (خطبة)
  • من أراد النور فليبحث عنه في كتاب الله (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحاضرة الثانية - شرح دوائر الخليل بن أحمد الفراهيدي(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • وصف البحر والمحيط في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • عرض كتاب: تاريخ المسلمين في البحر المتوسط(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الخلاف في طهورية ماء البحر(مقالة - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • نضال الذاكرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قاع البحر في آيات القرآن(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • عرض كتابين عن (منهج أبي حيان في تفسيره البحر المحيط) لأحمد شكري وبدر البدر(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • من دفن كتبه أو رماها في البحر أو غسلها أو أتلفها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسرار البحار في القرآن الكريم(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
hayet - الجزائر 11-09-2024 12:20 PM

شكرا على هذه المعلومات المفيدة جدا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب