• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عرفه

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

المصدر: ألقيت بتاريخ: 9/12/1430هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/11/2009 ميلادي - 10/12/1430 هجري

الزيارات: 18831

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عرفه


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

 

أما بعد: فيا أيها الناس:

اتقوا الله - تعالى - حق التقوى، ياأيها الناس.. يامن خلقكم الله من ذكر وأنثى.. يامن خلقكم الله لعبادته.. يامن أرسل الله إليكم الرسل مبشرين ومنذرين: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

 

معشر المسلمين:

يامن فتح الله قلوبكم لما جاء به محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - يامن جعلكم الله شهداء على الناس.. حجاج بيت الله الحرام.. يامن استجبتم لنداء الله وقدِمتم من كل فجٍّ عميق إلى هذا البيت العتيق.

 

يا معشر المسلمين:

يامن تنتظرون العيد السعيد: أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي وصية الله من فوق سبع سماوات للأولين والآخرين: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ ﴾ [النساء: 113]، وهي وصية محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.

 

قال العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: "وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظةً ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب.. قلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع.. فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة".

 

تقوى الله خير واقٍ عن المعاصي ورادع عن الآثام.. تقوى الله خير واعظٍ للعبد في حلِّه وترحاله وشهوده وغيبته؛ فاتقِ الله أيها العبد في ليلك ونهارك وسرك وجهارك.. اتق الله في كل أحوالك.. اتق الله في تعاملك مع ربك ليكن التقوى سياجاً منيعاً يحول بينك وبين معاصي الله، كلما عظمت التقوى في القلب كثرت الطاعات وقلت المعاصي.

 

أيها المسلم:

ليكن التقوى منهجك في حياتك كلها؛ فبتقوى الله تُعظِّم أوامره بامتثالها وتعظم نواهيه باجتنابها.. بتقوى الله تعظِّم حرمات الله وشعائره.. بتقوى الله تحترم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.. بتقوى الله تؤدي الحقوق لأهلها.. بتقوى الله - جل جلاله - تبتعد عن ظلم العباد.. وبتقوى الله تكون عضوًا صالحاً في أمتك ولبنةً في بناء مجتمعك المسلم، وبتقوى الله تقول الكلمة الطيبة، جامع ذلك هو قول النبي لمعاذ: "اتقِ الله حيثما كنت، وأَتْبِع السيئةَ الحسنةَ تمْحُها، وخالقِ النَّاس بخلقٍ حسن".

 

أمة الإسلام:

إن الله خلق الثقلين - الجنِّ والإنس - لعبادته وحده لا شريك له؛ ولأجل هذه الغاية خلق الله أبانا آدم بيده ونفخ فيه من روحه وأَسْجَدَ له ملائكته وأسكنه وزوجته الجنة، فأزلهما الشيطان عنها فأهبطهما إلى الأرض؛ فكان آدم خليفةً في الأرض وأول نبي لبنيه وعقبه؛ فعاش آدم وعاشت ذريته عشرة قرون على التوحيد يدينون لله بعبادته وحده لا شريك له.. حتى إذا فشى الشرك في الأرض وعُبد غير الله وانحرف الناس عن دينهم وتمكَّن الشيطان من إغوائهم بعث الله الرسل عبر القرون متعاقبين متواترين مبشرين ومنذرين.. أنزل عليهم الكتب وأيدهم بالمعجزات ليهدوا الناس إلى الطريق المستقيم ويستنقذوهم من وساوس الشيطان وضلالاته.

 

أيها المسلمون:

ولقد واجه الرسل من قومهم صنوفًا من الأذى من التكذيب والسخرية والاستهزاء والدسائس والمؤامرات.. اتهموهم في عقولهم فوصفوهم بالسَّفه، قال قوم نوحٍ عن نوح - عليه السلام -: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ﴾ [المؤمنون: 25]، وقال قوم هودٍ لهود: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 66]، وقال فرعون عن موسى - عليه السلام -: ﴿ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴾ [الشعراء: 27]. اتهموهم في إخلاصهم فزعموا أنهم يريدون الدنيا وزهرتها، قال قوم نوحٍ عن نوح: ﴿ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ﴾ [المؤمنون: 24]، وقال قوم فرعون لموسى - عليه السلام -: ﴿ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 78]، وأعلنوا تكذيبهم لأنبيائهم: ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ [ق: 12– 14]، ومع هذه المعارضات فالله ناصر رسله ومؤيدهم، وكان للكافرين بالمرصاد فأذاق المكذبين العذاب الأليم.

 

أيها المسلمون:

وتوج الله دعوة الرسل بمبعث محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - جعله خاتم الأنبياء وأفضل الأنبياء.. بعثه والناس بأمسِّ الحاجة إليه في جهلٍ وتقاتل وتناحرٍ واختلاف قبائل شتى وأمم متمزقة.. لا رابط يربطهم ولا راية تجمعهم.. شغلتهم الحروب والغارات؛ فلا عقيدة تحميهم ولا شريعة تهديهم.. يعيشون في غياهب الظلم والضلال والأوهام.. قلوبٌ قاسية ونفوسٌ حائرة تنوع اختلافهم وضلالاتهم؛ فأهل الكتاب حرَّفوا كتبهم ونسبوا إلى الله الصاحبة والولد ونسوا تعاليم أنبيائهم، والعرب الجاهليون انحرفوا عن ملة الخليل - عليه السلام - فعبدوا الأوثان ووأدوا البنات وقتلوا الأولاد واستحلوا الفواحش والقبائح والوثنية الضاربة بأطنابها في أرجاء المعمورة.

 

عبد البشر بعضهم بعضا؛ فعُبِد غير الله.. عُبِدت النار والظلمات والنور، بل عُبِد الشياطين من دون الله، وفي وسط هذا الجو المكفهر بالظلم والضلال والجهالات والبدع بعث الله سيد الأولين والآخرين محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور.

 

وقد صور جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - واقع العالم العربي قبل الإسلام فقال مخاطبا للنجاشي: "كنا قومًا أهل جاهلية.. نعبد الأوثان ونستبيح الفواحش ونأكل الميتة ونُسِيء الجوار ونقطِّع الرحم ويأكل قويُّنا ضعيفنا.. حتى بعث الله فينا رسولًا منا نعرف صدقه وحسبه ونسبه وعفافه وطهارته؛ فدعانا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن نترك ما كنا نعبد وآباؤنا من الأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار وصلة الرحم والكف عن المحارم، ونهانا عن الفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا بعبادة الله وبالصلاة والزكاة؛ فصدفناه وآمنا به واتبعناه؛ فأحلَلْنا ما أحلَّ وحرمنا ما حرم علينا؛ فعبدنا الله وتركنا ما كنا عليه من القبائح؛ فعدا علينا قومنا.. فتنُونا عن ديننا ليردُّونا إلى عبادة الأصنام وأن نستبيح الخبائث التي استبحناها"، هكذا صور واقعهم المرير.

 

إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بعثته ليست بدعًا من الرسل: ﴿ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ ﴾ هو دعوة الخليل - عليه السلام -: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾، وهو بشرى عيسى - عليه السلام -: ﴿ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾، وهو أولى الناس بإبراهيم وبسائر الأنبياء لأنه وأمته صدَّقوا جميع أنبياء الله: ﴿ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 136]، ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 68].

 

لقد واجه - صلى الله عليه وسلم - من التحديات ما واجه إخوانه من الأنبياء ذلك.. عهد الكفر والباطل يتواصون بعداء الرسل: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ﴾ [الأنعام: 112]، ﴿ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾.

 

فوصفوه بالجنون والشعر.. قال - تعالى - عنهم: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴾ [الصافات: 35– 36]، وصفوه بالكذب والسحر: ﴿ وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾، نظروا نظرة الازدراء: ﴿ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ ﴾، عابوا عليه كونه بشرٌ من جنسهم يأكل كما يأكلون.. قال - تعالى -: ﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً ﴾.

 

إذا رأوا قومه حوله سخروا منهم وقالوا: ﴿ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ﴾، ثم سعوا إلى حجب الناس عن سماع القرآن والتشويش والشغب عند سماع القرآن: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾، هذه المعارضات منهم وهم يعلمون صدقه وأنه الصادق الأمين: ﴿ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ﴾.

 

هاجر إلى المدينة فحاربوه وقاتلوه وقتلوا أعز أقربائه إليه، وضعوا في طريقه العراقيل وأشاعوا الأقاويل وأرجفوا بالأباطيل وأيدهم اليهود والمنافقون تمالئوا معهم على عداوته فآذوه في نفسه وأهله وأصحابه.

 

كل تلك العداوات لكن الله - جل وعلا - نصر الإسلام وأعلى راية الإيمان، فما هي إلا سنوات حتى دخل مكة فاتحاً منتصراً بنصر الله له ودخل الناس في دين الله أفواجاً، فما انتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد أكمل الله به الدين وأتم به النعمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك؛ فصلوات الله وسلامه عليه.

 

وبعد موته - صلوات الله وسلامه عليه - واجه المسلمون تحدياً كبيرا بارتداد كثير من العرب عن الإسلام، ولكن الله هيأ الصديق - الذي قوى الله قلبه وملأه إيماناً - فأعادهم إلى حظيرة الإسلام وقاتلهم حتى انقادوا للإسلام، بل قاتلهم خارج الجزيرة حتى عادوا للإسلام حقاً، واستمر الخلفاء بعده يدعون إلى الله.

 

وهذا الدين شاع في مشارق الأرض ومغاربها ودخل الناس في دين الله أفواجاً عن قناعةٍ بهذا الدين وأخلاقه، وحلت الحضارة الإسلامية بقوتها وصلابتها مكان الحضارات الأخرى، واستوعب هذا الدين الناس على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وثقافتهم، وعاشوا تحت عادات الإسلام الواسعة وفي ظل أخلاقه السمحة وتعليماته الربانية.

 

ولكن الأمة تواجه في مختلف مراحل تاريخها أعداء ومؤامرات وتحديات من أعدائها أو من بعض المتعاونين معهم على الضلال، ولكن هذا الدين لا يزال قوياً شامخاً، وقد يضعف في نفوس أهله أحيانا وسرعان ما يستعيد قوته ونشاطه وينتشر في الأرض لأنه الدين الحق والفطرة التي فطر الله عليها الناس.

 

إن أعداء الأمة اليوم هم أعداؤها بالأمس وإن تنوعت الأساليب واختلفت على حسب اختلاف الأزمان والأحوال، ولكن الأمة لا تزال في عصورها المتأخرة تعاني من بعض التحديات العظيمة والأخطار الكبيرة.

 

فمن تلكم التحديات:

الانحراف العقدي عند بعض أفراد بعض المسلمين الذين استبدلوا العقيدة الصحيحة بالمبادئ الكفرية والمناهج المنحرفة عن الإسلام، ونفث بعضهم بقلمه السموم والإلحاد والتشكيك في دين الله، وبعضهم قدس ي بعض البشر فرفعهم عن منزلتهم وأعطوهم من خصائص الإلوهية الربوبية وزعموا سقوط التكاليف الواجبات عنهم فعبدوهم من دون الله واتخذوهم وسائط بينهم وبين الله بنوا على قبورهم وطافوا بها تعظيما ً لأهل القبور وطافوا بالضرائح والقبب ونحو ذلك، واختفى توحيد الله الذي بعث به محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مما يدل على أن الاهتمام بهده العقيدة والعناية بها والدعوة إليها من أجَلِّ الواجبات وأعظم المهمات.

 

وهناك أيضا تحدي آخر يتعلق بالتشكيك برسول الله والقدح فيه وفي سنته: ذلك أن محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - شرط من شروط الإيمان: "لا يؤمنُ أحدكُم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".

 

ولما علم أعداء الإسلام ما في قلوب المؤمنين من محبة هذا النبي الكريم وموالاته ونصرته آذوهم بالقدح في رسول الله والتشكيك في سنته بأقوالٍ رديئة.

 

وما علم أولئك أن الله جعل الذلة لمن عاداه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ ﴾ [المجادلة: 20]، وأن الله - جل وعلا - كتب الصغار على من عاداه: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3].

 

وأن الواجب على الأمة المسلمة الدفاع عن سنة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ودفْع كل الشُّبَه المغرضة ودفعها بالحق المبين، وأن عمل المسلم السنة وتطبيقهم لها بأقوالهم وأعمالهم وسلوكهم وتصرفاتهم تدل على عمق محبتهم لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾.

 

ومن التحديات التي يواجهها المسلمون:

ما يقوم به بعض المحسوبين على الإسلام والزاعمين الإسلام من إيقاد الفتنة والحرب والتقاتل بين الأشقاء بتجنيد وتربية سفهاء غرَّرُوا بهم وخدعوهم تحت قضايا مزعومة أرادوا بها ضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها وتفريق كلمتها واستعداء الأعداء عليها.

 

ومن عظيم جهلهم وضلالهم عزمهم على تسييس الحج والإخلال بأمنه وإحداث الفوضى والغوغا والشغب.. ولكن يأبى الله عليهم ذلك والمؤمنون؛ فالبلد الأمين في أيدٍ أمينة قوية لا تسمح لأي مغرض ومفسد أن يدنِّس هذا البلد الأمين أو يخل بأمنه أو يضعف شأنه.. فهم بالمرصاد لكل عدو لذلك، والحمد لله رب العالمين على فضله وكرمه.

 

أمة الإسلام:

ومن التحديات التي تواجهها الأمة: انتشار السحرة والمشعوذين الذين لا خير فيهم الذين يزعمون علاج الأمراض والإخبار بالمغيبات.. إلى غير ذلك من ضلالاتهم، ليسوا رقاةً شرعيين ولا أطباء مختصين ولا أصحاب مراكز بحوث علمية.. ولكنهم كذابون دجّالون يستعينون بالجن والشياطين والعالم الوهمي في تحقيق أغراضهم من أكل أموال الناس بالباطل وقضاء شهواتهم وسلب الناس أموالهم وعقولهم، فليحذر المسلمون من ذلك، ولقد كانت لهم قنوات فضائية ومواقع إلكترونية مما يدل على عِظم شرِّهم، فوصيتي للجميع بمقاومة أولئك، وعدم الثقة والاطمئنان إليهم.

 

أيها المسلمون:

ومن التحديات التي يواجهها المسلمون: انتشار المعاصي في العالم الإسلامي بشكلٍ عظيم حتى ربما يظن الظانُّ عدم حرمتها لأنه لا يسمع صوتًا ينادي بحرمتها ويبين حقيقتها فالتبس الأمر على الناس؛ فالمحرمات إذا كثرت ولم تغير يوشك أن يعم الله بالعقوبة.. لما سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم.. إذا كثر الخبث"؛ فوجود المعاصي يُهلِك الأمة وينخر في كيانها ويضعفها ويسلط الأعداء عليها.

 

فليحذر المسلمون ذلك، وصمّام الأمان شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من خصائص هذه الأمة: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ﴾ [آل عمران: 110].

 

أيها المسلمون:

ومن التحديات التي تواجهها الأمة: المخدرات بأضرارها، ذلك البلاء العظيم الذي يهدد الحضارات بالفناء والأخلاق بالزوال والقيم بالتدمير، تواجه الأمة عصاباتٍ إجراميةٍ دولية لا ضمير ولا دين لها تحارب الشعوب والأمم وتستهدف طاقة الشباب وتضعف كيانهم.. فكم من جرائم اقتُرِفت وفواحش ارتُكِبت وأعراضًا انتُهِكت وأموالًا سُلِبت وبيوتًا دُمِّرت وحربًا تأججت بأسباب أولئك وشرهم المستطير؛ فليكن كلٌّ منا عينًا ساهرةً لحماية المجتمع من هذا الداء العضال البلاء، وتتضافر الجهود عالمياً في القضاء عليها وعدم تمكين أهلها من إلحاق الضرر بالأمة؛ فإنها ضررٌ عظيم.. نسأل الله السلامة والعافية، ومن التحديات التي تواجه الأمة الإرهاب: ذلك البلاء العظيم الذي أشقى المسلمين، بل أشقى العالم كله.. هذا الإرهاب الذي يستهدف المنشآت والنفوس البريئة بغير حق، إنه مشكلةٌ عالمية يوجد في العالم بصور مختلفة لكن يستغله بعض الناس ويفسره على قدر هواه.. فإن رأوا في الإرهاب تهديدًا لمصالحهم وقضاءً على مصالحهم حاربوه، وإن رأوا أنه يؤيد مصالحهم أمدوه بطريقة مباشرةٍ وغير مباشرة.

 

وإنه لبلاءٌ عظيم.. واجب المسلمين محاربة هذا البلاء والوقوف أمامه فإنه بلاء عظيم.

 

إن العالم يشكو من التفجيرات.. يشكو من إخلال الأمن ومن العمليات الانتحارية والتفجيرات الإجرامية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء والمصائب.

 

يا أمة الإسلام:

إن هذه العمليات الانتحارية في بلاد المسلمين ضررٌ وبلاء.. رجالٌ ونساءٌ وأطفال استُهدِفوا بغير حق.. دمرت البنية التحتية ودمَّرت المنشآت وأضعفت الشوكة والمنعة وشلّت السواعد وفرقت المجتمع.

 

فاحذروا عباد الله أن تكونوا سبباً بهدم بلادكم بأيديكم وأيدي أعدائكم، احقنوا دماءكم وحلوا مشاكلكم فيما بينكم، ولا تركنوا إلى مَنْ يفرقكم باسم الطائفية وباسم وباسم.. احرصوا على المجتمع ووحدته وتماسكه، وحلوا المشاكل بينكم في إطار المحبة والمودة.

 

أيها المسلمون:

ومن التحديات التي يواجهها المسلمون: ما يريده البعض من تحريف معاني نصوص الكتاب والسنة بعدما عجزوا عن تحريف ألفاظها.. سعوا إلى تحريف معانيها تحت اسم القراءة الجديدة والفهم الجديد اغترارًا وانخداعًا بالحضارة الغربية ليلفقوا بينها وبين الإسلام؛ وذلك عن هوى وجهلٍ بقواعد الشرع بعيدًا عن مضامينها الصحيحة وأسباب النزول وفهم السلف الصالح لها.

 

أيها المسلمون:

ومع هذه التحديات فالمستقبل لهذا الدين، والعز للإسلام وأهله إن أطاع المسلمون ربهم واستقاموا على طاعة ربهم وتوكلوا على ربهم وقاموا بما أوجب الله عليهم، إن الأمة قد تضعف ولكنها لا تموت؛ فهي خالدةٌ بخلود كتابها ورسالتها.. باقيةٌ ما بقيت السماوات والأرض.. دائمةٌ ما دام الكتاب يُتلى، وأمة ترفع هذا الدين وتحكمه وتحاكم إليه، إن كثيرا من الأمم قد سقطت وبعض المناهج البشرية قد أفلست والعالم يتطلع إلى منقذ ولا منقذ إلا الإسلام.

 

أمة الإسلام:

إن هذا الدين أمانة في أعناق الأمة كلفهم الله إياها بعدما أشفقت منها السماوات والأرض والجبال، وهي أمانةٌ ثقيلة ولكنها الفاصلة بين الإيمان والكفر.. فمن أخذها بحقها تاب الله عليه ومن ضيعها من الكفار والمنافقين استحق العذاب الأليم:﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ [الأحزاب: 72 – 73].

 

إن للأمانة في الإسلام مجالاتٌ واسعةٌ تتعلق بحق الله وحق عباده والمصالح العليا للأمة؛ فأعظم أمانة في عنقك كلمة لا إله إلا الله، أصل الإسلام وأساسه أن تعرف معناها وأن حقيقتها عبادة الله وإفراده دون سواه، وتوحد الله بإلوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وتخلص لله دعاءك ورجاءك وخوفك وذبحك ونذرك.. كل ذلك لله: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162– 163]؛ تؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله والبعث بعد الموت تؤمن بقضاء الله وقدره.. إيمانك بهذا يخلصك ويميزك من أتباع الكفر والضلال، إيمانك يحدد هويتك ويكون شخصيتك ويحدد مصيرك في الدنيا ومآلك في الآخرة.

 

إيمانك بهذا يخلصك من اليأس والقنوت والفشل والخمول ويمدك بالقوة والنشاط، إيمانك بهذا يخلصك من العجب والغرور والتمرد على الله والتجبر على عباد الله.

 

سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - تؤمن بها وتصدقها وتطيعه فيما أمرك به وتجتنب ما نهاك عنه.. تقبل سنته وترضى بها وتحكمها وتحاكم إليها وينشرح صدرك لها، وتقدم قوله على قول كل قائل كائنًا من كان.. أركان الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج تؤديها كاملة الواجبات، فالصلاة هي صلة العبد وربه.. يفضي فيها إلى ربه همه وحزنه.. تسليه وتقوي في قلبه الإيمان ويسأل الله بها الهداية إلى الطريق المستقيم.. فيها حضور القلب والفكر وخشوع الجوارح وصفاء النفس، وفيها طهارة البدن والنفس وفيها نهي عن الفحشاء والمنكر، وما الزكاة إلا تزكيةٌ للمزكي بتطهيره من أخلاق الشح والبخل وتزكيةٌ للآخذ بتطهير قلبه من الغل، وما الزكاة إلا شعورٌ للغني بحق الفقراء عليه وأن لهم نصيبًا في ماله فرضه الله عليه، وفيها سلامة المجتمع من الصراعات الطبقية والتباغض والتناحر وتنمية مال المزكي، وما الصيام إلا تحقيقٌ لجانب التقوى ووحدة المسلمين في صيامه شهرًا كاملًا يبدأون من طلوع الفجر الثاني وينتهون عند غروب الشمس، ويقوي الإرادة والصبر وتحمل كل المشاق، وأيضا ارتباط بين الأغنياء والفقراء عندما يشعر الغني بالجوع والعطش فيعطف على إخوانه المستحقين المسلمين، وفيه سيطرةٌ على الشهوات التي أُمِر بالبعد عنها في رمضان، وما الحج إلا توحيدٌ لله وإقامةٌ لذكره وشهودٌ للمنافع والاستعداد لليوم الآخر.

 

يقف المسلمون في صعيدٍ واحدٍ.. الرب واحدٌ والنبي واحد والقبلة واحدة والمشاعر واحدة واللباس واحد والمكان والزمان واحد.. إن هي إلا شعورٌ بوحدة الأمة وما بينها من ترابط وأخوة دائمة.

 

أمة الإسلام:

وبقية أوامر الشرع المعنية من الأحوال الشخصية والجنايات والحدود كلها أمانة يجب أن تمتثلها وتستجيب لها ولا تخل بشيء منها، وتعلم أن هذه الأوامر لمصلحة العباد في عاجلهم وآجلهم، وما النواهي التي نهاك الله عنها - من السحر وقتل النفس والزنا وشرب الخمر وغير ذلك من المحرمات - إلا أمورٌ يجب أن تبتعد عنها وأن تتركها طاعة لله، وأن تعلم أنها ما حرمت إلا لصالح العباد أفرادًا وجماعات من الفساد، والنبي يقول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وحرَّم أشياء فلا تنتهكوها".

 

إن هذه الواجبات تؤديها والفرائض والمحرمات تبتعد عنها، هي تكاليف شرعية أنت ملزم بها.. لست حرا تفعل ما تشاء، وقد ادعى قوم عباد الهوى وأهل الجهل والضلال أن للإنسان أن يتصرف فيقضي برغباته وشهواته دون دين أو شرع، وهذا أمر عظيم.. وهذه دعوة على التمرد على الله وطمس لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشككوا في الحجاب وغير ذلك، ولم يعلموا أن هذا تقدير العزيز العليم.

 

أمة الإسلام:

وكما أن أمانة الدين أمانة في نفوس الأفراد فهناك أمانة خاصة يحملها الأقوياء من الرجال الذين يخططون لمصالح الأمة العليا ولمشاريعها الكبرى.

 

فأولا: الأمانة الملقاة على رجال السياسية الذين سبروا الأحوال وأدركوا كثيرا من خبايا الأمور وما يراد للأمة عليهم أن يضعوا للأمة سياسة عادلة صالحة في الحاضر والآجل وأن يقوها شر المتربصين بها من أعدائها والمتخاذلين معهم، وأن يحرصوا على سياسة حكيمة تبعد الأمة عن التهور والصراعات السياسية والسياسات الطائشة، وأن يعلموا أنها أمانة وأن من أراد الدين بسوء فلا بد أن يخذله الله.

 

فليضعوا سياسة تؤيد الشرع والكيان وتحمي الأمة من الانزلاق.. سياسة تعالج قضايا الأمة مرنة في أمورها، تتمشى مع ما فيه منفعة الأمة في الحاضر والمستقبل، وإن الأمانة الملقاة على رجال الاقتصاد أن يحلوا الأمة من التبعية وأن يوجدوا أصول الاقتصاد الإسلامي بعيدا عن المحرمات كلها، وسوقا إسلاميا لتبادل السلع بين المسلمين لتحمي مجتمع المسلمين.

 

إننا نسمع عن انهيارات اقتصادية وإفلاس بعض الشركات كما يقولون، وهو مصداقًا لقوله - تعالى -: ﴿ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276].

 

الأمانة الملقاة على من يخطط لصناعة الأمة أن يوجدوا القواعد العلمية لصناعة تقنية متقدمة تستعين بالخبرات والأبحاث الماضية لتخليص الأمة من الكسل والخمول وتستعين بالعقول والأيدي العاملة والطاقات الموجودة لتخليص الأمة من أن تكون عالة على غيرها بأمرين ألا تتكل على غيرها وثانياُ ألا تكون أسواقها لترويج سلع الآخرين الذين يستهدفون نهب ثرواتها بل لا بد للمسلمين من أن يأخذوا ويعطوا فكما يستوردون فليصدروا حتى يكون متوازن بين الأخذ والعطاء.

 

إن الأمانة الملقاة على رجال الأمن أن يحافظوا على الأمة بكل المستويات وفي كل المجالات؛ لا سيما الفكري والعقدي بالمحافظة على المسلمات والثوابت من الانحلال والتميع والأخذ على يد المجرمين.

 

إن الأمانة على إعلام الأمة أن يوجدوا إعلاما إسلاميا بعيدا عن الفحش ونشر الرذائل وعن التهويل والإثارة وعن تضليل الرأي العام، وأن يعلموا أن الأمة تعاني من تدفق إعلامي في مجالاته الفضائية والصحفية والإلكترونية.

 

هذا الانفتاح العظيم يؤكد للأمة وجوب المحافظة حتى لا يتسرب لشبابنا شيئا من هذه الضلالات تحت دعوى الحرية والتقدم والانفتاح والترفيه.. مع أن كثيرا من هذه القنوات تحمل أفكارا ضالة وأراءً منحرفة ومناظر فاسدة وأفلاما خليعة مما يوجب على رجال الإعلام ومؤسساته التصدي ضد هذه الأخطار وإيجاد ميثاق شرف يحمي الأعراض والعقول من هذه الضلالات، وأن يكون الإعلام خادما لقضايا الإعلام مدافعا عتها يعالج كل شيء ويقارع الحجة بالحجة: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾ [الأنبياء: 18].

 

وإن الأمانة الملقاة على رجال الثقافة أن يحافظوا على ثقافة الأمة المستمدة من الكتاب والسنة وتراثها الأصيل وتميزها الإسلامي ويحمي الشباب من تلوث أفكاره بالدعايات المضللة.

 

المسؤول عن الأمانة الملقاة على المخططون عن المسائل الخاصة باجتماع الأمة أن يحافظوا على الأسرة وانتظامها والبعد عما يشتتها ويضعف كيانها وأن ينموا في الأمة روح التعاون والتعاطف والتراحم في الأمة، وأن تكون هذه العلاقة الاجتماعية إسلامية بعيدة عن التأثر بالقبلي أو الجنس أو اللون أو الفارق المادي.

 

وإن الأمانة الملقاة على الدعاة إلى الله أن يخلصوا لله في دعوتهم وأن يهتموا بالعقيدة أولا وقبل كل شيء، وأن يغوصوا في مشاكل الأمة ليوجدوا الحلول لها، وأن يهتموا في تغيير الأخطاء والمنكرات بالتدرج، وأن ينوعوا الأساليب بخطاب أو حوار ونحو ذلك، وأن يعلموا أن الدعوة إلى الله شرف وفضيلة ليست تجمعاً حزبياً ضيقاً ولا منظومة أفكار عوجاء ولكنها لإيصال كلمة الحق إلى النفوس.

 

إن الأمانة الملقاة على المفتون أن يتقوا الله، وليعلموا أنهم موقعون عن الله؛ فليحذروا القول على الله بغير علم، ولتكن الفتاوى صادرة عن الكتاب والسنة بعيدا عن الشذوذ والتخرصات، وإن الأمانة الملقاة على المخططين بالبيئة أن يحرصوا على المحافظة على البيئة وسلامتها من التلوث والنظافة الشرعية وسلامة الأبدان من الأمراض والأوبئة، وإيجاد المراكز الوقائية لدفع المضار عن الأمة وبذل السبب النافع في ذلك.

 

أيها المسلمون:

هذه الأمانات مع اختلافها والمسئولون عنها مع اختلاف منازلهم ليعلموا أن هذه الأمانات أمانات وليست غنائم، وإنها تكليف وتشريف وإنها عبادة وليست سيادة، مما يؤسف له أن البعض من أبناء المسلمين خططوا لشعوبهم ما ألحق الضرر بها؛ فجعلوا المصالح الشخصية فوق وحدة الأمة وجعلوا الخلاف في الشخصية فوق اجتماع الكلمة، وما أحوج الأمة إلى تراص الصفوف واجتماع الكلمة.

 

إن الأمانة الملقاة على رجال التربية والتعليم أن يتقوا الله ويضعوا مناهج أصيلة تقوي انتماء الأمة إلى دينها وتربيهم على الأخلاق والشيم والأخلاق النبيلة وتبعدهم عن الأخلاق الرذيلة، وتشعر كل فرد بأنه عضو في أمته يجب أن يسعى في إصلاحها، وأن نربي على الإيمان والعلوم النافعة لتأخذ الأمة مكانتها في الاقتصاد والسياسة والإعلام وكل ما تحتاجه الأمة إليه.

 

إن البعض من علماء المسلمين خططوا للتعليم في بلادهم ما فصل الحاضر عن الماضي فأصبح الحاضر غير مرتبط بماضيه المجيد ولا يعلم شيئا عنه؛ مما يفقد الثقة بالأمة.

 

إن من الواجب على التعليم أن يرتبط الحاضر بالماضي ويقوي صلة الحاضر بالماضي لتستفيد الأمة.

 

أمة الإسلام:

إن الواقع المرير الذي تعيشه الأمة واقع يدعو إلى الأسف والحزن عندما يقارن المسلم بين الحاضر المشاهد وبين الماضي الغابر ويرى الفرق والبون شاسع؛ وذلك لابتعاد المسلمين عن دينهم، فليتقوا الله في إسلامهم وليحافظوا على دينهم.

 

أيها المسلمون:

اشكروا الله أن هداكم لهذا الدين القويم وأن بعث لكم هذا النبي الكريم؛ فتمسكوا بالشريعة فإنها عز لكم في هذه الدنيا وسعادة لكم في الآخرة، واعلموا أنكم في عصر تدفقت فيه وسائل الاتصال والتقت فيه الحضارة بعضها عن بعض وجد الأعداء في نشر ما عندهم؛ فتحصنوا بالإيمان الصادق والعقيدة الراسخة والتوعية السليمة وتربية الأجيال وتحذيرهم من كل ما يسيء إلى دينهم لعلكم تفلحون.

 

قادة الأمة الإسلامية:

اتقوا الله في شعوبكم وطبقوا عليهم شريعة الله لتعيشوا أنتم وإياهم أمنا واطمئنانا وسلامة.

 

احرصوا على البقية الباقية من دينكم.. واحرصوا على تآلف القلوب واجتماع الكلمة وحل المشاكل في إطار الأخوة الإسلامية، وعودوا إلى دينكم عودا حميدا، واحذروا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرَّم الله عليه الجنة".

 

ياشباب الإسلام:

أنتم الأمل لهذه الأمة لإنقاذها من جهالتها وإنقاذها من ضلالتها.. الزموا علماء الصدق والإيمان.. اجتنبوا الأفكار الرديئة والخرافات المشتيهة والشعارات الزائفة ليكون حبكم لأوطانكم نابعا من نفوسكم وحبكم لولاة أموركم شعارا تدينون الله به.

 

شبابنا شباب الإسلام:

احذروا مكائد الأعداء.. احذروا الدعايات المضللة التي تحملها بعض القنوات والصحافة.. احذروا الأفكار السيئة.. لا تنقادوا لكل داع.. احذروا مكائد الأعداء فكم لبسوا لكم لباسا خاصا كم أظهروا الدين والتقوى هم يريدون إيذائكم كم أظهروا الإصلاح والنفع وهم يهدمون دينكم وكرامتكم لا تنقادوا لكل لكل دعوة ولا يخدعكم أي داعي أنظروا إلى سيرته وتاريخ حياته وغايته مما يريد، تأملوا وتوقفوا واستشيروا ولا يخدعنكم الأعداء ولا تصغوا إلى بعض المواقع الضالة التي تنشر الكاذيب والأباطيل وترجف بالأمة وتحدث من القيل والقال ما الله به عليم.

 

أيها الآباء:

اتقوا الله في قرة أعينكم ربوهم على الإيمان واصدق والتقوى.. ربوهم على الأخلاق الفاضلة وجنبوهم المصائب والأخلاق السيئة.

 

أيها الأبناء والبنات:

على الجميع بر الوالدين والإحسان إليهم وتذكر جميلهم ومعروفهم: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ [الإسراء: 23]. إن برهما جهادٌ في سبيل الله: "أتى رجلٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في الجهاد فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ارجع ففيهما فجاهد".

 

يارجال الأعمال والأموال:

اتقوا الله فيما استخلفكم فيه من الأموال وجنبوها المكاسب الخبيثة، وكونوا مثلا للتاجر الصدوق الأمين الذي لا يخدع أمته ولا يدلس عليهم ولا يأكل أموالهم بالباطل، وظفوا أموالكم فيما يعود على الأمة بالخير، وإياكم نشر الفساد والباطل أو تكون أمولكم سلاحا بأيدي أعدائكم، احرصوا على تنميتها بالأصول الشرعية فيما ينفع الأمة بالحاضر والمستقبل.

 

قادة العالم:

من هذا المكان المبارك - بلاد الأنبياء.. بلاد التسامح والخير وبلاد القادة المصلحين والفاتحين - أدعوكم إلى الإسلام الدين الحق الذي هو دين الأنبياء كلهم منذ نوح - عليه السلام - إلى عيسى ابن مريم إلى محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أدعوكم إلى قراءة منصفة لتتفكروا في هذا الدين وتعلموا أنه الدين الحق الذي لا يقبل الله من أحدٍ دينًا سواه.

 

أيها القادة:

إن النزاع قد تفاقم والصراع للاستيلاء على الشعوب الضعيفة قد تعاظم والأحكام التي تحكم بها الأمم والقوانين قد اهتزت والظلم قد فشي؛ فواجب السعي في رد المظالم وإعطاء كل ذي حق حقه.

 

إن إخواننا في فلسطين يعانون من حصار شديد وإرهاب لم يسبق له نظير.. أشلاء ممزقة وبيوت مدمرة وفقر وفاقة.. أين العدالة وحقوق الإنسان؟ أين الضمير أمام هذه الأشياء؟ إنها لمصيبة عظيمة.

 

أيها المفكرون والحكماء:

إن العالم يموج في مشكلاته ويغوص في المعضلات ويتعرض لأزمات اقتصادية وسياسية؛ فسارعوا في إنقاذ العالم من مصائبه وإنقاذه من الشرور.. إن كثيرًا من الأموال تنفق على سباق التسلح لو أنفقت على إنقاذ المنكوبين وشد أزر الدول النامية لكي تعيش في أمن وإيمان لكان خيرًا كثيرا.

 

حجاج بيت الله الحرام:

اشكروا الله على نعمته أن بلغكم الوصول إلى هذا البيت الأمين وأعانكم على أداء نسككم وهيأ لكم من ذلل لكم الصعاب وسهل لكم الأمور؛ فاشكروا الله على هذه النعمة، وتعاونوا على البر والتقوى، والزموا أدب البيت الحرام واعلموا حرمته ومكانته، والزموا الأنظمة التي وضعت لأجل منفعة الجميع فالتزموها وطبقوها لعلكم تفلحون.

 

أيها المسلمون:

من خلال الاعتراف بالفضل لأهله فإن الله - جل وعلا - تفضل على هذه البلاد بقادة مخلصين ودعاة مصلحين شرفهم الله بخدمة بيته الحرام ورعايته؛ فقاموا بخدمته حق قيام من توسعة للحرمين ورعاية للمسلمين وتيسير أمر الحجيج يبتغون بذلك وجه الله.. فجزاهم الله عما فعلوا خيرا وأمدهم بعونه وتوفيقه وتأييده.

 

أيها المسلمون:

إن الله - جل وعلا - ضمن لهذه الأمة بقاء دينها، وأن دينها باق إلى أن يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.. يقول صلى الله عليه وسلم: "ولا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله".

 

والنبي - صلى الله عليه وسلم - خاتم أنبياء الله ورسله، وجعل الله العلماء في هذه الأمة ورثة الأنبياء.. فالصحابة - رضي الله عنهم - قاموا بعد رسول الله خير قيام والتابعين ومن تبعهم بإحسان ، وما خلا قرنٌ من القرون إلا وفيه داع إلى الله يجدد للأمة دينها ويعيدها إلى رشدها.. لكن منهم من وفق لنصر الناصر ومؤيد ومنهم من ليس كذلك، ومن الرجال المصلحين الذي دعوا إلى الله ودينه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.. الذي خرج في منتصف القرن الثاني عشر فدعا إلى الله وإلى توحيده وإخلاص الدين له، فناصره الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - فتعاضد الإمامان الكريمان على هذا الدين ونصرة هذا الدين.. إلى أن وفق الله الجميع ففتح الله على قلوبهم فنصر الله بهم الدين وأعاد الأمة إلى حظيرة الإسلام الأولى.

 

إن كثيرا من الفضائيات تنصب دائما سب من يسمون بالوهابية وتلفيق التهم والأباطيل بهم، وإن هذا لمن الكذب؛ فالشيخ لم يدعُ إلى مذهبه ونسبه.. وإنما دعا إلى الله وإلى توحيده وإخلاص الدين له.

 

أيها المسلمون:

أخلصوا لله توحيد أعمالكم؛ فإن الله لا يقبل عمل إلا إذا كان خالصا له وصوابا على كتابه وسنة رسوله.

 

أيها الناس:

تفكروا في أعمالكم وتدبروا رحيلكم من هذه الدنيا؛ فأمامكم الموت وسكرته والقبر وظلمته والحساب وشدته والملك والسؤال وروعته.. إن هذا القبر أول منازل الآخرة فإن الميت يكشف له عند موته حاله؛ فالمؤمنون ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾، وغير المؤمنين يقول الله: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾.

 

وهذا القبر إما روضةٌ من رياض الجنة وإما حفرةٌ من حفر النار؛ فاستعدوا لهذه المواقف العظيمة، وأمامكم الحساب والوقوف بين يدي الله في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة.. تدنو الشمس من العباد حتى تكون على مقدار ميل منهم وتصهرهم الشمس ويلجمهم العرق على اختلاف مراحلهم.. منهم إلى كعبيه ومنهم إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما.

 

تذكروا إخواني تطاير الصحف وميزان الأعمال.. تذكروا العبور على الصراط، تذكر يوم يقال لأهل الجنة: خلودٌ بلا موت ولأهل النار: خلود بلا موت، تذكروا تلك المواقف عسى أن تعود علينا بالخير في أمور ديننا ودنيانا.

 

حجاج بيت الله الحرام:

هذا يوم عرفة من أفضل أيام الله.. ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ويباهي بهم الملائكة ويقول: ما أراد هؤلاء؟

 

ينزل ربكم إلى سماء الدنيا عشية هذا اليوم فيباهي بأهل الأرض أهل السماء: "انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين.. أشهدكم أني قد غفرت لهم".

 

ما رؤي الشيطان في يوم هو أحقر ولا أصغر ولا أدحر مما رؤى في يوم عرفة.

 

إنه ليوم أفضل الدعاء فيه دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

 

أروا الله من أنفسكم خيرا، ارفعوا إلى الله أكف الضراعة والدعاء، واسألوه المغفرة ما كان وما سلف والرضا عنكم وأن يحسن خاتمة الجميع.

 

اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم لقاك.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، واهدهم سبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وبارك لهم في أسماعهم وأبصارهم وقواتهم، وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

 

اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

 

ربنا اجعل حجنا مبرورا وسعينا مشكورا وذنبنا مغفورا، اللهم اجعلنا ممن تباهي به ملائكتك إنك على كل شيء قدير.

 

اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبد الله بن عبد العزيز لكل خير.. اللهم أيده بنصرك واحفظه بحفظك وكن له عونا ونصيرا في كل ما أهمه، اللهم شد أزره بولي عهده سلطان بن عبد العزيز، وبارك له في سمعه وبصره وألبسه الصحة والسلامة والعافية، ووفق النائب الثاني لكل خير، وأعنه على مهمته في ملاحقة المجرمين والمفسدين والمتسللين والضالين والغاوين.

 

اللهم احفظ الجميع بالإسلام، ووفق القائمين على الحج في كل شئونه لما يرضيك إنك على كل شيء قدير. ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾، ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.

 

أعاده الله علي وعلى جميع المسلمين وعليكم جميعا باليمن والبركات إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على محمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرفة لمن عظم الله وعرفه

مختارات من الشبكة

  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم وزواجر من خطب البلغاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تكون خطبة الجمعة خطبة عظيمة ومؤثرة؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخطبة الأخيرة من رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (13)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (12)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (10)(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب