• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نصائح متنوعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    قصة موسى عليه السلام (خطبة)
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    خطبة: لا تغتابوا المسلمين (باللغة البنغالية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    مفهوم المعجزة وأنواعها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (8)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشافي، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (11)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    شموع (107)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المسنين (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة النصر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    المرأة في الإسلام: حقوقها ودورها في بناء المجتمع
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

أنواع المسؤولية في الإسلام

سجاد أحمد بن محمد أفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/4/2015 ميلادي - 4/7/1436 هجري

الزيارات: 499439

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنواع المسؤولية في الإسلام

 

وبعد أن عرفنا المسؤولية لغةً واصطلاحاً، وبعد أن عرفنا أهم خصائصها وبعد أن وقفنا على شروط المسؤولية ومناطها يمكننا الآن التعرف على أنواع المسؤولية وأهدافها. ويمكن إجمال هذه الأنواع المسؤولية في المجالات الثلاثة وهي:

1. المسؤولية تجاه الخالق.

2. المسؤولية تجاه الاسرة.

3. المسؤولية تجاه المجتمع.

 

1. المسؤولية تجاه الخالق:

إن الله عز وجل لا تنفعه عبادة العابدين، ولا يضره صدود المعرضين والكافرين، ولا يزيد في ملكه حمد الحامدين، ولا ينقصه جحود الجاحدين، ولو كانوا على أفجر قلب واحد ما نقص ذلك من ملكه شيئا ولو كانوا كلهم على أتقى قلب رجل واحد لم يزد ذلك في ملكه شيئا، ولم يبلغوا ضره فيضروه، ولم يبلغوا نفعه فينفعوه، فهو الغني والكل فقراء إليه، هو الغني عن الوسطاء والحجاب والأنداد. كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [1].

 

فهم محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات، وهو الغني عنهم بالذات، هو المنفرد بالغنى وحده لا شريك له، وهو الحميد في جميع ما يفعله ويقوله ويقدره ويشرعه.

 

إذاً علاقة الإنسان مع ربه أسمى العلاقات وميدان المسؤولية فيها أقدس الميادين وذلك؛ لأنها علاقة العبد مع ربه، والمخلوق مع خالقه. وتشمل المسؤولية في هذا الجانب إلى ناحيتين: جانب الاعتقاد وجانب السلوك.

 

أما المسؤولية في جانب الاعتقاد: فتشمل في المحافظة على أركان الإيمان الستة التي وردت في حديث جبريل عليه السلام «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» وفي المحافظة على ما يتعلق بهذه الأركان من مسائل فرعية عقدية.

 

أما المسؤولية في جانب السلوك: فتشمل في المحافظة على أركان الإسلام الخمسة، وما يلحق بها من عبادات فرعية.

 

وفيما يلي أذكر هذين الجانبين بنوع من التفصيل:

1. جانب الاعتقاد:

تعريف العقيدة:

مأخوذ من العقد بمعنى الربط، والتوثق، والإثبات، ومنه اليقين والجزم. وتطلق كذلك على الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده.[2]، ويمكن أن نقول بأن هذه المعاني تدور في جملتها على معاني الشدة والقوة والثبات والصلاة والوثوق. وفي ذلك يقول ابن فارس[3]: «العين والقاف والدال» أصل واحد يدل على شدّ وشدّة وثوق، وإليه ترجع فروع الباب كلها[4].

 

ولم ترد كلمة العقيدة في القرآن الكريم ولا في السنة ولا في أمهات المعاجم ولا في الصدور الأول وإنما وردت مادتها في صيغ مختلفة في القرآن الكريم مثل قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآَتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾[5]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ ﴾[6]، وقوله تعالى: ﴿ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ﴾[7]، وغير ذلك. وكلها تدور حول معنى التوثيق والربط والالتزام.

 

والعقيدة في الدين: ما يُقْصَدُ به الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله وبعثة الرسل[8]، والجمع: عقائد. وخلاصته: ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به فهو عقيدة سواءً كانت حقاً، أو باطلاً.

 

وفي الإصطلاح: هي الأمور التي يجب أن يصدِّق بها القلب، وتطمئن إليها النفس؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك. وسميت العقيدة عقيدة؛ لأن الإنسان يعقد عليه قلبه والعقيدة الإسلامية: هي الإيمان الجازم بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وسائر ما ثبت من أمور الغيب، وأصول الدين، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم التام لله تعالى في الأمر، والحكم، والطاعة، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم.

 

أهمية العقيدة:

ومعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة، فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال، كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[9]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[10].

 

والآيات في هذا المعنى كثيرة وقد دلّ كتاب الله المبين وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم على أن العقيدة الصحيحة تتلخص في: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز، وبعث الله بها رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ويتفرع عن هذه الأصول كل ما يجب الإيمان به من أمور الغيب، وجميع ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم. وأدلة هذه الأصول الستة في الكتاب والسنة كثيرةٌ جداً، فمن ذلك قول الله سبحانه: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾[11]، وقوله سبحانه: ﴿ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾[12]، وقوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾[13]، وقوله سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾[14].

 

وأما الأحاديث الصحيحة الدالة على هذه الأصول فكثيرةٌ جداً، منها الحديث المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه[15] أن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال له: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ...»[16].

 

وهذه الأصول الستة يتفرع عنها جميع ما يجب على المسلم اعتقاده في حق الله سبحانه تعالى، وفي أمر المعاد وغير ذلك من أمور الغيب.

 

أركان العقيدة:

أولاً: الإيمان بالله:

ومن الإيمان بالله سبحانه، الإيمان بأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون كل ما سواه لكونه خالق العباد والمحسن إليهم والقائم بأرزاقهم والعالم بسرهم وعلانيتهم، والقادر على إثابة مطيعهم وعقاب عاصيهم، ولهذه العبادة خلق الله الثقلين وأمرهم بها، كما قال تعالى:

 

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾[17]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾[18]. وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب لبيان هذا الحق والدعوة إليه والتحذير مما يضاده، كما قال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾[19]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾[20]. وقال عز وجل: ﴿ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴾[21].

 

وحقيقة هذه العبادة: هي إفراد الله سبحانه بجميع ما يعبد العباد به من دعاءٍ، وخوفٍ، ورجاءٍ، وصلاةٍ، وصومٍ، وذبحٍ، ونذرٍ، وغير ذلك من أنواع العبادة، على وجه الخضوع له والرغبة، والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته، وغالب القرآن الكريم نزل في هذا الأصل العظيم، كقوله سبحانه: ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾[22]، وقوله سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾[23]، وقوله عز وجل: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾[24]، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا»[25].

 

ومن الإيمان بالله أيضا الإيمان بجميع ما أوجبه على عباده وفرضه عليهم من أركان الإسلام الخمسة الظاهرة وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، وغير ذلك من الفرائض التي جاء بها الشرع المطهر، وأهم هذه الأركان وأعظمها شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فشاهدة أن لا إله إلا الله تقتضي إخلاص العبادة لله وحده ونفيها عما سواه، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، فإن معناها: لا معبود بحق إلا الله، فكل ما عبد من دون الله من بشر أو ملك أو جني أو غير ذلك، فكله معبود بالباطل، والمعبود بالحق هو الله وحده، كما قال سبحانه: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ﴾[26]. وقد سبق بيان أن الله سبحانه خلق الثقلين لهذا الأصل الأصيل وأمرهم به، وأرسل به رسله وأنزل به كتبه، فتأمل ذلك جيداً وتدبره كثيراً ليتضح لك ما وقع فيه أكثر المسلمين من الجهل العظيم بهذا الأصل الأصيل حتى عبدوا مع الله غيره، وصرفوا خالص حقه لسواه.

 

ومن الإيمان بالله سبحانه، الإيمان أنه خالق العالم ومدير شؤنهم والمتصرف فيهم بعلمه وقدرته كما يشاء سبحانه وأنه مالك الدنيا والآخرة ورب العالمين جميعا لا خالق غيره، ولا رب سواه، وأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب لإصلاح العباد ودعوتهم إلى ما فيه نجاتهم وصلاحهم في العاجل والآجل، وأنه سبحانه لا شريك له في جميع ذلك، قال تعالى:

﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾[27]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾. ومن الإيمان بالله أيضا. الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في كتابه العزيز، والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف، مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف لله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾. وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾[28].

 

ثانيا: الإيمان بالملائكة:

وأما الإيمان بالملائكة فيتضمن الإيمان بهم إجمالاً وتفصيلاً، فيؤمن المسلم بأن لله ملائكة خلقهم لطاعته، ووصفهم بأنهم: ﴿ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾[29]، وهم أصناف كثيرة منهم الموكلون بحمل العرش، ومنهم خزنة الجنة والنار، ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد، ونؤمن على سبيل التفصيل بمن سمى الله ورسوله منهم، كجبريل وميكائيل ومالك (خازن النار) وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور، وقد جاء ذكرهم في أحاديث صحيحة، وقد ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم»[30].

 

ثالثاً: الإيمان بالكتب:

يجب الإيمان إجمالاً بأن الله سبحانه أنزل كتباً على أنبيائه ورسله، لبيان حقه والدعوة إليه، كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾[31]، وقال تعالى: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾[32].

 

ونؤمن على سبيل التفصيل بما سمى الله منها كالتوراة والإنجيل والزبور (وأنها تمت تحريفها ثم نسخت بمجيء القرآن الكريم) والقرآن، والقرآن هو أفضلها وخاتمها، وهو المهيمن والمصدق لها، وهو الذي يجب على جميع الأمة اتباعه، وتحكيمه مع ما صحت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله سبحانه بعث رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى جميع الثقلين، وأنزل عليه هذا القرآن ليحكم به بينهم، وجعله شفاءً لما في الصدور، وتبياناً لكل شيء وهدى ورحمةً للمؤمنين، كما قال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾[33]، وقال سبحانه: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾[34] وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾[35]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

 

رابعاً: الإيمان بالرسل:

وهكذا الرسل يجب الإيمان بهم إجمالاً وتفصيلاً فنؤمن أن الله سبحانه أرسل إلى عباده رسلاً منهم مبشرين ومنذرين ودعاة إلى الحق، فمن أجابهم فاز بالسعادة، ومن خالفهم باء بالخيبة والندامة، وخاتمهم وأفضلهم نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾[36]، وقال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾[37]، وقال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾[38]. ومن سمى الله منهم أو ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسميته آمنا به على سبيل التفصيل والتعيين، كنوح وهود وصالح وإبراهيم وغيرهم صلى الله وسلم عليهم وعلى آلهم وأتباعهم.

 

خامساً: الإيمان باليوم الآخر:

وأما الإيمان باليوم الآخر فيدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت كفتنة القبر وعذابه ونعيمه، وما يكون يوم القيامة من الأهوال، والشدائد، والصراط، والميزان، والحساب، والجزاء، ونشر الصحف بين الناس، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره، ويدخل في ذلك أيضا الإيمان بالحوض المورود لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالجنة والنار، ورؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتكليمه إياهم، وغيرهم ذلك مما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجب الإيمان بذلك كله وتصديقه على الوجه الذي بينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

سادساً: الإيمان بالقدر:

وأما الإيمان بالقدر فيتضمن الإيمان بأمور أربعة:

أولها: أن الله سبحانه قد علم ما كان وما يكون، وعلم أحوال عباده، وعلم أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شؤونهم، لا يخفى عليه من ذلك شيء سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه: ﴿ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[39] وقال عز وجل: ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾[40].

 

ثانيها: الإيمان بكل ما قدره وقضاه كما قال سبحانه: ﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾[41].

وقال تعالى: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾[42] وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾[43].

 

ثالثها: الإيمان بمشيئته النافذة فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾[44] وقال عز وجل: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾[45] وقال سبحانه: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾[46].

 

رابعها: الإيمان بخلقه سبحانه حيث لا خالق غيره ولا رب سواه، كما قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾[47] وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾[48]. فالإيمان بالقدر يشمل الإيمان بهذه الأمور الأربعة عند أهل السنة والجماعة.

 

2. جانب السلوك:

إن من أهم آثار الإيمان القلبي، والتصديق اليقيني بوحدانية الله تعالى ووجوده، أن ينعكس ذلك على سلوك الفرد ونتاج عمله.

 

كما أن الإنسان إذا أعتقد شيئا يجد في نفسه التوقان إلى تطبيق ذلك في حياته العملية، وبهذا التطبيق الذي هو أثر من آثار الاعتقاد القلبي يرسخ هذا الاعتقاد حتى يغلب على مشاعر الإنسان.

 

فشرع الله تعالى على الناس عبادات سلوكية عملية فيها صلاح لنفوسهم، واستقامة قلوبهم، مما يؤدي إلى سلوك الطريق الصحيح لشكر ربهم والقيام بما يبلغهم رضا ربهم ويكسبهم سعادة الآخرة. وفيها أيضا صلاح لأمرهم في اجتماعهم في هذه الحياة الدنيا مما يعينهم على إقامة دينهم ونشره بين الناس، ومما يكفل لهم العيش الحسن والسعادة الاجتماعية في هذه الدنيا.

 

فشرع الله تعالى الصلاة سلوكا عمليا معبرا عن صدق الاعتقاد، والزكاة سلوكا عمليا لإصلاح الوضع الاجتماعي والاقتصادي والصوم لتربية النفس البشرية، والحج مؤتمرا جعلها لصلاح حال المسلمين. وجعلها الله تعالى فروضا وواجبات من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد ضل واتبع الهوى. وفيما يلي سأضرب بعض الأمثلة لهذه العبادات السلوكية بنوع من التفصيل.

 

أولاً: الصلاة:

الصلاة هي الركن الثاني بعد الشهادتين اللتين هما عنوان الإيمان القلبي، والإقرار به من أركان الإسلام معبرا عن صدق الاعتقاد، وسلوكا عمليا لمحبة الله تعالى، يتجه الإنسان إلى خالقه يناجيه في خضوع وخشوع ومحبة وخوف ورجاء، يلقي عن كاهله أدران الدنيا وحطامها ويسمو بروحه إلى عالم لخلود، فتصفو روحه وتسمو عن أزمات هذه الدنيا فينتهي من الصلاة وكأنما اغتسل من جميع أدرانه النفسية والروحية، فيقبل على الحياة العملية بقلب مطمئن، ونفس منشرحة متصل بالله تعالى في كل أموره، فتنعكس آثارها على سلوكه في الحياة اليومية فيبتعد عن فواحش الأمور، وتستقيم سريرته وعلانيته. وصدق الله تعالى حيث قال: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾[49]. وبتلك السعادة الروحية التي يجنيها الإنسان من صلاته، من استغفاره وطلبه ودعائه ومناجاته يبدأ عمله في جماعته فيكون عضوا صالحا في مجتمعه ولبنة من لبنات تقدمه وحضارته المستقيمة.

 

فالصلاة الحقيقية في الإسلام تمد المؤمن بقوة روحية نفسية تعينه على متاعب الحياة ومصائب الدنيا، قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾[50].

 

ثانيا: الزكاة:

والزكاة هي العبادة المالية الاجتماعية معروفة إجماليا لكافة المسلمين، فهي تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم، فلا تجب إلا على من يملك النصاب بشروطه، وهي طهرة للنفس والمال. يزكى بها الإنسان ماله وروحه، ويشكر بها نعمة ربه عليه، وفي هذا يقول القرآن ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[51]. ولهذا سميت "زكاة" لما توحي به هذه الكلمة من معاني الطهارة والنماء والبركة. ولهذا يطلب من المسلم أن يؤديها طيبة بها نفسه، داعيا ربه أن يتقبلها منه قائلا: «اللهم اجعلها مغنما، ولا تجعلها مغرما».

 

ثالثا: الصوم:

وصيام رمضان وهو الفريضة السنوية الدورية معلوم لكل الأمة الإسلامية، زمنه معلوم، فهو شهر قمري محدود البداية والنهاية، ووقته معلوم، من تبين الفجر إلى غروب الشمس. ونوع الصيام معلوم، فهو إمساك عن الأكل والشرب، ومباشرة النساء. وآداب الصيام ومكملاته معلومة: من تعجيل الفطور وتأخير السحور، والكف عن اللغو والرفث، والحرص على قيام الليل، والإكثار من الطاعات، والإ؛سان إلى الناس.

 

رابعا: ألحج:

والحج هي الشعيرة الرابعة وفريضة العمر واضحة معلومة إجمالا لجماهير المسلمين، لا يجهل أحد فيهم ركنية هذه الفريضة للدين، وأن مكانها مكة المكرمة. وأن الحاج لا بد له من الإحرام والطواف ببيت الله الحرام، والسعي بين الصفا والمروة. والوقوف بعرفات، والمبيت بمزدلفة ومنى ورمي الجمار والحلق أو التقصير. فهذه الفرائض الدينية، والشعائر التعبدية، واضحة تمام الوضوح في ذهن المسلم بتركيز وإجمال[52]. وكتب الفروع قد تكفلت ببيان أحكام العبادات ووقت مشروعيتها وأسباب الرخص فيها ومفسداتها.

 

فالإنسان مسؤول عن كل هذه العبادات، وعليه تأديتها كما أمر الله تعالى في كتابه الكريم وكما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة.

 

والأصل في كل هذه العبادات والطاعات الإخلاص لله تعالى وحده، لا يرد بها تعظيما من الناس ولا توقيرا، لا رياء فيها ولا سمعة ولا مصلحة دنيوية. وهو في إخلاصه في العبادات والطاعات، أما يفعلها خوفا من عذاب الله تعالى وأما أن يفعلها تعظيما لله ومهابة، وانقياذا وإجابة، ولا يخطر له عرض من الأعراض، بل يعبد الله تعالى كأنه يراه، فقد أمر العابد أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يقدر على تقدير نظره إلى الله فليقدر أن الله ينظر إليه ومطلع عليه فإن ذلك يحمله على الاستحياء والخوف والمهابة منه. والمقصود أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ولا يقبل من العمل والكلام إلا الطيب[53] وفي النهاية أقول بالاختصار تتلخص المسؤولية في جانب العلاقة مع الله تعالى في تحقيق أمرين هما:

1. إخلاص الاعتقاد والعبادة له سبحانه وتعالى، وأن لا يشرك معه فيها أحد.

2. صحة أدائهما على الوجه الذي شرعه الله وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

2. المسؤولية تجاه الأسرة:

اهتم القرآن الكريم بالأسرة اهتماما بالغا؛ وذلك لأنها أساس بناء المجتمع، لأن من مجموعها يتكون المجتمع فهي بالنسبة له كالخلية لبدن الإنسان، ويترتب على ذلك أن الأسرة إذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع ولهذا اعتنى النظام الاجتماعي الإسلامي بالأسرة عناية كبيرة تظهر في الأحكام الكثيرة بشأ،ها، وأكثر هذه الأحكام وردت بها آيات في القرآن الكريم يتعبد المسلمون بتلاوتها في صلاتهم وفي خارج صلاتهم، فضلا عن الأحاديث النبوية الكريمة الواردة في هذا المجال[54] وأول العلاقات تتكون بين أفراد الأسرة الواحدة داخل البيت، ثم تتطور تلك العلاقات إلى التعامل مع الاقارب والجيران، ثم مع المجتمع كله وذلك خارج البيت.

 

فالمسؤولية داخل البيت تتكون من:

1. المسؤولية تجاه الوالدين.

2. المسؤولية تجاه الزوجة.

3. مسؤولية الزوجة تجاه الزوج.

4. المسؤولية تجاه الأبناء.

 

أولاً: المسؤولية تجاه الوالدين:

لقد حرض القرآن على بر الوالدين والإحسان إليهما والطاعة لهما في أماكن كثيرة. قال تعالى:

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾[55].

 

يبدأ البيان بالأمر الملزم والحكم الصادر من الله تعالى بتوحيده وإفراده بالعبادة فقال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ أي أمر وألزم وأوجب، وقيل أوصى.[56]، فهو أمر بتوحيد الله والإخلاص له في صورة قضاء، فتوحيد الله والإخلاص له هو القاعدة في كل المعاملات الجارية بين بني آدم، والقاعدة في كل التكاليف الفردية والاجتماعية، فبعد أن وضعت القاعدة، وأقيم الأساس جاء التفصيل في أول مكان تبدأ فيه المسؤولية فقال تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾. فبدأ الكلام عن جوانب المعاملة الإسلامية بالأسرة وخص منها الوالدين؛ وذلك لأنهما سبب في مجيء الفرد إلى هذه الدنيا، فهم أولى الناس بالبر والإحسان إليهما.

 

يقول أبو حيان: «ومناسبة اقتران بر الوالدين بإفراد الله بالعبادة من حيث أنه تعالى هو الموجد حقيقة، والوالدان واسطة في إنشائه وهو تعالى المنعم بإيجاده ورزقه فهما ساعيان في مصالحه»[57]، فهما أولى الناس بالبر والإحسان.

 

فعلى الفرد أن يتحرى في بره لوالديه، حتى ما يختلج في نفسه يجب أن يكون نقيا تجاههما لأن ما انطوت عليه النفس يظهر في سلوك الفرد ولو قصد، فمن تمام برهما أن يكون نابعا من النفس حبا وكرامة وعرفانا. فهو أيضا من طاعة الله عز وجل حيث قرن برهما بطاعته وإفراده بالعبادة فهو سبحانه أعلم بما انطوت عليه الضمائر من قصد عبادة الله والبر بالوالدين.

 

فمن حق الآباء على الأبناء ما يلي:

1. طاعتهما في غير معصية والإنفاق عليهما.

2. خدمتهما وإحسان صحبتهما حتى يبلغ في ذلك رضاهما ولو كانا مشركين.

3. أن لا يرفع صوته فوق صوتهما، ولا يجهر لهما بالكلام ولا يفعل أي شيء يؤذيهما، وأن يحترمهما[58].

 

والنصوص في بر الوالدين ولا سيما الأم كثيرة وكلها تدعو إلى الإحسان إليهما وإكرامهما والقيام بحقوقهما ورعاية شيخوختهما. إذاً فالمسؤولية تجاه الوالدين عظيمة، وحقهما كبير، ولقد حكم على العاق المسيء إلى والديه بأنه مرتكب الكبيرة من أكبر الكبائر، كما جاء في الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر»، ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال «الإشراك بالله وعقوق الوالدين..»[59].

 

فالتبعة تجاه الوالدين كبيرة وعظيمة، فالله الله في بر الوالدين وطاعتهما، فهما باب الجنة، وهما السبيل إلى دخولها فيا حسرتا على من أدرك والديه أو أحدهما ولم يدخلاه الجنة ببرهما والإحسان إليهما.

 

ثانياً: المسؤولية تجاه الزوجة:

أحاط الاسلام العلاقة الزوجية برباط مقدس، حفظ فيها حقوق الزوجة وحقوق الزوجة وبين أن العلاقة الزوجية ليست علاقة شهوانية يقضي كل منها وطره ويشبع غريزته، بل ارتقى بها في مدارج الفضيلة، وجعل الأساس في اجتماع الزوجين والعشرة الزوجية المودة والرحمة والألفة. قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾[60].

 

فعلى الزوج أن يستوصي بزوجته وأهله خيرا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوا عندكم»[61] وقال صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم خلقا»[62]. فمسؤولية الزوج نحو زوجته نلخصها فيما يلي:

1. أن من أول مسؤوليات الزوج على زوجه حسن الخلق معها وحسن المعاشرة لها واحتمال أذاها لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾[63].

 

2. المسكن الشرعي بحسب حالة الزوج المادية، يجب أن يكون مجهزا بما تحتاجه الزوجة لقوله تعالى ﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ﴾[64].

 

3. النفقة عليها لقوله تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾[65].

 

6. وأن يقوم بحمايتها وحفظ عفافها، ذلك بأن يمنعها من التبرج والاختلاط بالرجال الأجانب، ويلزمها بالحجاب الشرعي الذي يسترها من أنظار الفسقة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾[66] وقال صلى الله عليه وسلم «لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم»، وغير ذلك من الحقوق[67].

 

وقد كان من أ×لاق النبي صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البشر يداعب أهله، ويتطلف بهم ويوسعهم نفقته، ويضاحك نسائه، ويسامر أهله قبل أن ينام، وقد قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾[68].

 

وأحكام عشرة النساء والواجبات نحوهن وما يتعلق بتفصيل ذلك مبسوط في كتب السنة والفروع.

 

ثالثاً: مسؤولية الزوجة تجاه الزوج:

وإذا كان ما تقدم كله متعلقا أصالة بمسؤوليات الزوج تجاه زوجته فان الزوجة كذلك عليها مسؤوليات ضخمة وهامة تجاه زوجها وبيتها ومال زوجها وبنيها، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها»[69].

 

إن المرأة لها خصائصها ومميزاتها الجسمية والنفسية التي تنفرد بها عن الرجل، وكذلك الرجل لم يغفله الإسلام، بل وضع لكل منهما منهجا يسير عليه بحيث لا يخرجه عما فطره الله تعالى عليه، وبحيث يؤدي فرائضه وواجباته كاملة كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾[70].

 

ولم يخرج الإسلام المرأة عن مكانها الواجب لها من التكرم، وحفظ الحقوق، بل جعلها مساوية للرجل، الا ما اقتضته الحاجة بالنسبة لنوعها وحفظ لها حقوقها كاملة من غير حيف ولا ظلم عليها والمرأة مساوية للرجل في العبادات والتكاليف الشرعية الا ما رخص لها فيه الشارع الحكيم مراعاة لطبيعتها الخلقية، نجد أن مسؤولياتها في بيتها تدور حول محور هو زوجها.

ومن أهم مسؤولياتها التي يلزمها ما يلي:

1. طاعة زوجها وموافقتة وإجابة رغبته في كل ما يجب وما لا معصية فيه.

 

2. المحافظة على بيتها ومال زوجها.

 

3. مساعدته على البر وإعانته على الخير وعدم الجائه إلى تكلف ما لا يطيق.

 

4. التهيئة لزوجها بما يعفه ويدعوه إلى محبتها، وأن تقوم بخدمته التي تصلح بها شأنه وتعينه على قيامه بواجبه تجاه نفسه وأهله والجماعة كلها فتكون قد أعانته على أمر الدنيا والآخرة ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة»[71].

 

5. أن تحسن من هيئتها ومنظرها لزوجها. فتدخل السرور إلى نفسه وتعصمه من الزلل الذي قد يواجهه خارج البيت.

 

6. أن تطيعه فيما أمر. حتى في تطوع العبادات ونوافل الخيرات لا يحل لها أن تفعل ذلك إلا بإذن زوجها. ومن اطاعته له في أمره أن تجيبه إذا دعاها إلى الفراش. فعليها الإجابة والطاعة مهما كانت الظروف والمشاغل ما لم يكن لها عذر شرعي.

 

7. أن تحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله.

 

هذه هي المسؤولية التي يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم بها تجاه زوجها، ورسالة المرأة في الإسلام لا تقتصر على البيت والأسرة، بل تتعدى إلى المجتمع من حولها فهي عضو فيه، فيجب أن تأخذ حظها من المسؤولية فيه، ولكن في نطاق الحشمة والحجاب والاختلاط الذي أباحه الإسلام.

 

رابعاً: المسؤولية تجاه الأبناء:

لقد مر بنا في العرض السابق بعض جوانب مسؤولية الأسرة التي بدأت خطوتها بفردين هما الزوج والزوجة لا بد أن يكون لتلاقيهما نتيجة وهذه النتيجة طبيعة وحتمية غالبا هي النسل الناشئ من هذا الرباط فلا بد أن تكون هناك أبوة ولا بد أن تكون بنوة ثم لا بد أن تمتد جذور الرباط الى ذوي الأرحام.

 

هنا نجد أن المسؤولية غير مقصورة على ما سبق ولكنها تمتد بامتداد الأسرة وتنموا بنموها. لذلك عنى الإسلام بالأسرة عناية كبيرة تلك الخلية الأولى التي يولد وينشأ فيها الأبناء. وعناية الإسلام بالأطفال لا تقل عن عنايته بالأسرة، إن لم تكن الأسرة تابعة لهم في ذلك.

 

أولاً: اختيار البيئة الصالحة:

فأول ما تتجه المسؤولية نحو الأبناء أن يختار لهم البيئة الصالحة في الأسرة، وذلك باختيار الزوجة الصالحة التقية التي ستكون معدن هؤلاء الأطفال والتي لها الحظ الأكبر في العناية بهم والإشراف على تربيتهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم»[72].

 

ثانيا: وبعد اختيار البيئة الصالحة نجد أن المسؤولية نحو الاطفال تبدأ من أول يوم يتنفس فيه الولد نسيم الحياة خارج الرحم وعما يحتاجه من مطالب وما يستتبع ذلك من الأعباء. ومن أول ما يلزم الآباء حينئذ إحاطة الطفل بسياج من التعويذ باسم الله حتى لا يقربه شيطان. وقد كان من هدى النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذن للطفل في أذنه عند ولادته دفعا للشيطان. ثم يستتبع ذلك حق آخر هو العقيقة عن الولد وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ودعا إليها.

 

ثالثا: ثم تتجه المسؤولية إلى الرعاية التامة والتربية الحسنة، فتبدأ من أول الأشياء تعلقا بالطفل وهو الإسم. فعلى الوالدين اختيار الاسم الحسن لابنهما، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم باختيار الأسماء الحسنة لهم.

 

رابعا: وعلى الوالدين أن يشعروا أولادهم الحنان والرحمة، كما نجد أن الشارع أمر بالعدل بين الأبناء في المعاملة.

 

خامساً: العناية بتربيتهم وأمرهم بكل ما هو من صالح الأمور والعبادات، إقتضاء بقوله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾[73].

 

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين»[74]. وقال صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع»[75].

 

ففي هذا السن وما بعده إلى سن البلوغ على الوالدين ترسيخ معنى العقيدة السليمة في نفس إبنهما وتوثيق صلته بالله. ومن أعظم ما يدل عليه ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال له: «يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن لا يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»[76].

 

فهذا الحديث الشريف يظهر لنا نموذجا لتعليم أبنائنا في مثل هذه المرحلة، فإن أهم شيء فيها تثبيت العقيدة السليمة في قلوبهم.

 

إذاً فالمسؤولية تجاه الأبناء عظيمة وكبيرة ذات أثر كبير على الأبناء في مستقبل حياتهم فقد قال صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»[77]. فإذا فرط فيها الأب أو الأم فلا يلومان إلا نفسيهما، فكيف يضيعانه صغيرا ثم يرجوان بره كبيرا[78].

 

3. المسؤولية تجاه المجتمع:

«لقد أوضح القرآن الكريم دور الفرد في النظام الاجتماعي، فهو لا يستطيع أن يعيش منفردا، بل لا بد أن يكون فردا في أسرة وفرداً في أمة، ثم فردا في المجتمع البشري، ثم هو العنصر الأول الذي على عاتقه مسؤولية تكوين وتشكيل الظاهرة الاجتماعية.

 

ودور الفرد الاجتماعي، يتمثل في أداء الواجبات التي فرضها القرآن الكريم، والتي لا تقل أهمية عن الحقوق التي كفلها له القرآن الكريم، والأفراد في ذلك متساوون، لا فرق بين رجل وامرأة»[79].

 

وكما تحدثنا آنفاً بأن أول العلاقات تتكون بين أفراد الأسرة الواحدة داخل البيت، ثم تتطور تلك العلاقات إلى التعامل مع الأقارب والجيران، ثم مع المجتمع كله وذلك خارج البيت.

 

فالمسؤولية خارج البيت تتكون من:

1. المسؤولية تجاه الجار.

2. المسؤولية تجاه الأقارب.

3. المسؤولية تجاه المجتمع بأسره.

 

أولاً: المسؤولية تجاه الجار:

يهدف الإسلام إلى تكوين المجتمع الصالح. وإن أقرب الناس بعضهم ببعض في المجتمع الواحد هم الجيران. قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾[80].

 

قرن الله تعالى في هذه الآية الإحسان إلى الوالدين والأقارب واليتامى والمساكين، بالإحسان إلى الجار، سواء كان جارا ذا قربى في النسب أم جارا في الجنب. فهذه الآية تدل على عظم المسؤولية تجاه الجار.

 

فالجيران على ثلاثة أنواع:

1. جار ذو قربى: فهذا له ثلاثة حقوق: حق القرابة، وحق الإسلام وحق الجوار.

2. الجار الجنب المسلم غير قريب: فهذا له حقان: حق الإسلام وحق الجوار.

3. جار على غير الإسلام: فهذا له حق واحد هو حق الجوار.

 

ولقد أعظم الإسلام حق الجوار، وأكثر الوحي من الوصاية بالجار حتى ظن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيجعله وارثا. ومما يدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»[81].

 

بل نفى الشارع الحكيم صفة الإيمان عن الشخص الذي لا يأمن جاره بغيه وظلمه وتعديه. قال النبي صلى الله عليه وسلم «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» قيل من يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال صلى الله عليه وسلم «الذي لا يؤمن جاره بوائقه»[82] وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً «من كان يومن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره»[83].

 

ومما يؤكد عظم المؤاخذة على الإضرار بالجار أن الشارع جعله ذنبا عظيما يحبط الأعمال الصالحة، ويجازي عليه بالنار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ما تقولون في الزنا؟ قالوا: حرام، حرم الله ورسوله، فهو حرام إلى يوم القيامة، فقال صلى الله عليه وسلم «لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في السرقة؟ قالوا: حرمها الله ورسوله، فهي حرام فقال صلى الله عليه وسلم: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره»[84].

 

وفي حديث آخر «قال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن فلاة تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال صلى الله عليه وسلم: هي في النار، قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن فلانة تذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وأنها تتصدق بالأنوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال صلى الله عليه وسلم: هي في الجنة»[85].

 

فعلى المسلم أن يبتعد عن كل ما فيه أذى لجاره من قول أو فعل أو عمل. فحق الجار عظيم، والمسؤولية تجاهه أعظم، فعلى المؤمن أن يتفقد أحوال جاره وأن يصله ويتصدق عليه، ويعينه ويكرمه وأن يحسن إليه بإرادة الخير له، وحسن العشرة معه، وتفقد أحواله، ونصحه ومعاونته فيما يحتاج إليه.

 

ثانياً: المسؤولية تجاه الأقارب:

إن المسؤولية تجاه الأقارب تتمثل في صلة الأرحام، والتودد لهم والإ؛سان إليهم، والبر بهم وتحمل إسائتهم والصفح والعفو عن مسيئهم وغير ذلك.

 

ومما يدل على هذا قوله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ﴾ وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[86].

 

ولقد أعظم الشارع من حق الرحم وصلتها، ومما يدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت بلى يا رب قال فهو لك»[87]. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فاقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾[88].

 

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: وهذا نهي عن الإفساد في الأرض عموما وعن قطع الأرحام خصوصا بل وقد أمر الله تعالى بالإصلاح في الأرض وصلة الأرحام وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والأفعال وبذل الأموال.

 

بل جعل الشارع صلة الرحم سبباً من أسباب سعة الرزق وطول العمر وهما من أحسن ما يتمنى المرء في هذه الحياة. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه»[89] وليست من صلة الرحم بأن تحسن إليهم إذا أحسنوا إليك وأن تصلهم إذا وصلوك، بل إن صلة الرحم المشروعة هي أن تصلهم حتى ولو قطعوك وتحسن اليهم حتى ولو منعوك ولم يكافئوك. ومما يدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالكافئ ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها»[90].

 

بل نجد أن صلة الرحم تتعدى إلى أكثر من هذا، وذلك أن يصلهم حتى ولو كانوا يسيئون إليه ويتعرضون لقطيعته.

 

وقد جاء في الحديث ان رجلا قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لي قرابة، أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك»[91].

 

فالأقرباء لهم حق زائد بسبب الرحم، فهم أولى الناس بالمعروف وبذل الفضيلة قال تعالى: ﴿ وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴾[92]. فهذه الآية تدل بأن إنفاق المرء على الأقرباء ليس تفضلا لأحد على أحد، وإنما هو حق فرضه الله تعالى على المكلف، الذي من أدائه يبرئ الإنسان بذمته، ويصل المودة بينه وبين من يعطيه.

 

ولعل من أظهر المسؤوليات تجاه الأقرباء هي صلتهم بالعطف على محتاجهم، والرحمة بضعيفهم، والإحسان في معاملتهم، وتألف قلوبهم، وإصلاح شأنهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وغير ذلك من الحقوق.

 

ثالثاً: المسؤولية تجاه المجتمع بأسره:

فالمجتمع الإسلامي بنعمة الإسلام كتلة واحدة، وأعماله في سبيل الله تعالى وأغراضه في هذه الحياة متحدة، فكانه كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه»[93].

 

فهذا التمثيل يفيد أن المؤمن لا غنى له عن أخيه المؤمن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تدعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»[94].

 

وفي الحديث تعظيم حقوق المسلمين والحض على تعاونهم، وملاحظة بعضهم بعضا، وإظهار التراحم بينهم مما يؤدي إلى اجتماع كلمتهم وقوة شوكتهم، وإظهار دينهم.



[1] سورة فاطر. آية 15.

[2] المعجم الوسيط، قام بإخراجه إبراهيم مصطفى وغيره، ص: 614. مجمع اللغة العربية.

[3]هو الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الرازي اختلف الرواة في نسبه وموطنه وتاريخ ولادته، كان اديبا ونحويا على طريقة الكوفيين وله مؤلفات كثيرة منها: المجمل في اللغة، فقه اللغة، اختلاف النحويين، توفي سنة 395هـ انظر: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة لجلال الدين السيوطي 1/ 352.

[4]معجم مقاييس اللغة لابن فارس. بتحقيق وضبط: عبد السلام محمد هارون. ص: 86/ 4، ط: دار الجيل بيروت لبنان.

[5]سورة النساء. آية 33.

[6]سورة البقرة. آية 235.

[7]سورة طه. آية 27.

[8]المعجم الوسيط، ص: 614.

[9]سورة المائدة. آية 5.

[10]سورة الزمر. آية 65.

[11] سورة البقرة. آية 177.

[12]سورة البقرة. آية 285.

[13]سورة النساء. آية 136.

[14]سورة الحج. آية 70.

[15]هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي أحفص الفاروق كان إسلامه فتحا عظيما للمسلمين وهو أحد العشرة المبشرين باللجنة وأول من لقب بأمير المؤمنين ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة وتوفي سنة 23هـ انظر: الإصابة لابن الحجر العسقلاني 2/ 518 – 519 وأسد الغابة لابن الأثير 4/ 145 – 181.

[16]صحيح مسلم، كتاب الإيمان، حديث رقم: 1، ص: 25، ط: الثانية 2000م، دار السلام للنشر والتوزيع.

[17] سورة الذاريات. آية 56، 57.

[18] سورة البقرة. آية 22.

[19]سورة النحل. آية 36.

[20]سورة الأنبياء. آية 25.

[21]سورة هود. آية 1، 2.

[22] سورة الزمر. آية 2، 3.

[23]سورة الإسراء. آية 23.

[24]سورة الزمر. آية 14.

[25]صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، حديث رقم: 94 ص: 36، المرجع السابق.

[26]سورة الحج. آية 62.

[27]سورة الزمر. آية 62.

[28]سورة النحل. آية 74.

[29]سورة الأنبياء. آية 27، 28.

[30]صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب في أحاديث متفرقة، حديث رقم: 60، ص: 1295، المرجع السابق.

[31]سورة الحديد. آية 25.

[32]سورة البقرة. آية 213.

[33] سورة الأنعام. آية 155.

[34]سورة النحل. آية 89.

[35]سورة الأعراف. آية 158.

[36]سورة النحل. آية 36.

[37]سورة النساء. آية 165.

[38]سورة الأحزاب. آية 40.

[39] سورة البقرة. آية 29.

[40]سورة الطلاق. آية 12.

[41]سورة ق. آية 4.

[42]سورة يس. آية 12.

[43]سورة الحج. آية 70.

[44]سورة الحج. آية 18.

[45]سورة يس. آية 82.

[46]سورة التكوير. آية 29.

[47]سورة الزمر. آية 62.

[48]سورة فاطر. آية 3.

[49]سورة العنكبوت. آية 45.

[50]سورة البقرة. آية 45.

[51]سورة التوبة 103.

[52] الخصائص العامة للإسلام، للدكتور يوسف القرضاوي. ص: 191، 192، ط: 7، 1989م، مؤسسة الرسالة، بيروت.

[53]أنظر العقيدة الصحيحة وما يضادها، لشيخ عبد الله بن باز، ط: دار ابن رجب للنشر والتوزيع.

[54] أصول الدعوة. تأليف: د/ عبد الكريم زيدان، ص: 112، ط: الثالثة 1987م، مؤسسة الرسالة، بيروت.

[55]سورة الإسراء. آية 23.

[56]أنظر الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 10/ 237، ط: دار إحياء التراث العربي. بيروت 1985م.

[57] البحر المحيط، لأبي حيان، 6/ 26، ط: الثانية 1983م، دار الفكر للطباعة النشر والتوزيع.

[58]المجتمع المتكافل في الإسلام، لدكتور عبد الله الخياط، ص: 152، مؤسسة الرسالة، 1972م، بيروت.

[59]صحيح البخاري، كتاب الشهادات، باب ما قيل في شهادة الزور، حديث رقم: 2654، ص: 430، ط: الثانية 1999م، دار السلام للنشر والتوزيع. الرياض.

[60]سورة الروم. آية 21.

[61] سنن الترمذي، في الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها، حديث رقم: 1163، ص: 282، ط: الأولى 1999م، دار السلام للنشر والتوزيع. الرياض.

[62]سنن الترمذي، في الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها، حديث رقم: 1162، ص: 282.

[63]سورة النساء. آية 19.

[64]سورة الطلاق. آية 6.

[65]سورة الطلاق. آية 7.

[66]سورة الأحزاب. آية 59.

[67]صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم، رقم الحديث: 5233، ص: 935.

[68]سورة الأحزاب. آية 21.

[69] صحيح البخاري، كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، رقم الحديث: 893، ص: 144.

[70]سورة النساء. آية 32.

[71]سنن ابن ماجه، كتاب النكاح، باب أفضل النساء، حديث رقم: 855، ص: 266.

[72]سنن ابن ماجه، كتاب النكاح، باب الأكفاء، حديث رقم: 1968، ص: 282.

[73] سورة التحريم. آية 6.

[74]سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، حديث رقم: 495، ص: 82.

[75]نفس الحديث السابق.

[76]سنن الترمذي، صفة القيامة والرقائق، باب 59، حديث رقم: 2516، ص: 572.

[77]صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، حديث رقم: 1385، ص: 222.

[78]أنظر المجتمع المتكافل في الإسلام، لدكتور عبد الله الخياط، ص: 153. والمسؤولية الخلقية، ص: 255.

[79]فلسفة التربية الإسلامية في القرآن الكريم، تأليف: على خليل أبو العيين، ص: 112 ط: الثانية 1985م دار الفكر العربي.

[80] سورة النساء، آية 36.

[81]صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب الوصاءة بالجار، حديث رقم: 7015، ص: 1052.

[82]صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه، حديث رقم: 6016، ص: 1052.

[83]صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب الوصاة بالنساء، حديث رقم: 5185، ص: 926.

[84]رواه أحمد في مسنده عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه ص: 1787، مسند الأنصار، حديث رقم: 24355، ط: بيت الأفكار الدولية.

[85]رواه أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه ص: 698، حديث رقم: 9673.

[86]سورة الأنفال. آية 75.

[87]صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب من وصل وصله الله، حديث رقم: 5987، ص: 1048.

[88]سورة محمد. آية 22.

[89]صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم، حديث رقم: 5986، ص: 1048.

[90] صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب ليس الواصل بالمكافئ، حديث رقم: 5991، ص: 1049.

[91]صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والأدب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، حديث رقم: 22، ص: 1122.

[92]سورة الإسراء. 26.

[93]صحيح البخاري، كتاب المظالم ، باب نصر المظلوم، حديث رقم: 2445، ص: 394.

[94]صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، حديث رقم: 65، ص: 1131.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المسؤولية الجماعية في الإسلام
  • المسؤولية التربوية للأسرة في الإسلام
  • شعور المسؤولية

مختارات من الشبكة

  • أنواع الكتابة وأهدافها وأبعادها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • سلسلة أنواع القلوب (3) القلب الراضي (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع من البيوع التي نهى عنها الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع العبادة التي أمر بها الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع الدعوة في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع العبادة في الاسلام(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • أنواع النفوس عند شيخ الإسلام ابن تيمية(مقالة - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • أنواع العبادات في الإسلام(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • أنواع البدل في اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نسخ الإسلام لما قبله من الشرائع(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
4- شكرا
خديجة - المغرب 06-12-2021 03:53 AM

شكرا جزيلا على المعلومة وشكرا على المجهودات

3- شكر
اسراء المترجي - المغرب 25-11-2021 09:16 PM

نشكركم جزيل الشكر على كل المجهود المبذول في سبيل إيصال المعلومة

2- شكر
نسرين - المغرب ‎ 17-11-2016 03:16 PM

شكرا جزيلاً على المعلومة

1- المسؤولية
احلام - Maroc 07-11-2016 06:27 PM

شكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب