• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

الأدلة القاطعة على أن القرآن هو كلام الله

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/12/2014 ميلادي - 18/2/1436 هجري

الزيارات: 263871

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأدلة القاطعة على أن القرآن هو كلام الله


♦ أحبابي الكرام، دعوني أبدأ حديثي مع حضراتكم بهذه القصة الظريفة - التي بعنوان: "أحد علماء الغرب أراد أن يبحث عن عيوب في القرآن، فانظر ماذا وجد"!

 

اقرأ القصة كاملة وستجد فيها العجب:

"قصة الدكتور ميلر: هذا الرجل كان عالمًا في الرياضيات، ولذلك كان يحب التسلسل المنطقي للأمور بشكل كبير جدًّا، وفي أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء، وكان يتوقع أن يجد القرآن - هذا الكتاب القديم المكتوب منذ 14 قرنًا - يتكلَّم عن الصحراء وغير ذلك، فأخذ يقرأ القرآن بتمعُّن لعله يجد مأخذًا عليه، ولكنه صُعِق بآية عظيمة وعجيبة، ألا وهي قول الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، يقول الدكتور ميلر عن هذه الآية - ما مختصره -: "من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر: مبدأ إيجاد الأخطاء - أو البحث عن الأخطاء - في النظريات إلى أن تَثبُت صحتها، وحتى يتبين صحة الشيء المراد اختباره، وهو ما يسمى بـ: "Falsification test"، والعجيب أن القرآن الكريم يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه، ويتحداهم أن يجدوا أي خطأ، وإنه لا يوجد مؤلف في العالم يؤلف كتابًا ثم يمتلك الجرأة ليقول: "هذا الكتاب خالٍ من الأخطاء"، ولكن القرآن على العكس تمامًا؛ إنه يقول لك: "لا يوجد أخطاء"، بل ويَعرض عليك أن تتمعن في القراءة حتى تجد فيه أخطاءً، ويقول لك: "لن تجد"،فما هذه القوة التي يتكلم بها قائل هذا الكلام؟! واللهِ لا يُمكن لأي بشر أن يتكلم بهذه الثقة وبهذه الجرأة.

 

♦ ومن القصص التي بهرت الدكتور ميلر: قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه "أبي لهب"، يقول الدكتور ميلر - ما مختصره -: "هذا الرجل "أبو لهب" كان يكره الإسلام كرهًا شديدًا، لدرجة أنه كان يتبع محمدًا أينما ذهب حتى يسخر مما يقول، وحتى يُشكِّك الناس في كلامه، وقبل وفاة "أبي لهب" بعشر سنوات: نزلت سورة في القرآن اسمها سورة المسد؛ تقول هذه السورة: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 1 - 5]؛ إذًا، فهذه السورة تقرِّر أن "أبا لهب" سوف يدخل النار، أي بمعنى آخر: إن "أبا لهب" لن يدخل الإسلام.


ففي خلال عشر سنوات ما كان على "أبي لهب" إلا أن يأتي أمام الناس ويقول: "محمَّد يقول: إنني لن أسلم، وبأنني سوف أدخل النار، ولكنَّني أعلن الآن أنني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مُسلمًا"! لكن "أبا لهب" لم يفعل ذلك مطلقًا، رغم أن كل أفعاله كانت مخالفة لأفعال محمد، فإنه لم يخالفه في هذا الأمر!


يعني كأن القصة تقول: "إن محمدًا يقول لأبي لهب: "أنت تَكرهني، وتريد أن تُكذِّبني وتتخلَّص مني، حسنًا، سأعطيك الفرصة لأن تنقض كلامي"، ولكنه لم يفعل ذلك، فهو لم يُسلم، ولم يتظاهر حتى بالإسلام، رغم أنه كانت لديه الفرصة - عشر سنوات كاملة - أن يهدم الإسلام بكلمة واحدة!


ولكن.. لأن هذا الكلام ليس كلام محمد، ولكنه كلام من يعلم الغيب وحده، ويعلم أن "أبا لهب" لن يسلم.


ما رأيكم الآن: هل محمد صادق فيما يقول أو لا؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي أو لا؟

إن لم يكن هذا القرآن وحي من الله، فكيف لمحمد أن يعلم أن "أبا لهب" سوف يحقِّق كل ما في السورة بالحرف الواحد؟! إن لم يكن يعلم أنه وحي من الله: فكيف يكون واثقًا خلال عشر سنوات أن ما لديه هو الحق؟! إنني الآن أستطيع أن أقول: "إنه لكي يضع شخص مثل هذا التحدي الخطير، فهذا ليس له إلا أمر واحد؛ "أن كلامه هذا هو وحي من الله".


♦ ويقول الدكتور ميلر بشأن هذه الآية: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ﴾ [المائدة: 82]:

"من المعجزات الغيبية القرآنية: هو التحدي للمستقبل بأشياء لا يمكن أن يتنبأ بها الإنسان، فالقرآن يقول بأن اليهود هم أشد الناس عداوةً للمسلمين، وهذا مستمر إلى وقتنا الحاضر، فأشد الناس عداوة للمسلمين: هم اليهود، إن هذا يعتبر تحديًا عظيمًا؛ وذلك لأن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط؛ وهو: أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين فقط، ثم يقولون بعدها: "ها نحن نعاملكم معاملة طيبة، والقرآن يقول: إننا أشد الناس عداوة لكم، إذًا فالقرآن على خطأ"! ولكن هذا لم يحدث خلال ألف وأربعمائة سنة - ولن يحدث - لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب، وليس مُنَزَّلاً من إنسان"، وكذلك يقول القرآن عن اليهود: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [البقرة: 94، 95] يعني ولن يتمنى اليهود الموت أبدًا، لما يعرفونه مِن صِدْق محمد، ومِن كَذِبهم وافترائهم عليه، ففي هذه الآية دليل على إعجاز القرآن الكريم، وأنه كلام الله الذي يعلم الغيب وحده، فقد طلب القرآن منهم تمني الموت - حين زعموا أن الجنة خاصة بهم وحدهم، وأنهم إذا ماتوا: دخلوها - فلم يتمنوا الموت، رغم قدرتهم على تمنيه "ولو كذبًا"، ورغم حرصهم على تكذيب محمد، ورغم توبيخ القرآن لهم بأنهم لن يتمنوه.


♦ وبالمناسبة: فإن الدكتور ميلر قد دخل في الإسلام وأصبح داعية له، نسأل الله له الثبات في الحياة وعند الممات.

 

♦ ومما يدل على إعجاز القرآن الكريم أن الله قد تحدى به المشركين، فعجزوا عن الإتيان بمثله، مع أنه مركب من هذه الحروف التي تتكوَّن منها لغتهم، فقال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ [1] مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ﴾ [البقرة: 23]، فإذا عجزتم عن ذلك - وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة - فقد علمتم أن غيركم أعجز منكم عن الإتيان بذلك، ثم قال الله لهم: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾ [البقرة: 24]، فقوله: ﴿ وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾: فيه إثارة لهِمَمهم، وتحريك لنفوسهم، ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع، وهذا من الغُيوب التي أخبر بها القرآن قبل وقوعها،فدلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله - مع أنهم أفصح الناس - على أن القرآن وحي من عند الله، ثم أعلنها الله تعالى صراحةً للعالم أجمع "الإنس والجن" في تحد باهر إلى يوم القيامة: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].

 

♦ ويقول القرآن بشأن المعركة التي دارت بين الفرس والروم، والتي هُزمت فيها الروم: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ﴾ [الروم: 2 - 6]، وهنا يتعجب الإنسان: "كيف لمحمد أن يتنبأ بنتيجة معركة حربية سوف تحدث بعد بضع سنوات؟ "على الرغم من أن الروم حينها - كما يقول التاريخ - كانت في أشد حالات الضَّعف والانهيار بعد تلك الهزيمة"، وما الذي يجعله يَخوض في مثل هذه الأمور الغيبية، ويُغامر بقضية الدين كلها دون أن يُطْلَب منه ذلك؟ بل ويؤكد أن ذلك سوف يحدث عندما قال: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ﴾ [الروم: 6]، وماذا كان سيحدث إذا لم يَصدُق القرآن في كل حرف قاله؟ ولكن القائل هو الله، والفاعل هو الله - الذي يَستطيع وحده - أن يحقِّق ما يقول، وأن يفعل ما يريد، في الوقت الذي يريد".


♦ ويقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، ويقول أيضًا عن القرآن: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، فبالله عليكم: من يَجرؤ من البشر أن يقول هذا الكلام، ثم يفي بما وعد - بالحرف الواحد - غير الملك القدير - جل وعلا؟ هل هناك أحد من الخلق يَضمن ماذا سيحدث له بعد ساعة من الآن؟ إن الذي يستطيع أن يقول هذا الكلام بهذا اليقين هو الذي يملك القدرة - سبحانه وتعالى - إننا نقول - وبمنتهى البساطة -: "إن الذي قاله هو الذي حفظه".


♦ يقول الله تعالى لنبيِّه محمد: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67]، كان المسلمون - قبل نزول هذه الآية - يَمشون حول رسول الله في كل مكان ينتقل إليه، خوفًا عليه من اليهود "قتلة الأنبياء"، لدرجة أنهم كانوا يتناوبون في حراسة بيته - كل ليلة - وهو نائم، فلما نزلت هذه الآية ليلاً، طلب من أصحابه الانصراف، فلما سألوه عن السبب، قال لهم: "قد عصمني الله"، فيستحيل أن يصدر هذا الفعل إلا من إنسان واثق بوعد ربه له، يقول العلامة بارتملي هيلر: "لما وعد الله رسوله بالحفظ بقوله: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67]: صرف النبي حُرَّاسَه، والمرء لا يكذب على نفسه، فلو كان لهذا القرآن مصدر غير السماء: لأَبْقَى محمد على حِراسَتِه"!

 

♦ ويقول الله تعالى لنبيه محمد عن المنافقين: ﴿ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ﴾ [المجادلة: 8]، وقبل أن أتكلم عن إعجاز هذه الآية: يجب أن نضع في أذهاننا جيدًا أن محمدًا يقول بأن هذا القرآن هو كلام الله، المتعبَّدبتلاوته إلى يوم القيامة، وأنه سيبقى بلا تعديل ولا تغيير، ولن يَجرؤ أحد على أن يمسَّه أو يُحرِّفه، ومِن هنا فإن هذا الكلام سيكون حجة على محمد، فإذا أخبر القرآن بشيء، واتَّضح أنه غير صحيح كان ذلك هدمًا للدين كله، ورغم خطورة هذا، فإن القرآن يأتي فيقول: ﴿ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ﴾، فالقرآن هنا يقول لأعداء محمد - الذين يُهِمُّهُم هدم الإسلام -: "سأُخبِرُكم بما في أنفسكم، وبما لم تهمس به شفاهكم"، وقد كان يَكفيهم - لكي يكذبوا محمدًا - أن يقولوا: "لم تحدِّثنا أنفسنا بهذا"، وكانوا بهذا سيُعلنون للناس أن محمدًا يقول كلامًا غير صحيح، ولكنهم ذُهِلُوا من أن القرآن قد أخرج ما في صدورهم، فلم يَستطيعوا ردًّا، ولم يفعلوا شيئًا أكثر من أنهم اختفوا عن أعين الناس بعدأن فضح القرآن حقيقتهم، ولو كان هذا القرآن من عند غير الله لما استطاع أن يصل إلى داخل النفس البشرية، التي لم يستطع علم أن يصل إليها حتى الآن.


♦ ومن الأمور المستقبلية التي أخبر عنها القرآن: قول الله تعالى - مبشرًا نبيه بالعودة إلى مكة فاتحًا منتصرًا -: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾ [القصص: 85]، يعني: لرادُّك إلى مكةكما أخرجك منها، وقوله أيضًا: ﴿ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 27]، وكذلك قوله تعالى: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ [القمر: 45]، لقد نزلت هذه الآية في مكة والمسلمون قلَّة، أذلاء، في أشد حالات الضعف، لا يستطيعون حماية أنفسهم، ثم يتنبأ القرآن بأن الإسلام سوف يَنتصر، وأن هؤلاء الجمع - الذين تجمَّعوا لمحاربة الإسلام في مكة - سوف يُهزمون ويولُّون الأدبار، وكان هذا الكلام يستحيل أن يصدر من أحد في هذا الوقت بهذا اليقين إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون قائل القرآن متأكدًا من أن هذا سوف يحدث في المستقبل، وكان يمتلك القدرة على تحقيق ما قال، فالذي قال هذا الكلام هو القادر، الذي يعلم أن ذلك سوف يحدث يقينًا، وهو الله - سبحانه وتعالى.


♦ وانظر كذلك إلى قول الله تعالى - لنبيِّه محمد - عن اليهود: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 137]، يعني فسيكفيك شرَّهم؛ لأنه سبحانه هو السميع لأصواتهم، العليم بما يُدبِّرونه لك، وقد حقَّق الله وعدَه؛ فقد كفاه مكرهم وشرَّهم، بل ونصره عليهم حتى قُتل بعضهم، وأُسر بعضهم، وشرِّد بعضهم، ففي هذا معجزة من معجزات القرآن الكريم - وهو الإخبار بالشيء قبل وقوعه - فوقع كما أخبر.

 

♦ ويقول الله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53]، فدعونا نتساءل بإنصاف ونقول: "مَن يملك أن يقول مثل هذا الكلام ثم يحقق ما قاله إلا خالق الكون سبحانه وتعالى"؟!


إننا نقول - وبكل وضوح -: "إن الذي خلق هو الذي قال"، فعلى سبيل المثال: يقول الله تعالى: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ﴾ [يس: 37]، يقول البروفيسور "يوشيودي كوزان" "مدير مرصد طوكيو": "إن هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود، فكل شيء أمامه مكشوف، إن الذي قال هذا القرآن يرى كل شيء في هذا الكون، فليس هناك شيء قد خفيَ عليه"،وهذا مصداق لقول الله تعالى عن القرآن: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الفرقان: 6]، وأما المستشرق الأديب "غوتة" - وكان أحد أعداء الإسلام - فقد قال في ديوانه: "الديوان الشرقي للشاعر الغربي": "القرآن ليس كلام البشر، فإذا أنكرنا كونَه مِن الله، فمعناه أننا اعتبرنا محمدًا هو الإله"!




[1] أي: في شك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موسى وفرعون وكلام الله في نصيحة العمر
  • "لعل" في كلام الله تعالى
  • المنافقون يريدون أن يبدلوا كلام الله
  • تحريف كلام الله وتفسير القرآن بالرأي والهوى وادعاء النبوة
  • الإسلام ومعناه العام والخاص
  • إثبات صفة الكلام لله
  • القرآن الكريم كلام الله تكلم به حقيقة
  • القرآن المسطور في المصاحف هو كلام الله
  • هذا كلام الله فعلا

مختارات من الشبكة

  • الردود القاطعة على شبهة وجود أخطاء لغوية في القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الملحد وخطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قواطع الأدلة في الرد على من عول على الحساب في الأهلة (WORD)(كتاب - موقع الشيخ حمود بن عبد الله التويجري)
  • قواطع الأدلة في الرد على من عول على الحساب في الأهلة(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأدلة على ثبوت النسخ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة الأجوبة القاطعة لحجج الخصوم الواقعة في كل العلوم(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الحجج القاطعة في المواريث الواقعة(كتاب - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • النبوءات المستقبلية في القرآن الكريم من أكبر الأدلة على إعجازه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماذا تعرف عن القبر؟ (5) الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأدلة من القرآن والسنة على وجوب طاعة المرأة لزوجها(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
7- شكر وتقدير
محمد يحيى - لبنان 17-09-2017 12:39 PM

بارك الله فيكم وجازاكم كل خير على هذه المعلومات القيمةوقد أثرت في بعد أن كدت أجنح الى الباطل بعد حوارات مع بعض الملحدين شكرا لكم أثلجتم قلبي ونور الله دروبكم

6- شكر وتحية
وائل - سوريا 18-09-2016 12:02 AM

جزاك الله خيرا يا دكتور على هذ الإضاءة الكريمة

5- ما شاء الله و شكرا لك يا دكتور ميلر
فوزية - المغرب 09-11-2015 03:27 AM

جزاك الله خيرا يا أخي الكريم ﻹتباثك نبوة محمد صلى الله عليه وسلم و أرجو أن يستفيد اﻵخرون من هذه المعلومات القيمة والتي ﻻ تعوض بأي ثمن وأتمنى أن تكون هذه الدلائل كافية ومقنعة بأن القرآن من عند الله تعالى وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

4- هنيئاً لك يا دكتور ميلر
أبو عمر الرياض 14-12-2014 02:16 AM

ما ذكره الدكتور ميلر من تدبره للقرآن ليثب به أنه من عند الله وبذلك يثبت نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء موافقاً لما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح"، وهو يقرر نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن، واكتفى بذكر بعض الأمثلة، فسوف أذكر قول الدكتور ميلر، واتبعه بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، لنعلم فضل الله على علماء الأمة، وتوفيق الله لم شرح الله صدره ليسلم، فما قاله الدكتور ميلر في شأن قصة أبي لهب، هو ما قرره ابن تيمية في "الجواب الصحيح"(6/ 75) بل أضاف شيخ الإسلام قصة الوليد بن المغيرة، لتشابهها مع قصة أبي لهب فقال:"وقال في سورة المدثر: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا} [المدثر: 11 - 13] إِلَى قَوْلِهِ {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ} [المدثر: 26 - 28] . وقال عن أبي لهب - عمه -: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: 1 - 3]، وكان كما أخبر به، مات الوليد كافراً، ومات أبو لهب كافراً". وقال الدكتور ميلر:"وكذلك يقول القرآن عن اليهود: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [البقرة: 94، 95] يعني ولن يتمنى اليهود الموت أبدًا، لما يعرفونه مِن صِدْق محمد، ومِن كَذِبهم وافترائهم عليه، ففي هذه الآية دليل على إعجاز القرآن الكريم، وأنه كلام الله الذي يعلم الغيب وحده، فقد طلب القرآن منهم تمني الموت - حين زعموا أن الجنة خاصة بهم وحدهم، وأنهم إذا ماتوا: دخلوها - فلم يتمنوا الموت، رغم قدرتهم على تمنيه "ولو كذبًا"، ورغم حرصهم على تكذيب محمد، ورغم توبيخ القرآن لهم بأنهم لن يتمنوه". أما قول شيخ الإسلام في "الجواب الصحيح" (/):"وقال تعالى خطابا لليهود:{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} [البقرة: 94 - 96] . وَقَالَ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الجمعة: 6] فأخبر عن اليهود أنهم لن يتمنوا الموت أبداً، وكان كما أخبر، فلا يتمنى اليهود الموت أبدا، وهذا دليل من وجهين: من جهة إخباره بأنه لا يكون أبداً، ومن جهة صرف الله لدواعي اليهود عن تمني الموت، مع أن ذلك مقدور لهم، وهذا من أعجب الأمور الخارقة للعادة، وهم - مع حرصهم على تكذيبه - لم تنبعث دواعيهم لإظهار تكذيبه، بإظهار تمني الموت".
ولا أريد الإطالة بتتبع الأمثلة.
فقد ظن البعض أن الدكتور ميلر، غير مسبوق، فأردت أن أثبت له خلاف ظنه، ومع ذلك نثبت فضل الله على الدكتور ميلر. والله أعلم.

3- ما شاء الله لا قوة إلا بالله
سمير حمدي - مصر 13-12-2014 02:24 PM

جزاكم الله خيرا يا أخي الكريم، والله إن الأمة الآن في أحوج ما تكون لهذا الموضوع في زمن الشبهات والفتن
أحييك من كل قلبي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

2- جزاكم الله خيرا
حسام - مصر 13-12-2014 01:47 PM

هذا الكلام جميل وجزاكم الله خيرا ولكن يا ليت تكون بداية لإزالة فكر الإلحاد والاشتراكية أسأل الله ان يجعله في ميزان مبتكر هذه الفكرة ......

1- ما شاء الله لا قوة إلا بالله
سمير حمدي - مصر 13-12-2014 01:45 PM

جزاكم الله خيرا يا أخي الكريم، والله إن الأمة الآن في أحوج ما تكون لهذا الموضوع في زمن الشبهات والفتن
أحييك من كل قلبي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب