• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثاني عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط

تفسير الربع الثاني عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/11/2014 ميلادي - 16/1/1436 هجري

الزيارات: 26713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن[1]؟

تفسير الربع الثاني عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط


الآية 189: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ﴾ وتغيُّر أحوالِها على مَدَى الشهر، وعن الحِكمة من ذلك، والأهِلّة: جمع هِلال، ﴿ قل هي مواقيتُ للناس والحَجّ ﴾: يعني: علامات يَعرفُ بها الناس أوقات عباداتِهم المُحددة بوقتٍ؛ مثل: الصيام، والحج، وأيضًا يعرفون بها أوقات معاملاتِهم؛ مثل: وقت سداد الدَّيْن، وغير ذلك، وقد خَصَّ اللهُ تعالى الحَجَّ بالذِّكر؛ لأنه يقع في أشهُر معلوماتٍ - وهي: شوّال، وذو القعدة، وعشر مِن ذي الحِجّة -، ويستغرقُ أوقاتًا كثيرة، ﴿ وليس البرُّ ﴾ ما تعوَّدتُم عليه - في الجاهلية وأوّل الإسلام - حِينَ كنتم تُحْرِمُون بالحَجّ أو العُمرة ﴿ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا ﴾، فقد كنتم تتسلقون سُور جِدَار البيتِ الحرام، وتدخلونَ مِن ظَهْر البيت، ظانِّينَ أنّ ذلك يُقَرِّبُكُم إلى الله تعالى، فهذا ليسَ من البِرِّ؛ لأنّ الله تعالى لم يشرع لكم ذلك، وَكُلّ مَن تعبّدَ للهِ بعبادةٍ لم يَشرَعْها اللهُ ولا رسولُهُ، فهو مُتعَبِّدٌ ببِدْعَة، ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى ﴾: أي: ولكنّ الخيرَ هُو فِعْلُ مَنِ اتقى اللهَ، واجتنبَ مَعَاصِيَه، ﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾ المعتادة؛ لِما في ذلك مِن السهولةِ، التي هي أصْلٌ من أصول الشرع، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾: أي:لِتفوزوا بكل ما تحبون مِن خَيرَي الدنيا والآخرة).


الآية 190: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه ﴾:ِ أي: لأجل نُصرَةِ دين اللهِ تعالى عليكم أن تقاتلوا ﴿ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ﴾ من المشركين، ﴿ وَلا تَعْتَدُوا ﴾: أي: ولا ترتكبوا المَنَاهي مِن: التمثيل بِجُثَثِهم - يعني: تشويهها بعد موتها -، وقَتْلِ مَن لا يَحِلُّ قتلُهُ مِن النساءِ والصِّبيان والشيوخ، ومَن في حُكمِهِم،والغُلول - وهو سرقة شيء مِن الغنِيمة قبلَ توزيعِها - ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ الذين يُجَاوزُونَ حُدُودَهُ، فيَستَحِلّونَ ما حَرَّم اللهُ ورسولُهُ).


الآية 191: ﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ﴾: أي: حيثُ وجدتمُوهُم، ﴿ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ﴾: يعني مِن مَكّة، ﴿ والفتنة ﴾ وهي الشركُ بالله، وَصَدّ الناس عن الدخول في الإسلام ﴿ أشَدّ مِن الْقَتْلِ ﴾: أي:أشَدّ مِن قتلِكُم إياهم، ﴿ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ تعظيمًا لِحُرُماتِهِ ﴿ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ﴾: أي:حتى يَبدؤوكُم بالقتال فيه، ﴿ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ ﴾ في المسجد الحرام ﴿ فَاقْتُلُوهُمْ ﴾ فيه ﴿ كَذَلِكَ جَزَاءُ ﴾: أي:مِثل ذلك الجزاء الرادع يكون جزاء ﴿ الْكَافِرِينَ ﴾.


الآية 192: ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا ﴾ عَمّا هُم فيه مِن الكُفر وعن قتالِكُم عند المسجد الحرام، ودخلوا في الإيمان: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.


الآية 193: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ ﴾: أي:واستمِروا في قتال المشركين المُعتدين؛ ﴿ حَتَّى لا تَكُونَ ﴾ هناك ﴿ فِتْنَةٌ ﴾ للمسلمين عن دينهم، وحتى لا يكونَ هناك شركٌ باللهِ تعالى، ﴿ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ﴾: يعني: ويَبقى الدينُ للهِ وحده - خالصًا - لا يُعْبَدُ معه غيرُه، ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾: يعني: فالعقوبة لا تكون إلا على الظَّالِمِينَ المستمرين على كُفرهِم وعُدوانِهم).


الآية 194: ﴿ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَام ﴾:ِ أي: قتالكُم للمشركين في الشهر الذي حَرَّم اللهُ القتالَ فيه، هو جزاءٌ لقتالِهم لكم في الشهر الحرام، واعلم أنّ الأشهر الحُرُم هي: رجب، وذو القَعدة، وذو الحِجَّة، والمُحَرَّم، وقد كانَ العَربُ يُحَرِّمُونَ القتالَ في هذه الأشهُر - وذلك في الجاهليةِ قبلَ الإسلام - فلما جاءَ الإسلامُ أقرَّ ذلك، بل وَعَظَّمَ المَعصِية في هذه الأشهُر، كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]، ﴿ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ﴾: يعني: والذي يعتدي على ما حَرَّم اللهُ من المكان والزمان، يُعاقَبُ بمثل فِعلِهِ، ومِن جِنسِ عَمَلِه، ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عليكم ﴾ ولا حرجَ عليكم في ذلك؛ لأنهم هم البادئون بالعُدوان،  ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهََ ﴾ بعدم تجاوُز المُماثلة في العقوبة، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾.


الآية 195: ﴿ وَأَنْفِقُوا ﴾ مِن أموالِكم ﴿ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: أي: في الطرق المُوصلة إلى اللهِ تعالى، وهي كُلّ طرق الخير، مِن صدقةٍ على مسكين، أو قريب، وأعظمُ ذلك - وأوّل ما دَخَلَ في ذلك - هو الإنفاق في الجهاد في سبيل الله؛ لتقويَة المسلمين، وإضعافِ المشركين، فإنّ النفقة فيهِ جهادٌ بالمال، وهو فرضٌ كالجهادِ بالبَدَن، ﴿ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ بترك الجهاد في سبيل الله، وعدم الإنفاق فيه، ولَمّا كانت النفقة في سبيل الله نوعًا من أنواع الإحسان، أمَرَ اللهُ تعالى بالإحسان عمومًا، فقال: ﴿ وأحسِنوا ﴾: أي:في كل أمُوركُم، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾، والإحسانُ - كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مُسلِم -: ((أن تعبُدَ اللهَ كأنك تراه، فإنْ لم تكنْ تراهُ، فإنه يَراك))).

 

الآية 196: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾: يعني: وأدُّوا الحَجّ والعُمرة تامَّيْنِ، خالِصَيْن لوجهِ اللهِ تعالى، ﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ﴾: يعني: فإنْ مَنَعَكُم مانعٌ عن الذهاب لإتمامِهمَا (كالعَدُوّ والمرض)، وذلكَ بعد أن نويتم الدخولَ في النُّسُك، ﴿ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾: يعني: فالواجب عليكم ذَبْحُ ما تيَسَّرَ لكم من الإبل، أو البقر، أو الغنم، وأقل ما يُجزئ في الهَدْي شاة (يعني: ضأن أو ماعز، ذكر أو أنثى)، أو سُبع بقرة (يعني: يُشاركُ سِتَّة غيره في ثمنِها)، أو سُبع جَمَل؛ وذلك لكي تَخْرُجوا وتتحَلّلوا مِن إحرامِكُم بحَلق شعر الرأس أو تقصيره، ﴿ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ ﴾ إذا كنتم مُحصَرين - أي:مَمنُوعين - ﴿ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ﴾: يعني: حتى يَذبح المُحصَرُ هَدْيَهُ في المَوضِع الذي مُنِعَ فيه مِن إتمام النُّسُك، كما نَحَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في "الحُدَيْبيَة"، ثم حلق رأسه، وأما غير المُحصَر فلا يَنحَر الهَدْي إلا في الحَرَم، وذلك في يوم العِيد، والثلاثة الأيام التي تلِي يوم العِيد، ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا ﴾: يعني: فإذا حصل الضرر، بأنْ كانَ هذا المُحصَرُ مَريضًا، ويُرجَى شفاؤهُ إذا حلقَ رأسَهُ، ﴿ أو ﴾ كانَ ﴿ به أذًى مِن رأسِهِ ﴾ مِثل الجُرُوح، والحَشَرة المعروفة بـ (القمل)، ونحو ذلك مِمَّا يجعله يحتاجُ إلى الحَلق وهو مُحْرِم، قبل أن يَنحر الهَدْي، فإنه يحلِقُ وعليه الفِديَة، وهذه الفِديَة هي: ﴿ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ ﴾: يعني: يصوم ثلاثة أيام، ﴿ أَوْ صَدَقَةٍ ﴾: يعني: أو يتصدق على سِتة مساكين، يُعطي لِكل مسكين منهم نصفَ صاعٍ من طعام، والصَّاع: هو ما يُقَدّر بـ 2.5 كيلو جرام تقريبًا، ﴿ أَوْ نُسُكٍ ﴾: يعني: أو يذبح شَاة، ويُوَزِّعها على فقراء الحَرَم (هكذا على سبيل التخيير، وحَسَب الأيْسَر له؛ إما الصيام، أو الصدقة، أو الذبْح)، ﴿ فَإِذَا أَمِنْتُم ﴾ْ: يعني: فإذا كنتم في أمْنٍ وصِحَّة، ولم تُمنَعُوا عن إتمام النُّسُك: ﴿ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ﴾: يعني: فمَن استمتعَ منكم بالعمرة إلى الحج، وذلك بأن أحرَمَ بعُمرةٍ في أشهُر الحج، ثم تحَلّلَ بعد انتهاء عُمرَتِه - وذلك باستباحَة ما كانَ مُحَرَّمًا عليه بسبب الإحرام - ثم بقِيَ في مكة ينتظرُ الحَجّ، وَحَجَّ فِعلاً: ﴿ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾: يعني: فعليه ذبْحُ ما تيَسَّرَ مِن الهَدْي (سواء مِن الإبل، أو البقر، أو الغنم)، ﴿ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ ﴾ هَدْيًا يذبحه:﴿ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي ﴾ أشهر﴿ الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ﴾ إلى أهلِيكُم، ﴿ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ﴾ لا بُدَّ مِن صيامِها، ﴿ ذَلِكَ ﴾: يعني: ذلك الهَدْيُ وما ترَتّبَ عليه من الصيام يكونُ ﴿ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾: أي: ليسَ أهلُهُ مِن سُكَّان مَكّة، (واعلم أنّ المُقِيمِين في مَكّة لِعَمَلٍ أو تجارةٍ أو نحو ذلك، فأولئك أيضًا ليسُوا مِن حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ)، ﴿ وَاتَّقُوااللَّهَ ﴾ في جميع أموركم، بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ومِن ذلكَ امتثالكم لهذه المأمورات، واجتناب هذه المَحظورات المذكورة في هذه الآية، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ لِمَن خالفَ أمْرَه وَعَصَاه).

 

الآية 197: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾: أي:وقتُ الحَج أشهرٌ معلومات، ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ﴾: أي: فمَن أوْجَبَ على نفسِهِ الحَجّ في هذه الأشهر، وذلك بالإحرام (وهو نِيَّة الدخول في النُّسُك)، ﴿ فَلا رَفَثَ ﴾: أي: فيَحرُمُ عليه الجِمَاعُ، ومُقدِّماتهُ القولية والفِعليَّة، ﴿ وَلا فُسُوقَ ﴾: يعني: ويَحرُمُ عليه الخروج عن طاعة الله تعالى بفعل المعاصي،﴿ وَلا جِدَالَ ﴾: يعني: ويَحرُمُ عليه الجدالُ الذي يؤدي إلى الغضب والكراهية، كلُّ ذلك مُحَرَّمٌ ﴿ فِي الْحَجِّ ﴾؛ إذ إنّ المقصود مِن الحَجّ: الذل والانكسار لله، والتقرب إليه بما أمكنَ مِن القرُبَات، والتنزّه عن فِعل السيئات، فإنه بذلك يكونُ حَجًّا مَبرورًا، والحَجّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة، واعلم أنّ هذه الأشياء - وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان - فإنها تكونُ أعظمَ إثمًا في الحج، ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾، وهذا يتضمن غاية الحَثّ على أفعال الخير، وخصوصًا في تلك البِقاع الشريفة، فإنه ينبغي تدارُك ما أمكَنَ تداركُهُ فيها مِن صلاةٍ، وصدقةٍ، وطوافٍ، وإحسان قولِيّ وفِعلِيّ، وغير ذلك، وقد صَحّ عن النبيّ صلى اللهُ عليه وسلم أنّ الصلاة في المسجد الحرام تُعادِلُ مائة ألفِ صلاةٍ في غيره، ﴿ وَتَزَوَّدُوا ﴾: يعني: وخذوا لأنفسِكم زادًا مِن الطعام والشراب والمال لسَفر الحَج؛ فإنّ التزوّدَ فيه الاستغناءُ عن المخلوقين، والكَفّ عن سؤالِهم أموالَهُم، ﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾: أي: وخذوا أيضًا زادًا مِن صالِح الأعمال للدار الآخرة، فإنّ خيرَ الزادِ تقوى الله، فهذا هو الزاد الحقيقي، المستمرُّ نفعُهُ لِصَاحِبهِ في دُنياهُ وآخِرَتِه، وهو المُوصلُ لأكْمَلِ لذةٍ، وأسْعَدِ حياةٍ، وأجَلّ نعيمٍ دائِم، ﴿ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ ﴾.


الآية 198: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ﴾: أي: أن تطلبوا رزقًا من ربكم بالربح مِن التجارةِ وغيرها في أيام الحج، ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ ﴾: أي: دفعتُم- مع الزحام - راجعينَ ﴿ مِنْ عَرَفَاتٍ ﴾ وهي المكان الذي يقف فيه الحُجّاج يومَ التاسع مِن ذي الحِجَّة، ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾ بالتسبيح والتلبية والدعاء ﴿ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾ وهو المُزدَلفة، ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾: أي:كما مَنَّ عليكم بالهدايةِ بعدَ الضلال، ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ ﴾: أي:مِن قبل هذا الهُدى ﴿ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾: أي:كنتم في ضلالٍ لا تعرفونَ معهُ الحق).

 

الآية 199: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ﴾: يعني: وَليَكُن اندفاعُكُم مِن مُزدَلفة، التي أفاضَ منها إبراهيمُ عليه السلام، مُخالِفينَ بذلكَ مَن لا يقفُ بها مِن أهل الجاهلية،﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ﴾ مِن الخَلَل والتقصير الذي وَقَعَ منكم في عبادة الحَجّ  ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ﴾ لعبادِهِ المُستغفِرين التائبين، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهم).

 

الآية 201: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾: أي: عافية، ورزقًا، وعِلمًا نافعًا، وعملاً صالحًا، وغير ذلك من أمور الدِّين والدنيا، ﴿ وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ﴾: أي:الجنة، ﴿ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.


الآية 202: ﴿ أُوْلَئِكَ ﴾ الداعُون بهذا الدعاء ﴿ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا ﴾: أي: لهم ثوابٌ عظيم، بسبب ما كَسَبُوهُ من الأعمال الصالحة؛ ولذلك ينبغي للعبد أن يُكثِرَ مِن قول هذا الدعاء، كما كانَ يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ لا يُعجزُهُ إحصاءُ أعمالِهم، ومُحاسبتهم عليها).



[1] وهي سلسلة تفسير للآيات التي يَصعُبُ فهمُها في القرآن الكريم (وليس كل الآيات)، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي" (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو شرحُ الكلمة الصعبة في الآية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع السابع من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثامن من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع التاسع من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع العاشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الحادي عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السابع عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثامن عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
محمد زكي - مصر 10-11-2014 04:15 PM

جزاك الله خيراً على التذكير بفضل وأهمية هذا الدعاء: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) أنا الآن بفضل الله أقوله في كل صلاة، وقد علمتُ أنه كان أكثر دعاء يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك دعاء: (اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)

1- جميل جداً شرح الآية رقم 189 و 196
nashwa ahmed - مصر 09-11-2014 04:43 PM

جميل جداً شرح الآية رقم 196 أسلوب حضرتك جميل وسهل، وأنا كنت عندما أقرأ قول الله تعالى: (وليس البرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا) كنت أفهمه خطأ تماماً فجزاك الله خيراً على التوضيح

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب