• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

معتقد الطريقة التيجانية: تعريف وتقييم

معتقد الطريقة التيجانية: تعريف وتقييم
أم يحيى عبدالرحمن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/9/2014 ميلادي - 19/11/1435 هجري

الزيارات: 104055

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معتقد الطريقة التيجانية

تعريف وتقييم

 

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه إلى يوم الدين.

 

♦ لقد من الله سبحانه وتعالى على الثقَلين ببعثة رسول الهدى، وضياء الدجى، محمد بن عبدالله، وجعل حسن اتباعه عنوان الفوز برضا الرحمن، ودخول الجنان؛ فمن استضاء بهديه أصاب المنشود، ومن رغب عنه ترك للمردود، ومن رام العزة فليلزم غرز السنَّة، ولا يلزمها إلا من وجَّه القلب للإخلاص والاتباع، ونهى النفس عن الهوى والابتداع؛ وهذا سبيل الأذلِّين في الدنيا والآخرة.

 

والإخلاص والاتباع مفتاحَا سلامة المعتقد، فما هوى من هوى إلا من شائبة شابت إخلاصه أو اتباعه، أو كليهما معًا؛ فذلك منشأ البدع، ومنبع الضلال، والفطن الذكي من علم أن التشريع الأكبر رباني محض، فلا حظ لعبد ناقص قاصر فيه.

 

لذا صار التصدي للبدع والمحدثات بابًا من أبواب الجهاد؛ حفظًا لكيان الدين، ونصرة للحق المبين، وجمعًا لشمل الأمة بعدما نخرت البدعة جسمها فأَرْدَتْه كالثوب المهترئ، لا هو بالساتر فيلفع، ولا بالجميل فينفع.

 

وتعتبر الطرق الصوفية من أهم مظاهر الابتداع في الدين، ومع انتشارها في كل بقاع الأرض على اختلاف في أصولها وتنظيماتها؛ مستغلة بذلك التمويه الممارس على مصداقية منهج أهل السنة والجماعة - صار لزامًا على المسلمين تقويض هذا الامتداد، في القلوب أولاً بتسليط الضوء على مكامن الخلل والقصور فيها، ورد شبهاتها، وبيان ضلالاتها، وفي الأوراق ثانيًا بتكثيف الجهود، وشهر الأقلام؛ أداءً للأمانة المنوطة بكل مسلم بتبليغ العلم وإنكار المنكر.

 

خطة البحث

مقدمة

الفصل الأول: نشأة الطريقة التيجانية ومعتقداتها:

المبحث الأول: نشأة الطريقة التيجانية وتطورها

المطلب الأول: نبذة عن مؤسس الطريقة وظروف نشأتها

المطلب الثاني: مناطق انتشار الطريقة ومواطنها

المطلب الثالث: تنظيمات الطريقة، مصادر التلقي ومنهج الاستدلال

 

المبحث الثاني: مبادئ معتقد الطريقة التيجانية

المطلب الأول: معتقد الطريقة في أبواب التوحيد

المطلب الثاني: معتقد الطريقة في الاتباع

المطلب الثالث: معتقد الطريقة في باب التقديس

 

الفصل الثاني: موقف أهل السنة والجماعة من الطريقة التيجانية:

المبحث الأول: مخالفات الطريقة التيجانية لمنهج أهل السنة والجماعة في الأصول

المطلب الأول: مخالفات الطريقة في باب أركان الإيمان

المطلب الثاني: مخالفات الطريقة في باب أركان الإسلام

المطلب الثالث: مخالفات الطريقة في باب التشريع

 

المبحث الثاني: جهود أهل السنة والجماعة في بيان ضلالات الطريقة ونقد منهجهم:

المطلب الأول: جهود المنتسبين القدامى للطريقة

المطلب الثاني: جهود علماء الجزيرة العربية

المطلب الثالث: تعريف بأبرز المؤلفات في بيان ضلالات التيجانية والرد عليهم.

 

خاتمة

فهرس الآيات القرآنية والأحاديث

فهرس الأعلام

المصادر والمراجع

فهرس الموضوعات


الفصل الأول: نشأة الطريقة التيجانية ومعتقداتها

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: نشأة الطريقة التيجانية وتطورها

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: نبذة عن مؤسس الطريقة وظروف نشأتها:

تنتسب الطريقة التيجانية إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن المختار بن سالم التيجاني (1152 - 1230هـ)، الملقب بابن عمر، والختم المحمدي، والقطب المكتوم، ولد بقرية عين ماضي بصحراء الجزائر، والتابعة حاليًّا لولاية الأغواط الجزائرية، من عائلة التيجاني المنحدرة من نسل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه[1]، احتضنت عائلة التيجاني المذهب التصوفي وورثته أبًا عن جد؛ فقد كان والده أبو عبدالله محمد بن المختار - حفيد محمد بن سالم الصوفي - من شيوخ المتصوفة في ذلك الزمان، وكان يعرف بالصلاح والورع، حتى صار يرفض حتى قضاء الناس لحوائجه من باب "التعلق بالله سبحانه وتعالى وحده"، فيما كانت أمه عائشة ابنة أبي عبدالله محمد بن السنوسي، الذي كان يعده الصوفية من أوليائهم ذوي البركة والأنوار، فكان لهذا المنشأ الأثر العميق في توجهه العقدي فيما بعد.

 

حفظ أحمد التيجاني القرآن صغيرًا، ثم اتجه نحو دراسة المتون، فقرأ المدونة والموطأ، والرسالة لأبي زيد القيرواني[2]، ومختصر خليل، ثم متن صحيح البخاري ومسلم، بالإضافة إلى مقدمة ابن رشد، وحينما بلغ من العلم مبلغًا معتبرًا في ذلك الزمان وكل إليه التدريس والإفتاء على صغر سنه، ثم تاقت نفسه للرحلة؛ رغبة في لقاء كبار شيوخ الطرق الصوفية، فانطلق سنة 1171هـ إلى مدينة فاس المغربية، التي تعد من كبرى المنارات العلمية عند المتصوفة إلى يومنا هذا، فالتقى بأحد كبار علمائهم، وهو الطيب بن محمد اليلمحي العلمي الوزاني، ولقي أيضًا محمد بن الحسن الوانجلي، وعبدالله بن العربي الأندلسي[3]، وأخذ الطريقة الناصرية عن أبي عبدالله محمد التزاني، وطريقة أحمد الغماري السجلماسي، ثم أخذ أيضًا عن أحمد الطواش نزيل مدينة تازة، وأذن له بفاس من أخذ عنه الطريقة القادرية، ثم بعد ذلك عاد إلى الجزائر، لكن هذه المرة استعدادًا للسفر لبيت الله الحرام، فلقي خلال سفره محمد بن عبدالرحمن الأزهري[4] قرب الجزائر، آخذًا عنه الطريقة الخلوتية، وعبدالصمد الرحوي بتونس، ومحمد الكردي المصري بمصر، الذي أخبره أحمد التيجاني برغبته في بلوغ مقام القطبانية العظمى، فأقر له محمد الكردي بأن "مرتبته عند الله فاقت ذلك"، ولدى وصوله لمكة التقى بأبي العباس أحمد الهندي، الذي لم يكن يأذن لأحد بالدخول عليه، فأخذ عنه العلوم عبر واسطة، وبشره فيما بعدُ أبو العباس بأنه سيبلغ الشأن العظيم في هذا الأمر، وبأنه سوف يرث أسراره وأنواره، فعاد بعد ذلك أحمد التيجاني للمغرب؛ حيث التقى بمحمد بن المشر الحسني السباعي السائحي، الذي كان يعد كاتب وخازن سر إدريس الأزهر، والتقى أيضًا علي حرازم برادة الفاسي، فهؤلاء جملة من لقيهم أحمد التيجاني وأخذ عنهم العلم والطرق الصوفية من كبار أهل التصوف في ذلك الزمان، مع العلم أنهم كثيرًا ما كانوا يثنون عليه، ويوكلون له مهام التدريس والفتوى في تلك البلدان لفترة من الزمن، ويأذنون له في أخذ طرقهم، غير أن أحمد التيجاني لم يكن يلتزم بها، بل يكتفي بـ: "التبرك بهم"، وفي سنة 1196هـ أعلن أحمد التيجاني بلوغه مرتبة الولاية العظمى والفتح الأكبر، برؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم عيانًا ويقظة؛ حيث لقنه كمًّا من الأوراد، آمرًا إياه بترك كل ما أخذه عن غيره من الطرق؛ إذ "لا منة لغيره عليه"، وملزمًا إياه بالطريقة الجديدة من غير اعتزال ولا خلوة، حتى يعلم الناس ويربيهم "تعليمًا عامًّا ومطلقًا"، وشاع بعد ذلك أنه أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم الورد المعروف بصلاة الفاتح لما أغلق، وسيأتي ذكرها في المباحث المتعلقة بالمعتقد، وبعد هذه الحادثة وبعدما أخذ مقاليد "التعليم المطلق" في الجزائر والمغرب، ذاع صِيته، وانتشر ذكره في منطقة المغرب العربي، وشمال إفريقيا، مع ما بدا لكبار الصوفية من علو شأنه في باقي بلدان العالم الإسلامي، وقد ساهمت العديد من العوامل في قبول الناس لهذه الطريقة، واستقرارهم عليها، منها: الجهل بأصول الدين، وقلة المتفقهين في الكتاب والسنة؛ لقلة المراكز العلمية، وكثرة الاهتمام بتحفيظ القرآن، لا سيما وأن حركة التأليف كانت تمس شروحات الفقه واللغة العربية أكثر من العقيدة، ومن العوامل أيضًا: تزامن حركة التيجانيين مع نهاية الحكم العثماني، وتكالب الدول الأوروبية على العالم الإسلامي، ومنها أيضًا - شأنها في ذلك شأن كل البدع -: انتصار السلطات الحاكمة آنذاك للطريقة، وتأمين انتشارها، وحماية رؤوسها.

 

بعد فترة من الاستقرار بمدينة فاس توفي أحمد التيجاني عن عمر يناهز الثمانين عامًا، فاستكمل تلاميذه دعوته، حتى صار للطريقة حاليًّا أكثر من ثلاثمائة مليون تابع عبر العالم، حسب الإحصائيات[5].

 

المطلب الثاني: مناطق انتشار الطريقة ومواطنها:

تنتشر الطريقة التيجانية أساسًا بالمغرب الأقصى، باعتبار أن أكبر معاقل التيجانيين شمل الجزائر والمغرب، وباعتبار وجود قبر أحمد التيجاني هنالك، وتحديدًا بمدينة فاس المغربية، بيد أن لها انتشارًا مهمًّا أيضًا بالسودان ومصر، وجملة من بلدان جنوب الصحراء؛ كالسنغال ونيجيريا، مع وجود محدود في بعض بلدان الشام؛ كفلسطين وسوريا[6].

 

المطلب الثالث: تنظيمات الطريقة، مصادر التلقي ومنهج الاستدلال:

على المستوى التنظيمي الداخلي فينقسم شيوخ الطريقة إلى طبقات، ونظرًا للعلاقة الوطيدة التي جمعت بين أعلامهم وبين سلاطين المغرب، فقد أعطوا أولوية كبيرة لنصرة توجههم الديني.

 

ولا نجد اختلافًا كبيرًا بين الطريقة التيجانية وغيرها من الطرق الصوفية، إلا ما كان من باب استخلاص المريدين للطريقة؛ فإنه يشترط على المريد - وهو الشخص الذي يريد الأخذ عن الطريقة - ترك كل أوراده وطرقه السابقة مما يغاير ورد وطريقة التيجانية، تركًا باتًّا، حتى يؤذن له في الالتحاق، وهو أمر لا تشترطه باقي الطرق الصوفية، فيما تشترك التيجانية مع باقي هذه الطرق في تركيز أنشطتهم فيما يسمى بالزوايا، وهي مراكز علمية قائمة بذاتها، شبيهة بالمساجد، تقام للصلاة على مدار اليوم والليلة، وتقام فيها الخلوات والطقوس، وتتلى فيها الأوراد التيجانية، إما بشكل انفرادي أو جماعي تبعًا للمناسبات، وكانت هذه الزوايا تستقبل المساكين والمُعوزين أيضًا لإيوائهم، وتقيم التلاوات الجماعية للقرآن.

 

أما التلقي عند التلاميذ (المريدين) فيتم عبر ما يسمونه بالصحبة بين المريد والمقدم، بعدما يوافق التلميذ على شروط معينة تكفل حفظ عهود الولاء والبراء لصالح الطريقة ورؤوسها، الأحياء منهم والأموات، ويتم تنظيم أعضاء الطريقة وفق أربع مراتب، وهي:

♦ المريد، وهو الشخص الذي يريد الانضمام للطريقة وتبنِّي مبادئها.

♦ المقدم، وهو ناشر الطريقة، والملقِّن للأوراد.

♦ الخليفة.


♦ الشيخ، ولا يسمح لأحد بتقلد هذا المنصب سوى مؤسس الطريقة أحمد التيجاني؛ سدًّا لباب الابتداع فيها؛ لكونها متلقَّاة عن النبي صلى الله عليه وسلم شخصيًّا - حسب اعتقادهم، وهو المصدر، ولا يجوز تعدد المصادر.

 

وتستمد الطريقة أصولها من الكتاب والسنة بصبغة صوفية يطغى عليها الغلو في تأويل معاني القرآن والسنة، وتحريفها، والغلو أيضًا في التقديس، وهو شيء لا يستغرب من فرقة شربت من معين كبار صوفية الأزمان الغابرة، أمثال: ابن عربي[7]، والحلاج[8]، أضف إلى ذلك مزجهم الخفي بين مبادئ الطرق الصوفية الأخرى التي التقى أحمد التيجاني بأبرز أعلامها خلال رحلته؛ كالقادرية، والخلوتية، وبدا هذا المزج جليًّا في مؤلفاته التي تمثل مصادر التلقي الثانوية لدى التيجانية، مثل كتابه: "جواهر المعاني"، و"ميزاب الرحمة الربانية في التربية بالطريقة التيجاني"، فنتج عن ذلك أن اعتمد منهج التلقي عندهم على ثلاثة أمور:

♦ القرآن والسنة بمنهج استدلالي محدَث.

♦ كتب غلاة الصوفية.

♦ الأوهام والظنون.

 

أما منهج الاستدلال عند التيجانية فيرتكز على عدم الالتزام بتفسير الصحابة والسلف للنصوص، ولا بقواعد الاستدلال السليم، بل يميلون نحو اعتماد العقل والظنون بشكل كبير في فهمها، ويأخذون بمجمَلها ومتشابهها، ولا يميزون بين صحيحها وضعيفها، بل يردون كل ذلك للهوى والعقل، كما يعمدون إلى ابتداع ممارسات ومصطلحات لم يسبقهم إليها أحد، شأنهم في ذلك شأن كل أهل البدع[9].

 

المبحث الثاني: مبادئ معتقد الطريقة التيجانية:

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: معتقد الطريقة في أبواب التوحيد:

قبل الدخول في هذا الموضوع، ينبغي التنبيه إلى أن التيجانيين قد وافقوا أهل الغلو من المتصوفة في بعض المعتقدات، وانفردوا بأخرى، وضابط المعتقدات التي انفردوا بها هو كونها مما ارتبط بالفتح الأكبر، أو الولاية العظمى؛ فمن أصولهم في التوحيد:

• توحيد الله سبحانه وتعالى في العبادة والتسليم له والرضا بحكمه.

 

• تخصيص الله سبحانه وتعالى بصفات الكمال والجلال، وجعله القصد الأكبر وغاية المطلب.

 

• تقسيمهم للتوحيد إلى قسمين: توحيد العارفين، وهو ما يشمل عبادة الله الواحد الصمد، وهو توحيد الرسل، وتوحيد المتكلمين، وهو ما صار عليه العامة ممن نظر في أدلة التوحيد عن طريق العقل والبديهيات، وعن طريق علوم الفلسفة اليونانية وعلم الكلام.

 

• تجويزهم إسقاط الله سبحانه وتعالى لبعض صفاته وأفعاله على صالحي عباده - تعالى الله عما يصفون.

 

• عدم اعتبار الكافر خارجًا عن الإرادة والمشيئة الإلهية والمرتبطة بالأمر الكوني، فيُعتبَر بذلك ممتثلاً لأمر الله، وغير مستحق للعداوة، كما يثبتون المحبة الإلهية للكافر باعتبار دخوله تحت صفة المرحومين[10]، وقد كان لهذه الأصول أثر عميق في تحديد موقفهم من الاستعمار الأجنبي في المغرب الأقصى آنذاك.

 

• تمييزهم بين العباد في باب الدعاء؛ فقد يجوز في حق الشيخ ما لا يجوز في حق المريد من الأدعية الخاصة أو "الفتوحات"، كما يسمونها.

 

المطلب الثاني: معتقد الطريقة في أبواب الاتباع:

من أصول الطريقة في أبواب الاتباع:

• جواز رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة في حق الشيخ الأعظم أحمد التيجاني، واللقاء به، والأخذ عنه، واتباعه في أمره ونهيه.

 

• جواز رؤية الشيخ الأعظم أحمد التيجاني بعد مماته، والأخذ عنه، واتباعه في أمره ونهيه؛ وذلك في حق المصطفَيْن من أتباعه، ولمن بلغ المرتبة العالية في تعبده.

 

• الإيمان بالولاية الكبرى، وبمنزلة المعلم المطلق، والتي بموجبهما يصير شيخ الطريقة - أحمد التيجاني - مبلغًا جديدًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل وخاتم الأولياء.

 

• الإيمان بعصمة القطب الأكبر، في الصادر عنه من الأقوال والأفعال.

 

• تجويزهم زيادة غير الأنبياء على الأنبياء في العلم، ودليلهم في ذلك قصة موسى عليه السلام مع الخضر.

 

• إلزام الطالب - المريد - بطريقة الطائفة التيجانية ومعتقداتها وسلوكياتها، والتشديد عليه في ترك كل الطرق الصوفية الأخرى، والمذاهب والفرق من باب أولى، بل والتسليم بتوقف النعيم والهلاك في الآخرة على الأخذ بالورد التيجاني أو تركه، قال محمد النظيفي[11] في الدرة الخريدة: (قال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: "كل الطرق تدخل في طريقة الشاذلي رضي الله عنه، إلا طريقتنا هذه المحمدية الإبراهيمية الحنيفية، فإنها مستقلة بنفسها، فلا ينبغي لنا إلا التفرد بها؛ لأنه أعطاها لنا منه إلينا صلى الله عليه وسلم، وقال: لا يصلك شيء إلا على يدي، وقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: "كل الطرق تدخل عليها طريقتنا فتبطلها")[12]؛ اهـ.

 

• إلزام الطالب بطاعة الشيخ "الكبير" طاعة مطلقة، "تسلب من الطالب اختياره وإرادته".

 

• قبولهم لجميع الانتماءات العقدية، بما فيها الشيعة، وعقد الولاء والبراء على الطريقة التيجانية فقط.

 

* المطلب الثالث: معتقد الطريقة في أبواب التقديس:

من أصول الطريقة في هذا الباب:

• إيمانهم بقدسية شخص الشيخ الأعظم - أحمد التيجاني - في حياته ومماته، وعقدهم الولاء والبراء على اتباعه والذود عنه، ونعته بأكثر الألقاب غلوًّا؛ كالغوث، والقطب، وقطب الأقطاب، وخاتم الأولياء، والخاتم المحمدي، وغيرها.

 

• إيمانهم بقدسية الزوايا التيجانية، واعتبارها بُقعًا مباركة، وفي مقدمتها الزاوية الأم، بمدينة فاس المغربية؛ لاحتضانها قبر شيخ الطريقة أحمد التيجاني، وزاوية منطقة عين بوماضي الجزائرية، مسقط رأسه.

 

• إيمانهم بقدسية ثلاثة قبور، واستحقاقها بذلك للزيارة دون غيرها من القبور؛ وهي قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر شيخ الطريقة أحمد التيجاني، وقبور بعض أتباع الطريقة من الصالحين، ويحرمون زيارة غيرها.

 

• إيمانهم بقدسية ما أملاه شيخ الطريقة أحمد التيجاني من أوراد وشروحات، حتى صيروه سببًا لنيل البركات، ونزول الخيرات على البيوت، وحفظ الأماكن والأشخاص.

 

الفصل الثاني: موقف أهل السنة والجماعة من الطريقة التيجانية:

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: مخالفات الطريقة التيجانية لمنهج أهل السنة والجماعة في الأصول:

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: مخالفات الطريقة في باب أركان الإيمان:

• إيمانهم بوحدة الوجود، وبأن الله سبحانه وتعالى يتجلى في مخلوقاته وملكوته، وبأنه والوجود واحد لا يتجزأ، وهذا مخالف لِما عليه عقيدة أهل السنة والجماعة؛ من علو الله فوق عرشه، وهذا فيه إخلال بعلو الله، الذي يمثل أصلاً من أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، وقد نقل الشيخ آل دخيل قول أحمد التيجاني بذلك في روح المعاني، حيث قال: "اعلم أن أذواق العارفين في ذوات الوجود أنهم يرون أعيان الموجودات "كسراب بقيعة"، فما في ذوات الوجود كله إلا الله سبحانه وتعالى، تجلى بصورها وأسمائها، ظاهرة بصورة الغير والغيرية، وهي مقام أصحاب الحجب الذين حجبوا بظاهر الموجودات عن مطالعة الحق فيها"، كما أقر أحمد التيجاني بصحة القول بوحدة الوجود فقال: "وأن هذا الاعتقاد ليس اعتقاد القائل بوحدة الوجود؛ لأن ذلك اعتقاد صحيح شرعًا، يقبله العقل السليم بالوهب الإلهي والفيض الرحماني، وإن لم يدركه بالنظر الفكري"، والتيجانيون ينقسمون فيما يخص هذا الاعتقاد إلى ثلاث فرق، المجوزون، والمحرمون، ومن يقلد هذا وذاك [13]، وفي هذا مخالفة شديدة النكارة لمعتقد أهل السنة والجماعة، الذين يقرُّون بانفراد الله سبحانه وتعالى بصفات الكمال والجلال، وبتنزيهه عن الشبيهِ والمثيل.

 

• إيمانهم بالرؤية العينية الدنيوية للنبي صلى الله عليه وسلم، وبتخصيصه عبادًا معينين بالعلم؛ كتخصيص أحمد التيجاني بأوراد مخصوصة، مثل: صلاة الفاتح لما أغلق، وغيرها، وهذا مخالف لاعتقاد أهل السنة والجماعة في فناء حياته صلى الله عليه وسلم، وفي إكمال الله سبحانه وتعالى للشريعة منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا مضت.

 

• إقرارهم بعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى كتم شيء من الشريعة، وتخصيص بعض أمته بالعلم دون غيرهم، بل واتخاذهم وسائط بينه وبين الأمة، والأدلة النقلية والعقلية شاهدة على بطلان هذا الادعاء، فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم كاتمًا شيئًا مما أوحي إليه لكتم معاتبة الله سبحانه وتعالى له في قصة زواجه من زينب بنت جحش، ولكتم معاتبة ربه له في قصته مع ابن مكتوم رضي الله عنه، ولكنه صلى الله عليه وسلم ما غادر الدنيا إلا بعدما أشهد ربه ثلاثًا على أنه بلَّغ، وقد جاء قول الله عز وجل في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلف: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ﴾ [آل عمران: 187]، قال الطبري 33 في تفسير هذه الآية: "هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم؛ فمن علم شيئا فليعلمه، وإياكم وكتمان العلم؛ فإن كتمانَ العلم هَلَكة"[14].

 

• غلوهم في النبي صلى الله عليه وسلم، حتى نسبوا الفضل في وجود باقي الكائنات لنوره عليه الصلاة والسلام، مستندين في ذلك إلى حديث موضوع، ربطوا بين خلق النبي صلى الله عليه وسلم وخلق الأنبياء والأولياء بزعمهم أنهم خلقوا من طينته، وقولهم أيضًا بـ: "المدد" النبوي الذي يصل كل الأنبياء والمرسلين، ويصل منه قدر لأحمد التيجاني، ومنه لجميع الخلائق، وربطهم بين خلق النبي صلى الله عليه وسلم وباقي المخلوقات[15].

 

• إيمانهم بتنزُّل الملائكة بالذكر والوحي في هذه الدنيا، والمقصود الوحي التشريعي، وهذا مخالف أيضًا لاعتقاد أهل السنة والجماعة في انقطاع الوحي مع وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

• قول التيجاني بأن الله سبحانه وتعالى خلَق الملائكة من طينة جسد النبي صلى الله عليه وسلم[16].

 

• تفضيلهم لصلاة الفاتح على القرآن في القراءة أجرًا، وصيغة هذه الصلاة: (اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، الهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم)، قال أحمد التيجاني في روح المعاني: "ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق، فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها، فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات، ثم أخبرني ثانيًا أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون، ومن كل ذِكر، ومن كل دعاء كبير وصغير، ومن القرآن ستة آلاف مرة؛ لأنه من الأذكار"؛ وقد سئلت اللجنة الدائمة في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة:

س: هناك صلاة تقال من بعض الأشخاص: اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراط مستقيم، هل هذا الدعاء صحيح أم لا؟

ج: لم تثبت هذه الصيغة عنه صلوات الله وسلامه عليه، ومعناها صحيح، إلا قوله: "الفاتح لما أغلق"؛ فإن فيه إجمالًا، فإن أريد به أنه فاتح بشرعه العظيم لما أغلق على الناس واشتبه عليهم فهو حق، وإن أراد غير ذلك فلا بد من بيانه حتى ينظر فيه، وخير منها وأفضل: الصلاة الإبراهيمية المحمدية، التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، ونقلها أصحابه إلى من بعدهم، وهي ما يأتي به المسلمون اليوم في آخر صلاتهم قبل السلام، وهي المشروعة، أما الصلاة المسماة بصلاة الفاتح فبدعة يجب تركها؛ لعدم نقلها عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولما في أولها من الإجمال المحتمل الحق والباطل.


وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم[17].

وقد نقل الشيخ آل دخيل[18] تكفير أهل السنة والجماعة لمن قال بتفضيل كلام البشر على القرآن[19].

 

• إيمانهم بجواز زيادة غير النبي على النبي في العلم[20]، وبجواز تفضيل الولي على النبي في الكرامة والقرب، وهذا يظهر إخلالاً بالمعتقد السني الذي يعتبر أن أفضل البشر هم الأنبياء على الإطلاق.

 

• إيمانهم بوحدة الشهود؛ حيث يدرك الصوفي التيجاني بكثرة الرياضة وطول المجاهدة مقامًا عاليًا عند الله سبحانه وتعالى، يكشف فيه الحجاب فيتراءى النور، فيترتب عن ذلك فَناء الشيخ "الواصل" واضمحلاله في الذات الإلهية، تعالى الله عما يصفون علوًّا كبيرًا [21]، وقد رد الشيخ آل دخيل على هذا الادعاء، ودحض شبههم فيه بالبراهين النقلية والعقلية[22].

 

• إيمانهم بأن الله سبحانه وتعالى يجمع أحمد التيجاني وأتباعه في حثية من الحثيات الثلاث يوم القيامة، فيضعهم في الجنة، وفي هذا تجرؤٌّ على القول على الله بغير علم، وتخرص بغيبيات اليوم الآخر، فلا دليل في القرآن ولا في السنة على تخصيص أهل هذه الطريقة بمقام معين في الآخرة، مع ما هم عليه من ادعائهم مجاهدة النفس في عدم الأمن من مكر الله.

 

• إيمانهم بأن الله عز وجل يبعث لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبره، وكذلك الصحابة والخلفاء الراشدين، لحضور طقوسهم وحلقات ذكرهم، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من استحالة انبعاث الميت بعد موته في الدنيا، ويجوزون لقاء الأنبياء بالأولياء لقاءً حسيًّا في الحياة الدنيا، روى جابر بن عبدالله: "نظر إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما لي أراك مهتمًّا؟)) قلت: يا رسول الله، قتل أبي وترك دَينًا وعيالاً، فقال: ((ألا أخبرك، ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وإنه كلم أباك كفاحًا، فقال: يا عبدي، سَلْني أُعطِك، قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأُقتَلَ فيك ثانية، فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: يا رب، فأبلغ من ورائي، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ ﴾ [آل عمران: 169] الآية))[23].

 

• إيمانهم بجواز حضور الأنبياء والتقائهم بالأولياء.

المطلب الثاني: مخالفات الطريقة في باب أركان الإسلام:

غالى التيجانية في باب أركان الإسلام غلوًّا شديدًا، أدى بهم إلى تغيير معالم التشريع الرباني، وابتداع أمور أخلَّت بمقاصد هذه الأركان، ومن أهم ما خالفوا فيه المنهج الحق:

• إخلالهم بمقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله، بزعمهم أن شيخ الطريقة الأعظم يُعطي ويمنع، ويَشفي ويُمرض، ويعلي ويضع، وهذا منافٍ لدعوة أهل السنة والجماعة في أبواب التوحيد الثلاثة.

 

• إخلالهم بمقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله، بتجويزهم أخذ الشريعة عن الأولياء، بل واكتفائهم في الغالب بما ابتدَعه أولياؤهم عما سنَّه رسولُ الأمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وقد انتقد ابن القيم هذا الاتجاه لدى الصوفية عمومًا فقال: "ومن كيده: أمرهم بلزوم زي واحد، ولبسة واحدة، وهيئة ومِشية معينة، وشيخ معين، وطريقة مخترعة، ويفرض عليهم لزوم ذلك، بحيث يلزمونه كلزوم الفرائض، فلا يخرجون عنه، ويقدحون فيمن خرج عنه ويذمونه"[24].

 

• تغييرهم لصفة شعيرة الصلاة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بفرض وردهم التيجاني فيها؛ لزعمهم أن صلاة الفاتح لما أغلق خير من غيرها من الصفات الواردة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

 

• إلغاؤهم لرخصة التيمم في بعض العبادات، وإلزام أنفسهم فيها بالوضوء أو "الطهارة المائية" لعلو شأنها[25]، وهذا مخالف لِما عليه علماء أهل السنة والجماعة من وجوب التيمم عند انعدام الماء لأداء العبادات التي تشترط فيها الطهارة، وقد ورد في الثمر الداني على شرح رسالة أبي زيد القيرواني الإجماع على ذلك [26].

 

• اشتراط الجماعة في الذكر - الوظيفة كما يسمونها - وإلزام الرجال بذلك دون النساء.

 

• إعفاؤهم الحائض من الورد والذكر، وعدم إلزامها بقضائه بعد انقضاء الحيض، قياسًا منهم على قراءة القرآن، وإلزام غيرها من أهل التكليف بالأداء والقضاء.

 

• إلزامهم من تيمم لصلاته بالتيمم لورده أيضًا باعتباره فرضًا، فهم لا يجيزون أداء فرضين بتيمم واحد، ومن أخلَّ بهذا الأمر أعاد ورده.

 

• ابتداعهم لصوم الأربعاء والخميس والجمعة تقربًا من الله عز وجل لمن له حاجة؛ قال محمد بن عبدالواحد النظيفي 48 في الدرة الخريدة: "وأن من كانت له حاجة إلى الله تعالى فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة تطهر وراح إلى الجمعة، وتصدق بصدقة قلت أو كثرت، ما بين الرغيف إلى دون ذلك، وما كثرت فهو أفضل، فإذا صلى قال: "اللهم إني أسألك باسمك، بسم الله الرحمن الرحيم، الذي عنت له الوجوه، وخشعت له الأصوات، ووجلت القلوب من خشيته أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آله، وأن تعطيني حاجتي، وهي كذا وكذا، ويسميها، قضيت حاجته"[27].

 

• تمسكهم بشعيرة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وشد الرحال إليه، وهذا مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة في هذا الباب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))[28].

 

• سَنُّهم لشعيرة الحج لقبر مؤسس الطريقة أحمد التيجاني بفاس المغربية، وهذا من الغلو الصريح.

 

المطلب الثالث: مخالفات الطريقة في باب التشريع:

لقد نصب مؤسس الطريقة أحمد التيجاني نفسه مشرعًا جديدًا للمسلمين؛ فابتدع أدعية وأورادًا، وأثبت لها ثوابًا وأجرًا بغير دليل صحيح، مستدلاًّ في ذلك بما كان "يمليه عليه النبي صلى الله عليه وسلم خلال لقاءاتهم الخاصة"، ومؤلَّفه "جواهر المعاني" يعج بأمثلة بهذا الخصوص، وهذه بعضها:

• تشريعه لما يسمى بـ: "صلاة الفاتح لما أغلق"، وهي صيغة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ينص التيجاني على أنها خير من غيرها في هذا الباب، كما يثبت لها أجرًا بغير دليل، ويضاف لها ثلة من الأدعية والأوراد الأخرى، مثل: جوهرة الكمال، ودعاء السيفي، وصلاة رفع الأعمال والأسماء الإدريسية والمسبعات العشر وحزب البحر، وغيرها.

 

• أخذهم بضعيف الأحاديث وموضوعاتها في باب الاعتقاد والعبادات، ومن ذلك الأخذ بالأحاديث المرغبة في صلوات مخصوصة، في أشهر مخصوصة؛ كصلاة الرغائب؛ حيث جاء في شرح الياقوتة الفريدة[29]: "ما من أحد يصوم أول خميس من رجب، ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة…"، وعلماء أهل السنة والجماعة على بدعية هذه الصلاة؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وأما صلاة الرغائب فلا أصل لها، بل هي محدَثة؛ فلا تستحب، لا جماعة، ولا فرادى؛ فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تختص ليلة الجمعة بقيام، أو يوم الجمعة بصيام، والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء، ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلًا"[30].

 

المبحث الثاني: جهود أهل السنة والجماعة في بيان ضلالات الطريقة ونقد منهجهم:

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: جهود المنتسبين القدامى للطريقة:

ساهم العديد ممن انتسب سابقًا للطريقة التيجانية في الكشف عن ضلالات هذه الطائفة، وعن الأخطاء والمخالَفات العقدية التي وقعوا فيها، والملاحظ انقسام هذه الجهود إلى قسمين:

• قسم اكتفى بكشف الضلالات وتبيين المخالفات.

• قسم قام بكشف الضلالات والمخالفات مع نقدها والرد عليها بالأدلة والبراهين النقلية والعقلية.

 

وفيما يلي جمع لأشهر التائبين من الطريقة التيجانية ممن ساهموا في كشف حقيقتها:

• العالم المغربي تقي الدين الهلالي (1311هـ/ 1407 هـ)، الذي ولد في كنف أسرة معتنقة للطريقة التيجانية، فكان لمحيطه الأُسري ولتربيته الأثر العميق في ميولاته العقدية؛ حيث التزم بالورد التيجاني عن حداثة سن، والتزم بشروط ومبادئ الطريقة التيجانية بصرامة، إلى أن شرح الله صدره للحق بلقائه بأحد التائبين من الطريقة ممن مَنَّ الله عليهم بالعلم والبصيرة، وبعد مناظرات ولقاءات واجتماعات مع أهل العلم توجه للعلم الشرعي المستند إلى القرآن والسنة، فرحل في طلب العلم إلى عدة بلدان، منها: المملكة العربية السعودية والهند ومصر والعراق، ثم عاد للمغرب للدعوة إلى منهج أهل السنة والجماعة، وجاهَد في محاربة الفكر الصوفي والمد التيجاني على الخصوص؛ فألف مؤلفات في كشف ضلالات الطريقة، منها: "الهدية الهادية إلى الطائفة التيجانية"؛ حيث يحكي مسيرته الحياتية من ضلالات الطريقة التيجانية إلى هدايات منهج أهل السنة والجماعة، مع دراسة نقدية ممحصة لأصول الاعتقادات التيجانية ومخالفاتها الصريحة لمنهج القرآن والسنة، ويعتبر هذا الكتاب حاليًّا من أهم المراجع المساعدة على نقد الفكر التيجاني.

 

• العالم المغربي محمد بن العربي العلوي (1298هـ/1384هـ)، ويُعَد من كبار علماء المغرب المتأصلين على منهج أهل السنة والجماعة، نشأ في بيت عرف بالصلاح والتقوى؛ فقد وجهه والداه منذ الصغر إلى العلوم الشرعية، بدءًا من حفظ القرآن، ثم بعد التحاقه بجامع القرويين بفاس وتتلمذه على يد جملة من كبار علماء المغرب آنذاك، اعتنق الطريقة التيجانية، ثم ما لبث أن تركها بعدما اطلع على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وبالأخص كتاب "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"، فعرف الحق وأنكر الباطل، وقد جمعته بالشيخ تقي الدين الهلالي مناظرةٌ شهيرة كانت السبب في هداية هذا الأخير لمنهج أهل السنة والجماعة، دحض فيها الشيخ محمد العلوي بالدليل النقلي والعقلي ما ادعاه أحمد التيجاني وما صار بعد ذلك نواة المعتقد التيجاني من إمكانية الرؤية الحسية للنبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة.

 

المطلب الثاني: جهود علماء الجزيرة العربية:

• ساهم علماء الجزيرة العربية مساهمة عظيمة في بيان حال الطائفة التيجانية والرد على الضلالات التي تكتنف معتقدها، وقد جاءت هذه المساهمة - بفضل الله - كنتيجة طيبة للرحلات العلمية التي كان يقوم بها بعض أهل العلم من أهل المغرب العربي، ممن ضاقوا ذرعًا بما وصل إليه وضع مجتمعاتهم من الاختلال العقدي، والضعف الديني عمومًا، فكانت جهود الطرَفين مثمرة؛ حيث ألفت الكتب والرسائل في دحض المعتقد التيجاني، وقامت مختلف المنظمات الشرعية بإقرار بيانات وقرارات تُدين الطائفة التيجانية، وتدعو أتباعها لسلوك طريق السنة والتوبة عما هم فيه من البدعة.

 

المطلب الثالث: تعريف بأبرز المؤلفات في بيان ضلالات التيجانية والرد عليهم:

من أبرز الكتب والرسائل:

• كتاب التيجانية لمؤلفه الدكتور علي بن محمد آل دخيل الله[31]، وهي دراسة تحليلية للمعتقدات التيجانية في عدة أبواب على ضوء الكتاب والسنة، فكان من أفضل المؤلفات في بابه، ومثل مرجعًا مهمًّا لمن أراد فهم المنظومة العقدية عند التيجانيين.

 

• كتاب مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني تأليف الشيخ محمد الخضر الجكني الشنقيطي[32]، وهي دراسة مفصلة جدًّا للمعتقدات التيجانية، تناولت العديد مما مثل خروقات ومخالفات سافرة لدى أحمد التيجاني ودعاويه، والرد عليها بالدليل والبرهان، مع الاستعانة بأقوال الأئمة والمجتهدين من هذه الأمة.

 

• كتاب الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية لمؤلفه الشيخ عبدالرحمن بن يوسف الإفريقي[33]، وقد انتقد العقائد التيجانية بتفصيل، واحدة تلو الأخرى، بالاستشهاد بأقوال مؤسسها نفسه، وحكم عليها القرآن والسنة، وتقريرات علماء الإسلام المعتبرين، كما بين أهمية الالتزام بالسنة، والبعد عن البدعة، نسأل الله أن ينفع بكل هذه المؤلفات.

 

• بحث الطريقة التيجانية حقائق وأسرار، وهي دراسة بحثية قام بها علماء اللجنة الدائمة، رغبة في توسيع الوعي الديني لدى الناس بمظاهر الضلال لدى الطائفة التيجانية.

 

• كتاب الهدية الهادية إلى الطائفة التيجانية، تأليف الشيخ تقي الدين الهلالي المغربي[34]، وهو من الذين انتسبوا للطريقة التيجانية بالمغرب وتابوا منها، وقد جاء مؤلفه هذا استجابة لدعوة الشيخ ابن باز في ضرورة بيان حال هذه الطائفة، والتحذير منها، فضمن الكتاب نبذة عن بداياته مع المعتقد التيجاني، ومسيرته نحو الاعتقاد الصحيح لأهل السنة والجماعة، كما رد بالحجج العقلية والنقلية على دعاوى التيجانية، وبين الكثير مما يخالف المنهج الحق في طريقتهم.

 

خاتمة:

ختامًا، يتبين لنا عن طريق البحث في العقيدة التي بنى أحمد التيجاني عليها الطريقة ما يلي:

• أن ما بني على باطل فهو باطل؛ فأساس العقيدة التيجانية هو الإيمان بالرؤية الحسية للنبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة؛ لذلك كان اعتماد منتقدي الطريقة الأكبر منصبًّا على نسف هذا الاعتقاد الذي يُعَد ركنًا في عقيدتهم، لكي يسهل إسقاط باقي الأركان.

 

• أن الغلو في الأشخاص من أعظم أبواب الضلال؛ فلما غالى التيجانيون في اتباع من لهم الأمر في التنظيم التيجاني أدى بهم ذلك إلى الانسلاخ عن العقيدة الصحيحة، والوقوع في الشرك الأكبر.

 

• أن البدعة في ذاتها صغار وضعف، لكنها تستمد قوتها بين الناس عن طريق التغذي على الجهل والفتن، والشبهات والشهوات، فما كان للطريقة التيجانية أن تنتشر لولا وجود مرتع خصب لذلك؛ من ضَعف ديني، سياسي واجتماعي؛ لذا وجب الحفاظ على سلامة هذه الجوانب في بناء الأمة، والعلم الصحيح المؤصل على عقيدة صحيحة هو حصن منيع من الوقوع في البدع بإذن الله سبحانه وتعالى.

 

• أهمية العلم الشرعي والتمسك بالسنة والارتواء من مناهل العلماء الربانيين، الذين يتفقَّهون في دين الله سبحانه وتعالى، وينهجون نهج سلف الأمة في ذلك.

 

• أن الدِّين لا يبنى على الخواطر والظنون والأحلام، وينبغي التحرز من اتباع ذلك، خصوصًا فيما يتعلق بالعقيدة، والعلماء يقعدون التعامل مع هذه الأمور بقاعدة: أن ما وافق الحق مما جاء به الكتاب والسنة، أُخِذ به، وما خالفه رُدَّ.

 

• أهمية تعويد النفس على الاكتفاء بما جاء في الكتاب والسنة من الحق، والحذر من المحدثات؛ فقد سوغت للتيجانيين أنفسهم تشريع أمور لم يرد بها الشرع لا أصلاً ولا فرعًا؛ فزيَّن لهم الشيطان البدعة حتى ظنوها من القربات، وكل الخير في التقرب من الله سبحانه وتعالى بما شرعه عبر سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

 

• أن الاجتهاد المعتبر هو ما وافَق الأصول، وإلا كان اجتهادًا مردودًا، موقعًا بصاحبه في براثن البدعة، والمجتهد الحقيقي هو من جمع وسائل الاجتهاد وأدواته، ومن بلغ الشأن في العلم الشرعي المؤصل على الكتاب والسنة.

 

• لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وكل الخير في اتباع سلف الأمة.

 

تم بفضل الله وتوفيقه...

 

المصادر والمراجع:

1- معجم مقاييس اللغة لابن فارس، دار الجيل، 1420هـ.

 

2- الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة للشيخ ناصر القفاري والشيخ ناصر العقل، كنوز إشبيليا، الرياض، طبعة 1426هـ.

 

3- تفسير الطبري، دار المعارف، د.ت.

 

4- تلبيس إبليس، دار الفكر، لبنان، 1424هـ.

 

5- دراسات في الأهواء والفرق والبدع وموقف السلف منها، الدكتور ناصر العقل، كنوز إشبيليا، الرياض، الطبعة الثانية، 1424هـ.

 

6- جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني، علي حرازم بن العربي برادة الفاسي، ص349.

 

7- فتاوى اللجنة الدائمة.

 

8- مختصر التيجانية، للشيخ آل دخيل، دار العاصمة، الطبعة الأولى، 1422هـ.

 

9- الانتصاف في رد الإنكار على الطريق محمد الحافظ المصري التيجاني.

 

10- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، ابن قيم الجوزية، دار ابن الهيثم، القاهرة، 1425هـ.

 

11- سنن ابن ماجه.

 

12- الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة، دار الفكر، الطبعة الأخيرة، 1404هـ.

 

13- مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية.

 

فهرس الموضوعات

مقدمة

الفصل الأول: نشأة الطريقة التيجانية ومعتقداها

المبحث الأول: نشأة الطريقة التيجانية وتطورها

المطلب الأول: نبذة عن مؤسس الطريقة وظروف نشأتها

المطلب الثاني: مناطق انتشار الطريقة ومواطنها

المطلب الثالث: تنظيمات الطريقة، مصادر التلقي ومنهج الاستدلال

المبحث الثاني: مبادئ معتقد الطريقة التيجانية

المطلب الأول: معتقد الطريقة في أبواب التوحيد

المطلب الثاني: معتقد الطريقة في الاتباع

المطلب الثالث: معتقد الطريقة في باب التقديس

الفصل الثاني: موقف أهل السنة والجماعة من الطريقة التيجانية

المبحث الأول: مخالفات الطريقة التيجانية لمنهج أهل السنة والجماعة في الأصول

المطلب الأول: مخالفات الطريقة في باب أركان الإيمان

المطلب الثاني: مخالفات الطريقة في باب أركان الإسلام

المطلب الثالث: مخالفات الطريقة في باب التشريع

المبحث الثاني: جهود أهل السنة والجماعة في بيان ضلالات الطريقة ونقد منهجهم:

المطلب الأول: جهود المنتسبين القدامى للطريقة

المطلب الثاني: جهود علماء الجزيرة العربية وفضل الرحلة العلمية

المطلب الثالث: تعريف بأبرز المؤلفات في بيان ضلالات التيجانية والرد عليهم

خاتمة

المصادر والمراجع

فهرس الموضوعات



[1] هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب (3هـ/50هـ)، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة رضي الله عنها، سيد شباب أهل الجنة، وردت في فضله العديد من الأحاديث، وكان الأشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم، حدث عن جده وعن والديه، وحدث عنه ابنه الحسن، وأبو الحوراء السعدي، والشعبي، وأصبغ بن نباتة؛ انظر: سير أعلام النبلاء، محمد بن أحمد الذهبي، 336/21، مؤسسة الرسالة، 1422هـ.

[2] هو أبو محمد، عبدالله بن عبدالرحمن القيرواني التونسي المالكي (310هـ/386هـ)، لقب بمالك الأصغر، كان إمام المالكية في عصره، ومن أجلِّ مَن خدم المذهب المالكي اختصارًا وتنقيحًا، رحل إليه الناس للأخذ عنه، وعرف عنه الورع والصلاح، له مؤلفات عديدة، منها: الرسالة، وهي أشهرها، والنوادر والزيادات على ما في المدونة من الأمهات.

[3] هو عبدالله بن محمد العربي الأندلسي، من رؤوس الصوفية في القرن التاسع عشر، ومن أوائل من أخذ عنهم أحمد التيجاني، أخذ التصوف عن والده، وعلا شأنه بفاس المغربية، توفي سنة 1188هـ.

[5] د.ن، د.ت، ختم الولاية المحمدية: الشيخ أحمد التيجاني، تم استرجاعها بتاريخ 23 مارس، 2014 من http://www.tidjaniya.com/ar/ahmed-tijani.php

[6] انظر: الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة للشيخ ناصر القفاري والشيخ ناصر العقل، ص178، كنوز إشبيليا، الرياض، طبعة 1426هـ.

[7] هو محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي (558هـ/638هـ)، من أشهر غلاة الصوفية، لقب بالشيخ الأكبر، كان أبوه من المنكبِّين على الفقه والحديث، وكان جده من قضاة الأندلس، درس علوم اليونان بمدرسة ابن العريف، وعكف على دراسة المذاهب والأديان.

[8] هو أبو عبدالله حسين بن منصور الحلاج (244هـ/309هـ)، وُلد بفارس، ونشأ بواسط وبغداد ومكة، من أعلام الغلو الصوفي، حتى اتهمه العلماء بالكفر والزندقة، أظهر القول بوحدة الوجود، وأدى توجهه الصوفي إلى قتله في عهد الخليفة المقتدر مصلوبًا على نهر دجلة، غير أنه ظل مرجعًا للعديد من صوفية الأزمان الموالية إلى يومنا الحاضر.

[9] العقل، أ.د. ناصر عبدالكريم، دراسات في الأهواء والفرَق والبدع وموقف السلف منها، ص397، كنوز إشبيليا، الرياض، الطبعة الثانية، 1424هـ.

[10] قال علي حرازم: "تنبيه وبيان في الاستدلال على أن الكفار محبوبون ومرحومون كما سبق في شرح قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ ﴾ [آل عمران: 31] الآية، إلى أن قال شيخنا رضي الله عنه: وفي هذه المحبة جميع العوالم، حتى الكفار؛ فإنهم محبوبون عنده"؛ انظر: جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني، لعلي حرازم بن العربي برادة الفاسي، ص349.

[11] يأتي التعريف به إن شاء الله.

[12] النظيفي، محمد فتحا بن عبدالواحد، الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة، 132/1، دارالفكر، الطبعة الأخيرة، 1404هـ.

[13] انظر حاشية "مختصر التيجانية، للشيخ آل دخيل، ص 23، دار العاصمة، الطبعة الأولى، 1422هـ.

[14] انظر تفسير الطبري، تفسير سورة آل عمران، دار المعارف.

[15] قال علي بن حرازم في جواهر المعاني، ص361: "قال سيدنا رضي الله عنه: ما خلق الله لنفسه إلا سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم، والباقي من الوجود كله مخلوق من أجله صلى الله عليه وسلم، معلل بوجوده صلى الله عليه وسلم، لولا أن خلق سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم ما خلق شيئًا من العوالم".

[16] قال علي بن حرازم في جواهر المعاني، ص285: "وقد قال سيدنا رضي الله عنه: أول ما خلق الله تعالى روحه الشريفة، وهي الحقيقة المحمدية صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك نسل الله منها أرواح الكائنات من روحه الشريفة الكريمة، وأما طينته التي هي جسده الشريف فكوَّن الله منها أجساد الملائكة والأنبياء والأقطاب".

[17] انظر فتاوى اللجنة الدائمة، المجلد السابع، ص 66، فتوى رقم 4551.

[18] سيأتي التعريف به إن شاء الله.

[19] انظر "مختصر التيجانية"، للشيخ آل دخيل، ص40، دار العاصمة، الطبعة الأولى، 1422هـ.

[20] قال محمد الحافظ المصري التيجاني في الانتصاف في رد الإنكار على الطريق، ص9، في معرض رده على منتقدي التيجاني: "فقد سُئل رضي الله عنه: هل يتأتى زيادة غير الأنبياء على الأنبياء في العلم؟ فقسم العلم إلى قسمين: إلهي وكوني، وذكر في العلم بالله وصفاته وأسمائه وتجلياته وما تشتمل عليه من المنح والمواهب والفيوض لا يلحق غير النبي فيها النبي، وأما العلوم الكونية فهذه هي المرتبة التي ذكر أن غير النبي قد يزيد فيها عليه".

[21] انظر "مختصر التيجانية" ص29.

[22] انظر مختصر التيجانية، ص 32.

[23] رواه ابن ماجه، انظر سنن ابن ماجه 68/1، حسنه الألباني رحمه الله.

[24] ابن قيم الجوزية، شمس الدين، إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، ص 102، دار ابن الهيثم، القاهرة، 1425هـ.

[25] جاء في جواهر المعاني، ص701: "وسألته رضي الله عنه عمن احتلم في السفر ولم يقدر على الاغتسال بوجه من الوجوه، هل يذكر جميع ما عنده من الأوراد أم لا؟ فأجاب رضي الله عنه بقوله: إنه يتيمم ويذكر جميع أوراده كالسيفي، إلا الفاتحة بنية الاسم فلا يقربها، ولو طال الحال إلى الأبد إلا بطهارة مائية كاملة".

[26] قال صالح الأزهري (ت1335هـ): (والإجماع على أن التيمم واجب عند عدم الماء، أو عدم القدرة على استعماله)؛ انظر: الثمر الداني شرح رسالة أبي زيد القيرواني، 67/1، المكتبة الثقافية، لبنان.

[27] النظيفي، محمد فتحا بن عبدالواحد، الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة، 1/10، دار الفكر، الطبعة الأخيرة، 1404هـ.

[28] رواه مسلم في الصحيح.

[29] النظيفي، محمد فتحا بن عبدالواحد، الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة، 153/1، دار الفكر، الطبعة الأخيرة، 1404هـ.

[30] مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية (23/132).

[31] أستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

[32] هو الشيخ محمد الخضر بن سيد عبدالله بن مايات الجكني الشنقيطي (1285هـ/1353هـ)، نشأ على طلب العلم والتحصيل بسبب والده، وحفظ القرآن صغيرًا، تنقل بين العديد من المراكز العلمية ببلده الأم، ثم بعد الاستعمار الغاشم سافر بلدان الشام والجزيرة العربية، أسند إليه الملك حسين القضاء بالأردن، وتولى بعد ذلك منصب مفتي المالكية ببلاد الحرمين، له العديد من المؤلفات، من بينها: "كتاب قمع أهل الزيغ والإلحاد عن الطعن في تقليد أئمة الاجتهاد"، وكتاب "مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني".

[33] هو الشيخ عبدالرحمن بن يوسف الإفريقي المالي، (1326هـ/1377هـ)، حفظ القرآن صغيرًا، وسافر لبلاد الحرمين للتضلع من العلوم الشرعية، فدرس الحديث والفقه وأصوله، وأخذ عن ثلة من العلماء الأجلاء، من أشهر مؤلفاته كتاب: "الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة النجاتية" في الرد على التيجانية.

[34] سبق التعريف به.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التبرك بحذاء التيجاني
  • وبلغت الخمسين
  • حكم الطريقة التيجانية

مختارات من الشبكة

  • بريطانيا: دراسة عن طريقة المعيشة وفقًا للمعتقدات الدينية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • خلاصة معتقد أهل السنة في التوقيف في أسماء الله(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • لماذا اختيار الإسلام دينا؟ الاختيار بين الإسلام والمعتقدات الأخرى (كالنصرانية واليهودية والهندوسية والبوذية..) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المعتقدات الخاطئة المتعلقة بالرزق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول المعتمد في الدين والمعتقد للاستغاثة بمدد مدد!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يخالفون معتقده ويتبعون غير سبيله ويدعون أنهم على دينه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منظومة الحافظ الذهبي في أصول معتقده، ومقطوعتان أخريان (نص محقق) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لمحة عن معتقدات الهند القديمة(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • البدع والمعتقدات في الجنائز(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة معتقد الشافعي(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- تعقيب
خليفة بوغنامة - الجزائر 12-07-2021 09:39 PM

دراسة موضوعية تنمّ عن علم عميق دقيق بعقائد التيجانيين، جزاكم الله خيرا أخي الفاضل

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب