• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (10)

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (10)
الشيخ محمد طه شعبان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/6/2014 ميلادي - 19/8/1435 هجري

الزيارات: 5551

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (10)


قوله:

ثمَّ بنى المسجِدَ في قُبَاءِ ♦♦♦ ومسجِدَ المدينةِ الغرَّاءِ

 

تقدَّم أن المسلمين لقُوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بظهرِ الحرَّة.


قال ابن شهابٍ: فأخبرني عروةُ بن الزبير:

فتلقَّوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بظهر الحرَّةِ، فعدَل بهم ذاتَ اليمين، حتى نزَل بهم في بني عمرو بن عوفٍ، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيعٍ الأول، فقام أبو بكرٍ للناس، وجلَس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صامتًا، فطفِق مَن جاء مِن الأنصار - ممن لم يرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُحيِّي أبا بكرٍ، حتى أصابت الشمسُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبَل أبو بكرٍ حتى ظلَّل عليه بردائه، فعرَف الناسُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك، فلبِث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بني عمرِو بن عوفٍ بضع عشرة ليلةً، وأسَّس المسجد الذي أُسِّس على التقوى، وصلى فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ركِب راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى برَكت عند مسجد الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، وهو يصلي فيه يومئذٍ رجالٌ من المسلمين، وكان مربدًا للتمر، لسهيلٍ وسهلٍ، غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين برَكت به راحلتُه: ((هذا إن شاء الله المنزل))، ثم دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الغلامينِ فساومهما بالمربد ليتخذَه مسجدًا، فقالا: لا، بل نهَبُه لك يا رسول الله، فأبى رسولُ الله أن يقبَله منهما هبةً حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدًا، وطفِق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ينقُل معهم اللَّبِنَ في بنيانِه ويقول وهو ينقُل اللَّبِن:

هذا الحِمالُ لا حِمالَ خيبَرْ
هذا أبَرُّ ربَّنا وأطهَرْ

 

ويقول:

اللهم إن الأجرَ أجرُ الآخِرَهْ
فارحِمِ الأنصارَ والمُهاجِرَهْ[1]

 

وعن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: قدِم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ فنزل أعلى المدينة، في حيٍّ يقال لهم: بنو عمرو بن عوفٍ، فأقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فيهم أربع عشرة ليلةً، ثم أرسل إلى بني النَّجَّار، فجاؤوا متقلِّدي السيوف، كأني أنظرُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - على راحلته، وأبو بكرٍ ردفه، وملأُ بني النَّجَّار حوله حتى ألقى بفِناء أبي أيُّوبَ، وكان يحب أن يصليَ حيث أدركته الصلاةُ، ويصلي في مرابض الغَنَم، وأنه أمَر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأٍ من بني النَّجار فقال: ((يا بني النَّجار، ثامِنوني بحائطكم هذا))، قالوا: لا والله لا نطلب ثمنَه إلا إلى الله، فقال أنسٌ: فكان فيه ما أقول لكم؛ قبورُ المشركين، وفيه خربٌ، وفيه نخلٌ، فأمَر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقبورِ المشركين فنُبِشَت، ثم بالخرب فسُوِّيت، وبالنخل فقُطِع، فصفُّوا النخل قِبلةَ المسجدِ، وجعلوا عِضَادتيه الحجارة، وجعلوا ينقُلون الصخر وهم يرتجزون، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - معهم، وهو يقول:

اللهم لا خيرَ إلا خيرُ الآخِرَهْ
فاغفِرْ للأنصارِ والمُهاجِرَهْ[2]

 

قوله:

ثم بنى مِن حولِه مساكِنَهْ
. . . . . . . . . . . . . . . .

أي: بنى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حول مسجدِه مساكنَ وحُجُراتِ أزواجه - رضي الله عنهن.


قوله:

. . . . . . . . . . . . . . .
ثمَّ أتى مِن بعدُ في هذي السَّنَهْ
أقلُّ مِن نصفِ الَّذينَ سافروا
إلى بلادِ الحُبْشِ حينَ هاجَروا

 

وفي السَّنةِ الأولى من الهجرة عاد جماعةٌ من مُهاجري الحبشة إلى المدينة.


قال ابن سيد الناس - رحمه الله -:

"فأقام المهاجرون بأرضِ الحبشة عند النَّجاشيِّ في أحسن جوارٍ، فلما سمِعوا بمُهاجَرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة رجَع منهم ثلاثةٌ وثلاثون رجلاً، ومن النساء ثماني نسوةٍ، فمات منهم رجُلانِ بمكة، وحُبِس بمكةَ سبعةُ نفرٍ، وشهد بدرًا منهم أربعةٌ وعشرون رجلاً[3]"؛ اهـ.


قوله:

وفيه آخى أشرَفُ الأخيارِ
بَيْنَ المُهاجِرينَ والأنصارِ

 

وفي السَّنةِ الأولى - أيضًا - آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين المُهاجرين والأنصار.


قال ابنُ القيِّمِ - رحمه الله -:

"ثم آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصارِ في دار أنس بن مالكٍ، وكانوا تسعينَ رجلاً، نِصفهم من المهاجرين، ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المواساةِ، يتوارثون بعد الموتِ دون ذوي الأرحام إلى حين وقعةِ بدرٍ، فلمَّا أنزَل الله - عز وجل -: ﴿ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴾ [الأحزاب: 6]، ردَّ التوارثَ إلى الرَّحِمِ دون عقد الأخوة[4]"؛ اهـ.


وعن أنسِ بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: حالَف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين الأنصارِ وقريشٍ في داري التي بالمدينة[5].


وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قالت الأنصارُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: اقسم بيننا وبين إخواننا النَّخيل، قال: ((لا))، فقالوا: تكفونا المؤونة ونشرككم في الثمرةِ، قالوا: سمعنا وأطعنا[6].


وعن أنسِ بن مالكٍ - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بين أبي عبيدةَ بن الجراح، وبين أبي طلحة[7].


وعن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال: آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين الزبير بن العوام وعبدالله بن مسعودٍ[8].


قال ابن إسحاق - رحمه الله -:

وكان أبو بكرٍ الصِّديق وخارجةُ بن زيدٍ أخوين، وعمر بن الخطاب وعِتبان بن مالكٍ أخوين، وأبو عُبيدة بن الجرَّاح وسعد بن معاذٍ أخوين، وعبدالرحمن بن عوفٍ وسعد بن الربيع أخوين، وعثمان بن عفَّان وأوس بن ثابت بن المنذر أخوين، وطلحة بن عُبيدالله وكعب بن مالكٍ أخوين، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ وأُبَيُّ بن كعبٍ أخوين، ومُصعَب بن عميرٍ وأبو أيوب خالد بن زيدٍ أخوين، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وعبَّاد بن بِشرٍ أخوين، وعمارُ بن ياسرٍ وحذيفة بن اليمانِ أخوين، ويقال: ثابت بن قيس بن الشَّمَّاس، خطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمار بن ياسرٍ أخوين، وأبو ذرٍّ جندُبُ بن جنادة والمنذر بن عمرٍو أخوين، وحاطبُ بن أبي بلتعةَ وعويم بن ساعدةَ أخوين، وسلمانُ الفارسي وأبو الدرداء عويمرُ بن ثعلبةَ أخوين، وبلالٌ مولى أبي بكرٍ - رضي الله عنهما - مؤذِّنُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو رويحة عبدالله بن عبدالرَّحمن الخثعميُّ أخوينِ.


فهؤلاء من سُمِّي لنا، ممن كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بينهم من أصحابه[9]"؛ اهـ.


عن إبراهيمَ بن عبدالرحمن بن عوفٍ، قال: لما قدِموا المدينة آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين عبدالرحمن بن عوفٍ وسعدِ بن الربيع، قال لعبدالرحمن: إني أكثَرُ الأنصار مالاً، فأقسم مالي نصفينِ، ولي امرأتانِ، فانظُرْ أعجَبَهما إليك فسمِّها لي، أُطلِّقها، فإذا انقضت عدتُها فتزوجها، قال: بارَك اللهُ لك في أهلك ومالك، أين سوقُكم؟ فدلُّوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضلٌ من أقطٍ وسمنٍ، ثم تابع الغدو، ثم جاء يومًا وبه أثرُ صُفرةٍ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَهْيَم[10]))، قال: تزوجتُ، قال: ((كم سُقْتَ إليها؟)). قال: نواةً من ذهبٍ - أو وزن نواةٍ من ذهبٍ[11].


فهذا موقفٌ عظيمٌ من الصحابيِّ الجليل سعدِ بن الربيع، يبيِّنُ حجم العلاقة التي كانت بين الأنصار وإخوانِهم الذين هاجروا إليهم، وإلى أيِّ مدًى بلغت درجةُ المحبَّة والتآخي بينهم.


وقد وصَف اللهُ - سبحانه وتعالى - تلك المحبَّةَ وذلك الإيثار في كتابِه العزيز، فقال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].


قوله:

ثم بَنَى بابنةِ خَيْرِ صَحْبِهِ
. . . . . . . . . . . . . . . . .

 

قال ابنُ جريرٍ الطبريُّ - رحمه الله -:

"وفيها - أي في السنةِ الأولى - بنى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعائشةَ بعد مَقدَمِه المدينة بثمانية أشهرٍ[12]"؛ اهـ.


عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: تزوَّجني النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنتُ ستِّ سنين، فقدِمْنا المدينة فنزَلْنا في بني الحارثِ بن خزرجٍ، فوُعِكْتُ فتمرَّق شعري، فوفَى جُمَيمةً فأتتني أمي أمُّ رومان، وإني لفي أرجوحةٍ، ومعي صواحبُ لي، فصرخَتْ بي فأتيتُها، لا أدري ما تريدُ بي، فأخذَتْ بيدي حتى أوقفتني على باب الدارِ، وإني لأنهج حتى سكَن بعضُ نفَسي، ثم أخذَتْ شيئًا من ماءٍ فمسَحَت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوةٌ من الأنصارِ في البيت، فقُلْنَ: على الخيرِ والبركة، وعلى خير طائرٍ، فأسلمَتْني إليهن، فأصلَحْنَ من شأني، فلم يرَعُني إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحًى، فأسلمَتْني إليه، وأنا يومَئذٍ بنتُ تِسع سنين[13].


قوله:

. . . . . . . . . . . . . . . .
وشرَع الأذانَ، فاقتدِي بِهِ

 

وفي السَّنةِ الأولى من الهجرة شرع الأذان[14].


عن عبدالله بن زيدٍ - رضي الله عنه - قال: لما أمَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس يعمل؛ ليضرب به للناس لجمعِ الصلاة، طاف بي وأنا نائمٌ رجلٌ يحمل ناقوسًا في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيع الناقوسَ؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلُّك على ما هو خيرٌ من ذلك؟ فقلت له: بلى، قال: فقال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حي على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم استأخر عني غيرَ بعيدٍ، ثم قال: وتقول إذا أقمتَ الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فلما أصبحتُ، أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه، بما رأيتُ فقال: ((إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقُمْ مع بلالٍ فألقِ عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتًا منك))، فقمتُ مع بلالٍ، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذِّن به، قال: فسمع ذلك عمرُ بن الخطاب، وهو في بيته فخرج يجرُّ رداءه، ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد رأيتُ مثل ما رأى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فلله الحمد))[15].


قوله:

وغزوةُ الأبواءِ بعدُ في صَفَرْ
. . . . . . . . . . . . . ..

 

وفي شهر صفر من العام الثاني من هجرةِ الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - غزا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غزوةَ الأبواء، وهي أول غزوةٍ يغزوها بنفسِه الشريفةِ - صلى الله عليه وسلم.


قال ابن إسحاق - رحمه الله -:

ثم خرج غازيًا في صفرٍ على رأس اثني عشر شهرًا من مقدَمِه المدينة.


قال ابن هشامٍ:

واستعمَل على المدينة سعدَ بن عُبادة.


قال ابن إسحاق:

حتى بلغ وَدَّان[16]، وهي غزوة الأبواء[17]، يريد قريشًا، وبني ضمرة بن بكر بن عبدمناة بن كنانة، فوادعته فيها بنو ضمرة، وكان الذي وادعه منهم عليهم مخشي بن عمرٍو الضمري، وكان سيدَهم في زمانه ذلك.


ثم رجَع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينةِ، ولم يَلْقَ كيدًا، فأقام بها بقيةَ صفرٍ، وصدرًا من شهر ربيعٍ الأول[18].


قوله:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هذا، وفي الثَّانيةِ الغَزْوُ اشتَهَرْ

 

أي: في السنةِ الثانية من الهجرة كثُرت غزواتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما وادَع اليهودَ في المدينة، واستقرَّت له الأمور.


قوله:

إلى بُواطَ ثُمَّ بَدْرٍ . . . . .
. . . . . . . . . . . . . .

 

وفي ربيع الأول من السنةِ الثانية كانت غزوة بُواط[19].


قال ابن إسحاق:

ثم غزا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر ربيعٍ الأول يريد قريشًا.


قال ابن هشامٍ:

واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعونٍ.


قال ابن إسحاق:

حتى بلغ بواط، من ناحية رضوى[20]، ثم رجَع إلى المدينة ولم يَلْقَ كيدًا[21].


وفي ربيع الأول - أيضًا - من هذه السنة غزا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غزوةَ بدر الأولى.


قال ابن سعدٍ:

"ثم غزوة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لطلب كرز بن جابرٍ الفِهري في شهر ربيع الأول، على رأس ثلاثةَ عشَرَ شهرًا من مُهاجَرِه، وحمل لواءَه عليُّ بن أبي طالب, وكان لواءً أبيض, واستخلف على المدينةِ زيدَ بن حارثة, وكان كرز بن جابر قد أغار على سرحِ المدينة فاستاقه, وكان يرعى بالجماء - والسرح: ما رعوا من نَعَمِهم, والجماء: جبلٌ ناحية العقيق إلى الجرف, بينه وبين المدينة ثلاثةُ أميال, فطلبه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ واديًا يقال له: سَفوان[22] من ناحية بدر, وفاته كرز بن جابر, فلم يلحقه, فرجَع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة"[23]؛ اهـ.


قوله:

. . . . . . . . . ووجَبْ
تحوُّلُ القِبْلةِ في نِصفِ رَجَبْ

 

وفي شهر رجب من العام الثاني - أيضًا - جاء الأمرُ الإلهي بتحويل القِبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام.


عن البراء بن عازبٍ - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يُعجِبُه أن تكون قِبلته قِبَل البيت، وأنه صلى - أو صلاها - صلاة العصر وصلى معه قومٌ, فخرج رجلٌ ممن كان صلَّى معه، فمَرَّ على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد باللهِ لقد صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قِبَل مكَّةَ، فداروا كما هم قِبَل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحوَّلَ قِبَل البيت رجالٌ قُتِلوا، لم نَدْرِ ما نقول فيهم، فأنزَل الله: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143][24].


عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: بَيْنا الناس يصلُّون الصبح في مسجد قباءٍ، إذ جاء جاءٍ فقال: أنزَل اللهُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - قرآنًا أن يستقبِلَ الكعبة, فاستقبلوها، فتوجَّهوا إلى الكعبة[25].


قوله:

مِن بعدِ ذا العُشَيْرُ يا إخواني
. . . . . . . . . . . . . . . .

 

أي: كانت غزوةُ بدرٍ الأولى بعد غزوة ذي العشيرة؛ حيث كانت غزوة العشيرة قبل بدرٍ الأولى بأيام قلائل لا تبلُغ العَشر[26].


قال ابن هشامٍ:

ثم غزا قريشًا، فاستعمل على المدينة أبا سلمةَ بن عبدالأسد.


قال ابن إسحاق:

فسار حتى نزل العشيرة[27] من بطن ينبع[28], فأقام بها جمادى الأولى ولياليَ من جمادى الآخرة، وادَع فيها بني مدلجٍ وحلفاءَهم من بني ضمرة، ثم رجَع إلى المدينة، ولم يَلْقَ كيدًا[29].


قوله:

. . . . . . . . . . . . . . . .
وفَرْضُ شهرِ الصَّومِ في شَعبانِ

 

قال ابنُ جريرٍ الطبريُّ - رحمه الله -:

وفي هذه السنةِ - الثانية - فُرِض صيام شهر رمضان, وقد قيل: إنه فُرِض في شعبان منها[30].



[1] صحيح البخاري (5/ 60)، عن عروة بن الزبير مرسَلاً.

[2] متفق عليه: أخرجه البخاري (428)، ومسلم (524).

[3] عيون الأثر (1/ 139).

[4] زاد المعاد (3/ 56، 57).

[5] صحيح: أخرجه البخاري (7340).

[6] صحيح: أخرجه البخاري (2325).

[7] صحيح: أخرجه مسلم (2528).

[8] صحيح: أخرجه الحاكم (5372)، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والطبراني في الكبير (12816)، والأوسط (5223).

[9] سيرة ابن هشام (1/ 505 - 507)، مختصرًا.

[10] أي: ما حالُكَ وشأنُك؟

[11] صحيح: أخرجه البخاري (3780).

[12] تاريخ الطبري (2/ 398).

[13] متفق عليه: أخرجه البخاري (3894)، ومسلم (1422).

وقولها: (فوُعِكْتُ)؛ أي: أصابني الوعك وهو الحمى، (فتمرَّق) تقطَّع، وفي رواية: فتمزَّق: أي انتتف، (فوفَى) كثُر، (جُمَيمة)؛ مصغَّر الجُمَّة، وهي: ما سقَط على المنكبين من شَعر الرَّأس.

[14] السيرة النبوية لابن كثير (2/ 334).

[15] أخرجه أبو داود (499)، والترمذي (189)، وقال: حسنٌ صحيحٌ، وابن ماجه (706)، وأحمد (16477، 16478)، وقال الألباني في صحيح أبي داود) (2/ 407): قلت: إسنادُه حسَن صحيح، وقال النوويُّ: إسناده صحيح، وقال البخاريُّ وابن خزيمة: حديثٌ صحيح، وقال الترمذيُّ: حسَن صحيح، وقال محمد بن يحيى الذُّهْلي: ليس في أخبار عبدالله بن زيد في قصَّةِ الأذان أصحُّ من هذا؛ اهـ.

[16] وَدَّان: بالفتح؛ كأنه فعلان من الود، وهو المحبة؛ ثلاثة مواضع: أحدها بين مكة والمدينة، قرية جامعة من نواحي الفرع، بينها وبين الأبواء نحوٌ من ثمانيةِ أميال قريبة من الجحفة، وهي لضمرة وغِفار وكنانة؛ معجم البلدان لياقوت (5/ 365).

وقال في معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (333):

وَدَّان: كأنه مثنى ود، قلت: اندثرت ودان من زمنٍ بعيدٍ، وتوهم بعض الباحثين أنها (مستورة) اليوم، وليس كذلك، وموضع ودان شرق مستورة إلى الجنوب، في نعف حرة الأبواء إذا أكنعت في مكانٍ يلتقي فيه سيل تلعة حَمَامَة بوادي الأبواء، وذلك النعف يسمى (العُصْعُص)، والمسافة بينها وبين مستورة قريبًا من اثني عشر كيلاً، وأهلها - اليوم - بنو محمدٍ من بني عمرٍو من حربٍ.

[17] الأبواء: بالفتح ثم السكون، وواو وألف ممدودة، والأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثةٌ وعشرون ميلاً، وقيل: الأبواء: جبلٌ على يمين آرة، ويمين الطريق للمصعد إلى مكة من المدينة؛ معجم البلدان (1/ 79).

[18] سيرة ابن هشام (1/ 590، 591).

[19] بواط: بضم أوله، وقيل: بفتحه، والأول أشهر، وهي من الجُحفة قريبٌ؛ انظر: معجم البلدان (1/ 503)، ومغازي الواقدي (1/ 2).

[20] رَضْوى: بفتح الراء وسكون المعجمة مقصورٌ: جبلٌ مشهورٌ عظيم بينبع؛ فتح الباري (7/ 280).

[21] سيرة ابن هشام (1/ 598).

[22] سَفوان: وادٍ بناحية بدر، وجاء في معجم البلدان (3/ 225): سَفَوان: بفتح أوله وثانيه، وآخره نون، كأنه فعلان من سفت الريح التراب, وأصله الياء، إلا أنهم هكذا تكلموا به، وجاء في معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (158): سَفْوان بفتح السين المهملة وسكون الفاء، على صيغة التثنية.

[23] الطبقات الكبرى (2/ 6).

[24] متفق عليه: أخرجه البخاري (4486)، ومسلم (525).

[25] متفق عليه: أخرجه البخاري (4488)، ومسلم (526).

[26] سيرة ابن هشام (1/ 601).

[27] العُشيرة: بلفظ تصغير عشرة، يضاف إليه "ذو" ، فيقال: "ذو العشيرة"، وذو العشيرة: كانت قريةً عامرة بأسفل ينبع النخل، ثم صارت محطةً للحاج المصري هناك، وهي أول قرى ينبع النخل مما يلي الساحل، وبها مسجد يقولون: إنه مسجدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

وقد اندرس هذا الموضعُ، ويقع بقرب "عين البركة" التي لا تزال معروفة، وكانت إحدى عيونِ هذا الموضع؛ المعالم الأثيرة في السنَّة والسيرة (192).

[28] جاء في معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (340، 341): ينبع: مثناةٌ تحتيةٌ ونونٌ وموحدةٌ، وآخره عينٌ مهملةٌ: قلت: إذا ذكر هذا الاسم في السيرة أو أي كتابٍ من كتبِ المتقدمين فلا ينصرفُ إلا على وادي ينبع النخل، وهو وادٍ فحلٌ كثير العيون والقُرى والنخيل، التي أُخِذ اسمُه منها، يتعلق رأسه عند بواط على قرابة (70) كيلاً من المدينة غربًا، ثم ينحدر بين سلسلتين من الجبالِ عظيمتين، فتكثُر روافدُه منهما، وهذا هو سرُّ وفرةِ مياهه وتفجُّر عيونه، والسلسلتان هما: جبل الأشعر في الجنوب، ويسمَّى اليوم "الفقرة" تسيل منه أوديةٌ عظامٌ في ينبع، من أهمها: "نخلى" وعباثر، وجبال رضوى من الشمال، ومنها أوديةٌ أيضًا، من أهمها: ضأسٌ وغيره؛ اهـ.

[29] سيرة ابن هشام (1/ 599)، مختصرًا.

[30] تاريخ الطبري (2/ 417).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (8)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (9)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (11)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (12)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (13)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (14)

مختارات من الشبكة

  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (36)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (35)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (34)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (33)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (32)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (32)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (31)(مقالة - ملفات خاصة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (30)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (29)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب