• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

من أسس العقيدة الإسلامية موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين

من أسس العقيدة الإسلامية موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين
د. هند بنت مصطفى شريفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/4/2014 ميلادي - 25/6/1435 هجري

الزيارات: 47767

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أسس العقيدة الإسلامية

موالاة المؤمنين، ومعاداة الكافرين


يعتبر هذا من أهم الدروس العقدية المستنبطة من أحداث فتح مكة العظيم[1]‎‎، فتولي الله ورسوله والمؤمنين، والتبرؤ من الكفر والكافرين، هما الصورة الفعلية للتطبيق الواقعي لعقيدة الإسلام، ذلك أن كلمة التوحيد لن تتحقق إلا بموالاة من يستحق الموالاة، والتبرؤ ممن يستحق البراء[2].

 

وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم، خير من طبق هذه العقيدة والتزمها، لا سيما والآيات تنزل عليهم، تنهاهم عن اتخاذ الكفار أعوانا وأنصارا وظهورا، يوالونهم على دينهم، ويظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتبين لهم أن من فعل ذلك، فقد برئ من الله، وبرئ الله منه[3]، كما في قوله تعالى: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾[4].

 

فالقرآن (لما نهى عن موالاة الكفار وبين أن من تولاهم من المخاطبين فإنه منهم، بين أن من تولاهم وارتد عن دين الإسلام، لا يضر الإسلام شيئا، بل سيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، فيتولون المؤمنين دون الكفار ويجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم)[5]. فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [6].

 

فموالاة المؤمنين: تتضمن حبهم لما هم عليه من الحق والهدى، والبراء من أعداء الله: يستلزم بغضهم وبغض ما هم فيه من الكفر، فالحب والبغض هما ترجمة الولاء والبراء في الواقع، وهما أقوى وأوثق روابط الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم: (( أوثق عرى الإيمان: الموالاة والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله))[7].

 

إن العقيدة التي غرسها الإسلام في نفوس أصحابه جعلتهم يخاصمون في الحق أقرب الناس إليهم، ويوادون في الحق أبعد الخلق عنهم، فلا تساهل مع قريب أو حبيب ما دام محادا لله ومخالفا لشرعه[8].

 

وقد حقق الصحابة ولاءهم للمؤمنين، وتبرؤهم من المشركين في العديد من المواقف، منها حين قطعوا علائق التناصر الجاهلي والولاء الجاهلي، وأحلوا محله الولاء الإسلامي، والوقوف في صفه، بإعلانهم في بيعة العقبة الكبرى (بيعة الحرب)، مفاصلتهم الكفر وأهله، ونصرتهم الله ورسوله والمؤمنين[9].

 

وهي التي دفعتهم إلى مفارقة أهليهم وأوطانهم، والهجرة إلى دار الإسلام، ليكون إيذانا بعهد جديد، ونشوء رابطة جديدة تحت مظلة الأخوة الإسلامية، بين المهاجرين والأنصار، والتقاء قلوبهم على محبة الله ورسوله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [10].

 

وإعلان المفاصلة الكاملة بين حزب الله وحزب الشيطان، والانحياز النهائي للمؤمنين، والتجرد من كل عائق وكل جاذب لأعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، كان عندما شرع الجهاد، فقاتل المسلمون أقرباءهم وعشيرتهم[11]، فروابط الدم تنقطع عند حد الإيمان[12]، كما قال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾[13].

 

وقد تجلت مظاهر الولاء والبراء في هذه الغزوة في عدة مواطن:

أ- حين بعثت قريش أبا سفيان - وذلك قبل إسلامه - إلى المدينة،لتجديد العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل على ابنته أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها، وهو يظن أنها قد تكون شفيعا له عند زوجها صلى الله عليه وسلم، لكنها بادرته بما ألقى في نفسه اليأس، وقابلته بجفوة لم يحسب لها حسابا، ولم تدر في خلده[14]، حين منعته ابتداءً من الجلوس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم وطوته عنه، وأجابت عما فعلت بقولها: (هو من أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت رجل مشرك نجس، فلم أحب أن تجلس عليه)[15]. فضربت رضي الله عنها بذلك نموذجا صادقا في الحب في الله والبغض فيه، وموالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه[16].

 

بل أنها تغتنم الفرصة - وقد علمت رجحان عقل أبيه - لتعرض عليه الإسلام، وتظهر أسفها أن يفوته هذا الخير والهدى، وهو رئيس قومه، فتقول:( وأنت يا أبت، سيد قريش وكبيرها، كيف يسقط عنك الدخول في الإسلام، وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر، فقال: يا عجباه، وهذا منك أيضا؟ أأترك ما كان يعبد آبائي واتبع دين محمد؟)[17].

 

وكذلك ضرب الصحابة أروع الأمثال في ولائهم للإسلام، وتبرئهم من الكفر، في اجتماع كلمتهم، على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم التقدم عليه، وذلك برفضهم إعطاء الجوار والأمن لقريش من عند أنفسهم، بل كانت مقولتهم: بل جوارنا في جوار رسول الله، مثار عجب واندهاش عند أبي سفيان، حين رأى هذا التلاحم والاتفاق من الجميع على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال لقومه - وقد يئس من أخذ الأمان -: (جئتكم من عند قوم قلوبهم على قلب واحد، والله ما تركت منهم صغيرا ولا كبيرا ولا أنثى ولا ذكر إلا كلمته، فلم أنجح منهم شيئا)[18].

 

ب-كانت هفوة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه -لما حاول تسريب الخبر لقريش - درسا بليغا للمسلمين في المدينة، وتوضيحا وترسيخا لقاعدة الولاء والبراء، فنزلت الآيات تنهى عن اتخاذ الكفار والمشركين، الذين هم محاربون لله ولرسوله وللمؤمنين - أولياء وأخلاء وأصدقاء، فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾[19].

 

في الآية الكريمة يهيج الله تعالى على عداوتهم، وعدم توليهم، لأنهم أخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بين أظهرهم، كراهية لما هم عليه من التوحيد وإخلاص العبودية لله وحده، ولم يكن لهم عندهم ذنب إلا إيمانهم بالله رب العالمين[20].

 

كما يبين تعالى ما احتوت عليه قلوبهم من الحقد والعداوة للمسلمين بقوله: ﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [21]، فهم إن يظفروا بالمسلمين، ويتمكنوا منهم، يكونوا لهم غاية في العداوة، ويبسطوا أيديهم إليهم بالقتال، وألسنتهم بالشتم، بل ويتمنون أن يرتدوا عن دينهم، فيلحق بهم مضار الدين والدنيا معا، فموادة أمثالهم ومناصحتهم خطأ عظيم ومغالطة من المسلمين لأنفسهم، كما وصفه الله تعالى بقوله: ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ﴾ [22].

 

كما يقرر تعالى أن الأقارب والأولاد الذين يوالون الكفار من أجلهم، ويتقربون إليهم خوفا عليهم، لن ينفعوهم يوم القيامة، بل يفصل الله بينهم، فيدخل أهل الإيمان الجنة، ويدخل أهل الكفر النار[23].

 

فالمشركون لا يذكرون في عداوتهم للإسلام رحما ولا أهلا، ولا ينبغي - ولو دارت على المسلمين الدوائر - أن يبقوا لهم ودا وقد خاصموهم في ذات الله، وأخذ عليهم العهد أن يبذلوا في حربهم أنفسهم وأموالهم[24].

 

فكان في صدور هذا الخطأ من الصحابي الجليل، ونزول هذه الآيات، تعميق لهذه العقيدة في قلوب المسلمين، في الوقت الذي هم أشد ما يحتاجون فيه إلى لمسات قوية، تثير في قلوبهم مشاعر الموالاة للمؤمنين والبغض للكافرين، وتنقيها من أي شائبة تردد في قتال الكفار، أو الرضوخ أمام المصالح الشخصية، أو المؤثرات العاطفية.

 

وقد كان في هذه الغزوة امتحان صعب تعرض له المسلمون، أقسى من مواجهتهم عشيرتهم في ساحة القتال - كما حدث في الغزوات السابقة - فمما يميز فتح مكة، أنها المرة الأولى التي يبادر فيها المسلمون بغزو مكة والهجوم عليها، ومن الطبيعي أنه من الصعب على الإنسان أن يسير لغزو أهله وقبيلته، في الدار التي خلفهم فيها وهاجر منها، وكان إلى قريب يراوده أمل عظيم أن تنضم هذه العشيرة إلى صفوف المسلمين، فتزول بذلك المقاطعة والخصومة، وتتصل الأواصر التي قطعت من جديد، وذلك تصديقا لقوله تعالى: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [25].

 

لكنها عقيدة الإسلام التي طهرت قلوبهم وجعلتها خالصة لله عابدة له وحده تعالى.

 

ج- من المواقف التي تجلى فيها الولاء،ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقديم ما يحبه ويرضاه على محبوبات النفس، ما صرح به عمر رضي الله عنه للعباس رضي الله عنه، حين أكثر من الكلام في شأن أبي سفيان-قبل إسلامه- وأراد ضرب عنقه، فقال العباس: مهلا يا عمر، فوالله ما تصنع هذا إلا أنه رجل من بني عبد مناف، ولو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا.

 

فانبرى عمر رضي الله عنه يدفع عن نفسه وصمة العصبية القبلية، أو أن يكون ولاؤه لغير المؤمنين، فأجاب وقد تخلص قلبه من شوائب الجاهلية والتعلق بأواصر الدم، إلا آصرة أخوة الإسلام: مهلا يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت، كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، وذلك لأني أعلم أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب لو أسلم[26].

 

فبلغ رضي الله عنه بذلك مرتبة عالية من التجرد من حظوظ نفسه، وغاياته الشخصية، بتقديم ما يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهواه، على ما يحبه هو ويرضاه[27].

 

د- وهذا النبي صلى الله عليه وسلم النموذج الكامل، والمثل الأعلى للمسلمين في هذا الجانب- الولاء والبراء-، في تعامله مع رؤساء قريش ورجالاتها، يعلن البراءة والحرب على أعداء الله، حتى لو كان أقرب قريب، فإذا أسلم واتبع دين الحق، انقلب هذا العدو حميما، وتحولت البغضاء إلى محبة وسلام، ومن ذلك:

1- موقفه صلى الله عليه وسلم من ابن عمه أبي سفيان بن الحارث، ومن صهره عبد الله بن أمية بن المغيرة - رضي الله عنهما وذلك قبل إسلامهما - وإعراضه عنهما بعد اشتداد أذاهما عليه وعلى المسلمين، فلما تبين له صدق توبتهما ولجوءهما للإسلام راغبين رق لهما وعفا عنهما، فانضما إلى حزب أولياء الله، وقد روي:( أن أبا سفيان بن الحارث كان أحب قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شديدا عليه، فلما أسلم كان أحب الناس إليه)، وكان صلى الله عليه وسلم يحب أبا سفيان ويشهد له بالجنة، ويقول:((أبو سفيان بن الحارث خير أهل بيتي ))[28].

 

2- إن بعض المشركين الذين كانوا حربا على الإسلام وأهله، وامتدت عداوتهم في غالب فترة النبوة، وكانت امتدادا لعداوة آبائهم، كعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية بن خلف، قد أسلموا، فلم يؤاخذهم صلى الله عليه وسلم بجريرة الجاهلية وأهلها، ولم يعيرهما بما مضى من حربهما للإسلام، بل بذل لهما الولاء والمحبة والود، وغض الطرف عما سلف منهما، كما فعل مع عكرمة رضي الله عنه، حين نهى المسلمين عن تعييره بماضيه، فقال:(( يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت))، فلما بلغ باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثب له رسول الله قائما على رجليه فرحا بقدومه)[29]، وقال له: ((مرحبا بالراكب المهاجر- ثلاثا)) فتأثر عكرمة رضي الله عنه لهذا الاستقبال ولهذه البشاشة، وأراد أن يثبت ولاءه للإسلام، وعد نصرته له تكفيرا عن عداوته السابق، فقال: والله يا رسول الله، لا أدع نفقة أنفقتها إلا أنفقت مثلها في سبيل الله[30].

 

هـ-يظهر حرص الإسلام على غرس هذه العقيدة، وذلك بتمييز المسلمين عن الكافرين، وإزالة الدوافع المادية والمصالح الدنيوية، التي تكون مشتركة بين الطرفين، فلا يبقي على العلائق التي قد تضطر المسلم أن يوالي الكافر، ويكتم الحق محافظة عليها، وخوفا من زوالها، فشرع قطع التوارث بين المسلم والكافر، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه (أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله، أين ننزل غدا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( وهل ترك لنا عقيل من منزل، ثم قال: لا يرث المؤمن الكافر ولا الكافر المؤمن))[31]، قاطعا بذلك مطامع النفس التي قد تطرأ على المسلم، فيوالي ويناصر الكفار من أهله، ولا يعلن براءته منهم، حرصا على ما قد يرثه منهم[32]، فجاء الإسلام بقطع هذه العلائق، لأن (التوارث يتعلق بالولاية، ولا ولاية بين المسلم والكافر، لقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [33])[34]، وما دام أن التناصر والولاء الإيماني قد انقطع بين المسلم والكافر، فلأن ينقطع التوارث من باب أولى، لتخلص نفسه لله رب العالمين، وتصبح حياته قائمة على منهج الله القويم، كما أن في ذلك صونا للمسلم من المال الحرام، لأن صاحبه الكافر رضي بالحرام، وترك شريعة الله والحلال[35].

 

وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته لما فتح مكة، الأساس الذي يوالى عليه، وتكون النصرة والحمية عروته التي يرتبط بها، في قوله:(( والمسلمون يد على من سواهم))، (أي أنهم مجتمعون يدا واحدة على غيرهم من أرباب الملل والأديان، فلا يسع أحدا منهم أن يتقاعد عن نصرة أخيه المسلم)[36].

 

فالأساس هو: عقيدة الإسلام، والمسلمون (مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا)[37].

 

وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين في تآزرهم بالبناء الواحد يقوي بعضه أركان بعض فقال:(( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا))[38].

 

كما شبههم بالجسد الواحد الذي يتشارك جميع أعضائه في الإحساس بالألم والمعاناة إذا مرض أو اشتكى أحد أعضائه، فقال:(( المسلمون كرجل واحد، إن اشتكى عينه اشتكى كله، وان اشتكى رأسه اشتكى كله))[39].

 

و- لترسيخ عقيدة الولاء والبراء، نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إحداث الأحلاف، فالإسلام يقتضي نصرة المسلمين -كل المسلمين- وموالاتهم، ومعاداة الكافرين - كل الكافرين - والتبرؤ منهم.

 

فأما ما كان من أحلاف الجاهلية موافقا لمراد الإسلام؛ من تعاون بين المسلمين، ونصرة للمظلوم، وصلة للأرحام، فلا يزيده الإسلام إلا شدة،وما كان بخلاف ذلك من نصرة للظلم والعدوان والتعاون على ذلك، ومخالفة حكم الإسلام، فهذا الحلف لا اعتبار له في الإسلام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة))[40].

 

فلا ولاء في الإسلام إلا على أساسه النظري والعملي، وكل آصرة أخرى يعطي الناس ولاءهم على أساسها، آصرة باطلة، فالأواصر القائمة على المذاهب الأرضية بأنواعها، كالشيوعية والقومية والوطنية وغيرها، غير معتبرة شرعا وباطلة، فالمسلم لا يعطي ولاءه للشيوعيين - رغم اندحارهم -، بجامع العقيدة الشيوعية والعمل المشترك، ولا للقوميين بجامع المصلحة القومية المتوهمة، ولا للوطنيين - مع عدم اعتصامهم بحبل الإسلام - بجامع مصلحة الوطن، بل إن الله يأبى على المسلمين، أن يعطوا ولاءهم إلا بجامع الإيمان والإسلام [41].

 

وقد بين تعالى الجهات التي يجب أن يبذل لها المؤمن ولاءه، فقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾[42]، وبين عاقبة من يفعل ذلك في قوله: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾[43].



[1] لأهمية هذه القضية أذكر نبذة عن مفهوم الولاء والبراء: الولاء لغة: من ولي، والولي ضد العدو، والموالاة ضد المعاداة.(الصحاح، باب الواو والياء فصل الواو 6/2528).والبراء في اللغة: من برأ، ويقال: بارأ شريكه إذا فارقه، (تاج العروس فصل الباء من باب الهمزة 1/45).

أما الولاء بالمعنى الاصطلاحي: فهو النصرة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين باطنا وظاهرا.

والبراء اصطلاحا: هو المعاداة، وهو إظهار العداوة بالفعل، كالجهاد لأعداء الله، والبراءة منهم والبعد عنهم، باطنا وظاهرا. بتصرف، تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد: الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ص 480، المكتب الإسلامي دمشق بيروت ط: 4، 1400هـ.

والمؤمنون أولياء الله، والله تعالى وليهم، وأما الكافرون فأولياء الشيطان، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (سورة البقرة آية 257)، بتصرف، شرح العقيدة الطحاوية ص 407.

(وأصل الموالاة هي المحبة، كما أن أصل المعاداة البغض، فإن التحاب يوجب التقارب والاتفاق، والتباغض يوجب التباعد والاختلاف.. فأولياء الله ضد أعدائه ضد أعدائه، يقربهم منه ويدنيهم إليه، ويتولاهم ويحبهم ويرحمهم، ويكون عليهم منه صلاة، وأعداؤه يبعدهم ويلعنهم، وهو إبعاد منه ومن رحمته، ويبغضهم ويغضب عليهم) جامع الرسائل: شيخ الإسلام ابن تيمية المجموعة الثانية الرسالة الثالثة: قاعدة في المحبة ص 384، تحقيق د. محمد رشاد سالم دار المدني جدة، ط:1، 1405هـ 1984م.

[2] بتصرف، الولاء والبراء في الإسلام من مفاهيم عقيدة السلف ص 10، وللاستفادة انظر حقيقة الولاء والبراء في معتقد أهل السنة والجماعة: سيد سعيد عبد الغني من ص 36- 47، ومن ص 509- 510، دار ابن حزم للطباعة والنشر، بيروت لبنان، ط:1، 1419هـ 1998م.

[3] بتصرف، جامع البيان عن تأويل آي القرآن 3/ 228.

[4] سورة آل عمران آية 28.

[5] الفتاوى: ابن تيمية 18/ 300.

[6] سورة المائدة آية 54.

[7] أورده الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير 2/343 ح 2536، وقال حديث حسن، وعزاه إلى الطبراني في المعجم الكبير والطيالسي ومسند الإمام أحمد. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 306 ح 1728، المكتب الإسلامي ط:2، 1399هـ 1979م.

[8] بتصرف، مشكلات الدعوة والداعية: فتحي يكن ص 135، مؤسسة الرسالة بيروت لبنان، ط:3، 1394هـ 1974م.

[9] بتصرف، الولاء والبراء من مفاهيم عقيدة السلف ص 187. وقد قال قائلهم:( نعم والذي بعثك بالحق، لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة..) المستدرك على الصحيحين كتاب التاريخ قصة بيعة العقبة 2/625، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 2/50،

[10] سورة الأنفال جزء من آية 72.

[11] رغم النهي عن محبة الكافرين ونصرتهم ، فإن الله تعالى أمر ببرهم والإحسان إليهم، وصلتهم ومكافأتهم بالمعروف من الأقارب وغيرهم، بحال لم ينصبوا لقتال المسلمين وإخراجهم من ديارهم(بتصرف، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 7/356) كما قال تعالى ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ سورة الممتحنة آية 8.

كما يأمرهم تعالى بمعاملة الناس بالعدل، وألا يحملهم بغضهم لهم على ترك العدل فيهم، بل يستعملوا العدل مع كل أحد صديقا كان أو عدوا، (انظر تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير 3/58) كما قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ (سورة المائدة آية 8).

كما يأمر بالبر والإحسان إلى الوالدين الكافرين، إن أمرا ابنهما بالكفر، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ (سورة لقمان جزء من آية 15) وذلك لأن في صلتهم وحسن معاملتهم، ترغيبا لهم في الإسلام، فهذا من وسائل الدعوة بخلاف المودة والموالاة، فهما يدلان على إقرار الكافر على ما هو عليه، والرضى عنه، وذلك يسبب عدم دعوته للإسلام. ابتصرف، الولاء والبراء في الإسلام للشيخ صالح بن فوزان الفوزان ص 18،دار الوطن للنشر،ط:1،1410هـ.

بتوضيح معاملة المسلمين للكافرين، يتبين الحد الذي يجب على المسلم أن يقف عنده ولا يتجاوزه، من أجل الحفاظ على دينه وإيمانه، في معاملتهم وبناء العلاقات معهم، وهو الحد الذي لا يفهم من الوقوف عنده، الموافقة على دينهم، والرضى عن كفرهم، فإذا تخطى المسلم هذا الحد، ودخل في طاعة الكفار، وأظهر الموافقة على دينهم الباطل، وأعانهم عليه بالنصرة والمال، والاهم وقطع الموالاة مع المسلمين، ورفع علاقته معهم على علاقته مع المسلمين، فقد صار منهم، وارتد عن دينه ولا يستثنى من ذلك إلا المكره. بتصرف، الإيمان:أركانه، حقيقته، نواقضه: د. محمد نعيم ياسين ص 182، جمعية عمال المطابع التعاونية عمان، ط:3، 1402هـ 1982م.

[12] بتصرف، في ظلال القرآن 6/3514.

[13] سورة المجادلة جزء من آية 22.

[14]بتصرف، خاتم النبيين 2/1187.

[15] جوامع السيرة: الإمام الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ص 225، تحقيق د. إحسان عباس و د. ناصر الدين الأسد المطبعة العربية لاهور باكستان ط: بدون 1401هـ 1981م.

[16] بتصرف، حكم وأحكام من السيرة النبوية: الشيخ عبد الله عبد الغني خياط ص 150، دار الرفاعي للنشر والطباعة ط:1، 1401هـ 1981م.

[17] المغازي: الواقدي 2/793، وانظر إمتاع الأسماع 1/358. وشرح المواهب اللدنية 2/350. ولعل من المناسب هنا توضيح الفارق بين موقف أم المؤمنين رضي الله عنها، وبين موقف أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، لما وفدت عليها أمها وهي مشركة بعد صلح الحديبية، فلم تستقبلها، حتى استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقالت له: (يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي راغبة، أفأصلها؟ قال:((نعم، صليها)) رواه البخاري في صحيحه كتاب الجزية والموادعة باب إثم من عاهد ثم غدر 4/79، فوصلتها، وأكرمتها.

والفرق بين الموقفين: أن قدوم أبي سفيان كان بعد غدر بني بكر وقريش بخزاعة، أما أم أسماء فقد كان في مدة الصلح، وقبل اعتداء قريش كما يظهر، و(عدم الغدر اقتضى جواز صلة القريب، ولو كان على غير دين الواصل) فتح الباري 6/281 ح 3183.

[18] المصنف: عبد الرزاق الصنعاني 5: 375 ح 9739.

[19] سورة الممتحنة آية 1.

[20] بتصرف، تفسير القرآن العظيم 8/112.

[21] سورة الممتحنة آية 2.

[22] سورة التوبة جزء من آية 8.

[23] بتصرف، الكشاف 4/90، وانظر تفسير الفخر الرازي 15/300.

[24] بتصرف، فقه السيرة: الشيخ محمد الغزالي ص 407.

[25] سورة الممتحنة آية 7.

[26] بتصرف، جوامع السيرة ص 229، والطبقات الكبرى 4/23.

[27] يقول اللواء الركن محمود شيت خطاب معلقا على صدق قول عمر رضي الله عنه: ( فقد كان عمر يمثل عقيدة المسلمين الأولين الراسخة، بينما كان العباس حديث عهد بالإسلام)، كما اشتهر عمر بشدته حتى على قومه، بينما عرف عن العباس شدة محبته لهم. رضي الله عن صحابة رسوله أجمعين. وقد اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ إسلام العباس رضي الله عنه انظر ص 112 من هذا البحث.

ولعل سبق عمر بالإسلام قد عمق انتماءه للمسلمين-خاصة بما عرف من شدته على قومه- أكثر من العباس الذي يلاحظ من مواقفه في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ، تعلقه بقومه وحدبه عليهم، والحرص عليهم و على هدايتهم.

[28] المستدرك على الصحيحين كتاب معرفة الصحابة ذكر مناقب أبي سفيان بن الحارث 3/255، وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وتابعه الذهبي وسكت عنه، وانظر الطبقات الكبرى 4/52، سير أعلام النبلاء 1/204.

[29] رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين كتاب معرفة الصحابة 3/241 ، وسكت عنه، وسكت عنه الذهبي، وروى الإمام مالك جزءا منه في الموطأ كتاب النكاح باب نكاح المشرك إذا أسلمت زوجته قبله - تنوير الحوالك- 2/76، كما ذكره المقريزي في إمتاع الأسماع 1/392، وانظر أسد الغابة في معرفة الصحابة: عز الدين ابن الأثير علي بن محمد الجزري 4/68، تحقيق: الشيخ علي محمد معوض، والشيخ: عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، ط:1، 1415هـ 1994م.

[30] سبق تخريجه ص 211.

[31] رواه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح 5/92. وروى نحوه الحافظ عبد الرزاق في المصنف 6/14 ح 9851، كما روى قول علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه: أن أبا طالب ورثه عقيل وطالب، ولم يرثه علي وجعفر لأنهما كانا مسلمين. ح 9854.

[32] وهذا الابتلاء يتعرض له كثيرا من يشرح الله صدره للإسلام بعد الكفر، فما أن يعلن أحدهم إسلامه بين أهله، حتى يلجأ والداه إلى تهديده بالحرمان من الميراث لإجباره على العودة إلى دينه، وقد يلجأ بعضهم إلى قطع النفقة عنه تماما إذا كان محتاجا لها، ويطرد من البيت إرغاما له-وهذه قصة واقعية سمعتها -أثناء زيارتي للولايات المتحدة برفقة زوجي- من مسلمة أمريكية طردها أهلها من المنزل وقطعت والدتها عنها مصروفها، فلجأت إلى بيت أحد المسلمين في بلدها حتى يسر الله لها وتزوجها أخ مسلم كفلها ورعاها. فكان التشريع الإلهي الحكيم بقطع هذه المنافع والوشائج صارف للقلب عن التعلق بها وتثبيتا على الإسلام.

[33] سورة المائدة جزء من آية 51.

[34] فتح الباري 12/50 ح 6764. وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال:( أهل الشرك لا نرثهم ولا يرثونا). المصنف: عبد الرزاق الصنعاني 6/16 ح 9856.

[35] بتصرف، الولاء والبراء من مفاهيم عقيدة السلف ص 318، وللاستفادة انظر الفصل الخامس من الكتاب نفسه: انقطاع التوارث والنكاح بين المسلم والكافر من ص 134 - 318.

[36] جامع الأصول في أحاديث الرسول: الإمام مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد ابن الأثير الجزري 10/254. تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط نشر مكتبة الحلواني، مطبعة الملاح مطبعة دار البيان ط: بدون/ 1389هـ 1969م. وانظر عون المعبود12/ 261 ح 4507.

[37] الفتح الرباني 14/ 115.

[38] صحيح مسلم كتاب الصلة باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم 4/ 1999 ح 2585.

[39] المرجع السابق 4/ 2000 ح 2586، للاستفادة انظر حقيقة الولاء والبراء في معتقد أهل السنة والجماعة من ص 242- 263.

[40] سبق تخريجه ص 143.

[41] بتصرف: أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى: محمد عبد الهادي المصري ص 83، دار طيبة للنشر والتوزيع الرياض ط:4، 1409هـ 1988م. وتتمة الكلام: أما هذه الروابط والمسميات( فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها، ولا يوالي بهذه الأسماء ولا يعادي عليها، بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم من أي طائفة كان) (الفتاوى: ابن تيمية 3/ 416) فلا يصح امتحان الناس بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، ولا يصح التعصب لأسماء وشعارات أو تجمعات وزعامات، بل الموالاة والمعاداة تكون على أساس الدين والتقوى، ولا يكون التعصب إلا لجماعة المسلمين، التي ترفع راية القرآن والسنة وهدي السلف الصالح رضي الله عنهم.

[42] سورة المائدة آية 55.

[43] سورة المائدة آية 56. وانظر جند الله ثقافة وأخلاقا: سعيد حوى ص 173، وللاستفادة انظر الفقرة الأولى: تحرير الولاء لله وللرسول وللمؤمنين ص 172 - 188 دار الكتب العلمية بيروت ط:2 بدون تاريخ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظرات نقدية حول بعض ما كتب في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء
  • الولاء والبراء
  • الولاء والبراء في الإسلام
  • أصل الولاء والبراء في الإسلام
  • من مقومات الأخوة الإيمانية .. المحبة والولاء
  • محبة أهل التوحيد وموالاتهم
  • حاجتنا إلى معرفة العقيدة الإسلامية
  • مع آية: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء)
  • العقيدة الإسلامية وأثرها التربوي

مختارات من الشبكة

  • أسس وتطبيقات العمل الخيري عند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أسس ومبادئ الارتقاء بالدعوة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقيدة أساس الإيمان ولبه(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • أسس وقواعد طلب العلم(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أسس الأمن الفكري في الثقافة لمحمد بن سرار اليامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سلسلة فقه الأسرة: الخطبة (1) أسس بناء الأسرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسس تربوية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أسس البحث العلمي في كتاب سبل الهدى والرشاد (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التقوى والرضوان أقوى أسس البنيان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسس المنهجية المغازية عند الإمام الصالحي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب