مخارج الحروف

مخارج الحروف

المخارج: جمع مخرج، والمخرج في اللغة: هو محل الخروج.

والمخرج عند علماء التَّجويد: هو اسمٌ لمحل خروج الحرف، وتمييزه عن غيره.

كيفية تحديد مخرج الحرف:

يمكن للقارئِ أن يحدد مخرج الحرف، وذلك باتباع الخطوات التالية:

1- يسكِّن الحرف، أو يشدِّده.

2- يُدخل على هذا الحرف همزةَ وصل.

3- يحرك هذه الهمزة بأية حركة من الحركات، وإذا كان الحرفُ المراد تحديد مخرجه حرفَ مد، فعليه أن يحرك همزة الوصل بحركة مجانسة لحرف المد.

4- ينطق الحرف على هذا النحو، ثم يسمع الصوت، وعندما ينقطع صوت الحرف يكون مخرجه.

تطبيق عملي:

حاول أن تخرج حرف (ب) من مخرجه الصحيح، وتحدد هذا المخرج.

أولاً: سكِّن هذا الحرف، أو شدِّده: (بْ).

ثانيًا: أدخل على هذا الحرف همزة وصل: (ابْ).

ثالثًا: حرِّك هذه الهمزة بأية حركة: (اَبْ).

رابعًا: انطق هذا الحرفَ واسمَعْ صوته، وحيث ينقطع الصوت يكون مخرجُ ذلك الحرف.

إذًا: مخرج الباء هنا هو الشفتان.

مذاهب العلماء في عدد المخارج:

وقع الخلاف بين العلماء في عدد مخارج الحروف، واستقر الخلاف على ثلاثة مذاهب:

المذهب الأول:

وهو مذهبُ الجمهور، ويرى أن عدد المخارج سبعة عشر مخرجًا، وهذا هو المذهب المختار.

المذهب الثاني:

عدد المخارج على رأي هذا المذهب هو: ستة عشر مخرجًا؛ حيث أسقط أصحابُ هذا المذهب مخرجَ الجوف، الذي يخرج منه حروفُ المد (ا - و - ي)، ووزعوا حروفَه على مخرج الحلق واللسان والشَّفَتين.

فقالوا: إن الألف المدية تخرُجُ من أقصى الحلق مع الهمزة.

والياء المدية تخرُجُ مع الياء المتحركة من وسط اللسان.

والواو المدية تخرُجُ مع الواو المتحركة من الشَّفَتين.

المذهب الثالث:

عدد المخارج عند أصحاب هذا المذهب هو: أربعة عشر مخرجًا؛ حيث أسقطوا مخرجَ الجوف، ووزَّعوا حروفه توزيع المذهب السابق.

كما جعَلوا مخرج اللام والنون والراء مخرجًا واحدًا.

مخارج الحروف:

قلنا: إن المختارَ من المذاهب الثلاثة هو مذهب الجمهور، الذي يقول بأن عدد المخارج سبعةَ عشرَ مخرجًا، وهذه المخارج بالتفصيل هي:

المخرج الأول: الجوف.

تعريفه: الجوف هو: الخلاءُ الواقع داخل الفم والحلق، والحروف التي تخرُجُ من هذا المخرج تنتهي إلى هواء الفم والحلق، من غير اعتماد على أيِّ جزءٍ أو عضو من أعضاء الفم، ومبدأ هذا المخرج هو: أقصى الحلق (الحنجرة)، ويمتدُّ هذا المخرج، فيمرُّ الصوت من جوف الحلق إلى نهاية الفم، وهذا المخرج يخرج منه ثلاثة أحرف، هي: حروف المد الثلاثة:

الألف: ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا، مثل: (قال).

الواو: الساكنةُ المضمومُ ما قبلها، مثل: (يصوم).

الياء: الساكنة المكسور ما قبلها، مثل: (نستعين).

المخرج الثاني: الحلق:

تعريفه: الحلق هو: المنطقة الواقعة بين الحنجرة واللَّهاة.

يخرج من هذا المخرج ستةُ أحرفٍ، وهي:

1- الهمز والهاء: ويخرجان من أقصى الحلق، وهو أبعدُ موضع عن الفم، وهذا الموضع هو الحنجرة؛ لذا تسمى الحروفُ التي تخرج من هذا الموضع بالحروفِ الحنجرية.

2- العين والحاء: ويخرجان من وسَط الحلق، وهو منطقة البلعوم أو الحلق؛ ولذا يسمَّيانِ بالحرفين البلعومين، أو الحلقيَّين.

3- الغين والخاء: ويخرجان من أدنى الحلق، وهو أقربُه مما يلي الفمَ وقبل اللَّهاة مباشرةً؛ ولذا يسميانِ بالحرفين اللهويين.

كيفية خروج هذه الأحرف الستة:

هذه الأحرف تخرج بأن يضيق المجرى الهوائي في الفراغ الحلقي، فيُحدِث مرورُ الهواء خلالها احتكاكًا يسمع به صوتها.

المخرج الثالث: اللسان:

يندرج تحت مخرج اللسان عشرةُ مخارج خاصة، يخرج منها ثمانية عشر حرفًا.

ويمكن تقسيم اللسان إلى أربعة مواضع، هي:

1- أقصاه: وفيه مخرجان لحرفين، هما: (القاف) و(الكاف).

2- وسطه: وبه مخرج واحد لثلاثة أحرف، هي: (الجيم) و(الشين) و(الياء).

3- حافَتُه: وبه مخرجان لحرفين، هما: (اللام) و(الضاد).

4- طرفه: وبه خمسة مخارج لأحدَ عشَرَ حرفًا.

مخارج اللسان العشَرة تفصيلاً:

مخرج أقصى اللسان:

يشمل هذا المخرج مخرجين لحرفين، هما:

1- القاف: وتخرج ما بين أقصى اللسان (أبعده من الطرف، وأقربه من الحلق)، وما يُحاذيه من الحنك الأعلى من المنطقة الرخوة.

2- الكاف: وتخرج ما بين أقصى اللسان، وما يحاذيه من الحنك الأعلى أسفل مخرج القاف من اللسان قليلاً؛ أي: أقرب إلى مقدَّم الفم من القاف.

ملحوظة: تستطيع أن تحدد مخرجَ القاف والكاف والفرق بينهما عن طريق تسكين كلٍّ منهما، وإدخال همزة الوصل عليهما فتقول: (اقْ)، (اكْ) ستجد القاف أقرب إلى الحلق، والكاف أبعدَ منه.

رسم توضيحي لجهاز النطق:

1- الشفاه.

2- الأسنان.

3- أصول الأسنان واللِّثة.

4- الحنك الصلب.

5- الحنك الرخو (الطبق).

6- اللَّهاة.

7- ذلق اللسان.

8- طرف اللسان.

9- وسط اللسان.

10- مؤخرة اللسان.

11- أول منطقة الحلق.

12- لسان المزمار.

13- موضع الوترين الصوتيين.

14- منطقة الحنجرة.

15- القصبة الهوائية.

رسم توضيحي لمخارج الحروف

مخرج وسط اللسان:

يشمل هذا المخرجُ مخرجًا واحدًا يخرج منه حروف ثلاثة، هي:

(الجيم) و(الشين) و(الياء) غير المديَّة (المتحركة أو اللينة)، وهذه الأحرف الثلاثة تخرج من وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى.

مخرج حافَةِ اللسان:

يشمل هذا المخرج مخرجين، يخرج منهما حرفان اثنان، هما:

الضاد: وهي أصعب الحروف نطقًا؛ فهي تخرُجُ من إحدى حافَتَيِ اللسان مما يلي الأضراسَ العليا اليسرى أو اليمنى، وخروج الضاد من الأضراس العليا اليسرى أسهلُ وأيسَرُ، وأكثر استعمالاً، أما خروجُها من اليمنى فأصعبُ وأعسر وأقل استعمالاً، وخروجها من الجانبين معًا أعزُّ وأعسرُ ونادرُ الاستعمال.

اللام: تخرج اللام من أدنى حافَةِ اللسان إلى منتهاها، مع ما يحاذيها من اللِّثة العليا، واللثة هي: اللحم المركب في الأسنان.

مخرج طرف اللسان:

يشمل هذا المخرجُ خمسةَ مخارج، يخرج منها أحد عشر حرفًا، هي على التفصيل:

النون: وتخرُجُ من طرَف اللسان تحت مخرج اللام قليلاً، مع ما يليه من لثة الأسنان العليا، وهذا المخرجُ يخرج منه النونُ المظهَرة الساكنة، والنون المتحركة.

الراء: وتخرج من طرَف اللسان، وهو قريبٌ إلى ظهره قليلاً بعد مخرج النون، والمقصود من ظهر اللسان هو: صفحته التي تلي الحَنَكَ الأعلى مما يلي رأسه.

الطاء والدال والتاء: وتخرج هذه الحروفُ الثلاثة من ظهر طرف اللسان مع أصول الثَّنايا العليا.

الظاء والذال والثاء: وتخرج من ظهر اللسان مع أطراف الثنايا العليا.

الصاد والزاي والسين: وتخرج من طرَف اللسان، مع ما بين الثنايا العليا والسفلى، وطرَف اللسان في هذه الحالة يكون قريبًا إلى أطراف الثنايا السفلى.

المخرج الرابع: الشَّفتانِ:

يشمل هذا المخرج مخرجين هما:

1- بطن الشَّفة السفلى، مع أطراف الثنايا العليا: ويخرُجُ منه حرف (الفاء).

2- ما بين الشَّفتين معًا: ويخرج منه ثلاثة حروف، هي: (الباء) و(الميم) و(الواو)، ويلاحظ أن الشَّفتين يحدُثُ لهما انطباقٌ عند خروج الباء والميم، وانفراج قليل عند خروج الواو غير المدية (المتحركة أو اللينة).

المخرج الخامس: الخيشوم:

تعريفه: الخيشوم هو: خَرق الأنفِ المنجذب إلى داخل الفم، وقيل: هو أقصى الأنف.

ويخرج من هذا المخرج الغنَّة التي هي صوت أغن، لا عمل للسان فيه، وتخرج من الخيشوم.

ويستطيع القارئ أن يحدد هذا المخرجَ على وجه الدقة، بأن يضع يده على الأنف، وحينما يشعر برنين، فإن ذلك الموضعَ الذي يحدث عنده ذلك الرنينُ هو الخيشوم، موضع خروج الغنة التي تلازم النون والميم.

تنبيهات:

1- على القارئ أن يراعيَ - عند النطق بحرف الذال والظاء - تفخيمَ حرف الظاء، وترقيق حرف الذال.

2- الصاد والزاي والسين من الحروف المهموسة؛ أي: التي يصاحِبُها عند النطق بها صوتٌ يدلُّ على قوتها في السمع، وهذا الصوت يسمَّى: صفيرًا.

3- الصفير الذي يصاحب نطق الصاد، هو الذي يفرِّقُ بينها وبين السين؛ إذ لولاه لصارت سينًا.

4- الصفيرُ الذي يصاحب نطقَ الزاي، هو الذي يفرق بينها وبين الذال؛ إذ لولاه لصارت ذالاً.

5- الصفير الذي يصاحب نطق السين، هو الذي يفرق بينها وبين الثاء؛ إذ لولاه لصارت ثاءً.

6- هذا الصفير له درجات، فيكون أقوى في المشدد، نحو: (السماء)، ثم الساكن، نحو: (اصبروا)، ثم المتحرك، نحو: (زمرًا).

7- لا بدَّ من حدوث اضطراب في صوت الحرف الساكن عند النطق به، حتى يظهر ظهورًا كاملاً، وهذا الاضطراب يسمى: قلقلةً، وهي مختصة بخمسةِ أحرف، مجموعة في قولهم: (قطب جد)، وهي: القاف، والطاء، والباء، والجيم، والدال.

8- هذه القلقلةُ لها درجات، فتنقسم إلى:

أ- قلقلة، وهي أعلى الدرجات، وتكون في المشدَّد، نحو: (الحقُّ)، (أشدُّ)، (الحجُّ)، (تبَّ).

ب- قلقلة كبرى، وهي في الساكن الموقوف عليه، نحو: (علق)، (البروج)، (الأخدود).

ج- قلقلة صغرى، وهي في الساكن غير الموقوف عليه؛ سواء أكان متوسطًا، نحو: (فيدْمغه)، أم متطرفًا، نحو: (قد).

1- صوت القلقلة الصغرى أضعف من صوت القلقلة الكبرى.

2- عند أداء القلقلة يجب مراعاةُ التفخيم في الحروف المفخمة، والترقيق في الحروف المرقَّقة.

3- تمتنع القلقلةُ في الحرف المدغَمِ في غيره، فلا تُقلقل الدالُ التي تدغم في التاء في قوله - تعالى -: ﴿ قَدْ تَبَيَّنَ ﴾، ولا الطاء التي تُدغَم في التاء في قوله - تعالى -: ﴿ بَسَطْتَ ﴾؛ لأن القلقلة لا تجتمع مع الإدغام.

4- على القارئ أن يحذَرَ عند النطق بالقلقلة أن تميلَ منه إلى الفتح أو إلى الكسر؛ لأن حرفَ القلقلة ساكن.

5- على القارئ أن يراعيَ جرَيان النفس عند النطق بهذه الحروف المجموعة في قولهم: (فحثَّه شخصٌ سكت)، وهذه الحروف تسمَّى حروفًا مهموسة.