• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

موقف الإسلام من قيم الجاهلية

موقف الإسلام من قيم الجاهلية
أ. د. جابر قميحة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/4/2014 ميلادي - 8/6/1435 هجري

الزيارات: 75790

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

موقف الإسلام من قيم الجاهلية

 

واختلف موقف الإسلام من هذه القِيَم تبعًا لنوعيتها:

1- فقابَل بعضها بالرفضِ، وقضى عليه قضاء مبرمًا.

2- وأقر بعضَها وشجعه ودعا إليه.

3- وسما ببعضها الآخر؛ فعاد بالنفعِ على الدِّين والناس.


وكانت عدة الإسلام في كل أولئك: إحياء الفطرة السليمة، والترهيب والترغيب، التدرُّج في التشريع لتهيئة النَّفس لقبول التكاليف، وأخذ النفس بالأوامر وتجنُّب النواهي، على ما سنعرف بالتفصيل إن شاء الله.


فموقف الإسلام إذًا من قائمة القِيَم الجاهلية كان موزَّعًا بين هذه الثلاثة:

1- التحريم.

2- الإقرار.

3- التَّسامي والإعلاء.


وسنحاول في السطور الآتية تفصيلَ القول في هذه المواقف الثلاثة:

1- دعاء الإسلام إلى وَحْدانية الله تعالى، ورفض كلِّ ألوان الشرك، واعتبر عبادةَ الأصنام كفرًا، حتى لو كان تأويلُ هذه العبادة أنَّها تُقرِّبهم إلى الله زُلْفى.


وقضية وحدانية الله يتعلَّق ويرتبط بها "وحدةُ النُّبوة الخاتمة" بالنسبة لمحمدِ بن عبدالله عليه السلام، والتفريط فيها تفريطٌ في أساسِ القضية الأصلية، وهي الوحدانية، وإفرادُ الله بالعبادة؛ لذلك رفَض النبيُّ عليه الصلاة والسلام أن يجاملَ مُسيلِمة سيدَ بني حنيفة بكلمة، على قوَّتِه وقوة قومه؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قدِم مُسَيلِمة الكذابُ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فجعَل يقول: إنْ جعَل لي محمدٌ الأمرَ من بعده تبِعتُه، فقدِمها في بشَرٍ كثير من قومه، فأقبل إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ومعه ثابت بن قيس بن شَمَّاس، وفي يد النبيِّ صلى الله عليه وسلم قطعةُ جريدة حتى وقَف على مُسَيلِمة في أصحابه، وقال: ((لو سألتَني هذه القطعةَ ما أعطيتُكها، ولن أتعدى أمرَ الله فيك، ولئن أدبرتَ لَيَعْقِرَنَّك الله، وإني لأراك الذي أُرِيتُ فيه ما أُرِيتُ، وهذا ثابت يجيبك عني))، ثم انصرف عنه، فقال ابن عباس: فسألت عن قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبرني أبو هريرةَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((بَيْنا أنا نائم رأيتُ في يدي سوارين من ذهبٍ فأهمَّني شأنهما، فأُوحي إليَّ في المنام أن أنفخَهما، فنفختهما، فطارا، فأوَّلْتُهما كذابينِ يخرُجان من بعدي، فكان أحدُهما العَنْسيَّ صاحبَ صنعاء، والآخرُ مُسَيلِمةَ صاحبَ اليمامة))[1].


وعلى نفسِ الطريق رفض أبو بكرٍ - رضي الله عنه - أن يحنيَ رأسه أمام تيار عاصف بإسقاط ركنٍ من أركان الإسلام، وكان منطقُ الرفض أعصَفَ من تيار المطالبة وأعتى: "والله لو منَعوني عِقال بعير كانوا يؤدُّونه لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، لَقاتَلْتُهم على منعِه، واللهِ لا أرضى منهم إلا بالحربِ المُجلية والخُطَّة المُخزية"[2].


وكما حرم الإسلامُ الشِّرك بالله بكل ألوانه، حرَّم كذلك السرقةَ وشُرْب الخمر، وكان تحريم الخمر درسًا إنسانيًّا خالدًا في فلسفة التَّقنين، وكان "التدرُّج التشريعيُّ" - كما سنعرف - هو أقومَ السُّبل لإقلاعِ هذه الأمَّة المخمورة عن الخمر، وكان جوابهم بلسانِ الحال قبل لسان المَقَال: "انتهينا .. انتهينا" ممِن سمِعوا قوله تعالى في آية التحريم النهائي للخمر: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91].


2- وأقرَّ الإسلام ما رأى فيه فضائلَ إنسانية اتبعها القومُ قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فالمجتمعُ الجاهلي - كما عرفنا - لم يكن يخلو من قِيَم فاضلة:

لقد رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حِلف الفضول مَثَلاً أعلى من الأحلاف الإنسانية، وشهِده في دار ابن جُدعان قبل بعثته، وشهِد له بعد بعثته فقال - كما ذكرنا من قبل -: ((لقد شهِدتُ في دار عبدالله بن جُدْعان حِلفًا ما أُحِبُّ أن لي به حُمْر النَّعَم، ولو أُدْعى في الإسلام لأجَبْتُ)).


3- ومن القِيَم والقدرات ما أبقى الإسلامُ على منبعه وأصله الدافع، ولكنه وجَّه مسارها الوجهة الإنسانية الخيِّرة الصحيحةَ، وهو يُشبِه إلى حدٍّ بعيد ما يسميه النفسيون: "التسامي أو السمو" أو الإعلاء: Sublimation، ولكن يجبُ أن يلاحظ أن عمليةَ الإعلاء لا تنجحُ في صَرف الطاقات المكبوتة بطريقةٍ ناجحة ملائمة إلا إذا أُعِيد تنظيمُ الشخصية بأكملِها على أساس جديد لتقوية جميعِ نواحيها، وتحقيق وَحْدتها وتكامُلِها بتأثيرِ المُثُلِ الأخلاقية العليا، والتربيةُ السديدة الصالحة هي التي تحقِّقُ إعلاء الغرائز، وتنقيةَ الميول مما يشُوبها من عواملِ الأَثَرةِ والضَّعف، وذلك بتحقيقِ وحدةِ الشَّخصية وتكامُلِها، وبتقويةِ الإرادة، وتوفيرِ وسائل ضَبْطِ النَّفس[3].


وحقَّق الإسلامُ هذا الإعلاء بربطِ الشَّخصية بالدِّين وقِيَمه التربوية من ناحية، وربطِ العمل بالجزاء من ناحية ثانية، وتقييم العمل على أساس النِّيَّة من ناحية ثلاثة.


ومن أمثلة الإعلاء: موقفُ الإسلام من الشِّعر، والمعروف أن العربَ أُمَّة شاعرة، وأن الشِّعرَ ديوان العرب؛ سجَّلَتْ فيه أيامَها وتاريخَها ومعاشها، ودفعت به، وبه هاجمت، وبه مدَحَتْ، وبه تغزَّلت، وكانت القبيلةُ تُقِيم الأفراح إذا ما بزَغ فيها نجم شاعر؛ فالكلمة عند أمَّة البلاغة والفصاحة كان لها فعلُ السِّحر، وصدَق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: ((إن مِن البيان لَسِحْرًا)).


والشِّعر الجاهلي شأنه شأن الأدب في كل أمَّة، وخاصة في عهدِ الطفولة الأممية، كان فيه - من ناحية المضمون الفكري - الوضيءُ والوضيع؛ كان فيه الغَزَل الفاحش، كما كان فيه الغَزَل العفيف، وكان فيه الهجاء المُقذِع، كما كان فيه التغنِّي بالمناقب والخِصال الإنسانية العليا، وكان فيه مِن الأوصاف ما هو مُوغِلٌ في الكذب، كما كان فيه ما يتدفَّقُ بالصِّدق[4].


ونزَل قوله تعالى: ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 224 - 227].


وقد نزلت الآياتُ الثلاث الأولى: ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ ابتداءً، وفيها حُكم عام صارم على الشعراء، فبكى الشاعرُ المُسلم عبدُالله بن رواحة، فنزلت الآيةُ الأخيرة (227) تستثني مِن هذا الحُكم ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ.. ﴾.


فالشِّعر لم يحرِّمه الإسلامُ على إطلاقه، وقد قال حُجَّة الإسلام أبو حامد الغزالي: أما الشِّعر فكلامٌ حَسَنه حَسَن، وقبيحه قبيح، إلا أن التجردَ له مذمومٌ ... وإنشاد الشِّعر ونظمُه ليس بحرام إذا لم يكُنْ فيه كلامٌ مُستكرَهٌ[5].


فمدارُ التحريم والتحليل هنا هو المضمونُ الفِكري للشِّعر، لا فن الشِّعر ذاته، فإذا تضمن معنًى خبيثًا يُسيء إلى الناس أو الدِّين - فهو حرامٌ، وإلا فهو من قَبيل المباح الذي لا حُرمةَ فيه، ونستطيع أن نستدلَّ على صحة ما ذهبنا إليه بما يأتي:

(أ) ما يُنسَب إليه صلى الله عليه وسلم من أحاديثَ تمجِّدُ بعض الشِّعر وتعظِّمه؛ من ذلك قولُه: ((إن من الشِّعر لحكمةً))[6]، وقوله - عليه السلام -: ((أشعَرُ كلمة تكلَّمَتْ بها العرب قولُ لبيد: ألا كلُّ شيء ما خلا اللهَ باطلُ))[7]


(ب) سماعه الشعر: فقد روى عمر بن الشريد عن أبيه قال: "ردفت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: ((هل معك مِن شِعر أميَّةَ بن أبي الصلت شيءٌ؟))، قلت: نَعَم، قال: ((هيه))، فقال: فأنشدتُه بيتًا، فقال: ((هيه))، ثم أنشدتُه بيتًا، حتى أنشدتُه مائةَ بيتٍ"[8].


(جـ) إنشاده في بعض المواقفِ أبياتًا مِن الرَّجَز والشِّعر؛ فيُروى أنه - عليه السلام - كان يمشي إذ أصابه حَجَر، فعثر، فدمِيَتْ إصبَعُه فقال:

هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ
وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ[9]


(د) طلبه من حَسَّانَ أن يكون لسانَ المسلمين الناطقَ، وأن يقوم بهجاءِ الكفَّار، ردًّا على أهاجيهم[10]، وكان يُشجِّعه ويثني عليه، ويروى أنه جاوَبَ عنه أبا سُفيانَ بنَ الحارث:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا وَأَجَبْتُ عَنْهُ
وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُ

 

قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((جزاؤُك عند الله الجنة يا حسَّانُ))، فلما قال حسَّانُ:

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَه وَعِرْضِي
لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

 

قال له: ((وقاك اللهُ حرَّ النَّار))، فقضى له بالجنةِ مرتين في ساعة واحدة، وسبب ذلك شِعره[11].


(هـ) وكان يُشجِّع عبدَالله بن رواحةَ، ويدعو له، ويقول عنه للمسلمين: ((إنَّ أخًا لكم لا يقولُ الرَّفَث، هو عبدالله بن رواحة)).

وأخرج الزُّبَير بن بكار عن هشام بن عروة عن أبيه قال:

"ما سمعت بأحدٍ أجرأ ولا أسرع شعرًا من عبدالله بن رواحة يوم يقولُ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((قُلْ شِعرًا تقتضيه الساعة، وأنا أنظُرُ إليك))، ثم أبَدَّه بصره، فانبعث عبدالله بن رواحة يقول:

إنِّي تفرَّسْتُ فيك الخيرَ أعرِفُه
واللهُ يعلَمُ ما إن خانني بصَرُ
أنت النَّبيُّ ومَن يُحرَمْ شفاعتَه
يومَ الحِسابِ فقد أَزْرَى به القَدَرُ
فثبَّتَ اللهُ ما آتَاكَ مِن حَسَنٍ
كالمُرسَلينَ ونَصرًا كالَّذي نصَرُوا

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأنت فثبَّتك الله))، قال هشام بن عروة: فثبته اللهُ أحسنَ ثباتٍ، فقُتِل شهيدًا، وفُتِحت له أبواب الجنة فدخَلها[12].


فالإسلام لم يُوقِفْ تدفق الطاقة الشِّعرية عند الشعراء كما اعتقد البعض، ولكن نهيه كان منصبًّا على الشِّعر الفاحش الذي يخرُجُ على قواعد الدِّينِ والخُلُق، أو بتعبير آخرَ أصبَح الشِّعر "ملتزمًا" بالأيديولوجية الإسلامية الإنسانية، بعد أن كان يسيرُ في طريقٍ فوضويَّةٍ؛ ينهَلُ من مناهل العداء والأنانية، والتطلع العدواني، والغريزة الحمقاء.


وتصدُقُ هذه المقولة - بوضوحٍ - على شخصية شاعرٍ مِثلِ عبدالله بن الزِّبَعْرَى الذي يُعَد من أشعرِ شعراء قريش، وكان من أشدِّ الناسِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه بلسانِه ونفسه، ولَمَّا فتَح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مكةَ هرب ابنُ الزِّبَعْرَى مع شاعر آخرَ - هو هُبَيرةُ بن أبي وُهَيب - إلى نجرانَ؛ خوفًا من النبيِّ عليه السلام[13].


ويظهَرُ أنه كان مطبوعًا على الهجاء، عدوانيَّ الطبيعة، يدل على ذلك قصةٌ أوردها ابنُ سلاَّم الجُمَحي، وخلاصتها: أن الناسَ أصبحوا يومًا بمكة وعلى دار الندوة مكتوب:

أَلْهَى قُصَيًّا عنِ المجدِ الأساطيرُ
ورِشوةٌ مثل ما ترشى السَّفَاسِيرُ
وأَكْلُها اللَّحمَ بَحْتًا لا خليطَ له
وقَوْلُها: رَحَلَتْ عِيرٌ، مَضَتْ عِيرُ

 

فأنكر الناسُ ذلك وقالوا: ما قالها إلا ابنُ الزِّبَعْرَى، وأجمعوا على ذلك رأيَهم وكادوا يقطَعون لسانه[14].


فهذا الهجاء الذي لا مبرِّر له؛ حيث لا ثأر ولا خلافَ في الدِّين والمعاش، وإجماع قريش على أن مِثل هذا البذاء الفاحش لا يأتيه الا ابنُ الزِّبَعْرَى، كلُّ أولئك ينمُّ على "نفسية عدوانية" بطَبْعِها، ويفسِّر لنا سلاطةَ لسانِه وفُحشَه على المسلِمين والإسلام ومحمدٍ عليه السلامُ.


فلما أسلَم "سما" الإسلام بطاقته الشعرية القادرة، وصار ابن الزِّبَعْرَى لسانَ صدق وحق في الدفاع عن الإسلام، وحث المسلمين على الجهاد، ورثاء من استشهد منهم، ومن أجلِّ ما نظَمه ما قاله في رسولِ الله عليه السلام حين أسلَم:

يا رسولَ المَليكِ إنَّ لساني
راتِقٌ ما فتَقْتُ إذْ أنا بُورُ
إذْ أُجاري الشَّيطانَ في سَنَن الغَيِّ
ومَن مالَ مَيْلَه مَثْبُورُ
آمَنَ اللَّحمُ والعِظامُ بِمَا قُلْ
تَ فنَفْسي الشَّهيدُ أنتَ النَّذيرُ
إنَّ ما جئتَنا به حق صِدْقٍ
ساطعٌ نورُه مضيءٌ مُنيرُ
جئتَنا باليقينِ والبِرِّ والصِّد
قِ، وفي الصِّدقِ واليقينِ سرورُ
أذهَب اللهُ ضِلَّة الجهلِ عنَّا
وأتانا الرَّخاءُ والمَيْسورُ[15]

وفي العرب - كما عرفنا - قوَّةٌ وحماسة، وشجاعة، وطبع مغروس في أعماقهم، باستعمال القوة في معالجةِ أمورهم، فمنهم من افتخر بالظُّلم، حتى كاد الظلم يكون قاعدةَ حياة، وسلكت غريزة المقاتلة مسلَكَها المحتد العاتيَ المنحرف الذي صوره الشاعر في قوله:

وأحيانًا على بَكْرٍ أخينا
إذَا ما لَمْ نجِدْ إلاَّ أخانا

 

وهذه الغريزةُ المقاتلة القاتلة لا بد أن تُستَغرَقَ بالإعلاء، وإلا صارت "قدرة" مدمِّرة، قد تكمن إلى حين، إذا اكتفينا بالتهدئةِ أو بالمسكنات المؤقتة، ثم تعودُ كأضرى ما تكونُ القدرة، ولكن الإسلام (سما) بهذه الغريزة حين استغرقها في الجهادِ في سبيل الله: فبعد سنوات من المسالَمة والعذاب والمعاناة، نزلت أول آية تأذن بالجهاد دفاعًا عن النفس وعن العقيدة: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ [الحج: 39]، ثم توالت بعد ذلك عشَراتٌ من الآيات تأمُرُ بالقتال ما اقتضى الأمرُ دون عدوان، وتنظِّمُ شؤونَه وشروطه، وتصوِّرُ أحوال المسلمين فيه، ومن هذه الآيات:

﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190].

﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 191] [16].


﴿ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [آل عمران: 157].


﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 74].


﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 75، 76][17].


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الأنفال: 15، 16].


﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ * وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنفال: 60، 61] [18].


﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [التوبة: 29].


﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 169، 170].


ومن هذه الآيات نستطيع أن نتبيَّن - في سهولة - إنسانيةَ الجهاد الإسلامي وأخلاقيته.


1- فهو ليس قتالاً للتخريب والتدمير، والغنم والسلب، ولكن في سبيل الله، والمستضعفين من الرِّجال والنساء والوالدان.


2- وهو قتالٌ كان في أغلبه دفاعيًّا: دفاعًا عن النفس والأرض والعقيدة: ﴿ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ﴾ [البقرة: 191].


3- والسلام هو الأصل، أما القتال فهو الاستثناء، أو "تصرف الضرورة"، بدليل أن المسلمين ظلُّوا يتحمَّلون الأذى والهوان ثلاثة عشر عامًا، ولم يؤذَنْ لهم في القتال إلا بعد ذلك، ثم بعد الأمر بالقتال: ﴿ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ﴾ [الأنفال: 61].


4- والمؤمن بعد ذلك مطالَبٌ أن يكون إنسانًا في القتال: فلا يحرق، ولا يدمِّر، ولا يُجهِز على جريح، ولا يقتُل شيخًا ولا طفلاً ولا رجلَ دِين.


وعليه من ناحية أخرى أن يكون شجاعًا قويَّ الشَّكيمة، صعبَ الملتقى، ثابتَ القدَم، لا يعرف إلى الفرار سبيلاً، فلا يتراجع إلا متحرِّفًا لقتال، أو متحيِّزًا إلى فئة.


5- وهو في القتال يجب أن يكون حريصًا على تحقيقِ إحدى الحُسنيين: النصر أو الشهادة، فإن كانت الأولى، فقد جعَل كلمةَ الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السُّفلى، وإن كانت الثانية، فهو في الجنَّةِ من الأحياء الذين هم عند ربِّهم يُرزَقون، فَرِحين بما آتاهم اللهُ من فضله.


6- ولكن على المؤمن - حتى في فترات السِّلم - أن يكونَ على أُهْبَة الاستعداد لكل قتالٍ طارئٍ مفاجئ، فيُعِد من ضروب القوة ما يستطيع، ومِن الحِكَم البالغة: "إن الاستعداد للحربِ هو أضمَنُ الوسائلِ لتحقيق السِّلم".


بكل هذه الملامح اتسم "الجهادُ الإسلامي" الذي كان البديلَ القويم للقتال الجاهلي العدوانيِّ، أو إن شئتَ فقل: هو التسامي والإعلاء من جانبيه:

(أ) من ناحية الوسيلة والطريقة: فالمسلِم عليه أن يكون "إنسانًا" متسلحًا برُوح الإسلام الأخلاقية في التعاملِ مع أعدائِه أثناء القتال وبعده.


(ب) من ناحية الهادفية: فلم يعُدِ القتالُ في سبيل السلب والنَّهب والماء والمَرْعى والثُّئُور على طريقةِ "بغاة ظالمين وما ظلمنا".


ولكنه أصبح "في سبيل الله"، وهو تعبير جديدٌ على المجتمع الجاهلي، يمكن أن يكون مرادفًا لتعبيرٍ آخرَ؛ هو "الرسالة الإنسانية"، و"سبيل الله" من التعبيراتِ التي ألح عليها القرآنُ، وكرَّرها أكثرَ من مائةِ مرة.


وبهذا "الإعلاء" استطاع النبيُّ عليه الصلاة والسلام - عمليًّا - أن يصنعَ من "البدويِّ العدوانيِّ" مجاهدًا من الطِّراز الأول، واستطاع النبيُّ أن يغرسَ في نفس العربي حبَّ الجهاد في سبيل الله: شغل بالجهاد نفسه، ملأ قلبه، وشغل وقته، فكانت بدرٌ، وأُحُد، والخندق، والفتح، وحُنَين، وتَبُوك، غير أكثر من ثمانين سرية خرَجَتْ للجهادِ في حياة النبي عليه السلام.


وجاء أبو بكر فعقَد أحد عشَر لواءً لقتال المرتدِّين بعد موتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطرق أبواب فارسَ والرُّوم.


وفي عهد عمرَ كانت نهاية الأسَدين فارسَ والروم، كما فُتِحَتْ مِصرُ، ومُصِّرت الأمصار.


ولم يعُدْ عند العربي المسلم "فراغ" من الوقت يشغَلُه بغير الجهاد، ولم يعُدْ عنده فراغ نفسي يشغله بغير نشرِ كلمة الله في آفاق الأمصار الممتدة في جهاتِ المعمورة الأربع.


وعودًا على بَدْء، أُذكِّر القارئ بخلاصة موقفِ الإسلام من أخلاقياتِ المجتمع الجاهلي، أو ما سميناه بقائمة القِيَم الجاهلية.


وقد رأينا أن موقفَ الإسلام اختَلَف باختلاف طوابع هذه القِيَم على النحو التالي:

1- فكان هناك ما بارَكه الإسلامُ وأبقى عليه، ونمَّاه؛ كالكَرَم، والشجاعة، والنَّجدة، ونصرة المظلوم، والذي كان مثالها التاريخي الحي حِلْف الفضول[19]، مع وصل كلِّ أولئك بالمَعِين الرباني الغني الثرَّار.


2- كان هناك ما حرَّمه الإسلام تحريمًا قاطعًا؛ كالخمر والميسر، والأنصاب والأزلام، والغدر والسَّرقة والزِّنا.


3- وأخيرًا كان هناك ما "سما" به الإسلام و"علاَّه"، مع بقاء أصله النفسي؛ كالطبيعة القتالية، ومَلَكة الشِّعر.


وارتكازًا على هذه المحاور مضافًا إليها محورٌ رئيسي رابع؛ هو محور "الأوامر الإسلامية"، ارتكازًا على كلِّ أولئك تكوَّنت "قائمة القِيَم الإسلامية" التي أخذ المسلمون أنفسَهم بها، واستطاع النبيُّ عليه السلام ومِن بعده خلفاؤُه الراشدون أن يصنَعوا بها جيلاً تقيًّا نشَر كلمةَ الله، وجاهَد بالنفس والمال، وكان بخُلُقِه وعِلمه قمَّةً لا تنحني لمخلوقٍ، ولا تَلِين لهوًى.


المدخل إلى القيم الإسلامية

أ.د. جابر قميحة



[1] صحيح مسلم 5/ 32 (كتاب الرؤيا).

[2] انظر البخاري 9/ 115 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنَّة رسول الله عليه السلام)، وراجِعْ كذلك: عبدالمتعال الصعيدي في كتابه: القضايا الكبرى في الإسلام، (73 - 75)، قال عبدالله بن مسعود: "فأما الخُطَّة المُخزية فأن يقرُّوا بأن مَن قُتِل منهم في النار، ومن قُتِل منا في الجنة، وأن يدوا قتلانا، ونغنم ما أخذنا منهم، وأن ما أخَذوا منا مردودٌ علينا، وأما الحربُ المُجلية فأن يخرُجوا من ديارِهم".

[3] د. يوسف مراد: مبادئ علم النفس العام 153.

[4] من نماذج الشِّعر الفاحش ما نظَمه امرؤُ القيس في يوم دار جلجل؛ (انظر: معلَّقته في شرح القصائد العشر للتبريزي، ص 13).

[5] الإحياء 9/ 1569.

[6] البخاري 8/ 42، (كتاب الأدب)، والإحياء، السابق، نفس الصفحة.

[7] صحيح مسلم 5/ 110، (كتاب الشعر).

[8] السابق، نفس الصفحة.

[9] البخاري، السابق، 43.

[10] الإحياء، السابق، نفس الصفحة.

[11] العمدة 1/ 53.

[12] الزبير بن بكار: الأخبار الموفقيات 633.

[13] أسد الغابة 3/ 239، وانظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 148.

[14] طبقات فحول الشعراء 1/ 236.

[15] أسد الغابة، السابق 239، وإن أردت مزيدًا من الشواهدِ الكاشفة عن موقف النبي صلى الله عليه وسلم من الشعر، فانظر ذلك الفصلَ القيِّم الذي عقده الإمام عبدالقاهر الجرجاني في كتابه: "دلائل الإعجاز" من ص 9 إلى ص 23.

[16] ﴿ ثَقِفْتُمُوهُمْ ﴾: وجدتموهم، الفتنة: الشِّرك في الحرم.

[17] الطاغوت: الشَّيطان.

[18] زحفًا: متَّجهين نحوكم لقتالكم، مُتحرِّفًا لقتال: مظهرًا الانهزام خدعةً، متحيِّزًا إلى فئة: منضمًّا إليها ليقاتلَ العدوَّ معها، باء: رجَع.

[19] وهذا يدلُّ على سماحة الإسلام ومرونتِه وإنسانيته، قال الإمامُ النَّووي عن أحلاف الجاهلية: "والمحالفة على طاعة الله تعالى والتناصُر في الدِّين، والتعاون على البِرِّ والتقوى، وإقامة الحق، فهذا باقٍ لم يُنسَخْ، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((وأيما حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يزِدْه الإسلامُ إلا شِدَّة))؛ صحيح مسلم 5/ 390.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حروب الإسلام وحروب الجاهلية
  • جوانب من حياة العرب في الجاهلية
  • التحذير من عادات الجاهلية
  • الجاهلية تخطئ والإسلام يضع الحل

مختارات من الشبكة

  • سيادة القيم المادية وتهميش القيم الروحية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دور الإعلام في ترسيخ القيم وتفعيل المنهج النبوي في تعزيز القيم الإسلامية (WORD)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تصنيف القيم: الواقع والمأمول "رؤية"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القيم أية قيم ؟ (PDF)(كتاب - موقع أ. حنافي جواد)
  • القيم المعرفية والقيم الصحية والترويحية في أناشيد الأطفال(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القيم الإنسانية والقيم الشخصية في أناشيد الأطفال(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفاعل القيم بين التصور والتصديق: درس اللغة بالثانوي الإعدادي نموذجا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ندوة في مدينة رودوزيم تناقش الحفاظ على قيم الإسلام ونقلها بين الشباب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • محاضرات عن قيم الإسلام بمدينة فارنا ببلغاريا(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب