• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

إعجاز قرآني علمي أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد ؟

إعجاز قرآني علمي أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد ؟
د. إبراهيم عوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/4/2014 ميلادي - 6/6/1435 هجري

الزيارات: 30448

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين المسيح والنبي محمد في القرآن والإنجيل (20)

حقائق الإسلام الدامغة وشبهات خصومه الفارغة

إعجاز قرآني علمي أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد؟


كنت أَعسُّ (بتعبير ابني) في أرجاء المشباك منذ أيام فإذا بي أجد نفسي في أحد المواقع وجهًا لوجه أمام معجم فرنسي عنوانه: "Dictionnare des religions et des mouvements philosophiques associes"، فقلت: أدخُل وأُلقي نظرة لعلِّي أستفيد شيئًا، فوجدت عنوانًا جذبني إليه هو: "Coran et Sience" بقلم كاتب اسمه Yohanfrais لم يسبِق أن سمعت به، فوقَفت أحملِق قليلاً في العنوان، ثم استجمعت عزيمتي وتوكَّلت على الله، وشرعت أقرأ، فألْفيت الكاتب يتناول النصوص القرآنية التي يرى العلماءُ المسلمون أنها تتحدَّث عن موضوعات علمية، واقفًا أمام كل نص من هذه النصوص محلِّلاً إياه لينتهي من التحليل إلى أن ليس في القرآن أي نص مما يمكن أن يقال عنه بحق: إنه يتحدَّث عن موضوع علمي، وفكرتُ في ترجمة أحد الموضوعات التي عالَجها الكاتب تحت العنوان المذكور والتعليق عليه، واخترتُ الموضوع الخاص بما تتحدَّث عنه بعض آيات القرآن بشأن التقاء البحرين مع وجود برزخ يمنعهما أن يبغي أحدهما على الآخر، وهذه أولاً ترجمتي للنص المذكور:

يتحدَّث القرآن في ثلاثة مواضع منه عن حاجز يفصِل بين بحرين عذْب ومِلح، يلتقيان دون أن يمتزِج أحدهما بالآخر [الفرقان/ 53، وفاطر/ 12، والرحمن/ 19 - 21]، وهذه هي النصوص المذكورة:

﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 19 - 21]، وجدير بالذكر أن كلمة "برزخ" المترجَمة هنا بـ: "zone intermediaire" تعني: "فاصلاً، حاجزًا، خندقًا، مانعًا، عائقًا، بوغازًا".


﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 53].


﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [فاطر:12].


وحسبما يقول بعض المفسِّرين فإن هذه الآيات تكشِف عن وجود مانِع يحول دون اختلاط مياه الأنهار عند مصابها بمياه البحار؛ لأن هذا الاختلاط لا يتم في حالات معينةٍ إلا في عرض البحر بعيدًا عن الشاطئ، ومن الممكن أن يكون هذا صحيحًا، لكن ألسنا هنا بإزاء ملاحظة بسيطة لظاهرة طبيعية يعرِفها كل أحد، ألا وهي عدم اختلاط مياه دجلة والفرات بمياه البحر مباشرةً عند مصبِّهما في الخليج الفارسي؟ ومن الممكن أن نلاحِظ عند مدينة البصرة بالعراق كيف أن مياه دجلة العذبة تصُب في المحيط الهادي، وفي حالات المدِّ العالي تُشاهَد طبقة مائية مالحة ذات لون أخضر تلامِس طبقة من ماء عذب ضارب إلى الحمرة دون أن يكون بينهما أدنى امتزاج، ولا شك أن القارئ يوافِقني على أن هذا المشهد المثير للاهتمام بالنسبة لنا اليوم لا بدَّ أنه كان شيئًا هائلاً في نظر أهل القرن السابع الميلادي!


والآن علينا أن ننظُر فيما تقوله لنا الحكاية الأسطورية البابلية التالية التي يرجع تاريخها لما قبل القرآن بثلاثة آلاف من الأعوام: "في البدء لم يكن هناك إلا "نامو" التي كانت تتخذ صورة البحر الأصلي، أو فلنقل: المحيط الكوني، وقد أنجبت "نامو" هذه "أَنْ" (السماء)، و"كِى" (الأرض)، وأخيرًا "أونكى" الإله الخاص بالماء العذب الذي كان يُناوئ الماء المِلح في نامو (البحر الأصلي)، فكان لا بدَّ أن ينقل إلى السماء على هيئة مطر".


ومن هذه الحكاية يتبيَّن أن القرآن لم يكشِف لنا شيئًا في الواقع! وإذا كان بعض المسلمين يزعمون أن هذه الآيات القرآنية تكشف عن إحدى الحقائق العلمية، فينبغي حينئذ أن نتخذ نفس الموقف إزاء الأساطير البابلية، وأن نستخلِص أن ثمة وحيًا كان ينزِل على البابليين الوثنيين أيضًا، إنني لا أتصوَّر أنه ينبغي الوصول في تفكيرنا إلى هذا المدى، بل كل ما علينا هو أن نكون شرفاء وأن نصِر على القول بأن هذه الآيات لم تنبُع إلا من ملاحظة بسيطة لظاهرة من الظواهر الطبيعية تحدَّث عنها ناس آخرون ينتمون لحضارات سابقة على محمد بآلاف السنين.


كذلك لا بدَّ من التنبيه إلى أن هناك مفسِّرين آخرين قد ذهبوا أبعد من هذا، وادَّعوا أن القرآن يكشف لنا هنا عن وجود طبقات مائية يختلف بعضها عن بعض في درجة حرارتها، وفي ملوحتها، وفي كائناتها الحية، وفي مدى ذوبان الأوكسجين فيها... إلخ، والآن لنفحص ما قاله القرآن: إنه يتحدث هنا عن عدم اختلاط الماء الحُلو (العذب الفرات السائغ شرابه) بالماء المِلح (الأُجاج)، بيد أنه لا يقول شيئًا عن اختلاف درجات الحرارة أو الكائنات الحية أو ذوبان الأوكسجين، إن هذا كلام لا أساس له في القرآن في الوقت الذي يصِف نفسه فيه بأنه تِبيان وتفصيل لكل شيء، وأنه ما من شيء إلا وهو موجود في آياته.


إن القرآن إنما يتحدَّث عن ماء عذب سائغ شرابه، لكن هذا القول شيء، والقول بوجود بحار عذْبة شيء آخر! ذلك أنه من الخطورة بمكان على البشر أن يعتقِدوا في مِثل هذه الأشياء؛ فشُرْب الماء المالح في الواقع من شأنه أن يجعل الشخص عُرْضة للجنون، ومما لا ريب فيه أن البحث في القرآن عن الحقائق العلمية هو أمر ليس في صالحه، وبخاصة إذا وضعنا في الاعتبار ما قلناه قبلاً من أنه إذا استمرَّ البعض في الزعم مع ذلك بوجود إشارات علميَّة في القرآن، فينبغي أن نقف ذات الموقف من الأسطورة البابلية، وهو ما يترتَّب عليه أن القرآن لم يوحِ في هذا المجال بشيء، وأنه لم يَزِد على أن ردَّد ما قالته تلك الأسطورة قبله بما يزيد على ثلاثة آلاف عام! وهكذا نجد أنفسنا قد وصلنا إلى نفس النتيجة، ألا وهي أن الآيات القرآنية لا تُقدِّم لنا شيئًا آخر غير الملاحظة البسيطة لإحدى الظواهر الطبيعية.


وفي الختام نحب أن نؤكِّد أنه خلافًا لما يؤكِّده بعض المفسرين المسلمين فإن قراءة تلك الآيات يترتَّب عليها جهل وتخليط من شأنه إذا نظرنا إليه على أنه معجزة علمية، الإضرار حتى بحياة الإنسان (جرَّاء الاعتقاد بوجود بحار ذات ماء عذب)، ولكن إذا أصرَّ البعض مع ذلك على أن يروا في هذه الآيات كشفًا علميًّا، فعليهم في هذه الحالة أن ينظروا إلى الحكاية البابلية بنفس العين، وهكذا تُختزَل المعجزة القرآنية الوحيدة فلا تعدو أن تكون تَكرارًا لما سبَق أن قاله الآخرون من قبل".


وأول كل شيء نفعله بعد أن ترجمْنا ما قاله الكاتب هو أن نبيِّن الأخطاء المعرفية والمنهجية التي وقَع فيها: فقد ذكَر أن في كتاب الله ثلاثة مواضع تتحدَّث عن حاجز يفصِل بين بحرين عذب وملح يلتقيان دون أن يقع بينهما مع ذلك أي تمازُج، وهي: الفرقان/ 53، وفاطر/ 12، والرحمن/ 19 - 21، ونظرة سريعة إلى الآيات التي استشْهَد بها تدلُّنا على أنه لا توجد في سورة "فاطر" أية إشارة إلى الحاجز المذكور؛ إذ الكلام فيها مقصورٌ على الاختلاف الملاحظ بين ماء البحر وماء النهر، ومع ذلك فهناك فعلاً نصٌّ ثالث في القرآن الكريم يُشير إلى وجود مِثل هذا الحاجز لم يذكره الكاتب، ألا وهو قوله تعالى في الآية 61 من سورة "النمل": ﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 61]، فهذه واحدة.


أما الثانية فهي مقارنة الكاتب بين ما جاء في الأسطورة البابلية وما ذكرتْه النصوص القرآنية، والخروج من ذلك بأن القرآن لم يأتِ بشيء جديد، فها هي ذي الأسطورة البابلية قد سبقته منذ بضعة آلاف من الأعوام إلى هذا الذي قال، والواقع أنه لا وجه للمقارنة بين النَّصين؛ فالحكاية الخرافية تتحدث عن خلاف بين الماء المالِح والماء العَذْب استَتْبع رفع الماء العذب إلى طبقات الجوِّ العُليا وتحويله إلى أمطار، فأين في القرآن ما يمكن أن نُقارِن به هذا الكلام؟ إن القرآن يتحدَّث عن إجرائه - تعالى - البحر والنهر بما يؤدِّي إلى التقائهما، ولكن دون أن يَطغى أحدهما على الآخر، وهذا شيء مغاير تمامًا لما جاء في الخرافة البابلية، وهو من الوضوح بمكان، ولا أدري كيف سقَط الكاتب الهمام في هذه الغلطة! ثم هل الماء العذب مقصور على طبقات الجو العليا؟ فماذا نقول في الأنهار والجداول والآبار والعيون إذًا؟


وهنا نأتي إلى الخطأ الثالث الذي ارتكَبه المؤلِّف، وهو ما فَهِمه من أن الآيات القرآنية تتحدث عن التقاء بين النهر والبحر دون أن يتمَّ بينهما امتزاج، وهذا الزعم أيضًا لا وجود له في القرآن، القرآن يقول: إنه قد جعل بين البحرين (أي البحر والنهر) حاجزًا أو برزخًا يمنعهما من طُغيان أيٍّ منهما على الآخر، لكنه لم يقل: إنه لا يحدث بينهما امتزاج عند اللقاء، وسوف أوضِّح هذا المعنى فيما بعد، لكني أحب أن أركِّز هنا على أن الكاتب قد نَسَب للقرآن ما لم يقله القرآن! لقد فهِم النصَّ القرآني خطأً أو اعتمَد على ترجمة فَهِم صاحبُها ذلك النصَّ فهمًا خاطئًا، فكان أن خطَّأ القرآن الكريم، والقرآن من الخطأ براء! وقد يكون تعمَّد هذا تعمُّدًا!


وهناك خطأ رابع وقع فيه الكاتب أيضًا، وهو محاسبة النص القرآني على أساسٍ من فَهْم بعض المفسِّرين المسلمين كما قال، ولعله يقصِد د. موريس بوكاي الطبيب الفرنسي المسلم الذي فسَّر الآيات القرآنية المذكورة على أساس أن المقصود بالبحرين هما دجلة والفرات من جهة، والخليج العربي من جهة أخرى، وسوف أعود إلى هذه النقطة لاحقًا؛ (انظر موريس بوكاي، القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دار المعارف، القاهرة، 1982م/205)، وليس في النصوص القرآنية ما يُفهَم منه أن ذلك هو معنى البحرين الواردين فيها، ومن ثم فليس للكاتب أي عذرٍ في التهكُّم الذي وجَّهه للقرآن حين أكَّد أن ما يقوله الكتاب الكريم في هذا الشأن لا يزيد عن ملاحظة بسيطة جدًّا لظاهرة طبيعية يمكن كل من يقف عند مصبِّ هذين النهرين في الخليج العربي أن يلاحِظها، وأن الخرافات البابلية قد سبَقت القرآن إلى هذه الملاحظة منذ آلاف السنين، فلا إعجاز إذًا ولا يحزنون!


ثم خطأ خامس، وهو أن كاتبنا يشير إلى مسألة وجود طبقتَين من الماء في حالات المد العالي، إحداهما طبقة مالحة خضراء اللون تلامِس طبقة عذْبة مائلة للحمرة دون أن تمتزِج بها بوصفها أمرًا يستطيع الرجل العادي أن يلاحِظه بسهولة، وهو ما لا أظنه أبدًا صحيحًا، وإلا لذكَره كل إنسان، ودعنا من أنه كان من سكان البصرة في أيام ازدهار الثقافة الإسلامية علماء أجلاء وشعراء وأدباء كمحمد بن سيرين (مولى أنس بن مالك) والحسن البصري وعمرو بن عبيد والفرزدق وجرير وقطري بن الفجاءة ورؤية بن العجاج وبشار وأبي نواس وابن المقفَّع والأصمعي والمفضل الضبي والخليل بن أحمد وسيبويه والنَّظام وواصل بن عطاء والجاحظ وابن سلام وابن قتيبة وابن دريد والباقلاني مثلاً ممن لم يكن من الممكن أن تفوتهم ملاحظة مِثل هذه الظاهرة لو كان إدراكها سهلاً إلى هذا الحد الذي يصوِّره لنا الكاتب، وبخاصة أنها كانت بالنسبة للقدماء أمرًا هائلاً كما يقول، والحقيقة أن هذه الملاحظة لم يتنبَّه لها إلا العلماء في العصر الحديث بعد رحلات وأبحاث ودراسات مُضنية استعانوا فيها بآلات التصوير الحراري التي لم يكن لها أي وجود قبل القرن العشرين حسبما كتب العلماء المسلمون في هذه المسألة على ما سيأتي بيانه، ولولا الصورة المُرفَقة لحالة المدِّ المُشار إليها لَمَا دار ذلك بخاطري، أما بالنسبة للقدماء فلم تكن لتلفتَ أنظارهم؛ لأنها ليست مما يُدرَك بالعين المجردة على خلاف ما يحاول الكاتب أن يوهِم قرَّاءه، وحتى لو غالطنا أنفسنا كما يريد منا وقلنا: إنها قد لفتَتْ منهم الأنظار، فكيف يا تُرى كان لهم أن يعرِفوا أن اللونين المختلفين يمثِّلان طبقتين من الماء إحداهما حلوة، والأخرى مالحة؟ وعلى أية حال فلم يكن الرسول من سكان منطقة البصرة؛ حيث كان من الممكن أن يشاهِد هذه الظاهرة لو كانت مشاهدتها ممكنة بالنسبة للرجل العادي فعلاً كما يزعم الكاتب، بل كان - عليه السلام - من سكان مكة آنذاك، ومن ثم فلا يمكن أن يقال: إنه في النصوص القرآنية قد تكلَّم عن ملاحظة بسيطة لظاهرة طبيعية يعرِفها كل أحد!


والواقع أني لم أكتفِ بهذا، بل ذهبتُ فقلَّبت كل ما أتيح لي من "معاجم البلدان" وقرأت ما كُتب فيها عن "البصرة" ونهريها، لعلي أعثُر على ما يمكن أن يُفهم منه، ولو على سبيل التأويل والتمحُّل البعيد: أن أجدادنا قد لاحظوا هذه الظاهرة التي يصرُّ الكاتب في جُرأة عجيبة على أنها مما تراه العين العادية للرجل العادي، فلم أجد شيئًا بالمرة، ومن الكتب التي راجعتُها لهذا الغرض: "المسالك والممالك" لابن خرداذبة (من أهل القرن الثالث الهجري)، و"الأعلاق النفسية" لابن رستة (من أهل القرن الثالث الهجري أيضًا)، و"معجم البلدان" لياقوت الحموي (من أهل القرنين السادس والسابع)، و"أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" للمقدسي (من أهل القرن السابع)، و"آثار البلاد وأخبار العباد" للقزويني (من أهل القرن السابع أيضًا)، و"الروض المعطار في خبر الأقطار" لمحمد بن عبدالمنعم الحميري (من أهل القرنين السابع والثامن)، و"مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" لابن فضل الله العمري (من أهل القرن الثامن الهجري) و"Gazetteer of the Persian gulf, oman and central Arabia" لـ"J.G.Lorimer" (من أهل القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين)، ولقد تناوَل كلامُ هؤلاء الكتَّاب عن البصرة موقعَها وتاريخَها وجوَّها وأنهارها وأطعمتها وسكانها ومشاهيرها وحيوانها وطيورها ومدَّها وجَزْرَها وما قيل في مدْحها وذمِّها، لكني لم أقرأ كلمة واحدة، كلمة واحدة يتيمة، عن تلك الظاهرة التي ادَّعى الكاتب أنها مما لوحِظ من قديم الزمان قبل القرآن ببضعة آلاف من السنين، رُغم أن بعض هؤلاء الكتاب قد أورد في الحديث عن مدها وجزرها الخرافات والأساطير مِثل المقدسي، الذي نقل ما سمِعه من أن ثَمَّة ملكًا إذا وضَع إصبعه في النهر حدث المدُّ، وإذا رفَعه جاء الجزر، أو أن الحوت إذا أخذ نفسًا سحب الماء إلى منخريه فكان الجزر، فإذا أخرجه كان المد" (المقدسي/ أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم /ط2/ إبريل/ 1906م/3)! بل لقد تحدَّث القزويني عن ملوحة ماء البصرة قائلاً: "وماء دجلة والفرات إذا انتهى إلى البصرة خالَطه ماء البحر فيصير مِلْحًا"؛ (القزويني، آثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر ودار بيروت، 1389هـ - 1969م/309)، أي إنه قد اقترَب تمامًا من النقطة التي نتحدَّث عنها الآن، ورُغم هذا فإنه لم ينبسْ بأي شيء مما يزعم الكاتب أنه ظاهرة طبيعية بسيطة لاحَظها القدماء بكل سهولة، وليس فيها ما يمكن أن يُعدَّ إعجازًا بحال! إن الزعم أمر هيِّن الشأن لا يكلِّف صاحبه شيئًا، فخلاف البناء والتثبُّت، فإنه يُتعِب من يرومه ويجشِّمه من أمره جهدًا ومشقَّة ونَصبًا، إن كاتبنا لم يكلِّف نفسه أكثر من أنه تركَها تزعم ما يحلو لها دون أن تقدِّم على ما تقول أي برهان، وهو أمر لا يعجز عنه أي شخص مهما يكن حظه من العلم، أو فلنقل بالأحرى: مهما يكن حظه من الجهل، كل ما هنالك أنه ينبغي أن يتدرَّع بالاندفاع واللامبالاة، ثم لا عليه بعد ذلك من شيء! أما الذين يَحرِصون على سمعتِهم ويلتزِمون بقيم الدين والعلم والخلق الكريم فلا يستطيعون أن يَخطُّوا حرفًا إلا بعد اللتيا والتي خَشية الخطأ وتحرُّزًا من الوقوع في التدليس، وصدَق المَثل القائل: "إن رمي حجر في بئر لا يحتاج إلى أكثر من مجنون واحد، أما إخراج الحجر من البئر فيحتاج إلى ألف عاقل!".


ثم يضيف الكاتب أن من المسلمين من يقول بوجود بحار ذات ماء عذْب صالح للشرب (eau de mer potable)، قائلاً: إن الاعتقاد بهذا والشرب بِناء عليه من ماء البحر المالِح يؤدِّي إلى الجنون، ولست أدري من أين أتى الكاتب بهذا الكلام الذي ينسبه لبعض المفسرين المسلمين، لقد كان ينبغي أن يذكُر لنا أسماء من قالوا بذلك، ويحدِّد السياق الذي ورد كلامهم فيه، وعلى أي أساس قالوه، أما أن يتركنا في عماية من الأمر متصوِّرًا أننا ينبغي أن نُلقي إليه بمقاليد طاعتنا، ونصغي إليه أسماعنا وأفئدتنا دون دليل أو توضيح فأمْرٌ لا يصح، ومن شأنه أن يدفعنا إلى تكذيبه فيما يقول نظرًا لغرابته البالغة؛ إذ لا يُعقَل أن يكون بين المفسرين المسلمين في العصر الحديث ولا في أي عصر آخر من يُقدِم على كتابة هذا الكلام المضحِك مهما تبلغ قلة بضاعته من المعرفة، إن هذا الكلام يعرف كَذبه أي عامي فَدْم، فما بالنا بمن يتصدَّى لتفسير كتاب الله المجيد؟ ولقد رجعتُ إلى ما نشَره "موقع الإيمان على شبكة الإنترنت" في هذا الموضوع فوجدت ما أورده الكاتب المذكور وعمِل على تفنيده من تفسير علماء المسلمين المعاصرين للآيات القرآنية التي نحن بصددها، لكني لم أعثُر البتة على أي شيء يومئ من قريب أو من بعيد ولو على سبيل التوهم إلى ما يمكن أن يُفهم منه أنهم يقولون بوجود بحار (بحار كالبحر المتوسط أو البحر الأحمر أو بحر قزوين أو خليج المكسيك أو المحيط الهندي أو الأطلسي مثلاً) ذات مياه عذبة، بل الذي قالوه، وهو صحيح مائة في المائة على ما سنوضِّح لاحقًا، هو أن كلمة "البحر" قد تُطلَق في لسان العرب على ما نسمِّيه عادة: "النهر"، وهذا غير ذاك كما هو واضح، لكن الكاتب إما أنه لم يفهَم كلامهم، وهو ما أستبعِده؛ لأنه قد فهِم بقية ما قالوه فهمًا سليمًا يدلُّ على أنه يعرف ماذا قالوا بالضبط، سواء اطَّلع عليه مباشرة في لغته الأصلية أو ترجمه له مترجِم، وإما أنه فهِم هذا الكلام لكنه أراد السخرية والتشكيك فيما قالوه برمته لينعكس ذلك على نظرة قارئ كلامه للقرآن أيضًا، وهذا ما أرجِّحه.


وقد استخدم القرآن كلمة "البحرين" للدَّلالة على ما نعرفه الآن بـ: "النهر والبحر"، إذ "البحر" في اللغة العربية "هو الماء الكثير، مِلْحًا كان أو عَذْبًا، وهو خلاف البَر، أو هو المِلْح فقط، وقد غلب عليه حتى قلَّ في العَذب" حسبما نقرأ في "لسان العرب" و"تاج العروس" وغيرهما من المعاجم، وقد يكون الكتاب المجيد استخدَمها على سبيل التغليب؛ كقولنا مثلاً: "العمران لأبي بكر وعمر"، و"الحسنان" للحسن والحسين، و"الأبوان" للأب والأم، و"القمران" للشمس والقمر، و"الأسودان" للتمر والماء، فقول علمائنا: إن البحر قد يكون عذب الماء كما قد يكون مالِحها هو كلام لا خطأ فيه، ولا يمكن أن يتوهَّم متوهِّم أنهم يقصِدون أن الماء المِلْح يطفئ الظمأ حتى يخاف كاتبنا على البشر من هذا أن يصيبهم الجنون جرَّاء تصديقهم لذلك الكلام وكرعهم من ثم من هذا الماء، بل المقصود هو ما نعرفه الآن بـ: "النهر"، وهذا كل ما هنالك، ونحن في مصر كثيرًا ما نُطلِق على "النهر" اسم الـ: "بحر" كقولنا: "بحر النيل"، وفي قريتنا "كتامة الغابة" بمحافظة الغربية نسمِّي الترعة الواصلة بين بلدنا وطنطا: "بحر عاص"، كما نسمي الترعة الأخرى التي تمر بالقرب من "شفاقرون" المجاورة لنا: "بحر شفاقرون"، وبالمِثل نسمع الناس يقولون لفرع النيل القريب من "بسيون"، بحر القضابة على اسم قرية "القضابة" التي تقع عليه، ولفرع النيل المار بدسوق: "بحر سيدي إبراهيم" على اسم إبراهيم الدسوقي الولي المعروف المدفون بالمدينة المذكورة، وللتُّرعة التي تقوم على شاطئها قرية "سديمة" بحر "سيدي أبو اليزيد" على اسم "أبو اليزيد البسطامي"؛ إذ في اعتقاد أهل المنطقة أن الضريح الموجود في تلك البلدة هو لذلك الصوفي المشهور، ويوجد في القاهرة شارع اسمه "شارع البحر الأعظم"، كما يوجد في طنطا شارع يسمَّى: "شارع البحر" إشارة إلى ما كان يوجد في كل من المكانين من مجرى للنيل، ولهذه الحكمة ذاتها كان العامة في مصر يسمُّون "البحر المتوسط": البحر المالح، وهو دليل آخر على أن هناك في أذهانهم "بحرًا عذبًا" مِثلما أن هناك "بحرًا مالحًا"، بل لقد وجدت بدر الدين العيني يستخدِم هذه التسمية في كتابه: "عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان" عدة مرات، ومرة واحدة على الأقل تسمية "البحر المِلْح"، كذلك استعمَل نشوان الحميري هذه التسمية الأخيرة في "الروض المِعطار في خير الأقطار" عند تعريفه بمدينة "الإسكندرية"، وذلك في قوله: "مدينة عظيمة من ديار مصر بناها الإسكندر بن فيلبش فنُسِبت إليه، وهي على ساحل البحر المِلْح"، وبالمِثل نقرأ في "ثمرات الأوراق" لابن حُجَّة الحموي أن ملك بحر الأردن خاف على ابنته من أردشير حين أرسَل يخطُبها منه فـ: "أرسَلها إلى بعض الجزائر في البحر المِلْح"، وهذه مجرد أمثلة قليلة، وإذا كانت كلمة "mer" الفرنسية لا تعني إلا البحر المِلْح، فينبغي ألا نحمِّل لغة الضاد هذه المسؤولية؛ فلكل لغةٍ أوضاعها التي كثيرًا ما تختلف فيها وبها عن غيرها من اللغات كما هو معروف.


ومن الشواهد التي تجري هذا المجرى قوله - تعالى -: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ﴾ [المائدة: 96]، ومعروف أن السمك يخرج من البحر والنهر كليهما لا من البحر فقط، وكذلك قوله - عز شأنه -: ﴿ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 63]، حيث وُضع البحر مقابل البر مما يدلُّ على أن المقصود به النهر والبحر معًا، وقرأت في "الحيوان" للجاحظ هذه العبارة "ومررتُ به وهو جالس في يوم غمق حار ومد، على باب داره في شروع نهر الجوبار بأردية، وإذا ذلك البحر يبخر في أنفه"، فانظُر كيف ذكَر أولاً "النهر"، ثم كيف سمَّاه بعد ذلك: "بحرًا"، وجاء في "كتاب الصناعتين" لأبي هلال العسكري: "ولولا كراهة الإطالة وتخوف الإملال لزدتُ من هذا النوع، ولكن يكفي من البحر جرعة"، والبحر هنا لا يمكن أن يكون إلا الماء العذب؛ فالإنسان لا يجرع إلا من النهر، وفي "الفرج بعد الشدة" للقاضي التنوخي نقرأ هذه العبارة: "فلا شدة أعظم من أن يُبتلى الناس بملِك يذبح أبناءهم، حتى ألقت أم موسى ابنها في البحر مع طفوليته، ولا شدة أعظم من حصول طفل في البحر"، ويقول الشابشتي في وصْف دير القصير بمصر من كتاب" الديارات"، وهو مطلٌّ على القرية المعروفة بشرهان وعلى الصحراء والبحر، وهذه القرية المذكورة قرية كبيرة عامرة على شاطئ البحر، ويذكُرون أن موسى - صلى الله عليه - ولِد فيها، ومنها ألقتْه أمه إلى البحر في التابوت"، ويقول أيضًا عن "دير طمويه": "وطمويه في الغرب بإزاء حلوان، والدير راكب البحر، وحوله الكروم والبساتين والنخل والشجر، فهو نزه عامر آهِل، وله في النيل منظر حسن، وحين تخضرُّ الأرض، فإنه يكون بين بساتين من البحر والزرع"، وفي "فوات الوفيات" لابن شاكر الكتبي أن توران شاه لما حاصرته مماليك أبيه في البرج عند المنصورة رمى بنفسه وهرب إلى النيل" ونزل في البحر إلى حلقه فقتلوه، والمقصود بـ: "البحر" في هذا كله: "النيل" كما هو واضح، وعندنا من الشواهد الشعرية الكثير:

ومنها قول أبي الشيص الخزاعي:

بحرٌ يلوذ المُعتَفون بنيله
فَعْمُ الجداول مُترَع الأحواض

 

وقول ابن الرومي:

هو بحر من البحور فُرات
ليس مِلحًا وليس حاشاه ضَحْلا

 

وقال ابن حيوس:

ومن جاد بالآمال عنكَ فإنني
أرى كل بحر مذ رأيتُك جدولا

 

وقول ابن دراج القسطلي:

وإن أرفهتْ في بحر جودك شِرْبَها
فمن ظَمْءِ عَشرٍ في الهجير إلى تِسع

 

وقول البحتري:

بحر متى تقف الظِّماء بموردٍ
منه يَطيب لهم جَدَاه ويعذُب

 

وقول الحيص بيص:

ولكنه بحر يلذُّ لشاربٍ
ويُكرِم مثوى من مُسيف ومُرمِل

 

وقول ظاهر الحداد الشاعر المصري:

تأمَّلت بحر النيل طولاً، وخلْفَه
من البركة الغنَّاء شكل مدوَّر

 

وقول البوصيري:

وكلهم من رسول الله مُلتمِس
غَرفًا من البحر أو رشفًا من الدِّيم

 

وقول المتنبي:

قواصِدُ كافور توارِكُ غيره
ومَن قصَد البحر استقلَّ السواقيا


ثم كيف يمكن أن يتوهم متوهِّم هذا الذي يخشاه الكاتب - أو بالأحرى: هذا الذي يزعُم أنه يخشاه - ويذهب فيعُبُّ من الماء المِلح عَبًّا؟ ويبقى تأكيده أن شرْب هذا الماء يصيب الشخص بالجنون، ولا أعرف مدى صحة هذه الكلام من الناحية الطبية، وإن كنت أستغرِبه غاية الاستغراب، وبخاصة أنه من غير المعقول أو المتصوَّر أن يستمرَّ أي إنسان في شرب ذلك الماء بمجرَّد أن يذوقه ويحس ملوحته! لكن الذي أنا متأكِّد منه أن الذي يعبُّ من الماء المِلح يكون قد أصيب بالجنون فعلاً، وانتهى أمره والعياذ بالله، لا أنه سيُصاب به بعد الشرب؛ إذ لا يفعل ذلك عاقل بحال من الأحوال!


والآن نأتي لتفسير الآيات المذكورة لنرى أفيها ما لم تكن العرب بل ما لم تكن البشرية كلها تعرفه أولاً، ونبدأ بقوله - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 53]، إذ هو من الوضوح بمكان بحيث لا يُثير مشاكل وخلافات حول المقصود بالبحرين هنا: أهما بحران مِلحان، أم بحرٌ عذبٌ وآخر مِلْح؟ وقد فسَّره بوكاي قائلاً: "معروفة تلك الظاهرة التي كثيرًا ما نشاهدها عند عدم الاختلاط الفوري لمياه البحر المِلحة بالمياه العذبة للأنهار الكبيرة، ويرى البعض أن القرآن يشير إليها لعلاقتها بمصبِّ نهرَيْ دجلة والفرات، اللذين يُشكِّلان بالتقائِها بحرًا، إذا جاز القول، طوله 150 كم هو شط العرب، وفي الخليج يَنتُج تأثير المد ظاهرة طبيعية هي انحسار الماء العذب إلى داخل الأراضي، وذلك يضمن ريًّا طيبًا"؛ (موريس بوكاي، القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، 205 )، والحق أن هذا التفسير، رُغم احترامي الكامل للدكتور بوكاي، هو تفسير غير مقنِع: فمن الناحية اللغوية يصعُب عليَّ أن أوافق العالِم الفرنسي على أن أداة التعريف في كلمة "البحرين" هنا للعهد، الذي قيل على أساسه: إن "البحرين" المذكورَين هما شط العرب والخليج الذي يصبُّ فيه؛ ذلك أن الآيات السابقة تتحدَّث عن الظل والرياح والماء والأنعام والأناسي، وهي مفاهيم عامة لا تُشير إلى ظل بعينه ولا رياح محدَّدة ولا أنعام وأناسي مخصوصة، فلمَ يقال إذًا: إن "البحرين" هنا هما بحران معيَّنان (الخليج وشط العرب)؟ إن السياقَ الذي وردت فيه هذه الكلمة هو سياق عام، ومن ثم فإن بلاغة الكلام تقتضي أن يكون "البحران" أيضًا هنا هما "النهر والبحر" بإطلاق، أي إن "أل" فيهما هي "أل" الجنسية لا العهديَّة، وقد يظن قوم أن كلمة "فرات" الواردة في النص القرآني هنا تشير إلى نهر الفرات، ومن ثم يستغرِبون قولي بعدم وجود قرينة تدلُّ على أن السياق هنا سياق خاص لا عام، لكن لا بدَّ أن نعرف أن كلمة "فرات" في النص ليست علَمًا على النهر المعروف في بلاد الرافدين، بل صفة للبحر الأول من البحرين المذكورَين معناها "الشديد العذُوبة"، كذلك فماء النهر، مهما توغَّل بقوة اندفاعه إلى مدى بعيد في داخل البحر أو المحيط واحتفَظ أثناء ذلك بخصائصه وعذوبته، يختلِط في النهاية بمائهما، ويتحوَّل من ثَمَّ إلى ماء مِلح أُجاج؛ فظاهر الأمر إذًا أن النهر يبغي في البداية على البحر (حين يشقُّ ماءه المِلح ويُزيحه عن طريقه) ليعود البحر فيبغي في النهاية عليه (حين يختلِط ماؤه العذب بماء البحر المِلح الذي يُفقِده خاصة العذوبة ويُعطيه بدلاً منها ملوحته)، فأين البرزخ يا ترى والحِجر المحجور؟


أما "المنتخَب في تفسير القرآن الكريم" فإنه يقول في هامش خصَّصه للتعليق على هذه الآية: إنها ربما "تُشير إلى نعمة الله على عباده بعدم اختلاط الماء المِلح المتسرِّب من البحار في الصخور القريبة من الشاطئ بالماء العذب المتسرِّب إليها من البر اختلاطًا تامًّا، بل إنهما يلتقيان مجرد تلاقٍ: يطفو العذب منهما فوق المِلح كأن بينهما برزخًا يمنع بغي أحدهما على الآخر وحِجْرًا محجورًا؛ أي حاجزًا خفيًّا مستورًا لا نراه، لكن ثمة نقطة هامة يظهر أن كاتبي هذا التعليق، رُغم جدته وطرافته بالنسبة لي على الأقل، قد أغفلاها؛ إذ إن الماء العذب والماء المِلح اللذين يلتقيان في الصخور على هذا النحو لا يمكن تسميتهما: "بحرين"، ثم إذا كان الماءان في هذه الظروف لا يلتقيان، فإنهما في عرض البحر يلتقيان ويتمازَجان ويصبحان في النهاية ماءً واحدًا كما قلنا من قبل.


يبدو لي، والله أعلم، أن البرزخ المذكور في الآية الكريمة هو القوانين التي بمقتضاها بقي كل من الماء العذب والماء المِلح كل هذه الدهور المتطاوِلة التي لا يعلَم مداها إلا الله، وسيبقى إلى أن يرِث الله الأرض ومن عليها، كما هو لا يتغيَّر، فالأنهار تصبُّ في البحار والمحيطات، وكان المفروض، لو أن الأمر انتهى عند هذا الحد، أن يختلط الماءان اختلاطًا دائمًا فلا ينفصلا بعد ذلك أبدًا، ويصبح كل الماء الموجود على سطح الأرض من ثم ماء مِلحًا، بيد أن التقدير الإلهي قد شاء أن يقوم البحر بحمل ماء البحار والمحيطات فتسوقه الرياح ليَسقط على الجبال وينحدِر إلى الأنهار ماءً عذبًا كما كان، وهكذا دواليك، وهكذا أيضًا يبقى الماء العذب والماء المِلح كما هما، ويتعايش البحرانِ دون أن يبغي أحدهما على الآخر ويقضي عليه، فهذا هو البرزخ، وهذا هو الحِجر المحجور فيما أفهَم، والله أعلم، وهو - كما نرى - برزخ وحِجر غير مادي، إنه حاجز من قوانين، لا من أحجار أو مسافات أو تضاريس، ومن الحواجز المعنوية أيضًا "برازخ الإيمان" التي جاء في المعاجم أنها تفصل بين الشك واليقين، أو التي تفصل ما بين أول الإيمان وآخره، والبرزخ الذي يفصل بين الدنيا والآخرة، و"الحِجر" المذكور في القرآن على لسان المشركين: ﴿ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ ﴾ [الأنعام: 138]؛ أي محرَّم أكلها حسبما نصَّت الآية الكريمة، والتحريم (كما هو معروف) حاجزٌ معنوي لا مادي، كما أن قوله - تعالى - في الآية 22 من سورة "الفرقان": ﴿ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ معناه: "حرامًا محرَّمًا"، وهكذا؛ ولهذا قالت المعاجم وكتب التفاسير في البرزخ الفاصل بين البحرين: إنه حاجز خفي من قدرة الله، ولا ننسَ أن القرآن لم ينفِ التقاء البحرين رغم وجود البرزخ، بل قال بصريح اللفظ: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾ [الرحمن: 19، 20]، كما جاء في الآيتين 19 - 20 من سورة "الرحمن"، فالبرزخ موجود، ولكن الالتقاء حاصل أيضًا؛ لأن البرزخ في النص القرآني إنما يمنع بغيَ أحد البحرين على الآخر، لكنه لا يمنع اللقاء بينهما.


يُقال: ذي قلناه فسَّر الطبري الآيتين المذكورتين فقال: "قوله: ﴿ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ﴾ [الفرقان: 53]، الفرات: شديد العذوبة، يقال: هذا ماء فُرات؛ أي: شديد العذوبة، قوله: ﴿ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ﴾ [الفرقان: 53]، يقول: وهذا مِلح مر، يعني بالعذْب الفرات مياه الأنهار والأمطار، وبالمِلح الأُجاج مياه البحار، وإنما عَنَى بذلك أنه - من نعمته على خلْقه وعظيم سلطانه - يخلِط ماء البحر العذب بماء البحر المِلح الأُجاج، ثم يمنَع المِلح من تغيير العذب من عذوبته وإفساده إياه بقضائه وقدرته لئلا يضرَّ إفساده إياه بركبان المِلح منهما، فلا يجدوا ماءً يشربونه عند حاجتهم إلى الماء، فقال - جل ثناؤه -: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 53]، يعني حاجزًا يمنع كلَّ واحد منهما من إفساد الآخر، "وَحِجْرًا مَحْجُورًا"، يقول: وجعل كل واحد منهما حرامًا محرَّمًا على صاحبه أن يغيِّره ويُفسِده، على أن هذا التفسير لا يمنع أن يدخل فيه التقاء ماء دجلة والفرات بماء الخليج العربي بوصفه إحدى الحالات التي يتبدَّى فيها القانون الذي شرحتُه آنفًا لا بوصفه الحالة الوحيدة المقصودة في القرآن كما جاء في كلام الدكتور بوكاي، فضلاً عن أن التفسير الذي ذكره يختلف عن تفسيري أنا حسبما وضَّحت.


ولي رأيي المتواضع أن آيات سورة "الرحمن" تدلُّ على نفس هذا المعنى، لكن كاتب مقال "البرزخ المائي بين البحرين" في موقع "الإيمان" على شبكة "الإنترنت" يرى أن "البحرين" هنا بحران مالِحان، وهذا نص كلامه: "قال - تعالى -: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن:19 - 22]، وقال - تعالى -: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ﴾ [النمل: 61]، لقد توصَّل علماء البحار، بعد تقدُّم العلوم في هذا العصر، إلى اكتشاف الحاجز بين البحرين، فوجدوا أن هناك برزخًا يفصِل بين كل بحرين ويتحرَّك بينهما، ويسمِّيه علماء البحار: "الجبهة" تشبيهًا له بالجبهة التي تفصل بين جيشين، وبوجود هذا البرزخ يحافظ كل بحر على خصائصه التي قدَّرها الله له، ويكون مناسبًا لِما فيه من كائنات حية تعيش في تلك البيئة، ومع وجود هذا البرزخ فإن البحرين المتجاورين يختلطان اختلاطًا بطيئًا يجعل القدْر الذي يعبُر من بحر إلى بحر آخر يكتسب خصائص البحر الذي ينتقل إليه عن طريق البرزخ الذي يقوم بعملية التقليب للمياه العابرة من بحر إلى بحر، ليبقى كل بحر محافظًا على خصائصه، تدرج العلم البشري لمعرفة حقائق اختلاف مياه البحار وما بينها من حواجز:

اكتشَف علماء البحار أن هناك اختلافًا بين عيِّنات مائية أخذت من البحار المختلفة في عام 1284هـ - 1873م على يد البعثة العلمية البحرية الإنجليزية في رحلة تشالنجر، فعرف الإنسان أن المياه في البحار تختلف في تركيبها عن بعضها البعض من حيث درجة الملوحة ودرجة الحرارة ومقادير الكثافة وأنواع الأحياء المائية، ولقد كان اكتشاف هذه المعلومة بعد رحلة علمية استمرَّت ثلاثة أعوام، جابت جميع بحار العالم، وقد جمعت الرحلة معلوماتٍ من 362 محطة مخصَّصة لدراسة خصائص المحيطات، وملأت تقاريرُ الرحلة 29.500 صفحة في خمسين مجلدًا استغرَق إكمالها 23 عامًا.


وإضافة إلى كون الرحلة أحد أعظم منجزات الاستكشاف العلمي، فإنها أظهَرت كذلك ضآلة ما كان يعرِفه الإنسان عن البحر.

 

بعد عام 1933م قامت رحلة علمية أخرى أمريكية في خليج المكسيك، ونشرت مئات المحطات البحرية لدراسة خصائص البحار، فوجدت أن عددًا كبيرًا من هذه المحطات تُعطي معلومات موحَّدة عن خصائص الماء في تلك المنطقة من حيث الملوحة والكثافة والحرارة والأحياء المائية وقابلية ذوبان الأكسجين في الماء، بينما أعطت بقية المحطات معلوماتٍ موحدة أخرى عن مناطق أخرى، مما جعل علماء البحار يستنبِطون وجود بحرين متمايزين في الصفات لا مجرد عيِّنات محدودة كما عُلم من رحلة تشالنجر.

 

وأقام الإنسان مئات المحطات البحرية لدراسة خصائص البحار المختلفة، فقرَّر العلماء أن الاختلاف في هذه الخصائص يميِّز مياه البحار المختلفة بعضها عن بعض، لكن لماذا لا تمتزِج البحار وتتجانَس رغم تأثير قوتَي المد والجزر التي تحرِّك مياه البحار مرتين كل يوم، وتجعل البحار في حالة ذَهاب وإياب، واختلاط واضطراب، إلى جانب العوامل الأخرى التي تجعل مياه البحر متحركة مضطربة على الدوام مِثل الموجات السطحية والداخلية والتيارات المائية والبحرية؟ ولأول مرة يظهر الجواب على صفحات الكتب العلمية في عام 1361هـ - 1942م، فقد أسفرت الدراسات الواسعة لخصائص البحار عن اكتشاف حواجز مائية تفصِل بين البحار المُلتقية، وتحافظ على الخصائص المميِّزة لكل بحرٍ من حيث الكثافة والملوحة والأحياء المائية والحرارة وقابلية ذوبان الأوكسجين في الماء، بعد عام 1962م عُرف دور الحواجز البحرية في تهذيب خصائص الكتل العابرة من بحر إلى بحر لمنْع طغيان أحد البحرين على الآخر، فيحدث الاختلاط بين البحار المِلحة، مع محافظة كل بحر على خصائصه وحدوده المحدودة بوجود تلك الحواجز، ويبيِّن الشكل التالي حدود مياه البحر الأبيض المتوسط الساخنة والمِلحة عند دخولها في المحيط الأطلسي ذي المياه الباردة والأقل ملوحة منها.

 

وأخيرًا تمكن الإنسان من تصوير هذه الحواجز المتحرِّكة المُتعرِّجة بين البحار المِلحة عن طريق تقنية خاصة بالتصوير الحراري بواسطة الأقمار الصناعية، والتي تبيِّن أن مياه البحار وإن بدت جسمًا واحدًا، إلا أن هناك فروقًا كبيرة بين الكتل المائية للبحار المختلفة، تظهر بألوان مختلفة، تبعًا لاختلافها في درجة الحرارة، وفي دراسة ميدانية للمقارنة بين مياه خليج عمان والخليج العربي بالأرقام والحسابات والتحليل الكيمائي تبيَّن اختلاف كل منهما عن الآخر من الناحية الكيميائية والنباتات السائدة في كل منهما، ووجود البرزخ الحاجز بينهما، وقد تطلب الوصول إلى حقيقة وجود الحواجز بين الكتل البحرية وعمَلها في حفظ خصائص كل بحر قرابة مائة عام من البحث والدراسة اشترَك فيها المئات من الباحثين، واستُخدِم فيها الكثير من الأجهزة ووسائل البحث العلمي الدقيقة، بينما جلَّى القرآن الكريم هذه الحقيقة قبل أربعة عشر قرنًا؛ قال - تعالى -: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن: 19 - 22]، وقال - تعالى -: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ﴾ [النمل: 61].

 

هذا ما جاء في المقال المنشور على موقع "الإيمان على شبكة الإنترنت"، والواقع أنني أميل إلى تفسير "البحرين" في سورتي "الفرقان" و"الرحمن" بأنهما بحران مختلفان، وأوثِر هذا التفسير على القول بأن البحرين في هذه السورة هما بحران مالِحان كلاهما، وعلى هذا فإني أرى أن البحرين في آيات سورة "الرحمن" أيضًا هما البحر العذب والبحر المِلح، والسبب في ذلك هو حرصي على أن يكون هناك انسجام بين آيات القرآن مراعاةً للسياق القرآني العام؛ إذ القرآن يفسِّر بعضه بعضًا كما هو معروف، وعلى هذا أرى أن تكون النصوص التي حددت البحرين بأنهما البحر العذب والبحر المِلح حاكمةً على النصوص التي لم تحدِّدهما، ولكني رغم ذلك لا أستطيع أن أخطئ من يقولون بهذا التفسير ما دامت الآية تقبَله على وجه من الوجوه؛ إذ ليس في النص الكريم ما يجعل التفسير الثاني مرفوضًا، بل الأمر أمر تفضيل تفسير على تفسير كما أوضحتُ، أما الحُجة التي استنَد إليها من فسَّروا "البحرين" في النص الأخير بأنهما كليهما بحران مالحان، وهي أن المرجان قد ذكُر فيه، وهو لا يُستخرَج إلا من المياه المِلحة، فلست أراها حُجَّة كافية؛ إذ المرجان عند معظم اللغويين والمفسرين القدماء هو صغار اللؤلؤ أو كباره، واللؤلؤ يُستخرَج من الأنهار أيضًا مثلما يُستخرَج من البحار على ما سوف أبيِّن بعد قليل، لكني مع ذلك لا أجد - كما قلت - مانعًا أن يفسِّرها الآخرون بغير ما فسَّرتُها به ما دامت تقبَل هذا التفسير، إن yohanfrais يشير إلى أن النص القرآني لا يذكُر اختلاف مياه البحار من حيث درجة الملوحة ودرجة الحرارة ومقادير الكثافة وأنواع الأحياء المائية، وكلامه صحيح بلا جدال، لكن صحيح أيضًا أن علماء المسلمين الذين يتحدَّثون عن هذه الفروق لا يقولون: إن القرآن قد ذكر هذا، بل كل مقصدهم أن دلالة الآية تشمَله، فلا داعي من ثَمَّ إلى اتهامهم بأنهم يقوِّلون النص القرآني ما لم يقله.


هذا، وقد اختَتَم كاتب المقال المنشور على موقع "الإيمان" على شبكة "الإنترنت" كلامه بالملاحظات التالية:

"إن القرآن الكريم الذي أُنزل قبل أكثر من 1400 سنة قد تضمَّن معلومات دقيقة عن ظواهر بحريةٍ لم تُكتشَف إلا حديثًا بواسطة الأجهزة المتطورة، ومن هذه المعلومات وجودُ حواجزَ مائية بين البحار؛ قال - تعالى -: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾ [الرحمن: 19 - 20].


يشهَد التطور التاريخي في سير علوم البحار بعدم وجود معلومات دقيقة عن البحار، وبخاصة قبل رحلة تشالنجر عام 1873م، فضلاً عن وقت نزول القرآن قبل ألف وأربعمائة سنة، الذي نزل على نبي أمي عاش في بيئة صحراوية ولم يركَب البحر.

 

كما أن علوم البحار لم تتقدَّم إلا في القرنين الأخيرين، وخاصة في النصف الأخير من القرن العشرين، وقبل ذلك كان البحر مجهولاً مُخيفًا تكثُر عنه الأساطير والخرافات، وكل ما يهتمُّ به راكبوه هو السلامة والاهتداء إلى الطريق الصحيح أثناء رحلاتهم الطويلة، وما عرَف الإنسان أن البحار المِلحة بحارٌ مختلفة إلا في الثلاثينيات من هذا القرن بعد أن أقام الدارسون آلاف المحطات البحرية لتحليل عينات من مياه البحار، وقاسوا في كلٍّ منها الفروق في درجات الحرارة، ونسبة المُلوحة، ومقدار الكثافة، ومقدار ذوبان الأوكسجين في مياه البحار في كل المحطات، فأدرَكوا بعدئذ أن البحار المِلحة متنوِّعة.

 

وما عرَف الإنسان البرزخ الذي يفصِل بين البحار المِلحة إلا بعد أن أقام محطات الدراسة البحرية المشار إليها، وبعد أن قضى وقتًا طويلاً في تتبُّع وجود هذه البرازخ المتعرجة المتحركة التي تتغيَّر في موقعها الجغرافي بتغيُّر فصول العام.

 

وما عرَف الإنسان أن ماءَي البحرين منفصلان عن بعضهما بالحاجز المائي، ومختلِطان في نفس الوقت إلا بعد أن عكَف يدرُس بأجهزته وسفنه حركة المياه في مناطق الالتقاء بين البحار، وقام بتحليل تلك الكتل المائية في تلك المناطق.

 

وما قرَّر الإنسان هذه القاعدة على كل البحار التي تلتقي إلا بعد استقصاء ومسْح علمي واسع لهذه الظاهرة التي تحدث بين كل بحرين في كل بحار الأرض.

 

فهل كان يملِك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تلك المحطات البحرية، وأجهزة تحليل كتل المياه، والقدرة على تتبُّع حركة الكتل المائية المتنوعة؟ وهل قام بعملية مسح شاملة، وهو الذي لم يركب البحر قط، وعاش في زمن كانت الأساطير هي الغالبة على تفكير الإنسان، وخاصة في ميدان البحار؟ وهل تيسَّر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زمنه من أبحاثٍ وآلات ودراسات ما تيسَّر لعلماء البحار في عصرنا الذين اكتشَفوا تلك الأسرار بالبحث والدراسة؟ إن هذا العلم الذي نزَل به القرآن يتضمَّن وصفًا لأدقِّ الأسرار في زمن يستحيل على البشر فيه معرفتها، ليدلَّ على مصدره الإلهي؛ كما قال - تعالى -: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 6]، كما يدُلُّ على أن الذي أنزل عليه الكتاب رسول يوحى إليه، وصدَق اللهُ القائل: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53].


والآن، وبعد أن نقلنا ما خرج به كاتب المقال المشار إليه من نتائج، نأتي إلى آية سورة "فاطر": ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ﴾ [فاطر:12]، ولسوف أتناوَلها من زاوية أخرى لأنها - كما سبق القول - لا تذكُر شيئًا عن البرزخ أو الحجر المحجور الذي يمنع أحد البحرين من البغي على الآخر، لقد قرأتُ هذه الآية مرات لا تُحصى، لكني لم أكن ألتفِت إلى ما تؤكِّده من أن الحُلي تُستخرَج من البحر والنهر كليهما، بل كنت أتصوَّر أن اللؤلؤ والمرجان لا يوجدان إلا في البحار المِلحة، ومنذ عدة سنوات كنت أقرأ هذه الآية، وفجأة تنبَّهتُ لما كان غائبًا عني، فتساءلت: هل توجد الحُلي حقَّا في مياه الأنهار كما هي موجودة في البحار؟ وقد رجعتُ يومها إلى ترجمة عبدالله يوسف علي للقرآن إلى الإنجليزية، فألفيتُه، في تعليقه على هذه الآية في الهامش، يذكر من أنواع الحُليِّ النهري العقيق وبرادة الذهب وغيرهما، ثم رجعتُ بعد ذلك إلى "Encyclopaedai Britannica" (الطبعة الرابعة عشرة) فقرأتُ في مادة "Pearls" أن اللؤلؤ يوجد أيضًا في المياه العذْبة، وبعد هذا وقَع في يدي "المنتخَب في تفسير القرآن الكريم"، الذي أصدَره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، فقرأتُ في التعليق العلمي الموجود بأسفل الصفحة على الآية المذكورة الكلام التالي الذي يبدو وكأنه كُتب خصيصى لي: "قد يستبعِد بعض الناس أن تكون المياه العذبة مصدرًا للحُلي، ولكن العلم والواقع أثبتا غير ذلك: أما اللؤلؤ فإنه كما يستخرَج من أنواع معيَّنة من البحر، يستخرَج أيضًا من أنواع معيَّنة أخرى من الأنهار، فتوجد اللآلئ في المياه العذبة في إنجلترا وأسكتلندا وويلز وتشيكوسلوفاكيا واليابان... إلخ، بالإضافة إلى مصايد اللؤلؤ البحرية المشهورة، ويدخل في ذلك ما تحمله المياه العذبة من المعادن العالية الصلادة كالماس، الذي يستخرَج من رواسب الأنهار الجافة المعروفة باليرقة، ويوجد الياقوت كذلك في الرواسب النهرية في موجوك بالقرب من بانالاس في يورما العُليا، أما في سيام وفي سيلان فيوجد الياقوت غالبًا في الرواسب النهرية، ومن الأحجار شبه الكريمة التي تستعمل في الزينة حجر التوباز، ويوجد في الرواسب النهرية في مواقع كثيرة ومنتشرة في البرازيل وروسيا (الأورال وسيبريا)، وهو فلورسيليكات الألمونيوم، ويغلب أن يكون أصفر أو بنيًّا، والزيركون (circon) حجر كريم جذاب تتقارَب خواصه من خواص الماس، ومعظم أنواعه الكريمة تُستخرَج من الرواسب النهرية"، علاوة على أن "المعجم: "Glossary" الموجود بموقع "British lles Natural History" يذكر أن المرجانَ ذاته (بالمعنى الحالي للمرجان لا بمعنى "اللؤلؤ: صغيره أوكبيره" كما سبَق القول) قد يوجد في المياه العذْبة؛ أي في الأنهار، وهذه هي عبارة المعجم المذكور:

• "Coral: marine (rarely freshwater) organism that lives in shallow water, often in groups )colonies, reefs).

• Found over a wide span of Earth history, the great Barrier reef is a present - day example of a series of coral reefs".


ولكي يقدِّر القارئ ردَّ فعلي الأول حق قدْره أذكر أن بعض المترجمين الأوربيين أنفسهم في العصر الحديث قد استبعَدوا أن تكون الأنهار مصدرًا من مصادر الحُلي، وقد تجلَّى هذا في ترجمتهم لهذه الآية: فمثلاً نرى رودويل الإنجليزي يترجِم الجزء الخاص بالحلي منها هكذا: "yet from both ye eat fresh fish, and take forth crnaments to wear"؛ فعبارة "from both" لا تعطي المعنى الموجود في الآية، وهو أن كلاًّ من البحرين فيه حُلي لا أن الحلي تستخرج منهما معًا بما يمكن أن يكون معناه أنه يخرج من مجموعهما حتى لو لم يخرْج في الواقع إلا من أحدهما، وهو ما قد يصلُح لترجمة قوله - تعالى - في سورة "الرحمن": ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن: 22]، (لاحظ: "منهما" لا "من كل منهما")، كذلك ينقل رودي باريت المستشرِق المعروف هذه العبارة إلى الألمانية على النحو التالي: "Aus beiden esst ihr frishes fleish"، إلى هنا والترجمة صحيحة، فهذه العبارة تُقابِل قوله - تعالى -: ﴿ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا ﴾ [فاطر: 12]، وإن استخدَم باريت في مقابل "طريًّا" كلمة "frishes"، ومعناها الدقيق "طازَج"، لكن فلنتنبَّه لترجمة الجزء التالي الذي يقول فيه: "und (aus dem sazmeer) gewinnt itr Schmusk… um ihn eukh anzulegen"، والذي ترجَمته: ﴿ وَتَسْتَخْرِجُونَ ﴾ (من البحر المِلح) ﴿ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ﴾ [فاطر: 12]، ويرى القارئ بوضوح كيف أن المترجِم قد أضاف من عنده بين قوسين عبارة "من البحر المِلح: "aus dem salmeer"، وهو ما يوحي باستبعاده أن تكون الأنهار مصدرًا من مصادر اللؤلؤ والعقيق وغيرهما من أنواع الحُلي على ما تقول الآية الكريمة، أما ترجمتا جورج سيل وبالمر الإنجليزيتان، وترجَمتا كازيمريسكي وماسون الفرنسيتان، وكذلك ترجمتا ماكس هنتج ومولانا صدر الدين الألمانيتان على سبيل المثال، فقد ترجمت كلها النص القرآني كما هو، لكنها التزمتِ الصمت فلم تعلِّق بشيء.


ويرى القارئ من هذه الآية كيف أن القرآن قبل أربعة عشرة قرنًا قد أشار إلى حقيقة علمية يستبعِدها ناس مثلي ومِثل المستشرق الإنجليزي رودويل ونظيره الألماني رودي باريت ممن يعيشون في هذا العصر الذي بلَغ فيه التقدم العلمي والتِّقني آمادًا مذهلة، فكيف عرَفها الرسول الكريم إذًا وأدَّاها بهذه البساطة لو كان هو مؤلِّف القرآن، وبخاصة أن الأنهار التي ذُكر أن اللؤلؤ وغيره من الأحجار الكريمة وشِبه الكريمة تُستخرَج منها تقع في بلاد سحيقة بالنسبة للجزيرة العربية، بل إن بعضها - كالبرازيل مثلاً - لم يُكتشَف إلا في العصور الحديثة؟


ومن هنا نستطيع أن نفهَم كيف أن المفسرين القدامى، كالطبري والقرطبي وابن كثير والجلالين على سبيل المثال، قد وقفوا حائرين إزاء هذه الآية وأمثالها؛ حيث يقرِّرون أن الحلي إنما تستخرَج من البحر المِلح فقط، وإن كان القرآن قد ذكَر البحرين معًا، يريدون أن يقولوا: إن العرب كانت تغلِّب في مِثل هذه الحالة أحد الطرفين على الآخر، بل إن بعضهم محاولة منهم الالتصاق بالآية وعدم الرغبة في اللجوء إلى المجاز هنا، قد قالوا: إن المقصود بالبحر العذب هو ماء المطر، بمعنى أن اللؤلؤ والمرجان لا يتم تكونهما إلا إذا نزل ماء المطر على صدَفهما في البحر فانعقَد لؤلؤًا ومرجانًا، وهذا كله خبْط خاطئ؛ فالمطر لا يسمَّى: "بحرًا"، فضلاً عن أن القرآن الكريم قد نصَّ على أن الحُلي تستخرج من كلٍّ من البحرين، لا من مجموعهما كما يقول مفسِّرونا القدامى، ولهم العذر رغم أنهم جاؤوا بعد الوحي بعدة قرون كانت الحضارة الإسلامية قد قطعت أثناءها أشواطًا في مجال العلم والفكر فسيحة؛ إذ إن المعلومات المتعلِّقة بهذا الموضوع لم تكشَف إلا في العصر الحديث كما بيَّنا في الفقرات الأخيرة، وقد كانت هذه الحُجَّة جاهزة في يدي في إحدى المناظرات التلفازية التي شاركتُ فيها منذ أعوام ضد من يُنادون بإبعاد العلوم الطبيعية عن القرآن الكريم وعدم الاستعانة بها في تفسيره بشبهة أنه كتاب عقيدة وتشريع وأخلاق لا كتاب كيمياء أو فيزياء أو فلك أو طب مثلاً؛ إذ ها هم أولاء كبار المفسرين واللغويين يتجاهَلون التركيب النحوي الواضح للعبارة القرآنية بسبب عدم توفُّر المادة العلمية بين أيديهم، فيعاملون تركيب "﴿ وَمِنْ كُلٍّ ﴾".... "على أن المراد به: "ومن مجموعهما..."، مع أن هذا غير ذاك تمامًا.


Le non mélange des eaux douces et salées.

- Dans le Coran, on parle en trios endroits d'une barriére séparant deux mers, l'une d'eau douce, pautre d'eau salée, qui se rencontrent sans se mélanger (25: 53, 35: 12 et 55: 19 - 20).

- " II (Dieu) a donné libre cours aux deux ondes, pour qu'elles se rencontrent ;comme il y a entre les deux une zone intermédiaire, elles ne s'en veulent pas. Eh bien, vous deux, lequel des bienfaits de votre Seigneur traiterez-vous de mensonge? "Sourate 55:19 - 21.

- Le mot traduit ici par "zone intermédiaire" (barzakh) signifie "intervalle", "barriére", "fossé", "barre", "obstruction" ,"isthme".

- "Et c'est Lui qui donne libre cours aux deux ondes: celle - ci, douce, rafraichissante, celle-la, salée, amere. Et assigne entre les deux une zone intermédiaire et barrage barré" Sourate 25:53.

- " Les deux mers ne sont pas identiques: (I'eau de) celle - ci est potable, douce et agréable a boire, et cell - la est salée, amére. Cependant de chacune vous mangez une chair fraiche, et vous extrayez un ornament que vous portez. Et tu vois le vaisseau fender I'eau avec bruit, pour que vous cherchiez certains (de produits) de sa grace. Peut-étre serez vous reconnaissants' Sourate 35: 12.

- Ces versets révéleraient selon certains interprétes musulmans, l'existence du non mélange des eaux fluviales dans la mer a l'embouchure car le mélange des eaux ne s'opére parfois que loin au large.

- Cela est possible, mais ne sommes nous pas la devant une simple observation d'un phénoména naturel bien connu, qui est le non mélange immediate des eaux de I'Euphrate et du Tigre avec celles de la mer, a leur débouché dans le golfe persique?

- En effet, on peut observer a Bassorah )en Iraq(, les eaux douces du Tigre se déverser dans I,Ocean Indien.

- Dans la marée haute, on voit une masse d'eau salée de couleur verte cotoyant une masse d'eau douce de couleur rougeatre sans quily ait entre ells le moindre mélange.

- Vous en conviendrez que ce spectacle impressionnant pour un homme d'aujourd'hui, devait l'étre d'une plus ample mesure encore pour un homme du septiéme siècle!

- Ceci dit, examinons ce que nous enseigne un conte de mythologie Babylonienne datant de plus de 3000 ans avant le Coran:

- "A I'origine il n'y avait que Nammou, la mer primitive, l'océan cosmique. Elle engendra An et Ki, le ciel et la terre (…). Enki, enfin, parce qu’il est le dieu des eaux douces qui, en tant qu'elles s'opposent aux eaux salées de Nammou -la mer primordial, doivent etre situées du coté du ciel, comme eaux de pluies". Conte babylonien.

- A cette lacture, nous constatons que le Coran n'a rien révélé!

- De ce fait, si des musulmans aiment encore a alléguer, que ces versets coraniques révéleraient une vérité scientifique, il faudrait alors adopter la meme attitude face aux texts mythologiques babyloniens, et en conclure qu'il y aurait la, une revelation divine faite aux Babyloniens, qui rappelons - le, sont polythéists. Je ne pense pas qu'il faille en venir jusque la, mais simplement étre honnete et se résoudre au fait que ces versets coraniques ne ressortent que d'une simple observation d'un phénoméne naturelle, qui a été repporté par d'autres homes étant de civilisations antérieures de plusieure millénaires a Mohammed.

- Signalons aussi, que d'autres interprétes ont fait plus fort, et prétendent que le Coran révélerait ici l'existence de masses marines différentes I'une de l'autre, tant au niveaau de la température, de la salinité, des organs vivant, de la solubilitde l'oxygene…

- Examinons, ce que dit le Coran: celui - ci nous parle d'un non mélange d'eau douce (potable, rafraichissante et agreeable a boire) et d'une eau salée (amére). Le Coran n'indique en rien, la distinction de températures des eaux, des organs vivant, de la solubilité de l'oxygéne.

- Ceci ne trouve aucune base dans le Coran alors que le Coran se dit etre un exposé DETAILLE DE TOUTE chose ou RIEN n'est omis avec des versets bien clairs.

- Le Coran parle juste d'une eau douce potable, et agréable a boire, mais cela n'existe pas des mers d'eau potable! Cest meme un danger pour I'homme de croire en telles choses. En effet, boire do l'eau salée, risqué de render la personne sujette a la folie…

- II n'est décidément pas bon pour le Coran d'y chercher des vérités scientifiques…D'autant plus que comme explicité, si malgré cela on accorde ici une révélation scientifique au Coran, il faut par conséquent agir de meme vis - à - vis du mythe babylonien, et ainsi le Coran n'a rien révélé, mais a alors simplement répété ce qui a déjà été dit, ceci il y a phus de 3000 ans! Nous en arrivons toujours a la meme conclusion, a savor: etre honnete et conclure que ces versets ne proviennent que de la simple observation d'un phénomena naturel.

- En conclusion Contrairement a ce qu'affirment certains commentateurw musulmans, de la lecture de ces versets, il resort plutot une méconnaissance scientifique et une ignorance qui considérées comme véritiés scientifiques pourraient meme mettre en danger la vie de personnes (voir eau de mer potable). Si néanmoins, certains refusaient de cesser de voir dans ces versets coraniques une révélation scientifique, il faudra en faire de meme pour le conte babylonien… et ainsi, le seul miracle coranique se réduirait a répéater ce que d'autres ont déjà dit…





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إعجاز علمي أم مصدقات القرآن العلمية؟!
  • نبأ القرآن

مختارات من الشبكة

  • إعجاز القرآن: من الإعجاز العلمي إلى الإعجاز الاقتصادي للدكتور رفيق يونس المصري(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • أطوار خلق الإنسان في القرآن بين الإعجاز التربوي والإعجاز العلمي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأنهار والرواسي: إعجاز قرآني ولغز علمي(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • المحاضرة الأولى: (مفهوم الإعجاز والمعجزة في اللغة والاصطلاح، والتجاوز والتوسع في أوجه إعجاز القرآن)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أصناف الناس في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صدع الأرض إعجاز علمي للقرآن الكريم(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • البحر المسجور إعجاز علمي للقرآن الكريم(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • مد وتقطيع الأرض إعجاز علمي للقرآن(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • الإعجاز العلمي في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإعجاز العلمي في الأرض من المنظور القرآني (عرض تقديمي)(كتاب - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب