• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: لزوم الإيمان في الشدائد
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    دروس وأسرار من دعاء سيد الاستغفار
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    حكم الأضحية
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    خطبة حجة الوداع والدروس المستفادة منها (خطبة)
    مطيع الظفاري
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك (الإخلاص طريق الخلاص)
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    أحمد بن عبدالله الحزيمي
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446 هـ
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل يوم النحر
    محمد أنور محمد مرسال
  •  
    تخريج حديث: إذا أتى أحدكم البراز فلينزه قبلة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تحفة الرفيق بفضائل وأحكام أيام التشريق (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العزيز، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}: فوائد وعظات
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    إمساك المضحي عن الأخذ من الشعر والظفر في عشر ذي ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

عقيدة البهائية في البهاء وزعمهم ربوبيته

عقيدة البهائية في البهاء وزعمهم ربوبيته
الشيخ عبدالرحمن الوكيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/3/2014 ميلادي - 29/5/1435 هجري

الزيارات: 10361

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عقيدة البهائية في البهاء

ربوبية البهاء


زعمت البهائية - كما بينا من قبل - أن الحقيقة الإلهية لا بد لها من التعين في جسد بشري، وأنها تظل تنتقل من جسد إلى جسد حتى تبلغ كمالها الأعظم في هيكل إنساني يكون هو أعظم هياكلها، أو تجسداتها، أو تناسخاتها، ولا يهم أن تغضب البهائية من التعبيرين الآخرين، فمن يعرفها يؤمن بنفاق غضبها.

 

وقد زعمت البهائية أن "الميرزا" "حسين علي النوري" هو هذا الجسد البشري الذي تجسدت فيه الحقيقة الإلهية بكمالها الأعظم، وأنه هو المقصود بقوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [الفجر: 22]. وأنه هو قيوم الوجود أزلاً وأبداً وأنه هو الروح الإلهي الذي كان يوحى إلي الأنبياء والرسل، وأنه هو الله الذي كلم موسى، ورفع عيسى، ونزل القرآن على محمد.

 

أما موسى وعيسى ومحمد وكل الرسل، فلم تكن لهم من مهمة سوى التبشير بظهور الله في جسد البهاء، وإعداد القلوب، وتهيئتها لقبول تجلي الله الأتم الأكمل الأبهى في الميرزا "النوري"! ومما يصف به عبدالبهاء دور ظهور الله في جسد أبيه قوله: "دور الحقائق والأسرار في هوية عوالم ربك العزيز المختار" يعني أن الله حينما اتخذ جسد أبيه مظهرا لحقيقته أظهر كل ما ادخر من سر وقدر وحقيقة، وأشرق بكل اسم له وصفة، وما ننقل عنهم إلا ما قالوه في كتبهم المقدسة[1].

 

ولكن ما رأي البهائية فيما وصف به البهاء الباب: "كل الأمور محتاج لأمره، وما سواه مخلوق بأمره، وموجود بحكمه"[2]؟ وإليك تفصيل عقيدتهم في البهاء مكتوبة بنفس ألفاظهم؟

 

التبشير بالبهاء:

تؤكد البهائية أن ميرزا "حسين علي" هو المقصود بكل آية بشرت بمجيء الله يوم القيامة، وبكل ما ورد في أسفار الصهيونية والصليبية عن مجيء المسيح الموعود، أو رب الجنود. يقول أبو الرذائل: "المراد من بشارات الكتب السماوية، هو ظهور بهاء الله الأبهى، وقيامه القدس الأعلى؛ فإنه - جل ذكره، وعز اسمه - هو وحده ادعى أن ظهوره هو ظهور الله الموعود، ووجهه هو وجه الله المعبود، ويومه هو يوم الله المعهود" ويقول أيضا: إن تلكم الزبر والأسفار، والصحف والآثار جميعها أناشيد تغردت بها طيور القدس في محامد ربنا الأبهى: تنوروا، تنوروا من أنوار وجه بهاء الله، قد تم وعد النبيين، وكملت بشارات المرسلين".

 

وقد وضع الحق على لسان عدوه أبي الرذائل كلمة تدمغ معبوده بعداوة الله ورسله، تلك هي كلمة "وحده"! فهي تؤكد أن جميع الرسل بريئون من هذه الزندقة وأن أحدا منهم لم يدعها!

 

ويقول بهائي آخر: "طبقا للتعاليم البهائية تشير النبوات الخاصة بوقت النهاية ومجيء رب الجنود والأب الأبدي: على مجيء بهاء الله، لا على يسوع المسيح" وهكذا تسرق البهائية من كل ملة ضالة ضلالة.

 

ويقول الميرزا نفسه مخاطباً البابيين: "هذا هو الذي بشر به محمد رسول الله ومن قبله الروح، ومن قبله الكليم"[3] وهو يتحدث في هذا عن نفسه.

 

قولهم إن البهاء هو الله رب الآخرة والأولى!:

زعمهم أنه رب الأرباب وسيد المظاهر: يقول عبدالبهاء عن أبيه: "تجلى رب الأرباب والمجرمون لخاسرون، وهو الذي أنشأ لكم النشأة الأخرى، وأقام الطامة الكبرى، وحشر النفوس المقدسة في الملكوت الأعلى" وإنما كان له وحده هذا المقام الأعظم؛ لأنه كما يزعم ابنه - هيكل الجلال الذي بسببه استقر الرحمن على عرش الأكوان، وتلألأت فيه حقيقة الله، وتشعشعت على آفاق الإمكان؛ ولأنه كان بهاء السموات والأرض أزلا، وسيظل كذلك أبدا ولقد أشرقت شمس الحقيقة الإلهية من أفقه بقوة وشعاع لم يسبق لهما مثيل! لهذا لا يقارن به مطلع من المطالع، فما لأحد منهم نفوذه الباهر، وقدره القاهر وكيف وهو عين الحقيقة الإلهية في غيبها وشهودها، والسماء التي صعد إليها عيسى وعالم الغيب الذي ظهرت منه رسالة الرسل، والعرش الذي عرج إليه الرسول وهو الوجود، والموجود. إنه فوق ما ظهر، وفوق ما سيظهر، ولن يظهر بعده من هو أكمل منه[4].

 

البهاء والمشيئة المطلقة والعلم المحيط:

يقول البهاء عن نفسه مخاطبا إخوانه البابيين: "يا أهل النفاق: قد ظهر من لا يعزب عن علمه شيء" ثم يزعم أنه لو حكم على الصواب حكم على الخطأ، وعلى الكفر حكم الإيمان؛ وعلى اليمين حكم اليسار، وعلى الجنوب حكم الشمال، فحكمه حق لا ريب فيه؛ لأنه ليس له شريك في حكمه. يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، ومن جنوده القدرة والاختيار هذا والله نص ما يقوله الميرزا عن نفسه. وما قرأنا في كتاب إلهي أن الرب يحل خبيثا، ويحكم على الشيء بنقيضه، أو يقلب القيم رأسا على عقب. أما الذي سمعناه من الله رب العالمين، فهو قوله جل شأنه: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف: 157]. ولكن البهاء - وهو مأفون سليب الرشد مجنون الشهوات - خشي أن يحل ما يثبت أنه خبيث، أو يحرم ما يثبت أنه طيب، كما خشي نقد الناس له حين يرونه مقترفا للحرام. مجترحا الخبائث، فقال ما قال من زور الإلحادية وبهتانها. ثم هم يبهتون الله بأنه لا يستطيع تغيير النواميس الطبيعية، فكيف يحكمون عليه بأنه يغير النواميس الخلقية، فيجعل الطيب خبيثا، والخبيث طيبًا؟!

 

صكوك الغفران:

كفر بهائي كبير بالبهاء، فقدم له البهاء الرشا، حتى رده إليه، وقال له في وضاعة زلفاه: "ليس لك ذنب، ولا خطأ، قد طهرك الله من كوثر بيانه في سجنه العظيم".

 

زعمه أنه هو الله الخالق لكل شيء:

يقول المنكود عن نفسه: إنه لا شريك له في ملكه أو حكمه، وأن كل ما سواه مخلوق بكلمته وأمره، وليس لأحد من حركة أو سكون إلا بإذنه؛ لأنه هو الحاكم الآمر العليم الخبير[5] ويستفتح كلماته التي سماها فردوسية بقوله: "كلمة الله في الورق الأول" هذا إلى ما قاله في الهيكل: "قل: لا يرى في هيكلي إلا هيكل الله، ولا في جمالي إلا جماله، ولا في كينونتي إلا كينونته، ولا في ذاتي إلا ذاته، قل: لم يكن في نفسي إلا الحق، ولا يرى في ذاتي إلا الله"[6] ويقول للعلماء في الأقدس: "لو آمنتم بالله حين ظهوره ما أعرض عنه الناس".

 

البهاء بين الربوبية والعبودية:

عقيدة البهائية في الميرزا أنه إله في صورة إنسان، أو أنه ذو طبيعيتين هما: اللاهوت والناسوت. ولكن لا يمكن فيه الفصل بينهما لأنهما جوهر واحد، أو حقيقة واحدة هي الحقيقة الإلهية[7]. فإذا تكلم كرب فهو يصدر في هذا عن لاهوته، وإذا تكلم كعبد، فهو يصدر عن ناسوته فاعجب لإله ظاهره يسجد لباطنه؟!

 

يرعى الكون وهو ميت:

ينعي عبدالبهاء أباه في موته بقوله" "إلهي إلهي ذاب لحمي في مصيبتك الكبرى. صعدت يا إلهي إلى قدس ملكوتك، وأنس لاهوتك، وعزة جبروتك"[8] أتصلح هذه العربدة من وقاحة الزندقة لمناجاة الله؟!

 

وكيف يترك الرب عالمه، فيصير خليا من رب يرعاه! وإله تخشع له قلوبه؟!

ويناجي عبدالبهاء معبوده الهالك مرة أخرى بقوله: "يا مالك الآخرة والأولى، أنـزل عليه رحمتك يا بهاء الأبهى، يا مليك الأرض والسماء، إنك أنت المقتدر العزيز الوهاب"[9] لقد عاد معبود البهائية روحا مجردا، والمجرد في دينهم لا يسمع، ولا يرى، ولا يعمل، فكيف يطلب نبي البهائية من الصمم سمعا، ومن العمى بصرا، ومن العجزة قدرة، ومن الجيفة نبوة، ومن الموت حياة الخلود ومن الإفلاس ملك الدنيا والآخرة؟!

 

لقد كان عبدالبهاء يؤمن بهول الكارثة إذا تحطم الطاغوت مخافة انصراف المفتونين عن عبادة أبيه، فيحرم من السحت الوفير والمنصب الخطير؛ ولهذا أعد للأمر عدته قبل هلاك أبيه، فأوحى إليه أن يقول: "إذا غربت شمس بهائي وسترت سماء هيكلي، قوموا على نصرة أمري؛ أنا معكم في كل الأحوال، وننصركم بالحق. إنا كنا قادرين" قال البهاء هذا في كتابه الأقدس الذي ألفه قبيل هلاكه بوحي من ابنه، وما على عبدالبهاء، من أن يرى أباه يناقض دينه في تجرد الحقيقة الإلهية وتجسدها. حسبه أن يظل الكفار كفارا، وأن يظل الكفر المستعلن هو كفره، وأن يظل رجس السحت مركوم القذر في بطنه؛ ولهذا أسرع عبدالبهاء إلى مساندة هذا التناقض عقب هلاك أبيه فقال: "إن شمس البهاء مشرقة من ملكوته الأبهى، ويرى أحباءه من أفقه الأعلى"[10] لقد صمم على أن يظل العبيد مشدودي الوثاق إلى الطاغية.

 

ولقد استطاع أن يستخفهم من قبل إلى عبادة صنم، فكيف لا يستطيع أن يستخفهم إلى عبادة عدم؟!

 

يزعم أن كتبه هي المهيمنة:

يتحدى الميرزا المسلمين بكتبه، ويفضلها على جميع الكتب الإلهية فيقول: "قل: يا قوم اقرءوا ما عندكم من الكتب، ونقرأ ما عندنا. لعمر الله لا يذكر عند ذكره أذكار العالم، وما عند الأمم"[11] ويقول في الأقدس: "من يقرأ آية من آياتي لخير له من أن يقرأ كتب الأولين والآخرين" فهل يصدق مسلم أن البهائية فئة مسلمة، وهي تؤمن أن وضاعة زنديق أجل من عظمة خاتم الرسل؟ وأن تفاهة الضلالة من الإيقان تهيمن على هدى الفرقان؟! وإليك ما يقوله أبو الرذائل عن الإيقان: "أكمل بتنـزيله فضله على نوع الإنسان، فبين في هذا الكتاب الكريم جميع الحقائق النازلة على الأنبياء والمرسلين. وفك به ختوم الأصفياء والنبيين" وفي مكان آخر يقول أبو الرذائل للبهائيين عن الميرزا "حسين علي": "يمكنكم أن تعرفوا مقدار عظمة رحمة الله على عباده بتنـزيل كتاب الإيقان؛ فإنه - جلت عظمته، وأحاطت قدرته - بين في هذا اللوح المبارك المنير جميع الشبهات التي تمسكت بها الأمم في رد الأنبياء والمرسلين، وأجاب عنها بأوضح بيان"[12] كل هذا في كتابه الحجج وعجيب أن يجد هذا الزور من يصدقه مع وضوح أنه أخس زور!

 

أدلتهم على ربوبية البهاء:

ترى البهائية أن الأدلة على صدق الرسول أو "المظهر الإلهي" كما تسميه، لا تخرج عن أربعة: أولها: الكتاب وثانيها: الدليل العقلي، وثالثها: البشارات التي وردت في الكتب السماوية، ورابعها: المعجزات الخاصة. ونلحظ أن هذه الأدلة تصلح لإثبات صدق دعوى الرسول، لا لإثبات أنه جسد الله!

 

الدليل الأول: الكتاب: يقول أبو الرذائل عن الكتاب الإلهي: إنه يمتاز بتأثيره التام في هداية النفوس، وإحياء الأمم، وتهذيب أخلاق الشعوب، وإيجاد أمة جديدة مستقلة نامية، وتشريع شريعة مهذبة باقية، وقهر من يقاومه من الأمم، والغلبة على من يمانعه[13].

 

وأقول للبهائية: أية أمة نامية جديدة مستقلة أنشأها البهاء، أو شيدتها البهائية وهم كما هم عبيد في حظائر الصهيونية والاستعمار؟ وأين هذه الشعوب التي هذبتها البهائية؟ إن قوتها تتمثل في أولئك الذين يعيشون في أمريكا[14]، وهي لما تزل حربا على الشعوب عونا للصهيونية. وقطب البهائية الأعظم يعيش في إسرائيل مسخرا لأحقادها، ومسخرا أتباعه في كل بلد لشهواتها! وأين خلاقية البهاء وقاهريته، وفي جبينه آية السجود على عتبات الطغاة، وفي لسانه تمتمة الضراعة إلى البغاة؟

 

وما أثرت البهائية إلا بعون كبير من قوى خارجية كان يهمها القضاء على الإسلام. ويفتري البهاء أن كل الحضارات العالمية السابقة واللاحقة - قبس من نور قلمه الأعلى، حتى الصحف السيارة[15]! والعالم لم يسمع ببهائي واحد يستطيع التاريخ أن يشير إليه إذا تحدث عن خلق فاضل، أو جهاد كريم، أو علم نافع، ولكنه سمع بأشياء أخرى سجلها التاريخ، وليس فيها ما يشرف به خلق، أو يعتز به قبيل!

 

والبهائيون يحقرون من شأن كل الكتب الإلهية التي نـزلها الله على رسله، ويزعمون بأن ما عندهم من كتب يفوق في كثرته ما عند ملل الأرض جميعا. وإليك ما يقول أبو الرذائل: "مع ما كانت تصادف ربنا الأبهى طول أيام ظهوره من البلايا والمصائب[16] الجسيمة والرزايا والدواهي العظيمة، ومع أنه لم يكن من أهل العلم، ولم يدخل المدارس العلمية، فقد ملأ الآفاق من ألواحه المقدسة الفارسية والعربية مما لا نبالغ إذا قلنا: إنها تزيد على ما عند ملل الأرض جميعًا من كتبهم السماوية، وصحفهم الإلهية. تهذبت بها أخلاق أخشن الملل، وبها يمكن أن تحفظ حقوق كل الأمم، ويتفق بها جميع أهل العالم" ثم يتحدث عن كتب عبدالبهاء فيقول: "يعجز قلم الكاتب البليغ عن وصف ألواحه المقدسة" خضعت لها رقاب الفصحاء، وزلت لها أعناق البلغاء"[17] وأقول للبهائية: إذا كان الأمر أمر كثرة وخرافات بهائية، فليعبدوا الشيطان الذي كان يوحي إلى البهاء وابنه بدينهما، وهو ابن عربي، فكتاب واحد من كتبه التي ألفها، وهو: "الفتوحات المكية" تربو صفحاته([18]) على ما اختلسه البهاء وابنه من كتب الصوفية، وألفوا منه كتبا!

 

الدليل الثاني، هو المسمى بالدليل العقلي:

يقولون: إن وراء كل دين قوة إلهية، تعمل على انتشاره دون استناد إلى أسباب بشرية[19]. ثم يزعمون أن هذه الأسباب البشرية قد انتفت عن البهائية، فلم يبق إلا أن تكون مستندة إلى إرادة إلهية، وقدرة ملكوتية سماوية أدت إلى انتشارها بسرعة، وأقول: إن كل دعوة مارقة تستطيع أن تزعم ما زعمته البهائية - ما دام الأمر أمر زعم، وادعاء دون بينة - ولنضرب مثلًا بالباطنية، فقد بدأت دعوتها في سجن بالعراق[20]، ثم رأيناها، وقد أنشأت لها دولة كبرى في شمال إفريقية. أما البهائية، فظلت حتى الآن تساقط على الفشل المرير. أما المعارف الاكتسابية، فقد استندت إليها البهائية في أصولها وفروعها، فعقائدها بشروحها - وبالكثير من ألفاظ هذه الشروح - مستمدة من كل تراث قام لمعارضة الوحي الإلهي، ومناهضة هدى النبوات، ولا سيما تراث الصوفية، والإسماعيلية. وتأويلاتها الكافرة للآيات القرآنية مسبوقة بها من الباطنين، وإشاراتها الفلسفية، وما حشت به كتبها من أسرار الأعداد والحروف كل هذا مبثوث في كتب الحروفية والعددية، ونـزعتها الخلقية مزيج من المسيحية والبوذية والبرهمية. أو من يملأ كتبه بالحديث عن "فيثاغورس وأفلاطون وبطليموس" وكتابه "المجسطي"، وترجمة "الفارابي" له، وعن "كوبرنيك"، وعن الأفلاك، ودوران الأرض، وعن "الجواهر والأعراض والكليات والجزئيات"، ومقاييس المعرفة عند الفلاسفة وبعشرات من المصطلحات الصوفية[21]، أو من يفعل هذا، ويأخذ بالكثير منه كما هو ننفي عنه استمداده من المعارف الاكتسابية؟!

 

الدليل الثالث، البشارات:

يقول أبو الرذائل: "من نظر في الكتب السماوية فلن يجدها إلا أناشيد لهجت بها ألسنة الأنبياء في محامد ربهم الأبهى"[22]. وقد بينت من هذا شيئا من قبل، وقد تجلى لنا أن الصهيونية هي التي أمدت الميرزا بما جاء في أسفارها عن بهاء الله - بعد أن لقبته به - ودفعته إلى أن يزعم المقصود بما ورد في كتبها عن بهاء الله، وقد فعلت هذا كل فرقة قامت تناهض الإسلام، يقول الدكتور محمد كامل حسين في كتابه طائفة الدروز: "استشهد الكرماني بنصوص من الكتب المقدسة التوراة والإنجيل والقرآن في البشارة بالحاكم" وقد جاء في رسالة مباسم البشارات للكرماني هذا استشهاده بفقرات من سفر أشعياء - وهي نفس الفقرات التي استشهدت بها البهائية - وقد زعم الكرماني أن هذه الفقرات التي استشهد بها لا تدل على عيسى وإنما تدل على الحاكم[23]، وكذلك زعمت البهائية. والتاريخ يذكر لنا عديدا من الذين افتروا مثل هذا، وقد سبق ذكر بعضهم، ونذكر هنا منهم سليمان بن الحسن القرمطي، ومن شعره:

ألست أنا المذكور في الكتْب كلها
ألست أنا المبعوث في سورة الزمر؟[24]

الدليل الرابع والأخير:

هنا نرى البهائية أشبه ما تكون برجل تجثم فوق صدره صخرة صماء لا يستطيع منها خلاصا رغم جهده المبذول الموصول، ولكنه رغم ذلك يزعم في حشرجة المحتضر: أنه قد حطم الصخرة؛ فلقد عاش البهاء أخيذ الهوان يوطأ بالمناسم، ورغم هذا يقول أبو الرذائل: "إن معجزات البهاء أقرب إلى القبول من معجزات سائر الأنبياء" ثم ينفض حواة البهائية كل ما لهم من جعاب، فلا يسّاقط منها إلا أوهام يسمونها معجزات، وإلا ادعاء الكذب الصراح: أنه صدق جليل؛ فيقول أبو الرذائل: "قل من أدرك أيام ربنا الأقدس الأبهى جل ذكره، وعز اسمه مدة من الذين يوثق بأقوالهم إلا وشاهد منه معجزه"[25] وما تلك المعجزات؟ يجيب عبدالبهاء عن هذا بقوله عن أبيه إنه: "أنشأ النشأة الأخرى، وأقام الطامة الكبرى، وحشر النفوس المقدسة في الملكوت الأعلى"[26] فهو إذن رب الآخرة والأولى!

 

لا نبي يحتاج إلى معجزة:

غير أن عبدالبهاء قد آمن - رغم ما بذل من جهد هو ودعاته - بأن هذه المفتريات كلها لن تعطف عليها فكرة من لب، ولن يهتز لها وتر قلب، فهفا يزعم أن ربوبية أبيه تثبت بالمكاشفة والشهود[27]! لقد فصم كل سبب يصله بدين أو عقل، وطوح بعيداً بعيداً فراراً من النور!



[1] اقرأ نصوص الفصل في ص168 إيقان، 18، 10، 19، 34، 45، 58، 130 مكاتيب، 217، 247، 210، بهاء الله. واقرأ للجيلي وهو يزعم أن موسى هو الله كما زعمت البهائية عن البهاء: (ما رأى موسى ربه، وإنما الله رأى الله. وما ثم إلا المعبر عنه بموسى) ص92 جـ1 الإنسان الكامل.

[2] من تفسير البهائية لكلمة (باب) أنها إشارة إلى أنه باب ظهور الحقيقة الإلهية في جسد البهاء ص7 الحجج، وحينما سئل عبدالبهاء في لندن عن الباب: أكد أنه لم يكن غير مصلح فحسب ومبشر بظهور البهاء ص45 خطابات. فقارن بين الكذبين.

[3] نصوص الفصل في ص55، 77، 83 مكاتيب، 3، 11، 14، 16، 17 و 12 الحجج 142 إشراقات. ص21 بهاء.

[4] نصوص الفصل ص138، 102، 148، 156، 208 مكاتيب، والبهائية تزعم أنه سيظهر بعد ألف سنة مظهر إلهي آخر، ولكنه سيكون تحت ظل أمر بهاء الله! ص131 بهاء الله.

[5] ص144 إشراقات ويعني بالسجن عكا وانظر ص3، 4، 8، 9، 10 من إشراقات.

[6] يقول حمزة بن علي داعية الدرزية عن الحاكم: (مولانا الملك الجبار العزيز الغفار المعز القهار الحاكم الأحد الفرد الصمد المنـزه عن الصاحبة والولد) ص108 طائفة الدروز. وقد زعم البهاء أنه كذلك، وزعم له دعاته.

[7] ص50 بهاء الله.

[8] 202، 212 مكاتيب.

[9] ص233 مكاتيب.

[10] ص253 مكاتيب.

[11] ص57 إشراقات.

[12] ص170، 172 الحجج.

[13] يقول البهائية في مصر: (لم يكن مطلب البهائية تكوين أمة جديدة) فأيهما الكذوب؟ ص5 البهائية، ص37 وما بعدها الحجج.

[14] يوجد البهائيون بكثرة في أمريكا والهند وبرما وتركستان وإسرائيل، وكذلك في إنجلترا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا واليابان، غير أنهم جميعا يدينون بالولاء والعبودية لمن يسمى: (ولي أمر الله). ومقره دائما في أرض فلسطين المحتلة التي اغتصبتها إسرائيل.

[15] ص155 إشراقات. ويزعم أن قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾ دليل على هذا.

[16] تدبر تعبيره بأن ربه كان يصاب بجسيم البلايا فكيف يمنع هذا الرب البلاء، وهو لم يستطع له دفعا عن نفسه؟!

[17] ص124 وما بعدها، الحجج.

[18] تبلغ قرابة 3400 صفحة من القطع الكبير والحروف الدقيقة، هذا غير ما خلفه وراءه من كتب تربو على أربعمائة.

[19] ص41، الحجج.

[20] ص43 التبصير، 169 الفرق بين الفرق.

[21] نضرب أمثلة لهذه المصطلحات بما يأتي: (النقطة الأولى الحقيقة المحمدية، الألف، الباء، الحروف، الكلمات، الفيض الأقدس والمقدس، والعماء، الأحدية الواحدية، قوسا النـزول والصعود، الإنية، الماهية الورقاء) وغيرها، وتفسر البهائية كل هذه المصطلحات بنفس تفسيرها الصوفي، وتقيم عليها دينها.

[22] ص149 الحجج.

[23] ص53 وما بعدها طائفة الدروز.

[24] اقتحم القرمطي مكة سنة 317هـ - 929م وفتك بالطائفين، ورمى بجثثهم في بئر زمزم، واقتلع الحجر الأسود، وظل في حوزته حتى استرده المطيع الخليفة العباسي وقد استبد القرمطي بحكم البحرين واليمامة والأحساء. ص173 الفرق بين الفرق. وهو يشير إلى الآيات القرآنية التي وردت في آخر سورة الزمر. وتخبر عن إشراق الأرض بنور ربها، ويزعم أنه المقصود بهذه الآيات!

[25] ص131 الحجج.

[26] ص138 مكاتيب.

[27] ص81 مكاتيب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اعتقاد مؤسسي البهائية وأتباعهم
  • البهائية واعتقادهم بنبي غير محمد صلى الله عليه وسلم
  • الحقيقة الإلهية في رأي البهائية
  • مراتب الحقيقة الإلهية في زعم البهائية
  • المظاهر الإلهية أو الرسل عند البهائية

مختارات من الشبكة

  • البهائية: نشأتها وأبرز عقائدها (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • البهائية : تاريخها وعقيدتها وصلتها بالباطنية والصهيونية (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الآخرة في عقيدة البهائية (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • من عقيدة البهائية: الطعن في أدلة الرسل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى ختم النبوة وبدئها في عقيدة البهائية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغاية من تأليف كتاب: البهائية ( تاريخها وعقيدتها وصلتها بالباطنية والصهيونية )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دين البهائية وشريعتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبدالبهاء والبهائية (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البهائية ووحدة الأديان(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • احذروا البهائية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/12/1446هـ - الساعة: 0:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب