• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

شرح أصول السنة للإمام الحميدي (2)

شرح أصول السنة للإمام الحميدي (2)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/3/2014 ميلادي - 16/5/1435 هجري

الزيارات: 15816

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفريغ دورة

شرح أصول السنة للإمام الحميدي (2)

"الدرس الثاني"

 

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه.


أما بعد:

فهذا المجلس الثاني من مجالس العملية المعقودة في مذاكرة ومباحثة رسالة أصول السنة للإمام الحافظ أبي بكر عبدالله بن الزبير الحميدي  - شيخ البخاري  - رحمهما الله، وبقي الكلام في موضوع القضاء والقدر التنبيه إلى الكلام في المنحرفين في هذه المسألة وأكثر المنحرفين فيها طائفتان.


الطائفة الأولى: القدرية:

والقدرية في استعمال العلماء أعني من السلف الصالح في المائة الثانية والثالثة طائفتان، يراد به طائفتان يراد به الغلاة في نفي القدر وهم المعتزلة غلاتهم وعامتهم كما يأتي الان.


و يراد بالقدرية أيضاً الغلاة في إثبات القدر وهم الجبرية ثم صار الاستعمال فيما بعد القرن الثالث في وصف القدرية في الغلاة في نفي القدر المعتزلة، فالقدرية في اول استعماله وصف للطائفتين المتضادتين يتناول الجبرية في اثبات القدر ويتناول المعتزلة الغلاة في نفي القدر، قلنا الاستعمال بعد القرن الثالث انصرف لمن؟ الى المعتزلة.


والمعتزلة في هذا الباب فرقتان وطائفتان:

الفرقة الأولى: وهي الأولى وجودا وهم الغلاة في نفي القدر وهؤلاء وُجدوا في آخر عهد الصحابة في عهد عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهي ناشئة نشأت في البصرة وتولدت من مذاهب اليهود والنصارى والمجوس و أشهر من عُرف بها في تلك الفترة معبد بن خالد الجهني القدري، والذي حكم العلماء في ذلك الزمن حكموا عليه بالقتل لنفيه القدر، قتله الخليفة الأموي الموفّق عبدالملك بن مروان فعُد قتل عبد الملك بن مروان لمعبد بن خالد الجهني مزية من مزاياه،هذه الطائفة التي نشأت في البصرة أنكرت القدر كله وقالت إن الأمر أُنف؛ أي مستأنف، لم يسبق فيه علم ولا كتابة ولا ارادة ولا خلق ولا تقدير ولهذا في أصل حديث جبريل في رواية مسلم له، جاء من رواية حُميد بن عبدالرحمن ويحي بن يعمر وهما من كبار التابعين قال: انطلقت أنا وصاحبي حاجين أو معتمرين فمررنا بالمدينة فقلنا لو لقينا أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وأنا أسوق لكم ذلك لأن فيه تربية للمؤمن، أنه إذا مرت عليه مشكلة أو بدعة لا يعرفها أنه يردّها إلى العلماء، لا يروح يستنتجها ويحلّلها ويحكم عليها من رأسه كما هي صنيعة عامة صغار الطلبة، وهذه مشكلة تورث مثالب ومزالق وتورث افتراقات العناد الذي يصاحب اختياره وما اختار - يقول يحي بن يعمر وحميد بن عبدالرحمن انطلقت أنا وصاحبي حاجَّين او معتمرين فمررنا المدينة فقلنا لو لقنيا احدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال فلقينا عبدالله بن عمر رائحا الى المسجد أو غاديا الى المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أنا عن يمينه وصاحبي عن يساره - وهذا من شدة التلهف للقاء العلماء والأدب معهم - فظننت أن صاحبي سيكل الكلام لي فقلت يا ابا عبدالرحمن - وهذا فيه خطاب العالم بما يجله والكنية عند العرب من أسباب الإجلال - يا أبا عبدالرحمن إنه ظهر قبلنا في البصرة قوم يقولون إنه لا قدر وإن الأمر أُنف - هذا أول ظهور هذه المقالة في البصرة فقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهم - وانظروا الى العالم ما تردد ولا تلكّأ لأن العالم نور الله بصيرته بهذا العلم - قال:اذا رجعت إلى هؤلاء فأخبرهم اني منهم برئ وأنهم مني براء، تبرأ ابن عمر منهم ومن قولهم؛ فإن من لم يؤمن بالقدر لا إيمان له، ثم قال حدثني ابي - وهذا فيه منهج من مناهج أهل السنة أنهم يعالجون البدع والمخالفات بالأثر،بالوحي - قال حدثني أبي قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، فساق حديث جبرائيل بطوله. هذا سبب ورود هذا الحديث وفيه منهج عظيم في هذا التعليم أنه ترد المشكلات والمعضلات والبدع والأهواء الى السُّنن والمأثورات هذا أول ما ظهر من القدرية نُفاة القدر وهؤلاء نفُوا أربع مراتب:

نفوا أن يكون الله علم المقدرات أو كتبها أو أرادها او خلقها وهؤلاء نفاة المراتب الأربع، لم يؤمنوا بالقدر كما قاله ابن عمر ولهذا هؤلاء القدرية اتفقت كلمة السلف على كفرهم، قال الإمام المطلبي أبو عبدالله محمد بن ادريس الشافعي:ناظروا القدرية بالعلم - أي هل علم الله المقدرات أو لم يعلم؟ - فإن أقروا به خُصموا بمعنى أن الأمر ليس أنف، وانما سبق به علم الله وإن أنكروه - أنكروا ان الله علم الاشياء قبل وقوعها كفروا لأنهم جحدوا صفة العلم السابق لله سبحانه وتعالى.


انظر كيف العالم يعطيك كلمة مختصرة لكنها قنبلة في الصميم، هؤلاء نفاة القدرية وهم نفاة المراتب الأربعة.


عامَّة القدرية أنكروا مرتبتين أنكروا مرتبة الإرادة المرتبة الثالثة وأنكروا مرتبة الخلق وقالوا أن الله لم يرد المقدرات ولم يخلقها؛ فاستحقوا بهذا أن يُحكم عليهم بالضّلال فهم ضلال لإنكار المرتبتين، لكنهم لم يبلغوا حد الكفر كما ذكره شيخ الاسلام في آخر العقيدة الواسطية.


ومن ثم نشأة من بدعة المعتزلة ما يسمى ببدعة العدل وهذا من أوائل ما نشأ بين المسلمين من الألفاظ البراقة الجميلة، التي تنطوي على المعاني الفاسدة الرذيلة، اسم العدل زين، لكن ما مراد المعتزلة بالعدل؟ يريدون نفي أن يكون الله جل وعلا أراد أو خلق أفعال المكلفين و أفعال العباد، وبهذا صارت القدريَّة مجوس هذه الأمَّة وجاء فيها حديث أربعة من الصحابة حديث ابن عمر وابي هريرة وجابر وأنس: القدرية مجوس هذه الأمة، والحديث محتمل لاعتباره بهذه الشواهد الكثيرة.


لماذا شُبِّه القدرية بالمجوس؟ المجوس من اعتقادهم أن للكون خالقان النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر، ويجعلونه ليس بمزية واحدة فالنور أفضل وجعلت المعتزلة خالقين كثيرين مع الله كل واحد يخلق فعل نفسه، من غير أن يكون لله إرادة في خلق فعله أو يكون لله خلق لفعل العبد فضلوا وأضلوا.


الطائفة الثانية المنحرفة في القدر هم الجبرية وهم الجهمية وسُمُّوا في هذا الباب بالجبرية، أنا ما ذكرت لكم أصول المعتزلة الخمسة لأنها لا تتعلق بهذا المبحث وسياتي ذكرها في محلها، أصولهم الخمسة إجمالا:

التوحيد ويعنون به نفي الصفات.

والعدل وهو أول أصولهم من حيث الوجود، ويراد به نفي قدر الله بإرادته وخلقه.

والوعد والوعيد ومعناه انفاذ الوعيد، ان اصحاب الذنوب في النار مخلدون فيها.

المنزلة بين المنزلتين وهو أن صاحب الذّنب لا مؤمن ولا كافر؛ بل في منزلة بينهما، خرج من الايمان ولم يدخل الي الكفر.


الاصل الخامس الذي يعاد ويكرر أن المتأثرين بهم بدعوى الامر بالمعروف والنهيعن المنكر انهم يريدون به الخروج على ولاة الجور اذا قدروا على ذلك؛ بدعوى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الاصل يتقمّصُه الآن كثير من فيه لوثات الاعتزال من المفكرين أو من موجهين أو من قادة يجعلون هذا مطية الي الخروج علي أئمة الجور إن قدروا علي ذلك، الجبرية هم الجهمية وسُموا بالجبرية لأنهم يقولون أن الله جبر العباد علي أفعالهم، والعبد ليس له إرادة ولا اختيار وانما هو كالشجرة في مهب الريح وكالميت بين يدي مغسِّله لا إراده له، وقالوا العبد مجبور علي فعله، هذا القول من الجهمية من أبشع بدعهم، وبدعهم متعلقة بالقدر وهي الجبر، وهي متعلقة بالصفات وهي انكار الصفات، وبدعة ستأتينا بعد قليل في مسالة الإيمان بالإرجاء المحض الخالص، هذه الفرقة فرقة الجبرية ما جاءت من باب.....وإانما لها سالف فاسد وهم المشركون (سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا)(ولا عبدنا من دونه شيء) فالمشركون اعتذروا بالقدر على كفرهم و شركهم، ولهذا يقال الجبرية المشركيَّة، نسبة الي قول المشركين الذين قصّ الله علينا في سورة الأنعام وغيرها.


الجبريَّة في مذهبهم قائلون بالكسب، وهم جماهير المتكلِّمين المنتسبين إلي مذهب أبي الحسن الاشعري المتأخر الأشعرية أو بعض الماتردية قالوا إن الله قدَّر المقادير، والعبد له كسب وقوع القدر عند فعله لا بفعله وقالوا إن القطع يحصل عند السكين لا بالسّكين، والحرق يحصل عند النار لا بالنار، وحقيقة هذا القول الكسب يرجع إلي قول الجبرية كما قال شيخ الاسلام بن تيمية وغيره:


ثلاثة لا حقيقة لها احوال ابي هاشم
وطفرة النظامِ وكسب الأشعري

 

فالكسب الذي عندهم غير الكسب الذي في سورة الم السجدة((جزاء بما كانوا يكسبون)) أي يعملون، وإنما الكسب عندهم وقوع القدر عند فعل القدر وهذا حقيقته قول الجبرية، قول الجبرية وقول المتكلمين في القدر له وجود الآن في الواقع في المنهج التبريري للمعاصي، ترى صاحب المعصية على معصيته يتخلف عن الصلاة، يشرب الخمر، يأكل الربا، يزني يحشِّش، فإذا أمرته بالمعروف يقول (روح) الله قدّر علينا ذلك، فيستدل بالقدر في المعايب لا في المصائب، فيجعل القدر حجة له وتُرساً يتترس به لتبرير معصيته وواقعه وهذا موجود وهو من حبائل الشيطان على الأولين والآخرين هذا من آثار هذا المذهب الردئ مذهب الجبرية.


مذهب الجبرية عندهم حق والقدرية عندهم حق مجموع هذين الحقين هو مذهب أهل السنة والجماعة، لتعرفوا أن أهل السنة أهل عدل، ولهذا إذا جاءهم إنسان بأمر أخذوا خيره وردوا عليه شره وخطره.


ما الحق الذي عند القدريَّة؟

أنهم أثبتوا للعباد إرادةً وفعلاً وبدعتهم وباطلهم لما نفوا أن يكون الله قدَّر المقادير، أو أن الله أراد منه أو خلق فعله.


الحق الذي عند الجبريَّة أنهم أثبتوا الفعل لله تعالى، وأنه على كل شئ قدير، لكن الباطل غلوا في هذا الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته وإرادته.


وبه تعرفون أن أهل السنة ميزانهم ميزان عدل، لا ميزان ظلم و حيْف.

 

قول الحميدي رحمه الله:

وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، ولا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل وقول إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بسنة.

الشرح:

هذه الجملة التي ذكرها الإمام الحميدي من أنفع الجمل، وقد أجمع عليها العلماء إجماعاً لا مخالف لهم فيها، هذا السطر ونصف في مسألة الإيمان وهذه المسألة هي أول مسائل الخلاف بين أهل السنة والجماعة ومخالفيهم، لا تظنوا يا رعاكم الله أن أول مسائل الخلاف هي مسألة الأسماء والصفات على جلالة هذه المسألة، لكن أول مسائل الخلاف في أحكام أهل المعاصي والذنوب التي من آثارها مسائل الإيمان، ولهذا من قرأ وطالع منكم كتاب السنة للإمام أحمد، والسنة لعبدالله بن الإمام أحمد، والسنة للخلال، والسنة لابن أبي عاصم، يجد أول ما يجده الرد على المرجئة، لأن انحرافهم في الإيمان أول انحراف وقع استوجب الرد عليهم، قبل انحرافهم في الأسماء والصفات.


يقول الإمام الحميدي رحمه الله [وأن الإيمان قول وعمل]

الإيمان: أي الاعتقاد

الشيخ: الاعتقاد أين هو من كلام الإمام الحميدي؟

طالب: قول وعمل

الشيخ: أحسنت قوله قول وعمل، يدخل فيه الاعتقاد كما سيأتي، لهذا العلماء لما احتاجوا إلى تفصيلهن قالوا: الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان، هذا هو معنى الإيمان أهل السنة والجماعة بهذه الأمور الخمسة، لأنَّه سيأتي معنا قول الوعيديَّة أنه كقول أهل السنة أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، لكن لا يعتقدون أنه لا يزيد ولا ينقص فخرج قولهم عن حقيقة قول أهل السنة والجماعة، وإن وافقوهم في أول رسمه، السلف يقولون وهذا قول مُجمع عليه، حكى الإجماع عليه غير، قال عمرو بن دينار:أدركت مائة يقولون أن الإيمان قول وعمل.


[قول وعمل]: القول قولان، قول، اللسان وأشهره قول لا إله الا الله، وقول القلب هو الاعتقاد، الاعتقاد بالله وأسمائه وصفاته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر. هذا قول القلب.


العمل عملان: عمل القلب وهي النية والتوكل والخشية والرجاء و المحبة، هذه المحركات في قلب المؤمن، تبعثه على فعل الخير وترك المحرم، خشية الله هذا عمل قلبك، النية حركة في قلبك، ولهذا يتفاضل ثواب العمل بتفاضل هذه النية، انظر إلى الأعمال في ثوابها وجزاءاتها الحسنة بعشر أمثالها، الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة، ما الذي يُمايز تفاوت هذا الجزاء والثواب في الأعمال؟ النية، كلما عظُم التعلق بالله، و اعتقاد القلب والرجاء فيه كلما زاد ثمار هذا عمل.


الصلاة تصليها صورة واحدة لكن تختلف فيما يكون بينها من الخشوع والخشوع عمل القلب.


النوع الثاني من العمل: عمل الجوارح، الوضوء والركوع والسجود والصلاة عمل، وأعمال الصلاة لا تخرج عن أربع؛ قيام وسجود وركوع وجلوس، هل الصلاة فيها ركض وسعي يا إخواني؟ لا.


إذا هذه الأعمال منها الوضوء لأن الشرط يدخل في المشروط، و منها استقبال القبلة وستر العورة فهذه أعمال لا تصح العبادة الا بها، فهذه أعمال الجوارح، من تأمّل حقيقة العمل في الإيمان عرف انحراف المنحرفين في إخراج العمل، إما عن مسمى الإيمان أو حقيقة الإيمان.


وهذه ناشئة من ضعف رسوخهم في معرفة الإيمان كما درّسه العلماء وقرره سالف هذه الأمة استمداداً من أدلتها في الوحي، العمل لا يصح الايمان إلا به، سواء عمل القلب أو عمل الجوارح، ولهذا قال هذا القول، وان الايمان قول وعمل، فلا ينفع القول الا بعمل، لو واحد آمن بالله لكن ما تحرك في قلبه رجاء وخشية وحباً وتعلقا بالله، قال لا اله الا الله بلسانه لكن لم يصل، ولم يسجد لله سجدة حال أُمر بها، قد يكون آمن لكن لم يحن عليه وقت الصلاة فمات، كمن مع النبي وجاهد في الضحى وقُتل، فدخل الجنة ولم يسجد لله سجدة لأنه لم يحن عليه وقت وجوبها، إذ لم يخاطب بها ما دخل عليه وقت الصلاة ولم يطالب بالصلاة الا في.......... لأنه لم يكن مؤمنا وقتئذ، فهذا شئ وهذا شيء هذه المسائل الدقيقة جعلت اللبس يقع بين المنتسبين للعلم، وسبب ذلك بعد سبره وتأمله أنه لم يثن ركبته عند العلماء في تلقي هذا الفن كما تلقى المصطلح وتلقى التخريج او الاعراب او الأصول او الفرائض أو غيرها هذا أولا وثانيا انه لم يفهم كلام السلف على فهمه الصحيح فوقع في الاضطراب وعاند وكابر ولم يرجع الى حوزة أهل العلم لما نبه وخُطئ وبين له مدى انحرافه وهذا داخل في باب ما جاء في العناد، فاحذر يا طالب العلم العناد والمكابرة فإنها تورث رسوخ البدعة وركوب الشيطان على هذه الموجة.

 

(وأن الإيمان يزيد وينقص) أما زيادة الإيمان فهي صريحة في القرآن (ليزداد الذين آمنوا إيمانا) في آيات كثيرات وينقص وكل شئ قبل الزيادة فهو قابل للنقصان، ومن دلائل النقصان في الإيمان قوله جل وعلا (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان) ضعُف الإيمان حتى قارب الكفر لأن الإيمان درجات والكفر دركات، و من دلائل الإيمان يزيد وينقص في السنة أحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر لفظاً ومعنى، وكذلك في آثار الصحابة رضي الله عنهم تعالوا نزدد إيمانا فيذكرون الله جل وعلا فيزيد إيمانهم بهذا الذكر، وتواصيهم به (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن) وهذه من دلائل أن الإيمان يضعف وينقص، حتى لا يبقى له أثر في القلب إلا شيئا يسيرا، ولا ينفع هذا الأثر في ردعه عن الكبائر، والحديث حديث أبي هريرة في الصحيحين.

 

هنا مسألة لأنها قد تُروى وقد تُذكر الإمام مالك رحمه الله وقبله حماد بن سليمان وغيره قالوا إن الإيمان يزيد ولم يقولوا بالنقصان، وصحيح روايات الامام مالك رواها عنه ثلاثة من كبار أصحابه أنه قال الإيمان ينقص كما أنه قال يزيد ووجه الرواية الاخرى أنه تأدب مع النصوص رحمه الله قال لأن التصريح بلفظ النقص لم يأت في القرآن وإنما الذي جاء لفظ الزيادة مع أنه جاء حديث أبي هريرة و عبدالله بن عمرو في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق المرأة: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين) فأثبت أن الدين ينقص وفسره بماذا؟ بأنها تبقى الليالي ذوات العدد لا تصلي، فمن صلى زاد عمله وزاد إيمانه بزيادة عمله وهي نقَصَ إيمانها لكن لا تثريب عليها بهذا النُّقصان لأنَّه بأمر ربِّها لها أنها لا تصلي، فهذا نقص لا يضرها بمقابل من صلى و زاد إيمانه بهذه الصلاة هذا القول عند اهل السنة الذي ذكره الحميدي.

 

ثم قال (لا ينفع إيمان قول إلا بعمل ) لو قال لا إله الا الله وجلس ولم يعمل مع مطالبته بالعمل ليس مؤمنا؛ بل هذا مدعٍ للإيمان، لو قال لا إله الا الله ولم يصل ولم يزك ولم يصم ولم يحج مع إمكان فعل ذلك منه ليس بمؤمن، ولهذا اتفق السلف على أن تارك الصلاة كافر ليس بمؤمن نقل هذا الاتفاق والإجماع محمد بن نصر المروزي الفقيه الشافعي، يسمى بالشافعي الثاني (ت294هـ) في كتابه تعظيم قدر الصلاة، يقول شيخ الاسلام بن تيمية أن محمد بن سعيد المروزي أعلم الناس بمسائل الإجماع، ونقلها أيضاً شيخ الإسلام بن تيمية، ونقلها غيرهما كابن جرير الطبري و النووي وابن المنذر وغيرهم، ولهذا كثير الآن من المسلمين يقول أنا مسلم بن مسلم أشهد أن لا إله الا الله مرات كثيرة؛ لكنه لمن يعمل بالإسلام ومن نواقض الاسلام - تذكرون نواقض الاسلام - الإعراض عن دين الاسلام بالكلية، لا يتعلمه ولا يعمل به، لو قال لا إله الا الله ولم يعمل بالإسلام ولم يتعلمه، تنفعه ما تنفعه، ولو كان ذلك ينفعه لفعله العرب لتُعصم دماؤهم وأموالهم؛ لكن العرب أصدق من هؤلاء بمعرفة أن هذه الكلمة لها مدلول ولها أثر في الاعتقاد والعمل، ولا ينفع قول إلا بعمل، ولا ينفع عمل ولا قول إلا بنية؛ والنية هي فعل القلب وحركة القلب، وذكرنا أنَّ النية نيتان:

نية المعمول له وهذه هي البوصلة الفاصلة بين الاسلام والشرك، سواء الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر.


ونية تمييز العبادة.


قوله رحمه الله (ولا ينفع قول وعمل ونية الا بسنة ) وهذا اشارة للشرط الثاني من شروط العبادة فالعبادة لها شرطان الشرط الأول الإخلاص لله بهذه العبادة قال الله جل وعلا (ألا له الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء - أي شفعاء جعلوهم بينهم وبين الله وسائط - ما نعبدهم إلأ ليقربونا إلى الله زلفى ) وقال الله جل وعلا (وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) اذاً هذا الشرط شرط الإخلاص، وهو أعظم شرط نازع فيه المشركون قديماً وحديثاً، ولا يهون في هذا الصدد القبوريون والوثنيون لأنهم في هذا الأصل منحرفون.


الشرط الثاني لصحة العبادة أن تكون العبادة على وفق ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا معنى قول الامام الحميدي وغيره من أئمة السلف لا ينفع قول وعمل ونية إلا بسنة، أي أن تكون على ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخرج بهذا سائر البدع والمحدثات والتي وإن عملها أصحابها مخلصين لله فيها؛ لكنها لا تنفعهم لأنّها ليست على وفق السنة، الذين يقيمون احتفالا بمولد إمام من الأئمة باعثهم على ذلك ما هو؟هو الإخلاص.حتى الذين يحتفلون بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم باعثهم حب النبي صلى الله عليه وسلم و الاخلاص لله في ذلك؛ لكن هذا لا ينفعهم لأنَّه ليس على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين أحدثوا ذكرا مبتدعاً الله الله الله، الله حي، أو سرد الأسماء الحسنى الله سميع عليم ويسردها باعثهم الاخلاص لكن هذه العبادة هذا الذكر بهذه الهيئة والصفة والعدد لما لم يشرعه النبي عليه الصلاة والسلام كان ذلك بدعة فلا يقبل منه، وهذا معنى قوله ولا ينفع قول وعمل ونية الا بسنة، أي أن تكون على وفق ما شرع النبي عليه الصلاة والسلام إما نصاً أو استنباطاً من أهل العلم، ولهذا قد يختلفون في استنباط مسألة، وعند الاختلاف في هذا الاجتهاد يسوغ بمعنى أن الحق واحد لكن المخطئ يعذر لأنه أداه اليه اجتهاده المخطئ كما حصل لما أمرهم عليه الصلاة والسلام بعد منصرفه من الأحزاب (لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة)،فمنهم من أدركته الصلاة في طريقه فصلاها وواصل سيره وقال النبي أراد منا أن نستحث السير ولا نتأخر ولا نتراخى، وآخرون أخذوا بالمعنى الظاهر فأخروا صلاة العصر حتى صلوها بعد غروب الشمس لما وصلوا إلى حصون بني قريظة النبي صلى الله عليه وسلم أقر الطائفتين لأن الاختلاف اختلاف اجتهاد واستنباط، وجعل التي صلت في الطريق هي أولى بالصواب من أختها لكن للأسف من بعد الصغار من صغار الطلبة أو ممن في صدورهم وحن وسخم هذه المسائل الاجتهادية هي معاقد الولاء والبراء بينه وبين اخوانه من أهل السنة، هذا لائق ولَّا غير لائق؟ يليق هذا؟ ايش تقولون؟ ما يليق هذا. وهذا قلة علم وقلة فقه لذا قال العلماء من كثر علمه قل انكاره لأنه يعرف متى ينكر،المسائل الاجتهادية التي فيها استنباط واختلاف لا يُثرب فيها على من اجتهد ولم يوفق في اجتهاده أو وافق عالما لم يوفق في اجتهاده ما دام أنها لم تخالف نصاً صحيحاً أو أصلاً صريحاً أو قاعدةً من القواعد المقررة عند أهل العلم، لذلك لا حظ أهل العلم أقل في الانكار من عامَّة الطلبة، اتسع علمهم فقل إنكارهم لأنَّهم عرفوا موارد الإنكار وموارد الائتلاف والاختلاف، مسائل الايمان سردها على هذا النحو بمعنى أنّ أهل السنة والجماعة الايمان عندهم بالتفصيل على خمسة أسس في الإجمال أنَّه قول وعمل وهذا إجماعهم عليه، هذا من حيث الإجمال أن الايمان قول وعمل، والقول كما قلنا قول قلب وقول لسان، والعمل عمل قلب وعمل جوارح، اذاً عند التفصيل الإيمان عند أهل السنة قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان - القلب - يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان، هذا عند التفصيل وهم مجمعون على هذا الأصل ولهذا مسألة الزيادة والنقص هي الفارقة بينه وبين مخالفيهم كما سيأتي، وافق أهل السنة في رسم هذا اللفظ في الإيمان الوعيدية، إذا قيل الوعيدية ما المراد بهم؟ الخوارج والمعتزلة. الخوارج الذين كفَّروا الناس بالذنب والمعتزلة بناء على أصليهم الأصل الأول المنزلة بين المنزلتين والأصل الثاني انفاذ الوعيد، المعتزلة والخوارج الوعيدية قالوا إن الايمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، وتقديم بعضها على بعض لا يضر لأن الواو المطلق الجمع اذا قلت اعتقاد بالجنان قول باللسان وعمل بالأركان، لأنه لا أثر للتقديم والتأخير هنا، فالمسألة مُتسامح فيها عند أهل العلم، قال الوعيدية الايمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، فهم وافقوا أهل السنة بهذا في مسمى الإيمان نقول لا! لأنهم خالفوهم في أصل من الأصول أن الإيمان يزيد وينقص فقالوا زيادته إيمان ونقصه كفر، إما يبقى كله أو يذهب كله، هذا قول الوعيدية من الخوارج والمعتزلة، أفصِّل لكم بعض التفصيل قول الخوارج لأن هذا أول بدعة الخوارج، أول بدعة الخروج على الجماعة لكن لما ركدوا وطالت بهم السنون أصلوا هذه الأصول قالوا صاحب الذنب كافر وهذا قول جماهير الخوارج، الخوارج في عهد الصحابة في المائة الأولى أربعة فرق وهذه مهمة لتعرفوا الخوارج، ومهمة لتعرفوا من يُنحل أنه من الخوارج وعلى التحقيق أنه ليس من الخوارج وإنما خصومه زعلوا عليه فوصفوه بوصف الخارجية لمجرد الدعوى بلا بينة:

الأزارقة - الصُّفرية - النجدات - الإباضية


أشهرهم الأزارقة، ومقصود أني أذكر هذا لأن له أثر معنى في تربية طلاب العلم وأنا كما قلت لكم وأقولها وأعيدها: أنا طفت البلاد كلها من شرقها إلى غربها طلاب العلم خصوصاً السلفيين والله حاجتهم للأدب أعظم من حاجتهم إلى العلم، خذوها تجربة من خاض البلاد فطافها و عرفها.


أول فرق الخوارج الأزارقة وهم أتباع نافع بن الأزرق ونافع بن الأزرق تلميذ بن عباس رضي الله عنه،لكن التطاول والاعتزاز و الاغترار بالنفس صيره إلى ما صار، وإلا فهو من تلاميذ ابن عباس الذي هو شجىً في حلوق الخوارج، وبسببه رجع ثلاثة أرباعهم في يوم حروراء نافع بن الأزرق صاحب أغاليط فما زال في اتباع هواه واستطالته على العلماء حتى افترق عنه، و ما أكثر أمثال وأشباه نافع بن الأزرق في تاريخ المسلمين، يظن أن فيه شيء وهو ما فيه الا الخواء، ويجعل رأسه في مصاف العلماء الكبار.


الطائفة الثانية: الصُّفرية.


الطائفة الثالثة: النجدات أتباع نجدة بن عامر اليمامي، وهذه الطوائف الثلاث هم جمهور الخوارج، ويرون أن صاحب الذنب كافر، وليس عندهم فرق بين الذنب الكبير و الصغير، الذنب جنس واحد، وهذه الطوائف الثلاث انقرضت فرقة وبقيت عقيدةً وفكرةً داخلة عدداً من الطوائف، وتكفيريُّوا هذا الزمان الذين يكفِّرون بالمعاصي أو بالكبائر استمدادهم من هذا المذهب.


الطائفة الرابعة: الإباضية أتباع عبدالله بن إباض ويُروى عبدالله بن أباض التميمي وهؤلاء أقلهم في مسألة صاحب الذنب وقالوا إن صاحب الذنب كافر في الدنيا كفر نعمة، لا كفر ملة، يحرفون قول الله جل وعلا (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) وهؤلاء تأثَّروا في القرن الثالث بالمعتزلة فصاروا معتزلة لأن ما عندهم أساس يبنون عليه، المذهب الأول مذهب الخوارج لا يقوم إلا على السيف ولهذا استئصاله واقع من أمراء وخلفاء المسلمين، لكن هذا المذهب الثالث جبان فقالوا في صاحب الذنب كافر كفر نعمة، هذا اسمه في الدنيا يتفقون جميعا بأنَّ في الآخرة كافر مخلد في النار، إذا مات ولم يتب من هذا الذنب الذي يميِّز الخوارج أنهم أهل صدق فالكذب عندهم كفر ليس بكبيرة، ولهذا قبِل العلماء رواية الخوارج و بعض دعاتهم المعروفين بالضبط كعمران بن حطان وأمثاله لأنّ الكذب عندهم كفر، ولم يقبلوا رواية الروافض لأن الكذب عندهم دين فردوا رواياتهم وهذه تعنيكم في رد روايات المبتدع والأخذ عن المبتدع هذا مذهب الخوارج في جمهورهم و مذهب إباضيتهم، وبالمناسبة الإباضية ينفون أن يكونوا من الخوارج وهذا النفي مجرد دعوى وانتساب لا دليل عليه بدليل أنهم يترضون ويمتدحون المحكمة الأولى، نعم هم يتبرؤون من الخوارج أي من الصُّفرية والنجدات والأزارقة فتبرؤهم من هذه الفرق لا يعني تبرؤهم من أصل المذهب.

 

الطائفة الثانية من طوائف الوعيدية من هم؟ المعتزلة. المعتزلة بدعهم في الإيمان أعظم البدع، ولهم فيها أصلان بتوحيد الله وصفاته لهم أصل واحد في القضاء والقدر، لهم أصل واحد في الإيمان، لهم أصلان شنيعان: الأصل الأول أنهم قالوا أن صاحب الذنب خرج من الإيمان ولم يدخل إلى الكفر بل هو في منزلة بين المنزلتين وهذا أول أصول المعتزلة وجودا وهو الذي سبب لهم مسمى الاعتزال وذلك أن رجلا دخل البصرة والبصرة مصر لم يُمصَّر إلا في عهد عمر رضي الله عنه، في عهد عمر مُصِّر المصران الكوفة والبصرة، فجمعت أخلاطا من الناس من قبائلهم ومشاربهم و أنزاعهم وفئاتهم فنشأت في هذه الأوساط البدع لأن العلم فيها قليل، في وقت وجود العلماء من الصحابة لم تنشأ البدع، وإنما استأصلوها لكن لما قل العلم ظهرت هذه البدع بينما الحسن البصري في مسجده، يعلم ويدرس دخل رجل وكان الناس يخوضون كمخاض الشباب في هذا الزمان فلان ايش رأيك فيه، الولاء والبراء على موقفك من فلان وعلان، هذا مخاضهم خاض الناس في ذلك الزمان في أصحاب الذنوب، رجع هذا الرجل الى الحسن البصري، قال يا إمام: صاحب الذنب مؤمن أو كافر؟ وهذا جيد أن طالب العلم وطالب الهدى يرجع للعلماء يسألهم، أما اذا سأل أقرانه ضلَّ كما ضلُّوا، يمكن عنده علم لكن ما عنده رسوخ، قد يكون عنده معلومة لكن ما عنده رسوخ، في تنزيل المعلومة في مكانها الصحيح، وقد يكون عنده علم ورسوخ لكن ما عنده ديانة وورع وهذا شعار كثير من المتكلمين للأسف الشديد فعندئذ حين سأل السؤال يا إمام صاحب الذنب مؤمن أو كافر؟ تطاول وتعجل بين قوسين (وتلقَّف) واصل بن عطاء الغزال وقال أنا أقول ليس بمؤمن ولا بكافر (لأنه ملقوف) هل هو الذي سُئِل؟ لا. فاعتزل هو وعمرو بن عُبيد القدري المعتزلي ومن معهما حلقة الحسن، فسماهم أهل البصرة بالمعتزلة فصار ذلك علما عليهم ليس بمؤمن ولا كافر خرج من الإيمان بذنبه ولم يدخل الكفر وهذا قولهم بالمنزلة بين المنزلتين وهذا أول دعهم سموه بعد ذلك لما تأصلت أصولهم وتفلسف متفلسفتهم سموا هذا بالفاسق الملِّي، مصطلح الفاسق الملِّي عند أهل السنة غير الفاسق الملي عند المعتزلة، المعتزلة الفاسق الملِّي عبد خرج من الإيمان ولم يدخل الكفر هذا اسمه في الدنيا.


حكمه في الآخرة: جاءوا بأصلهم الآخر بإنفاذ الوعيد، أو يسمى اختصاراً بالوعد والوعيد وهو أنه من كان في الدنيا في منزلة بين المنزلتين ومات ولم يتب هو في الآخرة كافر مخلد في نار جهنم فوافق المعتزلة في حكم هذا المذنب حكم الوعيدية جميعاً، ولهذا قال من قال من أهل العلم في وصف المعتزلة إن المعتزلة في هذا مخانيث الخوارج، المخنَّث في لغة العلماء غير المخنث في لغة السفهاء و الدشير، المخنث في لغة العلماء من لم تتبين ذكوريته من أنوثيّته له عضوان فإن كان يبول من العضوين جميعا يسمى عند العلماء بالمخنث المشكل وأما اذا كان يبول من أحدهما ولم يبل من الاخر فهذا يسمى مخنث وليس مشكلا لأنه تترتب عليه أحكام ميراث وغيرها.


لماذا سمى العلماء المعتزلة مخانيث الخوارج؟ لأنهم حصل عندهم تردد في اسمه في الدنيا هل هو كافر أو مؤمن؟ قالوا لا كافر ولا مؤمن، مع أن الخوارج قالوا كافر، والإباضية قالت هو كافر كفر نعمة، ووافقوا الخوارج في حكمه في الآخرة أنه كافر مخلد في النار، هذا قول الوعيدية فهم وإن شابهوا أهل السنة في أصل قولهم أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان لكنهم لم يوافقوهم في أصل من أصول الإيمان وقالوا أن الإيمان اذا ذهب بعضه ذهب باقيه وإذا وُجد بعضه وجد باقيه، فهو يذهب كلُّه أو يبقى كلُّه، قابلت هؤلاء طوائف يسمون بطوائف المرجئة، وأصل الإرجاء التأخير كما قال الله جل وعلا (أرْجِه وأخَاه وابعث في المدائن حاشرين) أي أخِّره، أخِّر موسى وأخاه حتى تأتي بمن يناظرهم ويجادلهم، وفي قول الله جل وعلا (وآخرون مرجون لأمر الله) أي مؤخرون لما يقضي الله فيهم، فأصل الإرجاء التأخير وأصل الإرجاء في تاريخ المسلمين وُجد بعد الحروب التي وقعت في آخر عهد الخلفاء في الجمل وصفين، الناس لما قضوا وتركوا الجهاد صاروا يخوضون قيل وقال واختلفوا في هؤلاء المتقاتلين هم فُسّاق هم مؤمنين هم في الجنة هم في النار، فقال محمد بن الحسن بن الحنفيه نرجئ أمرهم إلى الله لا نخوض في ذلك وهذا أصل من أصول أهل السنة في مسألة ما شجر بين الصحابة لا يخوض الانسان فيه ليس عنده المحدثات احداثيات والمعطيات ليحكم بين هؤلاء فصار المذهب الأسلم الذي يطالب به جماهير العوام وجماهير الطلبة أنهم لا نخوض فيهم وهذا درج عليهم أئمة السلف حتى قال عمر بن عبدالعزيز: تلك أمور سلم الله منها سيوفنا فنسلم منها ألسنتنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (1)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (3)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (4)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (5)
  • فوائد من شرح أصول السنة للشيخ سعد بن ناصر الشثري

مختارات من الشبكة

  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أصول السنة للإمام أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي (ت 219 هـ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أرجوزة الجنة في نظم أصول السنة للإمام الحميدي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتح الرب الغني على أصول السنة للإمام الحميدي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل(محاضرة - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • حصول المنة بشرح أصول السنة للإمام أحمد (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الأربعون النبوية في السنة النبوية: السنة في السنة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة (الإبانة الصغرى) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مختصر شرح أصول أهل السنة والجماعة في الصفات: سؤال وجواب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب