• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

أسماء الحقيقة الإلهية وصفاتها عند البهائية

أسماء الحقيقة الإلهية وصفاتها عند البهائية
الشيخ عبدالرحمن الوكيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/3/2014 ميلادي - 7/5/1435 هجري

الزيارات: 16691

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسماء الحقيقة الإلهية وصفاتها

وتطور الحقيقة في تعيناتها عند البهائية


زعمت البهائية أن الله لا يسمى، ولا يوصف، فما له عنوان على الإطلاق، ولا نعت عند أهل الإشراق "الصوفية".

 

لهذا يجب أن نطلق على الهيكل البشري الذي تتجسد فيه الحقيقة الإلهية كل الأسماء والصفات الإلهية الواردة في القرآن، فيقال عنه: إنه هو الله الخلاق الذي بيده ملكوت كل شيء! كما تطلق عليه الصفات البشرية فيحكم عليه بأنه يجوع، ويظمأ، وينسى ويتذكر، ويمرض.

 

يقول البهاء:

"كم من العباد من شريف ووضيع كانوا دائما ينتظرون ظهورات الأحدية في الهياكل القدسية" ويفسر البهاء قوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ ﴾ [البقرة: 210]. بقوله: "يقصد به ظهور ذلك الجمال الأزلي خاضعا للحدودات البشرية مثل الأكل، والشرب، والفقر، والغنى، والعزة، والذلة، والنوم واليقظة"[1] ويقول أبو الرذائل عن الجسم البشري الذي تتجسد فيه الحقيقة الإلهية: "ويظهر في المرتبة الأولى، والمقام الأول علم الله، وحكمته، وقوته، وقدرته، وسلطنته، وعظمته، ووحدانيته، وفردانيته، وإرادته، ومشيئته، وجماله، وجلاله وفضله، وكماله ورحمته، وأفضاله؛ فهو - أي الهيكل البشري الذي تجسدت فيه الحقيقة الإلهية - المسمى بجميع الأسماء النازلة في الكتب الإلهية" ويقول: "يمتاز هذا المظهر الكريم، والإنسان العظيم عن غيره من أفراد البشر بظهور صفات الله -تعالى- منه، وبروز أسمائه وخصائصه به، فيظهر منه العلم والحكمة والعزة والقدرة والقوة والغلبة والقاهرية"[2].

 

ولكن كيف نميز بين مظهر ومظهر، أو بين جسدين تجسدت في كليهما الحقيقة الإلهية؟ يزعم الميرزا حسين علي: أن الحقيقة الإلهية تتخذ لها في كل هيكل تتجسد فيه اسما خاصا، ورسما مخصوصًا[3]، فكان من أسمائها - مثلًا - نوح وموسى، وكان لها في كل تجسد مميزات خاصة كالبياض والسواد والطول، والقصر، والأبوة والأمومة، والعمومة والخؤولة، والبنوة والأخوة، وبهذا امتازت الحقيقة الإلهية التي كانت متجسدة في موسى - مثلا - عن الحقيقة الإلهية التي كانت متجسدة في عيسى! كانت الحقيقة الإلهية في آدم طويلة، ثم أصبحت في غيره قصيرة!؟ يا لجحود البهائية الذي لا ترعوي له ضلالة! تأبى أن تصف الله بأنه خالق، ثم تصفه بأنه مريض، وطويل، وقصير، ووالد ومولود، وتصف لصًّا حقيرًا كالميرزا بأنه الخلاق العلي الكبير!.

 

تطور الحقيقة في تعيناتها:

لا تظهر الحقيقة الإلهية بكل كمالها مرة واحدة؛ لأنها "وجوب"، وهو قوة، والجسد البشري "إمكان" وهو ضعف؛ لهذا تدرجت الحقيقة الإلهية في تجلياتها؛ لأن "الإمكان" لا يستطيع تحمل تجليها فيه مرة واحدة، ثم إنها تتجلى في كل شيء بحسب استعداده وقابليته، فتارة تتجلى كالشمس، وتارة كالسراج الوهاج، وتارة كالمحيط، وتارة كالسحاب الفياض[4].

 

الإمكان يسيطر على الوجوب:

من معاني "الواجب" عند أصحاب التقسيم العقلي أنه: ما كان وجوده من مقتضى ذاته، أو أنه: ما يمتنع عند العقل عدمه، ومن معاني "الممكن" أنه: ما لا تقتضي ذاته وجودًا ولا عدماً، أو هو: ما لا يمتنع وجوده ولا عدمه، وما هو من مقتضى الذات، فإنه لا يتخلف عنها. ومن خصائص الممكن احتياجه دائما "الواجب" في وجوده وبقائه، ومن خصائص "الواجب" أن له وجودا خاصا به، وأن ذاته تقتضي الوجود، وأنه مستغن عن غيره، وقد أطلق أصحاب هذا التقسيم على الله سبحانه اسم "الواجب".

 

أما البهائية فإنها تحكم على الواجب - أي الله سبحانه وتعالى: بأنه هو المحتاج إلى الممكن في تحققه وظهوره، فإذا شاء الواجب أن يكون، وأن يخلق ويعلم ويسمع، ويرى ويحيي، ويميت، فإن مشيئته لا تتحقق إلا حين يتعين في ممكن، يقول عبدالبهاء: "شمس الحقيقة الرحمانية لها طلوع وأفول، وظهور وبطون، وبظهورها وطلوعها على مطلع الإمكان تتنور مطالع الأكوان بفيض الرحمن". ويحدد عبدالبهاء العلاقة بين الواجب والممكن، فيقول عن الممكن: "إنه هو الواجب بجميع معانيه ومبانيه؛ وإشاراته وبشاراته، وشئونه وحقائقه، وآثاره وأنواره وأسراره، وباطنه وظاهره وغيبه وشهوده"[5].

 

إنها وحدة وجود صريحة تحكم بالعدم على الخلاق واهب الوجود، وبالوجود الأزلي الأبدي على من أصله العدم ومصيره الفناء! ولست أدري لماذا اختارت الحقيقة الإلهية الإمكان مطلعا لها، وهو عدم قبل خلقه، وفناء بعد موته؟ إنها لحماقة يعصف بها الغباء أن تختار القوة القهارة الضعف مظهرا لها للتعبير عن قاهريتها، وأن يصطفي الوجودُ العدمَ؛ ليكون صفة من صفاته، وأن يتخذ البقاءُ الفناءَ اسما له، ومقوما لمعناه، وأن يجتبي الغني المطلق الدائم الفقرَ المطلق آية له. والبهائية بما صورت تعطي أسوأ قدوة، وتعلم ضعة النفس وسفاهة الإرادة، فمعبودها الذي تدعو إليه ينتقل من واجب إلى ممكن، ومن رب إلى عبد، ومن قوة إلى ضعف، ومن غنى إلى فقر، ومن قاهر إلى مقهور! فأية قدوة تدعو البهائية إلى الاقتداء بها؟! ترى ماذا يحدث لو أن البشرية انصاعت إلى هذه الدعوة الملعونة؟ سيكون جِدُّها، لا في سبيل أن تبلغ القمة، بل في سبيل أن تنحدر إلى الحضيض، ولم لا، وربها يتطور من الكمال إلى النقص؟

 

حاجة الحقيقة الإلهية إلى بدن[6]:

زعمت البهائية أن الله - جل شأنه - مجرد بحت، كما زعمت أنه لا يعقل التعطيل في صدور الأفعال عن المجردات، وأن المجردات لا يصدر فعلها عنها إلا بآلية الأبدان العنصرية[7]؛ ولهذا قالت عن الله سبحانه: "إن الناس لا يبصرونه، ولا يسمعونه بآذانهم، ولا يعرفونه إلا إذا تجلى لهم في هيكل مرئي، وتكلم معهم بلغة بشرية" وقالت أيضاً: "أخبرنا بهاء الله بأن مجيء رب الجنود، والآب الأزلي عبارة عن تجليه في الهيكل البشري كما تجلى في هيكل عيسى[8] وقالت عن الله سبحانه: إنه لا يستطيع أن يعمل إلا وهو حال في بدن، وأنه لم يخل عن بدن؛ لأن مظاهر جماله لا يعرف لها بداية!

 

متى تتجسد الحقيقة الإلهية؟!:

تزعم البهائية أنه ليس للحقيقة الإلهية ميعاد مخصوص؛ لتتعين في جسد بشري؛ فإنها كلما رأت استعدادا وقبولا في هيكل بشري تجسدت فيه[9]! ولكن لا يد للإله فيما عليه هذه الحقائق الوجودية، والأجسام البشرية من استعداد وقبول، فهو قد وجدها هكذا!

 

وإذا كانت الحقيقة الإلهية - وهي غيب - لم تستطيع أن تمنح نفسها علما وقدرة وجلالا وهيمنة، فكيف استطاعت - وهي أسيرة القيود البشرية - أن تمنح الجسد البشري كل هذه الصفات التي بها يخلق ويرزق ويحيي ويميت؟ إذا كانت - وهي مجرد - عجماء بكماء! فكيف استطاعت منح هذا الجسد القدرة على الكلام والتصرف في فنون البيان، والإحسان فيه؟!

 

ألا إنه لحُكْمٌ على الله بأن الذي يعطيه وجوده وقدرته وخلّاقيته بدن يمحقه الفناء. ثم أسأل مرة أخرى: إذا كان ولابد للحقيقة الإلهية من التعين في جسد، فلماذا تختار جسداً فانياً ينسفها العذاب فيه كل لحظة، وتسام مكابدة المرض، وحشرجات المنون ألوف الألوف من المرات؟ لماذا لم تخلق لها جسدا أزليا أبدي البقاء، سرمدي الدوام والخلود؛ لتستطيع أن تتكلم دائما، وتعلم دائما، وتنعم بالحياة دائما، وتستريح من الجوع والمرض والموت الذي يغافصها في كل لحظة؟ لماذا لماذا؟ لأن الإله الذي تؤمن به البهائية إله عاجز مكبوت مقهور، لا يريد شيئا، ولا يختار، ولا يخلق. وإنما هو مجبور جبراً - يقمع فيه كل إرادة - على أن يحل في مثل هذه الأجساد البالية!

 

يا له من إله عاجز مسكين! يزعمون أنه مالك السموات والأرض، ثم هو لا يملك أن يغالب في نفسه الجوع والظمأ والشهوات، أو يغلب قدم الفدم الذي كان يركله!

 

إن حقد البهاء على كل عظيم، وحسده لكل جليل، جعلا منه إنسانا يحقد على الله، ويفتك به حسده لجلال الله، فمضى تنفيسا عن غليل حقده وأوار حسده يصف الله بأرذل صفات العبيد ويصف نفسه بأجل صفات الله!.

 

ماذا صنعت البهائية للبشرية؟

لا شيء سوى أنها ضمت بأوهامها إلى جنس البشر إلها تعول إرادته من القمع والقهر، ويستجدي ظالميه العطف والرحمة، لم تصنع سوى أنها ضمت إلى الممكنات مسخا، ولا يدري هو نفسه؛ أكان "واجبًا" قهر على أن يكون "ممكنًا"، أم كان "ممكنًا" خاب في أن يصير "واجبًا"؟!

 

لم تصنع سوى أنها ضمت إلى قافلة العبيد الأذلاء عبدا قزما، يتراءى بأنه رب وعملاق، كلما أراد سادته أن يتخذوا منه سخرة وملهاة!

 

التنزيه والتشبيه: يقول الإمام ابن تيمية - وهو يقرر عقيدة سلفنا الصالح في صفات الله: "ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل، فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه، ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، فيعطلون أسماءه الحسنى وصفاته العليا، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويلحدون في أسماء الله وآياته".

 

هذا، وقد جاء القرآن في الصفات الإلهية بنفي مجمل واثبات مفصل ومثال الأول: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]. ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [سورة الإخلاص] أما الإثبات، فآياته كثيرات في القرآن، وقد وصف فيها بأنه سميع بصير، قادر عليم، وبأنه استوى على عرشه. وقد آمن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه بكل ذلك إيمانا لا يحاول الشك أن يدنو من قدسه، آمنوا به كما ورد؛ لأنهم ليسوا بأعلم من الله بما يجب له، فما نفوا عنه صفة أثبتها، ولا أثبتوا صفة نفاها، ولا سموه بغير ما سمى به نفسه. وبهدى الرسول الكريم اهتدى المتقون.

 

أما دين البهائية، فلا صلة له بدين، ولا بعقل؛ فإنه يصف الله بأخس صفات البشر، ويصف بعض أرذل البشر بأجل وأخص صفات الله ثم يأتي عبدالبهاء، فيقول: إنه سبحانه منزه عن التشبيه والتنزيه! وفي مناجاة لربه يذكر علة هذا بقوله: "لأن التنزيه شأن من شئون عبادك، والتقديس سمة من خصائص أرقائك، والتشبيه حقيقة منبعثة من أفكار خلقك، فالعزة والكمال والعظمة والجلال من خصائص أصفيائك".

 

وهذا القول يطابق دينه في تجرد الحقيقة الإلهية، فما ثم لها - وهي غيب مجرد - صفات حتى تنزه، أو تشبه، ويطابق دينه في أن الصفات التي وردت في القرآن لا تطلق على الله، وإنما تطلق على مظاهره: أي الأجساد البشرية التي تجسد فيها.

 

غير أننا نرى عبدالبهاء يقول في نفس الموضع: "ونثني عليك بالتسبيح والتقديس، يا من تنزه عن التشبيه والتنزيه؛ فكل تسبيح وتقديس وتنزيه وتمثيل وتشبيه، ذكر من حيز العجز والنسيان، وإنك متعال عن ذلك"[10] يثني على الله بالتسبيح وهو تنزيه، ثم يقول: إنه سبحانه منزه عن التنزيه!!

 

تناقض يعمد إليه عبدالبهاء، ويصطنعه تخايلا منه بعمق الفكرة! وليبطش بسطوة مثل هذا الأسلوب بالأغرار من أتباعه؛ فيحملهم على الظن بأنه محيط من المعرفة الربانية!. وقد مارسنا مثل هذا شياطينه من الصوفية كابن عربي وغيره.

 

إنه ينفي عن معبوده التسبيح والتقديس، وهو مجرد صرف؛ فما له من مرتبة التجريد اسم ولا صفة، ثم يثني على ربه بالتسبيح والتقديس، وهو متجسد في هيكل بشري، فبه ظهرت أسماؤه وصفاته. وهو ينزه ربه عن التشبيه؛ لأنه هو عين الوجود، وما ثم من وجود آخر حتى يشبه به. وينزه ربه عن التنزيه؛ لأن التنزيه تحديد، والتحديد يقتضي الوصف ووجود غير ما، ومقابل له، وما ثم لله في دين عبدالبهاء صفة، وما ثم موجود غيره؛ لأنه عين الوجود! ثم يقول عن الحقيقة الإلهية: "لا اتصال ولا انفصال، ولا الوجدان، ولا الفقدان" إنه ينفي الاتصال والوجدان، ويثبتهما. وينفي الانفصال والفقدان ويثبتهما، وهي زندقة صريحة ليس فيها تناقض.

 

فالاتصال منفي، والحقيقة الإلهية غيب كلي مجرد لا توصف، ولا تسمى ولا يراها أحد، ولا يتصل بها شيء، ولا تتصل هي بشيء! والاتصال مثبت والحقيقة الإلهية متعينة في هيكل بشري تجلت منه صفات الله وأسماؤه، واتصلت به حقيقته أي روحه! وكذلك قل عن الوجدان والفقدان!!

 

واقرأ لابن عربي في التشبيه والتنزيه في الفص النوحى من (فصوص الحكم) لتعلم من أين أخذ عبدالبهاء!

فإن قلت بالتنزيه كنت مقيدا
وإن قلت بالتشبيه كنت محددا
وإن قلت بالأمرين، كنت مسددا
وكنت إماماً في المعارف سيدا
فإياك والتشبيه، إن كنت ثانيا
وإياك، والتنزيه إن كنت مفردا
فما أنت هو، بل أنت هو، وتراه في
عين الأمور مسرَّحا ومقيَّدا

 

ويشرح القاشاني:

"فإياك والتشبيه إن كنت ثانيًا" بقوله: "أي إن كنت مثنيًا للخلق مع الحق فاحذر التشبيه؛ بأن تثبت خلقًا غيره بل اجعل الخلق عينه". "وإياك والتنزيه إن كنت مفردا" ويشرح القاشاني قول ابن عربي هذا بقوله: "أي وإن لم تثبت الخلق معه، فلا تجرده عن التعدد، حتى يلزم وجود متعددات غيره لغلوك في التنزيه.. بل اجعله الواحد بالحقيقة الكثير بالصفات، فلا شيء بعده، ولا شيء غيره، واجعله عين الخلق محتجبا بصورهم" "فما أنت هو" أي لست أنت الحقيقة الإلهية، وهي وجود مطلق قبل التعين: "بل أنت هو" أي: أنت - كما يقول القاشاني - من حيث الحقيقة عين هو. وقوله: "وتراه في عين الأمور مسرحا ومقيدا" يشرحه القاشاني بقوله: "تراه في صور أعيان الأشياء مقيداً بكل واحد منها. "مسرحًا" أي مطلقاً بكونها - أي الحقيقة الإلهية - في الكل؛ إذ الحقيقة في صور الكل واحدة. وكل مقيد، عين المقيد الآخر، وعين المسرح"[11] يعني أنك لست وحدك الحقيقة الإلهية، بل كل شيء تراه هو مثلك عين الحقيقة الإلهية!؛ فالحقيقة الإلهية عند ابن عربي متصلة منفصلة موجودة مفقودة!، وعنه أخذ عبدالبهاء، بيد أن هذا لم يحسن التعبير عن كفره!

 

المعبود:

للحقيقة الإلهية عند البهائية حالان: حال التجرد الصرف، وحال التعين. وتعينها الأعظم إنما يكون في هيكل بشري، وقد حكمت البهائية بأنه لا تجوز عبادة الحقيقة الإلهية إلا وهي متعينة في جسم بشري، وإلا توجهنا بعبادتنا إلى وهم، أو تصور ذهني! يقول البهاء: "ليس لنا إلا التوجه في جميع الشئون إلى ذلك المركز المعهود، والمظهر الموعود، والمطلع المشهود، وألا نعبد حقيقة موهومة مقصورة في الأذهان"[12] لقد زعمت البهائية أن عبادة الحقيقة الإلهية في مرتبة التجريد عبادة لموهوم، أو معدوم، وقد هلك البهاء من زمن بعيد. فعادت الحقيقة الإلهية التي كانت متعينة فيه إلى حال تجردها! فكيف ظلت البهائية حتى الآن على عبادة البهاء؟! أتعبده باعتباره روحا مجردا؟ إن كان كذلك، فهي إذن تعبد - كما قالت - وهما وعدما! أم تعبده باعتباره جثة عفنة؟ إن كان كذلك، فقد عبدت جيفة، فأي الأمرين تختار؟

 

مشارق الحقيقة الإلهية ومغاربها:

تقرر البهائية أن فيض الحقيقة الرحمانية لا ينقطع، وتقرر في عدة أماكن أن شمس الحقيقة لها طلوع وأفول، وظهور وبطون، وأنه "تأتى أيام تغرب شمس الأحدية.. وتنقطع مائدة العرفان من سماء الإيقان" كما يقول البهاء.

 

وهذا يستلزم الحكم على الفيض بالانقطاع، بل هو تصريح به! وقد شعر عبدالبهاء بهذا التناقض، فكد في سبيل رفع هذا التناقض، فزعم أن هوية الألوهية ليس لها في الحقيقة أفول، فهي مستقرة أبدا سرمدا في نقطة الاحتراق، وطلوعها وغروبها بالنسبة لدوران الإمكان والأكوان[13]. فحينما يموت مظهر من مظاهرها، يقال عنها: إنها غربت. وحينما تظهر في مظهر جديد، يقال عنها: إنها شرقت وهكذا! ولا ندري - ولا أحد يدري - كيف يعيش العالم حين يهلك مظهر الحقيقة الإلهية، وينقطع الفيض، وتتعطل الروح الإلهية عن العمل بعد أن طارت؟! إله قلق مضطرب مقهور مستبعد يموت ويحيا، ويأفل ويغيب. ذلكم هو إله البهائية، فقل ما قال خليل الله إبراهيم: ﴿ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ ﴾ [الأنعام: 76].

 

كيفية الخلق:

البهائية مضطربة متناقضة تجمع بين فنون شتى من المتناقضات، ولكني جشمت نفسي الصبر على قراءة كتبهم رغم ما فيها من كلام يثير غثيان النفس، ويعدو باغيا على الحق. ولقد رأيت هنا - لتناقضهم الحاد - بسط النصوص قبل الحكم؛ لتكون بين يدي القارئ الكريم، فيحكم هو بنفسه حكما لا أرتاب في أنه سيكون حقا وصدقا وعدلا. يقول داعيتهم الأكبر أبو الرذائل: "خلق الله لظهور الذات المقدسة، والحقيقة المجردة نفسا كريمة من النفوس البشرية، وخصص لبروز أنوارها وآثارها جواهر نفيسة من الجواهر المقدسة الإنسانية؛ لتكون عرشا لسلطان ذاته، وأُفقاً لإشراق أنوار تجلياته، ومظهر المكنون حقيقته، ومظهر الغيب هويته، ومنزعاً لأسمائه وصفاته"[14].

 

ويقول عبدالبهاء:

"إن الأسماء الإلهية في مقام الأحدية ليس لها ظهور ولا تعين، ولا سمة، ولا إشارة، ولا دلالة، بل هو شئون للذات بنحو البساطة والوحدة الأصلية. أما في مقام الواحدية، فلها ظهور وتعين وتحقق وثبوت ووجود فائض منبعث من الحقيقة الرحمانية على الحقائق الروحانية، والكينونات الملكية في حضرة الأعيان الثابتة"[15] ويتحدث عن الرحمة الإلهية، فيقول: "أنها تنقسم قسمين: بالرحمة الذاتية الإلهية، وهو عبارة عن إفاضة الوجود بالفيض الأقدس الأعلى في جميع المراتب والمقامات التي لا نهاية لها للحقائق والأعيان الثابتة في حضرة العلم الذاتي الأعلى: وبالرحمة الصفاتية الفائضة من الحضرة الرحمانية بالفيض المقدس الأول[16] بحسب الاستعداد والقابليات المستفيضة من التجليات الظاهرة الباهرة في أعيان الموجودات، ويقول: "المحبة هي سبب ظهور الحق في العالم الإمكاني" ثم يحمد ربه على "إنشاء حقيقة نورانية، وكينونة رحمانية، وهوية ربانية، ونقطة كلية تجلى عليها بجماله وجلاله وكماله وجلاله وأسمائه وصفاته وشئونه وأفعاله، فتفصلت وتشعبت وتفرقت وتكثرت، وأحاطت بشئونها، وظهورها وشهودها ووجودها، ومثلها وآثارها وأطوارها حقائق الممكنات، وهويات الموجودات" ويقول: "اعلم أن الحقائق الممكنة، المستنأة المستفيضة من فيض القدم، المستشرقة من أنوار الاسم الأعظم حكمها حكم الأرض الطيبة الطاهرة، والبقعة المباركة، فإذا فاض عليها سحائب الجود، ونزل ماء الوجود، من غمام فياض الغيب والشهود، عند ذلك تراها اهتزت، وربت، وأنبتت من كل زوج بهيج" ويقول البهاء: "لما أراد الخلق البديع فصل النقطة الطاهرة المشرقة من أفق الإرادة. وإنها دارت في كل بيت على كل هيئة، إلى أن بلغت منتهى المقام أمرا من لدى الله مولى الأنام، وأنها مركز دائرة الأسماء، ومختتم ظهورات الحروف في ملكوت الإنشاء".

 

ويقول أبو الرذائل:

"وهي - أي الحقيقة الإلهية - المتصرفة في الأشياء والقاهرة على ما في الأرض والسماء وتصرفها في الأشياء هو المعبر عنه: بالخلق والجعل والإنشاء" ويقول: "الفرد الذي تتجلى فيه تلك الحقيقة متحقق قبل التجلي، ومستحضر موجود"[17] وهذه النصوص من أهم كتبهم المقدسة. يدين البهائيون بأن كل حقائق الممكنات، أو الموجودات لم تكن قبل ظهورها عدما صرفا، وإنما كانت ثابتة متحققة قبل أن يفاض عليها الوجود، وتبرز من عالم الغيب إلى عالم الشهود. كما يدينون بأن الحقيقة الإلهية كانت عماء أو غيباً مكنوناً، ثم أحبت هذه الحقيقة أن تعرف وأن تظهر، وأن تتعين، لتسمى، وتوصف، وليكون لأسمائها وصفاتها معان ودلالات وآثار وإشارات، فتعينت في "النقطة الأولى أو الحقيقة المحمدية" وبهذا انتقلت الحقيقة من مرتبة التجرد إلى مقام التعين، ثم قامت هذه النقطة بإضافة الوجود على الحقائق المسماة: بالأعيان الثابتة كل منها بحسب استعداده وقابليته، فبرزت هذه الحقائق - أو الأعيان الثابتة المتحققة من قبل - من عالم الغيب إلى عالم الشهود، فتجلت الكثرة بعد الوحدة غير أنها كثرة وهمية، فما ثم شيء من هذه الموجودات، إلا وهو النقطة الأولى، أو الحقيقة الإلهية، وما ثم إلا اختلاف يسير بين بعض هذه الموجودات وبعض؛ فبعضها تتعين فها الحقيقة الإلهية بكل ما لها من أسماء وصفات، وهي الحقائق الإنسانية النورانية، أو الرسل والأولياء؛ فكل رسول أو ولي هو الله ذاتاً وصفات وأسماء، وبعضها الآخر تتجلى فيه الحقيقة الإلهية ببعض ما لها من صفات وأسماء، فلا يتكون حاكية عن كل كمالات الذات الإلهية وإنما عن بعض الأسماء والصفات، كالحقائق الحيوانية والنباتية والجمادية. وهكذا يصير كل موجود مجلي، أو مظهر للذات الإلهية، وهكذا أيضا نرى الواحد كثيرا غير أن هذه الكثرة ليست سوى وهم يوقعنا فيه خداع النظر؛ لأن حقائق الممكنات التي تفصلت، وتشعبت وتكثرت تحيط إحاطة تامة بشئون النقطة الأولى، أو الحقيقة الإلهية، بل إنها - أي الممكنات - هي عين الحقيقة. وهذا هو المراد من قول البهاء عن النقطة: "إنها دارت في كل بيت" أي ظهرت في كل حقيقة من حقائق الممكنات. أما قوله "على كل هيئة" فمعناه: أنها تتلبس بالصورة الجسيمة التي تلائم كل حقيقة.

 

والخلاصة:

أن البهائية تكفر بأن الله خالق، ولا يغرنك التعبير عنه في كتبهم بأنه خالق؛ فمفهوم "الخلق" عندهم هو التصرف في الأشياء، فحسب، أو "الفيض" فإذا قرأت في كتاب بهائي كلمة "خالق" فليس معناه أن الله أنشأ الموجودات بعد أن لم تكن أو أنه أوجدها بعد عدم. وإنما معناه "المتصرف" أو "المفيض"، لأن كل حقيقة مجهولة من الأزل، ثابتة متحققة في غيب القدم، ولا يد لله في خلقها أو منحها فطرها. كذلك تدين البهائية بأن العالم لا أول له، وبقدم المادة. يدلك على هذا قولهم بالأعيان الثابتة، وقول أبي الرذائل السابق: "إن الفرد الذي تتجلى فيه تلك الحقيقة متحقق قبل التجلي ومستحضر موجود"، "وقول عبدالبهاء": هذا الكون اللامتناهي ليس له بداية ولا نهاية" وقوله: "لو كانت الكائنات عدما محضا، فلا يتحقق منه الوجود"[18] وتدين أيضًا بأن الإله لا يستطيع أن يغير شيئًا من نواميس الكون، فهو قد رأى أعيانًا ثابتة أمامه، لم يخلقها، ولم يعط لشيء منها فطرته، وقد رأى لكل منها استعدادًا خاصًا، ففاض على هذه الأعيان، أو قل: حل فيها. كذلك تدين البهائية بالجبرية المحضة التي تحكم السلوك الإنساني، وبالحتمية المطلقة التي تحكم نواميس الوجود، ولكن تلك الجبرية أو الحتمية لا ترجع إحداهما إلى مشيئة الله، فما له يد في هذا - تعالى الله - وإنما ترجع إلى طبيعة الأشياء، وطبيعة الإنسان، فقد كان كل شيء متحققاً ثابتاً باستعداده وقابليته قبل إفاضة الوجود. وعلم الإله البهائي بالأشياء - ومنها الإنسان - تابع لما تعطيه أعيانها الثابتة بما هي عليه في الأزل من الاستعدادات والقابليات والخواص. وإرادته - إن كانت له إرادة - لا تتعلق حتما إلا بما علم، وما علمه إنما هو تابع لمعلوم سابق على علمه، فأفاض الوجود عليها كما هي بخصائصها التي هي لها، والتي لم تخل منها أزلا، ولا تنفك عنها أبدا مثلها في هذا مثل الشكول الهندسية، فكما أنك لا تستطيع مطلقا أن تغير من خواص المثلث، أو تبدل فيها تبديلا معقولا، أو محسوسا، كذلك الإله البهائي المسروق من عدة آلهة أمشاج، فإنه لا يستطيع أن يغير، أو يبدل من طبيعة الأشياء، أو قابلياتها واستعدادتها. وهذا يستلزم الحكم على الله سبحانه بأنه ليس له من إرادة، ولا مشيئة، ولا اختيار، وأنه جل شأنه مجبور مغلوب على أمره، وأنه يحل في الأشياء، فتسيطر عليه طبائعها، ولا يسيطر هو على شيء منها! كما تدين البهائية بأن علة الفيض أو الخلق هي حب الإله البهائي لعرفان نفسه، أو عرفان حقائق الممكنات له، لا ليعبد؛ فهذا ما لم يدر منه شيء في خلده! أساس ما تعتقده البهائية في معبودها أنه لا يد له مطلقا في إبداع حقائق الممكنات، ولا فيما هي عليه من استعداد وقابلية. أي لا يد له في خلق المادة وتصويرها. ولا يحق للبهائية أن تصدق أن قلبا فيه نفحة من عاطفة يحب مثل هذا الإله الذي لا يستطيع أن يفعل شيئا، أو يستجيب دعاء، والذي يحيا حياة مسخرة لطبائع الأشياء.

 

وحدة الوجود:

لمذهب: "الوحدة" صورتان:

إحداهما: تزعم أن هناك حقيقة واحدة أو موجودا واحدا تقوّم حقيقته صفتان هما: العقل والمادة، ويسمى هذا المذهب: بمذهب الوحدة الواقعي. وهو من أقدم المذاهب الفلسفية.

أما الصورة الأخرى، فتقرر أن العقل والمادة مظهران فحسب لموجود واحد متميز عنهما. ويسمى هذا: بمذهب الوحدة المعنوي.

 

وأخص من مذهب "الوحدة العام" مذهب "وحدة الوجود" وله صورتان أيضا. إحداهما: تقرر أن الله: هو الوجود الكلي المطلق، وأرباب هذا المذهب لا يحددون مفهوم ذلك الوجود الكلي، ولا يقيدونه بصفات. أما الآخرون وهم أصحاب الصورة الأخرى فيحددون مفهوم ذلك الوجود الكلي، ويصفونه. وفي إطار هاتين الصورتين يحدثنا تاريخ الفلسفة عن عدة مذاهب لوحدة الوجود.

 

منها مذهب "وحدة الوجود المادية"، وبه قال الفلاسفة "الإيليون" "فإكسنوفانيس" "وبارمنيدس" يريان: أن الله هو هذا الوجود المادي بعينه.

 

ومنها مذهب "وحدة الوجود الروحية" وبه دان الرواقيون الذين يرون أن باطن العالم هو النفس الكلية.

 

ومنها مذهب "وحدة الوجود الخُلُقية" وبه دان الفيلسوف "فختة"، ويرى هذا الفيلسوف أن هناك قانوناً أو نظاماً خُلُقياً واحداً يشمل الوجود بأسره، وليس هذا النظام سوى رمز الألوهية ومظهرها.

 

ومنها "مذهب وحدة الوجود المنطقية" وبه دان الفيلسوف "هيجل"[19]، وقد قرر هذا الفيلسوف أن "الوجود المطلق" يؤخذ في تعريف كل نوع من أنواع الوجود، وأن هذه الفكرة المطلقة تعكس في نفسها الوجود الإلهي؟ هذه هي أشهر مذاهب وحدة الوجود عند الفلاسفة.

 

وقد دان "بوحدة الوجود الصوفية" الإشراقيون كابن عربي وغيره، وقد لفقوا دينهم في الوحدة من مذاهب شتى[20]. وفي كتاب "فصوص الحكم" لابن عربي التفصيل التام لمذهبه في وحدة الوجود. ودينه في الوحدة يقوم على أصلين، أحدهما: القول بالأعيان الثابتة، فما ثم من شيء موجود إلا وكان متحققا ثابتا في الأزل قبل ظهوره. أما الآخر: فالإيمان بأن وجود الله، هو عين وجود تلك الأعيان الثابتة. وتراه في جل ما يكتب لا يفرق بين الظاهر والمظاهر، أو بين الخالق والخلق، بل يحكم على أحدهما بعين ما يحكم به على الآخر، ويؤمن بالعينية التامة المطلقة بين الله والعالم، فالعالم هو الله، والله هو العالم، وأنصار ابن عربي يحاولون إثبات أنه يؤمن بوحدة الوجود الروحية، غير أن آراءه في كتابيه "الفصوص" و"الفتوحات" وغيرهما تؤكد أنه يدين بوحدة الوجود المادية، وحسبك قوله: "لا يشاهد الحق مجردا عن المواد أبدا" وقوله: "الإله المطلق لا يسعه شيء؛ لأنه عين الأشياء وعين نفسه"[21] وقوله: "إن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره؛ فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة، كان شهودا في منفعل، وإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرأة عنه - شاهده في فاعل.. فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل؛ لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل"[22] فهل رأيت مادية مسرفة في الجحود كهذه المادية؟ ألا تراه يحكم على الله سبحانه بأنه في جلاله وكماله هو عين المرأة حين يقارف معها الرجل دنس الخطيئة؟! وجاءت البهائية تخلط مجوسيتها بصوفية ابن عربي، وغيره، وإليك نصوصهم.

 

نصوص وحدة الوجود:

يقول عبدالبهاء: "إن للحقيقة الكلية والهوية اللاهوتية الظهور في جميع المراتب والمقامات والشئون؛ لأنها واحدة المراتب ساطعة البرهان، لامعة الحجة في كل كيان" ويقول البهاء: "إن كل الممكنات والمخلوقات حاكية عن ظهور العز المعنوي وبروزه" ثم يستشهد البهاء على أن الحقيقة الإلهية هي كل حقائق الممكنات بقوله سبحانه: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴾ [النبأ: 29] فالحقائق الوجودية حروف وكلمات والحقيقة الإلهية هي الكتاب الحاوي لكل حرف وكلمة، ويقول أبو الرذائل: "إن مظاهر أمر الله كلهم مظاهر حقيقة واحدة، وهم جميعهم في حكم إنسان متفرد، ونفس مفردة. أولهم عين آخرهم، وسابقهم عين لاحقهم" ويقول عبدالبهاء: "إن الباء التدويني، هي الحقيقة المجملة الجامعة الشاملة للمعاني الإلهية، والحقائق الربانية، والدقائق الصمدانية، والأسرار الكونية، وهي في مبدأ البيان، وجوهر التبيان عنوان الكتاب المجيد - أي الكون - وفاتحة منشور التجريد، وإن الباء التكويني هي الكلمة العليا والفيض الجامع اللامع الشامل المجمل الحائز للمعاني والعوالم الإلهية، والحقائق الجامعة الكونية بالوجه الأعلى؛ لأن التدوين طبق التكوين، وهذا الرق المنشور - أي العالم - وحقيقة الزبور المحتوي على كلمات الوجود منظوما ومنثورا تلاه علينا الرب[23] الغفور تلاوة آيات الكينونة، إجمالا وتفصيلا، من حيث الإجمال من عالم الغيب إلى الشهود" هذه بعض نصوصهم المبثوثة في كتبهم المقدسة لديهم.

 

قالت البهائية - كما سبق بيانه - بالأعيان الثابتة، وزعمت أن وجود هذه الأعيان هو عين وجود الحقيقة الإلهية؛ إذ ما ثم إلا وجود واحد، ولا يتكثر، ولا يتعدد بتكثر أو تعدد صوره ومظاهر. مثله في هذا مثل فكرة الوجود المطلق الواقع تحت التصور والإدراك؛ فإنه يؤخذ في تعريف كل شيء؛ ولكنه لا يتكثر بهذا؛ وإنما يظل مفهومه واحدا مهما تكثرت الأجناس والأنواع والأفراد التي يؤخذ في تعريفها.

 

وقد تجلت تلك الوحدة أول ما تجلت بين الحقيقة الإلهية، وهي غيب، وبين نفسها وهي في تعينها الأول. يقول عبدالبهاء: "النقطة هي الألف التي هي باطن الباء وعينها وغيبها وتعينها، وتشخصها وتميزها في شهادتها" والألف اللينة هي الحقيقة الإلهية في مرتبة الأحدية، والباء يشار بها إلى أول الموجودات الممكنة. والنقطة هي الحقيقة الإلهية في تعينها الأول. وبهذا يحكم عبدالبهاء بالعينية التامة بين الوجود المجرد، والوجود المعين، أو بتعبير أصرح: يحكم على الخالق سبحانه بأنه: هو عين الخلق. وقد أفصح عبدالبهاء عن إيمانه التام بهذه الوحدة في قوله: "الباء ألف مطلقة إلهية في غيبها، وألف مبسوطة في شهادتها وغيبها، فاجتمعت الشهادة والغيب والعلم والعين والباطن والظاهر والحقيقة والشئون في هذا الحرف الساطع البارع الصادع العظيم، وإن سائر الحروف والكلمات[24] شئونها وأطوارها وآثارها وأسرارها" وقد تشعبت الحقيقة الإلهية بعد تعينها الأول وتفصلت؛ لتمنح كل كائن هويتها وحقيقتها، وهذا هو معنى قول عبدالبهاء: "وإن سائر الحروف والكلمات شئونها وأطوارها" فالحروف والكلمات هي هذا العالم المشهود، ويزيد عبدالبهاء الأمر توكيداً بقوله: "وهذه الكتب بأجمعها وأتمها وأكملها، وجميع معانيها الإلهية المندرجة المندمجة في حقيقة كلماتها سارية جارية في هوية هذا الحرف الكريم" ويعني بالكتب كل مظاهر الوجود، وأنواع الممكنات. ويعني بالحرف الكريم "الباء" فتدبر النصوص الماضية مرة أخرى؛ لترى الإيمان بوحدة الوجود واضحا صريحا، رغم قناع الغموض الذي تقنع به. على أن عبدالبهاء يشير بحديثه الطويل عن معنى "الباء"[25] إلى شيء آخر. هو أن أباه: هو الله والوجود؛ لأن الباء أول حرف من حروف لقبه "بهاء". ترى أيوجد من يصدق أن ميرزا "حسين علي" الخائن الأثيم هو الله، وهو الوجود؟؟ وينسى عبدالبهاء - وهو يسرق - أنه ادعى النبوة، فيترك دليلا يدمغه بأنه سارق، فيقول: "قال محيي الدين - يعني ابن عربي - بالباء ظهر الوجود، وبالنقطة تميز العابد من المعبود" أي صارت الحقيقة الإلهية بالباء ذات وجهين: وجه خالق أو رب، وهو الباطن، ووجه مخلوق، أو عبد، وهو الظاهر. أوَ يريد البهائيون نصوصاً أخرى تؤكد إيمانهم بوحدة الوجود؟ ليسمعوا ما يقول نبيهم الأكبر، أو ربهم الأكبر عبدالبهاء: "منها - أي من الحقيقة المحمدية أو النقطة الأولى - ظهرت الأشياء، وإليها أعيدت، ومنها بدئت، وإليها رجعت؛ فكانت أحدية الذات، وواحدية الصفات، ثم تكثرت بالظهور والآثار" وقوله: "ظهرت أنوار الوحدة الأصلية في كينونات الحقائق الفرعية" وقوله: "تجلى الرحمن في سيناء الأكوان، ولاح على مطالع الأنفس والآفاق، فائتلفت، واستأنست، واقتربت، واجتمعت، وانجذبت القابليات والمقبولات والموجودات والماهيات ائتلافا، به ظهرت آية التوحيد، وارتفعت راية التفريد، وزالت الكثرات، وفنت الإنِّيات، واضمحلت الحدودات"[26].

 

لقد أسرفنا في ذكر النصوص؛ لعلمي أن البهائية أخبث الجماعات في التحرف للتفلت مما يدانون به، وما أنا بحاجة إلى شيء آخر بعد هذا للإثبات؛ فقد تجلى لنا في غير ما غموض، ولا إبهام أن البهائية تدين: بأن الله هو عين الخلق. غير أنهم يخصون بكمال الوحدة وتمامها إمعة عاش حقيرا خائنا يطعم روث الخيانة وطفاسنها، وانتهى خائنا. ذلكم هو: ميرزا "حسين علي".

 

الثالوث:

تزعم البهائية - تزلفا منها للصليبية - أن الحقيقة الإلهية تتجلى في صورة الثالوث في كل كَور ودَور. ويصوره عبدالبهاء بقوله: "هو الفائض والفيض والمستفيض، المجلى والتجلى، والمتجلى عليه، المضيء والضياء والمستضيء؛ ففي الدور الموسوي: الرب وموسى، والواسطة النار وفي دور المسيح: الأب والابن، والواسطة روح القدس، وفي الدور المحمدي: الرب والرسول، والواسطة جبريل. وهذا هو جوهر التوحيد وحقيقة التفريد وساذج التقديس"[27] يعني أن الله ثالث ثلاثة، وربنا يقول: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ﴾ [المائدة: 73].



[1] انظر ص3، 46، 50، 52، 153 الإيقان.

[2] ص25، 35 الحجج. واقرأ للجيلي عن الإنسان الذي تتجلى فيه الحقيقة الإلهية تجليا ذاتيا: (هو الفرد الكامل والغوث الجامع، عليه يدور أمر الوجود، وله يكون الركوع والسجود، وبه يحفظ الله العالم، وهو المعبر عنه بالمهدي والخاتم، وهو الخليفة الذي تنجذب حقائق الموجودات إلى امتثال أمره. ويقهر الكون بعظمته، ويفعل ما يشاء بقدرته) ص51 ج1 الإنسان الكامل.

[3] ص16 إيقان.

[4] ص242، 68، 24، 19 مكاتيب.

واقرأ للجيلي قوله عن تجلي الصفات الإلهية: (والناس في تجليات الصفات على قدر قوابلهم وبحسب وفور العلم وقوة العزم، فمنهم من تجلى الحق له بالصفة الحياتية، فكان هذا العبد حياة العالم بأجمعه يرى سريان حياته في الموجودات جميعها جسمها وروحها)، ج1 ص43، 44 الإنسان الكامل.

[5] ص46، 54 مكاتيب.

واقرأ للجيلي (كل موجود يوجد فيه ذات الله سبحانه وتعالى، بحكم الاستيلاء) وقوله: (الرحمانية هي الظهور بحقائق الأسماء والصفات، وأول رحمة رحم الله بها الموجودات أن أوجد العالم من نفسه؛ ولهذا سرى ظهوره في الموجودات، فظهر كماله في كل جزء وفرد من أفراد وأجزاء العالم، ولم يتعدد بتعدد مظاهره، بل هو واحد في جميع تلك المظاهر) ص32، 33 ج1 الإنسان الكامل.

[6] أفردته بالذكر للأهمية.

[7] ص26 وما بعدها الحجج.

[8] ص209 بهاء الله.

[9] ص109 مجموعة الرسائل.

[10] انظر النصوص السابقة ص221 مكاتيب. لا يشبه المسلم ربه؛ إذ ليس كمثله شيء ولكنه ينزهه عما نزه عنه نفسه: مثل ﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ﴾ ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾.

[11] ص77 شرح فصوص الحكم للقاشاني.

[12]ص189 مكاتيب. وللدرزية في كتابهم المقدس حديث طويل عن الأدوار التي أظهر فيها المعبود ناسوته؛ ليعبد؛ لأنه إن لم يظهر ناسوته من حين إلى آخر لكان الناس يعبدون عدما، ص106، طائفة الدروز.

[13] ص79، 146، 147 مكاتيب.

[14] ص24 حجج.

[15] ص49 مكاتيب.

[16] سيأتي الحديث عن الفيض الأقدس والفيض المقدس في: باب الروح.

[17] اقرأ النصوص السابقة في مكاتيب عبدالبهاء ص60، 106، 159، 151، 134 وفي الإشراقات ص2 وفي مجموعة الرسائل ص75، 114.

[18] ص201 بهاء الله.

[19] (الإيليون) نسبة إلى إيليا وهي مدينة بناها الأيونيون الهاربون من وجه الفرس على الشاطئ الغربي في إيطاليا سنة 540 قبل الميلاد، وبرمنيدس يعتبر المؤسس الحقيقي للمدرسة الإيلية. أما إكسنوفانس. فأعلن أصل المذهب، ثم وضعه في صورته الكاملة، وفلاسفة هذه المدرسة ينكرون الكثرة والحركة، والرواقيون نسبة إلى رواق أنشأ فيه الفيلسوف الرواقي (زينون) مدرسة يعلم فيها فلسفته. وزينون هو واضع أصول الرواقية وقد ولد في أكتيوم من أعمال قبرص سنة 336 قبل الميلاد. وفختة فيلسوف ألماني شهير وقد توفي سنة 1814، وهيجل من أشهر فلاسفة ألمانيا، وقد توفي سنة 1831م.

[20] يقول الإمام الصبار الشكور ابن تيمية عن مذاهب وحدة الوجود:(إنما حدثت هذه المقالات بحدوث دولة التتار. وإنما كان الكفرُ الحلولَ العام أو الاتحاد أو الحلول الخاص).

[21] ص23، 226 فصوص الحكم، ط الحلبي، ومثله قوله في الفتوحات المكية: (تجده في صور المعادن والنبات والحيوان والأفلاك والأملاك؛ فسبحان من أظهر الأشياء، وهو عينها) ص604 الفصل الحادي والثلاثون ج2 م 2، وكلمته هذه محور دين البهائية.

[22] ص217 فصوص الحكم. ط الحلبي.

[23] الكلمة عند الصوفية يعبر بها عن كل موجود، وتقال عند البهائية أحيانا على المظهر الأتم الأكمل للذات الإلهية، وهو الحقيقة النورانية. انظر ص126 إيقان، 79 مجموعة الرسائل، ولكلمة (الرب) تعريف صوفي وهو أنه (اسم للحق باعتبار نسب الذات الإلهية إلى الأعيان الثابتة من منشأ أسماء الربوبية كالرازق والخالق، وكل ما ظهر في الأكوان) 102 جامع الأصول.

[24] الحروف هي الحقائق البسيطة من الأعيان. أما الحروف العاليات فهي الشئون الذاتية الكامنة في غيب الغيوب كالشجرة في النواة. ويعرف الجيلي الكلمات بأنها عبارة عن حقائق المخلوقات المتعينة في عالم الشهادة.

[25] يذكرنا ما قاله عبدالبهاء عن الباء وتجلي الحقيقة الإلهية في هيكل بشري بتلك القصيدة الصوفية المسماة (دعاء سورة يس) وإليك بعضها:

بباءِ بدءٍ سره لامع
من بالسنا سُموُّه ساطع
وميم محو محوه هاطع
وقاف قهر سيفه قاطع
وحا لمحق الضد إذ هو بَطَل
بمظهر القدرة في هيكل
به انطوى التفصيل في مجمل
ونقطة الوصلة من منزل
والألف الأوَّل من أول
جلَّت عن الكيف وضرب المثل

 

[26] يعني بسيناء الأكوان حقائق الكون المادي. وهناك عند الصوفية قابليتان، الأولى هي أصل الأصول، وهي التعين الأول، والأخرى قابلية الظهور، وهي المحبة الأولى المشار إليها بقوله: أحببت أن أعرف، ص113 جامع الأصول، وحديث (أحببت أن أعرف) موضوع مفترى، والماهيات جمع ماهية وهي ما به الشيء هو هو والإنّيات جمع إنِّيَّة وهي تحقق الوجود العيني في مرتبته الذاتية، وانظر نصوص وحدة الوجود ص105، 38، 51، 40، 44، 96، 210، مكاتيب، و95 إيقان، و27، 34 الحجج.

[27] ص130 مكاتيب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحقيقة الإلهية في رأي البهائية
  • مراتب الحقيقة الإلهية في زعم البهائية
  • من عقيدة البهائية: الطعن في أدلة الرسل
  • المعرفة عند البهائية

مختارات من الشبكة

  • إفراد أحاديث أسماء الله وصفاته - غير صفات الأفعال - في الكتب والسنة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • شرح أسماء الله الحسنى أو (إعلام اللبيبة الحسنا بمعاني أسماء الله الحسنى) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تهذيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال (ج2) ( مختصر تهذيب الكمال في أسماء الرجال )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • وقفة مع الباحثين عن الحقيقة(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المشتقات (اسم الفاعل - اسم المفعول - الصفة المشبهة - اسم التفضيل)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أسماء الله الحسنى وصفاته العلى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة الثامنة: أسماء وصفات وخصائص أهل السنة والجماعة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أسماء الله الحسنى وصفاته العلى وظهور أثرها في زمن الأوبئة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معنى أن أسماء الله وصفاته كلها توقيفية(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • اعتقاد أهل السنة والجماعة أن أسماء الله تعالى وصفاته كلها توقيفية(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب