• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

الصدقة - أهميتها وعلاقتها بالصحة والقوة

الصدقة : أهميتها وعلاقتها بالصحة والقوة
فتحي حمادة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/1/2014 ميلادي - 19/3/1435 هجري

الزيارات: 271152

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصدقة

أهميتها وعلاقتها بالصحة والقوة


الصدقة هي مفتاحٌ لكلِّ عسرة، مفتاح لكل أزمة، مفتاح لكل مأزق، الصدقة سبيلٌ لبناء مجتمع قوي مترابط، ومن ثَمَّ دولة قادرة على الوقوف ضد ضربات الأعداء، وصد مفاجآت الكارهين، الصدقةُ عنوان الرجال، الرجال الذين لا يجافون فقرًا أو نصبًا، الرجال الذين قدَّموا رضا الله تعالى على رضا البشر، يتسابقون في جمع الحسنات من خلال الصدقات على الفقراء والمساكين، هؤلاء الرجال لا ينظرون إلى مستقبل غامض، أو أزمات قد تهدِّد نعيمهم في حياتهم؛ لأنهم ينتظرون نعيمَ الآخرة، هؤلاء الرجال لم يقدِّموا أموالَهم صدقة فحسب، بل يقدِّمون أنفسهم من أجل نصرة الدين، لذلك فإن الصدقة لن ولم تكنْ عبادة يفعلُها الناس، بل إنها تربِّي النفس وتهذِّبها، وتجعلها غير متمسِّكة بدنيا زائلة، بل تجعلها ناصبة العين إلى جنة الخلد، إنها تربِّي الرجال، وتجعل دنياهم في أيديهم وليست في قلوبهم؛ لذلك فإن الصدقة عنوان الرجال، فبهم ينتصر الدين، وينهزم الأعداء، وعلى رأسهم بنو صهيون، الذين عاثوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد.

 

"ينبغي أن تعلم أولاً - وقبل كل شيء - أن المال الذي عندك هو لله -تعالى- وهو الذي أعطاك إيَّاه، والله مُمتَحنُك فيه، فإن أدَّيتَ حقَّ الله فيه، فقد أفلحت إن شاء الله، وإن بَخِلت به على المستضعفين من عباده، ولم تؤدِّ حق الله فيه، فإنه يُخشى عليك من أن يسلبَه الله منك، وتخسر دنياك وآخرتك، وقد ندبك الله كثيرًا وحثَّك على التصدق من هذا المال؛ لتفوز بخيري الدنيا والآخرة؛ قال -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 254]، وفي ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة شيء كثير جدًّا، مما يدل على ما للصدقة والإنفاق في وجوه الخير من الخيرِ العظيم للعبد في دنياه وآخرته"[1].

 

الصحة والقوة:

لا تتعجَّب إن قلتُ لك: إن الصدقة تجعل الجسدَ صحيحًا قويًّا، وتجعل السقيم صحيحًا قويًّا، وعليه فإن قوة الأمة تأتي من الصدقات، وانظروا بعين الحكمة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((داووا مرضاكم بالصدقات))، فقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يأتي من فراغ، ولا يأتي من هوى، بل كل ما يقوله حق: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]؛ ففي هذا الحديث فوائد جمة، إن تركها المسلم خاب وخسر، وإن تمسك بها فاز وانتصر، وهذا هو لب القصيد، فإن النصر لن يأتي إلا بالقوة، وعلى ذلك فإن الصدقةَ تصحِّح البدن، وتقوِّي القلب، وتبني جسدًا صحيحًا، يدخل المعارك ضد الأعداء بلا خوف أو ضعف، فالصدقة لها من الفوائد في الدنيا والآخرة؛ أي: النصر والعزة في الدنيا، ودخول الجنة في الآخرة.

 

"اجعلْ صدقتَك خالصةً لوجه الله -تعالى- فكلما كان العمل أكمل وأعظم إخلاصًا لله -تعالى- كان ثوابُه وثمرته أكمل وأعظم، وتذكَّر حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، والذي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم: ((ورجل تصدَّق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله))؛ متفق عليه، وفي هذا حثٌّ عظيم على الإخلاص في العمل...، لكي تكونَ صدقتُك بليغة الأثر - بإذن الله تعالى - فحاولْ جاهدًا أن تتحرَّى لصدقتِك محتاجًا صالحًا تقيًّا؛ كما جاء في الحديث عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تُصَاحِب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقي))؛ رواه الترمذي، وأبو داود، وهو حديث حسن، وكلما كان الفقير أشد فقرًا وحاجة للصدقة، كان أثرُ الصدقة أكبر وأعظم! مع العلم أن ((في كل كَبِدٍ رَطبةٍ أجر))؛ متفق عليه مرفوعًا، فلا يلزم أن تحصر صدقتَك على الإنسان فقط، وأن تظن أن الصدقة لن تنفع حتى تنفقَها على إنسان، بل إن أطعمت حيوانًا محتاجًا بنيَّة شفاء مريضك، فسوف يُشفَى إن شاء الله - تعالى - والله واسع عليم.

 

ولَمَّا رأيتُ المرضى يصارعون الألم، وأصحاب الحاجات يكابدون الآهات، ويطرقون كل الأبواب، ويفعلون كل الأسباب، وقد تاهوا عن باب ربِّ الأرباب، وسبب القاهر الغلاَّب، كانت هذه الكلمات، أُهدِيها لكل مريض لأبدِّد بها أشجانه، وأزيل بها أحزانه، وأعالج بها أسقامه:

فيا أيها المريض الحسير، يا أيها المهموم الكسير، يا أيها المبتلى الضرير، سلام عليك قَدْر ما تلظيت بجحيم الحسرات، سلام عليك عدد ما سكَبْتَ من العَبرات، سلام عليك عدد ما لفظت من الأنَّات، قطعك مرضك عن الناس، وألبست بدل العافية البأس، الناس يضحكون وأنت تبكي، لا تسكن آلامك ولا ترتاح في منامك، وكم تتمنَّى الشفاء ولو دفعتَ كل ما تملك ثمنًا له!

 

أخي المريض مرضًا عضويًّا أو نفسيًّا، لا أريد أن أجدِّد جراحك، وإنما سأعطيك دواءً ناجحًا وسأُريحك - بإذن الله تعالى - من معاناة سنين، إنه موجود في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((داووا مرضاكم بالصدقة))؛ حسَّنه الألباني، والأمراض التي يصاب بها المسلم أو يصاب بها مَن تحت يده، هي من أعظم ما يُفتن بها في الدنيا، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفِّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))؛ متفق عليه.

 

نعم يا أخي، إنها الصدقة بنيَّة الشفاء، ربما تكون تصدَّقت كثيرًا، ولكن لم تفعل ذلك بنيَّة أن يعافيك الله من مرضك أو يعافي مريضك، فافعل الآن، ولتكن واثقًا من أن الله سيشفيك، وسترى من ربك الكريم فوق ما يرضيك، أَشبِع فقيرًا، أو اكفلْ يتيمًا، أو تبرَّع لوقف خيري، أو صدقة جارية.

 

إن الصدقة لَتَرفع - بإذن الله تعالى - الأمراضَ والأعراضَ من مصائب وبلايا، وقد جرَّب ذلك الموفَّقون من أهل الله، فوجدوا العلاجَ الروحي أنفع من العلاج الحسِّي، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعالج بالأدعية الروحية والإلهية، وكان السلف الصالح يتصدَّقون على قدْر مرضهم وبليَّتهم، فلا يلبثون قليلاً حتى يعافيَهم الشافي المعافي، الكريم الرحيم - جل جلاله - فلا تبخلْ على نفسك إن كنت ذا مالٍ ويسار، وحتى لو كنت فقيرًا، فتصدق ولو بريال واحدٍ بنيَّة شفائك، أو شفاء مريضك، شريطة أن تكون عظيم الثقة بربك حتى يكون الشفاء أكمل وأتم.

 

وهأنذا سوف أذكر بإجمالٍ آدابًا مهمة للصدقة فأرعِ لها سمعك، وخذ بها متوكلاً على الله -تعالى- مستعينًا به وحدَه، وسترى من ربك الكريم كل خير.

 

قد يسأل البعض بأنه يعالج مريضه بالرقية الشرعية، فهل يتوقف عنها ويكتفي بالصدقة؟!

والجواب: كلا، بل العلاج بالرقية الشرعية مع العلاج بالصدقة، يُعتَبر من أقوى الأسباب الجالبة للنفع، ومعلومٌ بداهةً بأن العلاج بِدَوائينِ مناسبين أبلغ في النفع والفائدة من العلاج بدواءٍ واحدٍ، وكذلك العلاج بعِدَّةِ أدوية شرعية من رُقية، وصدقة، واستغفار، ودعاء، ونحوها، أبلغ في النفع والفائدة من العلاج بعلاجين، وهكذا.

 

فكلما أكْثرَ العبدُ من استعمال الأدوية الشرعية من دعاء، وصدقة، ورُقية، واستغفار، وتوبة، وقراءة للقرآن، والذكر، ونحو ذلك، كان الشفاء أتَمَّ وأكمل وأعظم، بمشيئة الله -تعالى- وكم ممَّن كان أثناء معالجته بالرقية تصدَّق بنية الشفاء، فعجَّل الله له بالشفاء فكان أسرع شفاءً ممن اكتفى بالرقية ولم يتصدق، فتنبه لهذا وتأمله؛ فهو مهمٌّ جدًّا"[2].

 

قصص عجيبة شاهدة على أن الصدقة تداوي الأمراض وتصحح البدن:

حكى الشيخ محمد حسان - حفظه الله تعالى - قصةَ رجلٍ كان مريضًا بالقلب فشفاه الله - تعالى - بالصدقة!

 

كان رجلٌ مريضًا بالقلب، ولا علاج له إلا بعملية جراحية لتوسيع أحد الشرايين، وسافر إلى أوروبا لعمل تحاليل وإشاعات لتحديد يومِ إجراء العملية، وبالفعل تم تحديد العملية، وعاد الرجل إلى مصر قبل السفر مرة أخرى لإجراء العملية، وفي أحد الأيام ذهب لشراء بعض الكيلوجرامات من اللحم، وأثناء شرائه اللحم رأى سيِّدة تقوم بجمع العظم وبعض القطع الصغيرة جدًّا من اللحم التي تقع من الجزار أثناء تقطيعه اللحم، فتعجَّب الرجل من ذلك وتأثر، ثم سأل الجزار، وقال له: مَن هذه السيدة؟ فقال الجزار: إنها أرملة، ولها أولاد، ولا تستطيع شراء اللحم، فتقوم بجمع العظم! فتأثر الرجل بقصة هذه السيدة، فقال للجزار: خُذْ هذا المبلغ من المال، وأَعطِها 2 كيلو، وكل أسبوع سيصلك مثل هذا المبلغ لإعطائها 2 كيلو كل أسبوع مدى الحياة، فدَعَتِ السيِّدة للرجل، وبعد عدَّة أيام سافر الرجل لإجراء العملية، وأثناء إجراء بعض التحاليل والإشاعات قبل إجراء العملية وجد الأطباء شيئًا غريبًا؛ حيث إنهم وجدوا الشريان الذي يحتاج للتوسيع قد عاد لأصله، ولا يحتاج للتوسيع، فقالوا له: مَن قام لك بإجراء العملية، فأقسم لهم أنه لم يَقُم بإجراء العملية، فعَلِم الرجل أن صدقتَه التي أعطاها للسيدة الفقيرة كانت سببًا في شفائه.

 

قال أبوطاهر السلفي في معجم السفر:

سَمِعت أبا الحسن علي بن أبي بكر أحمد بن علي الكاتب المينزي بدمشق يقول: سمعت أبا بكر الخبازي بنيسابور يقول: مرضتُ مرضًا خطرًا، فرآني جارٌ لي صالح، فقال: استعمل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((داووا مرضاكم بالصدقة))، وكان الوقت ضيقًا [كذا في المطبوع، ولعله: صيفًا]، فاشتريتُ بِطيخًا كثيرًا، واجتمع جماعةٌ من الفقراء والصبيان، فأكلوا ورفعوا أيديَهم إلى الله - عز وجل - ودعوا لي بالشفاء، فواللهِ ما أصبحتُ إلا وأنا في كل عافية من الله - تبارك وتعالى.

 

جاء في (صحيح الترغيب والترهيب) عن الإمام المحدث البيهقي - رحمه الله تعالى -:

وقال البيهقي: (في هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبدالله - رحمه الله - فإنه قرح وجهه، وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب، وبقي فيه قريبًا مِن سنة، فسأل الأستاذ الإمام "أبا عثمان الصابوني" أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له وأكثَرَ الناسُ التأمين، فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأةٌ في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبدالله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يقول لها: "قولي لأبي عبدالله يوسع الماء على المسلمين"، فجئت بالرقعة إلى الحاكم فأمر بسقاية بُنِيت على باب داره، وحين فرغوا من بنائها أمر بصبِّ الماء فيها وطرح الجمد؛ أي: الثلج في الماء، وأخذ الناس في الشرب، فما مرَّ عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح، وعاد وجهه إلى أحسن ما كان، وعاش بعد ذلك سنين.

 

• جاء في (سير أعلام النبلاء) أن رجلاً سأل عبدالله بن المبارك - رحمه الله تعالى - عن قرحة خرجت في ركبتِه منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع، فقال له ابن المبارك: (اذهب واحفر بئرًا في مكانٍ يحتاج الناس فيه إلى الماء، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم)، ففعل الرجل ذلك فشفاه الله - تعالى.

 

• يُذكر أن رجلاً أصيب بالسرطان، فطاف الدنيا بحثًا عن العلاج، فلم يجده، فتصدق على أمِّ أيتام، فشفاه الله - تعالى.

 

• وشبيهٌ بالقصة السابقة تقول إحدى الأخوات الجزائريات الفاضلات - وهي مقيمة في السعودية -: (أُصِبتُ بمرض السرطان منذ عدة سنوات، وتيقَّنت بقرب الموت، وكنت أُنفِق ما أكسبه من مهنة الطرازة على يتامى، وكل ما أنفقته عليهم ردَّه الله لي مضاعفًا، وسخَّر لي المحسنين في الجزائر كي يعالجوني، ثم سخَّر لي هنا في السعودية مَن يهتمُّ بي ويرعاني، ومع أني لا أعرف أحدًا في المملكة إلا أني وجدتُ أخوات صالحات، وقد واصلتُ علاجي إلى أن شُفيت تمامًا بحمد الله - تعالى - ومع أني لا أعرف أي أحد في هذا البلد، إلا أن الله -تعالى- سخَّر لي كل شيء، ويسَّره لي بسبب إنفاقي على هؤلاء الأيتام.

 

• ابتُلِيَت امرأة بالعقم، وقد أيَّسها الأطباء من إمكانية الحمل وأنه لا علاج لها! فوفَّقها الله - تعالى - إلى أن تتصدَّق على امرأة فقيرة، وبعدما تصدقت عليها طلبت منها أن تدعو لها بالولد الصالح، وما مضت ثلاثة أشهر إلا وهي حامل بتوأم (ولدين).

 

• كانت إحدى الداعيات المشهورات تروي قصة في أثر الصدقة، وتبدي عجبها، فقالت لها إحدى الحاضرات: (لا تتعجبي! والدنا جاءه محتاجٌ في خيمته فأعطاه حليبًا "في غضارة"، وسقاه حتى شبع، وبينما كان يتنقل تعطَّلت به السيارة وجلس تحت ظل شجرة، وقد شارف على الموت، وإذا برجل يأتيه وقد أعطاه حليبًا وشربه، وإذا بهذا الرجل هو نفسه الذي سقاه والدي).

 

• كان صبي صغير يلعبُ مع أخته حاملاً بيدِه سكينًا، وفجأة ضرَبها في عينها، فَنُقِلت على الفور إلى المستشفى، ولخطورة الإصابة حُوِّلت منه إلى (الرياض)؛ حيث الأطباء الاستشاريون، وبعد الفحوصات والأشعة قرَّر الأطباء أن إعادة (قرنية) عينها أمرٌ ضعيف، والأمل برجوع بصرها ضئيل، وفي يوم تذَكَّرت الأم المرافقة مع ابنتها فضلَ الصدقة، فطلبتْ من زوجها أن يُحضِر لها تلك القطعة من الذهب التي لا تملك غيرَها وتصدَّقت بها، على الرغم من ضَعف حالتها المادية، ودَعت ربها الكريم الرحيم قائلةً: (ربي، إنك تعلم أني لا أملك غيرها فاجعل صَدَقتي بها سببًا في شفاء ابنتي، وفي الغَدِ جاءَ الطبيب فَعُرِضَت عليه حالةُ البنتِ فكان قوله كسابقيه، وأنه لا أمل في الشفاء، وبعد أيامٍ جاء طبيب آخر فعُرِضت عليه ففكَّر وتأمَّل وكانت المفاجأة أن أجريت العملية، ونجحت بفضلٍ من الله -تعالى- ثم عادت الطفلة سليمةً دون أي أثَرٍ على وجهها، وقد رجع بصرها - بحمد الله تعالى - كما كان.

 

قال الشيخ سليمان المفرج:

هذه قصة يَرْوِيها صاحبُها لي حيث يقول: (لي بنتٌ صغيرة أصابها مرضٌ في حلقها، فذهبتُ بها للمستشفيات، وعرضتُها على كثير من الأطباء، ولكن دون فائدة، فمَرَضها أصبح مستعصيًا، وأكاد أكون أنا المريض بسبب مرضها الذي أرَّق كل العائلة، وأصبحنا نعطيها إبرًا للتخفيف فقط من آلامها، حتى يئسنا من كل شيء إلا من رحمة الله -تعالى- إلى أن جاء الأمل، وفتح باب الفرج، فقد اتصل بي أحد الصالحين، وذكر لي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((داووا مرضاكم بالصدقة))، فقلت له: "قد تصدقت كثيرًا"، فقال: "تصدَّق هذه المرة بنية شفاء ابنتك"، وفِعلاً تصدَّقت بصدقة متواضعة لأحد الفقراء، ولم يتغير شيء، فأخبرته، فقال: "أنت ممن لديهم نعمة ومال كثير، فلتكن صدقتك بحجم مالك"، فذهبت للمرة الثانية وملأت سيارتي من الأرز والدجاج والخيرات بمبلغ كبير، ووزعتها على كثير من المحتاجين، ففرحوا بصدقتي، ووالله لم أكن أتوقع أبدًا أن آخر إبرة أخذتْها ابنتي هي التي كانت قبل صدقتي، فشُفِيت تمامًا - بحمد الله - فأيقنتُ بأن الصدقة من أكبر أسباب الشفاء، والآن ابنتي بفضل الله لها ثلاث سنوات، ليس بها أيُّ مرض على الإطلاق، ومن تلك اللحظة أصبحتُ أُكثِر من الصدقة، خصوصًا على الأوقاف الخيرية، وأنا كل يوم أشعر بالنعمة والبركة والعافية في مالي وعائلتي، وأنصح كل مريض بأن يتصدَّق مِن أعز ما يملك، ويكرِّر ذلك، فسيشفيه الله -تعالى- وأدين الله بصحة ما ذكرت، والله لا يضيع أجر المحسنين.

 

يقول الشيخ أيضًا:

دخل أحد الشباب المستشفى إثْرَ مرضٍ شديد ألَمَّ به - نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين - وبعد الفحوصات قرَّر الأطباء أنه لا أمل في شفائه؛ حيث قال الطبيب لأمه المرافقة: (خُذي أغراضه، فلا أمل في شفائه، والعلم عند الله)؛ فتأثَّرت الأمُّ، وتذكرت فِلْذَة كبدها ومفارقته لها، فقامت وباعت كلَّ ما تملك من ذهَبٍ وتصدقت بثمنِه، ولم تمضِ سوى عِدَّة أيام حتى أبدى الطبيب لأمه أن هناك أملاً في شفائه، ثم تحسَّنت حالته شيئًا فشيئًا، حتى خرج بعد أيامٍ سليمًا مُعافًى، فحَمِد الجميعُ ربَّهم - تبارك وتعالى - على شفائه ولُطفه.

 

ويقول الشيخ أيضًا:

وهذه قصة أخرى ذكَرها صاحبها لي؛ حيث يقول: ذهب أخي إلى مكانٍ ما ووقف في أحد الشوارع، وبينما هو كذلك ولم يكن يشتكي من شيء؛ إذ به يسقط مغشيًّا عليه، وكأنه رمي بطلقة من بندقية على رأسه، فتوقَّعنا أنه أصيب بعين، أو بورم سرطاني، أو بجلطة دماغية، فذهبنا به لمستشفيات ومستوصفات عدَّة، وأجرينا له الفحوصات والأشعة، فكان رأسه سليمًا لكنه يشتكي من ألَمٍ أقضَّ مضجعه وحَرَمَه النوم والعافية لفترة طويلة، بل إذا اشتدَّ عليه الألم لا يستطيع التنفس فضلاً عن الكلام)، فقلت له: (هل معك مالٌ نتصدق به عنك، لعل الله أن يشفيك؟!) فقال: نعم، فسحبت ما يقارب السبعة آلاف ريال، واتصلتُ برجل صالح يعرف الفقراء ليوزِّعها عليهم، وأقسم بالله العظيم أن أخي شفي من مرضه في نفس اليوم، وقبل أن يصل الفقراءَ شيءٌ! وعلمت حقًّا أن الصدقة لها تأثير كبير في العلاج.

 

ويقول الشيخ أيضًا:

هذه قصة أخرى حدَّثني بها صاحبها؛ فقال: (لقد اشتكتْ طفلتي من الحمَّى والحرارة، ولم تَعُدْ تأكل الطعام، وذهبت بها لعدة مستوصفات فلم تنزل حرارتها، وحالتها تسوء، فدخلت المنزل مهمومًا لا أدري ما أصنع! فقالت لي زوجتي: "لنتصدَّق عنها"، فاتصلتُ بشخصٍ له عَلاقة بالمساكين، وقلت له: "أرجو أن تصلِّي العصر في المسجد، وتأخذ مني 20 كيس أرزٍ، و20 كرتون دجاج، وتوزِّعها على المحتاجين"، وأحلف بالله - ولا أبالغ - أنني بعد أن أقفلت سماعة الهاتف بخمس دقائق وإذا بطفلتي تركضُ وتلعب، وتقفز على الكنبات وأكلَتْ حتى شَبِعت وشُفِيت تمامًا بفضل الله -تعالى- ثم الصدقة.

 

• كانت امرأة مُصابة بمرض نفسي قاهر، فقام أحدُ أقاربها - جزاه الله خيرًا - وتصدَّق بنية شفائها على رجل صالحٍ فقير، يعول عائلتين، وسأله الدعاء لها، فما هي إلا أيامٌ يسيرة حتى يسَّر الله لها مَن يَنتَشلُها ممَّا هي فيه من البلاء، ويكون سببًا في شفائها؛ حيث يقول الأخ المتصدق: (واللهِ، لم يعلم أحدٌ من عائلتها بصَدَقتي وإنما جعلتُها خالصة لوجه الله -تعالى- ولكن الله -تعالى- أحدث في عائلتها وبعض العارفين بأمرها من أهل الخير استنفارًا كاملاً لرعايتها ولإنقاذها من مرضها - ولله الحمد والمنة).

 

• هذه امرأةٌ أخرى أُصِيبتْ بفشَل كلوي - نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين من كل بلاءٍ وداءٍ - وقد عانتِ الأختُ من مرضها هذا كثيرًا، بين مراجعات وعلاجات، فطَلَبَت مَن يتبرع لها بكُلْيَة بمكافأة قدرُها عشرون ألف ريال، وقد تناقل الناس الخبر، ومِن بينهن امرأة فقيرة، وقد حضَرت للمستشفى موافقةً على كافة الإجراءات، وفي اليوم الْمُحَدَّد دخلت المريضة على المتبرِّعة فإذا هي تبكي، فتعجَّبت وسألتها عن حالها ما إذا كانت مُكْرَهَةً؟! فقالت: (ما دفعني للتبرع بكُلْيَتي إلا فقري وحاجتي للمال)، ثم أجهشت بالبكاء، فهدَّأتها المريضة وقالت: (المال لكِ، ولا أريد منكِ شيئًا)، ولا تسأل عن فرحة الفقيرة بذلك! وبعد أيام جاءت المريضة للمستشفى وعند الكشف عليها كانت المفاجأة المدويَّة التي أذهلت الأطباء؛ حيث لم يجدوا أي أثرٍ للمرض، فقد شفاها الله - تعالى - وله الحمد والمنة.

 

• ودخَلَت امرأةٌ العناية المركَّزة لمرضٍ شديد ألَمَّ بها، فعَلِم بذلك أحدُ المحسنين، فقام وذبح (بعيرًا)، ونوى الأجر لها وتصدَّق بلحمه على عائلات فقيرة، فما هي إلا عِدَّة أيام حتى شُفِيت المرأة، ولله الحمد والمنة.

 

• ولم ينتهِ حديثُ تلك النساء عن فضْل الصدقة حتى خلعتْ واحدة من الحاضرات عِقْدها الغالي الثمن، وأعطته إحداهن لتقوم ببيعه، وإعطاء ثمنه لعائلات فقيرة، فلما ذهبت به لبائع الذهب وأراد وزنه أخرج (فصًّا) في وسَط العِقد فأذهله ما رأى وتعجَّب حيث شاهد شيئًا من عمل السحر داخل (الفص)، فأخرجه وتعافت المرأة مما كانت تعاني منه - ولله الحمد والمنة.

 

• وتقول إحدى الداعيات المشهورات: (كنتُ في الحرم منذ عدة سنوات، فآلمني ضرسي الذي أجَّلت معالجته وحشوه، وكنت سعيدة بوجودي في الحرم، وأريد أن أشتغل بالقرآن، ولكن لو استمرَّ الألم فسوف أذهب للطبيبة وسيضيع وقتي، فَخَطَرت في بالي فكرة أن أدفع هذا الألم بالصدقة، فتصدَّقت على واحدة من البنات في الحرم، فوالله ما هو إلا وقت قصير حتى سَكَن ألَمِي، ومنذ تلك السنة وإلى هذه الساعة لم أحتجْ إلى الطبيب لأجله؛ لأنه لم يَعُد يؤلمني أبدًا.

 

قال الشيخ عبدالهادي بدلة - إمام جامع الرضوان في حَلَب السورية -:

(في بداية زواجي مَنَّ الله علينا بطفلنا الأول، ففرحنا به فرحًا شديدًا، لكن شاء الله - سبحانه - أن يُصاب هذا الطفل بمرض شديد، عجز عنه الطب حينها، وبَدَأت تسوءُ حالة الطفل وتسوء حالنا نحن أكثر؛ حُزنًا على فلذة كبدنا ونور عيوننا، وكلكم يعلم ماذا يعني الطفل لوالديه، وخاصة أنه طفلنا الأول! لكن الشعور الأسوأ هو شعورنا بالعجز لأن نقدِّمَ له العلاج لمعاناته، إلا أننا سلَّمنا أمرنا لله وقضائه، لكن كان علينا الأخذ بالأسباب وعدم ترك أي فرصة أو سبيل لعلاجه، دلنا أهل الخير على طبيب ذي خبرة وشهرة فذهبتُ إليه بالطفل, والطفل يشكو من الحمَّى - التي تأكل قبل الطفل جسدي وجسد أمه وقلبها وقلبي - فقال لنا: "إذا لم تنْزِل حرارة الطفل هذه الليلة فسيفارق الحياة غدًا"!

 

عدتُ بالطفل حزينا كئيبًا، يقضُّ الألم قلبي حتى فارق النوم جفني، فقمت لأصَلِّي، ثم ذهبت هائمًا على وجهي تاركًا زوجتي عند رأس ابني باكيةً حزينةً، مشيتُ في الشوارع لا أعرف ماذا أعمل لابني، لكنني تذكرت الصدقة حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: ((داووا مرضاكم بالصدقة))، ولكن مَن سأجد في هذا الوقت المتأخر لأطرق بابه وأتصدق عليه؟ وماذا سيقول عني إن فعلت ذلك؟!

 

وبينما أنا كذلك إذ بِهِرَّة جائعة تموء في الليل الأسود، تذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما سأله الصحابة: (وإنَّ لنا في البهائم أجرًا؟!)، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((في كل كبد رطبة أجر))؛ رواه البخاري ومسلم، فدخلت منْزِلي وأخذت قطعةً من اللحم، فأطعمتُها الهرَّة، وأغلقت الباب خلفي، غير أن صوت الباب اختلط بصوت زوجتي: "هل عدتَ.. إليَّ.. إليّ.. سريعًا"! فهرعت إليها، فوجدت وجه زوجتي قد تغير وعلى صفحة وجهها تهليلة بِشْر! فقلت: عُدتُ لتوي، قالت: "بعدما ذهبت، أغفيت قليلاً وأنا جالسة.. فرأيت رؤيا عجيبة، لقد رأيت نفسي محتضنةً ابني، وإذ بطيرٍ أسودٍ كبيرٍ يهوي من السماء لينقضَّ على طفلنا ليأخذه مني وأنا خائفة أضمُّ ابني بشدة لا أعرف ماذا أفعل! وإذ بي بِقِطٍّ يدفع الطيرَ دفعًا شديدًا، ويعاركه عِراكًا ما رأيتُ أقوى منه، مع أن الطير كان ضخمًا, وظل يدفعه ويعاركه حتى دفع الصقرَ بعيدًا، واستيقظتُ على صوتك تأتي.

 

يقول الشيخ:

فتبسَّمت واستبشرتُ خيرًا، نَظَرَتْ إلَيَّ زوجتي مندهشة من تبسمي! فقلتُ لها: عسى أن يكون خيرًا، هرعنا إلى طفلنا.. لا نعرف مَن يصِل أولاً، وإذ بالحمى تزول عنه ويفتح الطفل عينيه، وصباح اليوم التالي - والذي لا إله إلا هو - كان الطفل يلهو مع الأطفال في الحي، والحمد لله)؛ انتهى كلام الشيخ.

 

بعد أن ذكر الشيخ هذه القصة العجيبة ألقى هذا الطفل - الذي بات شابًّا وعمره الآن حوالي 17سنة، وقد أكمل حفظ القرآن الكريم، ويتابع تعليمه الشرعي - ألقى موعظةً بليغة في المسلمين في مسجد والده، مسجد الرضوان في حلب، في إحدى آخر ليال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

 

• "محمد صالح" شاب عانى لمدة 4 سنوات من ارتفاع مستوى السكر في الدم؛ حيث كان يصل إلى 400 أو يزيد، ونصحه كثير من الأطباء باستعمال الأنسولين؛ لأن البنكرياس لم يَعُد قادرًا على العمل بشكل طبيعي، وأنه لم يترك دواءً إلا استعمله، ولا حِمية إلا جرَّبها، فلم تُفلِح محاولاته في إنقاص نسبة السكر، وكان يقيس السكر 3 مرات في اليوم، ولم يكن السكر يقل عن 370 في أحسن حالاته، وفي يوم جمعة صحا من النوم مبكرًا وصلى الفجر، ثم ذهب إلى السوق واشترى سمكًا لغدائه، وبعدها ذهب إلى صيدلية لشراء دواء لابنه "فيصل"، الذي يعاني من ارتفاع في حرارته، فذهب إلى صيدلية في حي فقير فوجد رجلاً يقول لصاحب الصيدلية: هذه خامس مرة أحضر ولا أجد أَشْرِطَة الجهاز، ثم خرج وهو يبكي، فسأل "محمد صالح" الصيدلي عن هذا الرجل فأخبره أنه مصري فقير كان يستعمل جهازًا قديمًا لفحص السكر، ويريد أشرطة له، ولكنها لا تتوفر في السوق، فلَحِق "محمد صالح" بالمصري، وقال له: أنا أعرف صيدلية تبيع أشرطة قديمة فانتظرني، فدعا له المصري بخير، ثم رجع "محمد" إلى الصيدلية واشترى له جهازًا جديدًا، من نفس النوع الذي يستعمله، واشترى معه 15 شريطًا، ومعها 4 علب إبر، وكان مجموع ما اشتراه بنحو 1500 ريال سعودي، فأعطاها للمصري، وقال له: اشتريتُ لك هذا الجهاز، وهو نفسه الذي أستعمله، وهو جهاز فعَّال، ومعه الأشرطة والإبر؛ حتى لا تُتعِب نفسك، فصَمَت المصري ولم يستطع الكلام، ثم دمعت عيناه، وتنهد، وقال لمحمد: (يا ابني، الله لا يحوجك للجهاز ده ولا لغيره، الله يكرمك، الله يغنيك، الله يكرم أصلك)، عاد "محمد صالح" إلى منزله، وصلى الجمعة عند شيخ يُدعَى "توفيق"، فسَمِعه يتحدَّث في الخطبة عن الصدقة وأثرها، خصوصًا إذا كانت خالصة لوجه الله، وأخفاها حتى لا يعلم بها أحد، فخرج من المسجد منشرحَ الصدر ولم يعرف السبب، فصلَّى العصر، ونسي أن يقيس السكر بعد الغداء؛ لأنه ذهب مع أبنائه في نزهة ونسي الجهاز في المنزل، ثم عاد وتعشَّى ونام ونسي أن يقيس السكر، ثم استيقظ وصلى الفجر وخرج مسرعًا إلى العمل، ومعه الجهاز فسقط من يده، ثم أفطر في مكان عمله وشرب الدواء، وقاس السكر؛ فكانت النتيجة (123) فحزن لظنه أن الجهاز قد تعطَّل، ثم قاسه مرة أخرى فحصل على نفس النتيجة (123)، وقرر شراء جهاز آخر، وبعد عودته تغدَّى ثم ذهب عصرًا إلى الصيدلية وأخذ معه الجهاز القديم، وقال للصيدلي: أعطني جهازًا بنفس النوع الذي اشتريته أمس للمصري، فقال الصيدلي: لماذا هل هو معطَّل؟ فقال له: لا، لكن الجهاز كان لأخيه ويريد آخر لنفسه، فسأله الصيدلي عن الجهاز الذي في يده، فقال: هذا سقط مني وأصبحت قراءته غير دقيقة، لأنه انكسر، فقال الصيدلي: دعنا نجرِّبه أولاً، فكانت النتيجة (135)، فقال محمد للصيدلي: ألم أَقُلْ لك: إنه معطَّل؟ قال الصيدلي: لماذا؟ قال: لأني أَقِيس السكر منذ 4 سنوات، ولم يقلَّ عن (370)، فقال الصيدلي: عندي جهاز آخر فدعنا نجرِّبه، فكانت النتيجة (135)، فقال له محمد: أكيد جهازك الآخر معطل، فأعطني لو سمحت جهازًا جديدًا، فقال له الصيدلي: أنت حر، فأخذ الجهاز الجديد وبعد العشاء قاس السكر فوجد النتيجة (132)، فقرَّر أن يأخذ قراءاته لمدة أسبوع ثم يعرضها على الطبيب، فكانت النتيجة بمعدل (120)، فعرضها على الطبيب، فقال له: مبروك لقد تخلَّصت من السكر، وعليك اتباع الحمية والأدوية، ولن تحتاج إلى الأنسولين، ولقد أقسم "محمد صالح" على أن هذا حصل معه شخصيًّا، فحمد الله على ذلك.



[1] رسالة: دَاوُوا مرضاكم بالصدقات.

[2] رسالة: داووا مرضاكم بالصدقات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • داووا مرضاكم بالصدقة
  • الصدقة
  • لماذا أتصدق ( نيات الصدقة )
  • من تحرم عليهم الصدقة
  • الصدقة وعلاقتها بالجهاد والنصر
  • ضرورة الصدق وإخلاص النية في أعمال الدين والدنيا

مختارات من الشبكة

  • الصدقة في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام الصدقة الإلكترونية(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • الصدقات تدخلك الجنة من باب الصدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدقة في رمضان: فوائد وأحكام وآداب (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الدرس السابع: الصدقة(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحاديث في فضل صلاة الضحى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحريم الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وآله(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضل الصدقة في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الصدقة وأهميتها في رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
2- good
عباس - India 06-10-2016 12:17 PM

شكرا

1- علاقة بين الصدقة والصحة
اجباد جعفر - الصومالي 22-01-2016 10:01 PM

جزاك الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب