• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: شكوى الآباء من استراحات الشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    خطبة: الحج قصة وذكرى وعبرة
    مطيع الظفاري
  •  
    خطبة: الرشد أعظم مطلب
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    السنة في حياة الأمة (1)
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    خطبة: عاشوراء
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    تفسير: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس التاسع والعشرون فضل ذكر الله
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وبشر الصابرين..
    إلهام الحازمي
  •  
    أشنع جريمة في التاريخ كله
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تحريم الاستعاذة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    البخل سبب في قطع البركة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    قصة المنسلخ من آيات الله (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    نعمة الأولاد (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    خطبة (المسيخ الدجال)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    وقفات تربوية مع سورة العاديات
    رمضان صالح العجرمي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب الحرمين الشريفين / خطب المسجد النبوي
علامة باركود

خطبة المسجد النبوي 12/4/1434 هـ - الإكثار من عمل الخير

الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/1/2014 ميلادي - 9/3/1435 هجري

الزيارات: 20493

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإكثار من عمل الخير


ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "الإكثار من عمل الخير"، والتي تحدَّث فيها عن أعمال الخير وفضل الإكثار منها، وعدَّد بعضَ الأمثلة على ذلك من سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم.


الخطبة الأولى

الحمد لله ذي الجلال والإكرام، ذي المُلك الذي يُرام، والعزة التي لا تُضام، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القدوسُ السلام، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوثُ بالهُدى ودين الحقِّ، فمحَا الله به الشرك والضلال، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبه الكرام.


أما بعد:

فاتقوا الله تعالى بالتقرُّب إليه بما شرَع، ومُجانبَة المُحرَّمات والبِدع؛ فقد أفلحَ من استقامَ على الصراط المُستقيم، وفازَ بجنَّات النعيم.


أيها الناس:

حاسِبوا أنفسَكم قبل الحساب؛ لتكثُر حسناتُكم وتقلَّ سيئاتُكم، وأنتم في فُسحةٍ من الأجل، وتمكُّنٍ من العمل، ولن يضُرَّ عبدًا دخل عليه النقصُ في دُنياه، وسلِمَ له دينُه، وعظُمَ أجرُه في أُخراه؛ إذ الدنيا متاع، وما قدَّره الله للإنسان من الرزق مع العمل الصالح فهو رزقٌ مُبارَك، ولا خيرَ في رزقٍ ودُنيا لا دينَ معها يرضَى الله به عن العبد.


وقد تكفَّل الله بالرزق لعِظَم شأن العبادة؛ إذ عليها مدارُ السعادة، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56- 58].


وفعلُ الأسباب المُباحة لاكتِساب الرزقِ الحلالِ مما شرَعَه الإسلام، ولكنَّ ربَّنا الرحمنَ الرحيمَ الحكيمَ العليمَ، ذا المجد والكرَم، وهَّابَ النعم أرشدَنا إلى أن يكون همُّ المُسلم الأعظم هو الأعمالَ الصالحات التي رحمُه الله بها ويُدخِلُه الجنة، ويُنجِّيه من النار، قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25]، وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 221]، وقال – تبارك وتعالى -: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].


وكان من دُعاء نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم – فيما روى ابنُ عمر -: «اللهم لا تجعَل مُصيبَتَنا في ديننا، ولا تجعَل الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا»؛ رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ".


وفي الحديث: «من أصبحَ والآخرة همُّه جمعَ الله شملَه، وجعلَ غِناه في قلبه، وأتَتْه الدنيا وهي راغِمة، ومن أصبحَ والدنيا همُّه شتَّت الله شملَه، وأفشَى ضيعتَه، وجعلَ فقرَه بين عينَيْه، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما كُتِب له».


وقد وصفَ الله لنا في كتابه نعيمَ الجنات بما لا مزيدَ عليه في كُتب الله المُتقدِّمة، ووصفَ لنا رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - ذلك النعيمَ المُقيمَ بما لم يصِفه نبيٌّ قبلَه، وكذلك وصفُ النار وعذابِها الأبَديِّ، كأنَّ الجنة والنار رأي العَين؛ ليتسابَقَ المُتسابِقون، ولينزجِرَ عن المعاصِي الغافِلون الجاهِلون.


وبيَّن الله - سبحانه - لنا الأعمالَ التي تُدخِلُ الجنات، وبيَّنها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إجمالاً وتفصيلاً.

 

فأعظمُ ما يُدخِلُ الجنات العُلَى: توحيدُ الله - عز وجل - بأن لا يُشرِكَ المُكلَّفُ بالله شيئًا في أي عبادةٍ، وإقام الصلاة، والزكاة، واجتِناب المظالِم، وأداء الحُقوق لأهلِها.


عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: «من عبَدَ الله لا يُشرِكُ به، وأقامَ الصلاة، وآتَى الزكاة، وصامَ رمضان، واجتنَبَ الكبائرَ؛ دخل الجنة»؛ رواه أحمد، والنسائي، وإسناده صحيح.

 

والاستِكثارُ من فضائل الأعمال والمُستحبَّات من الخيرات بعد القيام بالواجِبات، وترك المُحرَّمات، مما يرفعُ الله به للعبد الدرجات، وينالُ به الخيرات، ويُكفِّرُ به السيئات، قال الله تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31].


ولا تزهدَنَّ - أيها المسلم - في أي حسنةٍ صغيرةٍ كانت أو كبيرةٍ، ولا تحقِرَنَّ من فعل الخير والقُرُبات شيئًا، فما تدري أيّ حسنةٍ يثقُلُ بها ميزانُك، ويُغفَرُ بها ذنبُك؟!


وأبوابُ الخير كثيرة، والفضائل واسِعة، والحسناتُ مُتشعِّبة وافِرة، فاحرِص عليها زادًا لأُخراك، وعُمرانًا لدارِك دار القرار؛ فمنها:

الأذكار المُستحبَّةُ بعد الصلوات؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سبَّح دُبُر كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وحمِدَ ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر ثلاثًا وثلاثين، وختَمَ المائةَ بـ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير؛ غُفِرَت ذنوبُه ولو كانت مثلَ زبَدِ البَحر»؛ رواه البخاري ومسلم.


وعن أبي أمامة - رضي الله عنه – عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: «من قرأَ آيةَ الكُرسيِّ دُبُر كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنَعه من دخول الجنة إلا أن يموت». وفي روايةٍ: «وقل هو الله أحد»؛ رواه النسائي، والطبراني، وابن حبان.


والأذكارُ في الصلاة وبعدها مُباركةُ المنافع، فالمسلمُ يحرِصُ ويتعلَّم ويعمل، والله قد ضمِنَ له أعظمَ الأجر.


ومما رغَّبَ فيه الله ورسولُه: التطوُّع بجنسِ الفرائض والواجبات؛ فإن العبدَ إذا حاسبَه الله على الفرائض والواجِبات، ووُجِد فيها النقص، قال الله تعالى: «انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ تُكمِلون به الفريضة؟» فيلتمِسون أعمالَ التطوُّع لإكمال الواجِبات؛ كالوِتر، والراتِبة، ونوافِل الصلاة، والصدقات مع الزكاة، وصيامِ النوافِل مع رمضان، وتطوُّع الحجِّ مع العُمرة، والخُلُق الحسن إذا ضعُف عن بعضِ العمل.


فيا فوزَ من استكثَرَ من فضائل الأعمال المُستحبَّات، ويا خسارةَ من فاتَه الكثيرُ من نوافِل الطاعات، فنقَصَت في حقِّه الدرجات.


واستمِعوا فضلَ عملٍ قليلٍ عليه ثوابٌ جليلٌ: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صيامُ يوم تطوُّع، وصدقةٌ على مِسكين، واتِّباعُ جنازة، وعيادةُ مريضٍ، ما اجتمَعن لرجُلٍ مُسلمٍ في يومٍ إلا دخلَ الجنة»؛ رواه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه.


والذِّكرُ بابٌ عظيمٌ من أبوابِ الجنة، يجلُو صدأَ القلوب، ويغفرُ الذنوب، ويُفرِّجُ الله به الكُروب؛ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أُخبِرُكم بأفضل أعمالِكم، وأزكاهَا عند مليكِكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهبِ والوَرِق، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم، ويضرِبوا أعناقَكم؟». قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «ذكرُ الله»؛ رواه الحاكم، وقال: "صحيحُ الإسناد".


وعن عبد الله بن بُسْرٍ - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسول الله! إن شرائِعَ الإسلام قد كثُرت، فبابٌ نتمسَّكُ به جامعٌ؟ قال: «لا يزالُ لِسانُك رطبًا من ذكرِ الله»؛ رواه الترمذي.


وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قال حين يُصبِح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير مائةَ مرة؛ كتبَ الله له بها مائةَ حسنة، ومحَا عنه مائةَ سيئة، وكانت كعِدلِ عشر رِقابٍ، وكانت حِرزًا له من الشيطان يومَه ذاك»؛ رواه البخاري ومسلم.

 

«ومن قال: سبحان الله وبحمده مائةَ مرة في أول يومِه، ومائةَ مرة أول ليلته؛ لم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلٌ عمِلَ مثلَ عمله، أو زادَ»؛ رواه مسلم.


والأذكارُ في أول النهار وفي إقبال الليل، الوارِدةُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم – مُباركةٌ، جمَعَت كلَّ الخيرات؛ ففيها الأجورُ العظيمة، والمنافعُ التي لا تُحصَى، وحِرزٌ للعبد من شياطين الإنس والجنِّ.


ومن أحسن الكُتب التي جمعَتها: "تحفةُ الذاكِرين شرحُ الحِصن الحَصين".


وجامِعُ خيرَي الدنيا والآخرة: الدعاء؛ عن أنس - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الدعاءُ مُخُّ العبادة»؛ رواه الترمذي.


وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس شيءٌ أكرمُ على الله من الدعاء»؛ رواه الترمذي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، وهو صحيحُ الإسناد.


لأن الدعاءَ يعتمِدُ القلبُ فيه على الله، ويتعلَّقُ به، ويتوكَّلُ عليه، ولا يلتفِتُ لغيره؛ فمن لزِمَ دعاءَ ربِّه وحدَه قُضِيَت حاجاتُه، وحسُنَت عاقِبَتُه، وصحَّت دِيانتُه، ومن دعا غيرَ الله تعالى خابَ وخَسِرَ، وخُذِلَ، وحُرِم قضاء الحاجات، واقترفَ الشركَ الأكبر.


والصلاةُ والسلام على سيِّدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم – يُغفرُ بها الذنب، ويكفِي الله بها العبدَ ما أهمَّه، ويُصلِّي الله بها عشرًا على قائلِها؛ عن ابن مسعود - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: «أولَى الناسِ بي يوم القيامة: أكثرُهم عليَّ الصلاة»؛ رواه الترمذي، والنسائي، وابن حبان، وصحَّحه.


قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77].


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المُرسَلين وقولِه القَويم، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم وللمسلمين؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، غافر الذنوب، ويكشِف الكُروب، ويستُر العيوب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له علاَّم الغيوب، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه هدَى الله به من الضلال، وبصَّر به من العَمَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أولِي البرِّ والتُّقَى.


أما بعد:

فاتقوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.


عباد الله:

وكما أن للجنة أعمالاً مُبارَكة يُحبُّها الله ويرضَاها، فكذلك للنار أعمالاً يُبغِضُها الله ويكرَهُها، ويُعاقِبُ عليها.

 

وأكبرُ الأعمال المُوجِبَة للنار: أنواعُ الشرك الأكبر، وترك الصلاة، ثم الكبائر، قال الله تعالى عن أهل النار: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾ [المدثر: 42- 47].


وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم ومُحقِّرات الذنوب؛ فإنهنَّ يجتمِعنَ على الرجلِ حتى يُهلِكنَه».

 

ومثَلُ ذلك كمثَل قومٍ حضَرَ صنيعُهم، فجمعَ هذا عودًا، وهذا جمع عودَين، وهذا أتَى بِبعْرة، فجمَعوا كثيرًا، ثم أوقَدوا نارَهم فأنضَجوا طعامَهم.


وسيئاتُ اللسان من أعظم الخطَر على الإنسان؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: «وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوهِهم إلا حصائِدُ ألسِنَتهم؟!»؛ رواه الترمذي من حديث مُعاذ - رضي الله تعالى عنه -.


عباد الله:

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».


فصلُّوا وسلِّموا على سيدِ الأولين والآخرين وإمام المُرسلين، اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته وأهل بيته، كما صلَّيتَ على إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ.


اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحاب نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أذِلَّ الكفرَ والكافرين، اللهم دمِّر أعداءَك أعداءَ الدين يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.

يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيث، أصلِح لنا شأنَنا كلَّه، اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسرَرنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلمُ به منَّا، أنت المُقدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ، لا إله إلا أنت.

اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.

اللهم أعِذنا من شرور أنفسِنا، وأعِذنا من شرِّ كل ذي شرٍّ يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.

اللهم انصُر دينَك وكتابَك في كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم انصُر دينَك وكتابَك، اللهم أبطِل كيدَ أعداء الإسلام يا رب العالمين، اللهم أبطِل مُخطَّطات أعداء الإسلام التي يكِيدون بها للإسلام والمُسلمين، إنك على كل شيء قدير.

اللهم انصُر المُسلمين في الشام، اللهم ارفع ما بهم من البلاء، اللهم اكشِف ما بهم من الضُّر، اللهم اكشِف ما نزلَ بهم من اللأواء والشدائد يا رب العالمين، إنك أنت رحمنُ الدنيا والآخرة.

اللهم أنزِل بأسَك على من ظلمَهم، وعلى من اضطَهدهم، وعلى من تسلَّط عليهم بغير حقٍّ يا رب العالمين، اللهم عليك بمن آذَى المُسلمين في الشام، اللهم عليك يا رب العالمين بمن ظلَمَ المُسلمين يا رب العالمين وآذاهم في دينهم في أي مكانٍ كانوا يا رب العالمين، اكفِ المُسلمين شرَّ الأشرار.

اللهم يا ذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسألُك أن تُغيثَنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا غيثًا مُغيثًا هنيئًا مريئًا، اللهم سُقيا رحمة لا سُقيا عذاب ولا هدمٍ ولا غرق يا أرحم الراحمين، إن بالبلاد والعباد من اللأواء والشدَّة ما لا يكشِفه غيرُك فأنزِل علينا الغيثَ يا رب العالمين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم ولاةَ أمورنا.

اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، اللهم يا ذا الجلال والإكرام وانفَع به الإسلام والمسلمين، وانصُر به الإسلام والمُسلمين، إنك على كل شيءٍ قدير.

اللهم وفِّق نائِبَه وليَّ عهده لما تحبُّ وترضى، ولما فيه نُصرة الإسلام والمُسلمين يا رب العالمين.


ربَّنا اغفر لنا ذنوبَنا، وإسرافَنا في أمرنا يا ذا الجلال والإكرام.


﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].


عباد الله:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].


اللهم اغفر للمُسلمين الميتين يا رب العالمين، اللهم اغفر للمُسلمين والمُسلِمات، إنك على كل شيء قدير.


فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وافعلوا الخير لعلكم تفلحون

مختارات من الشبكة

  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • دوام الخير بعد شهر الخير (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تعودوا الخير فإن الخير عادة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 19 / 8 / 1434هـ - رمضان موسم الخير والبركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 10 / 5 / 1434هـ - كثرة أبواب الخير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اختموا شهر الخير بخير ما تجدون (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • يا باغي الخير.. بادر بالخير (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة حجة الوداع والدروس المستفادة منها (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/1/1447هـ - الساعة: 9:25
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب