• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

تحقيق تخريج مسألة ( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام )

أ. د. محمد بن تركي التركي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/12/2013 ميلادي - 27/1/1435 هجري

الزيارات: 11544

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق تخريج مسألة ( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام )

للإمام الحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي


قال ابن أبي حاتم في كتاب العِلل: وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حسين الجعفي، عن زائدة، عن هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام، ولا يوم الجمعة بصيام)).


فقالا هذا وهم: إنما هو عن ابن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. ليس فيه ذكر أبي هريرة. رواه أيوب، وهشام، وغيرهما، كذا مرسل.


قلت لهما: الوهم ممن هو؟ من زائدة، أو من حسين؟

فقالا: ما أخلقه أن يكون الوهم من حسين.


رجال الإسناد:

• حسين بن علي الجعفي، ثقة تقدمت ترجمته في المسألة رقم 567.


• زائدة بن قدامة الثقفي، ثقة ثبت، تقدمت ترجمته في المسألة 520.


• هشام: هو ابن حسان الأزدي، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين. تقدمت ترجمته في المسألة رقم 531.


• محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عمرة البصري (ت 110) مولى أنس بن مالك: ثقة ثبت عابد، متفق على توثيقه وجلالته في العلم.


وقال سليم الأخضر عن ابن عون: كان محمد بن سيرين لا يرفع من حديث أبي هريرة إلا ثلاثة أحاديث: جاءكم أهل اليمن، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي، والآخر نسيه. انظر تهذيب الكمال 25/345، السير 4/606، التهذيب 9/214.


• أيوب: هو السختياني، ثقة ثبت حجة، تقدمت ترجمته في المسألة 502.


• أبو هريرة: صحابي جليل، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 501.


تخريج الحديث:

روى ابن سيرين هذا الحديث، واختلف عليه، وعلى الرواة دونه:

أولًا: رواه هشام بن حسان، واختلف عليه:

1- فرواه حسين الجعفي، عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة.


وتابع هشامًا: عوف الأعرابي، وأيوب السختياني، في أحد الأوجه عنه، كما سيأتي.


2- ورواه معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، في قصة له مع سلمان.


وتابع هشامًا على هذا الوجه أكثر من ثقة.


3- ورواه معاوية، عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.


4- وروي عن هشام، عن ابن سيرين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.


وتابع هشامًا عليه: أيوب السختياني، وابن عون، كما سيأتي.


ثانيًا: ورواه عاصم الأحول، واختلف عليه:

1- فرواه إسرائيل والثوري، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء:

وتابع عاصمًا على هذا الوجه: أيوب السختياني، وابن عون، ويونس بن عبيد، كما سيأتي في الاختلاف عليهم.


2- ورواه الثوري أيضًا، عن عاصم، عن ابن سيرين، عن سلمان.


ثالثًا: ورواه أيوب السختياني، واختلف على أحد الرواة عنه:

1- فرواه ابن المسور، عن ابن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، وتابع سفيان على هذا الوجه: معمر.


وتابع أيوب عليه أكثر من ثقة، كما تقدم في الاختلاف على هشام.


2- ورواه الحسن بن عيسى، عن ابن عيينة عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة.


وتابع أيوب على هذا الوجه: هشام بن حسان، وعوف الأعرابي، كما تقدم في الاختلاف على هشام.


3- ورواه الحميدي، عن ابن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، مرسلًا.


وتابع أيوب عليه: هشام، كما تقدم، وابن عون في أحد وجهين عنه، كما سيأتي.


رابعًا: ورواه عبد الله بن عون، واختلف عليه:

1- فرواه إسحاق الأزرق، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، وسلمان، وتابع إسحاق على هذا الوجه: المسيب بن شريك.


2- وروي عن ابن عون، عن ابن سيرين، مرسلًا.


وتابع ابن عون عليه، هشام الدستوائي، وأيوب السختياني، كما تقدم.


خامسًا: ورواه يونس بن عبيد، واختلف عليه:

1- فرواه عباد بن كثير، عن يونس، عن الحسن، عن أبي الدرداء.


2- وروي عن يونس، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.


وتابع يونس على هذا الوجه جماعة من الثقات، كما تقدم.


وفيما يلي تفصيل ما تقدم:

أولًا: رواه هشام بن حسان، واختلف عليه:

1- فرواه حسين الجعفي، عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة:

أخرجه مسلم 2/801، كتاب الصيام - باب كراهية صيام يوم الجمعة منفردًا، رقم 1144/148 - ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق 2/105، رقم 1166، وابن حزم في المحلى 3/37، وفي 7/20. ورواه أبو نعيم الأصبهاني في المستخرج على مسلم 3/220، رقم 2596، وأبو نعيم الحداد في الجامع بين الصحيحين (ق 131).


من طريق أبي كريب.


والنسائي في الكبرى 2/141، 142، رقم 2751، 2755، عن القاسم بن زكريا.


وابن خزيمة 2/198، رقم 1176 - وعنه ابن حبان 8/376، رقم 3612، 3613 -، ورواه الحاكم 1/311، من طريق موسى بن عبدالرحمن المسروقي.


والبيهقي في الكبرى 4/302، من طريق محمد بن رافع.


كلهم عن حسين الجعفي، عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعًا.


وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.


قلت: وليس الأمر كما قال: فقد أخرجه مسلم كما تقدم.


وتوبع هشام على هذا الوجه:

أخرجه أحمد 2394 - ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق 2/104، رقم 1155-، عن هوذة بن خليفة، عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفرد يوم الجمعة بصوم.


قلت: وهَوْذَة بن خليفة: صدوق، وعوف الأعرابي: ثقة (التقريب 7327، 5215). كما تابعهما أيوب السختياني، في وجه مرجوح عنه، كما سيأتي في الاختلاف عليه

 

2- ورواه معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، في قصة له مع سلمان:

ذكره الدار قطني في العلل 8/128، 129. وصوب هذا الوجه على الذي قبله.


وتوبع هشام على هذا الوجه أيضًا:

أخرجه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (326)، رقم 384، من طريق ثابت.


وتابعهما: عاصم الأحول، وأيوب السختياني، وابن عون.، ويونس بن عبيد، كما سيأتي في الاختلاف عليهم. كلهم عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، مرفوعًا.


قلت: ومعاوية بن عمرو، هو الأزدي: ثقة، وعده غير واحد أنه صاحب زائدة، وقال ابن سعد: روى عن زائدة مصنفاته (التهذيب 10/213).


3- ورواه معاوية، عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره أبو مسعود الدمشقي عن الدار قطني في أجوبته (ق 2/أ)، وليس هو في كلام الدار قطني في التتبع المطبوع.


وذكره المزي في تحفة الأشراف 8/232، عن هشام، به، ولم أقف على من أخرجه.


ولا تعارض بينه وبين الوجه الثاني؛ وغايته أنه أبهم اسم أبي الدرداء وسلمان، والله أعلم.


4- وروي عن هشام، عن ابن سيرين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا:

ذكره أبو حاتم في هذه المسألة، وجزم بترجيحه على الوجه الأول، ولم أقف عليه.


وتابع هشامًا عليه: أيوب السختياني، وابن عون، كما سيأتي في الاختلاف عليهما.


قلت: ولعل الوجهين الثاني، والرابع أرجح؛ حيث رواه في الثاني معاوية بن عمرو، هو صاحب زائدة فيكون أعلم بحديثه من غيره، كما أنه قد توبع في روايته عن ابن سيرين من أكثر من ثقة، في حين لم أجد من تابع حسين الجعفي على الوجه الأول عن ابن سيرين، إلا من طريق عوف الأعرابي، وهو صدوق.


لكن الإمام مسلمًا قد أخرج الوجه الأول، فلعله بنى ترجيحه له على المتابعة، أو أنه أخرجه للإشارة إلى أنه لا يعل رواية الحديث من طريق أبي صالح عن أبي هريرة، والتي أخرجها قبل هذه الطريق مباشرة. أو أراد تكثير طرق الحديث، كما سيأتي.


ورواه في الرابع ثلاثة من الثقات، عن ابن سيرين كذلك، وجزم بصحته أبو حاتم، وأبو زرعة، والدار قطني، كما سيأتي. والله أعلم.


ثانيًا: ورواه عاصم الأحول، واختلف عليه:

1- فرواه إسرائيل، والثوري، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء:

أخرجه النسائي في الكبرى 2/141، رقم 2752، وأحمد 6/444 - ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق 2/105، رقم 1167-، ورواه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (326)، رقم 385، من طريق الأسود بن عامر، عن إسرائيل، به.


وتابع إسرائيل عليه الثوري:

ذكره الدار قطني في العلل 8/129. وقال هو الصواب.


وتابع عاصمًا عليه: أيوب السختياني، وابن عون، ويونس بن عبيد، كما سيأتي في الاختلاف عليهم. كلهم عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، مرفوعا ً.


2- ورواه الثوري أيضًا، عن عاصم، عن ابن سيرين، عن سلمان:

أخرجه البزار 6/503، رقم 2542، والمحاملي في أماليه (رواية ابن البيّع)، رقم 412، كلاهما عن يوسف بن موسى، عن مهران بن أبي عمر، عن الثوري، به.


قلت: ومهران بن أبي عمر: صدوق له أوهام سيء الحفظ (التقريب 6933). ولم أجد من تابعه على هذا الوجه، وعليه فروايته منكرة، والله أعلم.


وبهذا يكون الوجه الأول أرجح عن عاصم، والله أعلم.


ثالثًا: ورواه أيوب السختياني، واختلف على أحد الرواة عنه:

1- فرواه ابن المسور، عن ابن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء:

أخرجه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (326)، رقم 386، من طريق عبدالله بن محمد ابن المسور، عن سفيان بن عيينة، به.


وتوبع سفيان على هذا الوجه:

أخرجه عبد الرزاق 4/279، رقم 7803 - ومن طريق الطبراني في الكبير 6/218، رقم 6056، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (326) رقم 387 -، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، وذكر قصته مع سلمان.


وتابع أيوب عليه أكثر من ثقة كما تقدم في الاختلاف على هشام.


2- ورواه الحسن بن عيسى الحربي، عن ابن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعًا:

أخرجه الدار قطني في العلل 8/129، عن أبي طالب الحافظ، عن جعفر الفريابي، عن الحسن بن عيسى، به.


وتابع أيوب على هذا الوجه: هشام بن حسان، وعوف الأعرابي، كما تقدم في الاختلاف على هشام.


وقال الدار قطني: وهم فيه - يعنى الحسن -.... والصحيح عن ابن عيينة وغيره، عن أيوب عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.


قلت: والحسن بن عيسى ذكره ابن حبان في الثقات 8/174، وقال: يخطئ أحيانًا.


3- ورواه الحميدي، عن ابن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، مرسلًا.


ذكره الدار قطني في العلل 10/43.


وكذا قال أبو حاتم، وأبو زرعة في هذه المسألة إنه يروى عن أيوب، مرسلًا.


وتابع أيوب عليه: هشام، كما تقدم، وابن عون في أحد الوجهين عنه، كما سيأتي.


قلت: ولعل الوجهين الأول والثالث محفوظان عن ابن عيينة، إذ رواه في الأول ابن المسور وهو: صدوق (التقريب 3589)، وتابع سفيان عليه ثقة، وهو معمر، وإن كان في روايته عن الكوفيين شيء، كما توبع أيوب عليه من أكثر من ثقة.


ورواه في الوجه الثالث الحميدي، وهو ثقة حافظ، من أروى الناس عن ابن عيينة (التقريب 3320). كما توبع أيوب عليه.


أما الوجه الثاني فمرجوح، إذ انفرد به الحسن بن عيسى وهو يخطئ أحيانًا، كما تقدم. وقد عده الدار قطني وهمًا منه، كما سبق، والله أعلم.


رابعًا: ورواه عبد الله بن عون، واختلف عليه:

1- فرواه إسحاق بن يوسف الأزرق، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، وسلمان، مرفوعًا.


أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/85 - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 21/419 -، عن إسحاق، به.


وذكره الذهبي في السير 1/543، تعليقًا، من طريق إسحاق، به.


وتابع إسحاق على هذا الوجه المسيب بن شريك:

ذكره الدار قطني في العلل 10/43، ولم أقف على من أخرجه.


2- وروي عن ابن عون، عن ابن سيرين مرسلًا:

ذكره الدار قطني في العلل 10/43، ولم أقف عليه.


وتابع ابن عون عليه: هشام الدستوائي، وأيوب السختياني، كما تقدم.


قال الدارقطني: واختلف على ابن عون: ورواه المسيب بن شريك، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.


وغيره يرويه عن ابن عون، عن ابن سيرين، مرسلًا.


قلت: وظاهر كلامه يفهم منه ترجيحه للوجه الثاني، ولعله قال بذلك لأجل المسيب ابن شريك، إذ هو متروك (الميزان 4/114)، وفي هذا نظر؛ حيث لم ينفرد المسيب به، بل تابعه إسحاق الأزرق، وهو ثقة (التقريب 396) إضافة إلى أنه قد توبع ابن عون عليه من عدد من الثقات، كما تقدم. ولم يذكر الدار قطني من رواه عن ابن عون في الوجه الثاني ليتبين حاله، وهل يقوى على معارضة الأول أم لا، كما أن من تابع ابن عون على روايته على الوجه الثاني المرسل، وهما أيوب وهشام، قد روياه أيضًا على الوجه الأول المرفوع عن أبي الدرداء، في وجه راجح عن كل منهما، كما تقدم.


وعليه يكون الوجه الأول عن ابن عون أرجح، ولا يضره حال المسيب؛ فهو متابع من ثقة، كما تقدم، وله مرجحات أخرى كما سيأتي، والله أعلم.


خامسًا: ورواه يونس بن عبيد، واختلف عليه:

1- فرواه عباد بن كثير، عن يونس، عن الحسن، عن أبي الدرداء:

أخرجه ابن عدي في الكامل 4/1642، والدار قطني في حديث أبي الطاهر الذهلي، رقم 31، والخطيب في تلخيص المتشابه 2/660.


كلهم من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن عباد، به.


وقال ابن عدي - وذكر له عدة أحاديث -: ولعباد بن كثير غير ما ذكرت من الحديث، ومقدار ما أمليت منه عامته مما لا يتابع عليه.


وقال عنه ابن حجر: متروك (التقريب 3139).


2- وروي عن يونس، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

ذكره أبو مسعود الدمشقي في أجوبته (ق/2/أ) عن الدار قطني، وليس في المطبوع من التتبع. كما ذكره المزي في التحفة 8/232، ولم أقف عليه.


وتابع يونس على هذا الوجه جماعة من الثقات، كما تقدم.


قلت: والوجه الثاني أرجح؛ حيث توبع عليه يونس من أثر من ثقة، في حين انفرد عباد بالوجه الأول، وهو متروك كما تقدم، فروايته منكرة، والله أعلم.


النظر في المسألة:

مما تقدم يتضح أنه اختلف على ابن سيرين، وعلى أكثر الرواة عنه، وخلاصة ما تقدم من الاختلاف عليه ما يلي:

1- رواه هشام الدستوائي، وأيوب السختياني - في وجه مرجوح عنهما، وعوف الأعرابي، ثلاثتهم: عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعًا.


2- ورواه هشام، وأيوب السختياني - في أحد الأوجه الراجحة عنهم، وعاصم الأحول وابن عون، ويونس بن عبيد - في الراجح عنهم -، خمستهم: عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء، مرفوعًا، في قصة له مع سلمان.


3- ورواه هشام، وأيوب السختياني - في أحد الأوجه الراجحة عنهم -، وابن عون - في وجه مرجوح عنه -، عن ابن سيرين، مرسلًا.


والوجه الثاني كما هو ظاهر أرجح هذه الأوجه، إذ رواه عدد أكثر من الثقات الحفاظ كذلك.


لكن أبا حاتم وأبا زرعة قد جزما بترجيح الوجه الثالث، وأشارا لوجه الترجيح بقولهما:

رواه أيوب وهشام وغيرهما كذا مرسل.


وفيما ذهب إليه نظر، وذلك أن أيوب وهشامًا، ومعهما ابن عون أيضًا، وإن روو هذا الوجه المرسل، لكنهم قد رووا أيضًا الوجه الثاني المتصل من حديث أبي الدرداء فالأولى أن يؤخذ من روايتهم ما وافقهم عليه غيرهم من الثقات، كما تقدم.


أما الوجه الأول فهو وجه مرجوح، إذ هو من رواية حسين الجعفي، عن زائدة، عن هشام، وقد خالف حسينًا من هو أوثق منه في زائدة، وهو معاوية بن عمرو، فرواه على الوجه الثاني، وتوبع في روايته لهذا الوجه عن ابن سيرين من أكثر من ثقة، كما تقدم بيان ذلك مفصلًا أثناء التخريج.


كما يريان، ووافقهما في ذلك الدار قطني، وغيره، كما سيأتي - أن الوهم في ذلك من حسين، وهو كما قالوا، وقد سبق بيان ذلك قبل قليل.


والحديث من وجهه الراجح المرفوع، إسناده منقطع، لأن ابن سيرين لم يسمع من سلمان كما سيأتي من كلام الدار قطني، إلا أن له شواهد صحيحة، سيأتي ذكرها.


وقد تكلم الدار قطني عن هذا الحديث في أكثر من موضع، ورجح ما ذكرته:

قال في العلل 8/128، وسئل عن هذا الحديث: هو حديث يرويه عوف الأعرابي عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وتابعه حسين الجعفي عن زائدة عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكلاهما وهم.


وأما حديث عوف فالوهم فيه منه[1] على ابن سيرين، وأما حديث هشام فالوهم فيه من حسين الجعفي على زائدة لأن زائدة من الأثبات لا يحتمل هذا.


ورواه معاوية بن عمرو عن زائدة على الصواب: عن هشام عن محمد بن سيرين أن سلمان زار أبا الدرداء، فذكر الحديث بطوله، فرأى أبا الدرداء يوم الجمعة صائمًا فنهاه عن ذلك، فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقصا عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عويمر[2] سلمان أفقه منك)) ثم ذكر ذلك.


وحدث بهذا الحديث شيخ من أهل الثغر عن ابن عيينة، فوهم فيه عليه، فقال: عن أيوب عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه نهى أن يخص يوم الجمعة.... الحديث.


حدثناه أبو طالب الحافظ من أصله، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا الحسن بن عيسى الحربي بأذنه[3]، ثنا سفيان بذلك.


والصحيح عن ابن عيينة وغيره، عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك رواه الثوري عن عاصم الأحول عن ابن سيرين عن أبي الدرداء، وهو الصواب.


وذكره في العلل 10/42، وذكر أوجهًا أخرى مما سقناه مفصلًا في التخريج، ثم قال: أخرجه مسلم في صحيحه ولا يصح، والصواب عن ابن سيرين عن أبي الدرداء وسلمان[4] وهو مرسل عنهما؛ لأن ابن سيرين لم يسمع من واحد منهما.


وقال في التتبع (ص201)، رقم 22: وأخرج مسلم حديث حسين الجعفي، عن زائدة، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تختصوا يوم الجمعة بصيام ولا ليلتها بقيام)). قال: وهذا لا يصح عن أبي هريرة، وإنما رواه ابن سيرين، عن أبي الدرداء، في قصة طويلة لسلمان وأبي الدرداء.


ورواه [أيوب وهشام ][5] وغيرهما كذلك. وكل من قال فيه: عن أبي هريرة، إنما رواه [عن ][6] ابن سيرين. قيل ذلك عن عوف، وقيل عن ابن عيينة، عن أيوب، ولا يصح عنهما. انتهى.


وقال أبو مسعود الدمشقي في أجوبته على الدار قطني (ق 2/أ): وحسين الجعفي من الأثبات الحفاظ، وقول معاوية: عن زائدة، عن هشام، عن محمد، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مما يقوي حديث حسين، وحديث الصوم فله أصل عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه مسلم، والبخاري، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.


وقد أخرجا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((نهى عن صوم يوم الجمعة)) من حديث جابر.


وهذا ما يبين أن الحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان له أصل، وإنما أراد مسلم بإخراج حديث هشام عن محمد بن سيرين ليكثر طرق الحديث. انتهى.


قلت: وحديث أبي هريرة الذي أشار إليه هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو يصوم بعده)).


أخرجه البخاري (مع الفتح) 4/273، كتاب الصوم، باب صوم يوم الجمعة، رقم 1985، ومسلم 2/801 كتاب الصيام، باب كراهية صيام يوم الجمعة، رقم 1144، وغيرهما، من طريق الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة.


وحديث جابر أخرجه البخاري (مع الفتح) الموضع السابق، رقم 1984، ومسلم الموضع السابق، رقم 1143، وغيرهما، من طريق عبد الحميد بن جبير، عن محمد بن عباد، قال: سألت جابر بن عبدالله - رضي الله عنه -: أنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم.


ومنه يتبين أن أصل الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق آخر. وهذا يؤيد ما قدمته أن يكون مسلم أخرج طريق الحسين للإشارة إلى أنه لا يرى إعلالها، لروايته الحديث من طريق أبي هريرة التي أخرجها قبلها، والله أعلم.



[1] كذا قال الدار قطني، وتقدم أن عوفاً ثقة، وأن الراوي عنه وهو هوذة بن خليفة صدوق، فحمل الخطأ على الأدنى حالاً أولى، والله أعلم.

[2] يعنى أبا الدرداء، فاسمه عويمر.

[3] وقع في المطبوع من العلل: ((بإذنه))، ولعل الصواب ما أثبت، وأذنه: اسم مدينة في أكثر من مكان، كما في معجم البلدان 1/161.

[4] كذا قال الدار قطني عن أبي الدرداء وسلمان معاًُ. ولعل ذلك بناء على اعتبار الحديث من مسند الصحابي لتعلق القصة به، وعليه جرى الطبراني فذكر الحديث في مسند سلمان.

[5] وقع في المطبوع: ((ورواه أبو هشام وغيرهما)) ولا يستقيم الكلام به، وأما أثبته هو الموافق للتخريج.

[6] ساقطة من المطبوع، ولا يستقيم الكلام بدونها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحقيق تخريج مسألة ( من ترك الجمعة فليتصدق بدينار )
  • تحقيق تخريج مسألة ( ثلاث هن حق على كل مسلم )
  • تحقيق تخريج مسألة ( أفضل الأيام يوم الجمعة )
  • تحقيق تخريج مسألة ( أن النبي كان يخطب إلى جذع نخلة فحنت )
  • تحقيق تخريج مسألة ( كانت الخطبة قبل الصلاة )
  • تحقيق تخريج مسألة ( أن النبي نهى عن الصلاة والإمام يخطب )
  • تحقيق تخريج مسألة ( إن الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايا من أصول الشعر استلالا )
  • تحقيق تخريج مسألة ( أتاني جبريل عليه السلام بمرآة )

مختارات من الشبكة

  • تحقيق تخريج مسألة ( من أدرك ركعتي الجمعة أو أحدهما فقد أدرك الجمعة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (الجمعة واجبة إلا على صبي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( من أتى الجمعة فليغتسل )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (حق على كل مسلم أن يستاك يوم الجمعة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (إن الغسل يوم الجمعة يسل الخطايا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (من أدرك ركعة من الجمعة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( تدري ما يوم الجمعة ؟ )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( اغتسلوا يوم الجمعة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( مثل المهجر إلى الجمعة كالمهدي جزورا )(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب