• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حكم صيام يوم السبت منفردا في صيام التطوع مثل صيام ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وما الصقور؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    آيات عن مكارم الأخلاق
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    عاشوراء بين نهاية الطغاة واستثمار الأوقات (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    عاشوراء (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القابض ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    أشواق وحنين إلى بيت الله الحرام (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    عاشوراء (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تخريج حديث: إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    اغتنام نعمة الوقت (خطبة)
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم.. فوائد وتأملات - ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    وصايا إسلامية
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    {يوم التقى الجمعان}
    د. خالد النجار
  •  
    أصول الاستدلال في تفسير الأحلام (PDF)
    سعيد بن علي بن محمد بواح الصديق
  •  
    خطبة: عيد الأضحى 1446 هـ
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    حقوق الزوجة على زوجها (1)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

الرد على من زعم أن في القرآن وعودا من الله بحفظ التوراة والإنجيل (2)

الرد على من زعم أن في القرآن وعودا من الله بحفظ التوراة والإنجيل (2)
اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/11/2013 ميلادي - 6/1/1435 هجري

الزيارات: 10472

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرد على من زعم أن في القرآن وعودًا من الله بحفظ التوراة والإنجيل (2)

مزاعم وأباطيل (عادل جرجس عطية)


محاولات يائسة من الكاتب للمِراء في تحريف الكتاب المقدَّس:

يقول ذلك الكاتب: "وأخيرًا أين يذهب دُعاة التحريف بقول القرآن: ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [القصص: 49]؛ أي: التوراة والإنجيل؟ والآن إنصافًا للحقيقة، لا يسعني إلاَّ سؤال المدَّعين بالتحريف أن يذكروا لنا الوقت الذي حصَل فيه التحريف المزعوم، فإنْ كان قبل نشوء الإسلام، فلماذا شهِدَ القرآن للكتاب المقدَّس، ونوَّه بمحتوياته وصدَّق عليها؟ ولماذا قال: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]؟


وإن كان التحريف المزعوم حدَثَ بعد انتشار الإسلام، فإنَّ الزعم يَسْقُط بوجود نُسخ من الكتاب المقدَّس محفوظة في المتاحف، وتاريخ نسخها يعود إلى ما قبل الإسلام بثلاثة قرون، ونصوصها لا تختلف في شيءٍ عن نصوص النُّسَخ المتداولة في أيامنا، ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أنْ أسال: إن كان يصحُّ أنْ يشهد القرآن للكتاب العزيز بأنَّه حقٌّ أُنْزِل من الله هدًى ورحمة، فكيف يعود فينسب له التغيير؟!


في الواقع لو حصَل شيء كهذا، لكان الأمر فشلاً للقرآن في إتمام مهمَّته كحافظٍ للكتاب؛ لأنَّه يقول: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48].


نبدأ بتصحيح الآية 49 من سورة القصص التي أخطأ في نصها: ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ ﴾ [القصص: 49].


1- استعانَ المشركون في مكة باليهود في مواجهة سيدنا رسول الله، باعتبار الأخيرين أهلَ علْمٍ وكتاب، وفي إحدى المرات نصحوهم أن يتحدَّوه بطلب معجزات وعجائب، مثلما أوتِي موسى، وقد أشير إلى ذلك في سورة القصص في السياق التالي: ﴿ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ * قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 46 - 50].


وكثيرًا ما نجد في القرآن ذِكْرًا للتوراة والقرآن معًا أكثر من أي كتاب آخرَ، ومثل ذلك:

﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 154 - 155].


﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الأحقاف: 29 - 31].


إنَّ مشكلة المشاكل التي واجَهَها سيدنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - هي عبادة الأصنام التي انتشرتْ بين العرب، وقد جعلوها شركاءَ الله، كما عبدوا الجنَّ والملائكة، واخترعوا لها صورًا ومجسمات، ولقد حمَل القرآن بشدَّة على هذا الكفر، وكذلك فعلت التوراة ولا تزال، ومن هنا كان الربط بين ما في الكتابين خاصًّا بعقيدة التوحيد، ونبْذ الشِّرك والوثنية، متفقًا مع حُسن علاج العرب المشركين مما هم فيه.


ويكفيهم سماعُ أول الوصايا العشر التي تقول: "أنا الرب إلهك، الذي أخرجك من أرض مصر.. لا يكنْ لك آلهة أخرى أمامي، لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا ولا صورة ما، مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض، لا تسجد لهنَّ، ولا تعبدهنَّ؛ لأني أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوبَ الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي"؛ خروج 20: 1- 5.


ويكفيهم كذلك معرفة مصير المشركين وعَبَدة الأوثان:

"إن سمعت عن إحدى مُدنك قد خرجَ أناسٌ بنو لئيم من وسطك قائلين: نذهب ونعبد آلهةً أخرى لَم تعرفوها، فضرْبًا تضرب سكان تلك المدينة بحدِّ السيف، تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها، وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها، فتكون تلاًّ إلى الأبَد لا تُبنى"؛ تثنية 13: 12 -16.


وذلك خلافًا لِمَا في الإنجيل؛ حيث لو استمَعَ أولئك العرب المشركون إلى بداية إنجيل يقول: "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله"؛ مرقس 1: 1، لفَرِحوا كثيرًا؛ لأنهم عبدوا كذلك مَن سموهم أبناء الله وبناته؛ ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنعام: 100].


وعلى ضوء ذلك نفهم معنى قول القرآن: ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [القصص: 49].


فالضمير المثنى "هما" يُشِير إلى ما في التوراة والقرآن.


ويجب أن يكون مفهومًا أن كلمة "كتاب" هنا تعني جزءًا من الكتاب وليس الكتاب كله؛ لأنَّه لَمَّا نزلتْ هذه الآية في مكة، كان هناك الكثير والكثير من القرآن الذي لَم ينزل بعدُ، فما في التوراة والقرآن من أجزاء تحارب الشِّرك والوثنيَّة وتدعو بقوَّة إلى التوحيد، تكفي لهداية مَن يسمع ويَعقِل من العرب الوثنيين.


ويتساءل الكاتب عن الوقت الذي حصَل فيه التحريف المزعوم، وهذا سؤال ينِمُّ عن جهْل فاضحٍ، أُجيب عليه إجمالاً بأنَّه منذ القُرون الأولى للتوراة والإنجيل، ولا يزال التحريف مستمرًّا حتى اليوم.


وهنا أضع تحت نظر هذا الكاتب حقيقة تقول أن مؤلفي سفر التكوين أعادوا النظرَ فيه، واعتمدوا على أساطير الشرق الأدنى القديم، فهذا ما قرَّره علماء الترجمة الفرنسية المسكونية في تقديمهم لسفر التكوين: "لا بد من التذكُّر أيضًا بأن سفر التكوين لَم يؤلَّف دفعة واحدة، بل جاء نتيجة عمل أدبي استمرَّ عِدة أجيال...".


لم يتردد مؤلِّفو الكتاب المقدس - وهم يروون بداية عالَم البشرية، أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم، ولا سيَّما من تقاليد ما بين النهرين، ومصر، والمنطقة الفينيقية الكنعانيَّة.


فالاكتشافات الأثَرَيَّة منذ نحو قرن تدلُّ على وجود كثيرٍ من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين.


على أنَّ المؤلِّفين الذين أعادوا النظر في الفصول الأولى من سفر التكوين، وأضفوا عليها اللمسات الأخيرة، لَم يكونوا مجرَّد مقلدين عُميان، بل أحسنوا إعادة معالجة المصادر المتوفرة بين أيديهم.


بديهي أنَّ المقارنة بين نصِّ الكتاب المقدَّس والروايات المتعلقة بهداية العالم، أو بأبطال العصور القديمة، لا تخلو من الفائدة، فهناك كثيرٌ من الشواهد عن الماضي الأدبي في الشرق الأدنى القديم، نذكُر منها الرواية البابلية عن خَلْق العالَم من يد الإله مردوك، ومغامرات جلجامش البطل، المحتوية على رواية بابليَّة عن الطوفان، أو الأبراج الشامخة التي تُذْكَر برواية برج بابل.


وضعت روايات الآباء في زمنٍ يَبعد كثيرًا عن الأحداث العائدة إليها[1].


ثم أُجيب على سؤال هذا الكاتب تفصيلاً، بأنْ أُحِيلَه لقراءة مجموعة من الكتب التي صدرتْ بالعربية؛ منها:

1- الترجمة العربية التي أخَذَتْ عن الترجمة الفرنسية المسكونية، وقد صدرت عن منشورات دار المشرق ببيروت في أجزاء، منها ما استخدمته في هذا الكتاب.


2- المسيح في مصادر العقائد المسيحية.


3- البرهان المبين في تحريف أسفار السابقين، والكتابان الأخيران من مؤلَّفات كاتب هذه السطور، ولو كنتُ أعلم عنوانه، لأرسلتهما إليه.


4- ثم يتساءل هذا الكاتب ثانية وثالثة، فيقول: "لماذا شهِدَ القرآن للكتاب المقدَّس ونوَّه بمحتوياته وصدَّق عليها؟ ولماذا قال: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]؟


ولا يسعني في هذه المناسبة إلاَّ أنْ أسأل: إن كان يصحُّ أن يشهدَ القرآن للكتاب العزيز بأنَّه حقٌّ أُنْزِل من الله هدًى للناس ورحمة، ثم يعودُ بعد ذلك فينسب له التغيير؟ في الواقع لو حصَل شيء كهذا، لكان الأمر فشلاً للقرآن في إتمام مهمَّته كحافظٍ للكتاب؛ لأنَّه يقول: ﴿ وأنزلنا إليك الكتاب مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه ﴾ [المائدة: 48]؛ ا.هـ.


ونبدأ بتصحيح الخطأ في نصِّ الآية الأخيرة؛ لتكون: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا ﴾ [المائدة: 48].


لقد بينَّا في هذه الصفحات، وكرَّرنا البيان أنَّ القرآن لَم يشهد بصحة الكتاب المقدَّس، وعلى هذا الكاتب أن يُعيد قراءة هذه الصفحات، ويتذكَّر أنَّ عنوانها هو: القرآن لَم يشهد لتوراة اليهود.


ولقد تخلَّى هذا الكاتب عن كلِّ منطق وعِلْم، فزعَم أنَّ القرآن سَمَّى الكتاب المقدَّس باسم: الكتاب العزيز، وهذا مَحض افتراء وأكذوبة كبرى، لَم يُسْمَع أنَّ أحدًا قالَها من قبلُ على الإطلاق، ولو كان أبا جهل؛ إنَّ القُرآن يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ * مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 40 - 44].


إنَّ هذه الآيات كلها تتعلَّق بموقف كفار مكة من القرآن الذي جاءَهم به محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فمن المعروف أنَّه في البِنيَة اللغويَّة يعودُ الضمير على آخِر اسم يتعلَّق بالموضوع، وعلى هذا فإنَّ الضمير في كلمة ﴿ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا ﴾ في الآية 44 يعود على "الذِّكْر"، الذي وُصِف بأنه "كتاب عزيز" في الآية 41، والتي جاءتْ في الكلمتين ﴿ يَأْتِيهِ ﴾، و﴿ خَلْفِهِ ﴾، وعلى هذا يكون وصْفُ الله للقرآن بأنه الذِّكْر - كتاب عزيز - ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾ ، ﴿ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾".


فهل يصل الجهل بهذا الكاتب إلى هذا الحدِّ؟!

إنَّ ادِّعاء هذا الكاتب أن القرآن وصَفَ الكتاب المقدَّس بأنه "الكتاب العزيز"، لهو فضيحة كبرى، وعارٌ يلزم صاحبه خِزيًا ونَدَمًا طوال حياته.


وأخيرًا عرَفَ الكاتب أنَّ القرآن جاء مُهيمنًا على الكتب السابقة، وهذا ما يعلمه كلُّ مسلم، فالقرآن هو العمدة والمرجع، فما اتَّفق معه من أسفار السابقين كان حقًّا، وما خالَفَه منها، كان باطلاً، وليت هذا الكاتب يلتزم بما عرَف!


ويحضرني الآن في خِتام مناقشة هذا المقال الذي حفَلَ بصُنوفٍ من الجهل والكذب، والخِداع والتضليل، أنْ أذكِّر هذا الكاتب وأمثاله من المغامرين بأنْ يعوا جيدًا قول المسيح: "اذهبوا وتعلَّموا!".


فعسى الله أن يتوبَ عليهم؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173].



[1] كتب الشريعة الخمسة، ص 64 - 66.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الرد على من زعم أن في القرآن وعودا من الله بحفظ التوراة والإنجيل (1)
  • الرد على دعوى القول بوجود ألفاظ معربة في القرآن

مختارات من الشبكة

  • الرد في المواريث(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • الرد على المخالف عقديا: رد ابن تيمية على أبي حامد الغزالي أنموذجا (WORD)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الرد على المخالف عقديا: رد ابن تيمية على أبي حامد الغزالي أنموذجا (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الرد على من زعم بشهادة القرآن لصحة الكتاب المقدس (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرد على من زعم بشهادة القرآن لصحة الكتاب المقدس (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الرد على من يزهد في حفظ السنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • "الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن"،تأليف الإمام أحمد بن حنبل (ت241هـ)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رسالة الرد المبين على المجيزين قراءة القرآن ويس على المحتضر والقبور وإهداء ثوابها للأموات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الرد على شبهة أن قصص القرآن الكريم مأخوذة من العهد القديم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/1/1447هـ - الساعة: 11:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب