• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المسنين (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة النصر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    المرأة في الإسلام: حقوقها ودورها في بناء المجتمع
    محمد أبو عطية
  •  
    مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (7)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    خطبة أحداث الحياة
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    {هماز مشاء بنميم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / روافد
علامة باركود

التطهير في الإسلام (3)

التطهير في الإسلام (3)
الشيخ طه محمد الساكت

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/10/2013 ميلادي - 25/12/1434 هجري

الزيارات: 6087

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التطهير في الإسلام [1](3)


عن عبادة بن الصامت - رضى الله عنه - قال: أخذ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخذ على النساء: ألا نُشرِك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا يَعْضه بعضنا بعضًا[2]؛ فمن وفى منكم، فأجره على الله، ومن أتى منكم حدًّا، فأُقيم عليه، فهو كفارة له، ومن سَتره الله عليه، فأمره إلى الله؛ إن شاء عذَّبه، وإن شاء غفر له))؛ رواه الشيخان واللفظ لمسلم[3].

 

المبايعة بعد فتح مكة:

رجَّحنا في صدرِ البيان لهذا الحديث أن المبايعة على التطهير من هذه الموبِقات الست كانت بعد فتْح مكة، وبعد آية الممتحنة: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴾ [الممتحنة: 12].


فبايع النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء، ثم بايع الرجال على وَفْق مبايعتهن اقتداءً بالقرآن الكريم.


وكنا سُقنا في كلٍّ من المقالين السابقين لفظَ البخاري لهذا الحديث في كتاب الإيمان؛ لأنه أوفى الروايات وأدلها على فضْل هذه البيعة والمبايعين؛ ثم بدا لنا في هذا المقال الأخير أن نختار رواية مسلم في كتاب الحدود؛ تأييدًا لما رجَّحناه، وتمهيدًا لذِكْر مبايعات النساء ومكانهن في الإسلام.

 

مبايعات النساء على التطهير:

لقد بايعن الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - وبايعهنَّ غير مرة: في مكة بعد الفتح، وفي المدينة.


أخرج الإمام مالك في موطئه عن أُميمة بنت رُقَيقة[4] - رضي الله عنها - أنها قالت: أتيت رسول - صلى الله عليه وسلم - في نِسوة بايعْنَه على الإسلام، فقلن: يا رسول الله، نبايعك على ألا نشرك بالله شيئًا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي بهتانًا نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف؛ فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -: ((فيما استطعتن وأطقتُنَّ))، قالت: فقلن: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول الله، فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لا أُصافِح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة))[5]، وممن بايعنه بمكة - صلوات الله وسلامه عليه - هند بنت عتبة زوج أبي سفيان.


ففي حديث أسماء بنت زيد قالت: كنت مع النِّسوة المبايعات، وكانت هند بنت عتبة[6] في النساء، فقرأ - صلى الله عليه وسلم - عليهن الآية، فلما قال: ﴿ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ﴾، قالت هند: وكيف نطمع أن يقبل منا ما لم يقبله من الرجال؟! فلما قال: ﴿ وَلَا يَسْرِقْنَ ﴾، قالت: والله إني لأصيب الهنة من مال أبي سفيان لا يدري، أَيحِل لي ذلك؟ فقال أبو سفيان: ما أصبتِ من شيء فيما مضى وفيما غبَر، فهو لك حلال، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفها، فقال لها: ((وإنك لهندُ بنت عتبة))، قالت: نعم، فاعفُ عما سلف يا نبي الله، عفا الله عنك؛ فقال ﴿ وَلَا يَزْنِينَ ﴾، فقالت: أوَتزني الحرة؟ تعني أن الحرة لا تزني أو لا ينبغي لها أن تَقترِف هذه الفاحشة! فإنها لا يتردَّى في بؤرتها إلا الأمَةُ وأشباهها من الساقطات، وإلا فليس يخفى على مِثْلها أن ذوات الرايات في الجاهليَّة كن حرائر! فقال: ﴿ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ ﴾، فقالت: ربيناهم صغارًا وقتلتَهم كبارًا! تعني ما كان من أمر ابنها حنظلة بن أبي سفيان، فإنه قُتِل في يوم بدر، فضحك عمر حتى استلقى، وتبسَّم رسول - صلى الله عليه وسلم - ويروى أنها قالت: قتلتَ الآباء وتُوصينا بالأولاد؟! فضحِك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ﴿ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ ﴾، فقالت: والله، إن البهتان لأمر قبيح، ولا يأمر الله تعالى إلا بالرُّشد ومكارم الأخلاق، فقال: ﴿ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ﴾، فقالت: والله ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء[7]، ولم يروَ عن امرأة من المبايعات على كثرتهن ما روي عن هند في جرأة مُراجعتها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشدة تعقيبها عليه، وإذا صحَّت هذه الجرأة في المراجعة؛ فلحداثةِ عهْدها بالجاهلية، مع حدة في اللسان وقوة في الجنان، ثم لمكانة ابنة زوجها أم المؤمنين رملة[8] - رضي الله عنها - من النبي - صلى الله عليه وسلم.

 

مكانة المرأة في الإسلام:

واحتفال القرآن العظيم والنبي الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - بمبايعة النساء وتعليمهنَّ وإرشادهن والاستماع إليهن، ثم مبايعة الرجال على مِنهاجهن - أعظمُ دليل على إنقاذ المرأة من وهدتها، وإعلاء الإسلام لمكانتها، والسموِّ بها إلى أَوْج العزة والكرامة، بعد أن كانت من سَقَط المتاع!


ولو أن المرأة عرفت في الإسلام مكانتها، لشكرتْ نعمة الله عليها، بالتزام حدوده وآدابه، واستمساكها بهديه وكتابه، ولكنها بدَّلت نِعمةَ الله كُفْرًا، فسُلِبت نعمة المعرفة والهداية، وتخبَّطتْ في متاهة الضلالة والغَواية، فلم يكن عجبًا - وقد ركبت رأسها، ومشت مُكبَّة على وجهها - أن تبيع ما ملَّكها الإسلام من مُلْك عظيم، ببهرج من المدنية الكاذبة، وزبرج [9] من الحضارة الفاتنة الصاخبة، حتى خسرتْ نفسَها ودينها ومكانها جميعًا!


بيد أن باب التوبة مفتوح على مصراعيه لمن شاءت أن تثوب إلى رُشدِها، وتتطهَّر من رِجسها، وتنظر بنور الإسلام إلى تاريخها، مستعينةً بالله تعالى أن يُعيدها سيرتها الأولى.

 

متى يَحسُن سَتْر العورات؟

وبعد، فقد بيَّنا في المقال السابق درجات الناس في التطهير من الموبِقات، وضربنا أروع الأمثال بأناس جادوا بأنفسهم لله - عز وجل - وذكرنا فيمن ذكرنا أناسًا لم يقدروا على تطهير أنفسهم جهرًا، أو قدروا ولكنهم آثروا ستر الله، فطهروا أنفسهم فيما بينهم وبينه سرًّا؛ رأوا أنه تعالى ستير يحب الستر، وأنهم ما كان لهم أن يكشفوا سترَ الله عنهم، وقد سدله عليهم وجمَّلهم، فباتوا لله ضارعين باكين، قانتين مستغفرين، مستكثرين من الصالحات والخيرات، مطمئنين إلى أن الحسناتِ يُذهبن السيئات.


ومن شكرِ نعمة الله تعالى على عبده في سَتر فضائحه ومساويه - وما أعظمَها من نعمة - أن يستر عورةَ أخيه، ويَعفَّ عن ذِكْرها ما استطاع إلى الستر سبيلاً، فقد روى أبو داود والنسائي عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن رأى عورة فسَترها، كان كمن أحيا موءودة)).


وفي حديث مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((ومَن سَترَ مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة))[10]، ولكن لا يَحسُن السَّتر إلا على ذي مروءة تُعَد هفواته، ويرجى منه الخير وقَبُول النصيحة؛ وأما من لا يرعوي عن غيِّه، ولا يبالي نُصح الناصحين، ولا هداية الهادين، فإن الستر عليه لا يَزيده إلا غيًّا وضلالاً!

 

التطهير بالمحن والبلايا:

وآخَرون أراد الله بهم خيرًا؛ فعجَّل عقوبتهم في الدنيا بما ابتلاهم من ضروب المحن والبلايا؛ حتى يلقوا ربَّهم مطهرين أبرارًا.


فقد روى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة))[11].


وروى الترمذي أيضًا عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أراد الله بعبده الخير، عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر، أمسك عنه بذنبه حتى يُوافى به يوم القيامة))[12].


وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن رضي فله الرضا، ومن سَخط فله السخط))[13].


وروى الشيخان عن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما يُصيب المسلمَ من نَصَبٍ ولا وصب[14]، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكةُ يُشاكُها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه))[15].


وروى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه لما نزلت ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123]، بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قارِبوا وسدِّدوا؛ ففي كل ما يُصاب به المسلم كفَّارة، حتى النكبة ينكبها، والشوكة يشاكها))[16].

 

متى تكون النكبات والمصائب مطهرات؟

وإنما تكون النكبات والمصائب - على اختلاف ضروبها - مطهرةً ومكفرةً، إذا صبَر المصاب عند الصدمة الأولى، راضيًا بقضاء الله وقَدره، مؤمنًا بأن ما أصابه لم يكن ليُخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه؛ فإن أمر المؤمن كله خير: إن أصابته سراء، شكَر فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاء، صبر فكان خيرًا له[17].


ومن آثار عمر - رضي الله عنه -: الصبر والشكر مطيَّتان لا أبالي أيهما ركبت[18]. يُبيِّن - رِضوان الله عليه - أن شأن المؤمن في كل أحيانه أن ينتقل من خير إلى خير، ومن أجر إلى أجر.


الأخذ بالأسباب:

ولا يَقدَح في الإيمان والصبر والرضا أخذُ المصاب بالأسباب المشروعة من التداوي والسعي وما إليهما، بل ربما كانت واجبة يُثاب عليها، ولا يجوز التهاون فيها، وكلٌّ من عند الله، وكلٌّ بقضاء الله حتى العجز والكيس، وللتفصيل مقام غير هذا.


فإذا جزع العبدُ ولم يرضَ بقضاء الله تعالى، كان كل ما أصابه عقوبة معجَّلة في الدنيا، ﴿ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 127].

 

رد حقوق العباد:

ولن يتمَّ تطهير العبد إلا بتخليه عن التَّبعات والمظالم ورد الحقوق إلى أهلها ما استطاع إلى الرد سبيلاً، فإن عجز فليُكثِر من الاستغفار لهم، والتصدق - ما استطاع - عنهم؛ فإن ذلك أدنى أن يرضي الله ويرضي خُصومه عنه، وإلا فويل له ثم ويل له يوم يُطالبه غرماؤه بديون لا قِبَل له بها، ثم يكبه الله على وجهه، وقد خسِر الدنيا والآخرة!


إن ذلك هو المفلِس الذي عناه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سأل أصحابه فقالوا: هو مَن لا درهم له ولا متاع، فقال: ((إن المُفلِس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتَم هذا، وقذَف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا؛ فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فَنيتْ حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه ثم طُرِح في النار))؛ رواه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه[19].

 

القول الفصل في مبايعات الصوفية:

ذلك، والصوفيَّة وأرباب الطرق يَعتمِدون على أحاديث المبايعات في مبايعاتهم المختلفة، وأخْذ العهود والمواثيق على المريدين في التوجيه والسلوك.


والقول الفصل فيما يَعملون هم أو غيرهم من عملٍ، أن يُعرَض على كتاب الله وهدي نبيه - صلوات الله وسلامه عليه - فما وافَقَهما فهو الرشد والهدى، وما خالفهما فهو الغي والهوى ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].


لا جَرَم أن البيعة على الاستقامة والهداية، وما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمر ونهي، ووِرْد وذِكر، وفرض ونفل، من غير إرهاق ولا تنطُّع، ولا تكاسل ولا تواكل، ولا ذِلة ولا مهانة - فهي تجديد لما بايع النبي - صلوات الله وسلامه عليه - أصحابه وأخذهم به وربَّاهم عليه، وذلك من العهود المسؤولة، والأمانات المحمولة، والعقود التي لا يوفي بها إلا القويُّ الأمين.


من أمثال هؤلاء النفرُ الذين يروي مسلم حديثَهم عن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - فيقول: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال: ((ألا تُبايعون رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟)) وكنا حديثي عهد ببيعة، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فبَسَطنا أيدينا، وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلامَ نبايعك؟ قال: ((أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وتُصلوا الصلواتِ الخمس، وتسمعوا وتُطيعوا - وأسر كلمة خفيَّة - قال: ولا تسألوا الناس شيئًا))، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدًا يُناوله إياه[20].

 

دعوة إلى إصلاح الطرق:

إن رجال الطرق في مصر وغيرها من بُلدان الإسلام، كثرةٌ ذات شأن، وثروة ذات بال، وهم مسؤولون بين يدي الله والتاريخ عن تربية أتباعهم، فعليهم أن يُطهِّروا أنفسهم ويأخذوها بالتي هي أقوم، وأن يكونوا قادةً للناس يدْعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويَهدون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والهدي النبوي فيما يأتون ويَذرون، لا عصبيَّة ولا هوى، ولا ابتداع ولا انحراف، وإنما هو التعاون على البر والتقوى، وإيثار الحق أينما كان.


وعلى ولاة الأمور من العلماء والحكام أن يُعاوِنوهم ويهيِّئوا لهم أسباب الرشاد والسداد، وقد علِم الناس أن نفرًا من أولي الفضل قد استجابوا في هذه الأيام لدعوة طالما وجَّهها كثير من ذوي الغَيرة الإسلامية لإصلاح هذه الطرق وتنقيتها مما يَشينها من البدع والخرافات والانحراف عن دين الله الحنيف، هاهم أولاء ينتظرون ما وراء هذه الإجابة من خير ورُشْد وهداية إلى الصراط المستقيم: صراط الذين أَنعَم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين[21]، والله المستعان، وعلى الله قصد السبيل.

 

المصدر: من ذخائر السنة النبوية؛ جمعها ورتبها وعلق عليها الأستاذ مجد بن أحمد مكي



[1] مجلة الأزهر، العدد الثامن، المجلد الرابع والعشرون (1372 - 1953).

[2] أي: لا يرميه بالعضيهة؛ وهي البهتان والكذب، فالجملة هنا معنى الجملة الأخرى ((ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم)) طه.

[3] أخرجه البخاري في كتاب الإيمان (18)، وفي مناقب الأنصار (3892)، (3893) وفي المغازي (3999)، وفي التفسير (4894)، وفي الحدود (6784)، (6801)، وفي الديات (6873)، وفي الفتن (7055)، وفي الأحكام (7199)، (7213)، ومسلم في كتاب الحدود (1709).

[4] بقافين مصغَّرة كابْنتِها، وفي بعض النسخ: "رقية" وهو تحريف، صحابية، وأمها رقيقة هاشمية، وأختها خديجة بنت خويلد (طه).

[5] أخرجه مالك في الموطأ (2: 982) في البَيعة، والترمذي (1597) في كتاب السير، باب ما جاء في بيعة النساء، وقال: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث محمد بن المنكدر، وسألت محمدًا - أي البخاري - عن هذا الحديث، فقال: لا أعرف لأميمة بنت رقيقة غير هذا الحديث، وأميمة امرأة أخرى لها حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

[6] هند بنت عتبة بن ربيعة القرشية العبشمية زوجة أبي سفيان، أسلمت يوم الفتح.

[7] عزاه ابن كثير في "تفسيره" 8: 3505 للطبري، وقال: هذا أثر غريب وفي بعضه نكارة، والله أعلم؛ فإن أبا سفيان وامرأته لما أسلما لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَجْفهما، بل أظهرا الصفاء والود له، وكذلك كان الأمر من جانبه - صلى الله عليه وسلم.

[8] كنيتها أم حبيبة، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أميمة عمة عثمان - رضي الله عنه.

[9] البهرج: الباطل، والزبرج: الزينة والذهب والسحاب؛ ا. هـ نهاية.

[10] أخرجه مسلم (2699).

[11] أخرجه الترمذي (2401)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والحاكم 4: 314 وقال: صحيح على شرط مسلم.

[12] أخرجه الترمذي (2396) في كتاب الزهد، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ورواه ابن ماجه (4031).

[13] أخرجه الترمذي (2396) وهو الحديث السابق نفسه.

[14] النَّصَب: التعب، والوَصَب: المرض.

[15] أخرجه البخاري (5641)، ومسلم (2573).

[16] أخرجه مسلم (2574).

[17] اقتباس من حديث رواه مسلم في صحيحه (2999)، ولفظه من حديث صهيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء، شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له)).

[18] "البيان والتبين"؛ للجاحظ 3: 126، وفي "كنز العمال" 3: 751 (8652) أن عمر - رضي الله عنه - سمع رجلاً يقول: إني أستنفق نفسي ومالي في سبيلك، فقال عمر: أوَلا يَسكتُ أحدكم، فإن ابتُلي صبَر، وإن عوفي شكر.

[19] أخرجه مسلم (2581)، والترمذي (2418).

[20] أخرجه مسلم (1043).

[21] نرجو أن يكون لنا بحث في إصلاح هذه الطرق في مناسبة قريبة إن شاء الله (طه).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التطهير في الإسلام (1)
  • التطهير في الإسلام (2)

مختارات من الشبكة

  • كورونا وحملات التطهير(مقالة - ملفات خاصة)
  • أوكرانيا: مسلمو القرم يعارضون الانضمام لروسيا خشية التطهير العرقي(مقالة - ملفات خاصة)
  • أنواع التطهير بالماء وشروطه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آية التطهير.. وقفة تربوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في تطهير الأعيان المتنجسة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإخلاص لله في البيئة التعليمية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية الصيام في تزكية النفس رحلة تطهير الروح وترويض القلب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: استجابة الله تعالى لدعائه بتطهير المدينة المنورة من الوباء وأن يبارك فيها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاصطفاء على نساء زمانها، والتطهير من الرذائل الحسية والمعنوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سورة البقرة (10) تطهير البيت وبناؤه(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب