• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

البينة والكتب القيمة

البينة والكتب القيمة
د. أحمد مصطفى نصير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/10/2013 ميلادي - 16/12/1434 هجري

الزيارات: 17114

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البينة والكتب القيمة

دلالات تربوية على سورة البينة


البينة هي أقوى الأدلة التي يحكُمُ بها القاضي على من عليه الحق، ويقدِّمها المدعي ليدلل بها على حقه[1]؛ لذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((البيِّنةُ على المدعي))[2]؛ فالبينة هي الدليل الحاسم في مواطن الخلاف والنِّزاع والخصومات؛ فالأصل أنه بعد البيِّنة لا يجوز الخصامُ ولا النزاع أو الاختلاف، والقاضي يتريَّث في حُكمه حتى يأتي المدعي بالبينة فيقضي بها وهو مطمئن بها نفسًا، وبدونها تظل الخصوماتُ قائمة، والنزاعات مستمرة، ولما كانت العقيدةُ الإسلامية من أهم الأمور التي لا تثبُت في معتقد الإنسان إلا بالأدلة الحاسمة، فإنه من رحمة الله -تعالى- أنه لم يتركْ أمرَ استقرارها في النفوس للعقل الذي يستدلُّ عليها بالأدلة الكونية فحسب، وإنما أرسل الله - سبحانه - رسلاً يتلون صحفَه وكتبه المنزلة وحيًا على الكافرين من أهل الكتاب والمشركين حتى ينتهوا عمَّا هم عليه من الضلالات؛ إذ لولا إرسالُ الله الرسل وإنزال الكتب لَمَا انتهى ولما انفكَّ الكفار عما هم عليه من الكفر؛ ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 1].

 

فالعقل وحده قاصرٌ عن إدراك هذه الغاية؛ لذا جاء الشرع ليكمل ما انتهى إليه العقل، فكان مناطُ التكليف العقل، لكن أساس التكليف الشرع، فبدون العقل لا يجب التكليفُ، وبدون وصول الشرع والعلم به لا يحتج بالتكليف على العباد؛ لذا أتى اللهُ بالرسل، وأنزَل الكتب، حتى يحتج بهاتين البينتين على البشر فيما أوجبه عليهم من العبادة، ويوضح الشيخُ أبو حامد الغزالي ذلك: (الشرع كالنور، والعقل كالعين، فلا يمكن للعينِ أن تؤديَ وظيفتها في الإبصار بدون النور، والنورُ لا يضيء لِمَن لا عينَ له، فكان التلازم بينهما أمرًا حتميًّا حتى تستطيع العينُ أن تُبصِر)، ولا يُفهَم من ذلك أن أبا حامد يضع العقل في مرتبة مساوية للقرآن[3]، فليس ذلك ما نقصده ولا ما هو يقصده، والصحيح أن القرآن والسنة هما خطاب الله -تعالى- للمكلفين، فإن ذهَب العقل انعدم التكليف؛ لأن مناط التكليف العقل وليس الشرع؛ ولذلك ليس على المجنون تكليف، وكذلك لو غاب عن العقل خطاب الله -تعالى- فلا يمكن للعبد أن يفعل ما كُلِّف به دون أن يدري حُكم الله فيه، كمن يُسلِم في بلد ليس فيها مسلمون، فلا يدري شيئًا عن الحلال والحرام، فيظل على ذلك حتى يأتيه من يُعلِّمه أحكام الشرع.

 

بيد أن أهل الكتاب لما جاءهم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأنزل عليهم الكتاب لم يتوحدوا على كلمة الإخلاص التي أُمِروا بها، وإنما تفرَّقوا عن علم وليس عن جهل، ﴿ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 4]؛ لذا تؤكد السورة أن تفرُّقهم عن كلمة التوحيد لم يكن نتيجةً لعدم إرسال النذير إليهم، وإنما جاءهم النذيرُ، فأمَرهم بالتوحيد والإخلاص لله وحده، ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5]، وهو الأمر الذي دعت إليه الرسلُ جميعًا ولم يحيدوا عن هذا المنهج أبدًا، وأمَروا قومهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فكان ذلك هو الدين القيم الذي دعت إليه الرسل جميعًا، ﴿ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، إلا أن الكفار - سواء من أهل الكتاب والمشركين - أبَوا أن يتوحدوا على ذلك، فكان جزاؤهم النار خالدين فيها باعتبارهم أشرَّ الخَلق، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 6]، فمَن هم خير البرية؟

 

أجابت السورة على ذلك إجابة مباشرة بأن الذين آمنوا بهذا المنهج، وصدَّقوا هذا الإيمان بالعمل الصالح هم خير البرية، وأكَّدت على أن جزاءهم جنات عدن يُمتَّعون فيها، خالدين في النعيم من رضوان الله -تعالى- عليهم؛ إذ ارتضوا لأنفسهم الإسلام دينًا، والإخلاص لله -تعالى- عبادة، والصلاة إقامة وشعيرة، والزكاة إيتاءً وفريضة، فكان هذا الرضا المتبادل بينهم وبين الله - سبحانه - جزاءً لخشيتهم له - سبحانه عز وجل -: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 8].

 

الآية (1) قوله -تعالى-

﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 1].

 

فيه دلالة على أنه لولا الإسلام لظلت البشرية في الضلال، ولما انتهت عن الظُّلم والظلمات.

فلم يكن حالُ البشرية قبل إنزال الرسالة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يبعَثُ على السرور؛ حيث امتلأت الأرض كفرًا وشِركًا، وكثُرت عبادة الأوثان، ونشِبت الحروب بين القبائل، واستشرى الزنا، ووَأْد البنات، وقطعُ الطريق.... إلخ مما عانت منه البريةُ الكثير والكثير، يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن ربه: ((إني خلَقتُ عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمَرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا، وإن الله نظَر إلى أهل الأرض فمقَتهم عرَبَهم وعجَمَهم إلا بقايا من أهل الكتاب))[4]، فلما جاء الإسلامُ برسالته السامية، ومبادئه الراسخة، وأخلاقه الكريمة، تحوَّلت البشريةُ فخرَجَت من الظلمات إلى النور، وما كانت لتنتهي عن هذا الضلال لولا الإسلامُ، يقول المستشرق الأديب الروسي ليو تولستوي: "يكفي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فخرًا أنَّه خلَّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالبِ شياطين العادات الذميمة، وفتَح على وجوههم طريقَ الرُّقيِّ والتقدم، وأنَّ شريعةَ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- ستسودُ العالمَ لانسجامها مع العقل والحكمة"[5].

 

الآية (2) قوله -تعالى-

﴿ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ﴾ [البينة: 2].

 

يحدِّثنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن ربه قائلاً: ((إنما بعثتُك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابًا لا يغسله الماء، تقرؤه نائمًا ويقظان))[6]، قال العلماء: ومعنى ((لا يغسله الماء)) أنه محفوظٌ في الصدور، لا يتطرَّق إليه الذهاب، بل يبقى على مرِّ الأزمان[7]، فقد جعل الله نور الإسلام في نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وما أنزله عليه من البينات والهدى، دينًا قيمًا تتوارثه الأجيال حتى قيام الساعة، يُخبرنا المستشرق الفرنسي آلفونس دولا مارتين عن شخصية النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فيقول: "إن رسول الإسلام شيَّد في الجزيرة العربية فكرًا منطقيًّا بالرغم من شيوع الهرَج والمرج في أوساط المجتمع الجاهلي آنذاك، لم يستطِعْ نبيٌّ مثل نبي الإسلام أن يُحدِثَ ثورة مقدسة وخالدة بمدة قصيرة جدًّا، ثم لم يمضِ على رسالته أكثر من مائتي سنة حتى وصلت إلى بلاد مصر والحبشة وجميع شمال إفريقية وأكثر جزر البحر المتوسط، وجزء من فرنسا، وقسم كبير من أراضي إسبانيا"[8].

 

الآية (3) قوله -تعالى-

﴿ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴾ [البينة: 3].

 

قال -تعالى-: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]، وقد أُثِر عن السلف قولُهم عن كتاب الله -تعالى-: "فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبرُ ما بعدكم، وحُكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، مَن تركه من جبَّار قصَمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذِّكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلَقُ على كثرة الردِّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تَنتهِ الجن إذ سمعته حتى قالوا: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾ [الجن: 1، 2][9]، وأثر عنهم أيضًا قولهم: "إن هذا القرآنَ مأدبة الله، فاقبَلوا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسَّك به، ونجاة لمن تبِعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوَّم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلَقُ من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف ولام وميم"[10].

 

والعلماء حاولوا جاهدين الإلمام بكثير من صور إعجاز القرآن..؛ فالقرآن لم يترك شيئًا إلا وأشار إليه حتى تحدَّث العلماء وقالوا: "إن شئت الخياطة فاقرأ: ﴿ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 22]، وإن شئتَ الحدادة فاقرأ: ﴿ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴾ [سبأ: 10]، وإن شئت البناء: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴾ [الشمس: 5]، فالغزل: ﴿ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا ﴾ [النحل: 92]، فالنسج: ﴿ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ﴾ [العنكبوت: 41]، والفلاحة: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾ [الواقعة: 63، 64]، والصياغة ﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا ﴾ [الأعراف: 148]، والملاحة: ﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ ﴾ [الكهف: 79]، والخبز: ﴿ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا ﴾ [يوسف: 36]، والطبخ: ﴿ جَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾ [الذاريات: 26]، والغسل: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4]، والنحت: ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا ﴾ [الشعراء: 149]؛ قال -تعالى-: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النحل: 89][11].

 

وقال السيوطي: "أنواع العلوم ليس منها باب ولا مسألة هي من أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها"[12]، وقال: ونظَر الكتَّاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ، وبديع النظم، وحُسن السياق، والمبادئ والمقاطع والمخالص، والتلوين في الخطاب، والإطناب والإيجاز وغير ذلك، واستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع.

 

وقد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل، مثل: الطب، والجدل، والهيئة، والهندسة، والجبر والمقابلة، و.. وغير ذلك.

 

أما الطبُّ فمداره على حفظ نظام الصحة، واستحكام القوة؛ وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة، وقد جُمع ذلك في آية واحدة، وهي قوله -تعالى-: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]، وعرفنا فيه بما يفيد نظام الصحة بعد اختلاله وحدوث الشفاء للبدنِ بعد اعتلاله في قوله -تعالى-: ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 69]، ثم زاد على طب الأجسام بطب القلوب وشفاء الصدور.

 

وأما الهيئة ففي تضاعيف سوره من الآيات التي ذكر فيها ملكوت السموات والأرض وما بث في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.

 

وأما الهندسة ففي - قوله -: ﴿ انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ ﴾ [المرسلات: 30].

 

وأما الجدلُ فقد حوت آياتُه من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة، وغير ذلك شيئًا كثيرًا، ومناظرة إبراهيم نمرود ومحاجته قومَه أصلٌ في ذلك عظيم.

 

وأما الجبر والمقابلة، فقد قيل: إن أوائل السور فيها ذكر مدد وأعوام وأيام لتواريخ أمم سالفة، وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة، وتاريخ مدة أيام الدنيا، وما مضى وما بقي مضروب بعضها في بعض.

 

والحدادة: ﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ﴾ [الكهف: 96]  ﴿ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴾ [سبأ: 10] الآيةَ.

 

والبناء في آيات، منها قوله -تعالى-: ﴿ عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴾ [الكهف: 94، 95].

 

والنجارة: ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [هود: 37].

 

والغزل: ﴿ نَقَضَتْ غَزْلَهَا ﴾ [النحل: 92].

 

والصيد في آيات: ﴿ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 4].

 

والغوص: ﴿ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ﴾ [ص: 37]، ﴿ وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً ﴾ [النحل: 14].

 

والزجاجة: ﴿ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ﴾ [النمل: 44]، ﴿ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ﴾ [النور: 35.

 

والفخارة: ﴿ فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا ﴾ [القصص: 38].

 

والكتابة: ﴿ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾ [العلق: 4].

 

والغسل والقصارة: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4]، ﴿ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ ﴾ [آل عمران: 52]؛ وهم القصارون.

 

والجزارة: ﴿ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ﴾ [المائدة: 3]، والبيع والشراء في آيات.

 

والصبغ: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 138]، ﴿ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ ﴾ [فاطر: 27].

 

والحجارة: ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا ﴾ [الشعراء: 149].

 

والكيالة والوزن في آيات.

 

والرمي: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ﴾ [الأنفال: 17]، ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60].

 

وفيه من أسماء الآلات، وضروب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38].... إلخ.

 

الآية (4) قوله -تعالى-

﴿ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 4].

 

فيه دلالة تعريفية بأن أهل الكتاب لم يختلفوا في دينهم عن جهالة، وإنما عن علمٍ، وبعد أن جاءتهم البينات.

يخبرنا المولى عن موقف أهل الكتاب - على الأغلب منهم - الذين كانوا بقايا هذا الدين قبل بعثة النبي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- بالإسلام، وكانوا قليلاً، يخبرُنا عن موقفهم حيال هذه البِعثة الجديدة؛ إذ كان من المنطقيِّ أن يكونوا هم أولَ من يؤمن بالنبيِّ محمد -صلى الله عليه وسلم- نظرًا لأنهم ظلُّوا على ملتهم، ولم ينحرفوا للشرك كسائر العرب، بيد أن الأمرَ كان بخلاف ذلك؛ إذ تفرَّقوا واختلفوا، فقد كانوا يُجمِعون على أن رسولَ آخِرِ الزمان سوف يبعث، وكانوا يظنون أنه سوف يكون منهم، لكنهم لَمَّا علِموا أنه جاء من العرب، وبالرغم من عِلمهم به وبعلاماته، وصِدق نبوته، كذَّبوه وكفَروا به؛ يقول الله -تعالى-: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89].

 

الآية (5) قوله -تعالى-

﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].

 

فيه دلالة على أن أصولَ الدين واحدة، وذاتُ قِيَم ثابتة.

إن المولى - سبحانه - يلخِّص لنا أمر هذا الدِّين الذي اختلف فيه أهل الكتاب، ليثبت لهم أن اختلافهم فيه قد جانَبَ الصواب؛ فأمور هذا الدِّين من البساطة والسلاسة ما يجمع الناس على أنه الحق، يقول هرقل ملِك الروم لأبي سفيان: "سألتُك بمَ يأمركم؟ فذكرتَ أنه يأمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمُرُكم بالصلاة والصِّدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقًّا فسيملِكُ موضعَ قدميَّ هاتين"[13]، إن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قد بعَث معاذًا - رضي الله عنه - إلى اليمنِ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((ادعهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلِمْهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلِمْهم أن الله افترض عليهم صدقةً في أموالهم تؤخَذُ من أغنيائهم وتُرَدُّ على فقرائهم))[14].

 

إن المتأمل في تعاليم الإسلام لَينبهر بها وبإعجاز الإسلام في إنزال تلك القِيَم الراقية في القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهرة، بيد أنه لَيندهش عندما يفاجأ بأن هذه القِيَم السامية لا يزال بعضُ الناس يختلفون فيها، أيُعقَل أن يختلف الناس في ذلك، كيف يختلفون في أمر التوحيد الخالص لله تعالى! كيف يختلفون في أمرِ إقامة الصلاة لرب العالمين!، كيف يختلفون في أداء الزكاة والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع!، حقًّا إن النورَ لا يضيء للأعمى، فكما أن العينَ تحتاجُ لنورٍ كي تُبصِرَ، فإن النورَ لا يضيء الطريقَ للأعمى، يقول - سبحانه -: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].

 

الآية (6) قوله -تعالى-

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 6].

 

فيه دلالة على أن الكفارَ أشرُّ الخَلق، ومصيرهم إلى النار.

يبين لنا القرآن حقيقةً غفَل عنها كثير من الناس؛ إذ قد تأخذهم الحفاوة بالجيران، أو التعاطف مع الآخر أن يزيلوا كلَّ حاجز بينهم وبين أهل الكتاب، وأن يُخدَعوا بهم ظنًّا منهم أن الاختلاف في أمور العقيدة مثله مثل الاختلاف في أمورٍ كثيرة لا يُفسد للودِّ قضية، بيدَ أن القرآن يصحِّحُ هذا المفهوم، فيؤكد أن أهلَ الكتاب من الكفار - ويقصد هنا اليهود والنصارى، وكذا ضمَّ معهم المشركين؛ فهم جميعًا كفار - هؤلاء القوم مصيرهم إلى النار، وهؤلاء هم شرُّ الخَلق عند الله - تعالى.

 

قد نجدُ من بعض المسلمين إساءة، وخاصة إذا ما أظهروا الإسلامَ، وأبطنوا الكفر، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((تجدون شرَّ الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه))[15]، بل إن كثيرًا من المسلمين مَن يفضِّلُ أن يتعامل مع الكفار لحسن معاملتهم على أن يتعامل مع هؤلاء المنافقين الذين أساؤوا للإسلام بسوء معاملتهم مع الناس؛ يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((إن شرَّ الناس عند الله منزلةً يوم القيامة مَن ترَكه الناس اتقاء شرِّه))[16]، فهذا مثله قد يستخدم الدِّين لمصالحه النفعية، يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا أُخبِرُكم بشر الناس؟ رجل يسأَل بالله ولا يعطي به))[17]؛ أي: كأن يقولَ: أعطني بحق الله ولا يعطي[18].

 

لكن القرآن يؤكد على أن الحقيقة المؤكدة في هذا الأمر أنه مهما بلَغ الناس من الشرِّ في سوء المعاملة، ومهما كان الشر مستطيرًا منهم، فإن شر الكافر أشرُّ من شرهم، نعم تلك هي الحقيقة التي يجب تصديقُها، إن الكفار من أهل الكتاب والمشركين إن كان بعضُهم قد كفَّ شرَّه عن المسلمين فأحسنوا معاملتهم معهم، فإنهم لم يكفُّوا شرَّهم عن الله؛ فهم يسبُّون الله - عز وجل - وينسُبون إليه النقص والفقر والحاجة للولد، وهو غني عن خَلقه، نعم شرُّهم في معتقدهم عن الله -تعالى- وإن لم يكن ظاهرًا في سلوكهم مع الغير بأن أحسنوا معاملتهم، إلا أن المولى قد كشَف لنا عن حقيقةِ هذا الشر، وأن مصيرهم إلى النار؛ فهم أعداء الله -تعالى- وأعداؤنا؛ يقول - سبحانه -: ﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الممتحنة: 2]، ويحذِّرنا أن نطيعهم في شيء؛ إذ يقول - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 100]، بل ويخبرنا بأن عداوتهم لنا حالت بينهم وبين التعايش معنا؛ يقول - سبحانه -: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217].

 

وذلك كله كأصل عام، وقد أخرج القرآنُ من هذا الأصل المسالمين الموادعين مع المسلمين؛ كما في قوله -تعالى-: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].

 

الآية (7) قوله -تعالى-

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ [19]﴾ [البينة: 7].

 

فيه دلالة على أن خيرَ الناس المؤمنون.

ولا شك أن نقيض هؤلاء السالف ذكرهم، المؤمنون الذين قرَنوا إيمانهم بالعمل الصالح؛ فهم خيرُ الناس عند الله، فالمسلم لا يأتي دائمًا إلا بالخير، وقد أُثِر عن السلف قولهم: "أحبُّ الناس إلى الله -تعالى- أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله - عز وجل - سرورٌ يُدخِلُه على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينًا، أو يطردُ عنه جوعًا، ولأن أمشيَ مع أخٍ في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - (يعني: مسجد المدينة) - شهرًا، ومن كفَّ غضَبَه، ستَر الله عورتَه، ومن كظَم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ اللهُ قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له، أثبت اللهُ قدمه يوم تزول الأقدام"[20]، وقال العسكري: "إن سوءَ الخُلق يُفسد العمل، كما يُفسد الخلُّ العسل"[21]، وعن أبي هريرة أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وقَف على أناس جلوس فقال: ((ألا أخبركم بخيركم من شركم؟))، قال: فسكتوا، فقال -صلى الله عليه وسلم- ذلك ثلاث مرات، فقال رجل: بلى يا رسول الله، أخبِرْنا بخيرنا من شرنا، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((خيرُكم مَن يُرجَى خيرُه، ويُؤمَن شرُّه، وشرُّكم مَن لا يُرجَى خيرُه، ولا يُؤمَنُ شرُّه))[22].

 

الآية (8) قوله -تعالى-

﴿ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 8].

 

فيه دلالة على مرتبة الرِّضا عن الله، ورضا الله عن العبد.

إذا أفلح المؤمن في تعمير الدنيا بالإسلام، فإن ثمار عمله في الدنيا سوف تنبُت في الآخرة؛ فالمسلم لا يبتغي من عملِه في الدنيا أيَّ جزاء أو مثوبة في دار الفناء؛ لأنه يعلم يقينًا أن جزاءه مدَّخَر عند الله تعالى، فخير البرية هم المؤمنون الذين يعمَلون الصالحات، يعلمون يقينًا أن جزاءهم عند الله -تعالى- في جنات عدن، وهو الأمر الذي ينعكس على عملهم فيظل في ديمومة واستمرار؛ لأن جزاءهم مضمون عند الله تعالى، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، وبذلك استحقوا وَصْفَ الله لهم بأنهم خير البرية، لا لأجل ما يفعلونه من الخيرات فحسب، وإنما لأجل أن ما يفعلونه من عمل صالح لا يبتغون عليه أجرًا إلا من الله تعالى؛ قال - سبحانه -: ﴿ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 72].

 

وقوله - عز وجل -: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ ﴾ [البينة: 8]، فهو مكافأة الله -تعالى- لهم، وعدًا منه، لا يُخلِف الله وعده؛ قال في كتابه: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72]، والمعنى أنهم حين يفوزون بما وعَدهم الله -تعالى- من جزاء، فإنهم سوف يفوزون بأفضل الجزاء في الآخرة؛ ذلك أن مَن يدخُل جنة عدن قد فاز بمنتهى الجزاء، وهو رؤية وجه الله تعالى؛ يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((وما بين القوم وبين أن ينظُروا إلى ربهم إلا رداءُ الكبرياء على وجهه في جنة عدن))[23].

 

وقوله - سبحانه -: ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ [البينة: 8]، هي أنهار من الماء واللَّبَن والعسل والخمر، طيبات من عند الله يرزقون، فيه وصف للمتاع الحسي لأهل الجنة، وإشباع لِما في قلوبهم من حاجة لطلب المسكن والمأوى والتَّرف في النعيم والعيش في الدنيا؛ ذلك أن خيرَ مسكن في الدنيا هو ذاك الذي يُطِل على البحر أو النهر، فإذا كانت تلك الأنهارُ تجري من تحت الجنة، فذلك أحظى بالسُّكنى من غيرها وأفضل؛ يقول - سبحانه -: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 31].

 

وقوله - سبحانه -: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ [البينة: 8]، فيه ضمانٌ آخَرُ لاستمرار الجزاء والنعيم في تلك الجنة نظير استمرارهم في أعمالهم الصالحات في الدنيا بلا انقطاع، كما أشَرْنا إلى ذلك من قبل؛ إذ لو مدَّ الله -تعالى- الدنيا لهم، لظلوا كما هم على ما هم عليه من الصلاح والإيمان والعمل الصالح.

 

قوله -تعالى-: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 8]، فيه تأكيد لأفضل الجزاء، وهو الرِّضا المتبادَل بين العبد وربه؛ قال ابن عاشور التونسي: "فهو كناية عن كونهم نالهم من إحسان الله ما لا مطلَبَ لهم فوقه"، فلأنهم رضُوا بمعيشتهم في الحياة الدنيا - حتى ولو كانت تلك المعيشةُ على قِمم الجبال، ثابتون على أمرِ هذا الدِّين، يجاهدون في سبيل الله تعالى، فارُّون بدِينهم في سبيل الله تعالى - فهم لا يفرِّطون أبدًا في شعائر هذا الدِّين ولا أحكامه، ويحملون رسالة الإسلام والبينات للناس، سواء في وقت الرخاء أو وقت الشدة، يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((مِن خيرِ مَعاش الناس لهم رجلٌ مٌمسِك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنِه كلما سمع هيعةً أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانَّه - لعله يُستَشهد في سبيل الله - أو رجل في غُنَيمة[24] في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن وادٍ من هذه الأودية يُقيم الصلاةَ، ويؤتي الزكاة، ويعبُد ربَّه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خير))[25]، فكان رضاهم بهذا العيش من توفيق الله -تعالى- لهم، ورضاه عنهم أن صبَّرهم على ذلك؛ قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن اللهَ لَيرضى عن العبد أن يأكل الأَكلة فيحمَده عليها، أو يشرَب الشَّربة فيحمَده عليها))[26]، هؤلاء كانت معيشتهم في الدنيا رضا، وعبادتهم رضا؛ يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن قال حين يسمع المؤذِّنَ: أشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأن محمَّدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمد رسولاً، وبالإسلامِ دينًا غُفِر له ذنبُه))[27]، أفلا تجب الجنةُ لهم لأجل هذا الرضا؛ يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((من قال: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- رسولاً، وجَبت له الجنة))[28].

 

أولئك الذين رضُوا عن الله وما قدَّره الله لهم، بادلهم الله -تعالى- ذات الرضا، فرضي عنهم، يقول في كتابه: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18]، فهؤلاء الذين رضي الله عنهم هم صحابة رسول الله -تعالى- من المهاجرين والأنصار، لم يلتفتوا إلى دنيا، ولم يصيبوا منها شيئًا، وإنما اتَّبعوا الهدى، وصبروا على إيذاء المشركين وأهل الكتاب، حتى مدحهم الله -تعالى- في كتابه فقال - سبحانه -: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

والسؤال الذي يطرَح نفسه في هذا المقام، إذا كان الله -تعالى- قد كشَف عن رضاه عن صحابة رسول الله -تعالى- لأنهم صدَقوا في حمل أمانة هذا الدين وتبليغه للناس، فكانوا بحق خيرَ البرية، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))، قال عمرانُ: فلا أدري أذكَر بعد قرنه قرنين أو ثلاثًا، ((ثم إن بعدكم قومًا يشهَدون ولا يُستَشهدون، ويخونون ولا يُؤتَمَنون، وينذِرون ولا يَفُون، ويظهَرُ فيهم السِّمَن)) [29] - فهل لنا من هذا الأجر والرضا نصيب؟

 

إن القرآن يجيب على هذا التساؤل مبينًا أن هذا الجزاء غيرُ مخصوص بأولئك الصحابة - رضوان الله عليهم - ففي أمة الإسلام مَن اقتدى بهم وتأسى بسنَّة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- واقتفى أثَرَهم، هم الذين يخشَوْن ربهم سوف ينالهم ذات النصيب من الأجر بإذن الله، ﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 8]، فهذا هو القدرُ المشترك بيننا وبينهم بإذن الله، وبه ينعَمُ العالم بالخير، مع الأخذ في الاعتبار أن نصيبَهم أوفرُ من نصيبنا.

 

إذًا الخيرية تأتي بالخشية، ولا عبرةَ بالزمان ولا الأحوال؛ فخشية الله -تعالى- في كل مكان وكل زمان، هذا وإن قلَّ الناصرون، وقل المُعِينون، فالله خيرٌ ناصرًا، وخيرٌ معينًا، وقد أرشدنا الله -تعالى- إلى العلم بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- حتى ننال هذه الخشيةَ؛ قال - سبحانه -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]، وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "وهذا يدلُّ على أن كل من خشي الله فهو عالم، وهو حقٌّ، ولا يدل على أن كل عالم يخشاه، لكن لما كان العِلمُ به موجبًا للخشية عند عدم المعارض، كان عدمُه دليلاً على ضعف الأصل؛ إذ لو قَوِي، لدفَع المعارض"[30]، وقال العلماء: "أخشى الناسِ لله هم أعرفُهم به، والعالِم حقًّا هو مَن خشي الله، ومَن خشي ربَّه، عاش بين الخَلْق عزيزًا، وفي حياته سعيدًا، فاجعَلْ ربك بين ناظريك، واخْشَ الأمنَ من مَكرِه وحلول عقوبته، وأكثِرْ من الطاعات لتنال خشيته تعالى، وهو - سبحانه - أهلٌ أن يُخشَى، وقد أمر بخشيته وحده، ونهى عن خشيةِ مَن سواه؛ قال - سبحانه -: ﴿ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 150]، وخشية المخلوق من المخلوق ذلٌّ وخضوع لِمَن لا يستحقُّ الخضوع، فلا تخشَ إلا ربَّك؛ فالخشيةُ عبادةٌ عظيمة من أجلِّ العبادات، وصرفُها لغير الله شِركٌ"[31].



[1] بوب البخاري بابًا بعنوان: ما جاء في البينة على المدعي، ج 2 ص 929.

[2] رواه الترمذي، ج 3، ص 626، وصححه الألباني.

[3] وقد وقع في هذا الخطأ بعضُ الناس، منهم الكاتب وائل السمري، في مقال كتبه بجريدة اليوم السابع بعنوان: (فقهاء التنوير.. حجة الإسلام... أبو حامد الغزالي... المنقذ من الضلال.. قدس العقل وجعله مساويًا للقرآن في الإعجاز)، وهذا من الخطأ في الفهم عن الإمام.

[4] رواه مسلم ج 4، ص 2197، رقم 2865.

[5] ليو تولستوي في كتابه: (حِكَم النبي محمد) - ليو تولستوي http://ar.wikipedia.org/wiki/

[6] رواه مسلم ج 4 ص 2197، رقم 2865.

[7] النووي على شرح مسلم: الحديث رقم 2865.

[8] ما قالت الأقلام في سيد الأنام - تحسين فلاح السلطاني - ولد في بلدة الشوملي الواقعة في جنوب محافظة بابل وسط العراق، في 13كانون الأول من عام 1986م - بكالوريوس في اللغة الإنكليزية من جامعة بابل عام 2008م.

[9] رواه الترمذي مرفوعًا، ج10، ص 147، رقم 2831، وضعفه لعله الألباني مرفوعًا بهذا الإسناد؛ ضعيف سنن الترمذي ج1 ص 349.

[10] رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين مرفوعًا، ج1، ص 741، رقم 2040، وضعفه الألباني مرفوعًا؛ الجامع الصغير، ج1، ص484، رقم: 4834.

[11] سليمان عبدالله الخزي، وحصل بهذا البحث على المركز الثاني على مستوى دولة الكويت لمسابقة البحوث التابعة لوزارة التربية - إدارة المكتبات - موقع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهرة: http://www.eajaz.com/

[12] السيوطي: الإتقان في علوم القرآن - النوع الخامس والستون في العلوم المستنبطة من القرآن ص 263.

[13] رواه البخاري، ج 1، ص 7، رقم 7.

[14] رواه البخاري، ج 2، ص 505، رقم 1331.

[15] رواه البخاري، ج 3، ص 1288، رقم 3304.

[16] رواه البخاري، ج 5، ص 2244، رقم 5685.

[17] رواه الترمذي، ج 4، ص 182، رقم 1652.

[18] تحفة الأحوذي على سنن الترمذي، حديث رقم 1652.

[19] ولفظ "البرية" من البرَى وهو التراب؛ لأنهم قد خُلقوا في الأصل منه.

[20] رواه الطبراني في المعجم الصغير، ج2، ص 106، رقم 861 مرفوعًا، وفي المعجم الكبير، ج 12، ص 453، رقم 13680 مرفوعًا، وحسنه الألباني: السلسلة الصحيحة، ج2 ص 574 رقم 906 مرفوعًا، وفيه (سكين بن سراج، وهو ضعيف، ( مجمع الزوائد 8 / 191)؛ ولذلك لم أذكره مرفوعًا.

وفي إسناده كذلك - من طرق - بكر بن خنيس، وهو ضعيف؛ قال ابن عدي: "هو ممن يُكتَب حديثه، وهو يحدِّثُ بأحاديثَ مناكير عن قوم لا بأس بهم، وهو في نفسه رجل صالح، إلا أن الصالحينَ يشبه عليهم الحديث، وربما حدثوا بالتوهم، وحديثه في جملة حديث الضعفاء، وليس هو ممَّن يُحتَج بحديثه"؛ (الكامل 2 / 25).

[21] جامع الأحاديث، ج7 ص 252، وقال: رجاله ثقات، (العسكري في الأمثال).

[22] رواه الترمذي، ج8 ص 218، رقم 2189، وصححه الألباني: صحيح وضعيف الجامع الصغير، ج10 ص 315 رقم 4368.

[23] رواه مسلم ج1 ص 422، رقم 265.

[24] الغُنَيمة: بضم الغين: تصغير الغنم؛ أي: قطعة منها، والشَّعفة بفتح الشين والعين: أعلى الجبل.

[25] رواه مسلم، ج 3 ص 1503 رقم 1889.

[26] رواه مسلم، ج 4 ص 2095 رقم 2734.

[27] رواه مسلم، ج 1 ص 290 رقم 386.

[28] رواه أبو داود، ج 1 ص 478 رقم 1529، وصححه الألباني: السلسلة الصحيحة، ج1 ص 654 رقم 334.

[29] رواه البخاري، ج11 ص 481 رقم 3377.

[30] الإيمان الأوسط لابن تيمية، ج1 ص 85.

[31] عبدالمحسن القاسم: تيسير الوصول إلى ثلاثة الأصول، ج1 ص 83.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كنز الكتب (قصة)
  • تصحيح الكتب
  • كتب وقف العلماء عليها ناقصة

مختارات من الشبكة

  • تفسير سورة البينة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة البينة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إذا قامت البينة على رؤية الهلال أثناء النهار وجب الإمساك والقضاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإعراب الصوتي للقرآن الكريم: سورة البينة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سور (البينة والزلزلة والعاديات والقارعة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة البينة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تأملات في سورة البينة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تلاوة سورة البينة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح حديث: البينة على المدعي واليمين على من أنكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البينة والبرهان.. وصفان للنبي العدنان(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب