• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

الباب والبابية

الباب والبابية
الشيخ عبدالرحمن الوكيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/10/2013 ميلادي - 1/12/1434 هجري

الزيارات: 6020

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الباب والبابيَّة


في دوامة هذه الأساطير والأشواق ولد ميرزا علي محمد سنة 1235هـ - 1819م بشيراز، وقد مات أبوه وهو طفل، فكفله خاله التاجر سيد علي، ثم أرسل به إلى معلم ليتعلم على يديه، وكان المعلم يسمى مدرسته: "قهوة الأنبياء والأولياء" ثم رحل الخال بابن أخته إلى "بوشهر" وافتتح له متجرا هناك، وبدلا من أن يعين خاله الذي بذل في سبيل تربيته ما بذله، عكف على كتب الصوفية يترع وثنيتها منطويا على نفسه ذاهلا عن كل ما حوله. كان إذا اتقدت الهاجرة يرقى إلى سطح البيت ثم يجلس عاري الرأس، وهو يغمغم بأوراد صوفية هي أمشاج من رموز وألغاز وطلسمات تفتن مثل هذا المراهق الحالم المشغوف بالمجهول، وتغريه بالبحث عما وراء ذلك كله. وقد ظل يقترف هذا العمل حتى مسته لوثة كانت تعتريه بسببها غواش عصبية. وفي أثناء ذلك التقى به جواد الطباطبائي أحد تلاميذ الرشتى، فافتتن بالغلام، ومكث ثمت معه في بيت خاله ستة أشهر يناغيه ويسمر معه في خلوة ساجية، ويغريه بما يلقي على مسامعه من ثناء خلوب، ويقص عليه بشارات الأحسائي والرشتى بالمهدي، وبقرب ظهوره، فسعر وله الشاب وأشواقه، وجعله يزداد عكوفا على كتب الصوفية والحروفية والمشعبذين، ولاسيما الكتب التي تتحدث عن فن تسخير روحانيات الكواكب وتأثير مشارقها ومغاربها وتنقلاتها على أقدر الناس والوجود. وخشي خاله عليه - وكان به بارا - فأرسل به إلى النجف وكربلاء للاستشفاء بزيارة مشهد علي والحسين وبعد الزيارة استقر في كربلاء، وهناك استعاد سيرته التي كان عليها في "بوشهر" فبصر بعض تلامذة الرشتى بهذا الشاب المنطوي على تهجده وتلاوته وذهوله واستغراقه في ترتيل أذكاره الصوفية، فحملوه إلى مجلس الرشتى، فشعر الشاب أنه حيال بحر خضم زاخر العباب في التصوف، فلازم الشيخ حتى عب فيضا زاخرا من صوفيته، وبدأ يقلده فيما يكتب، كما بدأ يشعر بأن أحلامه تلحف عليه في أن يعلن عنها، فأوى إلى مسجد، واعتكف فيه.

 

ادعاء الباب المهدية:

الغلام يزعم أنه باب المهدي: وأنهى الباب خلوته؛ ليبدأ الهمس بما زينته له هواجسه، وقد استنكر منه بعض الناس هذا الهمس الذي يزعم به أنه "الباب" الموصل إلى صاحب الزمان أو القائم أو الإمام المنتظر! وأنه وكيله أو السفير بينه وبين الخلق. وآخرون خدعوا بمظهره الورع الزاهد، فجنحوا إليه، ففتنوا بزيفه الذي يوحى بالورع والزهادة، فآمنوا به "بابا" يلجون عن طريقه إلى ساحة الإمام. وقد وصى "الباب" هؤلاء الذين امنوا به أن يكونوا على حذر بالغ، وهم يبشرون بظهوره، وأن يكتموا عن الناس اسمه. فمضوا يبشرون الناس بظهور "باب" القائم في سرية هامسة دون أن يذكروا اسم هذا "الباب". أما الغلام المفتون، فقد جاء إلى المتجر في "بوشهر" وبعد قليل نمى إليه أن بعض الناس يلوكون اسمه، ويرمونه بأنه ينال من دين الإمامية، ويدعو بدعوة جديدة، ففزع وكتب إلى بعض تلاميذه يقول: "أعلموا الطلاب أن الأمر لم يصل إلى حد البلوغ بعد، ولم يأت زمانه، فلذلك أكون أنا وأجدادي الطاهرين غير راضين في الدنيا والآخرة عمن ينسب إليّ غير ما أنا عليه من أتباع الفروع والمعتقدات الإسلامية".

 

ثم مضى - كما يقول مؤرخ البهائية -: "يفيض في البيان عن المهدي المنتظر ويرخى العنان ليراعه في وصفه، وكبحه عن النقد والتعرض لعقائد الشيعة. بل كان يثني عليها، ويقرر صحتها ومتانتها حتى وجود المنتظر الغائب"[1]. وهكذا خسر الباب وأعوانه الجولة الأولى في سبيل إعلان قائميته.

 

من باب إلى قائم: مات الرشتى وقلوب أتباعه تتوهج حنينًا إلى رؤية المهدي الذي بشرهم بقرب ظهوره، وقد وصاهم قبيل موته بالبحث عنه فذهب فريق منهم إلى الكوفة؛ إذ كانت الأخبار التي في بطون الكتب تزعم أن الإمام سيظهر في مسجد الكوفة؛ ومكثوا هنالك في مسجدها أربعين يوما يبتهلون إلى الله أن يدلهم على صاحب الزمان أو القائم! أما بقية أتباع الرشتى. فظلوا في كربلاء يدرسون على "قرة العين" عقائد الشيخية!.

 

وأما كبير تلاميذ "الرشتى" ملا حسين البشروئي، فقد تسلل وحده متوجهًا تلقاء شيراز التي كان الباب قد أسرع إليها عقب وفاة الرشتى!.

 

تسلل إلى حيث كان الدهاة الدعاة يصنعون الخرافة الجديدة، ويبنون الصنم الجديد!... لماذا أسرع الباب عقب وفاة الرشتى إلى "شيراز"؟ ولماذا يمم "البشروئي" وجهه وحيدا شطر "شيراز"؟ ولم لم يذهب إلى الكوفة مع الذاهبين؟ ألا يدلك هذا على أن الأمر كان مبيتا ومتفقا عليه سرا بين جماعة من الشيخية؟!.

 

ويقول مؤرخ البهائية:

"وبينما كان ملا حسين البشروئي ماثلًا بحضور الباب؛ إذ أعلن له دعواه بغتة، وظهر بمقام المهدوية والقائمة، ودعاه إلى الإيمان به. وكان عمر جنابة - يعني عمر الباب - حالتئذ خمسة وعشرين عامًا. وقد اعتبر ذلك اليوم عيد المبعث؛ إذ أظهر فيه حضرة الباب دعوته، ورفع بها الصوت جهرا"[2] فهل كان الأمر بغتة كما يزعمون؟ أو أنه كان تمثيلا بارعا متقنا أراد به أصحابه أن يظهر هذا الأمر للناس في صورة المفاجأة الرائعة التي لا تدل على تآمر سابق. وقد اختير البشروئي؛ ليكون أول مبشر بالمهدي. لأنه كان عبدا للشهرة. ومن سمات عبدة الشهرة أنهم لا يهمهم أجاءت عن طريق بطولة، أو عن طريق اقتراف جريمة تدوي لعنتها!.

 

أشواق تغلي إلى رؤية الموعود، وسطوة باغية من حب الشهرة مستبدة بالبشروئي حتى لا يستحيي أن يبذل في سبيلها عرضه، واستعمار يكيد في جد ولآمة؛ ليقضي على الرمق الواهن من إيران، وترنيمات ساحرة عن زهادة هذا الشاب وورعه!.

 

كل هذا كان بين يدي هذا الشاب المجنون الأحلام، وبين يدي البشروئي العاصف الشهوات. كلا الأحمقين كان الصيد الذي يتمنى أن يصاد، لا أن ينجو من الشرك! فعثر كلاهما بمن يصطاده! عثر البشروئي بالشاب الذي غلبته المراهقة على أمره، وبمن يضع اللقمة في جوفه، والكلمة في فمه، والخنجر في يده، وعثر الشاب بالشيخ الذي كان يناد تحت ثقل عبوديته لأطماعه! وكلاهما ظن في صاحبه أنه صيده الذي دار في الغاب طويلا يبحث عنه. وكلاهما خنع ذليلا لهذا الظن، فلتلتهم النار الهشيم، وليؤجج الهشيم النار التي تلتهمه!.

 

ومن ورائهما كانت الأيدي القذرة الباغية تعمل في حذر ودهاء لتحطيم إيران والقضاء على ما بقي فيها من أرماق واهنة. أو قل: كان هنالك أولئك الذين تراءوا بأنهم صفوة المؤمنين بدعوة الباب، وهم الذين كان الاستعمار يعرف الطريق جيدا إلى قلوبهم، وألسنتهم وأيديهم؛ ليضع فيها حقد الخيانة وكلمة الخيانة وثمن الخيانة. وأشد خطر على الأمة أن تضطرب في دينها، وأن ترتاب فيه، وأن تتقاتل حوله.

 

ولقد كان البعض من عشاق الإمام المكنون وراء سجف الغيب - حينما أعلن الباب دعوته - أشبه ما يكونون بالأم التي ضل عنها طفلها الوحيد منذ سنين فهي تملأ العشايا والأصائل مناغاة له، وتسأل عنه كل نسمة هافية فيها نفحة من عطره، وتصيخ إلى كل نأمة حيرى فيها مسَّة من سحره. حتى إذا كان اليأس يرنحها على صحراء عدمه، جيء لها بفتى جياش الفتنة مشرق الصباحة وقيل لها: هذا طفلك الحبيب يا أم الشجون! فهل تفعل شيئا سوى أن تندفع في لهف مجنون إلى احتضانه وتقبيله!؟ ولكنها بعد هدوء العاصفة تشعر بقلبها يؤكد لها أنه ليس وليدها؛ إذ لا تجد فيه أثارة من سمات ابنها ولا خصائصه التي كانت تلازمه، والتي ربطت بعض عواطفها به غير أنها رغم ذلك تأبى إلا أن تحتفظ بهذا الجديد، وتؤكد للناس- لا لقلبها - أنه وليدها. إنه - على آية حال - عوض ما يسكن بعض ما يسكن من وقد الشجن وثورة الصبابة ثم أنها لا تستطيع أن تظهر أمام الناس أن عاطفتها قد خدعتها في اللمسة الحالمة التي لمست بها أول مرة ذاك الجديد! أو أنها كانت غير صادقة فيما أشرق على وجهها من فرح.

 

فلتحتفظ بهذا الشيء سلوة لها وحفاظًا على ثقة الناس بها. رغم أن قلبها يؤكد لها أنها تكذب على نفسها، وعلى الناس معًا.

 

كذلك كان بعض الذين آمنوا بهذا المراهق الطموح الأحلام. أنها مأساة قلوب أجنتها الخرافة الساحرة في ليلها الطويل العميق، وأرمضتها الأشواق إلى رفيف ابتسامة من وضح الفجر، واستغلتها شهوات الذين ورثوا عن أسلافهم حب الكيد للإسلام، وحب التدمير للأمم!

 

ويزعم البهائيون أن البشروئي قد غمره الذهول حينما فجأه الباب بدعوى أنه القائم، أو صاحب الزمان، أو المهدي المنتظر، وأنه حينما أفاق من غاشية الذهول طلب من الباب حجة تؤيد دعواه! ولم تكن هذه الحجة التي رددت البهائية أنباءها سوى بعض أجوبة من الباب على بعض أسئلة كلامية اختارها البشروئي مما كان يتحذلق به متكلمو الشيخية!

 

إذن كان البشروئي في مقام الأستاذ الممتحن، وكان الباب في مقام التلميذ المجيب! فلمَ لا تضفي البهائية طيلسان القائمية والمهدوية على "البشروئي"؟ أليس هو الذي كان يضع مقاييس الخطأ والصواب لما يجب به الباب؟

 

وتزعم البهائية أن الباب بعد أن شهد له البشروئي بالنجاح في الاختبار سأل: ما آية المهدي المنتظر؟! ولقد كان الباب يعرف جيدًا ما سيجيب به البشروئي، وكان البشروئي يعرف جيدا من قبل أن الباب سيوجه إليه هذا السؤال... ولهذا أسرع البشروئي يجيب بقوله: آية المهدي أنه يكتب تفسيرا لسورة يوسف[3]! ولقد كان التفسير معدًا من قبل، كما كانت تلك الأسئلة وأجوبتها معدة من قبل كذلك! ولهذا أسرع الباب، وأخرج- كما تقول البهائية - التفسير المطلوب من داخل ثوبه! فخر البشروئي ساجدا معلنا في صراحة أن هذا المراهق المخنث هو المهدي المنتظر، والقائم صاحب الزمان!

 

هذا ما تقدمه البهائية من تأويل لإيمان "البشروئي"[4] بقائميه الباب، وهو - كما ترى - تأويل حماقة تافهة ترخص في ميزان التفاهات عن الغثاء النتن العفن! ومن يطالع ما زعم الباب أنه تفسير لسورة يوسف يدرك أن الباب عميق الجهالة بعيد الضلالة صريع الخبال، وأن البشروئي - في إيمانه بأن هذا التفسير حجة إلهية تؤيد دعوى "الباب" - ثعلب خداع مكرت به نـزواته، ومنافق لئيم تستعبده شهواته، وإلا فأي إنسان به مسكة من عقل، أو على أثارة واهية من معرفة يدرك - بعد أن يقرأ جملتين فقط من هذا التفسير - أنه ليس تفسيرا، وإنما هو هراء يكشف عن هذيان محموم، وخلط مخبول، واستبداد جهالة بغبي!.

 

العنكبوت والذباب:

وخرج البشروئي ملعون التآمر، ثم اندفع يجوب القرى والأمصار مبشرا بظهور القائم دون أن يذكر شيئًا عن اسمه أو مكانه، أو يذكر من صفاته إلا ما يجذب القلوب باللهفة المضنية إلى معرفة هذا المجهول. وقد فعل البشروئي هذا؛ لحماية الباب من الدولة، ولكيلا يدع للناس فرصة يطابقون فيها بين الدعوة والداعية، وحسب البشروئي ربحا أن يثير في القلوب التشوق إلى معرفته، وأن يصدع العقول بأنبائه والتفكير في شأنه وأن يصدع أمن الدولة، وسكينتها!.

 

وهفا العطاش الْهِيمُ إلى معرفة القائم يستنبئون البشروئي عنه! والثعلب الماكر يخفي اسمه، ولكنه كان يضني شغفهم بالثناء على القائم وسنائه الأعظم. ويعثر البشروئي بصيد جديد من النوع الذي يبيع دنياه وآخرته بلقب فيه طرافة، وله دوي. ذلك الصيد هو "ملا محمد علي" الذي لقب بعد: "بالقدوس". وكان والده من مريدي الأحسائي والرشتى. أما القدوس نفسه، فكان أمِّيَّ الفكر وضيع الهمة. واضطبع البشروئي به. وراح يسكره بما يسبغ عليه من محامد تذهله عن حقيقته هو! ثم بشره بظهور القائم، وذكر من سجاياه وصفاته ما شد إليه مشاعر القدوس وعواطفه! وكان البشروئي يلوح ويلمح بما يدل على الباب دلالة تترنح بين الوضوح والإبهام، حتى استطاع القدوس أن يمسك بأذن البشروئي، وأن يهمس في سمعه باسم القائم الذي يتحدث عنه! فيشيع البشر الغامر في وجه البشروئي، ويفيض لسانه بالحمد لذكاء القدوس وفطنته، ثم يستحثه على أن يعمل؛ ليكون له السبق في الإيمان بالقائم، فتصير له المنـزلة العظمى عنده، فيهرول القدوس إلى مقر الباب، وثمت يخر ساجدا بين يديه! هكذا بلا حجة ولا بينة سوى ما تشدق به البشروئي عن عظمة القائم وجلاله. وكما تهاوى القدوس تهاوى مخرف آخر هو: "ملا علي البسطامي" وآخر مثله هو: "يحيى الدرابي" الملقب عند البهائية "بالوحيد". وما كان هذا "الوحيد" إلا طريدا من طرائد اللعنة الإلهية، وإليك قصة إيمانه بالباب.

 

عثر أحد دعاة الباب به، فوجد أمامه عقلًا تافهًا فارغًا، وقلبًا ذلولًا لمن يريد استعباده. فظل به يرهبه ويرغبه، وينوه بالمهدي الجديد وعزته وعظمته، حتى تهاوى مذعنا. بيد أنه رغب إلى محدثه في أن يظهر الباب معجزة أمامه؛ ليطمئن قلبه. فقيل له: إن طلب المعجزة من هوس أصاغر الناس أو الساقطين منهم، فسكت عن طلب المعجزة، ولكنه - وهو يغوص في أعماق اللجة الطاغية - رغب في رجاء واحد هو أن يحملوا عنه إلى القائم كراسة فيها أسئلة ينشد عنها الجواب من القائم. قال هذا وهو في بيت القائم المزعوم لا يراه، ولا ينعم بنجواه! فقد ضرب الحجاب بينه وبينه حتى يؤمن! وحقق له صانعو الصنم ما أراد، وتعاونوا سرا على الإجابة عن أسئلة الوحيد، ثم حملوا هذه الأجوبة إليه مكتوبة بخط "المهدي" الجميل، فقد كان مشهورا بجودة الخط وجماله. ويقول مؤرخ البهائية: "إن وحيدا تجلت عليه سمات الجذب وملامح الوجد والهيام، وأنه خر مذعنا مؤمنا بعد أن قرأ الأجوبة"[5] وهكذا كانت تصيد العناكب الذبابات. وتلك هي أدلة القائمية أو المظهرية الربانية للباب! وتلك صور من إيمان أتباعه، وتلك فنون من عقلياتهم وعقلية الباب نفسه، وباب الباب وكبار الأصحاب ذكرتها؛ لتعلم أي تافه هو، وأي قوم هم!.



[1] ص46، 67 الكواكب.

[2] ص72 الكواكب الدرية، وكان هذا سنة 1260هـ - 1844م.

[3] كتب الباب هذا التفسير الوثني وهو في كربلاء وكثيرون من أتباع الرشتى كانوا على بينة من هذا. وإليك بعض ما جاء فيه: قصد الرحمن من ذكر يوسف نفس الرسول وثمرة البتول حسين بن علي بن أبي طالب مشهودا. قد أراد الله فوق العرش مشعر الفؤاد أن الشمس والقمر والنجوم قد كانت لنفسه ساجدة لله الحق مشهودا. إذ قال حسين لأبيه يوما: إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم بالإحاطة لي على الحق الله القديم سجادًا... ولقد سجدوا نجوم العرش في كتاب الله لقتل الحسين بالحق على الحق. وكان عدتهم في أم الكتاب إحدى وعشر هو الله الذي قد جعل التوحيد في حقائق الأشياء من أشعته... وإن الله قد أراد بالشمس فاطمة وبالقمر محمدًا وبالنجوم أئمة الحق في أم الكتاب معروفا فهم الذين يبكون على يوسف بإذن الله سجدا وقياما.. أيحسب الناس أنا كنا عن الخلق بعيدًا؟ كلا. يوم نكشف الساق عن ساقهم ينظرون إلى الرحمن وذكره في الأرض المحشر قريبًا، فيقولون: يا ليتنا اتخذنا مع الباب سبيلا. أمامكم هذا كتابي قد كان من عند الله في أم الكتاب بالحق على الحق مسطورا... فتقدرون أن تأتوا بمثل هذا الكتاب من عند الله الحق بالحق على الحق مشهودا. لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا الكتاب بالحق على أن يستطيعوا، ولو كان أهل الأرض، ومثلهم معهم على الحق ظهيرا. فوربك الحق لن يقدروا بمثل بعض من حروفه ولا على تأويلاته من بعض السر قطميرا) انظر ص309 وما بعدها تاريخ البابية للدكتور ميرزا محمد مهدي خان... هذا الخلط والخبط والعمة يظنه الحمقى أصدق حجة على أن الباب تجسد للحقيقة الإلهية.

[4] نسبة إلى (بشروية) إحدى قرى خراسان. ويقول عنه الدكتور محمد مهدي خان: إنه ظل يقدح زناد فكره للحصول على الشهرة، وإنه صارع وكافح في سبيلها، وأنه قنط أخيرا من شدة الأتراح، فما إن سمع بالباب حتى هرول إليه ساعيا إلى الشهرة، فأصبح خصيص الباب بالخلوة والجلوة. ص198 تاريخ البابية، وتسميه البهائية (باب الباب) لأنه في زعمهم أول من بشره الباب بقائميته. ويقول عنه البهاء إنه (لولاه ما استوى الله على عرش رحمانيته وما استقر على كرسي صمدانيته) ص154 إيقان.

[5] ص58، 100 الكواكب الدرية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اعتقاد الخميني في المهدي المنتظر
  • ما جاء في المهدي
  • جهل البابية بدعوتهم
  • الباب في حماية الصليبية
  • قرة العين
  • قرة العين والحكم بنسخ الإسلام
  • ثورات البابية المسلحة
  • نهاية الباب
  • حقيقة الباب وكتبه وأسلوبه
  • مصدر البابية
  • من البابية إلى البهائية

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب نقض الكعبة وبنائها وباب جدر الكعبة وبابها(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • زمن الرويبضة والحيرة في السبيل!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أبواب الجنة الثمانية وأسماؤها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أصعب وأشكل باب من أبواب علوم القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح جامع الترمذي في السنن (باب التثويب في الفجر، باب من أذن فهو يقيم)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • شرح جامع الترمذي في السنن (باب كراهية الأذان بغير وضوء، باب الإمام أحق بالإقامة)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • الطريق الصحيح للاستئذان المشروع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لقاء الباب المفتوح مع فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب