• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصيام ورمضان وما يتعلق بهما
علامة باركود

فضائل الصيام وفوائده وحكمه وأحكامه وآدابه

فضائل الصيام وفوائده وحكمه وأحكامه وآدابه
الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/7/2013 ميلادي - 22/9/1434 هجري

الزيارات: 194257

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضائل الصيام وفوائده وحكمه وأحكامه وآدابه


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وخليله، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

فإن أحسن الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.

عباد الله: اتقوا الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[1].

 

واشكروا الله على ما مَنَّ به عليكم من أن بلَّغكم رمضان المبارك؛ فإن إدراكه من أعظم النعم ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾  [2]. ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾[3].

 

عباد الله: اجتهدوا في شهركم هذا؛ فإنكم لا تدرون لعله لا يدرككم مرة أخرى، فإن الآجال، والأعمار بيد الله تعالى: ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [4].

 

أيها المسلمون: اعلموا رحمكم الله وجعلكم مباركين أينما كنتم أنَّ فضائل الصيام وفوائده كثيرة لا تحصى، ومنها:

• الصيام سبب من أسباب التقوى، كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[5].

 

• و"الصوم جُنَّة يَستجن بها العبد من النار"[6]. ومعنى جُنَّة من النار: أي وقاية من النار.

 

• والصوم يُباعد الله النار عن وجه صاحبه: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا"[7]. فإذا كان صوم يوم واحد بهذه الأفضلية والمنزلة فما بالك بصيام شهر كامل أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر نافلة أو غير ذلك من الصيام المشروع.

 

• والصوم وقاية من الشَّهوات: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"[8].

 

• والصوم لا مثل له ولا عدل فقد أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به، قال: "عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له" وفي لفظ: "فإنه لا عِدلَ له"[9].

 

• والصوم يُدخل الجنة من باب الريان؛ لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد"[10].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبدالله هذا خيرٌ، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة. قال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دٌعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم وأرجو أن تكون منهم"[11].

 

• والصيام كفَّارة للذنوب، فعن حذيفة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فتنة الرجل في أهله، وماله، وجاره تٌكِّفرها: الصلاة، والصيام والصدقة"[12].

 

• والصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فعن عبدالله بن عمرو يرفعه: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه" قال: "فيشفعان"[13].

 

• ويُوفَّى الصائمون أجرهم بغير حساب.

 

• والصوم سبب للسعادة في الدنيا والآخرة؛ فإن الصائم له فرحتان.

 

• وخَلوف فَمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وقد دلَّ على هذه المسائل الثلاث حديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: "كل عمل ابن آدم يضاعف له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته، وطعامه [وشرابه] من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"[14].

 

• والصائم دعوته لا تُرد؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة لا تردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم"[15].

 

• وتفطير الصائمين فيه الأجر العظيم؛ لحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا"[16].

 

وغير ذلك من فضائل الصيام التي لا تعد ولا تُحصى.

 

أما خصائص شهر رمضان المبارك فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، وتُفتَّح فيه أبواب الجنة، وأبواب السماء، وأبواب الرحمة، وتُغلق فيه أبواب النار، وتُصفَّد فيه الشياطين ومَرَدة الجن، وينادى فيه يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار في كل ليلة، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم الخير كله، وهو من المحرومين، وتجاب فيه الدعوات، وهو شهر الذكر والدعاء، وشهر الصبر، وتُغفر فيه جميع الذنوب،وتُرفع به الدرجات في الجنة، وتُكفَّر به السيئات، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، وهو الشهر الذي يُدارِس فيه جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، وهو الشهر الذي يكون فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة، فاجتهد يا عبدالله لهذا الخير العظيم، فلعله لا يكون لك شهر غيره بانتقالك إلى الدار الآخرة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[17]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المؤمنين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فيا عباد الله إن الصوم له فضائل عظيمة وفوائد كثيرة لا تُحصر في مثل هذا المقام، ومن فوائده وثمراته: أن يتبيَّن من كان عابدًا لمولاه ومن كان مُتَّبِعًا لهواه، والصيام عبادة لله عز وجل يتقرّب بها العبدُ إلى الله فيظهر بذلك صدق إيمانه وتقواه؛ ولذلك كان كثيرٌ من المؤمنين لو ضُرب أو حُبس على أن يُفطِر يومًا من رمضان بدون عذر شرعي لم يفطر، وهذه الحكمة من أبلغ حِكَمِ الصيام، والصيام سبب للتقوى؛ فإن الصائم مأمور بفعل الطاعات، واجتناب المعاصي كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"[18]، ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "...وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث [أي لا يعمل الفحش من الكلام وغيره] ولا يصخب". وفي لفظ: "ولا يجهل [أي لا يفعل شيئًا من أفعال أهل الجهل: كالصياح والسَّفه] فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، إني امرؤ صائم..." [19].

 

والصوم يجعل القلب يتخلَّى للذِّكر والفكر؛ لأن تناول الشهوات يوجب الغفلة، ورُبَّما يُقسِّي القلب ويُعمي عن الحق، والصوم به يعرِفُ الغنيُّ قَدْرَ نِعَمِ الله عليه وقد حُرِمَها كثيرٌ من الخلق، والصوم سبب في التمرُّن على ضبط النفس والسيطرة عليها، والصوم يَكْسِرُ النفس ويحدُّ من كبريائها، ويُضيِّق مجاري الدم بسبب الجوع والعطش فتضيق مجاري الشيطان؛ لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، ومن ذلك ما يترتب على الصيام من الفوائد الصِّحيَّة التي تحصل بسبب تقليل الطعام وإراحة جهاز الهضم.

 

والصوم ركن من أركان الإسلام لا يتم إسلام العبد إلا به، وله أركان، وشروط، ومفسدات، وآداب لا بد للمسلم العمل بها:

فأركانه: الإمساك عن جميع المفطِّرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، والنية من الليل: "من لم يُبيِّت الصيام قبل الفجر فلا صيام له"[20]. والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعة.

 

وأما شروط وجوب الصيام فستة: يجب الصيام على كل مسلم، عاقل، بالغ، قادر، مقيم، سالم من الموانع: وهي الحيض والنفاس للنساء، ولكن ينبغي أن يُؤمر الصبيان بالصيام ويُشَجَّعوا عليه؛ لفعل الصحابة رضي الله عنهم؛ حتى يعتاد الصبي ذلك ويتدرب عليه.

 

أما مفسدات الصوم التي يفطر بفعلها الصائم فسبعة: الجماع في نهار رمضان، وإخراج المني باختياره، والأكل والشرب متعمدًا، وما يقوم مقام الأكل والشرب كالإبر المغذية، وإخراج الدم بالحجامة، والتقيؤ عمدًا بإخراج ما في المعدة عن طريق الفم، وخروج دم الحيض والنفاس، وقد جاء العقاب الأليم لمن أفطر يومًا متعمدًا بغير عذر، ففي حديث أبي أمامة رضي الله عنه يرفعه: "...قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: عُواء أهل النار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعارقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دمًا، قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم"[21].

 

ويباح الفطر في رمضان لخمسة: المريض، والمسافر، والعاجز عن الصيام: كالشيخ الهرم أو العجوز الهرمة، ومن احتاج إلى إنقاذ معصوم إذا لم يُمكن إنقاذه إلا بالإفطار، والحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما الضرر، وكل هؤلاء يقضون الصيام إلا العاجز بمرض لا يرجى برؤه أو الهرم فيطعمان عن كل يوم مسكينًا ولا قضاء عليهما؛ لعجزهما، والصيام له آداب مستحبة، منها: أكلة السحور والأفضل تأخيره إلى قبيل طلوع الفجر، وتعجيل الإفطار بعد غروب الشمس، والإفطار على رُطبات، أو تمرات، أو حسواتٍ من ماء، ومن الآداب: كثرة القراءة، والدعاء والذكر، وأنواع البر، وأعظم الذكر قراءة القرآن بالتدبر، والإكثار من تلاوته، فإن من أحب الله أكثر من تلاوة كتابه، ومن طهر قلبه لم يشبع من قراءة كلام الله تعالى، ومن أحب القرآن فهو يحبه سبحانه. واستحضار الصائم نعمة الله عليه، وأن الله وفَّقه لهذا الصيام وقد حُرِمَهُ كثيرٌ من الناس. وهناك أخطاء يقع فيها كثير من الناس في رمضان، منها: عدم الفقه لأحكام الصيام، والكثير من الناس يسهرون الليل على غير طاعة الله تعالى، وترك صلاة التراويح والتكاسل عنها، أو الانصراف قبل إكمالها مع الإمام؛ فإن من لازم الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة، وقد شرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة التراويح بقوله، وفعله، وهي تُصلَّى إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا هو الأفضل، فإن صلى أكثر من ذلك فلا حرج؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى"[22]. فلو صلى عشرين ركعة وأوتر بثلاث فلا حرج، أو صلى ستًّا وثلاثين وأوتر بثلاث فلا حرج، أو صلى إحدى وأربعين فلا بأس، ولكن الأفضل ثلاث عشرة ركعة أو إحدى عشرة ركعة[23].

 

ومن الأخطاء الإسراف والتبذير في الطعام والشراب واللباس، قال الله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [24]. وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [25].

 

عباد الله:

اتَّقوا الله واجْتهدوا، وأحسنوا النية، فكم من أُناسٍ صاموا معكم رمضان الماضي وهم الآن من أصحاب القبور، وكم من أناس لا يكملون رمضان يهجم عليهم الأجل قبل إتمامه.

 

هذا وصلوا على خير الخلق نبينا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، ورضي الله عن أصحابه: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المخلصين، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وهيئ لهم البطانة الصالحة برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم تقبَّل صيامنا وقيامنا، واغفر لنا ذنوبنا يا غفور يا رحيم، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، واغفر لأمواتنا وأموات المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

 

عباد الله:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾[26]. فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون



[1] سورة النساء، الآية: 1.

[2] سورة الأنعام، الآية: 53.

[3] سورة النحل، الآية: 18.

[4] سورة لقمان، الآية: 34.

[5] سورة البقرة، الآية: 183.

[6] أحمد (3/241 و296، 4/22)، وانظر: صحيح الجامع 3876.

[7] البخاري (2840)، ومسلم (1153).

[8] البخاري، (5065، 5066)، ومسلم برقم (1400).

[9] النسائي برقم (2222 – 2225) وصححه الألباني في صحيح النسائي (2/476).

[10] البخاري برقم (1896)، ومسلم برقم 1152.

[11] البخاري برقم (1897).

[12] البخاري برقم 144) وغيره.

[13] أحمد (2/174)، والحاكم (1/554).

[14] البخاري بنحوه برقم (1894)، ومسلم بلفظه برقم (1151).

[15] ابن ماجه برقم (1752)، والترمذي برقم (3598)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/86)، وأما حديث "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد" فرواه ابن ماجه برقم (1753) وضعفه الألباني في الإرواء برقم (921) فيراجع الحديث.

[16] الترمذي برقم (807)، وابن ماجه برقم (1746) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1/424).

[17] سورة البقرة، الآية: 183.

[18] البخاري برقم (6057)، وأبو داود بلفظ برقم (2362).

[19] البخاري برقم (1894 و1904).

[20] أحمد (6/287)، وأبو داود برقم (2454) وغيرهما من الخمسة وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/82).

[21] ابن خزيمة والحاكم (1/430)، و(2/209)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/588).

[22] البخاري برقم (990)، ومسلم برقم (749).

[23] المغني لابن قدامة (2/604)، وفتاوى ابن تيمية (23/112)، وسبل السلام للصنعاني (3/20).

[24] سورة الأعراف، الآية: 31.

[25] سورة الإسراء، الآيتان: 26، 27.

[26] سورة النحل، الآية: 90.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضائل الصيام وأسراره، وخصائص رمضان
  • فضائل الصيام (1)
  • فضائل الصيام (2)
  • فضائل الصيام .. الصيام فدية لبعض الأعمال أو بدل منها أو كفارة لها
  • فضائل الصيام .. الصيام جنة من النار
  • فضائل الصيام
  • شفاعة الصيام يوم القيامة

مختارات من الشبكة

  • فضائل الصيام .. الصيام سبيل تحصيل التقوى(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضائل الصيام .. الصيام رفعة في الدرجات(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة المسجد النبوي 8/9/1433 هـ - فضائل وفوائد الصيام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في فضائل التوحيد وفوائده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل الذكر وفوائده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضائل الصيام .. للصائم فرحتان(مقالة - ملفات خاصة)
  • تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام، وما يتعلق بهما من أحكام(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام(مقالة - ملفات خاصة)
  • رسالة رمضان: فضائل – خصائص – أحكام – فوائد - آداب – فتاوى - توجيهات (WORD)(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • الزواج: فضائل وفوائد وأحكام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- بارك الله فيكم
اليمان سين - senegal 04-07-2014 12:11 PM

الصيام فرصة العمر كي يتجدد المرئ روحيا و جسديا و ماديا و اجتماعيا .
فكثيرا ما نرى شركات تخفض أسعار منتجاتها لتفريغ خزائنها من موديلات قديمة تستبدلها بما استجدت . و الجديد يباع بثمن غال جدا .....!
فالمسلم الذي أدركه رمضان يتوفر له بالصوم فرصة محو ما سبق أن وقع فيها من الخطايا فيتزكا نفسا و روحا ، يعيش مطمئنا كبير الأمل في رضا الرحمن . يستعيد بصومه صحته الجسدية ، و توازنا في أنزيماته إذا ما لم يفرط في الأكلات تزداد مدخراته .و تقوم صدقاته وإفطارات الصائم التي قام بها و غيرها من الهبات والقربات بتوسعة دائرة أحبابه ومعارفه الذين يكنون له الخير و يدعون له .
بارك الله فيكم ! وتقبل صيام جميع المسلمين أينما كانوا .
و السلام عليكم ورحمة الله .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب