• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآية 87 )

تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات 85 : 86 ) [3]
الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/7/2013 ميلادي - 17/9/1434 هجري

الزيارات: 14134

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير القرآن الحكيم

سورة الحجر (الآية 87)


بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87].

 

﴿ الْمَثَانِي ﴾ قال الراغب الأصفهانِيُّ في "المفردات" "الثِّنَى" ما يُعاد مرَّتين، قال - عليه الصَّلاة والسَّلام -: ((لا ثِنَى في الصدقة))[1]؛ أيْ: لا تؤخذ الصَّدقةُ في السَّنَة مرَّتَيْن، وقال الشاعر - وهو كعب بن زهير - وكانت امرأته لامَتْه في بَكْرٍ نَحَره:

أَفِي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْنِي مَلامَةً
لَعَمْرِي لَقَدْ كَانَتْ مَلامَتُها ثِنَى[2]

 

أَيْ: ليس بِأَوَّل لومِها، فقد فعلَتْه قبل هذا، وهذا ثِنًى بعده، وامرأة ثِنْيٌ: ولدَتْ اثنين وولدُها يقال له: ثِنْيُها، وحلف يمينًا فيها ثُنْيَا وثَنْوَى وثَنِيَّة ومَثْنَوِيَّة: إذا استثْنَى منها، ويُقال لِلاَوي الشَّيء: قد ثناه، والثَّنِيُّ من الشَّاء: ما دخل في السَّنة الثانية، ومن الإبل: ما سقطَتْ ثَنِيَّتُه، وثنَيْت الشيء: عقَدْته بثنايين - غير مهموز - والثَّنيَّة من الجبل: ما يحتاج في قَطْعه إلى صعود وصدور، فكأنه يثني السَّير، والثنيَّة من السن: تشبيهًا لَها بالثنيَّة من الجبل في الهيئة والصَّلابة، والثناء: ما يُذْكَر من المَحامد، فيثنى حالاً فحالاً، وسُمِّيَت سور القرآن مثانِيَ في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ﴾ [الحجر: 87]؛ لأنها تُثَنَّى على مرور الأوقات وتُكرَّر، فلا تَدْرُس ولا تنقطع دروسَ سائر الأشياء التي تضمحلُّ وتبطل على مرور الأيام، وعلى ذلك قوله: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾ [الزمر: 23] ويصحُّ أنَّه قيل للقرآن: مثاني؛ لما يثنَّى ويتجدَّد حالاً فحالاً من فوائدِه وعجائبه، ولا يَخْلَق على كثْرة الردِّ، ويصح أن يكون ذلك من الثَّناء؛ تنبيهًا على أنه أبدًا يظهر منه ما يَدْعو إلى الثَّناء عليه، وعلى مَن يتلوه ويعلمه ويعمل به، وعلى هذا الوجه وصَفَه الله بالكرم في قوله: ﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴾ [الواقعة: 77]، وبالمَجيد في قوله: ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ﴾ [البروج: 21]؛ اهـ.

 

وقال في "لسان العرب": "المثاني من القرآن ما ثُنِّي مرَّة بعد مرة، وقيل: فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، قيل لها: "مثانٍ"؛ لأنَّها يثنَّى بها في كلِّ ركعة من ركعات الصلاة، وتُعاد في كلِّ ركعة، قال أبو الهيثم: سُمِّيَت آيات الحمد مثانِيَ، واحدتها مَثْناة، وهي سبع آيات، وقال ثعلب: لأنَّها تُثَنَّى مع كلِّ سورة، قال الشاعر:

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي
وَكُلَّ خَيْرٍ صَالِحٍ أَعْطَانِي
رَبِّ مَثَانِي الآيِ وَالقُرْآنِ

 

وورد في الحديث - في ذِكْر الفاتحة -: ((هي السبع المثاني))، وقيل: المثاني سور، أوَّلُها البقرة، وآخرها براءة، وقيل: ما كان دون المِئِين، قال ابن برِّي: كأنَّ المئين جُعِلَت مبادِئَ، والتي تليها مثاني، وقيل: هي القرآن كلُّه، ويدل على ذلك قولُ حسَّان بن ثابت:

فَمَنْ لِلْقَوَافِي بَعْد حَسَّانَ وَابْنِهِ
وَمَنْ لِلْمَثَانِي بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ

 

قال: ويَجوز أن يكون - والله أعلم - من المثاني: مِمَّا أُثْنِي به على الله - تبارك وتقدَّس - لأنَّ فيها حَمْدَ الله وتوحيدَه، وذِكْرَ ملْكِه يومَ الدِّين؛ المعنى: ولقد آتيناك سبْعَ آيات من جملة الآيات التي يُثْنَى بها على الله - عزَّ وجلَّ - وآتيناك القرآن العظيم، وقال الفرَّاء في قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾ أيْ: مُكَرَّرًا، كرَّر فيه الثواب والعقاب، وقال أبو عبيدة: المثاني من كتاب الله ثلاثة أشياء: سَمَّى الله - عزَّ وجلَّ - القرآن كلَّه مثانِيَ في قوله: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾ [الزمر: 23]، وسَمَّى فاتحة الكتاب مثاني في قوله: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ﴾ [الحجر: 87]، وسمَّى القرآن مثاني؛ لأنَّ الأنباء والقصص ثُنِّيت فيه، ويُسمَّى جميع القرآن مثانِيَ أيضًا؛ لاقتران آية الرَّحمة بآية العذاب.

 

قال الأَزهريُّ: قرأْتُ بخط شمرٍ قال: روى محمد بن طلحة بن مُصَرِّف عن أَصحاب عبدالله: أَنَّ المثاني ستٌّ وعشرون سورة، وهي سورة الحجِّ والقصص والنَّمل والنُّور والأَنفال ومريم والعنكبوت والرُّوم ويس والفرقان والحِجْر والرَّعد وسبأ والملائكة وإِبراهيم وص ومحمد ولقمان والغُرَف "الزمر" والمؤمن والزُّخرف والسَّجدة والأَحقاف والجاثِيَة والدُّخان، فهذه هي المثاني عند أَصحاب عبدالله، وهكذا وجدْتُها في النُّسَخ التي نقَلْت منها خمسًا وعشرين، والظاهر أَن السادسة والعشرين هي سورة الفاتحة، فإِمَّا أَنْ أَسقطها النُّسَّاخ، وإِمَّا أَن يكون غَنِيَ عن ذِكْرِها بما قدَّمه من ذلك، وإِما أَن يكون غير ذلك.

 

وقال أَبو الهيثم: المَثاني من سور القرآن: كلُّ سورة دون الطُّوَلِ ودون المِئِين، وفوق المُفَصَّلِ، رُوِيَ ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم عن ابن مسعودٍ وعثمان وابنِ عباس، قال: والمفصَّل يلي المثاني، والمثاني ما دُونَ المِئِين، وإِنَّما قيل لِمَا ولِيَ المِئِينَ من السُّوَر: مثانٍ؛ لأَن المئين كأَنَّها مَبادٍ، وهذه مثانٍ"؛ اهـ.

 

وقد روى البخاريُّ في تفسير سورة الفاتحة وفي سورة الأنفال والحجر عن أبي سعيد بن المعلَّى قال: كنت أُصَلِّي في المسجد، فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم أُجِبه، فقلتُ: يا رسول، إنِّي كنت أصلي، فقال: ((ألَم يقل الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]))، ثم قال: ((لأعلِّمنَّك سورةً هي أعظم السُّوَر في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد))، ثم أخذ بيدي، فلمَّا أراد أن يخرج قلتُ له: ألم تقل: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: ((﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته))[3].

 

قال الحافظ في "الفتح": (ج 8، ص 112): "وفي رواية مُعاذ في تفسير سورة الأنفال: ((هي الحمد لله رب العالمين، السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه))، وفي حديث أبي هريرة: فقال: ((إنَّها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته))، وفي هذا تصريحٌ بأنَّ المراد بقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ﴾ هي الفاتحة، وقد روى النَّسائيُّ بإسنادٍ صحيح عن ابن عبَّاس "السبع المثاني: هي السبع الطُّوَل"؛ أيِ: السُّوَر من أول البقرة إلى آخر الأعراف، ثم براءة، وقيل: يونس، وعلى الأول: فالمراد بالسَّبع: الآي؛ لأنَّ الفاتحة سبع آيات، وهو قول سعيد بن جُبَير، واختُلِف في سبب تسميتها المثاني، فقيل: لأنَّها تثنى في كلِّ ركعة؛ أي: تُعاد، وقيل: لأنَّها يُثْنَى بها على الله، وقيل: لأنَّها استُثْنِيَت لهذه الأُمَّة، لم تَنْزِل على مَن قبْلَها"[4]؛ اهـ.

 

وروى ابن جرير - بعد أن ذكَر الرِّوايات عمَّن قال: إنَّ السبع المثاني هي الفاتحة - عن زياد بن أبي مريم في قوله: ﴿ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ﴾ قال: أعطيْتُك سبعةَ أجزاء: مُرْ، وانْهَ، وبَشِّر، وأَنذِر، واضْرِب الأمثال، واعْدُد النعم؛ وآتيناك القرآن العظيم.

 

ثم روى عن أبي مالكٍ أنَّ القرآن كلَّه مثانٍ، وعن طاوسٍ: القرآن كله يُثَنَّى، وعن ابن عباس قال: "المثاني: ما يثنَّى من القرآن، ألَم تسمع لقول الله - تعالى ذِكْرُه -: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾ [الزمر: 23]؟ وعن الضحَّاك قال: المثاني: القرآن كلُّه، يَذْكُر الله القصة الواحدة مرارًا، وهو قوله: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾.

 

ثم رجَّح ابنُ جريرٍ القولَ بأنَّها فاتحة الكتاب؛ لِما رُوي من الحديث عن النبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وذكر روايات الحديث: عن أبي هريرة "أن النبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال لأُبَيِّ بن كعب: ((ألا أعلِّمُك سورةً ما أُنْزِل في التَّوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مِثْلُها...)) - الحديث[5]، ثم ذكر حديث أبي سعيد بن المعلَّى - ثم قال ابن جرير: فإذا كان الصَّحيح من التأويل في ذلك ما قُلْنا؛ للذي استشهدنا به، فالواجب أن تكون "المثاني" مرادًا بِها القرآنَ كلَّه، وإذا كان ذلك كذلك، كانت "المثاني" جَمع مثْناة، وتكون آيُ القرآن موصوفة بذلك؛ لأنَّ بعضها يَثْنِي بعضًا، وبعضها يتلو بعضًا بفصول تفصيلها، فيعرف انقضاء الآية وابتداء التي تَلِيها، كما وصفها به الله تعالى، فقال: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾؛ اهـ.

 

وقال البغويُّ: وعلى القول بأنَّ القرآن كلَّه مثانٍ: الْمراد بالسبع: سبعة أسباع القرآن، فيكون تقديرُه على هذا: وهي القرآن العظيم، وقيل: الواو مُقْمَحة، مجازه: ولقد آتيناك سبعًا من المثاني القرآنَ العظيم؛ اهـ.

 

وقال الحافظ ابن كثير - بعد أن ذكَر حديث أبي سعيد بن المعلَّى -: "فهذا نَصٌّ في أنَّ الفاتحة السبع المثاني والقرآن العظيم، ولكن لا يُنافي وصْفَ غيرها من السَّبع الطُّوَل بذلك؛ لِما فيها من هذه الصِّفة، كما لا يُنافي وصف القرآن بكماله بذلك أيضًا، كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾، وهو القرآن العظيم أيضًا، كما أنه -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا سُئِل عن المسجد الذي أُسِّس على التقوى: أشار إلى مسجده، والآية نزلَتْ في مسجد قباء، فلا تنافِيَ، فإنَّ ذكر الشيء لا ينفي ذِكْرَ ما عداه إذا اشتَركا في الصِّفة، والله أعلم"؛ اهـ.

 

أقول - وبالله استعين -: فإذا تدبَّرْنا كلام اللُّغويِّين، وعرفنا منه اشتقاق كلمة "الْمثاني" وأنَّها من ثَنْي طرَفَيِ الشَّيء وتكرير الشيء، ومن الثناء بالذِّكر الجميل، وجَمعنا كلام المفسِّرين وتدبَّرنا الآية حق التدبُّر، وجمعنا إليها آيةَ سورة الزمر في وصْف القرآن كلِّه، كما قال ابن عبَّاس وطاوس وأبو كامل وزياد بن أبي مريم وغيرهم، ورجَعْنا إلى سورة الحجر واستعرَضْنا فيها ما امْتَنَّ اللهُ على أنبيائه الذين ذكروا فيها، وما أيَّدَهم به من المعجزات، وما نصرَهم به على أعدائهم الكافرين فيها، وما أيَّدَهم به من المعجزات، وما نصرهم به على أعدائهم الكافرين المُجرمين، عرَفْنا من ذلك كلِّه أنَّ معنى الآية - والله أعلم - أنَّ الله - تعالى ذِكْرُه - يقول لعبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-: إنِّي كما أيَّدْتُ رسلي مِن قبلك بالآيات، ونصرتُهم على عدوِّهم بأسباب الهلاك - مؤيِّدُك وناصرك، ومُعطيك من الآيات وأسباب الْهلاك والخزي والمَحْق لأعدائك ما هو أقوى وأثبت، وأبقى على الزَّمن مِمَّا أعطيت رسلي السابقين، فآية إبراهيم: جعْلُ النَّار بردًا وسلامًا، وآية لوطٍ: تنكيس قرية قومه، وجَعْل عاليها سافِلَها، وإرسال الحجارة من سجِّيل عليهم، وآية صالح: إخراج النَّاقة، والصيحة التي أُرسلت على قومه، فأصبحوا في ديارهم جاثِمين، كلُّ ذلك قد ذهب وانقضى بعد وقوعه وقيام الحجَّة للمُرْسَلين على أعدائهم به، وبعد تمام التأييد والنَّصر للمرسلين على الكافرين.

 

لكن ما أُعطيكَ وما أُؤيِّدُكَ وأنصرك به سيبقى على وجْه الدهر حجَّةً لك ولِمَن اتَّبعك على هدًى وبصيرة، وسببًا قويًّا لِمَحق وإهلاك مَن لم يؤمن بك ولم يتَّبعْك إلى آخر الدَّهر، وهو هذا القرآن العظيم الذي يدعو بِما فيه من أحسن الحديث والحُجَجِ القوية القاهرة، والنُّذُر والوعيد الذي لا يتخلَّف من القاهر فوق عباده، وبِما فيه من الهدى والرحمة، والشِّفاء لما في الصُّدور من كلِّ أمراضها من الأهواء والشُّكوك والشهوات، وبِما فيه من الهداية إلى الصِّراط السويِّ والطريق المستقيم الذي يَكْفل لِمَن استقام عليه من بني آدم أسودِهم وأبيضِهم، في كلِّ زمنٍ وبلد، وبأيِّ صفة ومن أيِّ طبقة - إذا هو استقام عليه صادقًا مُخلصًا - أطيبَ عيش، وأهنَأَ حياةٍ في الفرد والأسرة، والحكومة والإدارة، في كلِّ شؤونهم الدُّنيوية، فيكونون في أمْنٍ شامل وعزَّة ومنَعة، وهدوءِ بالٍ واطمئنان على الأنفس والأموال، وأخوَّة شفيقة، متعاونة على كلِّ بِرٍّ وتقوى، كل ذلك وأكثر منه في هذا الكتاب الذي أنزله عليك ربُّك متشابِهًا: يشبه بعضه بعضًا في كلِّ هذه المعاني، كل سورة، وكل آية منْه: هي شبيهة بالأخرى في هذا المعْنَى والمقصد، ولا تقلُّ عنها ولا تنقص، في أسلوب عذْب، وكلام كله حلاوة وحُسْن، يدعو تالِيَه حقَّ تلاوته إلى أن يثنيه ويعود إليه، فلا يفرغ منه إلاَّ وقد دعاه ما وجد من القوَّة الجديدة في إيمانه وآياته ونِعَمِه التي تسلَّح بِها من معاني هذا الكتاب، وما أعطاه ربُّه من النَّصر المؤزَّر على عدوِّه من نفسه الأمَّارة وهواه، وعدوِّه الخارج من شياطين الجن والإنس، وما استفاده من الهدى متعة القلب ونعيمه بِحَلاوة القرآن وعذوبة لفْظِه، والآداب والأخلاق، والصَّلاح والاستقامة وطِيب العيش، واطمِئْنان النَّفْس وسُمُوِّ الرُّوح، وعلُوِّ المكانة، وكرامة الإنسانيَّة، وطهارة القلب، وقوَّة الشخصية وعزَّتِها، وجد في ذلك وغيره: ما دعاه إلى أن يعود إلى ورود منْهَلِه العذب مرارًا وتَكْرارًا، لا يشبع منه ولا يسأمه، ولا يَجِد في غيره أيَّ غناءٍ عنه، ما دام في هذه الحياة.

 

وهو بذلك سيجد أنَّه نال بتلاوته الصِّفات الكريمة؛ من شجاعة وثبات في القلب، وصدْقِ عزيمة، وقوةِ صَبْر، ونور بصيرة، وشديد الوثوق بربِّه، وعظيم توكُّلِه عليه وحده، يخرج بِها إلى مضمار الحياة، واثِقًا من نصر الله وتأييده له، وإعطائه النَّجاح والفلاح في كلِّ شأنه، وكل هذا وغيره من المَحامد وأسباب الثَّناء وجميل الذِّكر في الدُّنيا والآخرة؛ إذْ عرف به ربَّه وسُنَنَه وآياتِه، ونعَمَه التي يواليها عليه ليُربِّيَه بِها، ويعلي قدْرَه، ويرفع ذِكْرَه، فهو دائم الثَّناء على ربِّه، وهو مؤمن بأنَّ خلع المحامد والثناء والذِّكر الجميل في الملأ الأعلى تتجدَّد عليه من ربِّه بتلاوة هذا القرآن العظيم حقَّ تلاوته، وبتدبُّره وفهمه والاهتداء بِهُداه، ووضعه دائمًا على أدواء قلبه، فينال به الشِّفاء والعافية، وهو شاعر ومحسٌّ كلَّ الإحساس بهذه الخِلَع تُخلع عليه من ربِّه، ما دام مواظبًا على هذه التِّلاوة - بما يهَبُه ربُّه من زيادة الْهُدى والإيمان والحكمة والرشد، والرُّسوخ في العلم بالله وأسمائه وصفاته، وآياته وسننه، وكتبه ورسله، وزيادة العلم والمعرفة بعبوديته وفَقْرِه وحاجته، والمعرفة لربوبيَّة ربِّه، ومتتالي النعم التي يربِّيه بها، وكلَّما ازداد علمًا بذلك، وهُدًى لذلك، ازداد شغفًا وشوقًا إلى العود إلى تلاوته، وتدبُّره وفقهه وفهمه، وتطبيقه على نفسه وعلى مجتمعه جهدَ طاقته، وقدْرَ استطاعته، فيزداد تعلُّقًا بربِّه وإقبالاً عليه، ويحس من قلبه بِمَعيَّة ربِّه له حين يتلو كلامه، وحين يجد أبواب الخير مفتَّحة أمامه، وسبل الهدى والرَّشاد ممهَّدة بين يديه من فضل ربه عليه.

 

وهذا - وربِّي - هو "القرآن العظيم"؛ العظيم في حلاوة أسلوبه، وعُذوبة منطقِه، وقوَّة تناسق آياته وكلماته، بل وحروفه، العظيمُ في مقاصده ومعانيه، وما يدعو بِها ربُّنا المؤمن به إلى أعلى درجات الكمال الإنساني في الدُّنيا والآخرة، العظيم في تشخيصه لأمراض النَّفس وعللها بِمنتهى الدقَّة والتحديد، فإنه تشخيص الربِّ الذي خلقها وصَوَّرها وسوَّاها، وهو اللطيف الخبير، العظيم في وصْفِ دوائها ومقاديره وأوقاته الصالحة لاستئصال كلِّ الأدواء والعِلَل، وإعادة النفس إلى أصل الفطرة زكيَّة طاهرة نقيَّة صافية، صالحة لِتَنَزُّل نِعَم الله وآياته عليها وفيها، فتَقْبلها أحسن قبول، وتقدِّرها أعظم تقدير، وتشكرها حقَّ شكرها، فتكون من المُحسنين المفلحين.

 

العظيم في رسمه خططَ الحياة الرشيدة لكلِّ فرد، ولكلِّ أسرة، ولكل مُجتمع، والوصية الصادقة، والحصن القوي، الذي تتجلَّى فيه الرحمة بأْجَلى معانيها على الحرص على تَحرِّي هذا المنهج القويم، والاستقامة على هذه الخُطَط الحكيمة الرشيدة، العظيم في سَوْقه العِبَرَ قويَّة واضحة بتصويره أوضح صورة وأدقَّها وأجلاها للسَّابقين من الأُمَم مؤمنِهم وكافرهم، وما كان لكلِّ منهم من الجزاء العادل، بِما تقتضيه سنن الربِّ العالِم العادل العزيز الحكيم، تلك السُّنن لا تتبدَّل ولا تتحول، العظيم في دقَّة تطبيق هذه الصُّوَر على الحاضرين الذين لا يزالون يعيشون في هذه الحياة، ويتلون ويسمعون هذه المثاني والقرآن العظيم، العظيم في تشريعه الشَّرائع المصلحة لكلِّ نَفْس بِما يناسبها ويقطع دابر الشرِّ والفساد، ويغذِّيها لدينها ودنياها وآخرتها، العظيم في أحكامه وما أقام لها من حدودٍ، وأحاطها من أسوار قويَّة، لا يخترقها ويتعدَّاها إلاَّ كل فاجر كفار.

 

العظيم في نقل صورة الآخرة بِمَواقفها وحسابها وجزائها الأوفَى، القائم على العدل المُطْلق والحكمة البالغة، الذي يُجزى فيه كلُّ نفس بما كسبت، ويوزن فيه ما كسبت كلُّ نفس بأدقِّ ميزان، حتَّى لا تظلم مثقال ذرَّة، ويُجزى به كلُّ عامل على عمله: ﴿ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 101]، فترى الجنَّة في القرآن العظيم بألوان نعيمها المختلفة، حتَّى كأنك فيها ترى أنْهارها وقصورها وأرائكها، وطعامها وشرابها، وأوانيها وولدانَها، وتسمع عذْبَ حديث المؤمنين على سررهم متقابلين، جعلنا الله منهم.

 

وكذلك النَّار بزفيرها وشهيقها وتَميُّزها، وسلاسلها وأغلالها، وتصايح أهلها بالويل والثُّبور والتلاوم والتَّخاصم فيها، كأنك تَمْشي فيها تجسُّ لَهيبها، ويصكُّ مسامِعَك صليلُ سلاسلها وأغلالها وتخاصُم أهلها، حتى لتكاد تكشف عن ساقَيْكَ وتُحاول الفرار منها، أسأل الله أن يعيذني وإيَّاك منها.

 

العظيم في قوَّة انتزاعه لجراثيم البَغْي والفساد، واقتلاعه لجذور الوثنيَّة والكفر والفسوق والعصيان، واجتثاث جذورها من القلوب المُقْبِلة بصدق على تدبُّره وفقهه والانتفاع به، العظيم في غرس شجرة العقيدة الصحيحة، والإيمان الصادق بالله وكتبه ورسلِه واليوم الآخر، والأعمال الصالحة، والأخلاق الكريمة، وتنْمِيتها وتعهُّدِها بالسقي والتربية، حتَّى تكون أبدًا نامية مُثْمِرة تؤتِي أكُلَها الطَّيِّب كلَّ حين بإذن ربها.

 

ولو ذهب من هو أفصح وأقوى بيانًا ألف مرَّة يعدِّد عظمة القرآن العظيم ما استطاع ذلك، ولا قدر عليه؛ فقد حاول مَن حاول ذلك من أئمَّة العلماء - رحمهم الله وأثابَهم ما هم له أهل - فارتَدُّوا عاجزين، مُعْلِنين بِعَجزِهم لكلِّ مؤمنٍ بالقرآن العظيم المتجدِّد ذِكْرُه وهُداه، وإحياؤه للقلوب الميتة: بأنَّ القرآن العظيم أبدًا مُعْجِز، لكنك تستطيع أن تعرف وتنتفع من عظمة القرآن بقدر ما تُقْبِل عليه بقلبٍ يوقن كلَّ اليقين أنَّه مريض بألوان أمراض الجهل والسَّفَه والكفر والفُسوق والعصيان مِمَّا ورث من الآباء والشُّيوخ، والقرناء والمال، والبنين والنِّساء، وما تضطرب به الحياة من فِتَن، وأنه مريض الأمراض التي لو بقيت فيه لأهلكَتْه أشقى هلاك في الدنيا والآخرة، وأنه لا يجد الشِّفاء والعافية، والقوَّة والحياة الطيبة الآمنة في عقيدته وعِلْمه، وعمَلِه لدنياه ودينه وآخرته، إلاَّ في الإقبال على مَنْهل القرآن العَذْب، ومورده الصافي، يقرؤه كأنَّه نزل الآن يخاطبه به ربُّه، ويوحيه إليه ربُّه، ويهديه به ربُّه، ويعالجه به ربُّه الحكيم الخبير ربُّ العالمين، الرحمن الرحيم.

 

فيتلوه بقلبه وروحه، ويوقظ كلَّ حاسَّة فيه عند تلاوته؛ لتستمع وتنصت إلى ربِّها يُداويها ويناديها إلى ما يُحبُّه لها، وما أوحى به إليها وأنزل لَها من موائد العافية والقوَّة والفلاَح، فتُقْبِل مُصْغية، خاشعة مُخْبِتة، فَرِحة مسرورة، فتعرف عظمة القرآن، وتعرف عظمة مُنَزِّل القرآن، وتعرف عظمة من نزَل بالقرآن، وعظمة خاتم المرسلين الذي أعطاه ربُّه السَّبعَ المثاني والقرآن العظيم، وخصَّه به، وفضَّله به على سائر مَن سبق من المرسلين، وتعرف سرَّ ما تعهَّد به ربُّنا في أول هذه السُّورة: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، وتفهم أن الله سبحانه قد أعطى نبيَّنا الكريم محمدًا -صلى الله عليه وسلم- هذه المعاني السبع المثاني، أو هذه الآيات السَّبع من سورة الفاتحة، التي هي مُجْملٌ قد فصَّله القرآن، وأُمٌّ تفرَّع منها القرآن، وتعرف عظمة ما وهبك ربُّك وما تفضَّل عليك بهداية القرآن، والسعادة بالعلم واليقين، والإيمان الصادق، والعقيدة الصالحة، والأعمال الحسنة، والاستقامة والعزَّة والكرامة مِمَّا جنَيْت من ثمار هذا القرآن العظيم.

 

ومن المناسب هنا كلَّ المناسبة: ما روى الترمذي - وقال: حسن غريب - عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إنَّها ستكون فتنة))، قلتُ: ما المَخْرج منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله؛ فيه نبَأُ مَن قبلكم، وخبَرُ ما بعدكم، وحُكْم ما بينكم، هو الفَصْل ليس بالهزل، مَن تركه مِن جبَّارٍ قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضلَّه الله، هو حبل الله المتين، وهو الذِّكر الحكيم، وهو الصِّراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتَبِس به الألْسِنَة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يَخْلَق عن كثرة الردِّ، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنتهِ الجن إذْ سمعَتْه حتى قالوا: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾ [الجن: 1 - 2]، من قال به صدَق، ومن عمل به أُجِر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم))[6].

 

أسأل الله أن يجعلني وإيَّاك مِمَّن عرفوا ذلك للقرآن، خصوصًا وقد أحاطَتْ بنا فِتَن هذا الزَّمان، وأن يجعله شفاءَ قلوبنا، وجلاء هَمِّنا، وذهاب حزننا، وأن يوفِّق المسلمين جميعًا لذلك؛ لِيَنالوا به العزَّة العظيمة، والقوة العظيمة، والنَّصر العظيم، كما نال ذلك سلَفُنا الصالحون - رضي الله عنهم - وصلَّى الله وسلم على عبد الله ورسوله محمَّد وعلى آله[7].

 

للحقِّ وحده

كتب الشيخ محمد سلطان المعصومي - المدرِّس بالمسجد الحرام - في مجلة الحج عدد "ربيع الأول والثاني" كلمة بعنوان: "زلَّة العَالِم زلة العَالَم"، نقَدَ فيها ما كتبه الأستاذ الشيخ محمد حامد الفقي - رئيس جماعة أنصار السنة المحمديَّة بِمِصر - في مجلة الْهَدْي النبوي التي تصدر عن هذه الجماعة (عدد جمادى الآخرة سنة 1368) في وصْفِه سجودَ الملائكة لآدم بأنه سجودٌ كونِيٌّ كسجود الشَّمس والقمر، والنبات والدوابِّ، وقوله بأنَّ ما قيل: إنَّهم عُقَلاء، قول بلا دليل؛ لأنَّ العقل لا يوصف به إلا الإنسان، فوَصْفهم بالعقل غير صواب... إلخ.

 

ويظهر أنَّ الشيخ المعصومي كتب كلمتَه هذه وهو ثائر الأعصاب، جيَّاشُ الغضب؛ حيث هاجم فيها الشيخ حامدًا مُهاجمة عنيفة حتَّى جعل قولَه "أبْعَد عن الحقِّ من أقوال الفلاسفة الْمُلحدين الذين لا يعرفون الملائكة، ولا يؤمنون بِهم، وإنَّما الملائكة عندهم ما يتصوَّره النبِيّ في نفسه من أشكال نورانيَّة، وهي لا تصعد ولا تَنْزِل ولا تدبِّر شيئًا ولا تتكلَّم"... إلخ ما نقله عن "إغاثة اللهفان" لابن القيِّم عن عقيدة الفلاسفة في الملائكة.

 

وإنا لنتساءل: هل ما كتبه الشيخ حامدٌ في هذا الموضوع يؤدِّي حقيقةً بالقارئِ - الذي يفهم ما كتب بلا مؤثِّر غير قَصْد الحق - إلى مثل ما فهم الشيخ المعصوميُّ فيه؟

 

هذا ما سنعالجه في هذه الكلمة، والله يشهد أنَّنا ما نَبْغِي غيْرَ تقرير ما نعتقد أنَّه الحق؛ انتصافًا للحقِّ وحده، لا دفاعًا عن الشيخ حامد، فهو بسعة علمِه وفهمه لدين الله قادرٌ على الدِّفاع عن نفسه لو أراد، فليس إذًا علاجُنا لِهذا الموضوع على نحوٍ بعينه من باب شهادةِ "مَن طبَّ لِمَن حبَّ" على رأي المثل العربي!

 

لَم يتعرَّض الشيخ المعصوميُّ لسجود الملائكة الذي ذهب الشيخ حامدٌ إلى أنَّه سجود فطري كوني، ولكن جعل هجير كلامِه في تجريد الملائكة من العقل.

 

وما قاله من أنَّ وصْفَهم بالعقل ليس عليه دليل فنَتْرك ما ترك الشيخ، ونَعْرِض لِما دافع عنه بهذه الحميَّة، أو على حدِّ تعبيره: "وحيث إنَّ هذا أمْرٌ مهم، والتَّساهُل فيه رُبَّما يصير سببًا لِطَعْن الأعداء في الدِّين، فأداءً لِما في ذمَّتي من بيان الحقِّ والنصيحة، جَمعْتُ رسالة في الموضوع"... إلخ ما علَّل به نشْرَ هذه الكلمة.

 

ونحن نقول: إنَّ كل ما ساقه الشيخ من أدلَّة قرآنيَّة أو أحاديث نبويَّة عن اتِّصاف الملائكة بالعقل إنَّما هي أدلَّة استنتاجيَّة، وبراهينُ قياسيَّة، لا تقع مباشرة على القضيَّة التي يريد إثباتها؛ ذلك أنَّه فَهِم مِمَّا كُلِّفوا به من أعمال مُختلفة ثابتة بالنصِّ الصَّريح من كتاب الله والقول الصحيح من حديث رسوله - من مارى فيها فقد كفَر - بأنَّ قيامهم بِهذه الأعمال يلزم منه أن تكون لهم قوَّة عاقلة ينفِّذونَها بعد تفكيرٍ وإِعمالِ رَوِيَّة، كما ينفِّذ الإنسانُ ما يَعْمله بواسطة هذه القوة العاقلة!

 

وقد فاتَه أنَّ البَوْن بعيد، والفرق شاسع، والجِهَة - كما يقول الْمَناطقة - مُنفكَّة، حتَّى وإن قرَّبَها بما عزاه لبعض العلماء من أنَّ الملائكة لهم عقول بلا شهوات، وأما بَنُو آدم فقد رُكِّبوا على العقل والشَّهوة... إلخ ما قالوا، وتوسَّعوا فيه.

 

ولا زلنا نقول - مع احترامنا لأولئك العلماء الأفاضل، والحقُّ والنصُّ في صَفِّنا - بأنَّ وصْف الملائكة بالعقل دعوى بغير دليل، وتقليدٌ صِرْف - بدون تبَصُّر - لِما قيل، والذي يحسم النِّزاع في هذه القضية - وكلِّ قضية من نوعها تتعلَّق بعالم الغيب - هو ما جاء فيها عن الله ورسوله.

 

فهل يتفضَّل الشيخ مشكورًا فيدُلَّنا على آية صريحة واحدة أو روايةٍ عن المعصوم -صلى الله عليه وسلم- تصف الملائكة بالعقل فيما تَصِفُهم به من خِلال الخَيْر التي فطرهم الله عليها، كما ننسبه للبشر، ونجعله مناطَ تكليفهم بشريعة ربِّهم، وتشريفهم بخطابه؟

 

ونحن إشفاقًا عليه مِن بَذْلِ أيِّ مجهود في هذا السبيل؛ نَخْتصر له الطريق، ونقول له: إنَّ القرآن والسُّنة لا تُسْعِفه نصوصُها في إثبات قضيَّتِه، ولكن يبدو لنا أنَّه أدرك ذلك، فأراد إثباتَها من طريق استعداءِ النَّاس على الشيخ حامدٍ وإثارتِهم ضدَّه بأسلوب عاطفيٍّ لا أثَر للتَّحقيق العلمي فيه، فتراه يُورِدُ النص الذي يترجم عن أعمال أولئك الخَلْق المكرَّمين، ثُمَّ يُثير بعده زوبعةً تَحُول بين القارئ غير الفَطِن، وبين تبَيُّنِه نقطةَ الضَّعف في استدلاله بِهذا النصِّ، رافعًا صوتَه بالشكوى غَيْرةً على الدِّين، وذِيَادًا عن حياضه، حتَّى يُخيّل لِمِثل ذلك القارئ أنَّ هذا النص ناطقٌ بإثبات العقل للملائكة بصفة قاطعة، لا يُماري فيها إلا الملحدون!

 

وذلك كقوله عند استشهاده بقوله تعالى: ﴿ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ ﴾ [فاطر: 1]... إلخ: "فهل يكون رسول الله غيْرَ عاقل؟ وهل يُعتمد على رسالة غير العاقل؟".

 

وكقوله عند ذكْر قوله تعالى: ﴿ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]: "فهل يكون غير العاقل مكلَّفًا وموصوفًا بتلك الأوصاف الجميلة..." إلخ.

 

وكقوله عقب إيراده حديث جبريل الذي علَّم النَّاسَ أمور دينهم: "فهل هذا المعلِّم غيْرُ عاقل، وإذا كان مبلِّغُ الوحي والقرآنِ غيْرَ عاقل، فهل يعتمد على تبليغه وخبَرِه؟ ألا يكون هذا الكلامُ مِعْولاً يهدم الإسلام؟" إلى آخر ما يصطنعه من إثارةٍ للعواطف عَقِبَ كلِّ شاهدٍ، ثُمَّ لا يراه مسعفًا إيَّاه بالدليل القاطع كي يغطِّيَ موقفه الضعيف كما قدَّمنا، ذلك الموقف الذي لا يَخْفى على كلِّ مَن أوتي أثارةً من تفكير حُرٍّ، وبصيرة نيِّرة.

 

ونقول للشيخ: إنَّ العقل في أصْل معناه اللُّغوي هو الرَّبط، فعقل الدابة رَبْطُها؛ لئلاَّ تنفلت من مكانها فتَضِلَّ، ومنه العقل في الدِّيات؛ لأنَّها تربط ما بين المتخاصمَيْن من نزاع، فيَحْقِن دماءهم وهكذا، ومن هذه المادة أُخِذ العقل المنسوب للإنسان، وهو القوَّة الإلَهيَّة التي أودعها الله فيه؛ لتربِطَه وتحجزه عن مقارفة الشهوات واتِّباع الشيطان، وسُمِّي حجرًا كذلك لِهذا السبب؛ أي: لأنَّه يَحْجر صاحبَه عن مُواقَعة الدَّنايا، فهذه القوَّة بِجانب الإنسان من ألزم لوازمه، وأمَّا بالنسبة للملَك فأيَّة حاجةٍ له بِها وقد فُطِر على طاعة ربِّه وعبادتِه، وما رُكِّبَت فيه شهواتٌ ولا غرائِزُ تَحتاج إلى هذا الرِّباط لِكَبْح جماحها إذا حاولَتِ التمرُّدَ والخروجَ عن الجادة؟!

 

والشيخ - هداه الله للصَّواب - في كلِّ ما كتب أراد أن يَجْعل العقل بالنِّسبة للملَك مثْلَه بالنِّسبة للإنسان؛ أيْ: إذا تَجرَّد منه الملَك نُسِب إلى الْجُنون كما يتَّصِف الإنسانُ بالجنون إذا تجرَّد منه، ولقد أخطأ الشيخ في قياسه خطأ كبيرًا؛ إذْ إنَّ هناك تباينًا جوهريًّا بين الإنسان والملَك.

 

فالله سبحانه - وهو الخلاَّق العليم - ما وهَبَ العقل اشتقاقًا وحقيقة إلاَّ لِنَوْع واحدٍ مِن خلْقِه، هو الإنسان، ولعلَّك صِرْتَ على يقينٍ مِن أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - لم يَذْكر العقل - فيما ذكَرَه من أوصاف الملائكة - إلاَّ بأنَّه لَم يكن من بين ما خصَّهم الله به، مع أنه بجانب الإنسان أكبَرُ نعمةٍ وهبَها إيَّاه، وأوجب عليه شكْرَها.

 

وماذا علينا بعد ذلك لو قُلنا لأولئك الخلْق المكرمين من الخصائص التي أعطاهم الله إيَّاها ما ينوب عن الميزة التي ميَّز الله بِها الإنسانَ وهي العقل، وبِهذه الخصوصية الفطريَّة في أصل خلْقِهم يقوم كلٌّ بما وُكِل إليه من عملٍ في شؤون هذا الكون بإذن الله، ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

 

إنَّ العقل الذي ميَّز اللهُ به الإنسان يَجْعل له الخيرة فيما يأخذُ ويدَعُ بعد قياسٍ ومقارنة وتفكير، فهل تريد أن تقول: إنَّ العقل بجانب الملائكة كهذا النَّوع من العقل، بحيث إنَّهم يعملون الرَّوِيَّة ويفكِّرون قبل إقدامهم على ما وُكِل إليهم من عملٍ؛ فإن شاؤوا فعلوا، وإن شاؤوا تركوا؟

 

كلاَّ، ليس الأمر كذلك؛ بدليل أنَّهم يقومون بأعمالهم على الوجه الذي أراده الله، ذلك الوجه الذي ليس للتَّخييرِ مَجالٌ فيه، بل كما قال الله عن الكواكب: ﴿ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40].

 

ثم هل نَفْي هذا النَّوع من الْهِبات عن الملائكة معناه تجريدهم عمَّا يوازيه من فِطْرة الطَّاعة المُطْلَقة والقيام بِما يؤمرون، ومهما ذكرت من كتب اللُّغة من تحميل معنى "ذو مِرَّة" معنَى قوَّةِ الخلق والعقل، فليس بالضرورة أن يكون هذا العقل من نوع عَقْل الإنسان الَّذي جعله الله مناطَ ذمِّه إذا اعوجَّ، ومناطَ مدْحِه إذا استقام، ولكن كما قلنا: لا يَخْرج بجانب جبريل - عليه السَّلام - ولا غيره من الملائكة عن أنَّه خصوصيَّة فطريَّة تلزمهم دائمًا بِجانب الطَّاعة فيما كُلِّفوا به من وظائف على وجهٍ لا امتيازَ لَهم فيه.

 

ولو استَعْمَل الشَّيخُ الأناةَ والرِّفق، لَطالَبَ الأستاذ الشيخ حامدًا - إذا رأى منه إهْمالاً في الوفاء بالوعد الذي التزمه في مَجْلس كبيرٍ من مَجالس العلماء بِمَكَّة[8]، بالوفاء بهذا الوعد بالْحُسنَى، ولكنَّ غضبه - ولا أقول لغير الحقِّ - أخرجه عن دائرة الرِّفق والجدَلِ بالتي هي أحسن، حتَّى سلك أخاه الدَّاعيَ إلى الله في عدادِ الكافرين.

 

بل لقد أخرجه - وهو العالِم - عن دائرة الصَّواب حتى في أبسط قواعد اللُّغة، فاستمع إليه وهو يهْدِر حَميَّة بهذا الأسلوب العالي بلاغةً وتركبيًا.

 

"والعبد الفقير قد كنت قابلتُه في مَجْلس رئيس القضاء وحضور الشيخ عمر بن حسن، والشيخ عبدالله بن جاسر، وغيرهم، ونبَّهتُهم على مقاله، فهو كان قد اعترف على خطئه، ووعَد أنَّه يُصْلِحه وينشره في مجلَّتِه في أقرب ما يَصْدُر منها، ولكن إلى الآن وقد صدر منها عددان "كذا" لم يَذْكر المسألة المذكورة".

 

ويظهر أنَّ تَمرُّس الشيخ في اللُّغة وفَهْمَه أسرارَها ومراميها هو الذي أملى عليه هذا الردَّ الطريف في معناه ومَبْناه، والذي جاء شاهدًا على مبلغ علمِه بتأويل كتاب الله وباللُّغة التي بِها نزل! ورَحِم الله امْرَأً قال فغَنِم، أو سكَت فسَلِم[9].

 

محمد صادق عرنوس



[1] الحديث أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث"، 1 / 98، وابن الأثير في "النهاية"، 1 / 244، و"الفائق"، 1 / 158، ورُواته ثِقات.

[2] "ديوان كعب" ص 128، "لسان العرب" ج 14، ص 115.

[3] أخرجه البخاري برقم [4204].

[4] "فَتْح الباري شرح صحيح البخاري"، ج 8، ص 158.

[5] صحيح: أخرجه ابن خُزَيمة في "صحيحه" برقم [500] وصحَّحه الأعظميُّ، وأحمد برقم [21133] وصحَّحه الأرناؤوط.

[6] ضعيف: أخرجه الترمذي برقم [2906] وضعَّفه الألباني، و"سنن الدارمي" برقم [3331] وبرقم [12293]، و"مسند البَزَّار" برقم [836] وسنده ضعيف كذلك؛ لِضَعف الحارث الأعور؛ حيث لا يُروَى حديث عليٍّ هذا إلا من طريقه.

[7] "مجلة الهَدْي النبوي"، شوال وذو القعدة (1369) العدد العاشر والحادي عشر.

[8] يقول شيخنا وأستاذنا فتحي أمين عثمان "كان الشيخ حامدٌ - رحمه الله - يَحْضر مجالس العلماء بأرض الحجاز في مواسم الحجِّ والدعوة؛ لِمُناقشة العلماء بعضهم البعض في كثيرٍ من المسائل التي تعرض للأُمَّة في هذا الوقت، وكان يحضرها الكثير من العلماء كالتي كان يحضرها شيخُه رشيد رضا - رحمه الله تعالى - لَمَّا سقطَتِ الخلافة الإسلامية بتركيا عام 1924، فكان اقتراحُه ساعتها أن تُعلن الخلافة بِمِصر أو بالحجاز، ففي مثل هذه الجلسات العلميَّة سُئِل الشيخ حامد الفقي عن رأيِه في سجود الملائكة لآدم، وهل هو سجود شرعيٌّ أم سجود كونِي؟ فقال رأيَه فيه بأنَّه سجودٌ كوني، فلمَّا روجِعَ، قال: أُراجِعُ المسألة، فإن وجدْتُ فيها غيْرَ ما أقول نشَرْتُه، ولَمَّا عاد من الحجاز، حرَّر هذه المسألة ونشَرَ بَحْثَه في مجلة الْهَدْي النبوي عدد جمادى الآخرة لسنة 1368هـ.

[9] "مجلة الهَدْي النبوي"، شوال وذو القعدة (1369) العدد العاشر والحادي عشر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات 85 : 86 ) [1]
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات 85 : 86 ) [2]
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات 88 : 89 )
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات 90 : 93 )
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآية 94 )
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآية 95 )
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآية 96 ) (1)

مختارات من الشبكة

  • تفسير القرآن بالقرآن من أول سورة يونس إلى آخر سورة الرعد جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير القرآن بالقرآن من أول سورة المائدة إلى آخر سورة التوبة جمعًا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الكشاف عن حقائق التنزيل ( تفسير القرآن الكريم من سورة ( ص ) الى آخر القرآن )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآية 99 ) (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآية 99 ) (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآية 96 ) (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآية 9)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآية 1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيتين 26 : 27)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات: 97 - 98 )(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب