• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

إرادة التغير

محمد محمود مصطفى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/7/2013 ميلادي - 22/8/1434 هجري

الزيارات: 5991

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إرادة التغير


قال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

 

يا إخوة الإسلام:

لقد أَقسَم الله بالعصرِ، وإنَّه لَيحتمِل عدَّة أمورٍ:

إمَّا أنْ يُرادَ به الدهر المكوَّنُ من الأيام والليالي، والشهور والأعوام، ولقد أقْسَم الله بالأيام والليالي؛ ليُوجِّه الأنظارَ إليهما، فهو الذي أَتى بهما، وتَصرَّف فيهما، وبدَّل أحوالهما من طول إلى قِصرٍ، ومن برْد إلى حرٍّ، ومن ظلام إلى نور.

 

وإذا كان الله - سبحانه وتعالى - هو المتصرِّف فيهما، فلا يُباحُ لعاقلٍ أنْ يَسبَّهما، وفي هذا يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - فيما يَرويه عن ربِّه في الحديث القُدسي: ((لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ؛ فأَنَا الدَّهْرُ)).

 

وإمَّا أنْ يُرادَ بالعصرِ الزمنُ الذي بُعِث فيه الرسول محمدٌ - صلى الله عليه وسلَّم - وإنَّه لأفضلُ الأزمنةِ على الإطلاق زمَنٌ بُعِث فيه الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - وأُنزِل عليه فيه القرآن الكريم، وأَوجَب الله فيه على المسلمين الصيام الذي يُهذِّب النفسَ، ويُقوِّم سلوكَها، وأوجَبَ اللهُ فيه الفرائضَ التي تُزكِّي النفسَ، وتَسمُو بالأخلاق، إنه لأفضل الأزمنة بلا نِزاع، وفي هذا يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام -: ((خَيْرُ القُرونِ قَرْنِي))، ويقول أيضًا: ((بُعِثتُ مِن خيرِ قرونِ بَنِي آدمَ قَرْنًا قَرنًا، حتى كنتُ من القرنِ الذي كنتُ فيه)).

 

وإمَّا أنْ يُراد به صلاة العصر، وقد أَقسَم الله بها؛ لأنَّ الملائكة تَحضُرها، وقد أوَّل بعضُ المفسِّرين قولَ الحق - سبحانه وتعالى-: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]، فقالوا: إنَّ الصلاةَ الوسطى هي صلاةُ العصر تَحضُرها الملائكة، كما تَشهدُ صلاةَ الفجر؛ ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78]، فيَشهدُون لك أو عليك في مَحكمةِ علام الغُيوب.

 

وقد قال أحدُ الصالحين: إنَّ الذين يَشهدون لك أو عليك خمسةٌ، لا تَنفعُ معهم الرِّشوة ولا يُؤثِّر فيهم الرجاءُ:

الشِّاهد الأوَّل: الأرض؛ قال تعالى: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [الزلزلة: 1 - 5].

 

أي: زُلزِلت الأرض، وأصابها ذلك الزِّلزالُ الشديد الذي ذَكره الله بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1] زُلزِلت الأرض، وانشقت، وأخرجتْ ما في جوْفِها من أثقالٍ ومِن كنوزٍ وأموات، ساعتَها يُصابُ الإنسان بالدهْشةِ والحَيرة، ويقول: ﴿ مَا لَهَا ﴾ [الزلزلة: 3] ما للأرض؟ ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة: 4]، تتحدَّث الأرض عمَّا بها، فتَشهد للإنسان أو عَلى الإنسان، يقَول المسجد: يا ربِّ، إنَّ فلانًا صلى في يوم كذا وكذا وكذا، وتَقول الخمَّارة: يا ربِّ، إنَّ فلانًا ارْتكبَ فيَّ الفسقَ يومَ كذا.

 

الشاهد الثاني: رَسولُنا محمد - عليه الصَّلاةُ والسلام - وفي هذا يَقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، يَشهدُ النبيُّ محمَّد على الجميع يوم القيامة، كما قال - عليه الصلاة والسلام -: ((يُدعَى نوح يوم القيامةِ فيُقالُ له: هل بلَّغتَ؟ فيَقولُ: نعم، فيُدعَى قومُه، فيَقولون: مَا أَتانَا مِن نَذِيرٍ، ومَا أَتَانَا من أحدٍ، فيُقالُ لنوح: من يَشهَدُ لك؟ فيَقولُ: محمَّد وأمَّته)).

 

يقول الحق: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 42].

 

الشاهد الثالث: الليلُ والنَّهارُ؛ وإذا لمْ تَغتنِم هذا اليومَ، شهِد عليك يوم القيامة، ويَكون حالُك كحال من قال فيهم: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون: 99، 100] وأنَّى له أنْ يَرجِع؟ فيُعذَّب في حياتِه البرزخيَّة، يَقولُ الحقُّ: ﴿ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 100].

 

الشاهد الرابع: الملائكة؛ قال الرسول - عليه الصلاة والسلام -: ((يَتعاقَبون فيْكُم ملائكةٌ باللَّيل وملائكةٌ بالنَّهارِ، فيَشهدونَ صلاةَ الفجْرِ وصلاةَ العصر، فيَسألهم الله - وهو أَعلمُ بحالِ عبادِه منهم - كَيفَ تَركتُم عِبادي؟ فيَقولون: أَتيْناهم وهم يُصلُّون، وتَركْناهم وهم يُصلُّون))[1].

 

ويَقولُ - الحق -: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12].

 

الشاهد الخامس: أعضاءُ جسدِكَ؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]، ويقول الحقُّ: ﴿ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [فصلت: 19 - 21].

 

وأَقسَم اللهُ لنا بالعصرِ؛ لِيؤكِّد لنا أنَّ جنسَ الإنسان في خُسرانٍ وضلالٍ إلا الذين آمَنوا بقلوبِهم، وعمِلوا الصالحاتِ بجوارحهم، فالمؤمنون النَّاجون عرَفوا الحقَّ، واعْتنقُوه وعمِلوا به، ثمَّ نصَحوا الناسَ بالحقِّ وصبَرُوا على أذاهم.

 

فكَّروا وتدبَّروا، وعرَفوا واهتدَوا بعقولِهم إلى الصواب؛ ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، آياتٌ ودلائلُ تدلُّ على قدرة الله وعظمتِه، ولا يعرِف هذه الدلائلَ إلا أصحابُ العقول الذين يُفكِّرون بحكمةٍ، ولمَّا اهتدوا إلى الصواب كان حالُهم ما ذكَرَه الله: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].

 

هؤلاء هم الذين قال الله فيهم: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴾ [الأنفال: 2 - 4].

 

هم الذين امْتلأتْ قلوبُهم حبًّا؛ حبًّا لله، حبًّا لرسول الله، حبًّا للمؤمنين، حبًّا للخير، حبًّا للإيمان، كُرْهًا للكفر؛ ((ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ، أنْ يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهما، وأنْ يُجب المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وأنْ يَكرَه أنْ يَعودَ في الكفْرِ، كما يَكره أنْ يُقذفَ في النار))[2].

 

وأَنذَر الفاسقين الذين لم يُفكِّروا، ولم يَهتدُوا إلى الإيمان الصحيح؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].

 

ولو أَمعنتَ النَّظرَ في الكون، لوجدتَ أنَّ لله فيه قوانينَ ثابتةً لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، منها ما يتعلَّق بعالَمِ الطبيعة، ومنها ما يتعلَّق بعالمِ البَشرِ، وممَّا يتعلَّق بعالَم الطبيعة قانونُ الليل والنهار، قال - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62].

 

وقانونُ الشمْس والقَمر والكَواكب: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40].

 

وقانون الماء المُتبخِّر تَحمِله الرياح يَسقط على هيئة أمطارٍ تَجري فيه الأنهارُ، فيُحوِّل الأرضَ الهامدة إلى كائن حيٍّ: ﴿ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [البقرة: 164].

 

وفيما يتعلَّق بعالَم البشَر قانون الصلاح والفساد، قال - تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

 

وقانونُ الزيادة بالشكْر، قال - تعالى -: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وهذا القانون وجدْناه في القرآنِ الكريم مُطرِدًا لَم يتغيَّر، ولَمْ يَتبدَّل، فقارون وفِرعون وغيرهما كفَرُوا، فدمَّر الله عليهم أمرَهم، وعاقبَهم عقابًا شديدًا، وذو القرنين وامرأة فرعون شكَرَا للهِ، فوسَّع الله عليهما، وجعَل لهما من أمرِهما يُسْرًا.

 

وقانون الخروج من الأزمات: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

 

وقانون النَّصر، قال - تَعالى -: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

 

وقانونُ التوفيق، قال - تعَالى -: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ [النساء: 35].

 

وقانون نشْر المحبَّة والأُلفَة بين الناس، قال - تَعالى -: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

 

وهناك القانونُ العامُّ الخالد الذي نَلتجِئُ إليه كلمَّا ضاقتْ بنا السُّبل؛ قانونُ التغيير: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

كما قُلنا: هؤلاء النَّاجُون عرَفُوا الحقَّ، واعْتنقُوه، وعمِلوا به، ونصَحوا به غيرَهم، فأَمرُوا بالمعروف، ونَهَوا عن المنكر، قال - تعالى - فيهم: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41]، وقال - سبحانه وتعالى - في وصْف الأمة الإسلامية: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، لم يقلُ - سبحانه وتَعالى-: كُنتُم خيرَ أمةٍ حسَبًا أو نَسبًا أو دمًا أو لونًا أو اقتصادًا، بل قال: أَنتم خَيرُ أمةٍ؛ لأنَّكم تَأمرون بالمعروف، وتَنهون عن المنْكر، وتُؤمِنون بالله، وإذا ما قدَّموا النصيحةَ تَواصَوا فيما بينهم بالحقِّ، وتَواصَوا بالصَّبر.

 

ولذلك نَجِد في وصايا لقمان لابنه ما يَحكيه القرآن الكريم: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17].

 

فاللهُ يُقسِم لنا في هذه السورة لِيؤكِّد لنا أنَّ مَصدرَ خُسرانِ الإنسان وشَقائه هي أعمالُه، لا الزمان ولا المكان، فمن راقَبَ الله، وصدَّق بالحسنى، وعرَف أنَّ له ربًّا يَرضى ويغضب، ويُثيب ويُعاقِب، وأنَّ له جزاءً على أعماله، إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرٌّ، واعْتقدَ ذلك، وصدَّق به، وأمر به ونصح، فذلك هو الإنسان الذي استثْناه الله من الخُسران، فشرْطُ النَّجاة من الخُسران أنْ يَصبرَ، وأنْ يُوصِي غيرَه بالصبرِ، وإلا كان مِنَ الخاسِرين.

 

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصومُ نصْفُ الصبر، والصبر نصْفُ الإيمان)).



[1] متفق عليه.

[2] البُخاري ومُسلِم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التغير الذي نريد
  • التغير طريق النصر
  • لتملك المفتاح (خطوات في التغير)
  • الفرق بين التغير والتغيير
  • الفرق بين مصطلحي التغيرات والمتغيرات

مختارات من الشبكة

  • الإرادة الكونية والإرادة الشرعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح العقيدة الواسطية (8)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • نورة وإرادة التغير(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الدلالة والافادة في الإرادة (الصفة والأنواع والفروق)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما المقصود بالإرادة؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من شروط التكليف: حرية الإرادة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صـلاة الكسوف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إرادة الله بالعبد خيرا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العزيمة والإرادة والقوة واليقين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المشاركة المنتهية بالتملك ودور الإرادة كأساس للإلزام فيها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب