• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / روافد
علامة باركود

تفسير آية بيعة النساء في سورة الممتحنة (1/2)

د. هدى بنت دليجان الدليجان

المصدر: مجلة الدرعية، العددان التاسع والثلاثون والأربعون.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/4/2009 ميلادي - 13/4/1430 هجري

الزيارات: 163471

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير آية بيعة النساء

في سورة الممتحنة (1/2)

 

إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلا هَاديَ لَهُ، وأَشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدَه لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورَسُولُهُ، بَلَّغَ الرسَالَة، وَأَدَّى الأَمَانَة، وَنَصَحَ الأمة، صلى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِهِ، ومَن اهتدى بهديِهِ واقْتَفَى أثرَهُ إلى يَومِ الدِّينِ.



أَمَّا بعد:

فقد كَرَّم الله - تعالى - الإنسانَ بأن جعله محلاًّ للاستخلاف، وأعطاه منَ المنح والقدرات ما أَهَّلَه لحمل الأمانة العظمى، وسوَّى في التكاليف الشرعية والفرائض الدِّينية بين الذَّكر والأنثى؛ ليبني مجتمعًا آمنًا مستقرًّا، تَتَمَيَّز فيه الوظائف، وتؤدَّى فيه الحقوق والواجبات، كلٌّ بحسب ما سخره الله - تعالى - له.



وقد منَّ الله - تعالى - عليَّ - ومننُه عظيمة، وأفضالُه جزيلة - أن ينصبَّ غالب اهتماماتي حول موضوع المرأة ومكانتها في الإسلام، من خلال دراسة النُّصوص الكريمة في الكتاب المجيد والسُّنَّة المطهَّرة، فأحببتُ أن يكون لصوت المرأة المسلمة محلٌّ بين أصوات المنافحين عن حقوق المرأة ومكانتها في الإسلام، خاصَّة مع كثرة الدَّعاوى والشُّبهات في مسألة تحرير المرأة، وامتهان كرامة المرأة في الإسلام، ولما لهذه القضية من الصدارة في محل اهتمام العالَم كله، واهتمام بعض المسلمين المخلصين؛ للكشف عن الجوانب المضيئة في رسالة الإسلام، وموقفه بالنسبة للمرأة، وعنايته ورعايته في مجال الأحكام الفقهية والاجتماعية والسياسية، فانْقَدَحَ في ذهني موضوع بيعة النساء المذكورة في سورة الممتحنة؛ قال – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[1].



فأحببتُ أن أتناولها بالتفسير؛ لبيان ما ترشد إليه الآيةُ الكريمة من تكريم الإسلام للمرأة، وتوفير حقوقها الإنسانية والاجتماعية، وللردِّ على أولئك الباحثين الذين يريدون لَيَّ أعناق النصوص القرآنية؛ للزَّجِّ بالمرأة في أتُّون المعارك السياسية استدلالاً بالآية الكريمة، وهذا ما جعل البحثَ مضنيًا أمام سكوت العلماء السابقين عن أحقية المرأة في المشاركة السياسية، من خلال الاستدلال ببيعة النساء، وبين اندفاع المعاصرين في توجيه بيعة النساء، لانطلاق المرأة في دوائر البرلمانات، ومجالس الحكم، مما أَدَّى - على حدِّ زعمهم - أن يكون ذلك هو السبب في القُصُور الواضح في النظام السياسي في الإسلام.


سائلةً اللهَ الكريم الحليم أن يهيئ لي من أمري رشدًا، وأن يجنبني الزَّلَل في القول والعمل.



أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

• يُعَد موضوع "بيعة النساء" من موضوعات القرآن الكريم، التي لم تُذكرْ إلا مرَّة واحدة في القرآن الكريم في ختام سورة الممتحنة فقط، فكان جديرًا بالبحث والدراسة.


• يشكل موضوع "بيعة النساء" - بالرَّغم من جزئيته البسيطة - مَعلمًا مُهمًّا وأساسيًّا من معالم التفرُّد التي تميَّز بها الدين الحنيف بين الأديان السماوية.


• يتفاعل في موضوع "بيعة النساء" الحديثُ عن الحقوق الاجتماعيَّة والتربوية والسياسية للمرأة في الإسلام، فكان جديرًا بالبحث والتنقيب؛ لكيلا يكون الإسلام في قفص الاتِّهام أمام دعاوى المناوئين والمطالبين بقضية تحرير المرأة في العصر الحديث.


• لم يُفْرَد موضوع "بيعة النِّساء في سورة الممتحنة" باستقلاليَّة في البَحْث، مع أهميته في بيان نصاعة الإسلام، ووضوح وظيفة الرجل والمرأة في المجتَمع المسلم؛ إلا ما وجدتُه من عنوان كتاب "بيعة النساء"؛ للأستاذ محمد علي قطب، وقد اطَّلَعْتُ عليه، واستفدتُ منه، فهو كتابٌ جيد من القطع الصغير، حاولَ الكاتب أن يناقشَ فيه محاورَ عدةً مهمة في بيعة النساء.

ومع أهمِّيَّة الكتاب إلا أنَّه يختلف عن الدراسة العلمية، حيث كتبه المؤلف من خلال خلفيته الثَّقافيَّة، بعيدًا عن المنهجية العلمية في علاج هذا الموضوع، والوقوف على صحَّة الآثار وتخريجها، وأقوال العلماء في تفسير الآية.



التمهيد

1- معنى البيعة في اللغة:

البيعة لغةً: مصدر من الباء والياء والعين، أصل واحد، وهو بيع الشَّيء، وربَّما سمِّي الشراء بيعًا، والمعنى واحد، وقيل: البيع ضد الشراء، وهو منَ الأضداد[2].



2- معنى البيعة في الاصطلاح:

البيعة هي: الصفقة على إيجاب البيع، وعلى المبايَعة والطاعة، والبيعة: المبايَعة والطاعة، وقد تبايَعوا على الأمر؛ كقولك: أصفقوا عليه، وبايعه عليه مبايعة: عاهَدَهُ[3]، والبَيْعَةُ - بفتح الباء - مِن باع وبايع: صفقة البيع، ومنه نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيعتين[4]، وهي: المعاقَدة والمعاهَدة والتولية، وبذْل العهد على الطاعة والنُّصرة، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ [5]﴾ [6].



قال ابن حجر: "والمبايعة: عبارة عن المعاهدة؛ سُميتْ بذلك تشبيهًا بالمعاوضة المالية"[7]، وقال ابن خلدون في "مقدمته": "اعلم أنَّ البيعة هي العَهْد على الطاعة، كأن المبايع يعاهِد أميره على أنه يسلم له النَّظَر في أمر نفسه وأمور المسلمين، لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به منَ الأمر على المَنْشَطِ والمَكْرَه، وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهده، جعلوا أيديَهم في يده تأكيدًا للعهد، فأشبه ذلك فِعْل البائع والمشتري، فسُمي بيعة، مصدر باع، وصارتِ البيعةُ مصافَحة بالأيدي، هذا مدلولها في عُرف اللغة ومعهود الشرع، وهو المراد في الحديث في بيعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة وعند الشجرة، وحيثما ورد هذا اللفظ"[8].



"وقيل: إنَّ عمليَّة البيعة أو المبايَعة هي في جَوْهَرها وأصلِها عقدٌ وميثاق بين طرفينِ: الأمير - أو الإمام المرشَّح لرئاسة الدولة - والجمهور، أمَّا هو فيبايع على الحكم بالكتاب والسنَّة والنُّصح للمسلمين، وأمَّا الجمهور المبايِع، فعلى الطاعة في حدود طاعة الله ورسوله"[9].


فأخلص من هذا أنَّ معنى البيعة الاصطلاحي هو: توثيق العَهْد بين المبايِع من جمهور المسلمين والمبايَع لَه من الولاة على السَّمْع والطاعة في العُسر واليسر، والمنشط والمَكْره، وتفويض الأُمُور إليه، وطاعته في المعروف، دون شِقاق ولا مُنازَعة[10].



3- تاريخ البيعة في الإسلام:

تُعَدُّ البيعة في الإسلام أحدَ المقومات الأساسيَّة لبناء الدولة الإسلامية؛ لذا اهتمَّ رسولنا الكريم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بها كثيرًا منذ بداية الدَّعوة الإسلامية، وهو يحتاج إلى النُّصرة والحماية والتأييد، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَعرِض نفسه على القبائل في المواسم، "يدعوهم إلى الله، ويخبرهم أنَّه نبي مرسل، ويسألهم أن يصدِّقوه ويمنعوه، حتى يبين عن الله ما بعثه به، وأن يخلعوا ما يعبدون من دون الله من الأنداد، وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يسمع بقادمٍ يقدَم مكةَ من العرب لَه اسم وشرف، إلا تصدَّى له، فدعاه إلى الله، وعرض عليه ما عنده"[11].



وكان مِن مُقدمات البيعة في الإسلام حُصُول التراضِي بين الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - وسويد بن الصامت؛ قال ابن هشام بإسناده: "ثم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدوم سويد بن الصامت إلى مكَّة حاجًّا أو معتمِرًا، وهو أخو بني عمرو بن عوف، وكان يسمَّى (الكامل)؛ لجلَدِه، وشرَفِه، ونسَبِه، فتصَدَّى لَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سمع به، فدعاه إلى الله وإلى الإسلام، فقال لَه سويد: فلعلَّ الذي معك مثل الذي معي؟ فقال لَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وما الذي معك؟)) قال: مجلة لقمان، يعني: حكمة لقمان، فقال لَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اعرضها عليَّ))، فعرضها عليه، فقال لَه: ((إن هذا لكلام حسن، والذي معي أفضل من هذا، قرآن أَنْزَلَهُ الله - تعالى - عليَّ، هو هدى ونور))، فتلا عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - القرآنَ، ودعاه إلى الإسلام، فلم يبعد منه، وقال: إنَّ هذا لَقَوْل حَسَن، ثم انْصَرَفَ عنْه، فقدم المدينة على قومه، فلم يلبث أن قتلتْه الخزرج، فإن كان رجالٌ من قومه لَيقولون: إنَّا لنراه قد قُتل وهو مسلم، وكان قتْلُه يوم بعاث"[12].



وكذا ما وَرَدَ مِن قُدُوم أبو الحيسر أنس بن رافع مع فتية من عبدالأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمِسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، فعرض عليْهم الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - الإسلامَ، فأجابه على ذلك إياسُ بن معاذ، وامتنع بقيَّة القوم، فأخبر قومُه عنه عند موتِه أنَّهم لم يزالوا يسمعونه يُهَلِّل ويُكَبِّر الله، ويحمده ويسبِّحه، فمات مُسلمًا يوم بعاث.


وهذا دليلٌ على استِشْعاره الإسلام في ذلك المجلس القصير بينه وبين رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم.



فهذه كانت مقدمات اهتمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بوفود أهل المدينة، لما رأى منهم القَبُول والرِّضا بهذا الدِّين الجديد، فكانت تلك المُقدماتُ إرهاصاتٍ للبيعة بعد ذلك.



قال ابن إسحاق: فلمَّا أراد الله - عزَّ وجلَّ - إظهار دينه، وإعزاز نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - وإنجاز موعدِه له، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الموسم الذي لقي فيه نَفَرًا من الأنصار، فعرض نفسَه على قبائل العرب، كما كان يصنع في كلِّ موسم، فبينما هو عند العقبة، لقي رهطًا من الخزرج أراد الله بهم خيرًا، وهم نفر ستة، هم: أبو أمامة أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث بن رفاعة (ابن عفراء)، ورافع بن مالك من بني زريق، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبدالله.

 

فأسْلَمَ أولئك النفر، ثم رجعوا إلى المدينة، فلم تبقَ دارٌ من دور الأنصار إلاَّ وفيها ذِكرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم.



• بيعة العقبة الأولى:

لَمَّا كان العام المُقْبِل وافَى الموسمَ منَ الأنصار اثنا عشر رجلاً، فلقُوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بالعقبة، وهي العقبة الأولى، فبايَعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك قبل أن يفترضَ عليهم الحرب.



عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - وكان شهد بدرًا، وهو أحد النقباء ليلة العقبة - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال - وحوله عصابة من أصحابه -: ((بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروفٍ، فمَن وفى منكم فأجرُه على الله، ومَن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا، فهو كفَّارة له، ومَن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله، فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه))، فبايعناه على ذلك[13].



وقد جاء في الرواية التي أخرجها البخاري في سورة الممتحنة في حديث عبادة هذا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بايعهم قرأ آية النساء - أي: بيْعة النساء - كلها.



وبيعة العقبة الأولى مُتَقَدِّمة على نُزُول الآية، التي نزلتْ - بلا خلاف - بعد فتْح مكة، قال ابن حجر: إنَّ التصريح بأن البيعة الأولى في العقبة هي بيعة النساء، وهمٌ مِن بعضِ الرواة، وذكر عدة أدلَّة تثبت صحَّة قولِه؛ منها:

• أنَّ هذه الآية نزلتْ - بلا خلاف - بعد قصة الحديبية، فكيف يقرؤها النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم في تلك البيعة؟!


• ما أخرجه الإمام مسلم من طريق الأشعث، عن عبادة في هذا الحديث: "أخذ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخذ على النساء"[14].


فهذه أدلَّة ظاهِرة في أنَّ هذه البيعة إنَّما صدرتْ بعد نزول الآية؛ بل بعد صُدُور البيعة؛ بل بعد فتح مكة[15].



والراجح في نصِّ بيعة العقبة الأولى التي بايع عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وفد المدينة، ما رواه البخاري عن عبادة بن الصامت - قال: "بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وألاَّ ننازع الأمرَ أهلَه، وأن نقوم - أو نقول - بالحق حيث كنا، ولا نخاف في الله لومة لائم"[16].



فانصرَفَ أولئك النفرُ المسلمون إلى المدينة، وبعث معهم مصعبَ بن عمير، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلِّمهم الإسلام، ويفقِّههم في الدِّين، وكان منزله على أسعد بن زرارة.



• بيعة العقبة الثانية:

هذه البيعة كانتْ إحدى المقدمات المهمة للهجرة النبويَّة، وبناء الدولة الإسلامية ككيان ثابتٍ ومستقل؛ لذا قد توسَّعَت شروط هذه البيعة، وعدد المبايعين فيها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت بيعة النُّصرة والمؤازرة.



قال ابن إسحاق: "خرجنا مع مشركي قومِنا إلى الحج، وواعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العقبةَ من أوسط أيام التشريق، فلمَّا فرغنا من الحج، وكانت تلك الليلة التي واعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اجتمعنا في الشِّعب؛ ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جاءنا ومعه العباس بن عبدالمطلب، وهو يومئذٍ على دين قومه، إلاَّ أنَّه أحبَّ أن يحضرَ أمر ابن أخيه ويتوثَّق له، فتكلَّم أوَّلاً العباسُ - رضي الله عنه - ثم تكلَّم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فتلا القُرآن، ودعا إلى الله، ورغَّب في الإسلام، ثم قال: ((أُبايعكم على أن تمنعوني ممَّا تمنعون منه نساءكم وأبناءكم))، فأخذ البراء بن معرور بيده، ثم قال: نعم، والذي بعثك بالحقِّ، لنمنعنَّك ممَّا نمنع منه أُزُرَنا، فبايِعْنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحروب، وأهل الحلقة، ورثناها كابرًا عنْ كابِر، قال كعب: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أخرِجوا منكم اثني عشر نقيبًا؛ ليكونوا على قومِهِم بما فيهم))، فأخرَجوا منهم اثني عشر نقيبًا: تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوْس، وسميتْ هذه البيعة بيعة الحرب[17].



قال ابن حَجَر في الرَّدِّ على ابن إسحاق في تسمية بيعة العقبة الثانيةِ بيعةَ الحرب: "والصواب أنَّ بيعة الحرب بعد بيعة العقبة؛ لأنَّ الحرب إنَّما شرعت بعد الهجرة، وهذه البيعة إنَّما كانت على عدم الفرار"[18].



وبيعة الحرب إنَّما كانت في غزوة بدر عندما نزل قوله - تعالى -: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴾[19].



"وبايع رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بيْعة العقبة من الأوْس والخزْرج ثلاثةً وسبعين رجُلاً وامرأتين"[20]؛ فالمرْأتان هما: أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنيَّة - رضِي الله عنْها - وأم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي - رضي الله عنْها[21]، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُصافح النساء، إنما كان يأخذ عليهن، فإذا أقررن قال: ((اذهبن فقد بايعتُكن)).



• بيعة الرضوان:

وتُسمَّى بيعة الشجرة، وهي البيعة التي قال الله - تعالى - فيها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾[22]، وقال - تعالى -: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾[23]، وهي البيعةُ التي تَمَّت في الحديبية على عدم الفرار لمناجزة قريش، لما بلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مقتلُ عثمان - رضي الله عنه.



عن يزيد بن أبي عبيد قال: "قلت لسلمة بن الأكوع: على أيِّ شيء بايعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية؟ قال: على الموت"[24].



وقال قتادة: قلتُ لسعيد بن المسيب: بَلَغَنِي أنَّ جابر بن عبدالله كان يقول: "كانوا أربع عشرة مائة"، فقال لي سعيد: "كانوا خمس عشرة مائة الذين بايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحدييبة"[25].



وفي رواية عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنتم خير أهل الأرض))، وكنَّا ألفًا وأربعمائة[26].



وعن عبدالله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: "كان أصحاب الشجرة ألفًا وثلاثمائة، وكانت أَسلم ثُمن المهاجرين"[27].



قال ابن حجر في التوفيق بين عدد أصحاب الشجرة الأخيار في البيعة المذكورة في الروايات السابقة: "والجمع بين هذا الاختلاف: أنَّهم أكثر من ألف وأربعمائة، فمَن قال: ألفًا وخمسمائة، جبر الكسر، ومَن قال: ألفًا وأربعمائة، ألْغى الكسر، وأما قول عبدالله بن أبي أوفى ألفًا وثلاثمائة، فيمكن حملُه على ما اطَّلَع هو عليه، واطلع غيرُه على زيادة ناس لم يطلع هو عليهم، والزيادة من الثِّقة مقبولة، أو العدد الذي ذكره هو عدد المقاتِلَة، والزيادة عليهم من الأتباع منَ الخَدَم، والنساء، والصبيان الذين لم يبلغوا الحلم"[28].



ومنَ الأدِلَّة على وُجُود النساء في هذه البيعة العظيمة، ما ذكره الإمام ابن عبدالبر في ترجمة بعض النساء أنَّهن منَ المبايعات في بيعة الرضوان، مثل: الفارعة بنت مالك - رضي الله عنها[29] - وأم المنذر سلمى بنت قيس من بني عدي بن النجار، إحدى خالات الرسول - صلى الله عليه وسلم[30] - وأم هشام بنت حارثة بن النعمان الأنصاريَّة[31].



وقد جاء في حديث المسور بن مخرمة عن صُلح الحديبية الطويل، بعد الفراغ من كتابة الصلح بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وسهيل بن عمرو من قريش، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ((قوموا فانحروا ثم احلقوا))، قال: فوالله ما قام منَّا رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلمَّا لم يقُم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا رسول الله، أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تُكَلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالِقَك فيحلقك، فقام فخرج، فلم يكلِّم أحدًا منهم كلمة، حتى نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلمَّا رأَوْا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضُهم يحلق بعضًا، حتَّى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا، ثم جاءه نساء مؤمنات، فأنزل الله - عزَّ جلَّ - عليه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ [32]﴾[33].



قال ابن حجر في التَّعليق على هذا الموضع: "وكانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع، والعقل البالغ، والرأي الصائب، وإشارتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية تدل على وفور عقلها، وصواب رأيها"[34].



فتاريخ البيعة في الإسلام يعم الرجالَ والنساء؛ بدليل عِلْمِها الوثيق بالأحداث الدائرة في الحديبية، فأشارتْ عليه - صلى الله عليه وسلم - بما كان فيه الصَّلاح للأمة بأكملها.



فالبيعة هي العهد الوثيق في الإسلام الذي كان يأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرجال والنساء.



لكنَّ السؤال الذي لا بدَّ من طرحه، مع المشاركة المتميِّزة للمرأة في تلك البيعة أو غيرها: لماذا جاء في القرآن الكريم بيعة خاصَّة بالنساء اشتهرْنَ بها؟ وما الأهمِّيَّة المرجوَّة من وراء بيْعة النساء؟ وما أركانها؟

 

وهذا ما سأتناوله - إن شاء الله - في المبحث الآتي:



المطلب الأول

بيعة النساء في الإسلام

ما المقصود من بيْعة النساء؟

مرَّ في الروايات التاريخيَّة - سابقًا - اشتِراك النساء مع الرجال في جَميع أنواع البيعة العظيمة، التي كان عليها مدارُ النصر والمؤازرة في قيام دولة الإسلام في المدينة، وعدم تخصيص الرجال فقط في البيعات الواردة في عهد الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - وهذا أمر لَه دلالاته التاريخيَّة، والاجتماعيَّة، والسياسيَّة، في بناء الدَّولة الإسلاميَّة بحضور المرأة المسلمة، وشهودها الوقائع العظمى، فليْس بالإمكان تغييبُها وقد أصبحت فردًا من أفراد المجتمع المسلم.


لكن الذي أريد تناوله بالتفسير هو ما ورد في كتاب الله تخصيصًا ببيعة النساء، واشتهر بذلك، وتواترت الأحاديث والآثار بالحكاية عنها، وتفضيل أهلها من النساء المسلمات.



قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[35].



فقد شاع هذا المصطلح "بيعة النساء" - كما ذكرت سابقًا - للزجر عن الفواحش، ومن أجل أهميتها بايَعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الرجالَ والنساء هذه البيعةَ على حدٍّ سواء، ولأهمية بيعة النساء سأتناول بالتفصيل المواقف التي وردت فيها بيعة النساء في الآثار التالية المتعلِّقة بالنساء، سواء كنَّ مهاجرات، أم من نساء الأنصار، مع التَّنبيه على أنَّ هذه البيعة كانت بعد نزول الآية الكريمة بعد صُلح الحديبية، قال ابن عاشور: "فلا صحَّة للأخبار التي تقول: إنَّ الآية نزلت في فتح مكة، ومنشؤها التخليطُ في الحوادث، واشتباه المكرَّر بالآنف"[36].



وليس المقصود من التخليط في توقيت بيعة النساء بفتح مكَّة، قصورَها في ذلك الوقت، بل سياق الأدلَّة والآثار الواردة في بيعة النساء تدل على تَكرارها قبل فتح مكة، مما يرجِّح نزولها بعد صلح الحديبية؛ خاصَّة تزامُنها مع آية امتحان النساء، قال – تعالى -: ﴿ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾[37].


لذا كان أوَّل النساء اللاتي بايعْنَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بيعةَ النساء هنَّ النساء المهاجرات، بعد الامتحان وتأدية الشَّرط.



1- بيعة النساء المهاجرات:

- أخبرنا عروة أنَّ عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرتْه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمتحن مَن هاجر إليه منَ المؤمنات بهذه الآية، بقول الله – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴾ إلى قوله: ﴿ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾، قال عروة: قالت عائشة: فمَن أقرَّ بهذا الشرط من المؤمنات، قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد بايعتُكِ)) كلامًا، ولا والله، ما مسَّت يدُه يدَ امرأةٍ قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: ((قد بايعتكِ على ذلك))[38].



وكذلك ما رواه الإمام الواحدي في أسباب نزول قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيْمَانِهِنَّ ﴾ الآية، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "إنَّ مشركي مكَّة صالَحُوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية على أن مَن أتاه مِن أهل مكة ردَّه إليهم، ومَن أتى أهلَ مكة مِن أصحابه فهو لهم، وكتبوا بذلك الكتاب وختموه، فجاءتْ سبيعةُ بنت الحارث الأسلمية - رضي الله عنها - بعد الفراغ من الكتابِ والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالحديبيَّة، فأقبل زوجُها وكان كافرًا، فقال: يا محمَّد رُدَّ عليَّ امرأتي؛ فإنكَ قد شرطتَ لنا أن ترد علينا مَن أتاك منَّا، وهذه طينة الكتاب لم تجفَّ بعدُ، فأنزل الله - تعالى - هذه الآيةَ"[39].


وكذا ورد في حقِّ أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط[40].



قال ابن حجر: "اتَّفقوا على نزولها بعد الحديبية، وأنَّ سببها ما تقدَّم من الصلح بين قريش والمسلمين على أن مَن جاء من قريش إلى المسلمين يردونه إلى قريش، ثم استثنى الله من ذلك النساءَ، بشرط الامتحان"[41].



2- بيعة نساء الأنصار:

كان لنساء الأنصار قدم السبق في الإسلام والدفاع عنه، وحضور البيعة العظيمة في ليلة العقبة الثانية، فكيف إذا أراد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من نساء الأنصار أن يبايعْنَه على ما جاء في الآية، فقد كنَّ هن الأكثرية منَ النساء المبايعات، عن محمد بن المنكدر، عن أميمة بنت رقيقة - رضي الله عنها - قالت: "أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نساء لنبايعه، فأخذ علينا ما في القرآن: ﴿ لا يُشْرِِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا ﴾ الآية، وقال: ((فيما استطعتن وأطَقْتُنَّ))، قلنا: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، قلنا: يا رسول الله: ألا تصافحنا؟ قال: ((إني لا أصافح النساء، إنما قولي لامرأةٍ واحدةٍ كقولي لمائة امرأة))[42].



كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعاهد النساء بهذه البيعة يوم العيد[43]، ودليلهم في ذلك ما أخرجه البخاري: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: شهدتُ الصلاة يوم الفطر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر - رضي الله عنه - وعمر - رضي الله عنه - وعثمان - رضي الله عنه - فكلُّهم يصلِّيها قبل الخطبة، ثم يخطب بعدُ، فنزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فكأني أنظر إليه حين يُجْلِسُ الرِّجالَ بيده، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساءَ مع بلال - رضي الله عنه - فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ... ﴾، حتى فرغ من الآية كلها، ثم قال حين فرغ: ((أنتن على ذلك؟))، فقالت امرأةٌ واحدةٌ لم يُجبْهُ غيرُها: نعم يا رسول الله - لا يدري الحسن مَن هي - قال: ((فتصدَّقن))، قال: وبسط بلال ثوبه، فجعلن يُلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال[44].



عن سلمى بنت قيس - وكانت إحدى خالات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلَّت معه القبلتين، وكانت إحْدى نساء بني عدي بن النجار – قالت: جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته في نسوةٍ من الأنصار، فلمَّا شرط علينا: ((ألا نشركَ بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف))، قال: ((ولا تغشُشْن أزواجكن))، قالت: فبايعناه، ثم انصرفنا، فقلت لامرأةٍ منهنَّ: ارجعي فسلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما غشّ أزواجنا؟ قالت: فسألته، فقال: ((تأخذ ماله، فتحابي به غيره))[45].



3- بيعة النساء بالنسبة للرجال:

وهذه البيعة التي ذَكَرها عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: كنَّا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أُتبايعوني على ألاَّ تُشركوا بالله شيئًا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا))، وقرأ آية النساء - وأكثرُ لفظ سفيان: قرأ الآية - ((فمَن وفى منكم، فأجرُه على الله، ومَن أصاب من ذلك شيئًا فعُوقِبَ، فهو كفَّارةٌ له، ومَن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله، فهو إلى الله، إن شاء عذَّبَه، وإن شاء غفر له))[46].



4- بيعة النساء بعد فتح مكة:

قال مقاتل بن حيان: أنزلت هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴾ يوم الفتح، فبايَعَ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - الرجالَ على الصفا، وعمرُ يبايع النساءَ تحتها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم[47].

 

وسيأتي - إن شاء الله - حديثُ هند بنت عتبة في مبايعة النساء بالتفصيل.



فهذا الحديث يدل على أخذ بيعة النساء بالنسبة للرجال والنساء، لتبايع كل امرأة مسلمة، سواء كانت من الأنصار أو المهاجرات، حتى الصغيرات منهن.



كما جاء عند الإمام أحمد في "المسند" من حديث عائشة بنت قدامة بن مظعون[48]، قالتْ: كنتُ أنا مع أمي رائطة بنت سفيان الخزاعية، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبايع النسوة، ويقول: ((أبايعكن على ألاَّ تشركن بالله شيئًا، ولا تسرقن، ولا تزنين، ولا تقتلن أولادكن، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن، ولا تعصينني في معروف))، قالت: فأطرقن، فقال لهن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قُلْنَ: نعم فيما استطعتن))، فكن يقُلن، وأقول معهن، وأمي تُلَقِّنني، قولي أيْ بُنيَّةُ: نعم فيما استطعت، فكنتُ أقول كما يقُلن[49].



أمَّا بالنسبة لتفضيل النِّساء المبايعات، فيدلُّ عليه ما ترجم له البخاري في كتابه الصحيح، باب: ذكر أم سليط - رضي الله عنها[50]، وأورد حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه قسم مروطًا بين نساءٍ من نساء أهل المدينة، فبقي منها مرط جيد، فقال له بعض مَن عنده: يا أمير المؤمنين، أعطِ هذا بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - التي عندك - يريدون أم كلثوم بنت علي - رضي الله عنه - فقال عمر: أمُّ سليط أحقُّ به، وأم سليط من نساء الأنصار ممَّن بايع النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال عمر: فإنَّها كانتْ تزفر لنا القُرب يوم أُحد[51].



وقد جاء في كتب التراجم التعريف بالنساء المبايعات للرَّسول - صلى الله عليه وسلم - كإحدى المناقب العظيمة التي تفضل بها بعض النساء على بعض، وقد تأخَّر بعض النساء عن المبايَعة، ورجع نسوة أُخَر لم يبايِعْنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقوَّة الشروط المطلوبة منهنَّ[52].



وسأتناول في المبحث التالي هذه الشروط بالتَّفصيل.

 

 


[1] سورة الممتحنة؛ الآية: 12.

 

[2] ابن منظور، "لسان العرب" (1/557).
[3] ابن منظور، "لسان العرب" (1/557). 
[4] أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب: (10) ما يستر من العورة، ح (368). 
[5] سورة الفتح؛ الآية: 10. 
[6] قلعجي، محمد رواس، وحامد صادق قنيبي، "معجم لغة الفقهاء"، (ص115). 
[7] العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، "فتح الباري شرح صحيح البخاري" (1/64). 
[8] ابن خلدون، عبدالرحمن بن محمد، "مقدمة ابن خلدون" (ص209). 
[9] المبارك، محمد "نظام الإسلام (الحكم والدولة)"، (ص30).
[10] انظر: أبو فارس، محمد عبدالقادر: "النظام السياسي في الإسلام" (ص300). 
11] ابن هشام، أبو محمد عبدالملك، "سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -"، (2/32 - 33) (بتصرف). 
[12] ابن هشام "سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم"، (2/36). 
[13] أخرجه البخاري، كتاب: الإيمان، باب: (10) علامة الإيمان حب الأنصار، ح (18)، وفي كتاب التفسير، باب: (3) ﴿ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴾، ح (4894) بنحوه.
[14] كتاب الحدود، باب: (10) الحدود كفارات لأهلها، ح (1709).
[15] العسقلاني، "فتح الباري" (1/66 - 67) (بتصرف يسير).
[16] أخرجه البخاري، كتاب: الإيمان، باب: (43) كيف يبايع الإمام الناس؟ ح (7199 - 7200)، وكتاب الفتن، باب: (2)، قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((سترون بعدي أمورًا تنكرونها))، ح (7055- 7056). 
[17] ابن هشام، "سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم"، (2/63). 
[18] العسقلاني، "فتح الباري" (1/67) (بتصرف). 
[19] سورة الأنفال، الآية: 5.
[20] ابن هشام، "سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم"، (2/63).
[21] انظر: ابن عبدالبر، "الاستيعاب" (4/1784).
[22] سورة الفتح، الآية: 10.
[23] سورة الفتح، الآية: 18. 
[24] أخرجه البخاري، كتاب: المغازي، باب (35) غزوة الحديبية، وقول الله – تعالى -: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾، ح (4169). 
[25] أخرجه البخاري، كتاب: المغازي، غزوة الحديبية، ح (4153). 
[26] أخرجه البخاري، نفس التخريج، ح (4154). 
[27] أخرجه البخاري، نفس التخريج، ح (4155).
[28] العسقلاني، "فتح الباري" (7/440). 
[29] انظر: ابن عبدالبر، "الاستيعاب" (4/1903). 
[30] المرجع السابق، (4/1862). 
[31] المرجع السابق، (4/1963). 
[32] سورة الممتحنة؛ الآية: 10. 
[33] أخرجه الطبراني في "تفسيره" (22/242- 248).
[34] العسقلاني، "الإصابة" (8/241). 
[35] سورة الممتحنة؛ الآية: 12.
[36] ابن عاشور، محمد الطاهر، "التحرير والتنوير" (28/164).
[37] سورة الممتحنة، الآية: 11. 
[38] أخرجه البخاري، كتاب: التفسير، باب: (2) ﴿ إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ ﴾، ح (4891).
[39] الواحدي: "أسباب النزول"، (ص424).
[40] أم كلثوم - الأموية - أخت الوليد بن عقبة، أسلمتْ وهاجرت تمشي إلى المدينة في زمن الهدنة، فلحقها أخواها الوليد وعتبة؛ ليردَّاها، فلم ترجع، قال ابن حجر: وبسببها نزلت آية الامتحان، فامتحنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والنساءَ بعدها: ((ما أخرجكن إلا حبُّ الله ورسوله، لا حب زوج ولا مال))، فإذا قلن ذلك، لم يرددن، ولم يكن لها زوج بمكة، فتزوَّجها زيد بن حارثة، ثم الزبير، ثم عبدالرحمن بن عوف، ثم عمرو بن العاص فماتت عنده؛ انظر: "الإصابة" (8/274).
[41] العسقلاني، ابن حجر بن علي، "فتح الباري شرح صحيح البخاري"، (8/636). 
[42] أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/357)، والترمذي ح (1597)، وسنن النسائي (7/149)، وسنن ابن ماجه ح (2874)، وقال ابن كثير: هذا إسناد صحيح، انظر: "تفسير ابن كثير" (8/96).
[43] "تفسير ابن كثير" (8/97).
[44] أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب (3) ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴾، ح (4895). 
[45] أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/380)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (6/38)، وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، ورجاله ثقات، قال محققو المسند (45/104): إسناده ضعيف. 
[46] أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب (3) ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴾، ح (4894). 
[47] انظر: تفسير الطبري (28/52)، وتفسير الرازي (29/266)، وتفسير ابن كثير (8/99). 
[48] عائشة بنت قدامة بن مظعون القرشية الجمحية، عمُّها عثمان بن مظعون، قال أبو عمر: من المبايعات، تعد في أهل المدينة، قال ابن حجر: إنما هي مكية، والبيعة المذكورة كانت بمكة، وحديثها في "المسند"، وتزوجها إبراهيم بن محمد بن حاطب، فولدت له، وأمها رائطة بنت سفيان بن الحارث بن أمية الخزاعية، كما جاء ذكرها في الحديث، انظر: ابن عبدالبر، "الاستيعاب" (4/1848)، والعسقلاني، "الإصابة" (8/142). 
[49] أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/365)، قال محققو المسند (44/618): صحيح لغيره، ورجاله ثقات، وله شاهدٌ من حديث أميمة بنت رقيقة، وغير ذلك.
[50] أم سليط، وهي أم قيس بنت عبيد بن زياد بن ثعلبة من بني مازن بن النجار، تزوجها أبو سليط بن أبي حارثة، فولدت له سليطًا وفاطمة، ثم تزوجت مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري، فولدت له أبا سعيد.
أسلمت، وشهدت أُحُدًا وخيبر وغيرهما، بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم، انظر: العسقلاني؛ "الإصابة" (8/242)، (8/269).
قلت: ولم تورد لنا كتب التراجم أي البيعات التي اشتهرت بِحضورها، وذلك دليل على تفضيل النساء المبايعات على غيرهن، وخاصَّة بيعة النساء؛ لاشتهارها في حق النساء، وكثرة ورودها في كتب التراجم. 
[51] أخرجه البخاري. كتاب المغازي، باب (ذكر أم سليط)، ح (4071).
[52] ابن سعد، "الطبقات الكبرى" (8/6).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير آية بيعة النساء من سورة الممتحنة (2/2)
  • اللؤلؤ والجوهر المستخرج من سورة الكوثر
  • مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء كالرجال
  • الأساليب التربوية في سورة الممتحنة
  • بيعة النساء وكيف كانت؟

مختارات من الشبكة

  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • فوائد مختارة من تفسير ابن كثير (1) سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التنبيه على أن " اليسير من تفسير السعدي " ليس من تفسيره(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
6- خطأ في التوثيق
محمد - المغرب 09-06-2015 02:57 AM

[16] أخرجه البخاري، كتاب: الإيمان، باب: (43) كيف يبايع الإمام الناس؟
الصواب كتاب الأحكام وليس كتاب الإيمان

5- إصدار بحث شامل في بيعة النساء
عثمان عبالصادق المختار رحمة الله - السودان 06-11-2014 01:34 PM

أعتقد أنّ بيعة النساءالمؤمنات تحتاج منّا بحث واسع دقيق وشامل يستند على الكتاب والسنّة الشريفة المطهرة .نسأل الله أن يوفق القائمين عليه ويسهله....

4- معنى الآية
ناهي - iraq 19-06-2014 05:04 PM

(بين أيديكن وأرجلكن) ما معنى هذه العبارة؟

3- سورة الممتحنة
لمياء - السعودية - الرياض 23-10-2010 03:46 PM

الله يجزاك ألف خير على الموضوع الصراحة موضوع يجنن وأشكر جهدك بالموضوع

موضوع مميز

2- طلب
أحمد سقاف - اليمن 27-09-2010 08:45 PM

نطلب منكم تكرما بعرض المبحث التالي لهذا المبحث وشكرا

1- شكر
sweety - قطر 08-12-2009 12:50 PM
جزاكم الله ألف خير عسى ينكتب في ميزان حسناتكم
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب