• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سمات المسلم الإيجابي (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    المصافحة سنة المسلمين
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدرس الثامن عشر: الشرك
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (5)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

خبيب الولي

خبيب الولي
حسن عبدالحي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/5/2013 ميلادي - 24/6/1434 هجري

الزيارات: 6644

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث خبيب الولي


قال الإمام البخاري - رحمه الله -:

حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، أخبرنا ابن شهاب، قال: أخبرني عمرو بن أبي أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة - وكان من أصحاب أبي هريرة - عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة عينًا، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جدِّ عاصم بن عمر بن الخطاب، حتى إذا كانوا بالهدْأَة بين عُسفَان ومكَّة، ذُكِروا لحيٍّ من هذيل يُقال له: بنو لِحيان، فنفروا لهم بقريب مائة رجل رامٍ، فاقتَصُّوا آثارهم، حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزلٍ نزلوه، فقالوا: تمر يثرب، فاتَّبعوا آثارهم، فلمَّا حسَّ بهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى موضع، فأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق ألاَّ نَقتُل منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت: أيها القوم، أمَّا أنا فلا أنزل في ذمَّة كافرٍ، ثم قال: اللهم أخبر عنَّا نبيَّك - صلى الله عليه وسلم - فرمَوْه بالنبل، فقتلوا عاصمًا (في سبعة نفر)، ونزل ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خبيب وزيد بن الدَّثِنَة ورجل آخر، فلمَّا استَمكَنُوا منهم أطلَقُوا أوتار قِسِيِّهم فربطوهم بها، قال الرجل الثالث: هذا أوَّل الغدر، والله لا أصحبكم؛ إنَّ لي بهؤلاء أسوة - يريد القتلى - فجرروه وعالجوه، فأبى أن يصحبهم (فقتلوه)، فانطلق بخبيب وزيد بن الدَّثِنَة حتى باعُوهما بعد وقعة بدر، فابتَاع (بنو) الحارث بن عامر بن نوفل خبيبًا، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرًا حتى أجمعوا قتله، فاستَعار من بعض بنات الحارث موسَى يستحد بها (للقتل) فأعارَتْه، فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه، فوجدتْه مجلسه على فخذه والموسَى بيده، قالت: ففزعت فزعة عرفها خبيب، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك، قالت: والله ما رأيت أسيرًا قطُّ خيرًا من خبيب، والله لقد وجدتُه يومًا يأكل قِطفًا من عنب في يده، وإنه لموثقٌ بالحديد وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزَقَه الله خبيبًا، فلمَّا خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحلِّ، قال لهم خبيب: دعوني أصلِّي ركعتين فتركوه فركع ركعتَيْن، فقال: والله لولا أن تحسَبُوا أنَّ بي جزعًا لزدتُ، ثم قال: اللهم أحصِهم عددًا، واقتُلهم بَدَدًا، ولا تُبقِ منهم أحدًا، ثم أنشأ يقول:

فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

 

ثم قام إليه أبو سِرْوَعَة عقبة بن الحارث فقتَلَه، وكان خبيب هو سَنَّ لكلِّ مسلمٍ قُتِل صبرًا الصلاة، (واستجاب الله - عزَّ وجلَّ - لعاصم بن ثابت يوم أُصِيب)، وأخبر - يعني: النبي صلَّى الله عليه وسلَّم - أصحابَه يوم أُصِيبوا خبرهم، وبعث ناسٌ من قريش إلى عاصم بن ثابت - حين حُدِّثوا أنه قُتِل - أن يؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قَتَل رجلاً عظيمًا من عُظَمائِهم، فبعث الله لعاصم مثل الظُّلَّة من الدَّبْر فحَمَتْه من رسلهم، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئًا.

 

(رواه البخاري وغيره، وما بين القوسين من "مسند أحمد").

 

هذا الحديث فيه فوائدُ عظيمة، ومعانٍ جليلة، يَحسُن بنا في زمن الاستِلاب استِيعابها وتدبُّرها، وحالنا اليوم يُشبِه حال هؤلاء النفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أحاط بهم القوم وأرادوهم على أنفسهم، ونحن أحاطَتْ بنا قُوَى الفساد والشر والكفر، وأرادونا على ديننا أو أرواحنا، غير أنهم كانوا الشهداء الأولياء، وكُنَّا غير ذلك!

 

ونحن اليومَ إذ نَطلُب التَّمكِين لدين الله -تعالى- وسيادة حكم الله على الأرض وفي الناس، يجب علينا الاقتِداء بأصحاب نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - تلكم الثُّلَّة المباركة التي ملأت بشرع الله الأرضَ عدلاً ورحمة.

 

وهذا الاقتِداء لا يكون إلا بعد مُدارَسة أحوالهم ومَواقِفِهم وقصصهم، واستخراج الفائدة الدعوية منها، ومن هنا نولي تلك الأحاديث اهتمامنا.

 

• قول أبي هريرة - رضي الله عنه -: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة عينًا".

فيه وجوب أو استِحباب أخْذ الداعية إلى الله بالأسباب الغالب على الظنِّ مصلحتُها الدعويَّة، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأخذ بكلِّ أسباب نجاح دعوته التي لا تُخالِف شرع الله -تعالى- وهذا كثيرٌ في سيرته - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

ومن أسباب نجاح الدعوة إلى الله في كلِّ زمان ومكان، حُسْنُ سياسة قَيِّمِها وفَهْمه للواقع ومجاراته له، ما لم يُخالِف منهج الله، وكلُّ هذا داخلٌ في قوله -تعالى-: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60].

 

• قوله: "وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري":

فيه ضرورة تَنصِيب الأمير؛ إذ به يفصل النقاش، ويقطع على الشيطان طريق الخلاف، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا خرج ثلاثةٌ في سفر، فليؤمِّروا أحدهم))؛ (أخرجه أبو داود، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع")، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يحلُّ لثلاثة نفر يكونون بأرض فَلاةٍ إلا أمَّروا عليهم أحدهم))؛ (أخرجه أحمد، وقال الألباني في "الصحيحة": رجاله ثقات غير ابن لَهِيعة؛ فإنه سيِّئ الحفظ).

 

وقد كان - صلى الله عليه وسلم - ينصب على كلِّ سارية أو بعث أو جيش أميرًا؛ وذلك ليستقيم للناس أمرهم، ولا يَعوقُهم الخلاف.

 

• قوله: "فاتبعوا آثارهم، فلمَّا حسَّ بهم عاصم وأصحابه، لجؤوا إلى موضع، فأحاط بهم القوم":

فيه أنه: ((لا يُغنِي حذر من قدر)) كما قال - صلى الله عليه وسلم - (الحاكم وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع")، وأنَّ الأسباب وَارِدٌ عليها النجاح أو الإخفاق؛ لذا على الداعية إلى الله أن يُعلِّق قلبه بالله قبل وبعد أخذ الأسباب، وعليه ألاَّ يحزن من وقوع قضاء الله عليه، وإن كان على خلاف ما يحبُّ، فالله - عزَّ وجلَّ - يَقضِي للمؤمن ما فيه الخير له؛ كما جاء في الحديث: ((عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمرَه كله له خير))؛ (رواه مسلم).

 

• قوله: "فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق ألاَّ نقتل منكم أحدًا":

في روايةٍ أخرى: "فقالوا لهم: إنَّا والله ما نريد قتالكم؛ إنما نريد أن نصيب منكم شيئًا من أهل مكة"؛ أي: نريد أن نبيعكم لأهل مكة، وقد استقرَّ عند العرب عداوة أهل مكة للمسلمين، لا سيَّما بعد غزوة بدر.

 

وفي فعل بني لحيان مع النفر من المسلمين فائدة سياسية، وهي ما يُسَمَّى بالمصالح المشتركة؛ فبنو لحيان يُرِيدون المال، وأهل مكة يُرِيدون الثأر من المسلمين بعد بدر، فاجتَمَع الفريقان على المسلمين بدَوافِع مختلفة، وهذا عين ما يحدث اليومَ أيضًا في قضايا المسلمين مع أعدائهم المختَلِفين في كلِّ شيء، إلا بغض الإسلام والنكاية بأهله.

 

• قوله: "فقال عاصم بن ثابت: أيُّها القوم، أمَّا أنا فلا أنزل في ذمَّة كافر":

ظاهره أنَّه لم يُلزِم أحدًا من أصحابه برأيه، وإلاَّ كان لِزامًا عليهم متابعته، وفيه: أنَّه لا ينبَغِي للقيِّم أو الأمير أخذ من معه بالعزيمة؛ بل له هو العمل بالعزيمة وفتح باب الرخصة لهم.

 

وفيه استِحباب استِعلاء المؤمن بدينه، ورفضه النزول لحكم الكافر وإن كان مجبرًا.

 

• قوله: "ثم قال: اللهم أخبر عَنَّا نبيَّك - صلَّى الله عليه وسلَّم":

أي: خَبَرَنا، وأنَّنا لم نقصر فيما بعَثَنَا؛ وإنما أُخِذنا رغمًا عَنَّا، وفي روايةٍ أنَّه قال هنا: اللهم إني أحمي لك اليومَ دينك، فَاحْمِ لي لحمي، فكان كما دعا، كما سيأتي.

 

• قوله: "فرمَوْه بالنبل فقتلوا عاصمًا في سبعة نفر":

أي: وقتلوا معه ستةً آخَرين، فكان عدد القتلى سبعة، وقد يكون في هذا أنَّ دافع خروج بني لحيان لم يكن المال وحسب؛ بل بعض الكراهية للمسلمين كذلك، وإلا لما قتلوهم.

 

وعامَّة أهل الكفر يُفَضِّلون أصحاب أيِّ ملَّة ونحلة أخرى على الإسلام والمسلمين، وإن كان الإسلام أقرب لهم، كما نرى اليومَ من تحيُّز النصارى لليهود ضدَّ المسلمين؛ بل وتواطُؤ العالم كلِّه ضدَّ الإسلام والمسلمين، وهذه الطبيعة في المشركين سببُها وضوح العقيدة الإسلامية عامَّة، وعقيدة الولاء والبراء خاصَّة، وعدم تميُّع المسلمين لها، لا كما يفعل أهل الكفر.

 

• قوله: "ونزل ثلاثة نفرٍ على العهد والميثاق":

فيه جواز الأخْذ بالرخصة كما سبَق، وهذا عادَةً يرجع إلى طَبائِع النُّفوس، ورُؤَى الناس في المواقف.

 

• قوله: "فلمَّا استمكنوا منهم، أطلقوا أوتار قِسِيِّهم فربطوهم بها، قال الرجل الثالث: هذا أوَّل الغدر، والله لا أصحبكم؛ إنَّ لي بهؤلاء أسوة - يريد القتلى - فجرروه وعالجوه، فأبى أن يَصحَبَهم فقتلوه":

فيه أنَّ عادة أهل الشرك الغدر وعدم الوفاء بالوعود، وهذا مُشاهَد بكثرةٍ اليوم مع المسلمين، فلا يَكادُون يُوفُون بعهد أو كلمة لنا.

 

وفي فعل الرجل الثالث أهميَّة الاستِفادة من التجرِبة.

 

• قوله: "فانطلق بخبيب وزيد بن الدَّثِنَة حتى باعُوهما بعد وقعة بدر":

فيه تعزِيَةٌ للعامِلين لهذا الدين، المُطاردين في كلِّ أنحاء الدنيا، والمأسورين في سجن العدوِّ الكافر أو المنافق، وأنهم وإن أصابهم بعض الأَذَى، فمِن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - مَن وقع في الأسر وبِيعَ رقيقًا!

 

وهذا من طبيعة الطريق إلى الله، وكل عبد مؤمن أو كافر يُصِيبه بعض الأذى، لكن المؤمن يَؤُول به البلاء للخير، والكافر يَنتَظِره الأدهى والأمرُّ.

 

• قوله: "فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيبًا، وكان خبيب هو قتَل الحارث بن عامر يوم بدر":

وفي رواية زيادة: "فأمَّا زيد، فابتاعَه صفوان بن أميَّة فقتَلَه بأبيه":

وفي هذا دليلٌ على حنق أهل الكفر على المسلمين، لا سيَّما أصحاب السبق منهم في الخيرات، وليس هذا بأغرب من حال بعض اليهود اليوم، الذين لا يزالون يتذكَّرون خيبر ويتوعَّدون المسلمين بيوم كيومها!

 

• قوله: "فلبث خبيب عندهم أسيرًا حتى أجمعوا قتله، فاستَعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها للقتل فأعارته":

أي: يحلق بها عانته قبل أن يُقتَل، وفي هذا وجوب عناية المسلم بحاله وهيئته حتى عند القتل، كما أنَّ فيه إظهار شعائر دينه في أحْلكِ المواقف، وليس كما يفعل البعض مِنَّا من التخلِّي عن كثيرٍ من السُّنَن الظاهرة؛ بحجَّة الانشِغال بالأهمِّ.

 

• قوله: "فدرج بُنَيٌّ لها وهي غافلة حتى أتاه، فوجدتْه مجلسه على فخذه والموسى بيده، قالت: ففزعتُ فزعة عرفها خبيب، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك":

فيه حسن خلق المسلم وإظهار ذلك لعدوِّه؛ بغية انشِراح صدره للإسلام.

 

• قوله: "قالت: والله ما رأيت أسيرًا قطُّ خيرًا من خبيب، والله لقد وجدته يومًا يأكل قِطفًا من عنب في يده، وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزقٌ رزَقَه الله خبيبًا":

فيه إثبات الكَرامات، وهي تقع لعِباد الله الصالحين، وصحابة نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - خير عِباد الله الصالحين.

 

والكرامة تقع من الله للعامِلين لدينه تأييدًا وتثبيتًا وتكريمًا، وهي من عاجل بُشرى المؤمن في الحياة الدنيا، ولا يزال المبتلَوْنَ في الله إلى اليوم يرَوْن من الآيات ما فيه سلوى لهم عن الأذى.

 

• قوله: "فلمَّا خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحلِّ، قال لهم خبيب: دعوني أصلِّي ركعتين، فتركوه فركع ركعتين":

فيه لجوء العبد إلى مولاه في كلِّ حين، لا سيَّما وقت الكربات، وفيه أنَّ الصلاة خير مُعِين على الثبات؛ كما قال -تعالى-: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ﴾ [البقرة: 45]، وفيه حرص المسلم على حسن ختامه بعمل الصالحات وإن كان موته شهادة.

 

• قوله: "فقال: والله لولا أن تحسبوا أن بي جزعًا، لزدت":

فيه استِحباب كبْت الكافر والمنافق، وإظهار اليقين في وعد الله -تعالى- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعدم الخوف من الموت، وإحسان الظن بالله، وعِظم قدر الصلاة عند المسلم.

 

• قوله: "ثم قال: اللهم أحصِهم عددًا، واقتلهم بَدَدًا، ولا تُبقِ منهم أحدًا":

فيه تخويف المشركين بالله، والاستِكفاء بالدعاء بعد نَفاد الحِيَل، وفي بعض الرِّوايات: "فلمَّا رُفِع على الخشبة استَقبل الدعاء، قال: فلبِد (لزم) رجل بالأرض؛ خوفًا من دعائه! فقال: اللهم أحصِهم عددًا، واقتلهم بَدَدًا، قال: فلم يحل الحول ومنهم أحدٌ حي غير ذلك الرجل الذي لبد بالأرض".

 

• قوله: "ثم أنشأ يقول:

فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ  شِلْوٍ  مُمَزَّعِ

 

فيه إظهار المسلم لهُويَّته، وأنه إنما يَحْيَا ويموت لله ولدينه، وفيه التسلِّي بإنشاد الشعر أو ما أشبهه في الملمَّات، وفي بعض الرِّوايات: "فقال خبيب: اللهم إني لا أجد مَن يبلِّغ رسولَك مِنِّي السلام، فبلِّغه".

 

• قوله: "ثم قام إليه أبو سِرْوَعة عقبة بن الحارث، فقتَلَه":

في بعض الروايات: "فلمَّا وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب، نادوه وناشدوه: أتحبُّ أن محمدًا مكانك؟ قال: لا والله العظيم، ما أحبُّ أن يفديني بشوكة في قدمه".

 

وفي هذا غيظٌ للكفَّار، وإظهار حبِّ المسلم لنبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

• قوله: "وكان خبيب هو سَنَّ لكلِّ مسلم قتل صبرًا الصلاة":

أي: هو أوَّل مَن صلَّى هذه الصلاة، صلاة ما قبل القتل، وقتْل الصبر: هو القتل بعد حبس أو أسر، وقد صلاَّها بعد خبيب جماعةٌ من العلماء والمجاهدين قبل استشهادهم.

 

• قوله: "وبعث ناسٌ من قريش إلى عاصم بن ثابت - حين حُدِّثوا أنه قُتِل - أن يؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قتَل رجلاً عظيمًا من عظمائهم":

فيه: شدَّة كراهية الكفَّار للمسلمين، وعدم مبالاتهم بحرمة أجساد الأموات، كما فعلوا يوم أُحد من تَمثِيل بشُهَداء المسلمين.

 

• قوله: "فبعث الله لعاصم مثل الظُّلَّة من الدَّبْر، فحمَتْه من رسلهم، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئًا":

أي: مثل السحابة، والدَّبْر: الزنابير، وقيل: ذكور النحل.

 

وفيه كرامة أخرى لعاصم بعد خبيب - رضِي الله عنهما - وفيه حفظ الله للمؤمن بعد موته، كما رُوِي عن قتادة قال: كان عاصم بن ثابت أعطى الله عهدًا ألاَّ يمسه مُشرِك ولا يمس مشركًا أبدًا، فكان عمر يقول لما بلغه خبره: يحفظ الله العبد المؤمن بعد وفاته كما حفِظَه في حياته.

 

وفي هذا طمأنينة للعامِلين لدين الله -تعالى- ألاَّ يخافوا على أنفسهم أو أهليهم وذويهم بعد موتهم، فالله -تعالى- يحمِيهم؛ كرامةً لجنده بعد موتهم.

 

وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أبو حازم سلمة بن دينار
  • أبو عبدالله الذهلي
  • فوائد من حديث خبيب بن عدي

مختارات من الشبكة

  • قصة سعيد بن عامر الجمحي مع خبيب بن عدي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من كرامات خبيب بن عدي وأم أيمن رضي الله عنهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خبيب بن عدي الشهيد الصبور(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قصص رائعة للشباب - وقفات تربوية (قصة الصحابي الجليل خبيب بن عدي رضي الله عنه)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • خبيب بن عدي رضي الله عنه وثبات المؤمن(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • مخطوطة جزء فيه حديث خبيب الأنصاري وخريم الطائي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الأدب والقيادة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • نصوص من الشعر الإسلامي .. حسان بن ثابت وخبيب بن عدي نموذجا(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • للعاقلات فقط، 100 وقفة تربوية للمرأة مع رسول الله (6)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • غزوة الرجيع(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب