• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 28 : 31) (1)

تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 28: 31)
الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/4/2013 ميلادي - 23/5/1434 هجري

الزيارات: 5417

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير القرآن الحكيم

سورة الحجر (الآيات 28 : 31) (1)

 

قول الله - تعالى ذِكْرُه -: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 28 - 31].


﴿ سَوَّيْتُهُ ﴾ التَّسوية: إتْمام الخَلْق والتَّقدير، وإتقانه وإحسان التصوير، وجعل كلِّ عضو في مكانه بالحكمة والدِّقة، فكان بشرًا سويًّا في أحسن تقويم.


قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ*بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة: 4] وقال: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾ [الشمس: 7] وقال: ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ﴾ [القيامة: 39]، وقال: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ﴾ [الأعلى: 1 - 3] وقال: ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً ﴾ [ الكهف: 37] وقال: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ في َحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4] وقال: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ [غافر: 64] وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 8 ] وقال: ﴿ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [التغابن: 3] وقال: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ﴾ [الأعراف: 11] وقال: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ في الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 6].


والنفخ - فيما يَعرف الإنسان - دَفْع الْهواء من الفم بالْحركة المعروفة، وذلك في شأنِ مَن له فَمٌ وشَمٌّ يجذب به الهواء ثُم يدفعه، وهو مستحيل في حقِّ ربِّنا سبحانه الذي: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [ الشورى: 11] لكنه نفخٌ لا يَعلم حقيقته إلاَّ الله الذي وصف نفسه به، وأخبَر عنه: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً ﴾ [النساء: 122]، وهو ككُلِّ صفات ربِّنا التي وصف بها ذاتَه العليَّة، هي صفات حقيقيَّة على المعنى القرآنِيِّ العربي المبين، وهي على ما يَليق به سبحانه، لا نعرف، ولن نعرف، ولن يعرف أحدٌ من الإنس أو الجنِّ ولا غير الإنس كُنْهَها ولا كيفيَّة اتِّصاف ربِّنا بها، لكنَّنا نؤمن بها على ما أثبتَها الله ورسوله، لا نُمثِّلها ولا نؤولُها بصرف الألفاظ عن معانيها العربية، ولا نحاول إدخالَها تحت معقولنا الذي لا سبيل له إلاَّ من طريق الحواسِّ، وسبحان ربِّنا أن تُدْرِكَه حاسَّة من حواسِّنا، بل ما لا نُحصي من خلقه في أنفسنا وفي العوالِم العُلويَّة والسُّفليَّة لا تُدْركه حواسُّنا، وهو من الغَيْب الذي نؤمن به على ما جاء الخبَرُ الصادق عن الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا نتعدَّى ذلك؛ فإنَّ لِحواسِّنا وعقولنا حدًّا، من البغي والظُّلم أن نُحاول تعدِّيَه، بل من الشرِّ والفساد علينا في شؤوننا كلِّها أن نحاول مجاوزته وتعدِّيَه.

 

والعاقل مَن عرف قدْرَه، ووقف عند حدِّه، والله تعالى يقول عن نفسه سبحانه: ﴿ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103]، ويقول على لسان عبده ورسوله عيسى - عليه السَّلام -: ﴿ تَعْلَمُ مَا في نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا في نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [المائدة: 116]، ويقول: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وما أعظم رشْدَ الصَّحابة، وأهداهم للحِكْمة، وأنصحَهم لأنفسهم وللأمَّة! حين تلا عليهم النبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذا القرآن العربِيَّ المبين، فتلقَّتْه قلوبُهم بشوق المريض إلى دوائه الذي يعلم أنْ لا دواء غيره، وأقبلَتْ عليه نفوسهم إقبال الجائع المَحروم الذي يوقن أن لا يجد غذاء له إلاَّ فيه، ولَم يسأل أحدٌ منهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف؟ ولا: لِماذا؟ لأنَّهم آمنوا أنَّه هدى من ربِّهم، ورحمة وبشرى للمؤمنين، وأنه: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [ هود: 1]، ففَهِموه وعقلوه، وآمَنوا به أصدق الإيمان، وعرفوا منه ربَّهم وإِلَههم، بِما تعرَّف إليهم وإلى كلِّ عباده وَصْف نفْسه سبحانه، فأخلصوا له دينهم وقلوبَهم وأعمالهم، وانصرفوا بكلِّيَّتهم إلى تحقيق ما رسم لَهم الله في كتابه وبِهَدْي رسوله من خُطَط الحياة العلميَّة الرشيدة للدُّنيا والآخرة، فكانوا خير أمَّة أُخْرِجت للناس؛ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله.

 

ولَم يقدر الشَّيطان أن يصرفهم عن ذلك الهدى والحقِّ، بِمِثل ما صرف به مَنْ قبْلَهم من أهل الكتاب بالتنطُّع والتَّرَف القولي، واحتراف المجادلات الفلسفيَّة، والتغرير بعقولهم السَّخيفة، حتَّى أوهَمهم أنَّهم يطلبون الحقَّ بالبحث عن كُنْهِ ذوات أنبيائهم، وممَّ خُلِقوا؟ ثم خرج بِهم عن دائرة البشريَّة في الأنبياء والقدِّيسين حتى كبَّهم في هاوية سحيقة؛ إذْ زعَم لهم أنَّهم يقدرون بعقولهم السخيفة أن يقولوا في ذات الله وصفاته ما شاؤوا، فقالوا الإفْكَ والكُفْر الشنيع، والوثنية الوقحة، حتَّى جاء عبد الله ورسوله خاتَمُ المرسلين مُحمَّد -صلى الله عليه وسلم- ونزل عليه الرُّوح الأمين بهذا الكتاب الحقِّ المبين، يهدي المؤمنين به - في ربِّهم وأسمائه وصفاته، ومَحابِّه ومرضاته، وعبادته وطاعته - إلى الصِّراط المستقيم، ويَمْلك العِلْمُ بهذه الأسماء والصِّفات لربِّهم قلوبَهم، فيزكِّيها ويطهِّرها، ويدفعها إلى إخلاص العبادة له وحده، وإلى الإسلام الصَّادق له في كلِّ ما وصَفَ به نفْسَه وسَمَّاها، وفي كلِّ ما شرع من العبادات والأحكام، فهُدُوا إلى الطيِّب من القول، وهُدوا إلى صِراط العزيز الحميد، اللَّهم اجعلنا من هؤلاء بفضلك ورحمتك يا أرحَمَ الرَّاحِمين.

 

وقوله: ﴿ من روحي ﴾ الإضافة للتَّشريف، كما قال ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ﴾ [ الحج: 26]، و﴿ نَاقَةُ اللَّهِ ﴾ [الأعراف: 73]، أو لِمَعنًى دقيق آخَر، وهو أنَّه سبحانه جعل الإنسان موضِعَ عنايته؛ لأنَّه خلَقَه لِيَعرف نِعَمَه وعظمته، وآياتِه ورحْمتَه وحكمتَه، فيقوم بِحَقِّ عبادته وتسبيحه وتَقْديسه، ومِن ثَمَّ ابتلاه بأنواع ما سخَّر مما في السموات والأرض؛ لأنَّه جعل عاقبته وآخرته عظيمةَ الْخطر، فوق ما يخطر بباله: من جنَّة ونار، والله أعلم.

 

والرُّوح: المعنَى الخفيُّ والسرُّ اللَّطيف الذي تَكُون به الحياة والقوَّة والحركة، مأخوذٌ من اسم "الرِّيح" الذي هو تَحرُّك الهواء، وأصل الرِّيح: رِوْحٌ - بكسر الرَّاء - فقُلِبت الواو ياء؛ لِتُناسِبَ الكسرة، وجَمْعه: أرواحٌ ورياح، وأصل رياح: رِوَاح بكسر الراء، كما أنَّ اسم النَّفْس - بسكون الفاء - من النَّفَس، بفتحها، والرَّوْح - بفتح الراء - نسيم الرِّيح، ويقال: أروح الإنسانُ إذا تنفَّس؛ قال امْرُؤُ القيس:

لَهَا مِنْخَرٌ كَوِجَازِ السِّبَاعِ
فَمِنْهُ تَرِيحُ إِذَا تَنْبَهِرْ

 

وقال ذو الرُّمة:

فَقُلْتُ لَهُ ارْفَعْهَا إِلَيْكَ وَأَحْيِهَا
بِرُوحِكَ وَاقْتَتْهُ لَهَا قِيتَةً قَدْرَا

 

قال الرَّاغب في المفردات: الرَّوح والرُّوح - بفتح الراء وضمِّها - في الأصل واحد، وجُعِل الرُّوح - بضم الراء - اسْمًا للنَّفَس - بفتح الفاء - قال الشاعر في وصف النار - ثم ذكر بيت ذي الرُّمة المتقدِّم - ثم قال: وذلك لِكَونه تحصُل به الحياة والتحرُّك، واستجلاب المنافع، واستدفاع المضارِّ، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85] و﴿ وَنَفَخْتُ فيه مِنْ رُوحِي ﴾ [الحجر: 29] وإضافته إلى نفسه إضافة مُلْك، وتخصيصه بالإضافة تشريفًا له وتعظيمًا، كقوله: ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ﴾ [الحج: 26].

 

إلى أن قال: وسُمِّي القرآن روحًا في قولـه: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ [الشورى: 52]؛ وذلك لِكَون القرآن سببًا للحياة الأخرويَّة الموصوفة في قوله: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [ العنكبوت: 64] والرَّوح - بِفَتْح الرَّاء - النَّفَس - بفتح الفاء.

 

أقول: بل إنما سُمِّي القرآن روحًا؛ لأنَّ به حياة وقوَّةَ الإنْسانية الكريمة العاقلة، إذا قَبِلَتْه ونفَّذَت ما به، وتداوَتْ به، وحَيَّتْ بالإيمان الصَّادق والعمل الصالِحِ الحياةَ الطيِّبة، فلا تَضِلُّ ولا تشقى؛ قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24] قال: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الحديد: 16، 17].

 

والحياة حياتان: حسِّية حيوانية، وحياة معنوية:

فالأُولى: ما يَشْعر به كلُّ حي ويحس به ويدرك ويَنْمو، ويَقْبَل الغذاء ويَنْتفع به، إلى غير ذلك من خصائص الحياة الحيوانية، وهذه يشترك فيها الإنسانُ وكلُّ ما يدبُّ على الأرض من حيوان صغير أو كبير، بل والنَّبات والأرض يتَّصِفان بالحياة والموت.

 

والثانية: ما به امْتَازت الإنسانية وكرَّمها ربُّها من الفؤاد والعقل واللُّب، والتَّمْييز والتفكير والتدبير، والحفظ والتذكير، فيكون الإنسان حكيمًا راشدًا عالِمًا فاضلاً، رحيمًا مُحسنًا، يحبُّ الخير فيَسْعى إليه، ويكره الشر ويفرُّ منه، ويعرف ربَّه بآياته ورَحْمته وحكمته، فيُخْلِص له عبادتَه، ويَعْرف الشيطان وما يَكِيد له، فيكون على حذر دائم من مكايده، ولا يُلْقي أبدًا ما سلَّحه به ربُّه من الآيات حتى يَنْجو منه بلقاء ربِّه على اليقين.

 

وهذه الخصائص والمزايا الإنسانية:

هي التي مِن أجْلِها أضاف اللهُ سبحانه روحَه إليه، فقال: ﴿ مِنْ رُوحِي ﴾، فمَن عرف نعمة الله عليه فيها، وتشريفَه وتكريمه بها: فانتفع بها وجنَى ثَمراتِها من الرشد والحكمة والْهُدى وصِدْق المَحبَّة لربِّه، فأسلم وجْهَه لله، وأحسن الاستفادة والانتفاع بكلِّ ما ربَّاه به من الخير الكونِيِّ والعلمي، فهو الإنسان الكريم، ومَن لَم يعرف إلاَّ الرُّوح الحيوانيَّة، فوَقَف عندها، ودارَ معها، وأعطاها كلَّ هَمِّه وجهدِه، فهو الذي قال الله فيه قولَه: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، وقال لنبيِّه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [النمل: 80 - 81].

 

والقرآن كلُّه أنزله الله يَنْعى على أولئك الذين انسلخوا من آيات الله، ودَسُّوا أنفسهم تَحت أنقاض ما هدموا من نِعَم ربِّهم وآياته في أنفُسِهم وفي الآفاق، فقَتَلوا روح الإنسانيَّة الكريمة بِقَدْر ما أحبُّوا وقوَّوْا روح البهيميَّة، فكَمْ ذمَّهم الله، وقبَّح صنيعهم بأنفسهم وظُلْمَهم لَها، وتوَعَّدَهم على ذلك أشدَّ الوعيد، وأنذرهم وحذَّرهم عاقبة ما ارْتَضَوه من التبلُّد والتَّغابي والاستخذاء لِسُلطان الْهَوى والشهوات، والأوهام والخرافات، الَّذي مكَّن لِسُلطان الشيطان وحِزْبِه عليهم، فكانوا من السُّفَهاء الغاوين!

 

هذا، وقد اضطرَبَتْ آراء القدامى والمَحْدَثين في الرُّوح، واتَّسَع ميدان القول والجدَلِ فيها، وما كان هناك مَجال لذلك الجدَلِ والاضطراب، لو وقف كلٌّ عند ما حدَّه ربُّنا سبحانه، بقوله: ﴿ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85] فإنَّ الآية صريحةٌ أتمَّ الصراحة في أن الرُّوح سِرُّ الرُّبوبية في هذا الوجود، سرٌّ لن يَصِلَ الإنسان إلى معرفته مهما بلَغ في عِلْمِه وكشوفه لِمَا في نفسه من ذرَّات حيوانيَّة، ولِمَا في الأرض والحيوان والنبات من ذرَّات، أقدره الله به أن يتفنَّن ويستَحْدِث ويستنبط، وأن يصنع منها ما شاء له عمله، وما اقتضاه رزْقُه في أسباب العيش وزينة الحياة، لكنَّه لا يزال، ولن يزال كليل الطَّرْف حاسِرًا، أمام سرِّ الربوبية، وهو الرُّوح، التي بِها تكون الحياة، والتميُّز والنموُّ والتغذِّي.

 

وها هم الْمُلْحِدون وعُبَّاد المادَّة قد استطالوا بما علَّمَهم الله، الذي هو ربُّهم وربُّ العالَمين رغم أُنوفِهم - قد استطالوا عليه سبحانه وعلى رسُلِه وشرائعه وعبادته، وزعموا أنَّهم أقاموا الدَّليل على ربوبيَّة المادَّة، فخَرُّوا لَها سُجَّدًا وعندها، ولكنَّهم خَسِئوا، إنما كبَّهم شيطانُهم فيما كبَّ فيه سلَفَهم الصُّوفيَّةَ مِن قبْلُ ومن بعد، فهُم كذلك قالوا: إنَّ ربَّهم نواة الوجود، منها خرج كما تَخْرج النَّخلة من النواة، فالمادِّيُّون المتمدينون لم يأتوا بشيء جديد، ولن يَقْدروا على إقامة دليل جديد على كُفْرِهم وبَغْيِهم، إلاَّ في نظَرِ الْمُنسَلِخين من آيات الله أمثالِهم، بل هم عَبيدُهم المقلِّدون لهم تقليدًا أعمى على غير هُدًى ولا بصيرة، وإنَّما هو تزَلُّفٌ ونِفاق لأولئك الكفرة؛ لأنَّ في يَدِهم القوَّةَ المادِّيَّة وسُلْطان الدُّنيا اليوم، ولو وجدوا صولة الإسلام وسلطانَه نافذًا لقَرَعت دِرَّةُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رؤوسَهم، فاستخرجت منها تلك الشياطين.

 

أقول: وعَجز الماديُّون الملحدون عن أن ينفخوا الرُّوح، وأن يصنعوا كما يتمنَّون كائنًا حيًّا، ولو مِن أسفل درجات الحيوان، كما كان عيسى ابن مريم - عليه وعلى نبيِّنا الصَّلاة والسلام - يَخْلق من الطِّين كهَيْئة الطَّيْر بإذن الله، ثُمَّ يَنْفخ فيه، فيكون طيرًا بإذن الله، ولم يكن عند عيسى - عليه السَّلام - مثْلُ ما عند هؤلاء من ملايين الأموال يُنْفِقها كما يُنْفِقون، ولم يكن له ما للملحدين اليومَ من السُّلطان الذي أخضعوا به حكوماتٍ تستجيب لكلِّ ما يَطْلُبون، وتُحْضِر لهم كل ما يريدون، وتصنع لهم كلَّ ما يشاؤون.

 

فهذا العجز - مع بَذْل كلِّ هذه الجهود وملايين الأموال، وتسخير كلِّ هذه الحكومات - أوضحُ دليل وأقطع برهان على دجل وكَذِب مَن يزعمون أنَّهم يُحضرون أرواح الْمَوتى، وإن بلَغ من بُهْتانهم وإِفْكِهم وسخافة عقول الجُمهور من النَّاس اليومَ - أن يَزْعموا أنَّهم يلتَقِطون لأرواح الموتى صورًا ورسومًا؛ يَعْرضونها على الأغنياء والكفرة والسُّخفاء بالفانوس السِّحري، فيالله للعقول كيف تحطَّمَت؟! وللناس كيف هَووا إلى رَدْغَة الخبال؟!

 

إنَّ تلك الأرواح ليست ذواتٍ ولا جواهِرَ تُحَسُّ وتُدْرَك بالسَّمع والبصر، والشَّمِّ والذَّوق، ولا يَعْلم أين هي إلاَّ ربُّها الذي نفَخها في الوجود، فلا يَقْدر عليها وعلى قبْضِها وإمساكها وإرسالِها إلاَّ الذي يَعْلم سِرَّها، ولو فرَضْنا المستحيل وأنَّها حُضِّرَت - كما يَزْعمون - من مقَرِّها في العذاب أو النَّعيم - وهذا مستحيل - لكان حضورها دليلاً على أنَّها ذاتٌ وجواهر، تلك الذَّوات والجواهر مهما لَطُفَت ودقَّتْ، فإنَّ مستحدَثات المَجاهر والمُكَبِّرات لا بُدَّ أن تَحُدَّها وتُحلِّلها، ويعرف النَّاظر فيها مادَّتَها وكْنُهَها، والذي يُلْتقَط له رسْمٌ وصورة أحْرَى أن يُرَى وتُعْرَف ماهيَّته وذرَّاتُه، ولو كان ذلك كذلك، لعَرَفوها وصنعوها، ونفخوها فيما يريدون أن يقيموا به آخِرَ دليل على إلْحادهم وكفرهم، وهُم جِدُّ حريصين على ذلك أشدَّ مِن حِرْصِهم على أيِّ شيء، لا أن يقتصروا بِها على تلك الشواذِّ والألاعيب الصِّبيانية التي يتلَهَّى بها السُّفَهاء عند من يَزْعمون من الدَّجاجلة إحضار الأرواح، بل لاستخدموها في إعادة ملايين الشَّباب الذين طحنَتْهم تلك الحروب الظَّالِمَة الباغية، ورَدُّوهم إلى ميادين القتال، وهم إلى ذلك مُحتاجون أشدَّ الحاجة، بل لو عرفوا الرُّوح وسِرَّ حياة النباتات والزَّرع لنَفَخوها فيما تركت الحَرْب من بلادهم صعيدًا جرُزًا وخرابًا بلقعًا، وكان مِن الله سَوْطُ عذاب عليهم بذلك الجوع القاتل والدَّمار الْمُهْلِك، لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا من كل ذلك، بينما هم في أشدِّ الحيرة والارتباك أمام هذه الضَّائقات.

 

ولسْتُ أعجب لأولئك الدجاجلة المخرِّفين الذين يزعمون - بُهتانًا - أنَّهم يحضرون - عجبِي أشدَّ العجب - لِمَن يُنْسَب إلى العلم، بل والتحقُّق والتمحُّص، بل والفقه في معاني القرآن، والخِبْرة بِمَقاصده، ثم يُصَدِّق أولئك الدَّجاجلةَ المشعوذين، ثم تكون الطامَّة منه أن يَتَّخِذ من ذلك أدلة يزعم أنه بها يردُّ على الْمُلْحِدين، ويبطل كُفْرَهم بالله ربِّ العالمين؛ لأنَّه مِن عِلْمِ ما وراء المادَّة، ولا سبيل للعقل إلى العلم به من طريق الحواسِّ - وهو بذلك يُعْطيهم دليلاً جديدًا على كفرهم، ويُساعدهم على إلْحادهم، ولا يَشْعر؛ لأنَّه إذا وافقَهم وقال معهم بالقُدْرة على إحضار الأرواح، فقد خرَجَت عن أن تكون أرواحًا، وأن تكون وراء المادَّة، أن تكون سرَّ الرُّبوبية في الوجود، كما قال الله في مُحْكَم كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بل كانت شيئًا مادِّيًّا في متناول قدرتهم؛ لأنَّهم زعموا أنَّهم عرفوا مكانه، وفهموا لُغَته، فقدروا على مُخاطبته، بل وعلى تذليله وإخضاعه لِسُلطانِهم، فجذبوه من مقرِّه، وتناولوه "بالرَّسم والتَّصوير"، وبطل بذلك أن يكون هناك موجودٌ وراء المادة، ﴿ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103]

 

ولذلك فإنِّي لم أجد مَن أقَرَّ هذا الدليل الرُّوحاني بزعمهم على وجود الله إلاَّ وقد انسلخ من الدِّين الصحيح والإيمان بالله وكتابه ورسوله، ومال كل الميل إلى تمجيد ملاحدة الفرنج، وبذل جهده في إخْضاع القرآن وحديث الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- لإلحادهم وكفرهم، يزعم أنَّ ذلك لِتَقريب الإسلام إليهم لِيَدينوا به ويتَّبعوه، فزيادة على انسلاخه هو عن الإسلام، لم نرَ ولم نسمع أن أحدًا من أولئك المُلْحدين دان بالإسلام؛ بل ولا قرب منه؛ بل ولا كفَّ أذاه وسلاطةَ لسانِه وقلْبِه عنه.

 

والدِّين الحقُّ الذي ندين اللهَ به، لا نَبْغِي عنه حِوَلاً، ولا نريد به إلاَّ وجه ربِّنا سبحانه ومرضاتَه - أنَّ الرُّوح من علم الغيب الذي نؤمن بالخبَر الصادق فيه، ونقف عِنْده، وأنَّ كُنْه سِرِّ الحياة والقوَّة والعقل والإدراك والتمييز، خفِيٌّ كلَّ الخفاء، بعيدٌ كلَّ البعد عن مُتناوَلِ إدراك الإنسان وتَحْديده ومعرفة عناصره الذَّاتية، عبَّر الله عن هذا السرِّ بالرُّوح؛ من أجْل ذلك اللُّطف والخفاء، وأنَّ كل شيء من الحيوان والنبات، بل والجماد ففيه روح بِحَسبه، يكون بها تَملُّكه وبقاؤه، وقوَّته على أداء عمله إلى أجَلِه الذي أجَّله الله له، ويكون الانتفاع به على المعنى الذي أبدعه العليم الحكيم له.

 

وما دامت هذه الرُّوح في الشيء، فالنَّاس قديمًا وحديثًا يقولون: فيه روح، وإذا بطَلَ منه ذلك يقولون: ليس فيه روح، ويقولون: مات، حتى الجماعات والأُمَم يقولون: ماتَتِ الأُمَّة، وفي الأُمَّة روح، وفي الجيش والجماعة روح، ومات منها الرُّوح، والله تعالى يقول: ﴿ فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾  [الروم: 24]، وروح الإنسان أعلى هذه الأرواح، ومِن ثَمَّ ميَّزها الله بالإضافة إليه، فقال: ﴿ وَنَفَخْتُ فيه مِنْ رُوحِي ﴾ [الحجر: 29]، وإذا فارقَتْ هذه الرُّوحُ الإنسانَ كانت مفارقتُها بقَبْض الملائكة لَها، كما قال الله؛ والملائكةُ هم الخلق الذي لا يَعْلم حقيقتَه إلاَّ الله وحده، فقبْضُهم لها كذلك لا يَعْلَم حقيقته إلاَّ الله والمقبوض روحه؛ لأنَّه خارِجٌ من عالَم المادَّة إلى عالَمِ ما وراء المادَّة، وروح المؤمن ترتفع إلى الله، فيكتبها في علِّيِّين - كما صحَّ بذلك الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أن الأقوال الطيِّبة والأعمال الصالحة تَصْعَد إلى الله تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]، ولا يقول أحدٌ: إنَّ الأقوال والأعمال ذواتٌ ومادَّة؛ لأنَّها تُرْفَع وتَصْعد إلى الله.

 

ولقد وقع القول بأنَّ الأرواح ذواتٌ ومادَّة، وأنَّها يمكن مبارحتُها للنَّعيم أو مفارقتها العذاب الذي ألزمَه إيَّاها القاهِرُ فوق عباده، أوقع ذلك كثيرًا من الناس في الخرافات والأوهام، بل كان هذا من أقوى ما استخدَمَه شياطينُ الجنِّ والإنس في جرِّ جَمْهرة الناس - حين صدَّقُوا ذلك - إلى هاوية الشِّرْك والوثنيَّة بعبادة الموتى، واتِّخاذِهم وُسَطاء، ونِدائِهم، والاستغاثة بِهم؛ على زَعْم أنَّ أرواحهم تحضر عند الدُّعاء فتسمعه، وتجيب الداعي إلى طلَبِه، وتُسَارع إلى قضاء مأربه، وكلُّ ذلك مما قصد القرآنُ بالذَّات إلى إبطاله وتطهير العقول والقلوب منه، ونكتفي بذلك الآن ونُرْجِئ القول في بقية الآية إلى العدد القادم - إن شاء الله تعالى.

 

والحمد لله الذي عافانا وزكَّانا من التقليد الأعمى، وطهَّر أرواحَنا ونُفوسنا من هذه الخرافات والأوهام، ونسأله سبحانه ألاَّ يُزِيغ قلوبَنا بعد إذْ هدانا، وأن يَجْعلنا من المُتَّقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومِمَّا رزقَهم ينفقون، الذين يؤمنون بما أَنزل الله على رسوله وعلى إخوانِه الْمُرسَلين من قبْلِه، وبالآخرة هم يوقنون، وصلَّى الله على محمد عبْدِ الله ورسوله وعلى آله أجْمَعين[1].



[1] "مجلة الهَدْي النبوي"، المحرم (1368) العدد الأول.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 16 : 18)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر الآيات (19 : 21)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 22 : 25)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيتين 26 : 27)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 28 : 31 ) (2)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 32 : 35)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 36 : 40)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 41 : 44)

مختارات من الشبكة

  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات: 97 - 98 )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات 90 : 93 )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات 88 : 89 )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات 80 : 84 )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 78 )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر ( الآيات 73 : 77)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم.. سورة الحجر ( الآيات 67 : 72)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 63 : 66)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 61 : 62)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير القرآن الحكيم .. سورة الحجر (الآيات 57 : 60)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب