• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

تحقيق تخريج مسألة ( نام الناس ورقدوا وأنتم تنتظرون الصلاة )

أ. د. محمد بن تركي التركي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/3/2013 ميلادي - 12/5/1434 هجري

الزيارات: 5600

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق تخريج مسألة ( نام الناس ورقدوا وأنتم تنتظرون الصلاة )

للإمام الحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي


قال ابن أبي حاتم في كتاب العِلل: وسئل أبو زرعة عن حديث اختلف الرواة عن إسماعيل بن أمية:

فروى عبدالله، ومعمر، وبشر بن المفضل، وابن علية[1]، وحميد بن الأسود كلهم عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم   قال:((إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئًا فإن لم يجد فلينصب عصاءً، فإن لم يكن معه عصاء، فليخط خطًّا، ثم لا يضره ما مر أمامه)).


وروى ابن جريج، وسفيان بن عيينة - في رواية الحميدي، وعلي بن المديني، وابن المقري -، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده: حريث - رجل من بني عذرة - عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.


ورواه مسلم بن خالد   الزنجي، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حريث.


عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.


(ورواه يحيى بن سعيد القطان، وحسين بن حفص عن الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي[2] عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم)[3].

 

قال أبو زرعة: الصواب ما رواه الثوري.


قلت: قد[4] اختلف عن ابن عيينة؛ فأما يوسن بن عبد الأعلى، وسليمان القزاز، فحدثاني عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.


وروى الحميدي، وعلي بن المديني، وابن المقري، على ما بينا.


رجال الإسناد:

• إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي (ت 144 تقريبًا).

ثقة ثبت، متفق على توثيقه.

انظر تهذيب الكمال 3/45، التهذيب 1/284، التقريب (425).


• عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان العنبري، أبو عبيدة التنوري (ت180) ثقة ثبت، رمي بالقدر ولا يثبت عنه. قال أبو حاتم: هو أثبت من حماد بن سلمة.

انظر تهذيب الكمال 18/478، التهذيب 6/443، التقريب (4251).


• معمر بن راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري، نزيل اليمن (ت154).

وثقه ابن معين، والنسائي، وأحمد، والعجلي، وعدد من الأئمة.


وقال أبو حاتم: ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط، وهو صالح الحديث.


وقال ابن معين: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه، إلا عن الزهري، وابن طاووس؛ فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة، وأهل البصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئًا. وقال أيضًا: وحديث معمر عن ثابت، وعاصم بن أبي النجود، وهشام بن عروة، وهذا الضرب، مضطرب كثير الأوهام.


قال ابن حجر: ثقة ثبت فاضل، إلا أن في روايته عن ثابت، والأعمش، وهشام بن عروة شيئًا، وكذا فيما حدث به بالبصرة.

انظر تهذيب الكمال 28/303، السير 7/5، التهذيب 10/243، التقريب (6809).


• بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي، ثقة ثبت عابد، متفق على توثيقه. قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. تقدمت ترجمته في المسألة رقم 509.


• ابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي (ت193).

ثقة ثبت، متفق على توثيقه. قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.

انظر تهذيب الكمال 3/23، التهذيب 2/275، التقريب (416).


• حُميد بن الأسود بن الأشقر البصري، أبو الأسود الكرابيسي، من الثامنة.

روى عن إسماعيل بن أمية، ومالك بن أنس وهشام بن عروة، وغيرهم.


روى عنه القعنبي، وابن المبارك، وابن مهدي، وابن المديني، وغيرهم.


قال أبو حاتم: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات.


وقال الدارقطني: ليس به بأس. وقال القواريري: كان صدوقًا.


وقال أبو زرعة: حميد في حديثه شيء، ربما وهم.


وقال أحمد: ما أنكر ما يجيء به. وقال العقيلي: كان عفان يحمل عليه؛ لأنه روى حديثًا منكرًا. وقال الساجي، والأزدي: صدوق عنده مناكير.


قال ابن حجر: صدوق يهم قليلًا.


أسئلة البرذعي 2/378، تهذيب الكمال 7/350، التهذيب 3/36، التقريب (1542).


• أبو عمرو بن محمد بن حريث، وقيل: أبو محمد بن عمرو بن حريث، وقيل: أبو عمرو بن محمد بن عمرو بن حريث العذري، من السادسة.


روى عن جده، عن أبي هريرة، في سترة المصلي. روى عنه إسماعيل بن أمية.


وروى عنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي حديثًا آخر.


قال ابن معين: أبو عمرو بن حريث جد لإسماعيل بن أمية من قبل أمه.


ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو جعفر الطحاوي: مجهول.


وقال الذهبي: لا يعرف. وقال ابن حجر: مجهول.


قلت: وقد أخرج له ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وهذا مما يقتضي توثيقهم له.


قال ابن حجر في التهذيب 9/251 عن أحد الرواة: وأما عبدالله فلم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولكن إخراج ابن خزيمة له في صحيحه يدل على أنه عنده ثقة

 

وقال ابن حجر أيضًا كما سيأتي في النظر في المسألة: ولهذا صححه - يعني هذا الحديث- ابن حبان، لأنه عنده ثقة - يعني أبو عمرو بن حريث -.


وقال في النكت 2/774: ولهذا صحح الحديث أبو حاتم ابن حبان، والحاكم، وغيرهما وذلك مقتض لثبوت عدالته عند من صححه، فما يضره مع ذلك أن لاينضبط اسمه إذا عرفت ذاته، والله تعالى أعلم.


وبمقتضى هذا يمكن القول بأ ن هذا الرجل صدوق إن شاء الله.


ولكن قد يشكل على هذا ما أورده أبو داود، والمزي، وابن حجر، عن ابن عيينة قال: قدم ههنا رجل بعد ما مات إسماعيل بن أمية، فطلب هذا الشيخ أبا محمد - يعني هذا الراوي - حتى وجده، فسأله عنه – يعني عن الحديث الذي معنا -، فخلطه عليه.


قلت: وفي هذا دلالة على تضعيف ضبطه لهذا الحديث، ولم يعرف له غيره.


إلا أنه يعكر على هذا القول أيضًا جهالة الرجل الذي حكى عنه ابن عيينة هذا القول. وقد يجاب عنه بأن اعتماد ابن عيينة على قوله، ونقله له، دلالة على قبوله عنده.


وعلى فرض قبول قوله، فيكون تضعيف ضبطه لهذا معارض بتصحيح من صححه من طريقه، كما أشار ابن حجر بالنسبة لتصحيح ابن حبان.


وعلية فلعل الصواب في أبي عمرو أنه صدوق، والله أعلم.

انظر تهذيب الكمال 24/130، 259، الميزان 4/556، التهذيب 12/180، 223، التقريب (8272).


• حريث، رجل من بني عُذرة، يقال: ابن سُليم، أو: ابن سليمان، أو ابن عمار.


روى عن أبي هريرة حديث هذه المسألة. روى عنه أبو عمرو بن حريث.


ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وأخرج حديثه في صحيحه، وكذا ابن خزيمة.


قال الذهبي، وابن حجر: مجهول.


قلت: وإخراج ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم لحديثه يدل على أنه ثقة عندهم، كما تقدم في الترجمة السابقة، وعليه فلعله أن يكون صدوقًا، والله أعلم.


انظر رجال ابن ماجه (477)، التهذيب 2/235، التقريب (1183).


• أبو هريرة، صحابي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 501.


• ابن جريج: ثقة يدلس، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 504.


• سفيان بن عيينة: ثقة ثبت، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 523.


• سفيان الثوري: ثقة ثبت، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 527.

 

• ابن المقرىء: هو محمد بن عبدالله بن يزيد القرشي، أبو يحيى المقريء (ت256) ثقة، متفق على توثيقه.

انظر تهذيب الكمال 25/570، التهذيب 9/284، التقريب (6054).


• مسلم بن خالد المخزومي مولاهم، المكي، المعروف بالزنجي (ت179).


روى عن الزهري، وهشام بن عروة، وابن جريح، وزيد بن أسلم، وغيرهم.


روى عنه ابن وهب، والحميدي، والقعنبي، والشافعي، ومسدد، وغيرهم.


وثقه ابن معين في رواية. وقال في رواية: ليس به بأس. وقال في أخرى: ضعيف.وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان من فقهاء الحجاز، ومنه تعلم الشافعي الفقه...


وكان يخطيء أحيانًا. وقال ابن عدي: حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس به.


وقال الدارقطني: ثقة إلا أنه سيء الحفظ.


وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن المديني: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: ليس بذاك القوي، منكر الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به، تعرف وتنكر. وقال البزار: لم يكن بالحافظ. وضعفه العقيلي، وابن نمير، وابن الجوزي.


قال ابن حجر: صدوق كثير الأوهام.


قلت: لعل الأولى أن يقال: صدوق له أوهام؛ أخذًا من عبارات من فسروا القدح في ضبطه، والله أعلم.

انظر تهذيب الكمال 27/508، التهذيب 10/128، التقريب (6625).


• يونس بن عبد الأعلى، ثقة، تقدمت ترجمته في المسألة   رقم 509.


• سليمان بن داود بن صالح بن حسان الثقفي القزاز، أبو أحمد الرازي.


روى عن ابن عيينة، ومعن بن عيسى، وابن نمير، وابن أبي فديك، وغيرهم.


روى عنه أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم المقريء، وغيرهم.


قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو صدوق ثقة.


وذكره ابن حبان في الثقات. وقال السهمي: صاحب حديث مكثر.


قلت: هو ثقة إن شاء الله، والله أعلم.


الجرح 4/115، الثقات 8/280، تاريخ جرجان (221)، تاريخ الإسلام 19/159.


• الحميدي: عبدالله بن الزبير بن عيسى الأسدي القرشي المكي (ت219 تقريبًا)

 

ثقة حافظ متقن، صاحب ابن   عيينة وراويته، وكان من أثبت أصحابه، قال الحاكم: كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدو إلى غيره.

انظر تهذيب الكمال 14/512، التهذيب 5/215، التقريب (3320).


• ابن المديني: علي بن عبد الله بن جعفر، أبو الحسن السّعدي البصري (ت234).


ثقة ثبت إمام، أعلم أهل عصره بالحديث وعلله، حتى قال البخاري: ما استصغرت نفسي إلا عند علي بن المديني.


وكان من أعلم الناس بحديث ابن عيينة.


وقال عنه ابن عيينة: كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني.

انظر تهذيب الكمال 21/5، السير 11/41، التهذيب 7/349، التقريب (4760).


تخريج الحديث:

روى إسماعيل بن أمية هذا الحديث، واختلف عليه، وعلى أكثر الرواة عنه:

أولًا: رواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه:

1- فرواه جماعة من الثقات، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده، حريث، عن أبي هريرة. وتابع ابن عيينة على هذا الوجه: ابن جريج.


2- ورواه أحمد بن حنبل، ومحمد بن سلام، وأحمد بن حماد، وابن المديني، في - أحد الأوجه عنه -، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو، ابن محمد بن حريث، عن جده: حريث، عن أبي هريرة.


وتابع ابن عيينة، روح، وبشر بن المفضل، وذوّاد بن علبة، وأبو إسحاق الفزاري.


كما تابعهم: وهيب، وحميد بن الأسود، وعبد الوارث - في أحد الأوجه عنهم.

 

3- ورواه أحمد بن حنبل، ويحيى بن سعيد، عن ابن عيينة، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة. وتابع ابن عيينة على هذا الوجه: معمر والثوري، ووهيب بن خالد - في رواية -، وحميد بن الأسود - في رواية -.


4- ورواه يونس بن عبد الأعلى، وسليمان القزاز، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة.


5- ورواه ابن أبي شيبة، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي أمية محمد بن عمرو بن حريث، عن جده، عن أبي هريرة، موقوفًا.


6- ورواه عماربن خالد، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد ابن عمرو بن حريث، عن جده: حريث بن سليم، عن أبي هريرة.


وتابع سفيان على هذا الوجه، حميد بن الأسود، وعبد الوارث بن سعيد، كما سيأتي في الاختلاف عليهما.


7- ورواه سعيد بن منصور، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة.


وتابع ابن عيينة عليه: وهيب بن خالد، ومسلم بن خالد، في أحد الأوجه عنهما.


8- ورواه ابن المداني، عن ابن عيينة، واختلف عليه:

أ- فرواه محمد بن يحيى الذهلي، عن ابن المديني، عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة وتابع ابن المديني على ذلك جماعة، كما تقدم في الوجه الأول عن ابن عيينة.


ب- ورواه البخاري، عن ابن المديني، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده: حريث، عن أبي هريرة.


وتابع ابن المديني، أحمد بن حنبل، ومحمد بن سلام، كما تقدم في الوجه الثاني.


ثانيًا: ورواه وهيب بن خالد، عن إسماعيل، واختلف عليه:

1- فرواه مسلم بن إبرهيم، عن وهيب بن خالد، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن حريث، عن جده: حريث، عن أبي هريرة.


وتابع وهيبًا على هذا الوجه: إبرهيم بن طهمان، وعبد الوارث بن سعيد - في أحد الأوجه عنه -كما سيأتي.


2- ورواه مسلم بن إبراهيم، ويعقوب بن إسحاق، عن وهيب بن خالد، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده: حريث، عن أبي هريرة.


3- وروي عن وهيب، عن إسماعيل، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة.


وتابع وهيبًا على هذا الوجه: مسلم بن خالد، كما سيأتي.


ثالثًا: ورواه عبد الوارث بن سعيد، واختلف عليه:

1- فرواه مسدد عن عبد الوارث، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد، عن جده، عن أبي هريرة.


2- ورواه أبو معمر، عن عبد الوارث، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حريث عن جده: حريث، عن أبي هريرة.


رابعًا: ورواه حميد بن الأسود، واختلف عليه:

1- فرواه أبو بشر، والحسين الذراع، عن حميد، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو ابن محمد بن عمرو بن حريث، عن جده: حريث بن سليم، عن أبي هريرة.


وتابع حميدًا على هذا الوجه: الفضل بن العلاء.


2- ورواه محمد بن أبي بكر، عن حميد بن الأسود، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث بن سليم، عن أبيه، عن أبي هريرة.


خامسًا: ورواه ابن جريج، واختلف عليه:

1- فرواه عبد الرزاق، عن ابن جريج، أخبرني إسماعيل بن أمية، عن حريث بن عمار، عن أبي هريرة.


2- ورواه حجاج، عن ابن جريج، عن إسماعيل، عن أبي محمد بن عمرو، عن أبي هريرة مرفوعًا. ولم يقل عن أبيه، ولا عن جده.


3- ورواه أبو عاصم، عن ابن جريج، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه عن أبي هريرة.


وتابع ابن جريج على هذا الوجه معمر، والثوري وغيرهما كما تقدم في الوجه الثالث من الاختلاف على ابن عيينة.


4- ورواة ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده: حريث، عن أبي هريرة.


وتابعه على هذا الوجه جماعة من الحفاظ، كما تقدم في الوجه الأول من الاختلاف على ابن عيينة.


5- ورواه ابن جريج، عن أبي عمرو بن محمد، عن جده، عن أبي هريرة.


سادسًا: رواه مسلم بن خالد، واختلف عليه:

1- فرواه محمد بن الصباح الدولابي، عن مسلم، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد ابن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة.


وتابع مسلمًا على هذا الوجه: ابن عيينة، ووهيب بن خالد، كما تقدم.


2- وروي عن مسلم بن خالد، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن الحريث، عن أبيه، عن أبي هريرة.


سابعًا: ورواه إسماعيل بن علية، واختلف عليه:

1- فروي عن ابن علية، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده، عن أبي هريرة، مرفوعًا.


وتابع ابن علية على هذا الوجه، عدد من الثقات، كما تقدم.


2- ورواه يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة، موقوفًا.


ثامنًا: ورواه نصر بن حاجب، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عمرو عن أبيه، عن أبي هريرة.


تاسعًا: ورواه خارجة بن مصعب، عن إسماعيل، فقال: عن عمرو بن حريث، أو حريث بن عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة.


عاشرًا: ورواه إسماعيل بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عمرو بن حزم، عن جده: حريث بن سليم، عن أبي هريرة.


الحادي عشر: ورواه همام، عن إسماعيل، عن ابن عم له، عن أبي هريرة.


الثاني عشر: وروي عن إسماعيل بن أمية، عن ابن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة.


الثالث عشر: وروي عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عمرو بن حريث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.


وفيما يلي تفصيل ما أجملناه:

أولًا: رواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه من عدة أوجه:

1- فرواه جماعة من الثقات عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة:

أخرجه ابن خزيمة 2/13، رقم 811، والدولابي في الكنى 2/101، من طريق محمد ابن منصور الجواز.


وابن خزيمة 2/13، رقم 811، عن عبد الجبار بن العلاء.


وابن حبان في صحيحه (الإحسان 6/125، رقم 2361)، وفي الثقات 4/175، من طريق أبي خيثمة.


وأحمد في مسنده2/249. والحميدي في مسنده 2/436، رقم 993- ومن طريقه البيهقي في المعرفة 3/191، رقم 4227، وفي تخريج أحاديث الأم (ق201/ب) وابن المنذر في الأوسط 5/91، رقم 2438 -.


وتابعهم الشافعي كما في المعرفة للبيهقي 3/191، رقم 4226، وفي تخريج أحاديث الأم (ق201/أ)، حيث قال: وذكره - أي الشافعي - في رواية الربيع في كتاب الإمامة كما تابعهم: ابن المقريء، كما ذكر ابن أبي حاتم في هذه المسألة. كلهم عن ابن عيينة، به.


وتابع ابن عيينة على هذا الوجه: ابن جريج، كما سيأتي في الاختلاف عليه.


2- ورواه أحمد بن حنبل، ومحمد بن سلام، وأحمد بن حماد، وابن المديني، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده: حريث، عن أبي هريرة.


أخرجه أحمد في مسنده 2/249.


والبخاري في التاريخ الكبير 3/71، عن محمد بن سلام.


والطبري في تهذيب الآثار (الجزء المفقود) رقم 613، عن أحمد بن حماد الدولابي.


وتابعهم ابن المديني في أحد الأوجه عنه، كما سيأتي في الاختلاف عليه كلهم عن ابن عيينة، به.


وتوبع سفيان على هذا الوجه، تابعه أكثر من ثقة:

أخرجه أبو داود 1/443، كتاب الصلاة، باب الخط إذا لم يجد عصًا، رقم 689- ومن طريقه البيهقي في الكبرى 2/270، وفي الصغرى 1/324، رقم 914، والبغوي في شرح السنة 2/451، رقم 541، وابن عبد البر في التمهيد 4/199-، ورواه ابن خزيمة 2/13، رقم 812، والبيهقي في الكبرى 2/270، والطبري في تهذيب الآثار (الجزء المفقود)، رقم 608. من طريق بشر بن المفضل.


والبخاري في التاريخ الكبير 3/71، من طريق يزيد بن زريع، عن روح.


والطبري في تهذيب الآثار (الجزء المفقود)، رقم 607، من طريق الفضل بن العلاء.


وتابعهم ذواد بن علبة، وزاد في نسبة حريث، فقال: عن جده حريث بن سليمان:

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار[5] (الجزء المفقود)، رقم 610، من طريق شهاب بن عباد، عن ذواد بن علبة، به. وذكر هذا الوجه المزي في التحفة 9/315، وفي تهذيب الكمال 5/565.


وتابعهم أبو إسحاق الفزاري، كما ذكر الدار قطني في العلل 10/281.


كما تابعهم: وهيب، وحميد بن الأسود، وعبد الوارث، وابن علية، في أحد الأوجه عنهم، كما سيأتي في الاختلاف عليهم.


كلهم عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة.


3- ورواه أحمد بن حنبل، ويحيى بن سعيد، عن ابن عيينة، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، أبي هريرة: أخرجه أحمد في مسنده 2/249.


والبخاري في التاريخ الكبير 3/71، عن مسدد، عن يحيى[6] (يعني ابن سعيد).


كلاهما عن ابن عيينة، به.


وتابعه على هذا الوجه: معمر، والثوري:

أخرجه ابن خزيمة 2/113، رقم 812، وأحمد 2/254، 266، وإسحاق بن راهويه في مسنده 3121، رقم 295.


كلهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، والثوري، عن إسماعيل بن أمية، به. وأخرجه البيهقي 2/270، من طريق الحسين بن حفص، عن الثوري، به. كما تابعهم: وهيب بن خالد، وحميد بن الأسود، كما سيأتي في الاختلاف عليهما.


قلت: ويمكن الجمع بين هذا الوجه والذي قبله، بأن الراوي كان ينسب أبا عمرو إلى أبيه ويعني به جده.


قال ابن حجر - كما في تدريب الراوي 1/336-: فرواية من قال: عن جده لاتنافي من قال: عن أبيه لأن غايته أنه سقط الأب، فتبين المراد برواية غيره.


4- ورواه يونس بن عبد الأعلى، وسليمان القزاز، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة: أخرجه ابن أبي حاتم في هذه المسألة، عن يونس بن عبد الأعلى، وسليمان القزاز، كلاهما عن ابن عيينة، عن إسماعيل، به.


قلت: وهذه عين الرواية السابقة، إلا أنه زاد في نسبة أبي عمرو، ولايضر ذلك، وخاصة أنه ورد عن غيرهما منسوبًا كذلك، والله أعلم.


5- ورواه عمار بن خالد، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد ابن عمرو بن حريث، عن جده: حريث بن سليم، عن أبي هريرة.


أخرجه ابن ماجه1/303، كتاب إقامة الصلاة، باب مايستر المصلي، رقم 943، عن عمار بن خالد، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، به.


وتابع سفيان على هذا الوجه: حميد بن الأسود، وعبد الوارث بن سعيد، كما سيأتي في الاختلاف عليهما.


قلت: وهذا أيضًا لا يعتبر خلافًا قادحًا، وإنما زاد في نسبة أبي عمرو، وجده، والله أعلم.


6- ورواه ابن أبي شيبة، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي أمية محمد بن عمرو بن حريث، عن جده، عن أبي هريرة، موقوفًا:

أخرجه ابن أبي شيبة 2/535، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، به[7].

 

قلت: وقد انفرد ابن أبي شيبة بهذا الوجه عن ابن عيينة، في حين خالفه جماعة من الحفاظ فرووه على الأوجه السابقة، فهذا الوجه شاذ، والله أعلم.


7- ورواه سعيد بن منصور، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن أبيه عن جده، عن أبي هريرة: ذكر ذلك الدار قطني في العلل 10/278، ولم أقف على من أخرجه.


وتابع ابن عيينة على هذا الوجه: وهيب بن خالد، ومسلم خالد، في أحد الأوجه عنهما، كما سيأتي في الاختلاف عليهما.

 

8- ورواه ابن المديني، عن ابن عيينة، واختلف عليه:

أ- فرواه محمد بن يحيى الذهلي عن ابن المديني، عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة:

أخرجه أبو داود 1/443، كتاب الصلاة، باب الخط إذا لم يجد عصًا، رقم 690، عن محمد بن يحيى الذهلي، عن ابن المديني، عن سفيان، به.


وتابع ابن المديني على ذلك جماعة، كما تقدم في الوجه الأول عن ابن عيينة.

 

ب- ورواه البخاري، عن ابن المديني، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة.


أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/71، عن ابن المديني، عن ابن عيينة، به.

 

وتابع ابن المديني: أحمد بن حنبل، ومحمد بن سلام، كما تقدم في الوجه الثاني.

 

قلت: والوجهان محفوظان عن ابن عيينة، كما سيأتي.

 

وخلاصة ما ترجح عن ابن عيينة وجهان:

الوجهُ الأول، وهو ما كان عنه، عن إسماعيل، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة، حيث رواه جماعة من أثبت أصحابه عنه كذلك، وتابعه عليه أكثر من واحد.


والأوجه من الثاني إلى الخامس، والتي يمكن الجمع بينها كما تقدم فيقال: عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة.


وقد رواه كذلك جماعة من الحفاظ، وفيهم أثبت أصحاب ابن عيينة، كما توبع ابن عيينة عليه من أكثر من ثقة.

 

وعلى هذا فالوجهان محفوظان عن ابن عيينة، وكان يحدث بهما، وذلك لأنه كان يشك في اسم أبي عمرو، فكان يسميه مرة، أبو محمد بن عمرو، ومرة: أبو عمرو بن محمد. ويؤيد هذا ما أخرجه البيهقي في المعرفة 3/192 بسنده إلى علي بن المديني، قال: قال سفيان في حديث إسماعيل بن أمية: عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، ثم شك فيه فقال: أبو محمد بن عمرو، أو أبو عمرو بن محمد.

 

وفي السنن الكبرى للبيهقي 2/271: قال ابن المديني لسفيان: إنهم يختلفون فيه - يعني حديث الخط للسترة - بعضهم يقول: أبو عمرو بن محمد، وبعضهم يقول: أبو محمد بن عمرو. فتفكر ساعة، ثم قال: ما أحفظه إلا أبا محمد بن عمرو..

 

قلت لسفيان: فابن جريج يقول: أبو عمرو بن محمد؟

فسكت سفيان ساعة، ثم قال: أبو محمد بن عمرو، أو أبو عمرو بن محمد. انتهى.

 

وقال الدار قطنبي في العلل 10/280: وكان ابن عيينة يضطرب في هذا الحديث، فربما قال: عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، وربما قال: عن أبي عمرو بن محمد، ثم ثبت على: أبي محمد بن عمرو.

 

وأما بقية الأوجه عن ابن عيينة، فقد تفرد بها أصحابها، كما تقدم، والله أعلم.

 

ثانيًا: ورواه وهيب بن خالد، واختلف عليه:

1- فرواه مسلم بن إبراهيم، عن وهيب بن خالد، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة:

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/72، عن مسلم بن إبراهيم به. وتوبع وهيب على هذا الوجه؛ تابعه إبراهيم بن بن طهمان:

 

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (الجزء المفقود)، رقم 611، من طريق إسحاق بن سليمان، عن إبراهيم بن طهمان، عن إسماعيل بن أمية، به.

 

وتابعهما أيضًا عبد الوارث بن سعيد، في أحد الأوجه عنه، كما سيأتي..

 

2- ورواه مسلم بن إبراهيم أيضًا، ويعقوب بن إسحاق، عن وهيب بن خالد، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة:

أخرجه عبد بن حميد[8] (المنتخب، رقم 1436)، عن مسلم بن إبراهيم.


والطبري في تهذيب الآثار (الجزء المفقود)، رقم 6109، من طريق يعقوب بن إسحاق. كلاهما عن وهيب بن خالد، عن إسماعيل، به.

 

قلت: ولا منافاه بين الوجهين، ففي الأول نسبه إلى جده، وفي الثاني نسبه لأبيه، ورواتهما ثقات، ولعلهما محفوظان عن وهيب.

 

3- وروي عن وهيب، عن إسماعيل، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة:

ذكره الدار قطني في العلل 10/278، ولم أقف على من أخرجه.

 

وتابع وهيبًا على هذا الوجه: ابن عيينة - في أحد الأوجه عنه -، كما تقدم، ومسلم بن خالد، كما سيأتي في الاختلاف عليه.

 

قلت: ولعل هذا الوجه مرجوح، لمخالفته لرواية الثقات في الوجهين السابقين، ولم يذكر الدارقطني من رواه كذلك، لنرى هل يقوى على معارضة من تقدم أم لا، وأما متابعتة ابن عيينة، فتقدم أنها مرجوحة، وكذا متابعة مسلم، كما سيأتي، والله أعلم.

 

ثالثًا: ورواه عبد الوارث بن سعيد، واختلف عليه:

1- فرواه مسدد، عن عبد الوارث، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد، عن جده، عن أبي هريرة:

أخرجه ابن المنذر في الأوسط 5/91، رقم 2439، عن يحيى بن محمد، عن مسدد، عن عبد الوارث، به.


2- ورواه أبو معمر، عن عبد الوارث، عن أبي عمرو بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة:

ذكره المزي في تحفة الأشرف 9/315، وفي تهذيب الكمال 5/567.

 

قلت: وهذا الخلاف كالذي تقدم في الاختلاف على وهيب، فلا منافاة بين الوجهين.


رابعًا: ورواه حميد بن الأسود، واختلف عليه:

1- فرواه أبو بشر، عن حميد بن الأسود، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث بن سليم، عن أبي هريرة:

أخرجه ابن ماجه 1/303، الموضع السابق، رقم 943، عن بكر بن خلف، عن أبي بشر، عن حميد، به.

 

2- ورواه محمد بن أبي بكر عن حميد بن الأسود، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث بن سليم، عن أبيه، عن أبي هريرة:

أخرجه البيهقي 2/270، من طريق يوسف بن يعقوب، عن محمد بن أبي بكر، عن حميد، به.


قلت: وهذا الخلاف كاللذين قبله، فلا يعتبر خلافًا في حقيقة الأمر، والله أعلم.

 

خامسًا: ورواه ابن جريج، واختلف عليه:

1- فرواه عبد الرزاق، عن ابن جريج، أخبرني إسماعيل ابن أمية، عن حريث بن عمار عن أبي هريرة:

أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2/12، رقم 2286، عن ابن جريح، به.


2- ورواه حجاج، عن ابن جريج، عن إسماعيل، عن أبي محمد بن عمرو، عن أبي هريرة، مرفوعًا. ولم يقل عن أبيه، ولا عن جده:

ذكره الدار قطني في العلل 10/280، ولم أقف على من أخرجه.

 

3- ورواه أبو عاصم، عن ابن جريج، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه عن أبي هريرة:

ذكره الدارقطني في العلل 10/280، ولم أقف على من أخرجه.


وتابع ابن جريج على هذا الوجه، معمر والثوري، وغيرهما، كما تقدم في الوجه الثالث من الاختلاف على ابن عيينة.

 

4- ورواه ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة:.

ذكره ابن أبي حاتم، في هذه المسألة، ولم أقف على من أخرجه.


وتابعه على هذا الوجه جماعة، كما تقدم في الوجه الأول من الاختلاف على ابن عيينة.


5- ورواه ابن جريج، عن أبي عمرو بن محمد، عن جده، عن أبي هريرة:

أشار إليه البيهقي في الكبرى 2/271، وتقدم نص كلامه في الاختلاف على ابن عيينة.


قلت ورواته في الأوجه الثلاثة الأولى ثقات، وقد جزم ابن أبي حاتم، والبيهقي بالوجهين الرابع والخامس، مما يدل على ثبوتهما عند هما، ولعل هذه الأوجه كلها محفوظة عن ابن جريج.

 

ولكن الوجهين الثالث والرابع أرجح من بقية الأوجه عن إسماعيل، حيث وافق ابن جريج عليهما جماعة من الثقات

 

وتقدم بيان إمكان الجمع بينهما، في حين لم يتابع على بقية الأوجه، والله أعلم.

 

سادسًا: ورواه مسلم بن خالد، واختلف عليه:

1- فرواه محمد بن الصباح الدولابي، عن مسلم، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد ابن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة:

أخرجه ابن حبان 6/138، رقم 2376، عن أبي يعلى، عن محمد بن الصباح، به وذكره الدارقطني في العلل 10/278، من رواية مسلم، به.

 

وتابع مسلمًا على هذا الوجه: وهيب بن خالد، وابن عيينة في أحد الأوجه، كما تقدم.

 

2- وروي عن مسلم بن خالد، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة:

ذكره ابن أبي حاتم في هذه المسألة، ولم أقف على من أخرجه.

 

وتابع مسلمًا على هذا الوجه جماعةٌ، كما تقدم.

 

قلت: ومحمد بن الصباح: ثقة حافظ (التقريب 5966)، وجزم ابن أبي حاتم بالوجه الثاني، ومتابعة عدد من الثقات لمسلم عليه مما يقويه، ولعل الوجهين محفوظان.


ولكن الوجه الثاني أرجح عن إسماعيل، حيث توبع عليه مسلم، تابعه عدد من الثقات، في حين لم يتابع على الوجه الأول إلا من وهيب، وابن عيينة، وتقدم أن هذين الوجهين. مرجوحان عنهما، والله أعلم.

 

سابعًا: ورواه إسماعيل بن علية، واختلف عليه:

1- فروي عن ابن علية، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده، عن أبي هريرة، مرفوعًا.


ذكره المصنف في هذه المسألة، ولم أقف على من أخرجه.

 

وتابع ابن علية على هذا الوجه، عدد من الثقات، كما تقدم.

 

2- ورواه يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة، موقوفًا.


أخرجه الطبري في تهذيب الآثار[9] (الجزء المفقود)، رقم 612، عن يعقوب بن إبراهيم عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن إسماعيل بن أمية[10]، به.

 

وذكره الدار قطني في العلل10/283، من رواية إسماعيل بن أمية به.

 

ثم قال الدارقطني: ورَفْعُهُ صحيح عن إسماعيل.

 

قلت: ويعقوب بن إبرهيم، هو الدورقي: ثقة (التقريب 7812).

 

ولعل الوجهين محفوظان عن ابن علية، حيث جزم بالأول ابن أبي حاتم، وتوبع عليه ابن علية من عدد من الثقات، ورواه في الوجه الثاني ثقة، والله أعلم.


ثامنًا: ورواه نصر بن حاجب، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة:

أخرجه أسلم الواسطي في تاريخ واسط (131)، عن عبد الخالق بن إسماعيل، عن محمد بن يزيد، عن نصر بن حاجب، به.


وذكر هذا الوجه الدار قطني في العلل 10/282، من رواية نصر، به.

 

قلت: نصر بن حاجب لعله الخراساني: صدوق (الميزان 4/250)، والروايات دونه لم يتبين لي منهما، ولو ثبت عنه هذا الوجه، فقد خالف عامة من روى هذا الحديث، وانفرد بهذا الإسناد، فروايته شاذة، والله أعلم.

 

تاسعًا: ورواه خارجة بن مصعب، عن إسماعيل، فقال، عن عمرو بن حريث، أو حريث بن عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعًا:

ذكره الدار قطني في العلل 10/282، من رواية خارجة، به.

 

قلت وخارجة بن مصعب: متروك، وكان يدلس عن الكذابين (التقريب 1612).


عاشرًا: ورواه إسماعيل بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عمرو بن حزم، عن جده: حريث بن سليم، عن أبي هريرة:

ذكر الدار قطني في العلل 10/283، ولم أقف على من أخرجه.

 

وقال الدار قطني: ووهم في قوله: حزم، وإنما هو: حريث.

 

قلت: وإسماعيل بن مسلمة: صدوق يخطيء (التقريب 491)، ولعل هذا مما أخطأ فيه

 

الحادي عشر: ورواه همام، عن إسماعيل، قال: حدثني ابن عم لي - لم يسمه - عن أبي هريرة:

ذكره الدار قطني في العلل 10/283، من رواية همام، به.


قلت كذا قال الدار قطني، ولم أقف على هذه الرواية، وإنما وقفت على رواية همام، عن أيوب بن موسى، عن ابن عم له، عن أبي هريرة، وهي أرجح عن همام، كما سيأتي في شواهد الحديث.


الثاني عشر: وروي عن إسماعيل بن أمية، عن ابن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة:

ذكره السخاوي في فتح المغيث 1/222، والأنصاري في فتح الباقي 1/243.


الثالث عشر: وروي عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عمرو بن حريث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:

ذكره السخاوي في فتح المغيث 1/222، والأنصاري في فتح الباقي 1/244.


قلت: وهذه الأوجه الخمسة الأخيرة لم أقف على من أخرجها، ولايعتد بهما لمخالفتها الأوجه الكثيرة الراجحة، والتي تقدمت، والله أعلم.


النظر في المسألة:

مما تقدم يتبين أنه قد اختلف على إسماعيل بن أمية اختلافًا كثيرًا، واختلف أيضًا على أكثر الرواة عنه، ويمكن تلخيص ما تقدم من اختلاف في الأوجه التالية:

1- رواه ابن عيينة، وابن جريج -في أحد الأوجه عنهما -، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده: حريث، عن أبي هريرة.


2- ورواه ابن عيينة - مرة -، وروح، وبشر بن المفضل، وذواد بن علبة، وإبراهيم بن طهمان، والفضل بن العلاء، وأبو إسحاق الفزاري، وتابعهم: وهيب، وحميد بن الأسود، وعبد الوارث، وابن جريج، وابن علية -في أحد الأوجه عنهم -.

 

كلهم عن إسماعيل ابن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده: حريث عن أبي هريرة

 

3- ورواه ابن عيينة، ووهيب بن خالد، وحميد بن الأسود، ومسلم بن خالد - في أحد الأوجه عنهم -، ومعمر، والثوري. كلهم عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة.


4- ورواه ابن عيينة، وحميد بن الأسود، وعبد الوارث بن سعيد - في أحد الأوجه عنهم -، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن عمرو بن حريث، عن جده: حريث بن سليم، عن أبي هريرة.

 

5- ورواه ابن عيينة - مرة -، عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن أبيه عن أبي هريرة.

 

6- ورواه ابن عيينة أيضًا، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي أمية محمد بن عمرو بن حريث، عن جده، عن أبي هريرة، موقوفًا.


7- ورواه ابن جريج - مرة -، عن إسماعيل، عن حريث بن عمار، عن أبي هريرة

 

8- ورواه ابن عيينة، ووهيب - في أحد الأوجه المرجوحة عنهما -، ومسلم بن خالد - في أحد وجهين راجحين عنه -، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة.

 

9- ورواه نصر بن حاجب، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة.


10- ورواه ابن علية - في أحد الأوجه عنه -، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده: حريث، عن أبي هريرة، موقوفًا.


11- ورواه خارجة بن مصعب، عن إسماعيل، فقال: عن عمرو بن حريث، أو حريث بن عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعًا.


12- ورواه إسماعيل بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عمرو بن حزم، عن جده حريث بن سليم، عن أبي هريرة.


13- ورواه همام، عن إسماعيل، قال: حدثني ابن عم لي - لم يسمه -، عن أبي هريرة.


14- وروي عن إسماعيل بن أمية، عن ابن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة.


15- وروي عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عمرو بن حريث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

 

وتقدم أن الأوجه من الثاني إلى الخامس يمكن الجمع بينها، كما تقدم بيانه، وأما رواية ابن عيينة في الوجه الأول، فتقدم أيضًا أنه كان يشك هل هو أبو عمرو بن محمد، أو أبو محمد بن عمرو فيقدم من قوليه ما وافق فيه غيره.


أما بقية الأوجه فلا تخلو من مقال، وقد انفرد بها أصحابها، كما تقدم مفصلًا.

 

وعلى هذا فالراجح أنه عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، أو ابن محمد بن حريث، عن جده حريث، أو عن أبيه، عن أبي هريرة.

 

وذلك أن من قال: أبو عمرو بن حريث نسبه إلى جده، ومن قال أبو عمرو بن محمد بن حريث، نسبه إلى أبيه، وكذلك من قال: عن جده، لاينافيه من قال: عن أبيه، لأن الجد يعتبر أبًا أعلا، وبعضهم زاد في نسبتهما بما لا يخالف غيره فلا يعتبر خلافًا.

 

وعلى هذا الجمع الذي بين الخلاف رواه جماعة من الثقات كما تقدم، فهو الراجح إن شاء الله، والله أعلم.

 

ويرى أبو زرعة أن الصواب هو الوجه الثالث وهو، ما رواه الثوري، ومعمر، وتابعهما ابن عيينة، ووهيب بن خالد، وحميد بن الأسود ومسلم بن خالد في أحد الأوجه عنهم، كلهم عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة.

 

وقد رجح هذا على الأوجه الأخرى، وتصويبه لهذا الوجه يفيد أنه يرى بقية الأوجه الأخرى خطأ، ومقتضاه أنه لايرى الجمع بينها.

 

قلت: وفيما ذهب إليه أبو زرعة نظر، فإن من رواه عن أبي عمرو بن حريث، عن جده، وهو الوجه الثاني والرابع، أكثر ممن رواه على الوجه الذي رواه الثوري، إضافة إلى أن من تابع الثوري ومعمر، وهم ابن عيينة، ووهيب، وحميد، قد روي عنهم الحديث على الوجه الذي رجحنا: عن أبي عمرو، عن جده.

 

وبذلك لا يتجه تصويبه لرواية الثوري ومن تابعه التي أشار إليها ويبقى وجه الجمع الذي ذكرته هو الراجح.

 

وعلى هذا فرواية من قال: عن جده أرجح، لرواية الأكثرين لها، وهذا عند من لا يرى الجمع بينها، وقد تقدم أنه يمكن الجمع بينها، والله أعلم.

 

وقد تكلم عدد من الأئمة على هذا الحديث، وعده بعضهم مضطربًا، لكثرة الخلاف فيه، وجعله مثالًا للحديث المضطرب، ونفى بعضهم ذلك، لإمكانية الترجيح، أو الجمع، وممن عده مضطربًا ابن الصلاح، والنووي، وابن عبد الهادي، وممن نفى الاضطراب ابن حجر والسخاوي، والعراقي، والسيوطي، وغيرهم.

 

قال الحافظ ابن حجر - كما في تدريب الراوي 1/336-:

أتقن هذه الروايات رواية بشر وروح، وأجمعها رواية حميد بن الأسود، ومن قال: أبو عمرو بن محمد أرجح ممن قال: أبو محمد بن عمرو، فإن رواة الأول أكثر، وقد اضطرب من قال: أبو محمد، فمرة وافق الأكثرين فتلاشى الخلاف.


قال: والتي لايمكن الجمع بينها رواية من قال، أبو عمرو بن حريث، مع رواية من قال: أبو محمد بن عمرو بن حريث، ورواية من قال: حريث بن عمار.

 

قلت، أما ما ذكره من عدم إمكان الجمع، فقد أجاب هو على الإشكال الأول، قبل قليل وهو يعني به رواية ابن عيينة، حيث تقدم أنه قد رواه على الوجهين، وكان يشك فيه، فلا إشكال.

 

أما من قال: حريث بن عمار، فتقدم أنه من رواية ابن جريج وحده، وقد رواه ابن جريج على الوجه الراجح، فزال الإشكال أيضًا.

 

ثم قال: وباقي[11] الروايات يمكن الجمع بينها، فرواية من قال: عن جده، لا تنافي من قال: عن أبيه، لأن غايته أنه أسقط الأب، فتبين المراد برواية غيره، ورواية من قال: عن أبي عمرو بن محمد بن عمرو بن حريث، ويُدخل في الأثناء عمرًا، لا تنافي من أسقطه، لأنهم يكثرون نسبة الشخص إلى جده المشهور، ومن قال: سليم، يمكن أن يكون اختصره من سليمان، كالترخيم.

 

قال: والحق أن التمثيل - يعني للحديث المضطرب - لا يليق إلا بحديث لولا الاضطراب لم يضعف، وهذا الحديث لا يصلح مثالًا، فإنهم اختلفوا في ذات واحدة- يعني أبو عمرو، أو أبو محمد بن حريث -، فإن كان ثقه لم يضر هذا الاختلاف في اسمه ونسبه، وقد وجد مثل ذلك في الصحيح، ولهذا صححه ابن حبان، لأنه عنده ثقة[12]،ورجح أحد الأقوال في اسمه واسم أبيه. وإن لم يكن ثقة فالضعف حاصل بغير جهة الاضطراب، نعم يزداد به ضعفًا. انتهى.


وقال العراقي في التقييد والإيضاح (123):

اعترض عليه - يعني ابن الصلاح - بأنه ذكر أولًا أنه إينما يسمى مضطربًا إذا تساوت الروايتان، فأما إذا ترجحت إحداهما فلا يسمى مضطربًا، وهذا قد رواه الثوري، هو أحفظ من ذكرهم، فينبغي أن ترجح روايته على غيرها، ولا يسميه مضطربًا، وأيضًا فإن الحاكم[13] وغيره صحح الحديث المذكور؟


والجواب أن الوجوه التي يرجح بها متعارضة في هذا الحديث، فسفيان الثوري وإن كان أحفظ من سماه المصنف، فإنه انفرد بقوله، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، وأكثر الرواة يقولون: عن جده، وهم: بشر بن المفضل، وروح بن قاسم، ووهيب بن خالد، وعبد الوارث بن سعيد، وهؤلاء من ثقات البصريين وأئمتهم، ووافقهم على ذلك من حفاظ الكوفة ابن عيينة، وقولهم أرجح لوجهين: أحدهما: الكثرة، والثاني: أن إسماعيل بن أمية مكي، وابن عيينة كان مقيمًا بمكة، ومما يرجح به: كون الراوي عنه من أهل بلده وبكثرة الرواة أيضًا. وخالف الكل ابن جريج، وهو مكي أيضًا، ومولى آل خالد بن سعيد الأموي. وإسماعيل بن أمية هو ابن عمرو بن سعيد الأموي المذكور فيقتضي ذلك ترجيح روايته. فتعارضت حينئذ الوجوه المقتضية للترجيح، وانضم إلى ذلك جهالة راوي الحديث، وهو شيخ إسماعيل بن أمية، فإنه لم يرو عنه فيما علمت غير إسماعيل بن أمية، مع هذا الاختلاف في اسمه واسم أبيه، وهل يرويه عن أبيه، أو جده، أو هو نفسه عن أبي هريرة. انتهى.

 

قلت: أما ما ذكره من معارضة رواية ابن جريج للأكثرين، فتقدم أنه قد رواه ابن جريج أيضًا على الوجه الراجح، وبذا يقدم من أقواله ما وافق الأكثرين فيه، وما ذكره من ترجيح رواية الأكثرين على رواية سفيان فهذا مسلم وقد تقدم قبل قليل، وهذا عند من لا يرى الجمع بينهما، وسبق أن ذكرنا أنه يمكن الجمع، والله أعلم.


وقال المزي: الاضطراب فيه من إسماعيل بن أمية.

 

وقال ابن حجر في التهذيب 2/236:

والاضطراب فيه من إسماعيل. قال البخاري في التاريخ: قال سفيان: جاءنا بصري لكم كنيته أبو معاذ، فقال: لقيت هذا الشيخ الذي يروي عنه إسماعيل فسألته فخلطه علي.

 

قال ابن حجر: قلت: فهذا يدل على أن أبا عمرو بن محمد بن حريث كان منه الاضطراب أيضًا.

 

قلت: وتقدم أن في ثبوت هذه الرواية نظر، لجهالة هذا الرجل، والله أعلم.


وقد تكلم عدد ممن ألف في المصطلح على هذا الحديث في مبحث الحديث المضطرب، وذكر أكثرهم بعض ما ذكرناه من أوجه الاختلاف، كما ذكره غيرهم في ترجمة أبي عمرو بن حريث، أو ترجمة جده حريث، وذكر نحوًا مما سقناه قبل قليل:

انظر لذلك: التاريخ الكبير للبخاري 3/71، مقدمة ابن الصلاح (ص85)، تهذيب الكمال 5/565، تحفة الأشراف 9/314، التقييد والإيضاح (ص122)، شرح التبصرة والتذكرة 1/240، النكت على ابن الصلاح 2/772، تهذيب التهذيب 2/235، فتح المغيث 1/232، تدريب الراوي 1/332.

 

قلت: والحديث من أوجهه الراجحة حسن، كما قرره الحافظ في البلوغ، وقد صححه ابن خزيمة، ابن حبان، والحاكم، وغيرهم.

 

قال ابن حجر في التهذيب 2/236: وزعم ابن عبدالبر أن أحمد بن حنبل، و علي بن المديني، صححاه.

 

وأخرجه المزني في المبسوط عن الشافعي، واحتج به.

 

وقال في النكت2/774:

وقول البيهقي: إن الشافعي - رضي الله عنه - ضعفه، فيه نظر فإنه احتج به فيما وقفت عليه في المختصر الكبير للمزني. ولهذا صحح الحديث أبو حاتم ابن حبان، والحاكم، وغيرهما، وذلك مقتض لثبوت عدالته عند من صححه، فما يضره مع ذلك أن لا ينضبط اسمه إذا عرفت ذاته، والله تعالى أعلم.

 

وقال في بلوغ المرام (56):...وصححه ابن حبان، ولم يصب من زعم أنه مضطرب بل هو حسن.

 

وقال البيهقي في الكبرى 2/271: ولا بأس به في مثل هذا الحكم إن شاء الله تعالى.

 

وقال الطبري في تهذيب الآثار (الجزء المفقود) ص218):

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ما قلنا من الأمر بالخط في الأرض، إذا لم يجد شيئًا يستتر به، خبر في إسناده نظر، غير أن ذلك وإن كان كذلك، فإن النظر يدل على صحة معناه.

 

وفي المقابل ضعفه جماعة:

قال أحمد: حديث الخط ضعيف.

وقال الدار قطني: لا يصح ولا يثبت.

وقال الطحاوي: لا يحتج بمثله.

وقال البيهقي: قال سفيان: ولم نجد شيئًا يشد هذا الحديث، ولم يجيء إلا من هذا الوجه

وقال سفيان: وكان إسماعيل إذا حدث بهذا الحديث يقول: عندكم شيء تشدونه به؟

واحتج الشافعي بهذا الحديث في القديم، ثم توقف فيه في الجديد.

انظر سنن البيهقي 2/271، والمعرفة له 3/192، تهذيب التهذيب 2/236، وغيرها.

 

وللحديث طرق الأخرى، وشواهد، لكن أكثرها ضعيف جدًا:

 

أما طرقه الأخرى، فقد وقفت له على طريقين:

الطريق الأولى:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا صلى أحدكم فليصل إلى مسجد، أو إلى شجرة أو إلى بعير فإن لم يجد فليخط خطًا بين يديه، ثم لا يضره من مرَّ وراءه).


وقد روى هذا الحديث أيوب بن موسى، واختلف عليه وعلى بعض الرواة عنه:

أولًا: رواه الأوزاعي، عن أيوب، واختلف عليه:

1- فرواه رواد بن الجراح، عن الأوزاعي، عن أيوب، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبي هريرة:

أخرجه أبو الحسن بن بندار في جزء ابن فيل (ق13/ب) - ومن طريقه السخاوي في فتح المغيث 1/223- عن عيسى بن عبدالله العسقلاني، حدثنا رواد بن الجراح، به.


وذكر هذا الوجه الدار قطني في العلل 8/50، من رواية رواد، به

 

وذكره عن أبي سلمة عن أبي هريرة: ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/417، وأبو حفص الموصلي في الوقوف على الموقوف (106)، رقم 85.

 

قلت: في إسناد هذا الوجه رواد بن الجراح العسقلاني، قال فيه ابن حجر: صدوق اختلط بأخرة فترك، وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد (التقريب 1985).

 

وعيسى بن عبدالله بن سليمان العسقلاني، قال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث[14].

 

2- ورواه رواد أيضًا، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أيوب بن موسى، عن أبي سلمة عن أبي هريرة: ذكر الدار قطني في العلل 8/50، حيث قال بعد ذكره للوجه الأول: وقيل: عن رواد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أيوب بن موسى، ولا يصح عن الزهري.


3- ورواه بقية، عن الأوزاعي، عن رجل من أهل المدينة، عن أبي هريرة، موقوفًا: ذكره الدار قطني في العلل 8/250، ولم أقف على من أخرجه.


وفي إسناد هذا الوجه بقية بن الوليد، وهو كما تقدم أكثر من مرة: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، وفيه أيضًا جهالة من رواه عن أبي هريرة، والله أعلم.

 

ولعل الوجه الثالث أرجح عن الأوزاعي، لأن في إسناد الأول عيسى العسقلاني، وهو يسرق الحديث كما تقدم، والوجه الثاني نص الدار قطني أنه لايصح، فبقي الوجه الثالث، وإن كان من روايه بقية إلا أنه أقوى هذه الأوجه، والله أعلم.

 

ثانيا ً: ورواه همام بن يحيى، واختلف عليه:

1- فرواه أبو داود الطيالسي، عن همام بن يحيى، عن أيوب بن موسى، عن ابن عم له، عن أبي هريرة:

أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (338) رقم 2592، عن همام بن يحيى، عن أيوب ابن موسى، عن ابن عم لهم، كان يكثر أن يحدثهم عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا صلى أحدكم فلم يكن بين يديه ما يستتره فليخط خطًا، ولا يضره ما مر بين يديه).


2- وروي عن همام، عن إسماعيل بن أمية، عن ابن عم له، عن أبي هريرة: ذكره الدار قطني في العلل 10/283، من رواية همام به.


قلت: ولعل الوجه الأول أرجح عن همام، حيث رواه كذلك أبو داود الطيالسي، وهو ثقة ثبت، في حين لم يذكر الدار قطني من رواه على الوجه الثاني لننظر هل يقوى على معارضة أبي داود أم لا، والله أعلم.

 

ثالثًا: ورواه أبو مالك النخعي، عن أيوب، عن المقبري، عن أبي هريرة:

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (الجزء المفقود) رقم 614، عن أبي كريب، عن وكيع، عن عبد الملك بن حسين: أبي مالك النخعي، عن أيوب بن موسى، به.


وذكره الدارقطني - كما في أطراف الغرائب (ق295/أ) -، والسخاوي في فتح المغيث 1/224.


وقال الدارقطني: تفرد به أبو مالك النخعي، عن أيوب بن موسى، عن سعيد.

 

قلت: وأبو مالك: متروك (التقريب 8337)

 

ويمكن تلخيص ما تقدم من الاختلاف على أيوب بن موسى في الأوجه التالية:

1- رواه الأوزاعي والزهري - في وجه لايثبت عنهما -، عن أيوب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة.


2- ورواه همام بن يحيى - في الراجح عنه - عن أيوب، عن ابن عم له، عن أبي هريرة.

 

3- ورواه أبو مالك النخعي، عن أيوب، عن المقبري، عن أبي هريرة.

 

ولعل الوجه الثاني أرجح هذه الأوجه، فهو من رواية همام بن يحيى، وهو ثقه ربما وهم (التقريب 7319)، في حين لم يثبت الوجه الأول عن الأوزاعي والزهري، كما تقدم، وأما الوجه الثالث فمن رواية أبي مالك، وهو متروك.

 

وإسناد هذا الوجه الراجح ضعيف، لجهالة الرجل الذي حدث أيوب، والله أعلم.

 

الطريق الثانية:

وهي رواية الأوزاعي الراجحة عنه، والتي تقدمت في الاختلاف عليه في الطريق الأولى، حيث تقدم أن الراجح عن الأوزاعي، هو رواية بقية، عن الأوزاعي، عن رجل من أهل المدينة، عن أبي هريرة، موقوفًا.


وفي إسناد هذا الطريق بقية، وهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، وجهالة الراوي عن أبي هريرة، كما تقدم، والله أعلم.

 

الطريق الثالثة:

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليصل أحدكم إلى ما يستره، فإن لم يحد فليخط خطًا).

 

أخرجه عبدان الجواليقي في فوائده كما في فتح المغيث 1/223- قال: حدثنا داهر بن نوح، حدثنا يوسف بن خالد، عن أبي معاذ الخراساني، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، به.

 

قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه يوسف بن خالد، وهو ابن عمير السّمتي البصري، اتهمه غير واحد بالكذب، قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال ابن عدي: أجمع على كذبه أهل بلده. وقال ابن حجر: تركوه، وكذبه ابن معين (الكامل 7/2616، تهذيب الكمال 32/421، التقريب 7862).

 

وداهر بن نوح الأهوازي، قال عنه الدار قطني: ليس بقوي في الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ (لسان الميزان 2/413). وقال الدار قطني أيضًا: لا بأس به.

(الجامع في الجرح 1/222).

 

وأبو معاذ الخراساني، لم أقف له على ترجمة.

 

وعلى هذا فإسناده ضعيف جدًا، والله أعلم.

 

وأما شواهد الحديث فهي كما يلي:

1- عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال): إذا صلى أحدكم فليصل إلى رحله، أو ليخط خطًا في الأرض، أو لينصب سهمًا من كنانته، ولا يضره ما وراء ذلك).


أخرجه الطبراني في مسند الشاميين 2/258، رقم 1298، عن عبد الله بن حسين المصيصي، ثنا محمد بن كثير الصنعاني، عن أبي هارون العبدي: عن أبي سعيد، به.

 

قلت إسناده ضعيف جدًا، فيه أبو هارون العبدي، عمارة بن جوين، وهو متروك، ومنهم من كذبه (التقريب 4840).

 

2- وعن ابن أبي محذورة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد من قبل باب بني شيبة حتى جاء إلى وجه الكعبة فخط صلى الله عليه وسلم بين يديه خطًا عرضًا، ثم كبر فصلى، والناس يطوفون بين الخط والكعبة.

 

أخرجه أبو يعلى (المطالب العالية 1/159، رقم 325)، عن الجراح بن مخلد البصري.

 

وابن الأعرابي في معجمه 3/1111، رقم 2398)، عن أبي علي: هشام بن علي.

 

كلاهما عن حسان بن عباد بن يزيد القرشي، ثنا إبراهيم بن أبي محذورة، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه -قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فذكره ووقع عند أبي يعلي، حسام بن عباد، ولعله تصحيف.


و عند ابن الأعرابي: السيرفي، بدلًا من: القرشي، ولعله تصحيف.

 

قلت: إسناده ضعيف، فيه إبراهيم بن أبي محذورة، ذكره الذهبي في الميزان وتبعه الحافظ في اللسان، ونقلًا عن الأزدي قوله: هو وأخوته يضعفون. وقالا: روى عنه حسان بن عباد. (ميزان الاعتدال 1/77لسان الميزان 1/127). وأما حسان بن عباد، أو حسام بن عباد، فلم أقف على من ترجم له.

 

وقال ابن حجر في اللسان في ترجمة إبراهيم بن أبي محذورة: يحتمل أن يكون: إبراهيم ابن عبد الملك بن أبي محذورة،

 

قلت: إبراهيم هذا قال فيه الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب 210).

 

وفيه أيضًا أبو إبراهيم بن أبي محذورة، وهو عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، قال فيه الحافظ: مقبول (التقريب 4109).

 

وعلى هذا فإسناده ضعيف، والله أعلم.


3- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ليستتر أحدكم في الصلاة بالخط بين يديه، والحجر، وبما وجد من شيء، مع أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء).


أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ص518) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 8/291، وابن العديم في بغية الطلب 3/1524- قال: قال: أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف، حدثنا ابن أبي عمران الإستراباذي، حدثنا حيون بن المبارك البصري بمصر، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أبي، عن جدي، عن أنس.

 

قال الحافظ ابن حجر في اللسان 2/371: رواته ثقات غير حيون، والخبر منكر.

 

قلت: ولم أقف على من ترجم له غير الحافظ في اللسان، والله أعلم.

 

4- وذكر الحافظ ابن حجر في النكت 2/773، وتابعه السخاوي في فتح المغيث 1/224، أن له شاهد رواه الطبراني، من طريق أبي موسى الأشعري، وقال الحافظ: وفي إسناده أبو هارون العبدي، وهو ضعيف.


قلت: تقدم أن رواية الطبراني، والتي فيها أبو هارون إنما هي عن أبي سعيد الخدري، فلا أدري هل وهم الحافظ في نقله، أم أنها رواية أخرى، وإن كانت كذلك فهي منكرة، لحال أبي هارون، كما تقدم، والله أعلم.

 

5- وأخرج عبد الرزاق في المصنف 2/14، رقم 2297.


ومسدد في مسنده الكبير - كما في النكت لابن حجر 2/773-.


كلاهما عن هشيم ثنا خالد الحذاء، عن إياس بن معاوية، عن سعيد بن جبير، قال:(إذا كنت في فضاء من الأرض، وكان معك شي تركزه فاركزه بين يديك، فإن لم يكن معك شيء فلتخط خطًا بين يديك).

 

وقال الحافظ في النكت: ثم وجدت له شاهدًا آخر موقوفًا، وذكره، ثم قال: رجاله ثقات.

 

قلت: وهو كما قال، لكنه مقطوع، ومثله لا يصلح شاهدًا للمرفوع، والله أعلم.

 

6- وروي عن عطاء بن أبي رباح من طريقين:

فقد أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (الجزء المفقود)، رقم 498، عن ابن عبد الرحيم البرقي، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن حميد بن قيس، قال: سألت عطاء بن أبي رباح عن الخط يُخَطُ للسترة من الصلاة؟ فقال:(أدركت الناس يفعلون ذلك ولا أدري عمن ذلك).


قلت: وإسناده حسن إلى عطاء فيه يحيى بن أيوب الغافقي، قال عنه ابن حجر: صدوق ربما أخطأ (التقريب 7511)، وبقية رجاله ثقات.


وقول عطاء: أدركت الناس، محتمل أنه يريد الصحابة، ومحتمل أيضًا أنه يعني التابعين.

 

وعليه فلا أستطيع الجزم بكونه يصلح كشاهد للمرفوع، لأنه إن كان يعني التابعين، فهو في حكم المقطوع، وهو لا يصلح شاهدًا للمرفوع، والله أعلم.

 

وأخرجه الطبري أيضًا، رقم 499، عن سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبو زرعة، حدثنا حيوة، حدثنا أبو يوسف صالح بن عطاء المكي، أنه رأى عطاء بن أبي رباح خطّ بين يديه خطًا في الأرض، ثم صلى، والناس يمرون بين يديه.

 

قلت: صالح بن عطاء، لم يوثقه غير ابن حبان، وذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكر ا فيه شيئًا (تاريخ البخاري 4/286، الجرح 4/409، الثقات 6/455).

 

ومما سبق ذكره من الطرق والشواهد يتبين أن طريقين للحديث ضعيفان فقط، وكذا أحد شواهده، مما يقوي الحكم بتحسين هذا الحديث، وهذا على قول من قال بتضعيف حديث هذه المسألة، لحال أبي عمرو بن محمد بن حريث، وجده، ولكن كما تقدم فإن الراجح من حالهما أنهما صدوقان.

 

وعلى هذا فحديث هذه المسألة أقل أحواله أنه حسن إن شاء الله، والله أعلم.



[1] كذا في جميع النسخ، ولم   اقف على هذا الوجه من رواية ابن علية، ووجدته من رواية ذوَّاد بن عُلبة، كما سيأتي في التخريج، فيحتمل أن يكون هو المراد هنا، وإن كانت رواية ابن علية   محتملة أيضًا، والله أعلم.

[2] وقع في نسخة فيض الله: ((ابن عمرو)) وما أثبته من بقية النسخ، وهو الصواب، كما سيأتي في التخريج.

[3] ما بين القوسين ساقط من نسخة تشستربيي، ونسختي مصر، وكذا المطبوع، ومثبت من نسختي تركيا.

[4] قولة :((قد)) ساقطة من نسختي مصر والمطبوع، ومثبتة في بقية النسخ.

[5] وقع في المطبوع من تهذيب الآثار: عن أبي عمرو بن محمد بن حريث بن سليم، عن جده حريث بن سليم. وقد نص المزي في موضوعين كما تقدم أن رواية ذوّاد هي بقوله: حريث بن سليمان، ولعله تصحيف أو اجتهاد من المحقق، لوقوعه في الروايات الأخرى كذلك، وإن ثبت صحة ما في المطبوع، فيعتبر وجهأ آخر، من الاختلاف، والله أعلم.

[6] كذا وقع في التاريخ الكبير، وقد ذكر المزي في التحفة 9/315، وفي تهذيب الكمال 5/566، وابن حجر في التهذيب 2/235، والعراقي في التقييد والإيضاح (124)، وفي شرح التبصرة والتذكرة 1/244.

وعندهم جميعا أن مسددًا يرويه عن ابن عيينة بدون ذكر يحيى، فيحتمل أن يكون وقع خطأ في التاريخ الكبير، أوأن مسددًا رواه مرتين، مرة عن يحيى عن ابن عيينة، ومرة عن ابن عيينة مباشرة. ثم أفادني شيخنا الفاضل د. أحمد معبد أنه رجع ألى مخطوطه تشستربتي، فوجدها كما في المطبوع، مما يرجح الاحتمال الثاني، والله أعلم.

[7] كذا وقع في المصنف: عن أبي أمية محمد بن عمرو...، وسيأتي في الوجه الثالث عشر، أنه روي عن إسماعيل، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده، عن أبي هريرة موقوفًا. ولست أستبعد أن يكون وقع خطأ في المصنف، وخاصة أن النسخة المطبوعة كثيرة الأخطاء، والله أعلم.

[8] وقع في المطبوع من المنتخب بتحقيق مصطفى العدوي سقط في السند، ففيه: عن أبي عمرو محمد بن حريث

عن أبي هريرة. وقد وقع على الصواب في النسخة التي حققها صبحي السامرائي، ولذا لزم التنبيه.

[9] وقع في المطبوع من تهذيب الآثار: حدثني عمرو بن محمد بن حريث. ولم يقل: أبو عمرو بن محمد بن حريث، ويظهر أنه سقط من الطابع أو الناسخ، فقد ذكره الدار قطني في العلل على الصواب، والله أعلم.

[10] كذا في المطبوع والمخطوط من العلل، أنه ذكره من رواية إسماعيل بن أمية.وفي ذلك نظر، حيث أن الدار قطني في سياقه للاختلاف على إسماعيل بن أمية ذكر عدة إختلافات عمن رواه مرفوعًا، ثم قال: وكل هؤلاء يرفعه، ورواه إسماعيل بن أمية وقال: عن أبي عمرو بن محمد بن حريث... الخ.

والذي يظهر لي أن قوله إسماعيل بن أمية تصحيف عن: إسماعيل بن علية، وذلك لأمور: أولًا: أنه ذكر هذا الوجه في مقابل من رواه عن إسماعيل مرفوعًا، وعادته أن في ذكر الاختلافات أن يذكر من رواه كذلك عن المدار، ولا يذكره من رواية المدار نفسه، إلا أن يقول: وروي عن فلان كذا كما أن سياق الكلام يقتضي أن يذكر من رواه عن إسماعيل موقوفًا في مقابل ذكره لمن تقدم ممن رواه مرفوعًا.

ثانيًا: يؤيد ما تقدم وجود هذا الوجه من رواية إسماعيل بن علية عند الطبري، والله أعلم.

[11] الذي في التدريب:(وما في الروايات) كذا هو في نسختين لدي، وهما بتحقيق عزت عطية، والأخرى بتحقيق نظر الفريابي، وما أثبته أقرب لسياق الكلام، والله أعلم.

[12] يعني أبو عمرو بن محمد بن حريث.

[13] ونسبه أيضًا للحاكم الحافظ ابن حجر كما سيأتي، ولم أقف عليه في المستدرك.

[14] وقال الحافظ ابن حجر في اللسان في ترجمته: قال الحاكم عن الدار قطني: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات.قلت: وفي ما نقله الحافظ نظر، فقول الدار قطني هذا، وكذا ابن حبان، إنما هو في غير صاحب الترجمة، ولكنه في عيسى بن عبد الله بن سليمان، الملقب (رغاث)، وهو الذي وثقه الدار قطني في أجوبته للحاكم، وقد فرق بينهما الخطيب وغيره، وترجم للأول الذهبي في الميزان، ولم يزد على قول ابن عدي، فترجح خطأ الحافظ في نقله التوثيق وخلطه بين الاثنين، والله أعلم.

(انظر سؤالات الحاكم للدار قطني رقم 141، الكامل لابن عدي 5/1897، تاريخ بغداد 11/165، 170، الميزان 3/317، لسان الميزان 4/400).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحقيق تخريج مسألة ( لك بذلك سهم جمع )
  • تحقيق تخريج مسألة ( اختمري بهذا )
  • تحقيق تخريج مسألة ( نام الناس ورقدوا وأنتم تنتظرون الصلاة )
  • تحقيق تخريج مسألة ( سجود النبي على كور العمامة )
  • تحقيق تخريج مسألة ( سجود النبي على كور العمامة )
  • تحقيق تخريج مسألة ( إن المؤذن يغفر له مدى صوته )
  • تحقيق تخريج مسألة ( أتاني جبريل وفي يده كهيئة المرآة البيضاء )
  • تحقيق تخريج مسألة ( شهدت العيدين )
  • تحقيق تخريج مسألة ( أن عمر لم يأخذ من الناس زمن الرمادة )
  • تحقيق تخريج مسألة (أي الصدقة أفضل)

مختارات من الشبكة

  • تحقيق تخريج مسألة ( أنا أعلم الناس بوقت صلاة العشاء )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (ليستغن أحدكم عن الناس)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( إن الناس يجلسون من الله يوم القيامة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( لو أن رجلا دعا الناس إلى عرق أو مرماتين )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( لو يعلم الناس ما في شهود العتمة ليلة الأربعاء )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة) (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة) (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( صلى عمرو بن العاص بالناس )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( كانت الخطبة قبل الصلاة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة (إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب