• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
  •  
    الخواطر والأفكار والخيالات وآثارها في القلب
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    طائر طار فحدثنا... بين فوضى التلقي وأصول طلب
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    محبة القرآن من علامات الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (10)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    نبذة عن روايات ورواة صحيح البخاري
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم والذين جاؤوا من ...
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    الحج المبرور
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    مائدة التفسير: سورة المسد
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أفضل استثمار المسلم: ولد صالح يدعو له
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    السماحة في البيع والشراء وقضاء الديون
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطبة: الحج ومقام التوحيد: بين دعوة إبراهيم ومحمد ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    موقف الشيعة من آيات الثناء على عموم الصحابة
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

( هذه عقيدتي ) نظم / مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة

( هذه عقيدتي ) نظم / مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة
منصور بن عبده سعيد الصِّلوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/2/2013 ميلادي - 10/4/1434 هجري

الزيارات: 24315

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(هَذِهِ عَقِيْدَتِيْ)

نَظْمُ/ مُجْمَلِ أُصُوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْجَمَاعَةِ فِيْ الْعَقِيْدَةِ

لِلدُّكْتُوْرِ/ نَاصِرِ بِنْ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الْعَقْلِ


نَظَمَهُ/ منصور بن عبده سعيد الصِّلوي

صنعاء - اليمن

 

الْمُقَدِّمَةُ

 

الحَمْدُ أَزْكَى الحَمْدِ لِلْخَلاَّقِ
مِلْءُ السَّمَا، وَالأَرْضِ، وَالآفَاقِ
حَمْدَاً كَثِيْرَاً وَزْنَ عَرْشِ البَارِيْ
وَعَدَّ مَا يَمْشِي عَلَى البَرَارِيْ
وَأَكْمَلُ التَّسْلِيْمِ، وَالصَّلاَةِ
عَلَى الرِّضَا، وَسَيِّدِ الهُدَاةِ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ كُلَّ آنِ
وَالصَّحْبِ، وَالقُرْبَى، وَهُمْ عُنْوَانِيْ
وَبَعْدُ: فَاسْمَعْ يَاَ أَخَا العِرْفَانِ!
نَظْمَاً لَطِيْفَاً، وَارِفَ المَعَانِيْ ؟
أَسَمْيتُهُ: (بِهَذِهِ عَقِيْدَتِيْ)
إلَى أُصُولِ نَهْجِ أَهْلِ السُّنَّةِ
وَأَصْلُهُ: بَحْثٌ بَدِيْعٌ بَاْهِرُ
مَنْ خَطَّهُ: الشَّيْخُ الْجَلِيْلُ نَاصِرُ
- اِبْنُ التَّقِيْ - عَبْدِ الكَرِيْمِ العَقْلِ
يَا خَالِقِيْ!جَازِهْ عَظِيْمَ الفَضْلِ؟
قَدَّمْتُ فِيْمَا حَقُّهُ يُقَدَّمُ
وَزِدتُّهُ نَزْرَاً أَرَاهُ يُتْمِمُ
فِيْهِ التَزَمْتُ اللَّفْظَ حَسْبَ القُدْرَةِ
إِنْ لَمْ أُصِبْ ... فَالعُذْرَ مِنْكُمْ إِخْوَتِيْ
وَاللهَ أَرْجُوْ الصَّفْحَ، وَالغُفْرَانَا
فِيْ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَفِيْ أُخْرَانَا

 

الْبَابُ الأَوَّلُ/ قَوَاعِدُ، وَأُصُوْلٌ فِيْ مَنْهَجِ التَّلَقِّيْ، وَالاِ سْتِدْلاَلِ

الْفَصْلُ الأَوَّلُ/ مَصَادِرُ الْعَقِيْدَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ

 

مَصَادِرُ العَقِيدَةِ: القُرْآنُ
فَالسُّنَّةُ الصَّحِيْحَةُ الصِّنْوَانُ
وَبَعْدَهَا الإِجْمَاعُ كَافٍ لِلسَّلَفْ
فَهَذِهِ ثَلاَثَةٌ لِمَنْ خَلَفْ
وَكُلُّ شَيءٍ صَحَّ عَنْ رَسُوْلِنَا
فَوَاجِبٌ قَبُوْلُهُ، مَعْ فِعْلِنَا
تَوَاتُرَاً، أَوْ قَدْ رَوَاهُ الوَاحِدُ
وَتَسْتَوِيْ الأَحْكَامُ، وَالعَقَائِدُ
إِنْ قَائِلٌ: مَا المَرْجِعُ الدَّقِيْقُ
فِيْ فِهْمِنَا الوَحْيَيْنِ يَا صَدِيِق؟!
فَقُل لَّهُ: بِأَنَّ حَسْبِيْ فِيْهِمَا
هُوَ النُّصُوْصُ اللاَّتِيْ بَيَّنَتْ هُمَا
وَفَهْمُ صَدْرِ أُمَّةِ المُخْتَارِ
وَمَنْ عَلَى المِنْهَاجِ فِيْ المَسَارِ؟
فَلاَ تُعَارِضْ مِنْهُ شَيْئَاً ثَابِتَاً
لَوِ احْتِمَالٌ فِيْ اللُّغَاتِ قَدْ أَتَى؟
أَوْ سَائِلٌ هَلْ بَيَّنَ النَّبيُّ:
أُصُوْلَ هَذَا الدِّيْنِ يَا أُُخَيُّ؟!
فَقُلْ: نَعَمْ أَبَانَهَا جَمِيْعَاً
حَذَارِ وَالإِحْدَاثَ، وَالتَّبْدِيْعَا
وَزَاعِمَاً مِنْ أَنَّهُ فِيْ الدِّيْنِ
فَإِنَّهُ رَدٌّ عَلَى يَقِيْنِ؟

 

الْفَصْلُ الثَّانِيْ/ النَّقْلُ، وَالْعَقْلُ، وَالْعَلاَقَةُ بَيْنَهُمَا

 

وَالْعَقْلُ إِنْ قد جَاءَنَا صَرِيْحَا
مُوَافِقٌ مَنْقُوْلَنَا الصَّحِيْحَا
وَحَيْثُ قَطْعِيَّانِ مِنْهُمَا فَلاَ
تَعَارُضٌ مَا بَيْنَهَا، فَيُعْمَلا
وَإِنْ حَكَوْا تَعَارُضَاً تَوَهُّمَاً
فَقَدِّمِ النَّقْلَ العَظِيْمَ دَائِمَاً؟
وَنُفْرِدُ الرَّحْمَنَ، وَالكَلِيْمَا
فِيْ ظَاهِرٍ، وَبَاطِنٍ تَسْلِيْمَا
فَلاَ تُعَارِضْ أَيَّ شَيْءٍ عَنْهُمَا
بَالذَّوْقِ، وَالقِيَاسِ، أَوْ سِوَاهُمَا؟
كَقَوْلِ شَيْخٍ، أَوْ هَوَىً، أَوْ كَشْفِ
أَوْ غَيْرِهَا، كَعَادَةٍ، أَوْ عُرْفِ

 

الْفَصْلُ الثَّالِثُ/ الْعَقِيْدَةُ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا

 

ثُمَّ الْتَزِمْ فِيْ هَذِهِ العَقِيْدَةْ:
أَلْفَاظَهَا الشَّرْعِيَّةَ السَّدِيْدَةْ؟
وَوَاجِبٌ تَجَنُّبُ البِدْعِيَّةِ
تِلْكَ الَّتِيْ مِنْ صِنْعَةِ الْبَرِيَّةِ
وَغَيْرُهَا إِذَا أَتَتْ إِجْمَالاَ
وَلِلصَّوَابِ، وَالخَطَا احْتِمَالاَ
يَسْتَفْسِرُ الأَرِيْبُ عَنْ مَعْنَاهَا
مَا كَانَ مِنْهَا الحَقُّ أَثْبَتْنَاهَا
بِلَفْظِهَا الشَّرْعِيِّ، وَالَّتِيْ تُرَدْ
مَا جَاءَ مِنْهَا بَاطِلٌ لاَ تُعْتَمَدْ
وَلَيْسَ مَعْصُوْمٌ سِوَى الحَبِيْبِ
رَسُوْلِنَا، الدَّاعِيْ إِلَى الحَسِيْبِ
وَالأُمَّةُ الغَرَّاءُ فِيْ مَجْمُوْعِهَا
مَعْصُوْمَةٌ مِنَ الضَّلاَلِ كُلُّهَا
فَلاَ لآحَادٍ تُقَرُّ العِصْمَةُ
وَمَا اخْتِلاَفٌ قَالَهُ الأَئِمَّةُ:
فَالْمَرْجِعُ الوَحْيُ الشَّرِيْفُ، وَاعْذُرِ؟
مَنْ خِطْؤُهُ بِالاِجْتِهَادِ، بَرِّرِ؟
وَاسْتَوْجَبُوْا فِيْ الرَّدِّ، وَالتَّقْرِيْرِ
وَالاِعْتِقَادِ الحَقِّ، وَالتَّحْرِيْرِ
مِنْهَاجَ وَحْيِ اللهِ، لَزْمَاً نَالَهَا
فَلاَ تُرَدُّ بِدْعَةٌ بِمِثْلِهَا
وَلاَ بِتَفْرِيْطٍ نُقَابِلُ الغُلُوْ
وَلاَ غُلُوٍّ بِالْجَفَاءِ نَعْدِلُ
وَكُلُّ إِحْدَاثٍ بِديْنِ البَارِيْ
فَبِدْعَةٌ ضَلاَلَةٌ فِيْ النَّارِ

الْفَصْلُ الرَّابِعُ/ مَسَائِلٌ مُتَفَرِّقَةٌ


وَرَبُّنَا اصْطَفَى مُحَدَّثِيْنَا
مِنْ أُمَّةِ النَّبِيْ، وَمُلْهَمِيْنَا
وَالرُّؤْيَةُ الَّتِيْ تُسَمَّى صَالِحَةْ
حَقٌّ، وَيُرْجَى أَنْ تَكُوْنَ مَانِحَةْ
جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ النِّبْرَاسَةْ
كَذَاكَ حَقٌّ صَادِقُ الفَرَاسَةْ
هَذَانِ لِلتَّشْرِيْع ِلَيْسَا مَصْدَرَا
وَلاَ عَقِيْدَةٍ بِأَنْ تُقَرَّرَا
وَقُلْ: بِهَا بِشَارَةٌ كَرَامَةْ؟
إِنْ وَافَقَتْ تَشْرِيْعَنَا عَلاَمَةْ
إِيَّاكَ فَيْ الدِّيْنِ الْمِرَا إِيَّاكَا؟
قَدْ ذَمَّهُ اللهُ، وَمُصْطَفَاكَا
وَجَاءَ هَذَا الدِّيْنُ بِالجِدَالِ
بِحُسْنِهِ، وَالعَدْلِ فِيْ المَقَالِ
وَالاِمْتِثَالُ وَاجِبٌ فِيْمَا بِهِ
قَدْ صَحَّ فِيْهِ النَّهْيُ عَنْ خَوْضٍ بِهِ
أَمْسِكْ وُجُوْبَاً أَنْ تَخُوْضَ فِيْمَا
لاَ تُدْرِكَنَّ عِلْمَهُ تَفْهِيْمَا؟
فَحِيْنَهَا إِلَى "العَلِيْمِ" فَوِّضِ؟
أَوْ سَلْ أُهَيْلَ الذِّكْرِ بِالآيِ افْرُضِ؟

 

الْبَابُ الثَّانِيْ/ التَّوْحِيْدُ الْعِلْمِيُّ الاِعْتِقَادِيْ

الْفَصْلُ الأَوَّلُ/ الأَسْمَاءُ، وَالصِّفَاتُ

 

وَالأَصْلُ فِيْ الأَسْمَاءِ، وَالصِّفَاتِ
إمْرَارُهَا فِيْ النَّفْيِ، وَالإِثْبَاتِ
نَقُوْلُ: مَا قَدْ قَالَهُ القَدِيْرُ
أَوْ خَصَّهُ بِذَلِكَ البَشِيْرُ
مِنْ غَيْرِ تَمْثِيْلٍ، وَلاَ تَكْيِيْفِ
وَدُوْنِ تَعْطِيْلٍ، وَلاَ تَحْرِيْفِ
بَلْ مَا يَقُوْلُ اللهُ فِيْمَا قَدْ نَزَلْ
لاَ لَيْسَ شَيْءٌ مِثْلَهُ، أَوْ مَنْ عَدَلْ
وَبِالمَعَانِيْ فِيْ النُّصُوصِ آمِنِ
مَعْ مَا بِهِ دَلَّتْ بِحَقٍ أَيْقِنِ؟
لَكِنَّمَا التَّمْثِيْلُ، وَالتَّعْطِيْلُ
كِلاَهُمَا كُفْر، أَيَا خَلِيْلُ!
وَمَذْهَبُ التَّحْرِيْفِ، أَوْ مَا يُطْلَقُ
عَلَيْهِ تَأْوِيْلاً فَذَا يُحَقَّقُ
فَمِنْهُ كُفْرٌ مِثْلُ: تَأْوِيْلاَتِ
آرَاءِ أَهْلِ البَاطِنِ الجُنَاةِ
أَوْ: كَالنُّفَاةِ لِلصِّفَاتِ كَانَا
فَبِدْعَةٌ ضَلاَلَةٌ قَدْ بَانَا
وَمِنْهُ: مَا يَكُونُ خِطْئَاً يُعْذَرُ
بِجُهْدِهِ، وَاللهٌ رَبِّيْ يَغْفِرُ
وَفِيْ اعْتِقَادِ وَحْدَةِ الوُجُودِ
أَوْ قَوْلِهِمْ فِيْ الخَالِقِ المَعْبُودِ:
حُلُولُهُ فِيْ خَلْقِهِ، أَوِ اتَّحَدْ
بِهِمْ فَكُفْرٌ مُخْرِجٌ بِمَا اعْتَقَدْ

 

الْفَصْلُ الثَّانِيْ/ مِنْ أَرْكَانِ الإِيْمَانِ

 

وَبِالعِبَادِ المُكْرَمِيْنَ نُوْقِنُ
هَذَا عَلَى الإِجْمَالِ فَرْضٌ كَائِنُ
أَمَّا عَلَى التَّخْصِيْصِ، وَالتَّفْصِيْلِ
فَالْحُكْمُ فِيْمَا صَحَّ بِالدَّلِيْلِ
مِنْ ذَاكَ كَالأَسْمَاءِ، وَالصِّفَاتِ
أَوْ فِعْلِهِمْ، بِحَسْبِ عِلْمِ الذَّاتِ
وَالْكُتْبُ حَقٌ، رَبُّنَا قَدْ أَنْزَلاَ
مِنْ بَيْنِهَا القُرآنُ كَانَ الأَفْضَلاَ
وَنَاسِخَاً، مُهَيْمِنَاً، مَكْنُونَاً
وَغَيْرَهُ مُحَرَّفَاً، مَفْتُونَاً
مِنْ أَجْلِ هَذَا بِاتِّبَاعٍ يُفْرَدُ
دُونَ الَّتِيْ مَضَتْ بِهِ نَسْتَرْشِدُ
وَالرُّسْلُ حَقٌ، رَبُّنَا قَدْ أَرْسَلاَ
بَلِ اصْطَفَى مِنْ خَلْقِهِ خَيْرَ الْمَلاَ
مَنْ صَحَّ فِيْهِ النَّصُ عَيْنَاًً نُؤْمِنُ
بِعَيْنِهِ، وَالرُّسْلُ إِجْمَالاً عُنُوا
أَزْكَى الْعِبَادِ، أَفْضَلُ الأَنَامِ
وَالأَفْضَلُ المَكِّيْ عَلَى الدَّوَامِ
خِتَامُ رُسْلِ اللهِ، جَاءَ الآخِرَا
رَسُوْلُهُ إِلَى جَمِيْعِ مَنْ بَرَا
وَالوَحْيُ بَعْدَ الْهَاشِمِيْ قَدِ انْبَتَرْ
فَمَنْ يَقُلْ: بِغَيْرِ تِلْكُمُ كَفَرْ

 

الْفَصْلُ الثَّّالِثُ/ الإِيْمَانُ بِالْيَوْمِ الآخِرِ

 

وَمِنْ صَمِيْمِ الوَحْيِ: يَومُ الدِّينِ
يَومٌ يَقُومُ النَّاسُ لِلْمُبِينِ
فَمَا بِهَا قَدْ جَاءَتْ الأَخْبَارُ
صَحِيْحَةٌ فَحَقُّهَا الإِقْرَارُ
مِنْ قَبْلِهَا: الأَشْرَاطُ وَالآيَاتُ
وَحُكْمُهَا شَرْعَاً: هُوَ الإِثْبَاتُ
وَالْمُؤْمِنُونَ رَبَّهَمْ يَرَونَا
حَقَّاً، وَلِلِّقَاءِ مُشْتَاقُونَا
فِيْ الْمَحْشَرِ الْمَهُولِ، وَالجَنَّاتِ
فَلَنْ يُرَى فِيْ هَذِهِ الْحَيَاةِ
مَنْ قَالَ: بِالإِنْكَارِ، وَالتَّأْوِيْلِ
فَزَائِغٌ مِنْ أَقْبَحِ التَّضْلِيْلِ
وَأَثْبَتُوا ِلأَحْمَدَ الشَّفَاعَةْ
وَالأَنْبِيَاءِ يَومَ تَجْثُو السَّاعَةْ
وَالصَّالِحِيْنَ، وَالكِرَامِ البَرَرَةْ
وَغَيْرِهُمْ، مَعْلُومَةٌ مُسَطَّرَةْ
فِيْ مُحْكَمِ الأَدِلَّةِ الصَّرِيْحَةْ
مُفَصَّلاً في السُّنَّةِ الصَّحِيْحَةْ
وَسَائِرُ الغِيُوبِ حَقٌ، آمِنُوا؟
مِنْ مَا بِهِ قَدْ صَحَّ نَصَّاً أَذْعِنُوا؟
كَالنَّارِ، وَالكُرْسِيِّ، وَالْمِيْزَانِ
وَالعَرْشِ، وَالصِّرَاطِ، وَالِجَنانِ
وَالقَبْرُ إِمَّا: رَوضَةُ النَّعِيمِ
أَوْ حُفْرَةٌ فِيْهَا لَظَى الجَحِيْمِ
وَغَيْرُ هَذَا، دُونَمَا تَأْوِيلِ
مِنْ ذَاكَ شَيْئَاً جَاءَ بِالتَّدْلِيْلِ

 

الْفَصْلُ الرَّابِعُ/ الإِيْمَانُ بِالْقَدَرِ


وَيَلْزَمُ الإِيْمَانُ بِالأَقْدَارِ
ِخَيْرِهَا، أَوْ كَانَ بِالأَضْرَارِ
مِنْ ذَاكَ: عِلْمُ اللهِ مَا يَكُونُ
مِنْ قَبْلِ مَا تَقْْدِيْرُهُ يَكُونُ
وَأَنَّهَا مَكْتُوبَةٌ، مُسَطَّرَةْ
في اللَّوحِ قَبْلَ خَلْقِهِ مُقَدَّرَةْ
وَأَنَّ مَا شَاءَ الإِلَهُ كَانَا
وَلمَ ْيَكُنْ مَا لَمْ يَشَأْ مَولانَا
- سُبْحَانَهُ - فَلاَ يَكُونُ إِلاَّ
مَا قَدْ يَشَاءُ رَبُّنَا، تَجَلَّى
اَلخَلْقُ كُلٌ فِطْرَةُ القَهَّارِ
فِيهِمْ تَجَلَّتْ قُدْرَةُ الجَبَّارِ
وَيَفْعَلُ الإِلَهُ مَا يُرِيْدُ
أَهْلُ الثَّنَا، تَبَارَكَ المَجِيْدُ

 

الْفَصْلُ الْخَامِسُ/ الأَوْلِيَاءُ، وَكَرَامَتِهِمْ

 


كَذَا كَرَامَاتُ العِبَادِ الأَوْلِيَا
حَقٌ جَرَتْ، وَالصَّالِحِيْنَ الأَتْقِيَا
وَكُلُّ أَمْرٍ خَارِقٍ لِلْعَادَةْ
لاَ أَنَّهُ كَرَامَةٌ يَا سَادَةْ!
فَرُبَّمَا اسْتِدْرَاجُ قَدْ يَبِيْنُ
أَوْ زَيَّنَ الشَّيْطَانُ، وَالقَرِيْنُ
أَوْ كَانَ بَعْضُ المُبْطِلِينَ أثَّرَا
فَعِنْدَهَا الوَحْيَانِ مِعْيَارُ الوَرَى
وَالمُؤْمِنُونَ أَوْلِيَاءُ رَبِّنَا
جَمِيْعُهُمْ، مَنِ اتَّقَى، وَآمَنَا
وَهَذِهِ الوِلاَيَةُ المَقْصُودَةْ
بِالقَدْرِ مِنْ إِيْمَانِهِمْ مَحْدُودَةْ

الْبَابُ الثَّالِثُ/ التَّوْحِيْدُ الطَّلَبِيْ (تَوْحِيْدُ الأُلُوْهِيَّةِ)

الْفَصْلُ الأَوَّلُ/ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ

 

وَاجْزِمْ بِأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ أَحَدْ؟
فَلاَ لَهُ الشَّرِيْكُ مُطْلَقَاً أَحَدْ
فِيْ أَنَّهُ الرَّبُ الإِلَهُ المُتَّصِفْ
بِأَحْسَنِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، قِفْ؟
رَبِّيْ، وَرَبُّ العَالَمِيْنَ فَاعْبُدُوا؟
الْمُسْتَحِقُّ وَحْدَهُ أَنْ تُفْرِدُوا
في كُلِّ أَمْرٍ رَبُّنَا ارْتَضَاهُ
أَوْ حَبَّهُ، وَوَحْيُهُ تَلاَهُ
كَالغَوثِ، وَالأَنْسَاكِ، وَالدُّعَاءِ
وَالخَوفِ، وَالبُكَاءِ، وَالرَّجَاءِ
وَالْحُبِّ، وَالإِهْدَاءِ، وَالصَّلاَةِ
وَغَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ الطَّاعَاتِ
فَصَرْفُهَا لِغَيْرِهِ إِشْرَاكُ
الأنْبِيَاءُ القَصْدُ، أَوْ أَمْلاَكُ
أَوْ أَيُّ عَبْدٍ صَالِحٍ مِنَ البَشَرْ
أَوْ غَيْرُهُمْ مِنَ الْجَمَادِ كَالحَجَرْ

 

الْفَصْلُ الثَّانِيْ/ مِنْ أُصُوْلِ الْعِبَادَةِ


وَمِنْ أُصُولِ القَومِ فيِ العِبَادَةْ
أَنْ يُعْبَدَ الإِلَهُ ذُو السِّيَادَةْ
بِالحُبِّ، مَعْ خَوفٍ، مَعَ الرَّجَاءِ
ثَلاَثَةٍ، تَأْتِيْ عَلَى السَّوَاءِ
فَبَعْضُهَا مِنْ دُونِ بَعْضٍ إِنَّهَا
مِنْ أَوْضَحِ الضَّلاَلِ، فَاجْمَعَنَّهَا؟
قَدْ قَعَّدَ الأَئِمَّةُ الفُحُولُ
مَقَالَةً جَلِيْلَةً تَقُولُ
مَنْ يَعْبُدُ الإِلَهَ حُبَّاً وَحْدَهُ
فَسَمِّهِ الزِّنْدِيْقَ؟ حُكْمَاً عُدَّهُ؟
وَالخَوفُ إِفْرَادَاً حَرُورِيٌ يُعَدْ
وَمُرْجِئٌ مَنْ بِالرَّجَاءِ قَدْ عَبَدْ

 

الْفَصْلُ الثَّالِثُ/ الطَّاعَةُ، وَالتَّسْلِيْمِ


وَمُطْلَقُ الطَّاعَاتِ، وَالتَّسْلِيْمِ
مَعَ الرِّضَا لِلَّهِ، وَاليَتِيْمِ
وَالعَقْدُ فِيْ الإِيْمَانِ أَنَّهُ الْحَكَمْ:
مِنْ أَنَّهُ الرَّبُ الإِلَهُ مُلْتَزَمْ
فَلاَ لَهُ فِيْ حُكْمِهِ شَرِيْكَا
أَوْ أَمْرِهِ، أَنْعِمْ بِهِ مَلِيْكَا؟!
فَالْكُفْرُ: فِيْ تَشْرِيْعِ مَا لَمْ يَأْذَنِ
أَوِ اتِّبَاعِِ غَيْرِ شَرْعِ الْمُؤْمِنِ
أَوْ بَدَّلُوا شَيْئَاً مِنَ التَّشْرِيْعِ
أَوْ حُكِّمَ الطَّاغُوتُ بِالتَّطْوِيْعِ
أَوِ اعْتِقَادِ وُسْعِ بَعْضِ النَّاسِ
خُرُوْجُهُ عَنْ دِيْنِنَا النِّبْرَاسِ

 

الْفَصْلُ الرَّابِعُ/ الْحُكُمُ بِغَيِرْ مَا أَنْزَلَ اللهُ

 

وَالحُكْمُ إِنْ بِغَيْرِ مَا قَدْ أَنْزَلاَ
إِلَهُنَا قِسْمَانِ، شَرْعَاً أُصِّلاَ
فَالأَوَّلُ: الكُفْرُ الكَبِيرُ حُكْمُنَا
كَمَا التِزَامُ غَيرِ شَرْعِ رَبِّنَا
مِنْ دُونِهِ، أَوْ جُوِّزَ التَّحْكِيْمُ بِهْ
وَالثَّانِ: كُفْرٌ دَونَ كُفْرٍ، فَانْتَبِهْ؟
مِثْلُ: الَّذِيْ عُدُولُهُ فِيْ وَاقِعَةْ
وَحَالُهُ الْتِزَامُ مَا قَدْ شَرَّعَهْ
فََقَصْدُهُ هَوَاهُ لَيْسَ إلاَّ
وَسَمِّهِ الكُفْرَ الصَّغِيْرَ يُجْلَى

 

الْفَصْلُ الْخَامِسُ/ تَقْسِيْمُ الدِّيْنِ إِلَى شَرِيْعَةٍ، وَحَقِيْقَةٍ

 

وَمَنْ حَكَى تَقْسِيمَ هَذَا الدِّيْنِ
بِدْعَاً، وَبَيْنَ النَّاسِ فِيْ أَمْرَيْنِ
شَرِيْعَةٍ: وَلِلْعَوَامِ تَلْزَمُ
حَقِيْقَةٍ: وَلِلْخَوَاصِ تُرْسَمُ
فَالْفَصْلُ بَيْنَ الدِّيْنِ، وَالسِّيَاسَةِ
أَوْ غَيْرِهَا، فَمُبْطِلٌ لِلطَّاعَةِ
يَدُورُ بَيْنَ الكُفْرِ، وَالضَّلاَلِ
كُلٌ بِحَسْبِ رُتْبَةِ الإِخْلاَلِ
ألاَ وَإِنَّ الغَيْبَ لِلْمَرْبُوبِ
فَلاَ سِوَاهُ عَالِمَ الغِيُوبِ
وَالكُفْرُ فِيْ اعْتِقَادِ أَنَّ غَيْرَهُ
يَدْرِيْ عُلُومَ غَيْبِهِ، أَوْ سِرَّهُ
وَرَبُّنَا يَخُصُّ بَعْضَ الأَنْبِيَا
شَيْئَاً مِنَ الْغُيُوبِ فِيْ أَنْ يُوْحِيَا
وَفِيْ اعْتِقَادِ صِدْقِ كُهَّانِ الْبَشَرْ
أَوْ إِخْوَةِ التَّنْجِيْمِ كُفْرٌ فِيْ الأَثَرْ
لَكِنَّ مَنْ يَأْتِيْهِمُ عَلَى خَطَرْ
فَقَدْ أَتَى كَبِيْرَةً إِحْدَى الْكُبَرْ

 

الْفَصْلُ السَّادِسُ/ الْوَسِيْلَةُ، وَأَنْوَاعِهِا

 

وَقَدْ عَنَى الوَسِيْلَةَ الرَّحْمَنُ
أَمْرَاًً بِهَا، وَنَصَّهَا التِّبْيَانُ
تِلْكَ الَّتِيْ إِلَى الغَنِيْ تُقَرِّبُ
مِنْ سَائِرِ الطَّاعَاتِ شَرْعَاً تُطْلَبُ
فَدُوْنَكَ الأَنْوَاعَ لِلتَّوْسِلِِْ؟
ثَلاَثَةًَ، تَتَبُّعَاً، فَفَصِّلِ؟!
فَالأَوْلُ: التَّوَسْلُ الْمَشْرُوْعُ
مِظِنُّهُ: بِمَا دَعَا المَتْبُوعُ
فَادْعُوْهُ بِالصِّفَاتِ، وَالأَسْمَاءِ
أَوِ الدُّعَا مِنْ صَالِحِ الأَحْيَاءِ
أَوْ صَالِحِ الإِيْمَانِ، وَالأَعْمَالِ
وَخَالِصِ التَّوْحِيْدِ، وَالأَقْوَالِ؟
ثَانِيْهِمَا: الْبِدْعِيُّ فِيْمَا لَمْ يَرَدْ
عَلَيْهِ شَرْعُ اللهِ كَيْمَا نَسْتَنِدْ
مِثَالُهُ: فَفِيْ ذَوَاتِ الأَنْبِيَا
وَالصَّالِحِيْنَ الأَوْلِيَاءِ، الأَنْقِيَا
أَوْ حَقِّهِمْ، أَوْ حُرْمَةٍ، أَوْ جَاهِ
أَوْ نَحْوِهَا، وَثَالِثُ الدَّوَاهِيْ:
كَمَا الذِّيْ بَيْنَ الإِلَهِ يَجْعَلُ
وَبَيْنَهُ وَسَائِطَاً فَيَسْأَلُ
شَفَاعَةً، تَوَكُّلاً عَلَيْهَا
أَوْ رَافِعَاً دُعَاءَهُ إِلَيْهَا
أَكَانَ قَاصِدَاً نَبِيَّاً مُرْسَلاً
أَوِ الكِرَامَ المُكْرَمِيْنَ عَوَّلاَ
أَوِ العِبَادَ الصَّالِحِيْنَ وَسَّطَّا
أَوْ غَيْرَهُمْ، فمشركٌ أنْ فرَّطَا

 

الْفَصْلُ السَّابِعُ/ الْبَرَكَةُ، وَالتَّبَرُّكُ

 

وَاللهُ بَعْضَ الخَلْقِ جُوْدَاً كَرَّمَا
مِنْ فَضْلِهِ تَبْرِيْكَةً، وَنَعَمَّا
وَشَرْطُهَا الدَّلِيْلُ فِيْ الإِثْبَاتِ
فِيْ أَيِّ أَمْرٍ كَانَ فِيْ الحَْيَاةِ
فَالْخَيْرُ كَثْرَةٌ: هُوَ الْمَعْنَى لَهَا
مَعَ الثُّبُوتِ، وَاللُّزُوْمِ نَالَهَا
كَالقَدْرِ، وَالصِّيَامِ فِيْ الزَّمَانِ
وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِيْ الْمَكَانِ
وَصَالِحِ الأَعْمَالِ فِيْ الأَعْمَالِ
وَزَمْزَمٍ لِلشَّيْءِ فِيْ المِثَالِ
وَتِيْكَ فِيْ الأَشْخَاصِ فِيْ ذَوَاتِ
رُسْلِ الإِلَهِ، وَحْدَهُمْ تُؤَاتِيْ
فَلاَ تَجُوزُ فِيْ سِوَاهُمْ، وَاخْصُصِ؟
طَهَ، وَمَعْ آثَارِهِ، فَنَصِّصِ؟
لَكِنَّهُ مَعَ الوَفَاةِ مُنْقَطِعْ
أَوْ تَذْهَبُ الآثَارُ، وُاتْرُكْ مَا ابْتُدِعْ؟
فَالشَّرْعُ لاَيُجَوِّزُ التَّبَرْكَا
إِلاَ بِمَا بِهِ الدَّلِيْلُ دَلَّكَا
فإَِنَّهُ أَمْرٌ أَتَى مَوْقُوْفَا
بِالْمُرْسَلِيْنَ وَحْدَهُمْ مَوْصُوْفَا

 

الْفَصْلُ الثَّامِنُ/ أَحْكَامُ زَيَارَةُ الْقُبُوْرِ

 

ثُمَّ الْقُبُوْرُ، وَالْعِبَادُ حَوْلَهَا
فِعَالُهُمْ عَلَى ثَلاَثٍ حُكْمُهَا
فالأوَّلُ: المشروعُ كالسَّلامِ
عَلَيْهِمُ مَرْجُوُّ بِالتِّرْحَامِ
مَعْ أَصْدَقِ الدُّعَاءِ لِلْمَقْبُوْرِ
وَلاِعْتِبَارِ النَّفْسِ بِالنُّشُوْرِ
ثَانِيْهِمَا: الْبِدْعِي الَّذِيْ يُنَافِيْ
كَمَالَ تَوْحِيْدِ الإِلَهِ الْكَافِيْ
فَحَدُّهُ: وَسِيْلَةُ التَّشْرِيْكِِ
إِنْ قَصْدُهُ عِبَادَةُ الْمَلِيْكِ
قُرْبَى إِلَيْهِِ، أَوْ تَبَرُّكُاًَ بِهَا
أَوْ أَنَّهُ أَهْدَى الثَّوَابَ عِنْدَهَا
أوْ زُيِّنَتْ بِالنَّقْشِ، وَالتَّجْصِيْصِِ
أَوْ شُدَّتِ الرِّحَالُ لِلتَّخْصِيْصِِ
أَوْ أَوْقَدَ السِّرَاجَ، وَالْمَوَائِدَا
أَوْ خَصَّهَا تَعَبُّدَاً مَسَاجِدَا
أَوْ شَيَّدَ القُبُورَ بِالبِنَاءِ
أَوْ عَمَّرَ الْقِبَابَ لِلإِغْوَاءِ
أَوْ نَحْوَهَا مِمَّا بِهِ نَهْيٌ أَتَى
أَوْ لَمْ يَكُنْ لَهَا أُصُوْلٌ يَافَتَى!
والثَّالثُ: الشِّركِيْ المُنَافِيْ أَبَدَا
عَقِيْدةَ التَّوْحِيْدِ، قَوْلاً وَاحِدَاً
مِنْ صَرْفِ مَا يَخْتَصُّ بِالْغَفُوْرِ
لِسَاكِنِي الأَجْدَاثِ كَالنُّذُوْر
وَالذَّبْحِ، وَالطَّوَافِ، وَالتَّضَرْعِ
أَوْ نَحْوِهَا كَالْحُبِّ، وَالتَّوَجُعِ
وَاَيْمَا وَسِيٍْلَةٍ فَحُكْمُهَا:
حُكْمُ الْمَقَاصِدِ الَّتِيْ تَؤُوْلُهَا
وَتُغْلَقُ الذَّرِيْعَةُ الْمُؤَدِيَةْ
لأَيِّ إِحْدَاثِ، وَشِرْكٍ مُفْضِيَةْ

 

الْبَابُ الرَّابِعُ/ الإِيْمَانُ

الْفَصْلُ الأَوَّلُ/ أَحْكَامُ الإِيْمَانِ

 

َوَقْولُنَا السُّنِّيُّ فِيْ الإِيْمَانِ:
تَقْرِيْرُ مَا يَتْلُوْ بِهِ الوَحْيَانِ
قَوْلٌ، وَفِعْلٌ، وَاعْتِقَادُ قَلْبِ
تَلاَزُمٌ فِيْهَا بِدُوْنِ سَلْبِ
وَأَنُّهُ يَزِيْدُ بِالْهِدَايَةِ
وَنَقْصُهُ يَشِيْنُ بِالْغِوَايَةِ
فَالْقَوْلُ: قَوْلُ الْقَلْبِ، وَاللِّسَانِ
وَالْفِعْلُ: فِيْهِمَا، وَبِالأَرْكَانِ
فَلِلْفُؤَادِ: القُوْلُ بِالتَّصْدِيْقِ
وَالاِعْتِقَادِ، جِيْءَ بِالتَّحْقِيْقِ
أَمَّا اللِّسَانُ: قَوْلُهُ الإِقْرَارُ
وَقَدْ سَرَتْ فِيْ ذَلِكَ الآثَارُ
ثُمَّ الجَنَانُ: فِعْلُهُ الإِذْعَانُ
وَالْحُبُّ، وَالإِخْلاَصُ، وَالإِيْقَانُ
وَكَامِلُ التَّسْلِيْمِ، فَالإِرَادَةْ
لِصَالِحِ الأَعْمَالِ، وَالعِبَادَةْ
وَالْفِعْلُ: فِيْ الأَرْكَانِ فِعْلُ مَا أَمَرْ
بِهِ الإِلَهُ، وَاجْتِنَابُ مَا زَجَرْ
مَنْ أَخْرَجَ الأَعْمَالَ عَنْ مُسَمَّى
إِيْمَانِنِا: فَمُرْجِئُوْنَ حَتْمَا
َوَمِثْلُهُ مَنْ فِيْهِ - زُوْرَاً - أَدْخَلاَ
مَا لَيْسَ مِنْهُ فَابْتِدَاعُهُ جَلاَ
أَوْ كَانَ بِالشَّهَادَتَيْنِ لَمْ ُيُقِرْ
فَلاَ يُسَمَّى مُؤْمِنَاً فِيْمَا سُطِرْ
وَهَكَذَا الإِيْمَانُ حُكْمَاًً يَنْتَفِيْ
فِيْ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَيَوْمَ الْمَوْقِفِ

 

الْفَصْلُ الثَّانِيْ/ الإِسْلاَمُ، وَالإِيْمَانُ

 

وَالْقَصْدُ بِالإِسْلاَمِ، وَالإِيْمَانِ:
اِسْمَانِ شَرْعَيَانِ مَنْصُوْصَانِ
وَفِيْهَمَا الْخُصُوْصُ، وَالْعُمُوْمُ
كُلٍ، وَمِنْ وَجْهٍ، وَذَا مَفْهُوْمُ
وَكُلُّ مُؤْمِنٍ يُسُمَّى مُسْلِمَاً
وَالضِّدُ لاَ، فَالْوَحْيُ نَصَاً أَفْهَمَا
وَالْمُسْلِمُوْنَ: اسْمٌ لأَهْلِ الْقِبْلَةِ
نِعْمَ الْمُسَمِّيْ، نِعْمَ وَصْفُ الْمِلَّةِ!
وَمَنْ جَنَى كَبِيْرَةً، وَهْيَ الَّتِيْ
أَدْنَى مِنَ الْكُفْرِ الْكَبِيْرِ أَثْبِتِ
إِيْمَانَهُ؟، لَكِنْ عَلَى النُّقْصَانِ
وَالأَمْرُ فِيْ الِمْيَعادِ لِلدَّيَّانِ
إِنْ شَاءَ - فَضْلاً - سَاقَهُ الْجِنَانَا
أَوْشَاءَ - عَدْلاً - قَادَهُ النِّيْرَانَا
وَفِيْ الْجِنَانِ مَنْزِلُ الْمُوَحِّدِِ
إِنْ ذَاقَ تَعْذِيْبَاً فَلاَ يُخَلَّدِ!
وَلاَ يَجُوْزُ الْقَطْعُ لِلأَعْيَانِ
مِنْ أَهْلِنَا بِالنَّارِ، وَالْجِنَانِ
إِلاَّ الَّذِيْ صَحَّتْ بِهِ النُّصُوْصُ
فَيْ حَقِّهِ، فَحُكْمُهُ مَخْصُوْصُ

 

الْفَصْلُ الثَّالِثُ/ الْكُفْرُ، وَالتَّكْفِيْرُ

 

وَالْكُفْرُ شَرْعَاً: أُسُّهُ قِسْمَانِ
هُمَا الْكَبِيْرُ، وَالصَّغِيْرُ الدَّانِيْ
فَيَخْرُجُ الإِنْسَانُ بِالْكَبِيْرِ
كُلِّيَّةً عَنْ شِرْعَةِ النَّصِيْرِ
وَفَاعِلُ الصَّغِيْرِ لاَ يَزَالُ
فِيْ دِيْنِنَا، وَحَدُّهُ الأَعْمَالُ
وَإِنَّمَا التَّكْفِيْرُ مِنْ أَحْكَامِ
شَرِيْعَةِ الْخَلاَّقِ لِلأَنَامِ
مَرَدُّهُ الوَحْيَانِ - قَطْعَاً -، إِنَّهُ:
مِنْ أَخْطَرِ الأَحْكَامِ، فَاحْذَرَنَّهُ؟
فَلاَ يَجُوْزُ شَرْعَاً التَّكْفِيْرُ
لِمُسْلِمٍ، قَدْ قَالَهُ النَّذِيْرُ
بِالْقَوْلِ، أَوْ بِالْفِعْلِ فِيْمَا لَمْ يَدُلْ
عَلَيْهِ نَصُّ الشَّرْعِ، وَافْهَمْ بِالمُثُلْ؟
وَالْحُكْمُ فِيْ الأَعْمَالِ بِالْكُفْرَانِ
لاَ يَلْزَمُ التَّكْفِيْرُ لِلأَعْيَانِ
إلاَّ إِذَا بِهِ الْمَوَانِعُ انْتَفَتْ
وَكَانَتِ الشَّرُوْطُ جَمْعَاً اكْتَفَتْ
وَ رُكْنُهُ الأَنَاةُ، وَالتَّثَبُّتُ
وَنُطْقُهُ يُعْنَى بِهِ الأَئِمَّةُ

 

الْبَابُ الْخَامِسُ/ الْقُرْآنُ، وَالْكَلاَمُ

الْفَصْلُ الأَوَّلُ/ تَعْرِيْفُ الْقُرْآنِ

 

عَقِيْدَتِيْ يَا رَبِّ فِيْ القُرْآنِ
كَلاَمُكَ الْحُرُوْفُ، وَالْمَعَانِيْ
أَنْتَ الَّذِيْ أَنْزَلْتَهُ تَنْزِيلاَ
حَفِظْتَهُ دَوْمَاً، فَلاَ تَبْدِيْلاَ
فِيْ غَايَةِ الإِعْجَازِ، إِنَّمَا يَدُل
- حَقَّاً - عَلَى صِدْقِ النَّبِيْ، أَسْمَى الرُّسُلْ
فَمِنْكَ بِدْءُ الذِّكْرِ، بَلْ يَعُوْدُ لَكْ
فَلَيْسَ مَخْلُوْقَاً، وَبِئْسَ مَنْ سَلَكْ
وَكَيْفَ شَاءَ رَبَّنَا تَكَلَّمَا
مَتَى يَشَاءُ، مَا يَشَاءُ،كَلَّمَا
حَقِيْقَةً بِالصَّوْتِ، وَالْحُرُوْفِ
وَالْكَيْفَ لاَ يُدْرَى، مَعَ الوُصُوْفِ

الفصل الثاني/ كلام الله

 

وَالْخَوْضُ فِيْهَا لاَ يَجُوْزُ فَادْرِ؟
وَقَوْلُ خَلْقِ الذِّكْرِ: عَيْنُ الْكُفْرِ
وَالْقَوْلُ فِيْ كَلاَمِ ذِيْ الْجَلاَلِ:
مَعْنَاهُ نَفْسِيْ أَقْبَحُ الضَّلاَلِ
وَمِثْلُ هَذَا: القَوْلُ فِيْ التَّنْزِيْلِ
عِبَارَةٌ، أَوْ فَيْضُ فِيْ التَّعْلِيْلِ
أَوْ أَنَّهُ مَحْكِيُّ، أَوْ مَجَازُ
زَيْغٌ بِهَا، وَالْكُفْرُ قَدْ يُحَازُ

 

الْفَصْلُ الثَّالِثُ/ الْمَنْهَجُ لِتَفْسِيْرِ الْقُرْآنِ

 

وَيُفْرَضُ الْمَعْلُوْمُ مِنْ نَهْجِ السَّلَفْ
إِذَا يُفَسَّرُ الْكِتَابُ لِلْخَلَفْ
تَفْسِيْرُهُ بِرَأْيِنَا الْمُجَرَّدِ
مُحَرَّمٌ، قَوْلٌ بِلاَ عِلْمٍ زِدِ؟
مَنْ كَانَ فِيْ الْقُرْآنِ شَيْئَاً أَنْكَرَا
أَوِ ادَّعَى زِيَادَةً قَدِ افْتَرَى
أَوْ قَالَ بِالنُّقْصانِ، وَالتَّحْرِيْفْ
فَكَافِرٌ، فِيْ مُنْتَهَى التَّخْرِيْفِ
تَأْوِيْلُهُ تَأْوِيْلَ أَهْلِ الْبَاطِنِ،
أَوْ شِبْهِهِمْ: كُفْرٌ، مِنَ الْبَوَائِنِ

 

الباب السادس/ القدر

الفصل الأول/ مراتب القدر

 

طُوْبَى لِمَنْ يُسَلِّمُ الأَقْدَارَا
إِلَى الْقَويْ، حَتَّى وَلَوْ أَخْطَارَا
مِنْ أَنَّهَا مِنْ سَيَّدِ الأَكْوَانِ
وَسَادِسُ الأَرْكَانِ فِيْ الإِيْمَانِ
فَيَشْمَلُ النُّصُوصَ، فَالْمَرَاتِبَا
رَسَمْتُهَا فِيْ أَرْبَعٍ صَوَاحِبَا
الْعِلْمُ، تَتْرَى بَعْدَهُ الْكِتَابَةُ،
فَالْخَلْقُ خَتْمٌ، دُوْنَهُ الْمَشِيْئَةُ
فَلاَ مُعَقِّبٌ لِحُكْمِهِ، وَلاَ
رَادٌّ لِمَا يَقْضِيْهِ رَبِّيْ، مَنْ عَلاَ

 

الْفَصْلُ الثَّانِيْ/ الأَمْرُ، وَالإِرَادَةُ

 

وَالأَمْرُ، وَالإِرْادَةُ اللَّذَانِ
قَدْ سُطِّرَا وَحْيَاً هُمَا نَوْعَانِ
أُوْلاَهُمَا: كَوْنٌ، وَجَاءَا قَدْرَا
ثَانِيْهِمَا: شَرْعَاً لِمَعْنَىً عُبِّرَا
فَلاَزِمُ الإِرْادَةِ الشَّرْعَيَّةْ
الْحُبُّ، وَالْمَشِيْئَةُ: الْكَوْنِيَّةْ
وَاعْلَمْ - يَقِيْنَاً - أَنَّ لِلْمُكَلَّفِ
مَشِيْئَةً، إِرَادَةَ التَّصَرُّفِ
تَبِيْعَةٌ لِمَا أَرَادَ الْقَاهِرُ
أَوْ شَاءَهُ، وَهْوَ الْعَزِيْزُ الْقَادِرُ

 

الْفَصْلُ الثَّالِثُ/ مِنْ حُقُوْقِهِ تَعَالَى

 

مِنْ حَقِّهِ كِتَابَةُ الْهِدَايَةْ
لِعَبْدِهِ، أَوْ يُحْقِقُ الْغِوَايَةْ
كِلْتَاهُمُا فَفِيْ يَدَيْ إِلَهِيْ
فَضَلاً، وَعَدْلاً، يَا أَخَا الأَنْبَاهِ!
وَالخَلْقُ، وَالإِبْرَاءُ مِنْ حُقُوْقِهِ
فَالْعَبْدُ مَعْ فِعَالِهِ مِنْ خَلْقِهِ
هُمْ فَاعِلُوا الأَفْعَالِ بِالْحَقِيْقَةِ
وَلاَ سِوَاهُ خَالِقَ الْخَلِيْقَةِ
مَنْ قَدَّرَ الأَرْزَاقَ، وَالأَعْمَالاَ
وَالسُّعْدَ، وَالشَّقَاءَ، وَالآجَالاَ
فِيْ اللَّوْحِ مَكْتُوْبٌ لَدَى السَّلاَمِ
مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْخَلْقِ، وَالأَنَامِ
وَحِكْمَةُ الإِلَهِ فِيْ فِعَالِهِ
جَلِيَّةٌ كَالبَدْرِ فِيْ كَمَالهِ

الْفَصْلُ الرَّابِعُ/ الاِحْتِجَاجُ بِالْقَدَرِ


وَلاَ يَجُوْزُ الاِحْتِجَاجُ بِالقَدَرْ
عَلَى الذُّنُوْبِ، وَالْعُيُوْبِ، وَالْوَزَرْ
فَالتَّوبَةُ النَّصُوحُ مِنْهَا وَاجِبُ
وَلَوْمُنَا للِفْاَعِلِيْنَ مَطْلَبُ
إِلاَّ عَلَى الآَلاَمِ، وَالشُّرُورِ
يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجُ بِالْمَقْدُوْرِ
وَنُثْبِتُ التَّأْثِيْرَ فِيْ الأَسْبَابِ
بِمَا يَشَاءُ مُنْزِلُ الْكِتَابِ
فَالشِّرْكَ قُلْ: فِيْمَنْ إِلَيْهَا يَنْقَطِعْ
وَالتَّرْكُ قَدْحٌ فِيْ نُصُوْصِ مَا شُرِعْ
وَنَفْيُهُ قَدْ خَالَفَ العُقُوْلاَ
مِنْ بَابِ أَوْلَى خَالَفَ الْنُّقُوْلاَ
وَلاَ يُنَافِيْ قَطْعَاً التَّوَكُّلُُ
الأَخْذََ بِالأَسْبَابِ، حُكْمٌ أَعْدَلُ

 

الْبَابُ السَّابِعُ/ الْجَمَاعَةُ، وَالإِمَامَةُ

الْفَصْلُ الأَوَّلُ/ التَّعْرِيْفُ بِالْجَمَاعَةِ، وَحُكْمُ الْخُرُوْجِ عَنْهَا

 

وَقَصْدُنَا فِيْ البَابِ بِالْجَمَاعَةْ
صَحَابَةُ النَّبِيْ، وَمَنْ أَطَاعَهْ
مِمَّنْ نَحَا طَرِيْقَهَمْ إِحْسَانَا
وَقَدْ قَفَا آثَارَهُمْ عِرْفَانَا
إَلَى قِيَامِ الْبَعْث يُعْرَفُوْنَا
مِنَ الوَرَى بِالْفِرْقَةِ النَّاجِيْنَا

فَكُلُّ مَنْ مِنْهَاجَهُمْ قَدِ الْتَزَمْ
مِنْهَا، وَإِنْ - خِطْئَاً - بِأَجْزَاءٍ حَكَمْ
أَمَّا الَّذِيْ عَنْهَا خُرُوْجَاً أعْلَنَا
فَنُصُحُهُ مُسْتَوْجِبٌ فِيْ دِيْنِنَا
نَدْعُوْهُ بِاْلُحْسَنى، بِهَا نُجَادِلُ
وَحُجَّةٌ تُقَامُ، وَالدَّلاَئِلُ
حَتَّى يَعُودُ تَائِبَاً، فَإِنْ أَبَى
فَالشَّرْعُ فِيْمَا يَسْتَحِقُّ عَاقَبَا

 

الْفَصْلُ الثَّانِيْ/ الأَصْلُ فِيْ مُعَامَلَةِ النَّاسِ

 

هَذَا، وَحَمْلُ النَّاسِ إِجْمَالاً بِمَا
فِيْ الوَحْيِ، وَالإِجْمَاعِ، لاَ سِوَاهُمَا
وَلاَ يَجُوْزُ شَرْعَاً امْتِحَانُ
عَوَامِ أَهْلِ الدِّيْنِ يَا إِخْوَانُ!
فِيْ أَيِّ شَيْءٍ غَامِضٍ دَقِيْقِ
وَكُلِّ أَمْرٍ شَائِكٍ عَمِيْقٍ
وَالأَصْلُ فِيْ جَمِيْعِ أَهْلِ الدِّيْنِ
سَلاَمَةُ الْقُصُوْدِ، وَالظُّنُوْنِ
فََخُذْ بِهِ؟ إِلاَّ الْخِلاَفَ الأَسْنَى
وَالأَصْلُ حَمْلُ قَوْلِهِمْ بِالْحُسْنَى
وَلاَ تُأَوِّلْ - كُلْفَةً - لِمَنْ بَدَا
عِنَادُهُ، أَوْ سُوْءُ قَصْدٍ قَصَدَا؟
وَالْفِتْنَةَ الوَحْيَانِ نَصَاً حَذَّرَا
مِنْهَا، وَبَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ أَنْكَرَا
كَمْ حَرَّمَا تَفَرُّقَا فِيْ الدِّيْنِ
فِيْ غَيْرِ مَا نَصٍّ مِنَ الاِِثْنَيْنِ؟

 

الْفَصْلُ الثَّالِثُ/ الطَّوَائِفُ الْخَارِجَةُ عَنِ السُّنَّةِ، وَالإِسْلاَمِ

 

ثُمَّ الطَّوَائِفُ الَّتِيْ تُصَنَّفُ
فِيْ قِبْلَةِ الإِسْلاَمِ لَكِنْ يُعْرَفُ
خُرُوْجُهَا عَنْ سُنَّةِ الْخَلِيْلِ
تُوُعِّدَتْ بِالنَّارِ، وَالتَّنْكِيْلِ
فَاحْكُمْ عَلَيْهَا: حُكْمَ ذِيْ الْوَعِيْدِ
فِيْ النَّارِ، أَوْ فِيْ رَحْمَةِ الْحَمِيْدِ؟
إِلاَّ الَّذِيْ قَدْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرَا
فِيْ بَاطِنٍ، ولِلأُصُوْلِ جَاهَرَا
خِلاَفَهَا، وَتِلْكَ فِيْ الْعَقِيْدَةْ
عَقِيْدَةِ الصَّحَابَةِ الْفَرِْيدَةْ
مِمَّا بِهَا قَدْ وَقَّعُوا إِجْمَاعَا
فَأُمُّهُ السَّعِيْرُ، لاَ نِزَاعَا
وَمَنْ خُرُوْجَاً أَعْلَنَتْ جِهَارَاً
عَنْ دِيْنِنِا فَجُمْلَةً كُفَّارَا
والْحُكْمُ فِيْهَا حُكْمُ أَهْلِ الرَّدَةِ
وَعُمْدَتِيْ الصِّدِّيْقُ فِيْهِمْ قُدْوَتِيْ

الْفَصْلُ الرَّابِعُ/ الإِمَامَةُ الصُّغْرَى


وَمَنْ يَؤُمُّ الْقَوْمَ فِيْ الصَّلاَةِ
وَحَالُهُ مَسْتُوْرُ فِيْ الْحَيَاةِ
فَخَلْفَهُ صَلاَتُنَا صَحِيْحَةْ
وَتَرْكُهَا فَبِدْعَةٌ صَرِيْحَةْ
إِنِ ادَّعَوْا جَهَالَةً فِيْ حَالِهِ
فَالْمَنْعُ مَوْقُوْفٌ عَلَى أَعْمَالِهِ
فِيْ مِثْلِ مَنْ قَدْ أَظْهَرَ الْفُجُوْرَا
أَوْ بِدْعَةً، أَوْ خَالَفَ الْمَأْمُوْرَا
فَلاَ تَجُوْزُ بَعْدَهُ إِنْ أُمْكِنَتْ
مَعْ غَيْرِهِ، وَصُحِّحَتْ إِنْ صُلِّيَتْ
مَصْحُوْبَةً بِالإِثْمِ إِلاَ إِنْ قَصَدْ
دَفْعَاً لإِفْسَادٍ أَكِيْدٍ مُحْتَصَدْ
وَجُوِّزَتْ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْ النَّاسِ
إِلاَّ أَشَرُّ مِنْهُ فِيْ الإِلْبَاسِ
أَوْ مِثْلُهُ فَالتَّرْكُ لاَ يَجُوْزُ
وَلاَ تَصِّحُ خَلْفَ مَنْ يَحُوْزُ
حُكْمَاً بِكُفْرٍ، فَانْشُدِ الأَبَرَّا
لاَ سِيَّمَا فِيْ عَصْرِنَا تَحَرَّا

الْفَصْلُ الْخَامِسُ/ الإِمَامَةُ الْكُبْرَى

 

أَمَّا وَكَيْفَ تُعْقَدُ الإِمَامَةْ
أَعْنِيْ بِهَا الْكُبْرَى عَلَى السَّلاَمَةْ
مَتَى عَلَيْهَا تُجْمِعُ الرَّعِيَّةْ
لَوْ نَصَّبَتْ عَبَدَاً مِنَ السَّرِيَّةْ
أَوْ أَنَّ أَهْلَ الْحَلِّ، وَالْعُقُوْدِ
قَدْ بَايَعُوْا الإِمَامَ بِالوُجُوْدِ
وَالطَّاعَةَ الْوَحْيَانِ أَمْرَاً أَوْجَبَا
فِيْ مَنْ يَنَالُ أَمْرَهَا تَغَلُّبَا
وَكِلْمَةُ الْعِبَادِ فِيْهِمْ تَجْتَمِْعْ
وَنُصْحُهُمْ فَرْضٌ عَلَى مَنْ يَسْتَطِعْ
وَيَحْرُمُ الْخُرُوْجُ عَنْهُمْ عِنْدَنَا
إِلاَّ إِذَا كُفْرٌ بَوَاحٌ أُعْلِنَا
وَفِيْهِ مِنْ إِلَهِنَا بُرْهَانُ
وَتُحْفَظُ الأَعْرَاضُ، وَالأَبْدَانُ
مَعْهُمْ وَإِنْ جَارَ الْوُلاَةْ وَاجِبُ
حَجٌّ، صَلاَةٌ، وَالْجِهَادُ،وَاظِبُوْا؟

 

الْفَصْلُ السَّادِسُ/ حُرْمَةُ دِمَاءِ الْمُسْلِمِيْنَ

 

وَاشْتَدَّ مَقْتُ اللهِ، وَالْوَعِيْدُ
وَسُخْطُهُ، وَنَهْيُهُ الشَّدِيْدُ
مِنَ اقْتِتَالِ أُمَّةِ الإِسْلاَمِ
مَعْ بَعْضِهَا بَعْضَاً عَلَى الْحُطَامِ
فِيْ دَارِ دُنْيَانَا، أَوِ الْحَمِيَّةْ
حَمِيَّةِ الْجَهَالَةِ الشَّقِيَّةْ
مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الْمُحَرَّمَةْ
فِيْ ذِكْرِنَا. وَالسَّنَّةِ الْمُكَرَّمَةْ
وَجَوَّزُوْا قِتَالَ أَصْحَابِ الْبِدَعْ
وَالْبَغْيِ، أَوْ أَشْبَاهِهِمْ فِيْ الْمُتَّبَعْ
فَاعْمَلْ بِهِ فِيْ دَفْعِهِمْ؟ إِلاَّ إِذَا
يَجْرِيْ أَقَل ُّمِنْهُ فِيْ دَفْعٍ كَذَا
وَرُبَّمَا يَسْتَوْجِبُ الْقِتَالُ
إِنْ رُوْعِيَ الإِصْلاَحُ، وَالأَحْوَالُ

 

الْفَصْلُ السَّابِعُ/ صَحَابَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ -

 

وَنُشْهِدُ الْمَوْلَى بِمَا نَقُوْلُ
بِأَنَّ صَحْبَ المُصْطَفَى عُدُوْلُ
وَكُلُّهُمْ فِيْ أُمَّةِ الْعَدْنَانِ
أَزْكَى الوَرَى فِيْ الْفَضْلِ، وَالإِيْمَانِ
وَهَذِهِ الشَّهَادَةُ الْمَسْطُوْرَةْ
مَعْلُومَةٌ فِيْ الدِّيْنِ بِالضَّرُوْرَةْ
مِنْ أَنَّهَا أَصْلٌ، وَمَقْطُوْعٌ بِهِ
يَكْفِيْ ثَنَاءُ اللهِ فِيْ كِتَابِهِ
وَالْحُبُّ لِلصَّحْبِ الْكِرَامِ دِيْنُ
بَلْ ذَاكَ إِيْمَانٌ بِهِ نَدِيْنُ
وَبُغْضُهُمْ عَلاَمَةُ النَّفَاقِ
وَأَسْوَأُ الْكُفْرَانِ بِاتِّفَاقِ
وَالْكَفُّ عَمَّا بَيْنَهُمْ قَدْ شَجَرَا
فَرْضٌ، وَنَعْزُوْهُ إِلَى مَنْ قَدَّرَا
مَعْ تَرْكِنَا لِلْخَوْضِ فِيْمَا يَقْدَحُ
فِيْ قَدْرِهِمْ، وِبِالتَّرَضِيْ نَصْدُحُ
فَأَفْضَلُ الصَّحَابَةِ الصِّدِّيْقُ
وَبَعْدَهُ فَارُوْقُنَا الرَّفِيْقُ
ثُمَّ الْحَيِيِ عُثْمَانُ - ذُوْ النُّوْرَيْنِ -
فَالصِّهْرُ يُكْنَى وَالِدَ السِّبْطَينِ
بِالرَّاِشْدِوْنَ يُنْعَتُوْنَ وَصْفَ
هُمْ الوُلاَةُ، لِلنَّبِيِّ خَلْفَا
وَتُثْبِتُ الْخِلاَفَةَ الْمَرْضِيَّةْ
فِيْ ذَلِكَ التَّرْتِيْبُ يَا أُخَيَّهْ!

 

الْفَصْلُ الثَّامِنُ/ آلُ النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ-

 

وَحُبُّ آلِ الصَّادِقِ الأَمِيْنِ
فَرْضٌ، وَمِنْ صَمِيْمِ هَذَا الدِّيْنِ
مَعْ بَيْتِهِ مَحْفَوْفُ بِالوَلاَءِ
فَفَائِقُ التَّعْظِيْمِ، وَالوَفَاءِ
نَخَصُّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ، وَاعْرِفِ
لَهُنَّ فَضْلَهُنَّ قَدْرَاً تَشْرُفِ
وَالْحُبُّ مَرْفُوْعٌ إِلَى الأَئِمَّةِ
وَمَعْ أُهَيْلِ الْعِلْمِ أَهْلِ السُّنَّةِ
التَّابِعُوْنَ الصَّحْبَ بِالإِحْسَانِ
فِيْ سَائِرِ الأَوْقَاتِ، وَالْبُلْدَانِ
جَانِبْ ذَوِيْ الإِحْدَاثِ، وَالأَهْوَاءِ
أَوْ غَيْرِهِمْ، مِنْ زُمْرَةِ الآرَاءِ؟

 

الْفَصْلُ التَّاسِعُ/ مِنْ شَعَائِرِ الإِسْلاَمِ

 

وَذَرْوَةُ السِّنَامِ فِيْ الإِسْلاَمِ
هُوَ الْجِهَادُ فِيْ رِضَا الْعَلاَّمِ
مَاضٍ إِلَى قِيَامِ أَمْرِ السَّاعَةِ
وَأَهْلُهُ يُجْزَوْنَ بِالشَّفَاعَةِ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ أَعْظَمَ الشَّعَائِرِ
مَفْرُوْضَةٍ فِيْ الْجَهْرِ، وَالسَّرَائِرِ:
الأَمْرُ بِالْمَعْرُوْفِ، وِالْخَيْرَاتِ
وَالنَّهْيُ لِلنُّكْرَانِ، وَالزَّلاَتِ
فَفِيْهِمَا الْحَفَاظُ لِلْجَمَاعَةْ
وَاسْتَوْجَبَا بَحَسْبِ الاِسْتِطَاعَةْ
لاَ بُدَّ فِيْهِمَا اعْتِبَارُ الْمَصْلَحَةْ
فِيْ بَابِهَا الشَّرْعِيَّةِ الْمُنَقَحَةْ
فَالْجُمْعَةُ الْفَضِيْلَةُ الشَّهِيْرَةْ
فَأُخْتُهَا الْجَمَاعَةُ الْكَبِيْرَةْ
مِنْ أَبْرَزِ الطَّاعَاتِ فِيْ الشَّرِيْعَةْ
وَمِنْ حُصُوْنِ الأُمَّةِ الْمَنِيْعَةْ

 

الْبَابُ الثَّامِنُ/ أَهَمُّ خَصَائِصِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْجَمَاعَةِ، وَسَمَاتِهِمْ

الْفَصْلُ الأَوَّلُ/ صِفَاتٌ عِلْمِيَّةٌ،عَقَدِيَّةٌ

 

سِمَاتُ أَهْلِ السُّنَّةِ الأَخْيَارِ
سَارَتْ كَسَيْرِ الشَّمْسِ فِيْ الأَقْطَارِ
وَهُمْ عَلَى تَفَاوِتٍ فِيْ حَمْلِهَا
نَظَمْتُهَا، وَلَيْسَ نَهْجِيْ حَصْرَهَا
الْفِرْقَةُ النَّاجُوْنَ، وَالْمَنْصُوْرَةْ
أَنْعِمْ بِهَا؟، لِجُهْدِهَا مَشْكُوْرَةْ
فَالاِهْتِمَامِ بِالْكِتَابِ الْمُنْزَلِ
مِنْ أَعْظَمِ السِّمَاتِ فِيْهِمْ تَنْجَلِيْ
كَالْحِفْظْ، وْالتَّرْتِيْلِ، وَالتَّحْبِيْرِ
وَالنَّقْلِ بِالإِسْنَادِ، وَالتَّفْسِيْرِ
وَفِيْ الْحَدِيْثِ جُلُّ وَقْتِهِمْ بِهِ
رِوَايَةً، دِرَايَةً، عِلْمَاً بِهِ
ِلأَنَّ ذَيْنِ لِلتَّلَقِيْ مَصْدَرَا
وَيُتْبِعُوْنَ الْعَلْمَ أَعْمَالاً تُرَى
وَالدِّيْنَ كُلَّ الدِّيْنِ يَدْخُلُوْنَا
طَوْعَاً، وَبِالفُرْقَانِ يُؤْمِنُوْنَا
مِنْ ذَلِكَ الْمَنْصُوْصِ فِيْ الصِّفَاتِ
سَوَاءٍ التَّنْزِيْهِ، وَالإِثْبَاتِ
وَالوَعْدِ، وَالْوَعِيْدِ، وَالْغُيُوْبِ
وَكُلِّ مَا قَدْ جَاءَ فِيْ الْمَكْتُوْبِ
وَالْعَبْدُ عِنْدَهُمْ لَهُ الإِرَادَةْ
وَالْفِعْلُ، وَالْمَشِيْئَةُ الْمُنْقَادَةْ:
بِالْقَدَرِ الآَتِيْ عَنِ الْفَتَّاحِ
مَعْ سَابِقِ التَّقْدِيْرِ فِيْ الأَلْوَاحِ
وَيُقْرِنُوْنَ الْعِلْمَ بِالْعِبَادَةْ
وَرَحْمَةً مَعْ قَوَّةِ الْقِيَادَةْ
وَالْجَمْعُ بَيْنَ الآَخْذِ بِالأَسْبَابِ
وَالزَّهْدِ، وَالتَّعْظِيْمِ لِلتَّوَابِ
وَالاِتِبَاعُ شَامَةُ الْخِصَالِ
وَالاِجْتِمَاعُ غُرَّةُ الْخِلاَلِ
وَالتَّرْكُ لِلإِحْدَاثِ، وَالتَّفَرُّقِ
فِيْ دِيْنِنَِا، وَالنَّبْذُ لِلتَّمَزُّقِ
قَدْ أَفْرَدُوْا الأَئِمَّةَ اقْتِدَاءً
وَهُمْ عَلَى خُطَاهُمُ اهْتِدَاءً
ذَوُو الْهُدَى، وَالْفَضْلِ، وَالْعَدَالَةْ
قَدْوَاتُنَا فِيْ الْعِلْمِ، وَالرِّسَالَةْ
هُمُ هُمُ الصَّحَابَةُ الأَبْرَارُ
وَمَنْ عَلَى هُدَاهُمُ سَيَّارُ
فَيْ الاِعْتِقَادِ أُنْعِمُوا تَوَسُّطَا
مَا بَيْنَ مَنْ يَغْلُوْ وَمَنْ قَدْ فَرَّطَا
وَذَاكَ فِيْ السُّلُوْكِ، وَالأَعْمَالِ
يَبْدُوْ جَلِيَّاً سَائِرَ الأَحْوَالِ

 

الْفَصْلُ الثَّانِيْ/ صِفَاتٌ فِكْرِيَّةٌ، مَنْهَجِيَّةٌ

 

وَكُلُّمَا يُسَبِّبُ النِّزَاعَا
فَهُمْ عَلَى إِبْعَادِهِ سِرَاعَاً
أَشَدُّ حِرْصَاً فِيْ اجْتِمَاعِ الْكِلْمَةِ
عَلَى الْهُدَى، وَالْحَقِّ، وَالطَّرِيْقَةِ
وَالرَّصُ لِلصُّفُوْفِ بِالتَّوْحِيْدِ
وَالاِتِّبَاعِ رُكْنَيِ التَّعْبِيْدِ
فَمِنْ هُنَا امْتَازُوْا عَنِ الْخَلِيْقَةْ
بِاسْمٍ هُوَ الْجَمَاعَةُ الْعَرِيْقَةْ
أَغْلَى الْمُنَى: إِقَامَةُ الشَّرِيْعَةَ
وَالْحُكْمُ فِيْ المَعْمُوْرَةِ الْبَدِيْعَةْ
وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوْفِ، وَالْجِهَادِ
وَالنَّهْيُ لِلنُّكْرَانِ، وَالْفَسَادِ
وَهَمُّهُمْ تَجْدِيْدُ هَذَا الدِّيْنِ
وَالدَّعْوَةُ الْحُسْنَى إِلَى الْمَتِيْنِ
وَالسُّنَّةُ الْفَيْحَاءُ بِالإِحْيَاءِ
وَنَشْرِهَا فِيْ وَاسِعِ الأَرْجَاءِ
أَصْلُ الأُصُوْلِ الصَّخْرَةُ الصَّمَّاءُ
فِيْهِمْ هُمَا الوَلاَءُ وَالبَرَاءُ
عَلَى أَسَاسِ الدِّيْنِ، وَالآثَارِ
فِيْ الْيُسْرِ، أَوْ فِيْ حَالَة ِالإِعْسَارِ
بِالْعَدْلِ، وَالإِنْصَافِ يَحْكُمُوْنَا
وَحَقَّ ِذيْ الإِكْرَامِ هُمْ يَرْعَوْنَا
لاَ حَقَّ نَفْسٍ، أَوْ هَوَىً، أَوْ طَائِفَةْ
لِذَاكَ لاَ يُغْلُوْنَ فِيْ الْمُؤَالِفَةْ
مِمَّنْ تَوَدُّ القَوْمَ بِالوَلاَءِ
وَالجَوْرُ مَمْنُوْعٌ عَلَى الأَعْدَاءِ
وَأَشْهَرُ الصِّفَاتِ فِيْ الأَعْلاَمِ
تَوَافُقُ الأَفْكَارِ، وَ الأَفْهَامِ
تَزْدَانُ فِيْ تَشَابُهِ الْمَوَاِقِفِ
وَقَوَّةِ الإِخَاءِ، وَالتَّآلُفِ
بِالرَّغْمِ مِنْ تَبَاعُدِ الأَمْصَارِ
وَمِنْ تَنَاءِ الدُّوْرِ، وَالأَعْصَارِ
وَكَيْفَ لاَ فَمَصْدَرُ التَّلَقِّيْ
مُوحَّدٌ عَنِ الإِلَهِ الْحَقِّ

الْفَصْلُ الثَّالِثُ/ صِفَاتٌ أَخْلاَقِيَّةُ،اجْتِمَاعِيَّةٌ

 

لاَ يَغْمِطُوْنَ مَنْ حَبَاهُ اللهُ
بِالْفَضْلِ، وَالإِفْضَالِ، وَارْتَضَاهُ
هُمْ أَرْحَمُ الْعِبَادِ بِالْعِبَادِ
وَصَانِعُوْا الإِحْسَانِ، وَالإِسْعَادِ
يُعَامِلُوْنَ النَّاسَ بِالأَخْلاَقِ
بِحُسْنِهَا، وَالنُّصْحِ لِلرَّزَّاقِ
وَنُصْحُهُمْ لِكَافَّةِ الأَئِمَّةْ
وَالْمُسْلِمِيْنَ خَاصَّةً، وَعَامَّةْ
وَنَصْرُهُمْ عَلَى الْبُغَاةِ مَهْمَا
يَشْتَدُّ قَهْرُ الظَّالِمِيْنَ ظُلْمَا
وَالسَّعْيُ فِيْ حُقُوْقِهِمْ أَدَاءً
وَالْكَفُّ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ إِيْذَاءً

الْخَاتِمَةُ

 

فَالْحَمْدُ، وَاْلِعْرَفانُ لِلْجَلِيْلِ
أَنْ هَيَّأَ الْمَنْظُوْمَ بِالتَّكْمِيْلِ
حَمْدَاً يُوَافِيْ أَنْعُمَ الْقَيُّوْمِ
مَا سَاقَ مَاءَ الْمُزْنِ فِيْ الْغُيُوْمِ
بِالشُّكْرِ مَوْصُوْلٌ إِلَى الْمَنَّانِ
فَهُوَ الَّذِيْ بِنَظْمِهِ حَبَانِيْ
أَنَا الضَّعِيْفُ، الْخَائِفُ، الْمَضْرُوْرُ
سَلِيْلُ صِلْوٍ، عَبْدُكَ الْمَنْصُوْرُ
فَاجْعَلْ خِتَامَ العُمْرِ بِالشَّهَادَة
وَكِلْمَةِ الإِخْلاَصِ، وَالسَّعَادَةْ؟
بِهَذِهِ الْعَقِيْدَةِ السَّنِيَّةِ
وَالْحَشْرِ مَعْ أَحِبَّتِيْ النَّدِيَّةِ
مُحَمَّدٍ، وَصَحْبِهِ، وِآلِهِ
وَمَنْ خَطَا دَرْبَاً عَلَى مِنْوَالِهِ
وَالْخَتْمُ صَلَّى رَبُّنَا، وَسَلَّمَا
عَلَى النَّبيْ، يَغْشَاهُ لُطْفَاً مُفْعَمَا
مَعْ بَيْتِهِ الأَطْهَارِ، وَالأَصْحَابِ
وَآلِهِ الأَخْيَارِ، وَالأَحْبَابِ
إِلَى هُنُا قَدِ انْتَهَى نِظَامِيْ
وَصِيَّتِيْ الدُّعَاءُ، مَعْ سَلاَمِيْ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظم، بعنوان: (البلبل الصداح من علم الاصطلاح)
  • نظم، بعنوان:(كَشْفُ الضَّبَابَةِ عَنْ أَسْمَاءِ الْمَشْهُورِينَ بِالْكُنَى مِنَ الصَّحَابَةِ)
  • نظم، بعنوان:(تَصْحِيحُ الأَوْضَاعِ فِي أَحْكَامِ الرَّضَاعِ)
  • نظم، بعنوان: (حَدِيثِ الْمُسِيءِ صَلاتَهُ)
  • نظم، بعنوان: (الْمَنَائِرُ فِي تَعْدَادِ الْكَبَائِر)
  • مقاصد العقيدة: مدخل تأصيلي
  • المربع نظم ثلاثة الأصول والقواعد الأربع
  • عقيدة ومنهج أهل السنة إجمالا مما كان عليه السلف الصالح
  • اعتقاد أهل السنة أن ترك الأسباب قدح في التشريع، والاعتماد عليها قدح في الاعتقاد

مختارات من الشبكة

  • أنا مسلم وهذه عقيدتي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • هذه هي عقيدتنا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقوال الأئمة في العقيدة التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • متن العقيدة الطحاوية - عقيدة أهل السنة والجماعة - للإمام الطحاوي المصري - قراءة الشيخ فهد الحمين(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مخطوطة عقيدة أهل السنة والجماعة (العقيدة الطحاوية) (نسخة رابعة)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة عقيدة أهل السنة والجماعة (العقيدة الطحاوية) (نسخة ثالثة)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة عقيدة أهل السنة والجماعة (العقيدة الطحاوية) (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة عقيدة أهل السنة والجماعة (العقيدة الطحاوية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • لغة القرآن وتميزها على سائر لغات العالمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عقيدة الفرقة الناجية(مقالة - موقع أ. د. مصطفى حلمي)

 


تعليقات الزوار
1- أثابك الله
قائد بن سوده - الإمارات 26-01-2014 11:29 AM

أسأل الله العظيم أن يثيبك ويجزيك خير الجزاء على هذا النظم وفي ميزان حسناتك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب