• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون"(3)

تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون" (الحلقة الثالثة)
وائل حافظ خلف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/1/2013 ميلادي - 1/3/1434 هجري

الزيارات: 19144

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خَلدون"(3)

هذا التحقيق مقتبس من كتاب "الجوهر المكنون"

(الحلقة الثالثة)


وخَرَّجَ ابنُ ماجة في كتاب "السنن"[1] له عن عبد الله بن مسعود، من طريق يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة[2]، عن عبد الله قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، قال: فقلت: مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، فَقَالَ: ((إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلَاءً وَتَشْرِيدًا وَتَطْرِيدًا، حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ، فَيَسْأَلُونَ الْخَيْرَ، فَلَا يُعْطَوْنَهُ، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، فَلَا يَقْبَلُونَهُ، حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا، كَمَا مَلَئُوهَا جَوْرًا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ))[3] انتهى.

 

وهذا الحديث يُعرف عند المحدِّثين بحديث الرايات، ويزيد بن أبي زياد راويه، قال فيه شعبة: ((كان رَفَّاعًا))، يعني: يرفع الأحاديث التي لا تُعْرَف مرفوعة.

 

وقال محمد بن فضيل: ((كان من كبار أئمة الشيعة)).

 

وقال أحمد بن حنبل: ((لم يكن بالحافظ))، وقال مَرَّةً: ((حديثه ليس بذاك)).

 

وقال يحيى بن معين: ((ضعيف)).

 

وقال العجلي: ((جائز الحديث، وكان بآخرة يُلقن)).

 

وقال أبو زرعة: ((لَيِّنٌ، يُكتب حديثُه[4] ولا يُحتج به)).

 

وقال أبو حاتم: ((ليس بالقوي)).

 

وقال الجوزجاني[5]: ((سمعتهم يضعفون حديثه)).

 

وقال أبو داود: ((لا أعلم أحدًا ترك حديثه، وغيره أحب إليَّ منه)).

 

وقال ابن عَدي: ((هو من شيعة أهل الكوفة، ومع ضعفه يُكتب حديثه)).

 

وروى له مسلمٌ لكن مقرونًا بغيره. وبالجملة فالأكثرون على ضعفه.

 

وقد صرح الأئمة بتضعيف هذا الحديث الذي رواه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، وهو حديث الرايات.

 

فقال وكيع بن الجراح فيه: ((ليس بشيء)). وكذلك قال أحمد بن حنبل.

 

وقال أبو قدامة: سمعت أبا أسامة يقول في حديث يزيدَ عن إبراهيمَ في الرايات: ((لو حلف عندي خمسين يمينًا قَسَامَةً ما صَدَّقته، أهذا مذهب إبراهيم، أهذا مذهب علقمة، أهذا مذهب عبد الله؟!)).

 

وأورد العقيلي هذا الحديث في "الضعفاء".

 

وقال الذهبي: ((ليس بصحيح)).

 

وخَرَّجَ ابن ماجة[6] عن عليٍّ - رضي الله عنه -، من رواية ياسين العجلي، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللهُ فِي لَيْلَةٍ)).


وياسين العجلي وإن قال فيه ابن معين: ((ليس به بأس))، فقد قال البخاري: ((فيه نظر)). وهذه اللفظة في اصطلاحه قوية في التضعيف جدًّا.

 

وأورد له ابن عدي في "الكامل"، والذهبي في "الميزان" هذا الحديثَ على وجه الاستنكار له، وقال: ((هو معروف به)).

 

وخرَّج الطبرانيُّ في "معجمه الأوسط"[7]، عن عليٍّ - رضي الله عنه -، أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أَمِنَّا المهديُّ أَمْ مِن غيرنا يا رسول الله؟ فقال: ((بَلْ مِنَّا، بِنَا يَخْتِمُ الله كَمَا بِنَا فَتَحَ، وَبِنَا يُسْتَنْقَذُونَ مِنَ الشِّرْكِ، وَبِنَا يُؤَلِّفُ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ بَعْدَ عَدَاوَةٍ بَيِّنَةٍ، كَمَا بِنَا أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ بَعْدَ عَدَاوَةِ الشِّرْكِ)). قال عليٌّ: أمومنون أم كافرون؟ قال: ((مَفْتُونٌ وَكَافِرٌ)) انتهى.

 

وفيه عبد الله بن لَهِيعَةَ، وهو ضعيفٌ معروفُ الحال.

 

وفيه عَمْرُو[8] بن جابر الحضرميُّ، وهو أضعف منه.

 

قال أحمد بن حنبل: ((روى عن جابر مناكير، وبلغني أنه كان يكذب)).

 

وقال النسائي: ((ليس بثقة)).

 

وقال ابنُ لَهِيعَةَ: ((كان شيخًا أحمقَ ضعيفَ العقل[9]، وكان يقول: عليٌّ في السحاب!، وكان يجلس معنا فيبصر سحابة فيقول: هذا عليٌّ قد مَرَّ في السحاب !!)).

 

وخرج الطبرانيُّ[10] أيضًا عن عليٍّ - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فِتْنَةٌ، يُحَصَّلُ النَّاسُ فِيهَا كَمَا يُحَصَّلُ الذَّهَبُ فِي الْمَعْدِنِ، فَلَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ، وَلَكِنْ سُبُّوا شِرَارَهُمْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالَ، يُوشِكُ أَنْ يُرْسَلَ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ سَبَبٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَيُفَرِّقَ جَمَاعَتَهُمْ، حَتَّى لَوْ قَاتَلَهُمُ الثَّعَالِبُ غَلَبَتْهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُ خَارِجٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فِي ثَلَاثِ رَايَاتٍ، الْمُكْثِرُ يَقُولُ: هُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَالْمُقَلِّلُ يَقُولُ: هُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، أَمَارَتُهُمْ: (أَمِتْ . أَمِتْ)، يَلْقُونَ سَبْعَ رَايَاتٍ، تَحْتَ كُلِّ رَايَةٍ مِنْهَا رَجُلٌ يَطْلُبُ الْمُلْكَ، فَيَقْتُلُهُمُ اللهُ جَمِيعًا، وَيَرُدُّ اللهُ إِلَى الْمُسْلِمِينَ أُلْفَتَهُمْ، وَنِعْمَتَهُمْ، وَقَاصِيَهُمْ وَدَانِيَهُمْ[11])) انتهى.

 

وفيه عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيفٌ معروفُ الحال.

 

ورواه الحاكم في "المستدرك"، وقال: ((صحيح الإسناد، ولم يخرجاه))[12]، وفي روايته: ((ثُمَّ يَظْهَرُ الْهَاشِمِيُّ، فَيَرُدُّ اللهُ إِلَى النَّاسِ أُلْفَتَهُمْ ...)) إلى آخره، وليس في طريقه ابنُ لهيعة، وهو إسنادٌ صحيحٌ كما ذَكَرَ.

 

وخرج الحاكم في "المستدرك"[13] عن عليٍّ - رضي الله عنه -، من رواية أبي الطفيل، عن محمد ابن الحنفية قال: " كنا عند عليٍّ - رضي الله عنه -، فسأله رجل عن المهدي، فقال عليٌّ: ((هيهات))، ثم عقد بيده سبعًا، فقال: ((ذلك يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: (اللهَ اللهَ) قُتِلَ، ويجمع الله له قومًا قزّع كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم فلا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، عدتهم على عدة أهل بدر، لم يسبقهم الأولون، ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر)). قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفية: أتريده؟ قلت: نعم. قال: ((فإنه يخرج من بين هذين الأخشبين)). قلت: لا جرم واللهِ، لا أريمهما[14] حتى أموت))، فمات بها، يعني: مكة.

 

قال الحاكم: ((هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين)) انتهى.

 

وإنما هو على شرط مسلم فقط؛ فإن فيه عَمَّارًا الدُّهْنِيَّ[15] ويونسَ بن أبي إسحاق، ولم يخرج لهما البخاري.

 

وفيه عمرو بن محمد العَنْقَزِيُّ[16]، ولم يخرج له البخاريُّ احتجاجًا بل استشهادًا[17].

 

مع ما ينضم إلى ذلك من تَشَيُّع عمار الدهني، وهو[18] وإنْ وَثَّقَه أحمدُ وابنُ معين وأبو حاتم والنسائيُّ وغيرُهم، فقد قال عليُّ بن المديني، عن سفيان: ((إن بشر[19] بن مروان قطع عرقوبيه))، قلت: في أي شيء؟ قال: ((في التشيع)).

 

وخرَّج ابن ماجة[20] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، من رواية سعد بن عبد الحميد بن جعفر[21]، عن عليِّ بن زياد اليمامي، عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((نحن، ولد عبد المطلب، سادة[22] أهل الجنة، أنا وحمزة وعليٌّ وجعفر والحسن والحسين والمهدي)) انتهى.

 

وعكرمة بن عمار وإن أخرج له مسلم فإنما أخرج له متابعة. وقد ضَعَّفَه بعضٌ ووثقه آخرون.

 

وقال أبو حاتم الرازي: ((هو مدلس))[23]؛ فلا يقبل، إلا أن يصرح بالسماع.

 

وعلي بن زياد قال الذهبي في "الميزان": ((لا يدرى مَن هو))، ثم قال: ((الصواب فيه: عبد الله بن زياد)).

 

وسعد بن عبد الحميد وإن وثقه يعقوب بن شيبة[24]، وقال فيه يحيى بن معين ليس به بأس، فقد تكلم فيه الثوري، قالوا: لأنه رآه يفتي في مسائلَ ويخطىء فيها.

 

وقال ابن حبان: ((كان ممن فحش خطؤه[25] فلا يُحتج به)).

 

وقال أحمد بن حنبل: ((سعد بن عبد الحميد يَدَّعي أنه سمع عرض كتب مالكٍ، والناس ينكرون عليه ذلك، وهو ههنا ببغداذ لم يَحُجَّ، فكيف سمعها؟)).

 

وجعله الذهبي ممن لم يقدح فيه كلامُ مَن تكلم فيه.

 

وخرج الحاكم في "مستدركه" من رواية مجاهد عن ابن عباس موقوفًا عليه، قال مجاهد: قال لي ابن عباس: ((لو لم أسمع أنك مثل أهل البيت ما حدثتك بهذا الحديث))، قال: فقال مجاهد: فإنه في ستر لا أذكره لمن تكره[26]، قال: فقال ابن عباس: ((منا، أهلَ البيت، أربعة: منا السفاح، ومنا المنذر، ومنا المنصور، ومنا المهدي)). قال: فقال مجاهد: بَيِّنْ لي هؤلاء الأربعة، فقال ابن عباس: ((أما السفاح فربما قتل أنصاره وعفا عن عدوه، وأما المنذر - أراه قال - فإنه يعطى المال الكثير ولا يتعاظم في نفسه، ويمسك القليل من حقه، وأما المنصور فإنه يُعْطَى النصر على عدوه الشَّطْرَ مما كان يُعْطَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، يُرْعَبُ[27] منه عدوه على مسيرة شهرين، والمنصور يرعب منه عدوه على مسيرة شهر، وأما المهدي فإنه الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا، وتأمن البهائم السباع، وتُلقي الأرض أفلاذ كبدها))، قال: قلت: وما أفلاذ كبدها؟ قال: ((أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة))[28].

 

وقال الحاكم: ((هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).

 

وهو من رواية إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه.

 

وإسماعيلُ ضعيفٌ، وإبراهيمُ أبوه، وإنْ خَرَّجَ له مسلمٌ، فالأكثرون على تضعيفه.

 

وخرَّج ابنُ ماجة[29] عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ، كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ))، ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ، فَقَالَ: ((فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ الْمَهْدِيُّ)) انتهى.

 

ورجاله رجال الصحيح[30]، إلا أن فيه أبا قِلابَةَ الجَرْمِيَّ، وذكر الذهبيُّ وغيرُه أنه مدلس، وفيه سفيانُ الثوريُّ وهو مشهور بالتدليس، وكل واحد منهما عنعن ولم يصرح بالسماع؛ فلا يُقْبَل. وفيه عبد الرزاق بن همام وكان مشهورًا بالتشيع وعمي في آخر عمره وخلط[31].

 

قال ابن عدي: ((حَدَّث بأحاديثَ في الفضائل لم يوافقه عليها أحدٌ، ونسبوه إلى التشيع)) انتهى.

 

وخرج ابن ماجة[32] عن عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ الزّبيديِّ، من طريق ابن لهيعة، عن أبي زُرْعَةَ عَمرِو بن جابر الحضرمي[33]، عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ، فَيُوَطِّئُونَ لِلْمَهْدِيِّ))، يعني: سُلْطَانَهُ.

 

قال الطبرانيُّ: ((تفرد به ابنُ لهيعة)).

 

وقد تقدم لنا في حديث عليٍّ الذي خَرَّجه الطبرانيُّ في "معجمه الأوسط" أن ابن لهيعة ضعيفٌ، وأن شيخه عَمرو بن جابر أضعفُ منه.

 

وخرج البزارُ في "مسنده"، والطبرانيُّ في "معجمه الأوسط"[34]، واللفظ للطبرانيِّ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ، إِنْ قَصَّرَ فَسَبْعٌ، وَإِلَّا فَثَمَانٍ، وَإِلَّا فَتِسْعٌ، تَنْعَمُ أُمَّتِي فِيهَا نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثَلَهَا، تُرْسَلُ السَّمَاءُ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا، وَلَا تَدَّخِرُ الْأَرْضُ بِشَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ وَالْمَالُ كُدُوسٌ، يَقُومُ الرَّجُلُ يَقُولُ: يَا مَهْدِيُّ، أَعْطِنِي فَيَقُولُ: خُذْ)).

 

قال الطبراني والبزار: ((تَفَرَّدَ به محمد بن مروان العجلي)). زاد البزار: ((ولا نعلم أنه تابعه عليه أحدٌ)).

 

وهو وإن وثقه أبو داود وابن حبان أيضًا بما ذكره في "الثقات"، وقال فيه يحيى بن معين: ((صالح))، وقال مرة: ((ليس به بأس))، فقد اختلفوا فيه.

 

وقال أبو زرعة: ((ليس عندي بذاك)).

 

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ((رأيت محمد بن مروان العقيلي[35] حَدَّث بأحاديثَ وأنا شاهدٌ لم أكتبها، تركتها على عمد، وكتب بعض أصحابنا عنه. كأنه ضَعَّفَه)).

 

وخَرَّجَ أبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ في "مسنده" عن أبي هريرة قال: حدثني خليلي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَضْرِبَهُمْ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى الْحَقِّ)). قال: قلت: وكم يملك[36]؟ قال: خمس، واثنتين. قال: قلت: ما خمس واثنتين؟ قال: لا أدري)) انتهى.

 

وهذا السند، وإن كان فيه بَشِير بن نَهِيك[37]، وقال فيه أبو حاتم: ((لا يُحتج به))، فقد احتج به الشيخان، ووثقه الناس، ولم يلتفتوا إلى قول أبي حاتم: ((لا يحتج به)).

 

إلا أن فيه المُرَجَّى بنَ أبي رَجَاءٍ اليَشْكُرِيَّ[38]، وهو مختلف فيه:

قال أبو زرعة: ((ثقة))، وقال يحيى بن معين: ((ضعيف))، وقال أبو داود: ((ضعيف))، وقال مرةً: ((صالح)). وعَلَّق له البخاريُّ في "صحيحه" حديثًا واحدًا.

 

وخرج أبو بكرٍ البزارُ في "مسنده"[39]، والطبرانيُّ في "معجمه الكبير"[40]، و"الأوسط"[41]، عن قُرَّةَ ابن إياس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَتُمْلَأَنَّ الْأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا، فَإِذَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا بَعَثَ اللهُ رَجُلًا مِنِّي[42]، اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، يَمْلَؤُهَا عَدْلًا وَقِسْطًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، فَلَا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا، وَلَا الْأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا، يَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا أَوْ تِسْعًا)) يَعْنِي: سِنِينَ. انتهى.

 

وفيه داودُ بنُ الْمُجَبَّرِ بنِ قَحْذَم، عن أبيه، وهما ضعيفان جدًّا[43].

 

[[44] وخرج الطبراني في "معجمه الأوسط"[45] عن أم حبيبة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يُرِيدُونَ رَجُلًا عِنْدَ الْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ، فَيَلْحَقُ بِهِمْ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُمْ، فَيُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَهُمْ)). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا؟ قَالَ: ((يُصِيبُهُ مَا أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ كُلَّ امْرِئٍ عَلَى نِيَّتِهِ)) انتهى.

وفيه سلمة بن الأَبْرَش، وهو ضعيف[46]. وفيه محمد بن إسحاق، وهو مدلِّسٌ، وقد عنعن، ولا يُقبل إلا أن يصرح بالسماع].

 

وخرج الطبراني في "معجمه الأوسط"[47] عن ابن عمر[48] قال:

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من المهاجرين والأنصار، وعلي بن أبي طالب عن يساره، والعباس عن يمينه، إذ تلاحى العباسُ ورجلٌ من الأنصار، فأغلظ الأنصاري للعباس، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد العباس وبيد عليٍّ، وقال: ((سَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هَذَا حَتَّى تُمْلَأُ الْأَرْضُ[49] جَوْرًا وَظُلْمًا، وَسَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هَذَا حَتَّى تُمْلَأُ الْأَرْضُ عَدْلًا وَقِسْطًا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَعَلَيْكُمْ بِالْفَتَى التَّمِيمِيِّ، فَإِنَّهُ يُقْبِلُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ صَاحِبُ رَايَةِ الْمَهْدِيِّ)) انتهى.

 

وفيه عبد الله بن عمر العمري، وعبد الله بن لهيعة، وهما ضعيفان[50]. انتهى.

 

وخرج الطبراني في "معجمه الأوسط"[51] عن طلحةَ بن عُبيد الله[52]، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، لَا يَهْدَأُ مِنْهَا جَانِبٌ إِلَّا جَاشَ مِنْهَا جَانِبٌ[53]، حَتَّى يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: إِنَّ أَمِيرَكُمْ فُلَانٌ)) انتهى.

 

وفيه الْمُثَنَّى بن الصَّبَّاح[54]، وهو ضعيفٌ جدًّا.

 

وليس في الحديث تصريحٌ بذكر المهدي، وإنما ذكروه في أبوابه وترجمته استئناسًا.

 

هذه جملة الأحاديث التي خَرَّجها الأئمةُ في شأن المهديِّ وخروجه آخرَ الزمان[55]، وهي كما رأيت، ولم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل منه.

 

وربما تمسك المنكرون لشأنه بما رواه محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن أبي عياش[56]، عن الحسن البصري، عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا مهدي إلا عيسى ابن مريم))[57].

 

وقال يحيى بن معين في محمد بن خالد الجندي:

((إنه ثقة)). وقال البيهقيُّ: ((تفرد به محمد بن خالد)). وقال الحاكم فيه: ((إنه رجل مجهول)). واختلف عليه في إسناده: فمرة يروونه كما تقدم، ونُسب ذلك إلى محمد بن إدريس الشافعي، ومرة يُروى عن محمد بن خالد عن أبان عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.

 

قال البيهقيُّ:

فرجع إلى رواية محمد بن خالد وهو مجهول، عن أبان بن أبي عياش وهو متروك، عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو منقطع، وبالجملة فالحديث ضعيف مضطرب.

 

وقد قيل: إن معنى: ((لا مهدي إلا عيسى)) أي: لا يتكلم في المهد إلا عيسى، يحاولون بهذا التأويل رَدَّ الاحتجاج به، أو الجمعَ بينه وبين الأحاديث، وهو مدفوع بحديث جُرَيْج[58] ومثلِه من الخوارق.



[1] في كتاب الفتن، باب: خروج المهدي، حديث رقم (4082). وهو واهٍ.

[2] في النسخة الباريسية: ((عن إبراهيم بن علقمة))، وهو غلط.

[3] أخرجه الطبراني في الكبير (10/104).

[4] في نسخة باريس: ((لن يكتب حديثه))!

[5] في جميع النسخ ما عدا النسخة الفرنسية: ((الجرجاني))، وهو تحريف.

[6] "سنن ابن ماجة"، حديث رقم (4085).

[7] (ج1/ص56-57) رَقْم (157). قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/317): ((فيه عمرو ابن جابر الحضرميُّ، وهو كذابٌ)).

[8] في جميع النسخ حاشا "ف": ((عُمر))، بغير واو في آخره، والصحيح بإثباتها.

[9] في النسخ الثلاثة: ((قال النسائي: ليس بثقة، وقال: كان ابن لهيعة شيخًا أحمق ضعيف العقل))، وهو خطأ محض، ظاهر الشناعة.

[10] في "المعجم الأوسط" (4/176) (3905) بهذه السياقة. وقد رواه قبل ذلك (1/96) (291) مختصرًا. وإسناده ضعيف؛ لسوء حفظ ابن لهيعة بعد احتراق كتبه. وقد تُوبع، تابعه نافع بن يزيد، لكنه أوقفه وهو الصواب، وزاد في الإسناد الحارث بن يزيد كما عند الحاكم.

[11] في "ف": ((ورأيهم))، وما أثبتناه هو الموافق لما في "المعجم الأوسط" للطبراني.

[12] كلام المصنف يوهم أن الحاكم أخرج الحديث مرفوعًا كما أخرجه الطبراني، وليس الأمر كذلك؛ فإنه موقوف عنده (ج5/ص15) رقم (8722). ومع ذلك فله حكم الرفع كما لا يخفى، وقد صححه الحاكمُ وأقرَّه الذهبيُّ.

[13] (ج5/ص15) رقم (8723). ورواته ثقات.

[14] كذا في النسخة الباريسية، وهو يواطئ ما في المستدرك، وفي الثلاثة: ((لا أدعها)).

[15] في النسخ كلها: ((الذهبي))، وهو تحريف.

[16] في "ش"، و"ك": ((العبقري))، وهو تصحيف، وفي "ع": ((العنقري))، وهو كسابقه.

[17] لا يخفاك أن ابن خلدون يذكر في هذا السياق الحجج التي تؤيد أن الحديث ليس على شرط البخاري، فلا سقط في الكلام، وأما ما استظهره الدكتور وافي في هذا الموضع فهفوة منه. عفا الله عنه.

[18] يعني: عَمَّارًا الدُّهْنِيَّ.

[19] في النسخة الفرنسية: ((بشير))، وهو خطأ.

[20] الحديث رقم (4087)، من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن عليِّ بن زياد اليمامي، عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن طلحة، عن أنس بن مالك مرفوعًا. قال البوصيري في "زوائد ابن ماجة" (ص528) رقم (1372) ط/ دار الكتب العلمية: ((هذا إسناد فيه مقال، عليُّ ابن زياد لم أَرَ من وثقه ولا من جرحه، وباقي رجاله موثقون)).

وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في "النهاية في الفتن والملاحم": ((قال شيخنا أبو الحجاج المِزِّيُّ: كذا وقع في "سنن ابن ماجه" في هذا الإسناد: (عليّ بن زياد اليمامي)، والصواب: (عبد الله بن زياد السُّحَيْمِيّ). قلت: وكذا أورده البحاريُّ في "التاريخ"، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وهو رجل مجهولٌ، وهذا الحديثُ منكرٌ)).

[21] في الفرنسية: ((سعد بن عبد الحميد عن جعفر))، وهو تحريف.

[22] هكذا في نسخة باريس، وهو الموافق لما في "سنن ابن ماجة"، وفي الثلاثة: ((سادات)).

[23] كلا، بل قال: ((ربما دلس)).

[24] في الثلاثة: ((يعقوب بن أبي شيبة))، ولفظة (أبي) هنا مقحمة.

[25] في النسخ الثلاثة: ((كان ممن فحش عطاؤه))، وهو تحريف فاحش.

[26] في الثلاثة: ((لمن يكره)).

[27] في الثلاثة: ((يرهب))، والذي أثبتناه هو نص النسخة الباريسية، وهو الموافق لما في "المستدرك".

[28] "المستدرك" (4/685-686) رقم (8633)، وصحح الحاكمُ إسنادَه، ورَدَّه الذهبيُّ في "التلخيص" بقوله: ((أين منه الصحة وإسماعيل مجمع على ضعفه، وأبوه ليس بذاك ؟!)). وللأثر طُرُقٌ أخرى عن ابن عباس ولا تصح أيضًا، انظر بعضها - إن شئت - في "البداية والنهاية" (6/246).

وأما ما جاء في آخر هذا الأثر من قوله: ((وتلقي الأرض أفلاذ كبدها)) فصحيحٌ؛ فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك.

روى مسلمٌ (1013)، والترمذي (2208)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا، أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَتَلْتُ، وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا)).

[29] "سنن ابن ماجة" (4084)، ورواه أيضًا الحاكمُ (4/631) (8498)، وإسناده ضعيف، وفي لفظه نكارة، وقد أوردنا في موضع سبق نقولاً تدل على أن من الباطل أن يقال عن أحد كائنًا مَن كان: إنه خليفة الله. فراجعها. ومع ذلك فقد صححه جمع من أهل العلم، منهم: الحاكم، والبوصيري في "زوائد ابن ماجة"، وأبو عبد الله القرطبي في "التذكرة" (ص699) ط/ مكتبة الدعوة - القاهرة.

[30] في النسخ الثلاثة: ((رجال الصحيحين)).

[31] في الثلاثة: ((وعمي في آخر وقته فخلط)).

[32] في "السنن" (4088)، ولا يصح.

[33] في "ش"، و"ك": ((عن أبي زرعة عن عُمر بن جابر الحضرمي))، وفيه خطآن، الأول: أن لفظة (عن) مقحمةٌ؛ ذلك أن أبا زرعة هو الحضرمي. والثاني: أن الصواب في اسمه: عَمرٌو لا عُمر، كما سبقت الإشارة إليه. وقد وقعت نسخة "ع" في هذا الخطإِ الثاني.

[34] (5/311-312) (5406)، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/317): ((رواته ثقات)).

[35] كذا في النسخة الباريسية، وهو صحيح لا غبار عليه، فمحمد بن مروان العقيلي معروف بالعجلي. وفي الثلاثة: ((العجلي))، وما أثبتناه عن الباريسية أجود؛ لموافقته ما في كتب الرجال.

[36] عند أبي يعلى (ج12/رقم 6665): ((قلت: وكم يكون ...)).

[37] في "ك" وحدها: ((وهذا السند غير محتج به، وإن قال فيه بشير بن نهيك، وقال فيه أبو حاتم ...))، وهذا من جملة العبث الحاصل فيها!!

[38] في جميع النسخ ما خلا "ف": ((رجاء بن أبي رجاء اليشكري))، وهو تحريف، صوابه: المُرَجَّى، قال الحافظ في "التقريب" (6550): ((صدوق ربما وَهِمَ)). والمُرَجَّى يُكنى: أبا الرجاء.

[39] "مسند البزار" (ج8/ص257-259) رقم (3323)، بهذا اللفظ، وقد رواه مختصرًا رقم (3320).

[40] "المعجم الكبير" (ج19/ص32) رقم (68).

[41] "المعجم الأوسط" (ج8/ص178) رقم (8325).

[42] في "ِش" وما إليها: ((رجلاً من أمتي))!

[43] داودُ متروكٌ، وأبوه ضعيفٌ. وقد تقدم أن الحديث ثابت عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، والخبر خبره، ولا اعتبار لرواية داودَ.

قال الإمام البزار - رحمه الله - عقب روايته لحديث داود بن المحبر عن أبيه عن معاوية ابن قرة عن أبيه: ((هذا الحديث قد رواه مَعْمَرٌ، عن أبي هارون العبدي، عن معاوية بن قرة، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أشبه عن أبي سعيد؛ لأنه قد رُوِيَ عن أبي سعيد من وجوه)).

وقد أشار لهذا الإمام الطبرانيُّ - رحمه الله -.

[44] هذا الحديث الذي وضعناه بين معقوفين تفردت بإثباته النسخة الباريسية.

[45] "المعجم الأوسط" (ج4/ص220-221) رقم (4030).

[46] سلمةُ أمرُه مقاربٌ، وهو من أثبت الناس في ابن إسحاقَ. وهذا الحديث قد ثبت معناه من رواية أم المؤمنين عائشة، وأم المؤمنين حفصة، وأم المؤمنين صفية، وأم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنهن جمعاوات -. انظر "صحيح البخاري" (2118)، و"صحيح مسلم" (2882، 2883، 2884)، و"سنن النسائي" (2880)، و"جامع الترمذي" (2171، 2184)، و"سنن ابن ماجة" (4063، 4065).

[47] "المعجم الأوسط" (4/256) رقم (4130).

[48] في الفرنسية: ((عن أبي عمر))، وهو تحريفٌ.

[49] كذا في نسخة باريس، وهو الذي كان مثبتًا في أصول "مجمع الزوائد"، لكن الناشر زعم أنه خطأ! وصوبه إلى: ((سيخرج من صلب هذا فتًى يملأ الأرض ...))!. ووقع هذا اللفظ الأخير في نسخة الشيخ الهوريني من "المقدمة". وفي مطبوعة "المعجم الأوسط" للطبرانيِّ: ((سيخرج من صلب هذا حَيٌّ يملأ ...)).

[50] وفي المتن نكارة؛فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يستقبل أحدًا في وجهه بشيء يكرهه، وخاصة عمه العباس الذي قال فيه: ((إنه صِنْوُ أبيه)). قاله الحافظ الهيثميُّ - رحمه الله - في "المجمع" (7/318).

[51] "المعجم الأوسط" (5/59-60) (4666).

[52] في الثلاثة: ((طلحة بن عبد الله))!

[53] في الثلاثة: ((لا يسكن منها جانب إلا تشاجر جانب))، وهو تحريف.

[54] في "ف": ((المثنى بن السباح))!

[55] أومأنا فيما سبق إلى أن ابن خلدون لم يستوعب أحاديث المهدي، وأنه فاته من أخباره كثير، وقد ثبتت منها جملة صالحة، وصنيعه في أكثرها على غير الجادة، ثم هو قد أغفل قاعدة لا ينبغي أن تهمل، وهي أن الطرق أولات الضعف المحتمل يجبر بعضُها بعضًا، كما يذكره علماء الأصول في باب المتابعات والشواهد، وإليه الإشارة بقولهم: (هو صالح للاعتبار)، و: (هذا حديثه حسن في الشواهد)، وهذه المسئلة عَرُوض تصحيحهم للحديث الحسن بكثرة الطرق، فتراهم يقولون: (ذا حديث صحيح بمجموع طرقه وشواهده).

وانظر "النكت على مقدمة ابن الصلاح" للحافظ ابن حجر العسقلاني (ص120-127) ط/ دار الكتب العلمية، و"كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء" للشيخ أبي إسحاق الحويني (ص40-50) ط/ مكتبة التوعية الإسلامية.

ولو جاز لنا أن نسلم بما قال المصنف، فنقول: ((متى ثبت حديث واحد من هذه الأحاديث وسلم من النقد؛ كفى في العلم بما تضمنه من ظهور المهدي)). راجع ما كتبه فضيلة الشيخ العلامة محمد الخضر حسين شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله - في مقالة له بعنوان: "نظرة في أحاديث المهدي"، نشرتها مجلة الهداية الإسلامية في المحرم (1369هـ)، ثم نشرتها مجلةُ الأزهر مع مجموعة من مقالات الشيخ في كتاب ترجمته: "الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان"، مع عددها الصادر في صفر سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مائة وألف (1428 هـ).

[56] كذا في "ف"، وفي "ش" وما نحا منحاها: ((أبان بن صالح بن أبي عياش))، وهذا خلط، فهما اثنان: أبان بن صالح، وأبان بن أبي عياش، والأخير متروك، وقد جاء الحديث من طريقه أيضًا كما سيأتي.

[57] حديثٌ منكرٌ، رواه ابن ماجة (4039)، وأنكره غيرُ واحد من أهل العلم، منهم الإمام الذهبيُّ. وقد تأوله بعضهم بما ذكره المصنف هنا، وهو متكلف. وقال آخرون: معناه: ((لا مهدي كاملاً معصومًا إلا عيسى))، ونقول: لا حاجة بنا إلى هذا؛ فقد قال العلماء: ((التأويل فرع التصحيح)).

[58] حديث جُرَيْجٍ أخرجه البخاريُّ في "صحيحه" (3436)، ومسلمٌ (2550) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ.

وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً، فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ. فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ، وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ، قَالَ: فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ، فَاسْتَنْزَلُوهُ، وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ، وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ، وَقَالَ: يَا غُلَامُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي، قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: لَا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا.

وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ، وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا، فَتَرَكَ الثَّدْيَ، وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ. (قال أبو هريرة: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا). قال: وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ، سَرَقْتِ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ، فَقَالَتْ: حَلْقَى! مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ فَقُلْتُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا، وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ، سَرَقْتِ، فَقُلْتُ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا! قَالَ: إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا، فَقُلْتُ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ فَقُلْتُ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا)). هذا لفظ مسلمٍ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون" (1)
  • تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون"(2)
  • تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون" (4)
  • ما جاء في المهدي
  • عقيدة اليهود في المسيح " المنتظر "
  • الجانب الاقتصادي في مقدمة ابن خلدون
  • خطبة مختصرة عن المهدي

مختارات من الشبكة

  • التحليل الرقمي للروض المربع من: فصل فيما يحلق من النسب، إلى نهاية: فصل تقتل الجماعة بالواحد(كتاب - موقع مواقع المشايخ والعلماء)
  • تحقيق تخريج مسألة (قم فصل ركعتين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ألمانيا: رفض فكرة فصل الجنسين أثناء فصول التربية الرياضية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • العباب الزاخر واللباب الفاخر تأليف: الحسن بن محمد الصغاني (ت: 650 هـ) باب الصاد: من بداية فصل الغين إلى نهاية فصل الياء من باب الضاد دراسة وتحقيقا (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مذكرات رحالة عن المصريين وعاداتهم وتقاليدهم في الربع الأخير من القرن 18 (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الغيث سبيل السلامة وليس موضع الملامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دخول فصل الصيف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فصل: في معنى الشهادتين وشروطهما وأركانهما ومقتضاهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن فصل الشتاء: دروس وعبر واغتنام للطاعات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فصل: في قول الله تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن}(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب