• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

رأس السنة الميلادية والاحتفال به

رأس السنة الميلادية والاحتفال به
محمد لطفي الدرعمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/1/2013 ميلادي - 18/2/1434 هجري

الزيارات: 56982

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رأس السنة الميلادية والاحتفال به


الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين، وعلى أبوينا إبراهيم وإسماعيل وسائر النبيين، ومَن اهتدى بهديهم وآمن بالمرسلين.

 

وبعد:

فإن البشرية هذه الأيام - ونحن على مشارفِ عامٍ ميلاديٍّ جديدٍ - تستعدُّ للاحتفال بميلادِ نَبِيِّ الله عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - وقبل الخوض في هذه المسألة، لا بد أن نقفَ وقفةَ تأمُّل مع هذا الحدث الجلل العظيم، وهو ميلاد عبدِ اللهِ ورسولِه النبي الكريم عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - وقد قصَّ الله - تعالى - علينا هذا الحدث العظيم قبل ولادته، حتى أظهر الله - تعالى - آيتَه في نطقِه - عليه الصلاة والسلام - في المهد، قال - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ * أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [مريم: 16 - 38].

 

ولا تحتاجُ الآيات إلى استطرادٍ في ذكر كلام المفسِّرين؛ فهي أوضح من أن تبيَّن، ولكن نذكر قولَ ابن كثير - رحمه الله - في قوله - تعالى -: ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾، قال: "أوَّلُ شيءٍ تكلَّم به أن نزَّه جنابَ ربِّه - تعالى - وبرَّأ اللهَ عن الولد، وأثبت لنفسِه العبوديةَ لربه"[1]؛ اهـ.

 

هذا هو نبي الله عيسى ابن مريم، وهذا ميلاده، فإن أمره عند الله كما قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 59 - 61].

 

أصل الكريسماس[2] " Christmas":

وهي تعني "ميلاد المسيح"، أو "قُدَّاس المسيح"، أو "مهرجان المسيح"، وكلها بمعنًى قريب، وهي مكوَّنة من كلمتين " Christ "، وتعني (المخلِّص)، وهو لقبٌ للمسيح - عليه السلام - عندهم، و"mas"، وهي مشتقة من كلمة فرعونية معناها: (ميلاد)، أو كلمة: "the holy mass"، وتعني القُدَّاس الإلهي.

 

ومن غير المعروف على وجهِ الدقَّة تاريخُ ميلاد المسيح - عليه السلام - وقد اختلف النصارى بجميع طوائفهم في ذلك؛ فهو عند الكاثوليك والبروتستانت في (25 ديسمبر - كانون الأول)، وعند نصارى الشرق الأرثوذكس في (7 يناير - كانون الثاني)، وقد ألَّف بعض المعاصرين من المسلمين مؤلَّفًا يُثبِت فيه أن المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام - وُلِد صيفًا لا شتاءً[3].

 

وقد قال القسيس الأسقف (بارنز): "غالبًا لا يوجد أساسٌ للعقيدة القائلةِ: بأن يوم (25 ديسمبر) كان بالفعل ميلاد المسيح، وإذا ما كان في مقدورِنا أن نضع موضع الإيمان قصةَ (لوقا) عن الميلاد مع ترقُّب الرعاة بالليل في الحقول قريبًا من بيت لَحْم؛ فإن ميلادَ المسيح لم يكنْ ليحدثَ في الشتاءِ؛ حينما تنخفض درجة الحرارة ليلاً، وتغطِّي الثلوجُ تلالَ أرض اليهودية، ويبدو أن عيدَ ميلادنا قد اتُّفِق عليه بعد جدلٍ كثير، ومناقشات طويلة حوالي عام 300 بعد الميلاد"[4]؛ اهـ.


مَن حدَّد تاريخ ميلاد المسيح؟

قيل: إن الذي حدَّد ميلاد المسيح راهبٌ من "سكيثيا" (منطقة شمال البحر الأسود)، اسمه: "ديونيسيون"، أو "أكسيموس" عام 530 ميلاديًّا، ولم يحدِّد مرجعَه في هذا التحديد، وتحتفل الكنائس الشرقية به يوم 7 يناير، يقول الباحث "ريتشارد جريجوري": "إن (الكريسماس) كان عيدًا وثنيًّا، اتُّخِذ للاحتفال بمَولِد المسيح في منتصف القرن الرابع الميلادي؛ لإبعاد المتنصِّرين عن الاحتفالات الوثنية التي كانت تُقام في تلك الفترة"[5].


شجرة الكريسماس وأصلها:

على الموقع الرسمي لكنيسة "الأنبا تكلاهيمانوت" القبطية الأرثوذكسية [6]، ما نصه:

"لا نجدُ أي رابطٍ بين حدثِ الميلاد وشجرة الميلاد، نتساءل من أين جاءتْ هذه العادة ومتى بدأتْ؟

بالرجوع إلى إحدى الموسوعات العلمية، نلاحظ أن الفكرة ربما قد بدأتْ في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصَّنَوْبَرِية الدائمة الخُضْرة؛ حيث كانتِ العادةُ لدى بعض القبائل الوثنية - التي تعبد الإله (ثور) (Oak of Thor) إلهَ الغابات والرعد - أن تزيِّن الأشجار، ويقدم على إحداها ضحيةٌ بشرية.

 

يقول أحد التحليلات:

إنه في عام 727 أو 722م أوفد إليهم القديس "بونيفاسيوس" لكي يبشِّرهم، وحصل أن شاهدهم وهم يقيمون حفلَهم تحت إحدى أشجار البَلُّوط، وقد ربطوا طفلاً وهَمُّوا بذبحِه ضحيةً لإلههم (ثور)؛ فهاجمهم وخلَّص الطفل من أيديهم، ووقف فيهم خطيبًا، مبينًا لهم أن الإلهَ الحي هو إله السلام والرِّفق والمحبة، الذي جاء ليخلِّص لا ليُهلِك، وقام بقطع تلك الشجرة، وقد رأى نبتة شجرة (التَّنُّوب) (fir) تبع من الشجرة (شجرة الكريسماس الحالية)، فقال لهم: إنها تمثِّل الطفلَ يسوع، وهناك عدة تحليلات أخرى لنشأة شجرة الميلاد، ولكن أكثرَ ما نلاحظه أن بداية وضعها رسميًّا هكذا بدأ في القرن السادس عشر في ألمانيا أيضًا في كاتدرائية "ستراسبورج" عام 1539م، وكما أوضحنا أعلاه؛ فقصة ميلاد المسيح الفعلية ليس بها ذِكْر لأي شجر، ولكن كما أرسل لنا أحد زوَّار موقع الأنبا "تكلاهيمانوت"، وقال: إن الصلة واضحة تمامًا؛ فما شجرة الميلاد بمصابيحها المتلألئة - أو قديمًا بشمعاتها المتوهجة - إلا العليقة التي رآها موسى النبي في البرية، وهي مشتعلة نارًا ولا تحترق، والعليقة- خروج 3 - كانت ترمزُ للعذراء مريم، التي حملتْ في بطنها الأقنوم الثاني بناسوتِه المتَّحِد بلاهُوتِه النَّاري ولم تحترق؛ لذلك فالعليقة حملتْ سرَّ التجسُّد الإلهي، ولاحظ أن اللهَ ظهر وسط شجرة ضعيفة، وليست شجرة أَرْز؛ فالله يسكن عند المتواضعين"؛ اهـ، تعالى اللهُ عما يقولون علوًّا كبيرًا.

 

بابا نويل.... مَن هو؟

ويقال له: "سانتا كلوز"، أو "القديس نيقولاوس"، ويتمثَّل في رجلٍ عجوز سمين مَرِح، ذي لحية بيضاء طويلة، وملابس حمراء زاهية، يقولون: إن أصله يرجع إلى القديس (نيكولاس)، الذي عاش في أوروبا في القرن الرابع الميلادي، وكان يعطف على الأطفال ويوزع عليهم الهدايا[7].

 

وفي أحد المواقع النصرانية، ما نصه:

"إن (بابا نويل) هو شخصيةٌ حقيقية، وربما يتعجَّب البعض عندما يعرف أن الكنيسة القبطية تحتفل بعيدِ نياحتِه في العاشر من كيهك؟!

 

هو القديس "نيكولاس" أسقف "مورا" بآسيا الصغرى في القرن الرابع الميلادي... أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد ولدتْ على يد الشاعر الأمريكي "كلارك موريس"، الذي كتب سنة 1823 قصيدةً بعنوان "الليلة التي قبل عيد الميلاد"، يصف فيها هذا الزائر المحبَّب ليلةَ عيد الميلاد.. وفي مصر انتشر بابا نويل في الكنائس القبطية في احتفالِها برأس السنة الميلادية، وصار رمزًا شعبيًّا للاحتفال بالعام الجديد، ونَسِي الكثيرون أنه قديس ومعترَف به في الكنيسة الأولى.. كنيسة القرن الرابع الميلادي[8].


ونحن - معاشر المسلمين - نعتقد أن المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام - لم يُصلَب ولم يُقتَل؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾[النساء: 157 - 159].

 

هذا ما أردنا أن نبصِّر به المسلمين مواقعَ أقدامهم في أصل هذه الأمور والاحتفالات المتعلِّقة بعقائد القوم، حتى لا يقول قائل: هذه احتفالات عامَّة، لا علاقة لها بالعقائد.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:

"الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله - سبحانه -: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67]؛ كالقِبلة والصلاة والصيام، فلا فرقَ بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج؛ فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شُعَبِ الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به بين الشرائع، ومِن أظهرِ ما لها من الشعائر؛ فالموافقةُ فيها موافقة في أخصِّ شرائع الكفر وأظهرِ شعائره، ولا ريب أن الموافقةَ في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه، وأما مبدؤُها فأقلُّ أحواله أن تكون معصية، وإلى هذا الاختصاص أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((إن لكل قوم عيدًا وإن هذا عيدُنا))"[9].

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا:

"وروى البيهقي بإسناد صحيح... عن عطاءِ بن دينار قال: قال عمر: "لا تعلَّموا رطانةَ الأعاجم، ولا تدخُلُوا على المشركين في كنائسِهم يومَ عيدهم؛ فإن السخطةَ تَنْزِل عليهم"[10].

 

وقال العلاَّمة ابن القيم - رحمه الله تعالى -:

"أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به، فحرامٌ بالاتفاق، مثل أن يهنِّئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك"، أو: "تهنأ بهذا العيد"، ونحوه، فهذا إن سَلِمَ قائلُه مِن الكُفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلةِ أن يُهَنِّئَه بسجودِه للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشدُّ مقتًا من التهنئة بشُرْبِ الخمر، وقَتْل النفس، وارتكاب الفرج الحرام، ونحوه"[11].

 

‏أفبعْدَ هذا تسوِّلُ لمسلمٍ نفسُه أن يهنِّئهم بهذه الأعياد، فضلاً - عافانا الله - عن المشاركة فيها، والاحتفال بها والعياذ بالله تعالى، ثم تجد كذلك المسلمين يهنِّئون بعضهم البعض بها، فأين هم من حديث أنسٍ - رضي الله عنه - إذ قال: "قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومانِ يلعبون فيهما، فقال: ((ما هذان اليومان؟))، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن اللهَ قد أبدلكم بهما خيرًا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر))[12]، ومن قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لكلِّ قوم عيدًا، وإن هذا عيدُنا))"[13].

 

سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - ما نصه:

"العَلاقة الطيبة بين المبتعث وأستاذه - مشرفه الدراسي - ضرورةٌ تقتضيها عدَّة أمور، من بينها مصلحة الطالب نفسه، غير أن هناك بعضًا من المبتعثين يجدون حرجًا في تقوية هذه العَلاقة، وخاصة فيما يتعلَّق بالمناسبات الدينية؛ كبَعْثِ بطاقات التهنئة بما يسمَّى (الكرِيسْمَس) أو (عيد رأس السنة)، فهل ترون غضاضةً في أن يكتب الطالب تهنئة لأستاذِه، خاصة إذا كانتْ من باب المجاملة المطلوبة في مثل هذا المجتمع؟

فأجاب - رحمه الله - بقوله:

"لا يحل للإنسان أن يجاملَ كافرًا على حساب دينه، ولو كان هذا الكافر قد أحسن إليه كثيرًا؛ لأن الدِّينَ مقدَّم على كل شيء، وبناءً على هذه القاعدة لا يحل للطالب أن يبعث إلى أستاذه تهنئة بالشعائر الدينية؛ كأعيادهم التي تكون على رأس السنة الميلادية، أو عيد الميلاد، فمَن فعل ذلك فقد أتى إثمًا كبيرًا.


حتى قال بعض العلماء: إنه يُخشَى أن يكفر بذلك؛ لأنه رَضِيَ بالشعائر الدينية، والرِّضَا بالكفر كفر، أما المجاملات الأخرى كالتهنئة بالولد مثلاً، أو بالقدوم من سفر، وما أشبه ذلك؛ فهذه أهون"[14].


وفي هذا كفاية لمن أراد أن يتبصر أمور دينه، فلا تتخذوا الكافرين أولياء؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الممتحنة: 1].


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين.



[1] تفسير ابن كثير (5/ 228).

[2] انظر :

http://dictionary.reference.com/help/faq/language/e05.html

http://www.tebyan.net/newindex.aspx?pid=149775

[3] انظر: بيان خطأ التأريخ الميلادي، وإثبات أن عيسى - عليه السلام - وُلد صيفًا لا شتاءً، والرد على القائلين بولادته شتاءً من المسلمين (مفسريهم ومؤرخيهم)، ومن النصارى؛ تأليف/ عادل بن عبدالعزيز بن علي الجليفي، ط/ دار ابن الجوزي - السعودية - ط سنة 1431.

[4] كتاب: (ظهور المسيحية)؛ للأسقف بارنز، ودائرة المعارف البريطانية (5/ 642،643) ط/15 نقلاً عن "بيان خطأ التأريخ الميلادي" ص75، وانظر: "ميلاد المسيح بين الإنجيل والقرآن"؛ مقال لأبي أحمد عبدالمقصود على ملتقى أهل التفسير: http://www.tafsir.net/vb/tafsir6797/.

[5] "ميلاد المسيح بين الإنجيل والقرآن" لأبي أحمد عبدالمقصود، وانظر: "بيان خطأ التأريخ الميلادي" ص70، وما بعدها.

[6] http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Coptic-Nativity-of-Jesus-Christ-Milad-El-Masih/Coptic-Jesus-Incarnation-Christmas-04-Christmas-Tree_.html Masih/Coptic-Jesus-Incarnation-Christmas-04-Christmas-Tree_.html،

وانظر: "رأس السنة.. هل نحتفل به؟"؛ تأليف شحاتة محمد صقر ص 48، ط/ دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية، دار الفتح الإسلامي - الإسكندرية (مصر).

[7] رأس السنة.. هل نحتفل به؟ شحاتة محمد صقر ص 46.

[8] http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Coptic-Nativity-of-Jesus-Christ-Milad-El-Masih/Coptic-Jesus-Incarnation-Christmas-13-Santa-Clause-Saint-Nicholas_.html

[9] اقتضاء الصراط المستقيم 1/528، والحديث في البخاري (952) ومسلم (892) من حديث عائشة - رضي الله عنها.

[10] اقتضاء الصراط المستقيم 1/511، والأثر رواه البيهقي في السنن الكبرى (19333)، وابن أبي شيبة (26806)، وعبدالرزاق (1609)، وصحَّحه الحافظ ابن كثير في مسند الفاروق (2/494).

[11] أحكام أهل الذمة ص 441.

[12] رواه أحمد (12006) (13622)، وأبو داود (1134)، واللفظ له، والحاكم (1091)، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1039).

[13] متفق عليه من حديث عائشة - رضي الله عنها - وقد سبق تخريجه.

[14] مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (25/ 495)، وانظر: (3/44)، وللاستزادة؛ انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (25/ 329 - 332)، وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية (26/ 400 - 401)، الفتوى رقم (21040)، وفتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (3/ 105).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أحداث 2010 ورأس السنة الميلادية
  • هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية؟
  • عيد القيامة المجيد ومسائل العلماء
  • الاحتفال برأس السنة .. ومشابهة أصحاب الجحيم
  • وقفة مع رأس السنة الميلادية ( خطبة )
  • إسقاط راية رأس السنة الشيطانية
  • ست وقفات مع الاحتفال برأس السنة الميلادية
  • المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية
  • قصة المسيح عليه السلام من البداية والنهاية لابن كثير
  • منكرات تقع في نهاية كل سنة ميلادية
  • رأس السنة الميلادية والتقليد المذموم (خطبة)
  • ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومرضعاته (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • دلالة الكتاب والسنة والإجماع على تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • دلالة الكتاب والسنة والإجماع على تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • شرح جامع الترمذي في (السنن) - أنه يأخذ لرأسه ماء جديدا، وأن الأذنين من الرأس(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • إندونيسيا: حظر الاحتفالات برأس السنة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الاحتفال برأس السنة هو النسخة الحديثة من الحملات الصليبية(مقالة - ملفات خاصة)
  • تركيا: وقفة احتجاجية ضد الاحتفال برأس السنة في إسطنبول(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رأس المال .. رأس المجتمع(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من فتاوى اللجنة الدائمة في عيد رأس السنة الميلادية(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الطواغيت كثيرة، ورؤوسهم خمسة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النحو والفقه: سيبويه ومسألة مسح الرأس في الوضوء(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
6- شكرا لكم
رغيد - اليمن 02-12-2016 01:48 PM

بارك الله فيكم معلومات قيمة

5- وجزاكَ ونفع الله بنا جميعًا
محمد لطفي - مصر 15-09-2015 12:31 PM

شكر الله لك أخي محمد مطاوع ورفع قدرك آمين

4- نفع الله بك
محمد لطفي 29-01-2013 03:57 PM

نفع الله بك أخانا أبا عبد الباري.
أما الدلائل النقلية فتجدها مبسوطة في اقتضاء الصراط المستقيم، عمدة الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه بالكفار، وجعل للمسلمين عيدان خصهم بهما الله عز وجل.
هذا على سبيل الإجمال
وأما نقل ابن القيم فعلى سبيل الإجماع نقله غير واحد لكن المقام لم يتحمل بط المسائل والله أعلم

3- شكر واستفسار
أبو عبد الباري - كينيا 06-01-2013 05:18 PM

مقال جميل شكر الله سعي كاتبه

التحريم معروف من أقوال العماء، ولكن أرجو من كاتب المقال أن يبحث مسألتين:

الأولى: ما هي الدلائل النقلية على التحريم ( من الكتاب والسنة ).

الثانية: الاتفاق الذي ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى هل هو بمعنى الإجماع ؟ وهل نقل ذلك غيره من العلماء؟ وإذا كان بمعنى الإجماع السكوتي فهل يرد هنا مبحث حجية الإجماع السكوتي ؟

وجزيت خيرا

2- وجزاكَ ونفع الله بنا جميعًا
محمد لطفي - مصر 01-01-2013 07:40 PM

وجزاكَ ونفع الله بنا جميعًا

1- جزاك الله خيرا
محمد مطاوع - مصر 01-01-2013 02:03 PM

استفدت كثيرا من هذا المقال ففيه معلومات لأول مرة أعرفها واختلط فيه العلم بحسن البيان جزاك الله خيرا أخى محمد لطفي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب