• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

التفسير الموضوعي لسورة التحريم

التفسير الموضوعي لسورة التحريم
أ. د. مصطفى مسلم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/12/2012 ميلادي - 2/2/1434 هجري

الزيارات: 187550

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التفسير الموضوعي لسورة التحريم


بين يدي السورة:

1- أسماؤها: تسمى سورة التحريم

وتسمى سورة النبي [1].

وتسمى سورة (لم تحرم).

وتسمى سورة (اللِّم تحرم) بتشديد اللام.

والتسميتان الأخيرتان من قبيل تسمية السورة بأول كلمة فيها، ولا يشترط في ذلك ورود نص أو أثر عن الصحابة والتابعين.

 

2- عدد آيات سورة التحريم اثنتا عشرة آية بالاتفاق

وعدد كلماتها مائتان وسبع وأربعون كلمة، وحروفها ألف ومائة وستون حرفاً كحروف سورة الطلاق.

 

3- مرحلة النزول

سورة التحريم من السور المدنية، التي نزلت في مرحلة متأخرة، فقد ذكر في بعض روايات أسباب النزول أسماء لأمهات المؤمنين، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  بنى بهن إلا في مرحلة متأخرة كزينب بنت جحش، وصفية بنت حيي وجاريته مارية القبطية رضوان الله عليهن جميعاً.

 

وكذلك ما ورد في كلام عمر بن الخطاب ما يتعلق باستعداد غسان لغزو المسلمين يدل على أنها نزلت في هذه المرحلة المتأخرة، فاحتكاك المسلمين بالقبائل والشعوب على أطراف الجزيرة العربية لم يكن إلا بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة ففي هذه المرحلة كانت آيات الذكر الحكيم تنزل لتوطيد دعائم المجتمع الإسلامي في الداخل، وامتداد آفاق الدعوة الإسلامية إلى الخارج فنزلت سورة الجمعة والحجرات والطلاق والتحريم والتوبة.

 

4- أسباب نزولها:

أ- روى الإمام البخاري في صحيحه - في عدة مواضع في كتاب التفسير:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة على أيّنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير؟

 

إني أجد منك ريح مغافير[2]، قال: ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحداً، فنزلت ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ﴾ [التحريم: 1] إلى قوله تعالى: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4].

 

ب- وردت روايات أخرى في سبب النزول منها ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره[3] وعبد الرزاق الصنعاني في تفسيره[4] ولم تصح رواية منها كما يقول ابن كثير في تفسيره[5] لذا نقتصر على ما ورد في الصحيح.

 

5- محور سورة التحريم: معالم وهدايات في تربية الأسرة المسلمة

 

6- المناسبات في سورة التحريم:

أ- المناسبات بين سورة التحريم وسورة الطلاق:

♦ المناسبات بين السورتين جلية فكلتا السورتين تتناولان المشكلات الزوجية وعلى الأخص مشكلة الطلاق وما يترتب عليها من تصرفات يقول الإمام الفخر الرازي: أما بما قبلها فذلك لاشتراكهما في الأحكام المخصوصة بالنساء، واشتراك الخطاب بالطلاق في أول تلك السورة مع الخطاب بالتحريم في أول هذه السورة.....)[6].

 

♦ أما البقاعي فيربط بين آخر سورة الطلاق وأول سورة التحريم حيث ختمت سورة الطلاق بعلم الله المحيط بما في السماوات والأرض ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12]

 

ذكر في أول سورة التحريم عن علمه الذي أحاط بما جرى بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعض أزواجه: فيقول (لما ختم سبحانه وتعالى الطلاق بإحاطة علمه، وتنزل أمره بين الخافقين في تدبيره، دل عليه هذه بإعلاء أمور الخلق بأمر وقع بين خير خلقه وبين نسائه اللاتي من خير النساء)[7].

 

♦ لما تحدثت سورة الطلاق عن الأحكام المترتبة على إيقاع الطلاق من عدة ونفقة وسكن وإرضاع، جاء في سورة التحريم التهديد بالطلاق لتعلم كل من شملها التهديد أن هنالك مشكلات تنتظرها إن وقع عليها الطلاق، وفي ذلك تربية بالإيحاء، فمن أقسى الأمور على نفس المرأة تهديدها بالطلاق وتذكيرها بما يترتب عليه من هدم لعش الزوجية وتشريد وعوز.

 

ب- المناسبة بين افتتاحية سورة التحريم وخاتمتها:

افتتحت سورة التحريم بأمرين واختتمت بإشارتين إليهما

الأمر الأول يقول البقاعي:

وقد أتم سبحانه الأمثال في الآداب بالثيبات والأبكار الأخيار والأشرار فانعطف آخر السورة على أولها في المعاني والآداب، وزاد ذلك حسنا كونها في النساء في الذوات والأعيان بزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لآسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران في الجنة دار القرار السالمة عن الأكدار، الزواج الأبدي، فصار أول السورة وآخرها في أزواجه - صلى الله عليه وسلم -[8].

 

الأمر الثاني:

افتتحت السورة بالحديث والتهديد للمتظاهرتين وهما قرينتا أحب خلق الله إلى الله وأشارت الخاتمة إلى زوجي نبيين عندما خالفتاهما في العقيدة ﴿ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [التحريم: 10]

 

فلن ينفعهما قربهما من الصالحين- وفي ذلك إشارة وتهديد- يقول صديق خان (....يلوح أبلغ تلويح إلى أن المراد تخويفهما مع سائر أمهات المؤمنين وبيان أنهما وإن كانتا تحت عصمة خير خلق الله وخاتم رسله فإن ذلك لا يغني عنهما شيئاً) [9].

 

ج- المناسبة بين اسم السورة ومحورها:

حادثة تحريم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العسل على نفسه بمعنى الامتناع منه إرضاء لزوجاته جعلت منطلقاً لبيان معالم وهدايات تتعلق بالأسرة، فعادة القرآن الكريم في كثير من المواضع، ذكر جزئية أو حادثة معينة، ثم الانطلاق منها أو التوسع في تربية الأفراد أو الجماعات على ضوء الحادثة الجزئية.

 

وسنورد مزيداً من المناسبات بين محور السورة ومقاطعها، وبين كل مقطع والمقطع السابق له عند الحديث عن المقاطع استقلالاً.

 

 

المقطع الأول (عتاب ومغفرة ):

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التحريم: 1].

 

تأتي عتابات الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم في ألطف العبارات وأرقها، فقد جاء عتابه بشأن حادثة عبد الله بن مكتوم وعتابه في شأن أخذ الفداء من أسرى بدر بصيغة الغائب تجنباً للصدمة - وزاد في إباحة الفداء مباشرة ووصف الأخذ بالحلال الطيب وختم العتاب بالنص على المغفرة والرحمة-  وفي عتابه بعد إذنه للمنافقين بالتخلف يوم العسرة قدم ذكر العفو قبل ذكر العتاب تكريماً وتطميناً ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 43].

 

وفي هذا المقطع نجد العتاب بدأ بالنداء بوصف النبوة وفيه من التشريف والتطمين على أن ما يذكر بعد لا يؤثر على مقامه العالي فهو النبي المكرم. ثم يأتي العتاب في صيغة سؤال تلطف ﴿ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ﴾ [التحريم: 1] ثم ذكر السبب الدافع للتحريم  ﴿ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ﴾[التحريم: 1].

 

وهذا السبب غير معتبر في الامتناع وليس فيه مصلحة عامة ولا خاصة لأنه مبني على الغيرة بين الأزواج ولا اعتبار لها في التشريعومما خفف العتاب أيضاً هنا تذييل الآية بذكر المغفرة والرحمة

 

المناسبة بين افتتاحية السورة ومحورها:

افتتاحية السورة وثيقة الصلة بالمحور فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قدوة الأمة يعلم ويعاتب ولا يقرُّ على بعض اجتهاداته وفي كل ذلك معالم تربوية للأمة.

 

دروس وعبر من المقطع الأول:

أ- أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته مصدر تشريع للأمة لذا كانت المبادرة إلى تنبيه أن الامتناع عن المباح لغير مصلحة معتبرة سابقة تشريعية قد تؤدي إلى حرج الأمة فكان الأمر بالرجوع عن هذا الموقف الاجتهادي.

 

ب- عظيم مكانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ربه، ففي كل مقام هضم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حظ نفسه إشفاقاً على من حوله، أو تواضعاً أو إيثاراً لرغبات غيره، تولى الله سبحانه وتعالى الدفاع عنه وعلمهم الأدب اللائق والتصرف الذي يتناسب مع مقام النبوة كما في افتتاحية سورة الحجرات، وتقديم الصدقة بين يدي نجواه في سورة المجادلة وعدم مناداته باسمه المجرد كما في سورة النور، وعدم إحراجه في بيته في أوقات راحته كما في سورة الأحزاب.

 

جـ- إن للكلمة في الإسلام وزنا، فلا ينبغي أن تخرج من فم صاحبها إلا ويعرف مكانها في ميزان الشرع هي له أو عليه، وباب الاستغفار والإنابة مفتوح لمن أراد الرجوع عنها، وإن تضمنت وعداً أو التزاماً في مستقبل الأيام كانت الكفارة والتحلل كل ذلك يرفع من شفافية الكلمة عند المؤمن، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من حلف على شيء ثم رأى خيراً منه فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير[10] ويقول: "إن المرء ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها سبعين خريفاً في نار جهنم"[11].

 

المقطع الثاني (إفشاء سر الزوجية وعواقبه ):

﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ﴾ [التحريم: 3 - 5]

 

المناسبة بين المقطع الثاني والذي قبله:

علاقة هذا المقطع بما تقدمه كالتفصيل للإجمال، فإن النفوس تتطلع إلى معرفة أسباب العتاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتفاصيل ما جرى بينه وبين أزواجه.

 

المعنى الإجمالي للمقطع:

كعادة القرآن الكريم في التركيز على جوانب معينة من الأحداث مما له شأن في التوجيه والتربية، نجد أنه أهمل الحديث عن الشيء الذي حرمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نفسه، كما أهمل ذكر الشيء الذي أسره إلى بعض أزواجه ولم يتحدث عن جوانب الحديث الذي عرف به والجانب الذي أعرض عنه، إنما كان التركيز على إيداع السر وإفشائه وإطلاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك وكشفه جوانب منه، ولم يستقص ترفقاً وتكريماً وإبقاءً.

 

♦ فما استقصى كريم قط – واستغراب المستكتمة قولها ﴿ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا ﴾ [التحريم: 3].

 

وكل ما ذكر هنا من نقاط موطن عظات وعبر ومنطلقات للتوجيه والتربية.

 

ثم يفتح باب التوبة للمتظاهرتين اللتين كانتا السبب المباشر في امتناع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شرب العسل عند زينب بنت جحش، وكان شيئاً يحبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعندما اتفقتا على حرمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك، فقد مالت قلوبهما إلى ما يكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا الميل كاف لأن يوجه إليهما الإنذار والوعيد الشديد، فإن تابتا غفر الله لهما وإن استمرتا على موقفهما من الإصرار على ما يكرهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن الله في صف رسوله وناصره، ومع رسول الله جبريل وصالح المؤمنين بما فيهم أبوا المتظاهرتين والملائكة جميعاً فهل لهم قبيل في المجابهة والعناد؟!

 

ولم يكتف بالإنذار والوعيد للمتظاهرتين بالعقوبة الآجلة، بل جاء الوعيد بعقوبة.

 

عاجلة وهي الطلاق والاستبدال بهن خيراً منهن في الصفات الخُلقية والخِلقية ولا شك أن من أعظم المصائب على المرأة وأشدها أثراً على نفسها، إخراجها من عش الزوجية التي بنت لبناته من عواطفها، ونسجت خيوطها من ذكرياتها، وأشد من ذلك أن ترى أن غيرها حلت محلها في قلب زوجها واستمتعت بما كانت تستحوذه من مملكتها الخاصة.

 

ومن خلال التهديد بالاستبدال بهن أزواجاً خيراً منهن تأتي الصفات التي كانت سبب الخيرية فيهن: فهن مستسلمات لأوامر الله ورسوله، مؤمنات بما ينتظر المطيعات لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المثوبة في الآخرة، مما جعلهن يلتزمن الطاعة، وإن بدر منهن شيء ووقعن في التقصير، تبن إلى الله ورسوله وندمن على ما وقع منهن، وعدن إلى العبادة وهجرن المخالفات والتقصير والتزمن النهج السوي هذه صفاتهن المعنوية وأخلاقهن وزيادة في تكريم رسوله سيكون منهن البكر والثيب فالبكر أنقى أفواها وعروبة تتحبب إلى الزوج، والثيب أوسع خبرة في خدمة الزوج وتوفير الراحة له.

 

المناسبة بين المقطع الثاني ومحور السورة:

لاشك أن هذا المقطع شديد الصلة بمحور السورة فقد اشتمل على أحكام وآداب وأساليب تربوية في غاية الجمال وسنتطرق إلى جملة منها في الدروس والعبر.

 

دروس وعبر من المقطع الثاني:

1- قوام الحياة الزوجية على الثقة المتبادلة بين الزوجين، ومما يدعم هذه الثقة ويوطد أركانها كتمان أحدهما لسر الآخر وعدم إفشائه وعند وقوع ما يخدشها فالعتاب الرقيق والمحاسبة الجزئية على بعض المآخذ، كفيل بإعادة المياه إلى مجاريها ويجتنب الاستقصاء والإلحاف في المساءلة والمعاقبة (فما استقصى كريم قط).

 

2- الطلاق شديد الوقع على نفوس أهل البيت جميعاً، ولكن الطرف الأكبر ضرراً وتأثراً هي المرأة، فهي ترى في الطلاق هدم لعش الزوجية الدافئ، وتدمير لمملكتها وعرشها التي تتربع عليه، وقطع لوشائح المودة التي نسجت خيوطها من عواطفها ومشاعرها ومما يضاعف التأثر والإزعاج لها إذا علمت أن أخرى ستحل محلها، وتكون خيراً منها وأقرب إلى قلب زوجها.

 

3- تكريم أمهات المؤمنين باستخدام ألطف العبارات وأخفها عند تهديدهن بالطلاق والاستبدال حيث جاء التعبير بـ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ ﴾ [التحريم: 5] ودلالة عسى تفيد الترجي[12] أولاً ثم علق هذا الترجي بشرط - إن طلقكن - واستخدم في الشرط حرف - إن - وهو يفيد التشكيك بخلاف- إذا - التي تفيد تحقق الوقوع.

 

4- خير الأزواج ما توفر فيهن الصفات المذكورة في الآية الكريمة ﴿ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ ﴾ [التحريم: 5].

 

فعندما هددت أمهات المؤمنين بالاستبدال بهن غيرهن خيراً منهن جاء تفصيل الخيرية في الصفات السبع التي ذكرت في الآية وكلها صفات تدل على المستوى الإيماني الرفيع والأخلاق النبيلة وإيثار الآخرة على الفانية وكأنها تفصيل لما رغب فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فاظفر بذات الدين تربت يداك"[13]

 

المقطع الثالث (الرعاية مسؤولية ومكافأة):

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التحريم: 6، 9].

 

المناسبة بين المقطع الثالث وما قبله:

بعد التهديد والوعيد للمتظاهرتين إن لم تتوبا عما وقع منهما، يأتي في هذا المقطع الدلالة على طرق الوقاية من الوقوع في غضب الله وعذابه، وتذكر الأساليب التربوية المختلفة لحماية الأسرة والمجتمع من الانحراف والضياع وهو أسلوب قرآني كثير الورود والدوران بأن تتخذ حادثة نقطة انطلاق للتعميم والتوسع لتشمل الهدايات المجتمع الإسلامي بل والإنسانية كلها فمن حادثة المتظاهرتين إلى مخاطبة الكافرين والناس عامة.

 

المعنى الإجمالي للمقطع:

لقد شبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - المسؤولين عن غيرهم بالرعاة، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها..." [14] وهو تشبيه في غاية الجمال والدقة.

 

فإن الراعي يرتاد لبهيمة الأنعام التي يرعاها المرعى الخصب وكذلك المؤمن الذي يحرص على وقاية أهله من النار فإنه يسعى عليهم بالكسب الحلال.

 

♦ من شأن الراعي أن يداوي مرضاها ويهنأ جرباها....وكذلك رب الأسرة مسؤول عن دفع الأذى عن أهل بيته، يوفر لهم سلامة الأبدان والأديان ويرشدهم إلى الطريق القويم والسلوك المستقيم.

 

♦ والراعي يجنب غنمه المسبعة والمذأبة والمهلكة..ورب الأسرة يجنب أهل بيته مصارع السوء ومباءة الرذيلة والمفاسد الخلقية والمزالق العقدية.

 

ويعطي المؤمن من نفسه القدوة والمثل الأعلى لأهل بيته في حسن الخلق والوقوف عند حدود الله ومحاسبة النفس والمبادرة إلى فعل الطاعات واجتناب المعاصي ويكون في حاجة الصغير مع الإشفاق عليه، ويكون في خدمة الكبير مع التوقير والاحترام له.

 

وأول من يراعي في التوجيه والتربية الأزواج فقد تعددت الآيات الآمرة بحسن العشرة لهن يقول عز من قائل ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19] ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر"[15].

 

وتأتي في المرتبة الثانية في الرعاية الأولاد، ولما كانت الشفقة على الأولاد تغلب على حال الوالدين جاء التحذير في أكثر من آية من التمادي في تغليب العاطفة على الحكم الشرعي والتوجيه السديد في حقهم.

 

يقول عز من قائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التغابن: 14].

 

وعلى الأب أن يراعي التوازن بين مهام العمل، والعبادة، والتفرغ للأهل، فيعطي كل ذي حق حقه فكما أن أهل البيت بحاجة للغذاء البدني والملابس للستر والزينة، فإنهم بحاجة إلى إشباع الجانب العاطفي من الحنان والاهتمام، وإلى تلبية حاجة الستر والعفاف، وعليه أن يرضي أنوثة الزوج بالتجمل لها كما يحب أن تتزين له. في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (...بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حظاً ولعينك عليك حظاً وإن لزوجك عليك حظاً...)[16] وكان هذا المنهج المتوازن معلوماً لدى صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ورد في حادثة مؤاخاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وأبي الدرداء[17].

 

إن مسؤولية المؤمن عظيمة تجاه أهل بيته فهو مسؤول عن وقايتهم جميعاً من اقتحام حفرة النار التي تنتظر المنحرفين عن جادة الصواب. إنه مسؤول عن عباداتهم وادائها على الوجه الصحيح، وعن سلوكهم واستقامته على النهج القويم، وعن أخلاقهم وحسن تعاملهم مع الآخرين...إنهم أمانة في عنقه.وأي إخلال في المسؤولية والرعاية تعقبها محاسبة وجزاء يوم لا ينفع مال ولا بنون.

 

ومن لطائف الإشارات القرآنية أن يأتي بعد خطاب المؤمنين بوقاية أنفسهم وأهليهم تلك النار الهائلة المذهلة أن يأتي خطاب الكافرين ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ﴾ [التحريم: 7] وكأن أي تفريط تجاه الأهل هو كفر أو من أعمال الكافرين فإن وصل التفريط إلى حد رد شرع الله وإنكاره فهو كفر بواح، وإن كان التفريط في الأعمال مع بقاء الاعتراف بما شرع الله في حقهم فهو من أعمال الكفار فإنهم يجازون على ما فرطوا في حق من استرعاهم الله وكلفهم بالقوامة عليهم.

 

ومن الأساليب القرآنية المطردة الجمع بين الترهيب والترغيب، فبعد أن هدد وأوعد من لا يجنب أهل بيته النار وأنهم على خطر الوقوع في الكفر، جاء الترغيب لمن يتدارك تقصيره ويرجع إلى هداية الشرع، ويجزم على اتباع الحق في رعاية الواجبات، والالتزام بالهدايات والقيام بالوفاء بالعهود والمواثيق، وما يترتب عليها، فجاء قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي... ﴾ [التحريم: 8] إنه التكريم على ملأ، إنه النور الذي يشع من قلوبهم وجوارحهم التي استخدموها في الخير والعمل الصالح، ويختم هذا المقطع بتوجيه الأمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتخذ الموقف الذي يتناسب مع كل حالة، فالمنافقون يحتاجون إلى غلظة من القول، وتحذير من العواقب ومجاهدة باللسان أما الكفار فجهادهم بالدعوة إلى الله أولاً فإن أجابوا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وإن لم يستجيبوا، فعليهم الابتعاد عن طريق دعوة الله، وأن لا يكونوا عثرة في طريق انتشارها، فإن رفضوا فالجهاد بيننا وبينهم بالقتال. والمؤمن في سعيه في ذلك لا يكون يرجو إلا إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة أما هم فليس لهم إلا الخذلان في الدنيا أو في الآخرة ﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التوبة: 73].

 

المناسبة بين المقطع الثالث ومحور السورة:

إن هذا المقطع يشكل العمود الفقري في السورة والعنصر الأساسي في محورها كما سنلقي مزيداً من الضوء على ذلك من خلال الدروس والعبر.

 

دروس وعبر من المقطع الثالث:

1- عظم مسؤولية تجاه من استرعاهم الله سبحانه وتعالى إياه. وعليه أن يحرص على مصلحتهم الدنيوية والأخروية حرصه على مصلحته الخاصة. ولا يكفيه صلاح نفسه ووقايتها من النار فمن شروط وقايتها من النار العمل على ما يقي أهله من النار أيضاً، وربما كانوا سبباً في إقحامه جراثيم جهنم لعدم رعايتهم كما أمر الله وترك الحبل لهم على الغارب في العقائد والأخلاق والسلوك.

 

2- من الأساليب التربوية المطردة في القرآن الكريم عدم التيئيس من رحمة الله وفتح باب التوبة للعائدين إلى الله مهما عظمت الذنوب ومهما كان البعد عن الطريق القويم بل ويبرز فرح ربه بعودة الآبق المتمرد إلى حظيرة الطاعة. فعن أنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو به قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح[18].

 

3- من شروط التوبة النصوح التي قال الله سبحانه وتعالى عنها ﴿ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

 

♦ الإقلاع عن الذنب.

♦ الندم على فعله.

♦ العزم على عدم العودة إليه. وإن تعلق بحق آدمي فعليه أن يبرأ من حق صاحبه.

 

إن رحمة الله واسعة فلا ييأس مذنب من رحمة ربه ومتى صدق التوجه إلى ربه وجده تجاهه عن أبي موسى الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها[19].

 

4- من الأساليب التربوية الإشادة والتكريم على ملأ، فإن القيمة المعنوية للمكافأة أو الجائزة قد تكون أعظم من قيمتها المادية. فالتكريم على ملأ من وجهاء الناس يشعر المستحق للجائزة بمزيد من الاحترام والتقدير. هذا ما نستشفه من مكافأة التائبين المنيبين إلى ربهم، فلم يكتف بتكفير السيئات لهم، وإدخالهم الجنة، وإنما يأتي هذا التكريم في موكب كريم مهيب يشهده الأنبياء والمرسلون والشهداء والصالحون، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، على قدر إيمان كل منهم. وما أن يقتربوا من أبواب الجنة حتى تستقبلهم الملائكة بالحفاوة والتكريم ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73].

 

إنها السعادة الآخروية التي لا تضاهيها سعادة.

 

5- من الأساليب التربوية الغلظة أحياناً على من يرعاهم ويوجههم. وعدم الانسياق مع رغباتهم وتلبية مطالبهم، فإن الإكثار من التلطف معهم يجعلهم يتطلعون إلى الإكثار من المباحات بل والتجاوز إلى المكروهات والمحرمات وأسلوب الغلظة يتناسب مع الشخص والفئة التي تحتاج إلى الموعظة والتوجيه.

 

♦ فالأسلوب المتبع مع الأهل - الزوجة والأولاد - الترغيب والترهيب والموعظة الحسنة ولو بتقديم الهدايا والمنح.

 

♦ والأسلوب المتبع مع المنافقين التخويف بالنار والإنذار والغلظة في القول ببيان سوء العاقبة في الدنيا والآخرة.

 

♦ والأسلوب المتبع مع الكفار المستأمنين وأهل الذمة بالدعوة تارة، ورعاية مصالحهم أحياناً ومجادلتهم بالحكمة والموعظة الحسنة كثيراً.

 

♦ والأسلوب المتبع مع الكفار المحايدين بالدعوة والحجج والبراهين.

 

♦ والأسلوب المتبع مع الكفار المحاربين الدعوة ثم التخيير بين الجزية والقتال.

 

إن المربي الحصيف يستخدم الوسيلة الأمثل للوصول إلى التأثير في نفس المخاطب.

 

المقطع الرابع (العظات والعبر من سير الأقدمين):

﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ [التحريم: 10 - 12].

 

المناسبة بين المقطع الرابع والذي قبله:

يأتي هذا المقطع بعد التهديد والوعيد والأمر بالغلظة على الكفار والمنافقين، وربما توهم بعض الكفار الذين كانت لهم قرابات بالمسلمين أنها تنفعهم، كما أن للمسلمين قرابات مع الكفار فربما توهموا أنها تضرهم، فضرب لكل طائفة مثلاً.

 

المعنى الإجمالي للمقطع:

إن مبدأ المسؤولية في الإسلام فردية ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164]. إن لم يكن الفرد سبباً في تصرفات الآخر، فإن النسب لا يقدم ولا يؤخر إذا خالفه الاعتقاد والعمل. إن القرب من الصالحين مع مخالفة المعتقد لا ينفع، وكذلك الاقتران بالسيئين لا يضر ما دام لا مودة ولا ولاء يجمعهما.

 

وقد سيق مثلان من قصص الأقدمين على ذلك، فامرأة نوح عليه السلام خانته في العقيدة ولم تؤمن به وكانت عوناً لقومها على تسفيه رأيه بل أثرت على تربية ولدها ليتمرد على أبيه فلا يركب معه السفينة. ولا شك أن دور المرأة ذو أثر فعال في التربية داخل البيت وذو تأثير على المدعوين من خارج البيت، لأن الناس البعداء يقولون لو كان هذا الداعي صادقاً لصدقه أهل بيته فهم أعلم الناس به.

 

ونظيرتها امرأة لوط التي كانت تدل على أضياف زوجها وتخبر القوم عنهم فلم تحافظ على أسرار البيت الذي انتسبت إليه.

 

وفي ذكر هاتين الامرأتين تنبيه مبطن للمتظاهرتين وتحذير لهما من الاغترار بغناء الصلة الشريفة عنهما في الوفاء بحق ما يجب من الإخلاص للنبي - صلى الله عليه وسلم -. فعن مقاتل: يقول الله سبحانه وتعالى لعائشة وحفصة لا تكونا بمنزلة امرأة نوح وامرأة لوط في العصية، وكونا بمنزلة امرأة فرعون ومريم، فالله يحقق وعيده ولا يمنعه من ذلك أنها زوجة نبي[20].

 

ومن المهم الالتفاف إلى أن خيانة الامرأتين لم تكن خيانة زنا وإنما خيانة في الدعوة والعقيدة فنساء الأنبياء معصومات عن الفاحشة لعصمة الأنبياء وحرمتهم، كما ورد عن ابن عباس وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم. ولا يقال كيف يصح الزواج بكافرة على غير دين الزوج؟ فإن في شريعتنا جواز التزوج بالكتابيات وهن كافرات ومصيرهن إلى النار في عقيدتنا إن متن على ملة النصرانية أو اليهودية.

 

والمثل الثاني الذي ضرب في هذا السياق لامرأتين، الأنموذج الأول امرأة فرعون التي تجسد في شخصيتها الشموخ والتسامي عن ملذات الدنيا ومتعها وأبهتها، وركلت كل ذلك برجلها وضحت في سبيل عقيدتها بالدنيا وما فيها لتظفر بما عند الله ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [التحريم: 11].

 

يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد. وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ))[21].

 

والأنموذج الآخر الذي ضرب به المثل من النماذج الحسنة مريم ابنة عمران عليها السلام إنها تمثل أنموذج الفتاة الصالحة التي نشأت في بيت الطاعة وفي بيئة صالحة في كنف نبي من أنبياء الله تعالى زوج خالتها نبي الله زكريا عليه السلام حيث قام بكفالتها ورعاية شؤونها إنها مثال النبل والطهر والعفاف والتقوى منذ نعومة أظفارها فكان تكريم الله تعالى أن يجعلها وابنها آية للناس ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 91].

 

المناسبة بين المقطع الرابع ومحور السورة:

إن أكثر مزالق المرأة بالمال والزينة والجاه والتباهي بالمكانة الاجتماعية أو تكون بشهوة الفرج والانسياق وراء الغريزة البهيمية في الجنس.

 

والأنموذجان الصالحان يمثلان المترفعات عن هذين المنزلقين فاستحقا التكريم وخلود الذكر والثناء إلى يوم الدين. فالمناسبة بين المقطع ومحور السورة واضحة وثيقة، حيث التربية بضرب المثل بالنماذج المنحرفة لاجتناب التشبه بها وضرب المثل بالنماذج الصالحة للإقتداء بها.

 

دروس وعبر من المقطع الرابع:

1- من الأساليب التربوية سوق النماذج الإنسانية التي تتمثل فيها المباديء والقيم، فالقضايا الفكرية إذا ذكرت بشكل نظري تأتي باهتة لا تثير الأحاسيس ولا تطلق المشاعر، وقد يظن أنها غير قابلة للتطبيق في واقع الحياة، ولكن إذا عرضت من خلال سيرة أناس تمثلوها في حياتهم وعاشوها واقعاً عملياً لا شك أنهم سيكونون قدوة لمن بعدهم.

 

من يتصور أن تخون امرأة عقيدة زوجها وهي تعايشه ليلاً ونهاراً، والأصل فيها أن تكون مكمن سر الزوج ومستودع أماناته، وأن يجد الزوج عندها السلوة والعزاء في ما يلاقيه من عنت الناس وإيذائهم، ولكن صنفاً من البشر يبرز من خلال هذا الأنموذج السيء – امرأة نوح وامرأة لوط – لتتقرر الحقيقة الربانية: أن القرب من الصالحين لا ينفع من لم يهد الله قلبه للإيمان، فلا عبرة بالقرب المكاني أو النسبي ما لم يكن قرب في العقيدة والقلب وبالمقابل إن مباديء الرفعة والتسامي على متع الدنيا وزينتها وحطامها والرغبة في ما عند الله وإيثار الباقية على الفانية، تحفظ لأصحابها المكانة عند الله، ولا عبرة بالقرب من أهل السوء ما دام الفاصل الشعوري يبعدهم عن بعضهم وكذلك معاني العفة والطهر والنبل والكرامة والتي تتمثل في الأنموذجين الصالحين، امرأة فرعون ومريم ابنة عمران﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43].

 

 

2- إن في سير الأقدمين سلوة للدعاة في كل عصر كثيراً ما يعيَّر الدعاة إلى الله بأبنائهم ونسائهم وأقربائهم، لأنهم لا يلتزمون دعوة ولي أمرهم، ويحمِّلون الداعية مسؤولية ذلك نعم تكون المسؤولية عليه إن لم يبذل الجهد لإصلاحهم ولم يلتفت إليهم ولم يبين لهم الحق الذي يحمله للناس.

 

أما إذا بذل كل ذلك فلم يستجب له فلا ملامة عليه وهذا نوح عليه السلام وهو من أولي العزم من الرسل، ولوط عليه السلام نبي مرسل لم يستطيعا حمل أزواجهما على الهداية ولئن كانت سيرة نبي الله نوح ولوط عليهما السلام غير معروفة لنا بالتفصيل فإن سيرة رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - مع عميه أبي طالب وأبي لهب معروفة بوقائعها فقد تحقق فيهما سنة الله وحكمته ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56].

 

اخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة قال: لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا عماه قل لا إله إلا الله أشهد لك بها عند الله يوم القيامة0 فقال لولا أن تعيرني قريش، يقولون: ما حمله عليها إلا جزعه من الموت لأقررت بها عينك"، فانزل الله ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾[22] الآية.

 

إذن لا ملامة على الدعاة إن وجد في أسرهم من لا يلتزم دعوته، أو يحاربها، كما أنه قد يوجد في بيئة علم وصلاح من يغلب عليه الجهل والفساد فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

 

3- دور المرأة في الدعوة وتحمل أعبائها وتمثل المباديء في سيرتها الخاصة والعامة بارز في القصص القرآني، وفي أحداث سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى الدعاة في العصر الحاضر أن يلتفتوا إلى هذا العنصر الهام في الدعوة ولا يغفلوه.

 

لقد اتخذ أعداء الإسلام ما سموه حقوق المرأة ومساواتها بالرجل وغير ذلك من المزاعم مطية لمحاربة الإسلام وأهله، والآن يمارسون ضغوطاً هائلة على الحكام في بلاد المسلمين لتغيير ثقافة الأمة ومناهج التعليم، ومنطلقاتهم الأساسية في ذلك المرأة.

 

إن تهيئة المرأة المسلمة الداعية إلى الله، البصيرة بأحكام شرع ربها، الواعية لمخطط أعداء الإسلام السلاح الذي ينبغي أن تجابه به مخططات أعداء الإسلام.

 

وفي فتيات المسلمين ونسائهم من لا يقل وعياً وتضحية عن نساء السلف الصالح إن الأمر يحتاج إلى تخطيط وتوجيه لا غير.

 

الخاتمة:

لم تحظ مؤسسة اجتماعية في المجتمع الإسلامي بما حظيت به الأسرة في القرآن الكريم ولا غرابة في ذلك فهي اللبنة الأولى التي يتكون منها صرح المجتمع الإسلامي فمنها تستمد المجتمع قوته ونقاءه وصلابته، وضعفها يسبب ضعف المجتمع وتآكله وانهياره فلا غرابة أن نرى آيات القرآن الكريم تساير تكوين الأسرة من يوم الاختيار والخطبة إلى توثيق عرى النكاح وبيان حقوق الزوجين، ثم التعرض للعلاقة بينهما وبين ثمرة لقائهما وهم الأولاد.

 

ويضع الحلول المناسبة للمشكلات التي تنشأ بين أفراد العائلة إلى أن تنتهي العلاقة الزوجية طلاقاً أو وفاة، ثم تصفى هذه العلائق بالحقوق المادية والمعنوية لكل فرد من أفرادها.

 

لقد عرضت لنا سورة التحريم أحداثاً وثيقة الصلة بالأسرة بل أحداثاً تتعلق بأطهر بيت وأشرفه، بيت هو مصدر تشريع الأمة لتأخذ الأمة العظات والدروس مما كان يجري لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أمهات المؤمنين، وما كان يؤمرن به من توجيهات تجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قدوة الأزواج المؤمنين، والتوجيه إلى الإنابة إن وقع منهن ما يدعو إلى التوبة والاستغفار والتلويح لهن أن قربهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يشفع لهن إن خالفهن هديه وتشريعه.

 

ومن تلك الحوادث الجزئية يكون التوجيه العام للمؤمنين وبيان مسؤوليتهم عمن استرعاهم الله من الأهلين، وذكر ما ينتظرهم من العقوبة في حال التقصير وما ينتظرهم من تكريم في حال قيامهم بمسؤولياتهم.

 

ثم بيان سنة الله سبحانه وتعالى في المسؤولية الفردية، فلا ينفع القرب من الصالحين ما لم تختلط القلوب بشاشة الإيمان، ولا يضر القرب من الطالحين ما دام القلب عامرا بحب الله ورسوله، وما دام صاحبه يتطلع إلى جوار ربه ويترفع عن سفاسف الدنيا وزينتها.

 

لقد عشنا مع سورة التحريم وأساليبها التربوية التي جمعت بين التصريح والتلميح وبين الوعد والوعيد والخوف والرجاء وكل ذلك كان الهدف منه الأسرة الإسلامية وشؤونها.

 

والحمد لله أولاً وآخراً.

 

فهرس المصادر والمراجع

المتسلسل

الكتاب

المؤلف

1-

الإتقان في علوم القرآن

السيوطي

2-

التحرير والتنوير

الطاهر بن عاشور

3-

تفسير القرآن

الصنعاني

4-

تفسير القرآن العظيم

ابن كثير

5-

جامع البيان

الطبري

6-

الجامع الصحيح

الإمام البخاري

7-

الجامع الصحيح

الإمام الترمذي

8-

الجامع الصحيح

الإمام مسلم

9-

الجامع لأحكام القرآن

القرطبي

10-

حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة

صديق خان

11-

مسند

الإمام أحمد

12-

مفاتيح الغيب

الرازي

13-

منار الهدى

الأشموني

14-

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

البقاعي

15-

النهاية في غريب الحديث والأثر

ابن الأثير



[1] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 18/177  ونظم الدرر للبقاعي 20/179 .

الاتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/55  وتفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور 28/343

منار الهدى للأشموني ص284

[2] مغافير : بغين معجمة، وفاء بعدها ياء وراء، جمع مغفور بالضم كعصفور، صمغ حلو له رائحة كريهة، ينفحه شجر  يقال له : العرفط بضم العين المهملة والفاء، يكون بالحجاز له رائحة كرائحة الخمر انظر النهاية لابن الأثير 4/374.

[3] جامع البيان للطبري 28/100.

[4] تفسير القرآن للصنعاني 2/302.

[5] تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/386.

[6] التفسير الكبير (مفاتيح الغيب للرازي) 30/41

[7] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي 20/179

[8] نظم الدرر 20/215.

[9] حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة ص104.

[10] صحيح مسلم الحديث رقم (1650) كتاب الأيمان 5/85.

[11] صحيح البخاري الحديث (6133).

[12] يقول اللغويون كل (عسى) من الله تفيد تحقق الوقوع إلا في هذا الموضع.

[13] صحيح البخاري الحديث رقم (4802) كتاب النكاح 6/123 وصحيح مسلم الحديث رقم (1466)- كتاب الرضاع 4/175.

[14] صحيح البخاري الحديث رقم (853) كتاب الجمعة 1/415 0 وصحيح مسلم الحديث رقم (1829) كتاب الإمارة 6/8.

[15] صحيح مسلم الحديث رقم (1469)0 كتاب الرضاع ومعنى يغرك : يبغض النهاية 3/4411

[16] صحيح مسلم الحديث رقم (1159) كتاب الصوم 3/166.

[17] انظر صحيح البخاري الحديث رقم (1968) كتاب الصوم 2/243.

[18] صحيح مسلم الحديث رقم (2747) كتاب التوبة 8/93 وقريب منه في صحيح البخاري الحديث رقم  (6308) كتاب الدعوات 7/146.

[19] مسند أحمد الحديث رقم (19547) وصحيح مسلم الحديث رقم (2759) كتاب التوبة 8/100.

[20] انظر التحرير والتنوير باختصار 28/374.

[21] صحيح البخاري الحديث رقم (3558) كتاب الأنبياء 4/132.

[22] صحيح مسلم الحديث رقم (25) وسنن الترمذي الحديث رقم (3188).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علوم سورة التحريم
  • تعريف بكتاب تربية الأسرة المسلمة في ضوء سورة التحريم
  • النظم القرآني في سورة الرعد (1)
  • مقدمة كتاب: تربية الأسرة المسلمة من خلال سورة التحريم
  • بين يدي سورة التحريم
  • الأساليب القرآنية في عتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • إفشاء سر الزوجية وعواقبه .. دروس وعبر
  • بين سورة الأحزاب وسورة التحريم
  • دروس وعبر من خلال سورة التحريم .. درس دوافع إفشاء السر
  • نماذج سيئة لم ينفعها القرب من الصالحين
  • دروس وعبر من خلال سورة التحريم .. تمثل المبادئ بالأشخاص
  • خلاصة الجولات في آيات سورة التحريم
  • كيف نكتب بحثا في التفسير الموضوعي؟
  • لماذا نحتاج إلى التفسير الموضوعي في عصرنا الحديث؟

مختارات من الشبكة

  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • كتب علوم القرآن والتفسير (2) أصول التفسير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صدر حديثاً (التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم) لنخبة من علماء التفسير في 10 مجلدات(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة السادسة: تابع منهج الإمام الطبري في التفسير)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الرابعة: مكانة التفسير التحليلي)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثانية: التعريف بالمنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الأولى: مفهوم التفسير والتأويل)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • نسخ التفسير القديمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التفسير والمفسرون: الجزء الأول من كتابي: تمهيد البداية في أصول التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
4- بوركتم
زائرة - قطر 14-04-2017 03:16 AM

جزاكم الله خيرا على هذا التفسير و التفصيل الحياتي العميق ...كم نحتاج فعلا لربط الآيات و العظات القرآنية في حياتنا اليومية و للأسف فإننا نفرط بذلك أشد التفريط هذه الأيام.

3- تقدير
محمد عبد الرحمن عباس - اليمن 07-12-2014 10:12 PM

أقدر جهودكم وسعيكم في نشر خدمة كتاب الله نعالى.

2- شكر
شروق الخليفة - السعودية 01-03-2014 01:20 PM

أنقل لكم إعجابي الكبير بالموقع وما يحمله من خدمات لطلبة العلم
مزيد من التقدم أرجوه لكم .. شكر الله جهدكم وكللها بالتوفيق

1- جميل
زائر - السعودية 07-09-2013 09:50 PM

شكرا على تفسير السورة و تواصلوا في تفسير كل السور

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب