• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

براءة الإمام جعفر من كتاب "الجفر"

براءة الإمام جعفر من كتاب الجفر
وائل حافظ خلف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2012 ميلادي - 22/1/1434 هجري

الزيارات: 85204

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

براءة الإمام جعفر من كتاب "الجفر"

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسل والنبيين، لاسيما خاتمهم العربي نبينا محمد ذو المقام المأنوق في أعلى عليين، والرضاء عن آله الطاهرين، وأصحابه والذين اتبعوهم بإحسان أجمعين،،،

 

أما بعدُ:

فهذه نصوص لا يسع الواقفَ عليها إلا التسليم ببراءة الإمام جعفر من كتاب "الجَفر"، ولا يَزْوَرُّ عنها إلا مَن يضرب في دروب الهوى جيئة وذُهوبًا، ويتيامن في الضلال ويتياسر، ويلج موالج الردى بغير حساب!

 

وقد استللتها من كتابي الكبير "نزهة العيون في شرح مقدمة ابن خلدون"[1]، عسى الله أن ينفع بها=

 

وأنا ذاكرٌ لك بديئًا كلام العلامة ابنِ خَلدون (اقرأه بفتح الخاء لا غير)، ثم إني متبعه بالتذييل عليه.

 

فقد قال - رحمه الله - في "المقدمة"[2] من كلامه على حدثان الدول:

((= وقد يستندون في حدثان الدول على الخصوص إلى كتاب "الجَفْر"، ويزعمون أن فيه علم ذلك كله من طريق الآثار أو النجوم لا يزيدون على ذلك، ولا يعرفون أصل ذلك ولا مستنده.

 

واعلم أن كتاب "الجفر" كان أصله أن هارون بن سعيد العجلي، وهو رأس الزيدية، كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم، ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص. وقع ذلك لجعفر ونظرائه من رجالاتهم على طريق الكرامة والكشف الذي يقع لمثلهم من الأولياء.

 

وكان مكتوبًا عند جعفر في جلد ثور صغير، فرواه عنه هارون العجلي وكَتَبَه، وسمَّاه "الجفر" باسم الجلد الذي كُتِبَ عليه، لأن الجفر في اللغة هو الصغير، وصار هذا الاسم عَلَمًا على هذا الكتاب عندهم، وكان فيه في تفسير القرآن وما في باطنه من المعاني غرائبُ مروية، عن جعفر الصادق.

 

وهذا الكتاب لم تتصل روايته، ولا عرف عينه، وإنما تطير عنه شواذ من الكلمات لا يصحبها دليل.

 

وقد يُنقل بين أهل البيت كثيرٌ من هذا الكلام غير منسوب إلى "الجفر"، وفي أخبار دولة العبيديين كثير منه)) انتهى.

 

قلت:

صدق - رحمه الله -. وليس يمكنني هنا - ولا أراه يسعني فيما بيني وبين الله - أن أغفل النقول التي بها تظهر براءة السيد الجليل الإمام الصادق جعفر، من هذا الكتاب المفترى "الجَفر"، وبعض مَن يعتقد فيه، يُسنده إلى أمير المؤمنين عليٍّ ويَنْمِيه، بهتانًا وزُورًا!!

 

ولا يزال كثيرون لهذا العهد يدَّعون أن فيه علمَ ما كان وما سيكون، ولن تعدم أن تسمع مَن بقول عند كل حادثة مَن حوادث الْمَنُون: كان ذلك في الكتابِ كتابِ الجفر مسطورًا!!

 

وقضية الجفر سِيُّ قضية العسكري المنتظر، يحيلون فيها على غائب أبدًا، وذو الحق لا يخفي اعتقادًا، بل يرفع عقيرته بعقيدته مساء وصباحًا.

 

وقد جاءنا من ربنا الأعلى نورٌ وكتاب مبين، وأشرقت الدنيا ببعثة رسولٍ خاتم أمين، كَلَّم الناسَ كفاحًا، ودعاهم جهارًا صراحًا.

 

فمَن ألاصك بعد هذا على اعتقاد نبت في ظُلمة سرداب، وإذا طالبته بدليلٍ قال: هناك كتابٌ خلف حجاب؛ فما أراد بك فلاحًا.

خُذْ مَا تَرَاهُ وَدَعْ شَيْئًا سَمِعْتَ بِهِ
فِي طَلْعَةِ الشَّمْسِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ زُحَلِ.

 

قال الإمام ابن قتيبة - رحمه الله - في "تأويل مختلف الحديث"[3] بعد أن ذكر تفاسيرَ لبعض ذوي الأهواء:

(( وأعجب من هذا التفسير تفسير الروافض للقرآن وما يدعونه من علم باطنه بما وقع إليهم من الجفر الذي ذكره هارون بن سعد العجلي وكان رأس الزيدية فقال:


ألَمْ تَرَ أَنَّ الرَّافِضِينَ تَفَرَّقُوا
فَكُلُّهُمُ فِي جَعْفَرٍ قَالَ مُنْكَرًا
فَطَائِفَةٌ قَالُوا إِمَامٌ، وَمِنْهُمُ
طَوَائِفُ سَمَّتْهُ النَّبِيَّ الْمُطَهَّرَا
وَمِنْ عَجَبٍ لَمْ أَقْضِهِ جِلْدُ جَفْرِهِمْ
بَرِئْتُ إِلَى الرَّحْمَنِ مِمَّنْ تَجَفَّرَا
بَرِئْتُ إِلَى الرَّحْمَنِ مِنْ كُلِّ رَافِضٍ
بَصِيرٍ بِبَابِ الْكُفْرِ فِي الدِّينِ أَعْوَرَا
إِذَا كَفَّ أَهْلُ الْحَقِّ عَنْ بِدْعَةٍ مَضَى
عَلَيْهَا وَإِنْ يَمْضُوا عَلَى الْحَقِّ قَصَّرَا
وَلَوْ قَالَ: إِنَّ الْفِيلَ ضَبٌّ لَصَدَّقُوا
وَلَوْ قَالَ: زِنْجِيٌّ تَحَوَّلَ أَحْمَرَا
وَأَخْلَفَ مِنْ بَوْلِ الْبَعِيرِ فَإِنَّهُ
إِذَا هُوَ لِلْإِقْبَالِ وُجِّهَ أَدْبَرَا
فَقُبِّحَ أَقْوَامٌ رَمَوْهُ بِفِرْيَةٍ
كَمَا قَالَ فِي عِيسَى الْفِرَى مَنْ تَنَصَّرَا

 

ثم قال ابن قتيبة - رحمه الله -:

(( وهو جلد جفر ادعوا أنه كتب فيه لهم الإمام كل ما يحتاجون إلى علمه، وكل ما يكون إلى يوم القيامة[4].

 

فمن ذلك قولهم في قول الله - عز وجل -: ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ﴾[5]: أنه الإمام، وورث النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه!!

 

وقولهم، في قول الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾[6]: أنها عائشة - رضي الله عنها -!!

 

وفي قوله -تعالى-: ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ﴾[7]: أنه طلحة والزبير!!

 

وقولهم في الخمر والميسر: إنهما أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما -!!

 

والجبت والطاغوت: إنهما معاوية وعمرو بن العاص!!

 

مع عجائبَ أرغب عن ذكرها، ويرغب من بلغه كتابنا هذا عن استماعها.

 

وكان بعض أهل الأدب يقول: ما أُشَبِّهُ تفسيرَ الرافضة للقرآن إلا بتأويل رجل من أهل مكة للشعر، فإنه قال ذات يوم: ما سمعت بأكذبَ من بني تميم، زعموا أن قول القائل:

بَيْتُ زُرَارَةَ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ
وَمُجَاشِعٌ وَأَبُو الْفَوَارِسِ نَهْشَلُ

 

أنه في رجال منهم، قيل له: فما تقول أنت فيهم! قال: البيت بيت الله، وزرارة: الحجر. قيل: فمجاشع؟ قال: زمزم، جشعت بالماء.

 

قيل: فأبو الفوارس؟ قال: أبو قُبَيْس.

قيل له: فنهشل؟ قال: نهشل أشده! وفكر ساعة، ثم قال: نهشل مصباح الكعبة؛ لأنه طويلٌ أسودُ، فذلك نهشل!!.

 

قال ابن قتيبة:

(( والرافضة أكثر أهل البدع افتراقًا ونِحَلاً )) انتهى.

 

وقد ذكر الجاحظ في كتاب "الحيوان"[8] من جملة أبيات لبشر بن المعتمر:

إني وإن كنت ضعيف القوى
فاللهُ يقضي وله الأمرُ
لست إباضيًّا غبيًّا ولا
كرافضيٍّ غَرَّه الجفرُ

وقال شيخ الإسلام[9] بعد كلام له عن صناعة النجوم:

(( ونحن نعلم من أحوال أئمتنا أنه قد أُضيف إلى جعفرٍ الصادق من جنس هذه الأمور ما يعلم كل عالم بحال جعفر - رضي الله عنه - أن ذلك كذب عليه، حتى نُسب إليه أحكام "الحركات السفلية"، كاختلاج الأعضاء وحوادث الجو من الرعد والبرق والهالة وقوس الله الذي يقال له: (قوس قُزَح)، وأمثال ذلك، والعلماء يعلمون أنه بريء من ذلك كله. وكذلك نُسب إليه "الجدول" الذي بنى عليه الضلال طائفة من الرافضة، وهو كذبٌ مفتعلٌ عليه، افتعله عليه عبد الله بن معاوية أحد المشهورين بالكذب؛ مع رياسته وعظمته عند أتباعه.

 

وكذلك أُضيف إليه كتاب "الجفر" و"البطاقة" و"الهفت"، وكل ذلك كذب عليه باتفاق أهل العلم به. حتى أُضيف إليه "رسائل إخوان الصفا"! وهذا في غاية الجهل؛ فإن هذه الرسائل إنما وضعت بعد موته بأكثر من مائتي سنة؛ فإنه تُوفي سنة ثمانٍ وأربعين ومائة (148هـ)، وهذه الرسائل وُضعت في دولة بني بُوَيْه في أثناء المائة الرابعة في أوائل دولة بني عبيد الذين بنوا القاهرة، وضعها جماعةٌ وزعموا أنهم جمعوا بها بين الشريعة والفلسفة؛ فضلوا وأضلوا!

 

وأصحاب جعفر الصادق الذين أخذوا عنه العلم؛ كمالك بن أنس وسفيان بن عيينة وأمثالهما من الأئمة أئمةِ الإسلام بَرَاءٌ من هذه الأكاذيب)) انتهى.

 

وقال في موضعٍ آخرَ[10]:

(( إنك تجد عند الرافضة والمتشيعة ومَن أخذ عنهم مِن دعوى علوم الأسرار والحقائق التي يدعون أخذها عن أهل البيت إما من العلوم الدينية وإما من علم الحوادث الكائنة ما هو عندهم من أجل الأمور التي يجب التواصي بكتمانها والإيمان بما لا يعلم حقيقته من ذلك. وجميعها كذب مختلق وإفك مفترى؛ فإن هذه الطائفة "الرافضة" من أكثر الطوائف كذبًا وادعاء للعلم المكتوم؛ ولهذا انتسبت إليهم الباطنية والقرامطة.

 

وهؤلاء خرج أولهم في زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وصاروا يدعون أنه خُص بأسرار من العلوم والوصية، حتى كان يسأله عن ذلك خواص أصحابه فيخبرهم بانتفاء ذلك. ولما بلغه أن ذلك قد قيل، كان يخطب الناس وينفي ذلك عن نفسه.

 

وقد خَرَّج أصحابُ الصحيح كلامَ عليٍّ هذا من غير وجه. مثل ما في "الصحيح" ["صحيح البخاري" (111، 6903، 6915)] عن أبي جُحَيْفَةَ قال: سألت عليًّا: هل عندكم شيء ليس في القرآن؟ فقال عليٌّ - رضي الله عنه -: (( وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا فِي القُرْآنِ، إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللهُ الرَّجُلَ فِي كِتَابِهِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ ))، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: (( العَقْلُ، وَفِكَاكُ الأَسِيرِ، وَأَنْ لاَ يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ )).

 

وفي لفظ للبخاري (3047): قال أبو جُحَيْفَةَ: قلت لعليٍّ - رضي الله عنه -: هل عندكم شيء من الوحي غير ما في كتاب الله؟ قال: (( لاَ وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللهُ رَجُلًا فِي القُرْآنِ )).

 

وفي "الصحيحين" عن إبراهيم التيمي عن أبيه - وهذا من أصح إسناد على وجه الأرض - عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: (( مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابَ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ (قال: وَصَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي قِرَابِ سَيْفِهِ) فَقَدْ كَذَبَ، فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ، وَأَشْيَاءُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ، وَفِيهَا قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (( الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا. وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ. وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا )). لفظ مسلم.

 

وأما الكذب والأسرار التي يدعونها عن جعفر الصادق: فمن أكبر الأشياء كذبًا، حتى يقال: ما كُذِبَ على أحد ما كُذِبَ على جعفر - رضي الله عنه.

 

ومن هذه الأمور المضافة كتاب "الجفر"، الذي يَدَّعون أنه كتب فيه الحوادث، والجفر: ولد الماعز، يزعمون أنه كتب ذلك في جلده.

 

وكذلك كتاب "البطاقة" الذي يدعيه ابن الحلي ونحوه من المغاربة، ومثل كتاب "الجدول" في الهلال، و"الهفت" عن جعفر، وكثير من تفسير القرآن وغيره)) ا.هـ.

 

وقال ابن تيمية[11] بعد أن ذكر حديث الصحيفة السابق:

(( وبهذا الحديث ونحوه من الأحاديث الصحيحة استدل العلماء على أنَّ كل ما يُذْكَر عن عليٍّ - رضي الله عنه - وأهل البيت - من أنهم اخْتُصُّوا بعلمٍ خصهم به النبيُّ دون غيرهم- كَذِبٌ عليهم. مثل ما يذكر من "الجفر"، و"البطاقة"، و"الجدول"، وغير ذلك، وما يأثره القرامطة الباطنية عنهم؛ فإنه قد كُذِبَ على جعفرٍ الصادق - رضي الله عنه - ما لم يُكْذَبْ على غيره. وكذلك كُذِبَ على عليٍّ - رضي الله عنه - وغيرِه من أئمة أهل البيت - رضي الله عنهم )).

 

والحمد لله أولاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا،،،



[1] سيصدر إن شاء الله في ستة مجلدات كبار. وقد اختصرته في مصنف ترجمته: "الجوهر المكنون"، يطبع الآن. فاللهم يسر.

[2] (ج2/ص184-185)، الطبعة الباريسية - سنة 1858 م، بتحقيق المستشرق إتين مارك كاترمير "Etienne-marc Quatremère".

[3] (ص122-124) ط/ المكتب الإسلامي – بيروت، وعنه ابنُ خلكان في "وَفَيَات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" (3/240-241) ط/ دار صادر - بيروت. وانظر "الإبداع في مضار الابتداع" للشيخ علي محفوظ - رحمه الله - (ص351-352) ط/ دار العقيدة بالإسكندرية.

[4] قال أمير الأدباء أبو السامي مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - في "إعجاز القرآن = الجزء الثاني من تاريخ آداب العرب" حاشية (ص99) ط/ دار الكتب العلمية: (( وعندنا أن كل ذلك موضوع وباطل، وأن الكلام فيه أسلوب من أساليب القصص وضرب من التهويل والمبالغة. ولا نظن أن علم ما كان وما يكون شيء يسعه أو يسع الرمز إليه جلد ثور، إلا أن يكون هذا الثور هو الذي قيل: إنه كان يحمل الأرض قديمًا على أحد قرنيه !!!)).

[5] الآية السادسة عشرة من السورة التي يُذكَر فيها النحل.

[6] الآية السابعة والستون من سورة البقرة.

[7] الآية الثلاثة والسبعون من السورة التي تذكر فيها البقرة.

[8] (6/466) ط/ دار الكتب العلمية - بيروت.

[9] في "المجموع" (ج35/ص183).

[10] (4/77-79).

[11]السابق (2/217).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إطلالة على سيرة ذي الجناحين: جعفر بن أبي طالب
  • سيرة جعفر بن أبي طالب

مختارات من الشبكة

  • السبب في عدم كتابة البسملة في مطلع سورة براءة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحفاظ على براءة الطفولة: دور الأهل في اختيار الملابس المناسبة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • البراءة من الكافرين(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • المحافظة على الفجر، والعشاء براءة من النفاق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التفاؤل بالعطاس وبراءة الأطفال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • براءة الشافعية ومن وافقهم من القول بعدم جريان الربا في النقود الورقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ذات أنواط وبراءة الصحابة من الوقوع في الشرك الأكبر الظاهر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • براءة الإسلام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أبي يخيرني بين طلاق زوجتي أو البراءة مني(استشارة - الاستشارات)
  • باب وجوب الولاء لله ورسوله والمؤمنين والبراءة ممن حاد الله ورسوله(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
8- الجفر
محمد - سوريا 10-02-2017 04:14 PM

جزاكم الله خيراً

7- سلاما
محمد البكري - السعودية 22-03-2013 09:50 PM

أخي الفاضل، لا أدري ماذا أقول، فإنك تركت أس الأمر ثم ركبت الحيدة، ورحت تتكلم عن انشطار الأمة وما إليه....

فإلى هنا لا أملك إلى أن أستغفر الله لي ولك، وأسأله - جل وعلا - أن يهدينا سواء الصراط.

6- التحدي نوع من التعدي على النفي قبل الغير
محمد جابري - المغرب 20-03-2013 05:02 PM

حينما نبهتك للمنهجية العلمية في النقد لم يكن الهدف سوى التذكير بنسبة القول لقائله لا غير أما أن تنقل عن غيره ثم تسعى لدحض القول، فهذا ليس من العلم في شيء.
وأنت تسعى في جهدك تبرير نسبة الجغر للإمام جعفر (الصادق)، كأن الإمام جعفر الصادق ليس هو أول من نحى مذهب التشيع بصفة عامة. فهل عن مثل هذا يذود ستي ؟ وها هي الأمة قد انشطرت نصفين يحارب بعضها يعضا وغدت حروبها الطائفية مؤذنة بفتنة كبرى.
إنني عندما بينت بأت البحث غير علمي بالمرة لضعفه في اسناد القول لغير قائله ما كنت أظن أنني أجد من يقول : "وتحديتك أن تنقض ما نقله الأستاذ الفاضل وائل خلف كاتب المقالة عن أئمة أهل السنة بخصوص الجفر فلم تستطع، ولم تتبع (المنهجية العلمية) فلم تطلع على جميع نسخ الجفر ثم ترى هل مكتوب فيها ما ذكروه أم لا!!!"

إن التحدي ليس أسلوب المنهجية العلمية التي تتبع أسلوب المنطق حتى تصل إلى النتائج المرجوة سواء أقبلها الخصم أم رفض.

5- رمتني بدائها وانسلت
محمد البكري - السعودية 20-03-2013 03:48 PM

الأستاذ محمد جابري، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد صح ظني فيك حين تكلمت عن المنهجية العلمية أنك كأكثر أهل اعتقادك لا تحسن معرفتها بله تطبيقها، وليس إلا الاتهامات إذا لزمتكم الحجة، فإنك لم تجب عما أوردته عليك، وتهربت واتهمت، اتهمتني بضيق الأفق، ثم اتهمت أهل السنة بعدم التحري بل والكذب؟!!!
وقد ذكرت لك ما يبين أن الجفر كلٌّ يدعيه عندكم، وأنكم مضطربون فيه، ومنكم ذلك الكذاب الذي زعم أن جعفرًا كان حاضرًا يستمع لعلي بن أبي طالب حين كان يرى اللوح المحفوظ؟!! وكتابه منشور، وإن أردت صورته لك. وغيره وغيره...

وتحديتك أن تنقض ما نقله الأستاذ الفاضل وائل خلف كاتب المقالة عن أئمة أهل السنة بخصوص الجفر فلم تستطع، ولم تتبع (المنهجية العلمية) فلم تطلع على جميع نسخ الجفر ثم ترى هل مكتوب فيها ما ذكروه أم لا!!!
لم تفعل ما تقتضيه (المنهجية العلمية!!!!!)، بل رحت تكيل الاتهامات للأئمة، فبأي شيء نسمي فعلك هذا؟!!

ثم رحت تقول: (( والجفر مهما قيل فيه وفيه فقد عثر عليه في سوريا عند أحد من الطائفة العلوية ))، فكان ماذا؟!! قلت لك الجفر المكذوب أكثر من واحد، ولئن سلمنا ان هذا أحدهم فهل أنت قرأته وعلمت ما فيه من كفر محض؟ ولِمَ لم تنكر ولم تنبس ببنت شفة فيما يخصه؟
يمكنك مشاهدة مقطع فيديو على اليوتيوب بعنوان: فضائح الطائفة العلوية.كتاب الجفر, يظهر أخيرا للعلن.
وأما قولك: وجفرك سيتحدث عن الطائفة الإمامية؟ فلم أفهم ما تعنيه إلا أن يكون كلاما تسوقه فقط إمعانا في الهروب من أن تواجه ما ذكرته لك في التعليق الأول

أخي محمد: الأمر أمر دين، والمنصف من يستجيب للحق ممن أتاه بغير مراوغة، هذا ما تقتضيه (المنهجية العلمية)، أم هو كلام يقال فقط حين لا يأتي شيء مواتيًا لما عندكم؟!!

وأكرر ندائي للأستاذ الفاضل وائل حافظ - حفظه الله - وقد تتبعت مقالاته وعلمت إتقانه - أن يتبنى الكتابة في هذا الموضوع، وأن ينفرد لقضية الجفر هذه كتابا، وعليّ نفقات طبعه إن هو أراد..

وأقول للأخ محمد جابري أخيرًا: إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم.. نسأل الله إخلاصًا، وقبولا، وأن ينزع منا الكبر، وهو بطر الحق وغمط الناس...
والسلام

4- ضيق أفق الرد
محمد جابري - المغرب 19-03-2013 03:29 PM

الأستاذ الفاضل محمد البكري؛
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ثقتك بأهل السنة ونقولهم شيء فيه نظر ترى من نقل الأحاديث المكذوبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ومن جاء بمختلف الملل والنحل والمذاهب الفقهية باختلاف مدارسها غير أهل السنة؟
والجفر مهما قيل فيه وفيه فقد عثر عليه في سوريا عند أحد من الطائفة العلوية . ; وجفرك سيتحدث عن الطائفة الإمامية؟

3- مقالة فائقة
محمد البكري - السعودية 18-03-2013 09:50 AM

لا أظن أن الأخ الفاضل محمد جابري - حفظه الله - الذي تحدث عن المنهجية العلمية قرأعن الجفر أصلا، فإن ما قاله أئمة أهل السنة لا يحيد عما عندالقوم قيد أنملة، وهم أهل الثقة والضبط والاتقان، ولو تستطيع رد أقوال أئمة أهل السنة التي ذكروها فهات، مع الأخذ في الاعتبار أن لدى الشيعة أكثر من جفر، وهم في أنفسهم متناقضون، فهناك جفر أحمر وآخر أبيض، وبعضهم يقول: جفر من جلد ثور، وآخر من جلد شاة، وأظن انني قرأت مرة على غلاف كتاب سماه صاحبه الجفر لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ثم في مقدمة الكتاب مذكور أن هذا الكتاب (الجفر) عبارة عن خطبة ألقاها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقد أبصر حال خطبته اللوح المحفوظ فأخذ ينقل منه، وكان الإمام جعفر الصادق حاضرًا الخطبة يستمع، وسجل ما سمعه بين دفتي هذا الكتاب!!!!!!!!!!!
فما هذا؟!! وأين زمن جعفر الصادق من زمن علي بن أبي طالب؟!!!
وكيف يطلع علي بن أبي طالب على اللوح المحفوظ؟ وهل الأخ الذي تحدث عن المنهجية العلمية واطلاع الله (المطهرين) على بعض الغيب يصدق بهذا؟ وأين التقييد الوارد في الآية: (( إلا من ارتضى من رسول ))؟!! فهل علي بن أبي طالب رضي الله عنه منهم؟!!

وأرجو من كاتب المقالة إن رأى كلامي أن يتبع مقالته الفائقة هذه بأخرى، وليعتمد أقوال أهل الصدق كما فعل، وقد أحسن ما شاء.

2- للمنهجية العلمية ضوابط ينبغي أن تراعى
محمد جابري - المغرب 17-03-2013 08:52 PM

تقتضي منهجية البحث العلمي إثبات القول لقائله موثقا، ثم بعد ذلك الإتيان بما يبرهن عكس القول أما التعرض لنقول أهل السنة دون توثيق مصادر الشيعة فهذا ليس من العلم في شيء.
أما اطلاع الغيب فمعلوم بأن من أسماء الله جل جلاله علام الغيوب، وهو سبحانه وتعالى يطلع من شاء ما شاء من غيبه، كما تعهد بأن يطلع المطهرون (بفتح الهاء) على اللوح المحفوظ وهذا فضلا منه ونعمة على عباده.
أما الغيب الكلي فلا يعلمه إلا الله جل جلاله..
أرجو أن يكون حوارنا مع سلام الشيعة من باب العلم بالسنن القرآنية والكونية والاستشهاد بأقوال أئمتهم وعلماءهم كي لا يكون كلامنا مجرد قذف.

1- مع جزيل الشكر
عبدالله حسين - اليمن 22-02-2013 04:24 PM

باسمي وباسم جميع عائلتي نشكر الشيخ جعفر كتب الله لك ولنا الجنة إن شاء الله آمين آمين آمين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب