تحقيق تخريج مسألة ( إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس )

تحقيق تخريج مسألة ( إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس )

للإمام الحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي

513- وسئل  أبو زرعة عن حديث رواه الفضل بن موسى السِّيْنَاني [1]، عن ابن جريج، عن عطاء عن عبدالله بن السائب، قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، فلما قضى الصلاة قال:(إنا نخطب فمن أحب  أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحبَّ فليرجع).

قال أبو زرعة: الصحيح ما حدثنا به إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عطاء، أن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل.

رجال الإسناد:

• الفضل بن موسى السيناني، بمهملة مكسورة ونونين، أبو عبدالله المروزي (ت 192).

روى عن ابن جريج، والثوري، والأعمش، ومعمر، وأبي حنيفة، وغيرهم.

روى عنه إسحاق بن راهويه، وبشر بن الحكم، والحسين بن الضحاك، وغيرهم.

وثقه ابن معين، والبخاري، وابن سعد، ووكيع، وابن المبارك. وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال  أبو نعيم: هو أثبت من ابن المبارك.

وقال عبدالله بن علي بن المديني: سألت أبي عن حديث الفضل بن موسى، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن الزبير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهر سيفه فدمه هدر )؟. قال: منكر الحديث.

وقال الذهبي: ما علمت فيه ليناً إلا ما روى عبدالله بن علي بن المديني، سمعت أبي وسئل عن أبي تميلة، والسيناني، فقدم  أبا تميلة، وقال: روى الفضل أحاديث مناكير.

قال الحافظ ابن حجر: ثقة ثبت، وربما أغرب.

انظر تهذيب الكمال 23/254، الميزان 3/360، التهذيب 8/287، التقريب (5419).

• ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز: ثقة يدلس ويرسل، تقدم في المسألة رقم 504.

• عطاء بن أبي رباح: ثقة، كثير الإرسال، تقدمت ترجمته في المسالة رقم 504.

• عبدالله بن السائب بن أبي السائب المخزومي، المكي (مات سنة بضع وستين). له ولأبيه صحبة، وكان قارئ أهل مكة، وعنه أخذ مجاهد. انظر الاستيعاب 6/213، الإصابة 6/95، أسد الغابة 3/170.

• إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي، أبو إسحاق الفراء الرازي (ت بعد 120). روى عن عبد الرزاق، والفضل بن موسى، وهشام بن يوسف، وغيرهم. روى عنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم.ثقة ثبت حافظ. قال الخليلي: من الجهابذة الحفاظ الكبار العلماء الذين كانوا بالري، ويقرنون بأحمد ويحيى وأقرانهما. وقال أبو زرعة: هو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة. انظر تهذيب الكمال 2/219، التهذيب 1/171، التقريب (259).

• هشام بن يوسف الصنعاني، أبو عبدالرحمن القاضي (ت 197هـ). روى عن ابن جريج، والثوري، ومعمر بن راشد، ووهب بن عمر، وغيرهم. روى عنه إبراهيم بن موسى، وابن المديني، والشافعي، وابن معين، وغيرهم. ثقة متقن متفق على توثيقه. قال ابن معين: هشام بن يوسف أثبت من عبد الرزاق في حديث ابن جريج، وكان أقرأ لكتب ابن جريج من عبد الرزاق، وكان أعلم بحديث سفيان من عبد الرزاق، وهو ثقة. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة وسألته عن هشام بن يوسف، ومحمد بن ثور، وعبد الرزاق؟ فقال: كان هشام أصحهم كتاباً من اليمانيين.قال: وقال أبو زرعة مرة أخرى: كان هشام  أكبرهم وأخطَّّهم، وأتقن. انظر تهذيب الكمال 30/265، التهذيب 11/58، التقريب (7309).

تخريج الحديث:

روى ابن جريج هذا الحديث، واختلف عليه:

1- فرواه الفضل بن موسى، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبدالله بن السائب.

2- ورواه أكثر من ثقة، عن ابن جريج، عن عطاء، مرسلاً.

3- ورواه الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس.

الوجه الأول:

أخرجه أبو داود 1/683، كتاب الصلاة، باب الجلوس للخطبة، رقم 1155- ومن طريقه الدار قطني 2/50، رقم 30 -، ورواه الضياء المقدسي في المختارة 9/389، رقم 360، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 9/359، رقم 3740، والمحاملي في صلاة العيدين (ق 137/أ)، والقاضي عبدالله بن يوسف الجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين (ق 59/ب). من طريق محمد بن الصباح.

والنسائي 3/185، كتاب صلاة العيدين، باب التخيير بين الجلوس في الخطبة للعيدين، رقم 1571، عن محمد بن يحيى بن أيوب.

وابن ماجه 1/410، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في انتظار الخطبة بعد الصلاة، رقم 1290، والفريابي في أحكام العيدين (64)، رقم 10. عن هدية بن عبد الوهاب.

وابن ماجه 1/410، الموضع السابق، عن عمرو بن رافع.

وابن خزيمة 2/358، رقم 1462، من طريق نعيم بن حماد.

والحاكم 1/295، من طريق يوسف بن عيسى.

والضياء المقدسي في المختارة 9/389، رقم 359، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 2/32، رقم 706، والجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين (ق 59/أ)، من طريق زكريا بن يحيى.

والضياء المقدسي في المختارة 9/388، رقم 358، والقاضي الجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين (ق59/أ)، من طريق إبراهيم بن عبدالله الهروي والضياء المقدسي في المختارة 9/389، رقم 360، والبيهقي 3/301، والدوري في تاريخ ابن معين 2/475، 3/15، والمحاملي في صلاة العيدين (ق 137/أ) والكتاني في مسلسل العيدين (ص 32) رقم 11- ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 11/255-، ورواه القاضي الجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين (ق59/أ).

كلهم من طريق سعيد بن سليمان (سعدويه).

والبيهقي في الكبرى 3/301، والقاضي الجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين  (ق 95/ب)، من طريق سعيد بن حماد.

وابن الجارود في المنتقى (101)، رقم 264، عن محمود بن آدم.

وابن حزم في المحلى 5/86، من طريق عبدالله بن أحمد الكرماني.

و المحاملي في  صلاة العيدين (ق 137/أ) من طريق يحيى بن عبد الحميد.

والقاضي الجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين (ق59/أ)، من طريق محمد بن حميد الرازي.

وتابعهم محمود بن آدم، كما في الجواهر المكللة للسخاوي (ق 42/أ).

كل هؤلاء عن الفضل بن موسى السيناني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبدالله بن السائب، نحوه، مرفوعاً.

الوجه الثاني:

أخرجه المصنف في هذه المسألة، من طريق هشام بن يوسف.

والبيهقي 3/301، والجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين (ق 59/أ)، والمحاملي في صلاة العيدين (ق 137/ب)، من طريق سفيان الثوري.

و عبد الرزاق في المصنف 3/290، رقم 5670.

ثلاثتهم عن ابن جريج، عن عطاء، مرسلاً.

الوجه الثالث:

أخرجه الخطيب البغدادي في مسلسل العيدين (ص52) رقم 32، 31، - وعنه الكتاني في مسلسل العيدين (ص 29) رقم8، 7-، ورواه أبو طاهر السلفي في الأحاديث العيدية المسلسلة (ق 135/أ) - ومن طريقه السخاوي في الجواهر المكللة (ق 42/أ) -، ورواه الديلمي - كما في جياد المسلسلات للسيوطي (ق 9/أ). من طريق أبي الحسن أحمد بن عمران الأشناني.

والخطيب البغدادي في مسلسل العيدين (ص53) رقم 34، 33- ومن طريقه الكتاني في مسلسل العيدين (ص30) رقم9، وأبو طاهر السلفي في الأحاديث العيدية المسلسلة (ق139/ب، 140/ب) ورواه أبو طاهر السلفي من طريق أخرى (ق134/ب) من طريق أبي القاسم عبدالرحمن بن الحسن بن عبيد.

والخطيب في مسلسل العيدين (ص 54) رقم 35- وعنه الكتاني في مسلسل العيدين (ص27) رقم 5-، ورواه ابن الجوزي في المسلسلات (ق 18/ب)، والقاضي الجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين (ق 57/ب)، وثابت بن مشرف في مسلسل العيدين (ق 175/ب)، والنسفي في القند في ذكر علماء سمر قند (ص 429)، رقم 168، وابن عساكر في تاريخ دمشق 5/440، وأبو طاهر السلفي في الأحاديث العيدية المسلسلة (ق 134/أ، 136/أ، 137/ب)، وفي المشيخة البغدادية (ق90/ب) - ومن طريقه السخاوي في الجواهر المكللة (ق42/أ)، وابن عقيلة في الفوائد الجليلة (ق100/ب)، والسيوطي في جياد المسلسلات (ق8/ب، 9/أ) (ومن طريق السيوطي محمد بن الطيب الفاسي في إرسال الأسانيد (ق31/أ، ب)، وفي عيون الموارد السلسة (ق77/ب)، وولي الله الدهلوي في الفضل المبين (ص 133)، رقم 91، ومحمد بن عبد الباقي في المناهل المسلسلة (ص 12/14)) -.

كلهم من طريق علي بن داهر الوراق.

والكتاني في مسلسل العيدين (ص 23)، رقم 3- ومن طريقه أبو طاهر السلفي في الأحاديث العيدية المسلسلة (ق139/أ)، وابن العديم في بغية الطلب 3/1058، وأبو القاسم الشحامي في مسلسل العيد - كما في ملء العيبة -، ومن طريق الشحامي ابن رشيد الفهري في ملء العيبة (ص158) [2] -، من طريق أبي جعفر القصير.

وابن الجوزي في المسلسلات (ق 18/ب)، الكتاني في مسلسل العيدين (ص 24)، رقم 4، والشحامي في تحفة عيد الفطر (ق 198/أ)، وأبو طاهر السلفي في الأحاديث العيدية المسلسلة (ق134/أ، 135/ب)، والقاضي الجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين (ق58/). من طريق أبي سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي.

والكتاني في مسلسل العيدين (ص 31)، رقم 10، وابن عساكر في تاريخ دمشق 5/441 وابن رشيد الفهري في ملء العيبة (ص 161)، وابن أبي الفوارس في الخامس من حديث أبي الحسن الحمامي (ق 152/أ، ب)، وأبو طاهر السلفي في الأحاديث العيدية المسلسلة (137/أ)، وفي المشيخة البغدادية (ق 79/ب، 80/أ) - ومن طريقه السخاوي في الجواهر المكللة (ق 42/أ) -. من طريق أبي الحسن علي بن أحمد القرشي القزويني.

كلهم عن أبي عبيد الله أحمد بن محمد الفراسي البصري ابن أخت سليمان بن حرب، قال: حدثنا بشر بن عبد الوهاب الكوفي، في يوم عيد فطر أو أضحى، بين الصلاة والخطبة.

قال: حدثني وكيع بن الجراح، في يوم عيد فطر أو أضحى، بين الصلاة والخطبة، حدثنا سفيان الثوري في يوم فطر أو أضحى - وساقه مسلسلاً - عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، مرفوعاً.

وقال القاضي الجرجاني: لم نكتبه مسلسلاً موصولاً  إلا من حديث بشر بن عبد الوهاب هذا عن وكيع، تفرد به عنه أبو عبدالله البصري هذا فيما أعلم. والصحيح رواية الجماعة عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء، قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نحوه.

وقال الذهبي في الميزان 1/320: بشر بن عبد الوهاب الأموي، عن كيع بمسلسل العيد، كأنه هو وضعه، والمنفرد به عنه هو أبو عبيدالله أحمد بن محمد بن فراس بن الهيثم الفراسي البصري الخطيب، ابن أخت سليمان بن حرب.

ونقله عنه ابن حجر في لسان الميزان 2/25.

النظر في المسألة:

مما يقدم يتضح انه اختلف على ابن جريج في هذا الحديث:

1- فرواه الفضل بن موسى، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبدالله بن السائب.

2- ورواه هشام بن يوسف، والثوري، وعبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء، مرسلاً.

3- ورواه الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس.

والوجه الثاني أرجح هذه الأوجه؛ حيث رواه ثلاثة من الثقات كذلك، وفيهم من هو من أثبت الناس في ابن جريج، كما تقدم.

في حين لم أقف على من تابع الفضل على الوجه الأول، وهو ثقة، فروايته شاذة.

أما الوجه الثالث فلا يثبت عن الثوري؛ فقد تفرد به بشر بن عبد الوهاب الكوفي، وهو متهم بالوضع، كما تقدم.

ومنه يتضح صحة ما ذهب إليه أبو زرعة من ترجيحه للوجه الثاني.

وقد وافقه على هذا جمع من الأئمة:

قال أبو داود: هذا مرسل، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال النسائي - كما في تحفة الأشراف 4/347-: هذا خطأ، والصواب مرسل.

وقال ابن خزيمة: هذا حديث خراساني غريب غريب، لا نعلم أحداً رواه غير الفضل بن موسى السيناني.

وقال ابن معين (تاريخ الدوري2/475): هذا خطأ؛ إنما هو عن عطاء فقط، وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى السيناني، يقول: عن عبد الله بن السائب.

وقال القاضي الجرجاني (ق 59/ب): والفضل بن موسى ثقة غير أنه غلط في إسناده،

فيما زعم الإمام أبو زكريا يحيى بن معين، وغيره.

إلا أن ابن التركماني خالف من تقدموا وصحح رواية الفضل:

قال ابن التركماني في الجوهر النقي 3/301: الفضل بن موسى ثقة جليل، روى له الجماعة، وقال أبو نعيم: هو أثبت من ابن المبارك، وقد ذكر ابن السائب، فوجب أن تقبل زيادته، والرواية المرسلة في سندها قبيصة، عن سفيان، وقبيصة وإن كان ثقة إلا أن ابن معين وابن حنبل وغيرهما ضعفوا روايته عن سفيان، وعلى تقدير صحة هذه الرواية لا تعلل بها رواية الفضل؛ لأنه زاد الإسناد وهو ثقة.

وتابعه الألباني في الإرواء 3/97، فقال بعد إيراده لقوله: وهذا كلام متين ونقد مبين.

قلت: وفي هذا الكلام نظر؛ لأن ابن التركماني قد بنى كلامه على أنه لم يرد إلا من رواية قبيصة عن سفيان، عن ابن جريج، وقبيصة متكلم في سماعه من سفيان، وهذا غير صحيح كما تقدم في التخريج، حيث أن قبيصة قد توبع، تابعه الفضل بن دكين، ثم إن سفيان أيضاً لم ينفرد به عن ابن جريج فقد تابعه أيضاً هشام بن يوسف، وعبد الرزاق، فثبت بهذا خطأ ما ذهب إليه.

والخلاصة أنه لا يثبت هذا الحديث إلا من رواية ابن جريج، عن عطاء مرسلاً.

والحديث إسناده صحيح مرسلاً؛ وإن كان فيه ابن جريج لكنه صرح بالتحديث عند عبد الرزاق، والله أعلم.

وللحديث شاهد، ولكنه ضعيف:

فقد أخرجه الكتاني في مسلسل العيدين (ص21، 22) رقم 1، 2، - ومن طريقه أبو طاهر السلفي في الأحاديث العيدية المسلسلة (ق 138/ب) - ورواه القاضي الجرجاني في علة الحديث المسلسل في يوم العيدين (ق 57/أ)، والشحامي في تحفة عيد الفطر (ق 199/أ) والذهبي في ميزان الاعتدال 3/680.

كلهم من طريق محمد بن عيسى العلاف قال في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة: حدثنا محمد بن غالب في يوم عيد فطر أو أضحى...- وساقه مسلسلاً - عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن محمد جحادة، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة: (كلكم قد أصاب خيراً فمن أراد أن يسمع الخطبة، ومن أراد أن ينصرف فلينصرف).

وقال الجرجاني: هذا حديث غريب عجيب من حديث أبي بكر محمد بن جحادة الأزدي عن أبي زرارة مصعب بن سعد، عن أبيه أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي مرفوعاً، ولا يعرف حفاظ خراسان حديث سعد، والمحفوظ بين أهل النقد حديث ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، الذي روى عنه سفيان الثوري، واختلفوا فيه، فبعضهم رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم وقفه على عطاء، تفرد برفعه وكيع بن الجراح، وتفرد عنه بشر بن عبد الوهاب الكوفي.

وقال الذهبي في ترجمة العلاف: حديث منكر... وهذا إسناد لا يحتمل هذا الباطل.

وروي من طريق آخر عن  سعد موقوفاً:

أخرجه المحاملي في صلاة العيدين (ق 137/ب) من طريقين عن أبي عوانة، عن هلال ابن خباب، قال: حدثتني أمي أنها شهدت سعد بن أبي وقاص في العيد بالكوفة صلى ثم خطب فقال:(من أحب أن يشهد الخطبة معنا فليشهدها، ومن أحب أن ينصرف فلينصرف).

قلت: إسناده ضعيف؛ فيه خباب قال عنه ابن حبان في المجروحين 3/87: كان ممن اختلط في آخر عن عمره فكان يحدث بالشيء على التوهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

وقال ابن حجر: صدوق تغير بأخرة (التقريب 7334). وفيه أيضاً أم هلال هذه لم أقف عليها، ولم أجد من ذكرها، فهي مجهولة، والله أعلم.

وخلاصة ما تقدم أن الحديث لم يثبت إلا من رواية ابن جريج، عن عطاء مرسلاً، وتقدم أنه صحيح مرسلاً، ولم يثبت مرفوعاً، والله أعلم.