• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا الأسرة
علامة باركود

حق الزوجة

الشيخ أحمد الزومان

المصدر: أُلقيت بتاريخ: 20/3/1426هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/12/2008 ميلادي - 26/12/1429 هجري

الزيارات: 64158

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحْده لا شريك له، وأنَّ محمَّدًا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].

أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْر الهدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ.

إتمامًا للخطبة الماضية فيما يتعلق بحقوق الزوجين، حيث يأمر الله - عز وجل - الرجال بقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

فمن حقوق المرأة على زوجها: أن تُعاشَر بالمعروف، فيجب على الزَّوج أن يُحسن صحبَتَها ومُخالطتها، ومن ذلك طِيب القول لها، وحُسْن الفعل والهيئة معها بحسب القدرة، كما يحب ذلك للزوج عليْها، فافعلْ أنت بِها مثله؛ كما قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228].

وكان من أخلاق النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع أهلِه: أنَّه جميل العِشْرة، دائمُ البِشْر، يداعب أهله، ويتلطَّف بِهم، ويوسعهم نفقةً، ويضاحك نساءَه، حتَّى إنَّه كان يسابق عائشةَ أمَّ المؤمنين - رضي الله عنْها - يتودَّد إليْها بذلك، ومن حسن المعاشرة: الدعاء للزَّوجة، والثناء عليها إذا رأيتَ منها ما هو حسن، ففي حُسْن المعاشرة هناء العيش، وهدوء النَّفس.

ومن حقوقها: النَّفقة والكِسْوة والسُّكنى؛ {وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 233]، ولم يرِدْ في الشَّرع تقديرُها؛ لاختِلاف ذلك باختِلاف الزمان والمكان، فردَّ الأزواج فيها إلى عرف النَّاس، من غير إسراف ولا تقْتير، لا يكلف الرَّجل منها إلا ما يدخل تحت وسعه وطاقته، لا ما يشقُّ عليه ويعجِز عنه؛ وفي حديث جابر، في صحيح مسلم قوله - صلى الله عليه وسلَّم - في خطبة حجَّة الوداع: ((اتَّقوا الله في النِّساء؛ فإنَّكم أخذتُموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجَهن بكلمة الله، ولهنَّ عليْكم رزقهن وكِسْوتُهن بالمعروف)).

وعن معاوية بن حيدة: أنَّ رجُلا سأل النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ما حقُّ المرأة على الزَّوج؟ قال: ((أن يُطْعِمها إذا طعم، وأن يَكْسُوَهَا إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبِّحْ، ولا يهجرْ إلا في البيت))؛ رواه أبو داود وغيره بإسناد حسن.

وإذا قصَّر الزَّوج في النفقة والكِسوة الواجبة، أباح الشَّارع للزَّوجة الأخْذ من مالِه بقدر الحاجة بغير علمه ورضاه، فهو حقٌّ أثْبته الشَّارع لها ولأولادِها؛ فرِضا الشَّارع وإذنُه مقدَّم على رضا الزَّوج؛ فعن عائشة قالت: دخلتْ هند بنت عتبة، امرأة أبي سفيان على رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم – فقالت: يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان رجلٌ شحيح، لا يُعْطِيني من النَّفقة ما يَكفيني ويكفي بنيَّ؛ إلا ما أخذت من مالِه بغير عِلْمِه، فهل عليَّ في ذلك من جناح؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((خذي من ماله بالمعروف ما يَكفيك ويكفي بَنِيك))؛ رواه البخاري ومسلم.

فأفتاها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِجواز أخْذِ كفايتِها، بالقدْر الذي عُرِف بالعادة أنَّه الكفاية، وهذا الحكم يَجري في كل امرأة أشبهتْها.

ومن حقوقها: طلب الولَد، فمن مقاصد النكاح طلب الذرِّيَّة؛ فهو حق مشترك للزوجين، فلا يحلُّ للرَّجُل أن يَحول بيْنها وبين الحمل من غيْر عُذْر إلا برضاها، لا سيَّما إذا كان للرَّجُل أولاد من غيرها، وكذلك يَحرم عليْها التسبُّب بِمنع الحمْل بغيْر رضا الزَّوج.

ومن حقوقِها: الوفاء بما اشترطتْه على زوجِها؛ فعن عقبةَ بن عامر - رضي الله عنْه – قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أحقُّ الشُّروط أن تُوفوا به: ما استحللْتم به الفروج))؛ رواه البخاري ومسلم.

فالشَّرط الصَّحيح الذي لا يُخالف مقتضى العقْد يَجب الوفاء به، فبعْضُ النِّساء حين العقْد يَشترطْنَ على أزواجهنَّ شروطًا؛ كإكْمال الدراسة، أو الاستِمْرار في العمل ونَحوه، فيُوافق الزَّوج حين العقْد، وما يلبث حتَّى يبدأ في مساومة المرأة على ما اشترطتْه عليْه، ويلح عليْها بالتخلِّي عمَّا اشترطتْه، وربَّما ماطل وسوَّف، أو هدَّدها بالطَّلاق، أو التزوُّج بأُخْرى أو غير ذلك، فيجْعلها تَختار أحلى الأمَرّين، فمَن هذه أفعالُه، فليتَّق الله في نفسه وفي زوجه، وليَفِ بما شرطه على نفسه، وليعلم أنَّه بإخلافه وعدَه تلبَّس بصفة من صفات المنافقين العمليَّة، وهي إخْلاف الوعْد، وللمرْأة الحقُّ في فسْخ النِّكاح من غير أن تردَّ له من المهْر شيئًا.

إخواني:
على مَن يتعامل مع النِّساء أن ينتبه لأمرين:
الأوَّل: ترْويض النَّفس على أنَّ الكمال في النِّساء عزيز، فمهما بلغت المرأة من علم ودين وخلُق، فإنَّها تبقى محكومةً بعوامل لها أثر على تصرُّفاتها وأحكامها، فلا تنتظِر من المرأة التَّناهي في جَميع الفضائل، وخصال البرِّ والتَّقوى، ورجاحة العقْل، ومخالفة هوى النفس لمصلحتِها ومصلحة أوْلادها؛ فعن أبي موسى الأشْعري - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((كَمَل من الرجال كثير، ولم يكمُل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون))؛ رواه البخاري ومسلم.

فعلى الزَّوج ألا يُبالِغ في العمل على تقْويم بعض العيوب التي في زوجته، وليغضَّ الطرف عنها؛ فهذا من المروءة، وبكثْرة النَّقد والتعنيف يَحصل النِّزاع والشقاق، الذي ربَّما حدا بالزَّوج إلى الطلاق؛ فعَن أبي هُرَيْرَةَ - رَضي الله عنْه – قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلَّى الله علَيْهِ وسلَّم -: ((اسْتَوْصوا بالنِّسَاءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لمْ يَزَلْ أعْوَجَ؛ فاسْتَوْصُوا بِالنِّساءِ))؛ رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: ((إنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فإن اسْتَمْتَعْتَ بهَا، اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وبِهَا عِوَجٌ، وإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا، وكَسْرُهَا طَلاقُها)).

فمع بيان النبيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - لحال المرأة، فهو يوصي بِها، فالوصيَّة بِها آكدُ لضعْفِها وحاجتِها إلى مَن يقوم بأمْرِها.

الأمر الثاني: النظر إلى الجوانب الحسنة في المرأة، فهي لا تخلو من جوانب حسنة في دينها أو عملها، في بيتها أو لسانها، أو جسدها أو غير ذلك؛ فعَنْ أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا، رَضِيَ مِنْها آخَرَ))؛ رواه مسلم.

والفَرْك: البُغْض والكراهة، فنَهى النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الرجُل عن بغض امرأتِه بسبب أمرٍ فيها لا يحبه ولا يرتضيه، فإن وجد فيها خلُقًا يكرهه، وجد فيها أمورًا حسنة، فعلى الرَّجُل أن يُقارن بين حسنات المرأة وسيِّئاتِها حين الحكم عليْها، واتِّخاذ موقفٍ منها.


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وأصحابِه أجمعين، وبعد:

اعتنى الشَّرع بِعلاج ما يقع بيْن الزَّوجين من خِلاف، وتدرَّج في علاجِه داخل مُحيط الزَّوجيَّة مُحاطًا بالسِّرِّيَّة، وعدم تدخُّل الآخرين في هذا النزاع، إلا بعد استفحال الأمر، وإخْفاق الزوج في احتواء المشكلة؛ قال – تعالى -: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34].

فالمرأة الناشز المترفِّعة على زوْجِها، المستعلية عليه، التي تعصيه فيما افترض الله عليْها من طاعته، شرع الله - عزَّ وجلَّ - أوَّلاً موعظَتَها وتخويفها بالله، وبيان مغبَّة هذا النُّشوز، وأثره على بيْتِ الزَّوجيَّة وتشتُّته، لا سيما إذا كان هناك أولاد، فإمَّا أن يعيشوا مع فقْد أحد الأبويْن وهو حيٌّ، وهذا أشد عليهم من موته، أو يعيشون في بيتٍ تعْصِف به المشاكل والخلافات؛ مِمَّا يؤدِّي إلى نفْرتِهم من هذا البيْت وانزعاجهم منه.

ولكنَّ العظة قد لا تنفع؛ لغلبة الهوى، أو عدم تقْدير المسؤوليَّة، أو قلَّة بُعْد النَّظر، فشرع ثانيًا الهجر في المضاجع، مِنْ ترك المضاجعة في الفِراش والكلام والجماع، فإذا لم يفلح هذا الإجْراء، شرع الضَّرب للتأدِيب، لا للتَّعذيب والانتِقام والتشفِّي، فهو ضربٌ يسيرٌ، الهدف منه تقويم الاعْوِجاج، كضرْب الأب ولدَه، والمعلِّم تلاميذه، شرع ذلك من خلق الإنسان وهو أعْلم بنفسِه وما يُصْلِحها؛ {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]، وإذا لم يُجْدِ ذلك، يخرج الأمرُ من مُحيط البيْت إلى محيط أهْل الزَّوج وأهْل الزَّوجة لمعالجة الأمر.

فإذا أدَّت المرأة ما تستطيع، فيَحْرُم التعرُّض لها بضرْبٍ أو سبٍّ، أو غير ذلك من صنوف الإذْلال والإهانة؛ {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} [النساء: 34]، ويعظم الأمر إذا كان ذلك بِحضرة أحدٍ من ولدٍ أو غيرِه، قريبٍ أو بعيدٍ، ففيه إذْلال للزَّوجة، وامتهان لكرامتها.

فالشَّارع أباح ضرْبَ الزَّوجة ضربًا غير مبرح، في نطاق محدود، أمَّا أن يتحوَّل الرَّجُل إلى جلاَّد؛ بحجة أنَّ الشَّارع أباح ذلك، فإذا تأخَّر الطَّعام أو الشَّراب، أو لم يعْجِبْه، أو لم تُبادر الزَّوجة في قضاء حاجته، أو لم يَرَ بيتَه على ما يُحبُّ من ترتيب وتنظيم، أو غير ذلك، ولو كانت المرأة معذورة - صبَّ جامَ غضبِه عليْها وأسْمعها ما لا تُحبُّ من القوْل، وربَّما استطال بيَدِه عليْها، فهذا مفهوم خاطئٌ، فالذي أذِن في الضَّرب عدَّ هذا عيْبًا، تردُّ به المرأةُ الخاطبَ، فحين استشارت فاطمةُ بنت قيْس النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حينما خطبها أبو جهْم، قال النبيُّ - صلى الله عليْه وسلَّم -: ((أمَّا أبو جهْم، فلا يضعُ عصاه عن عاتِقِه))، فجعل ضرْبَ الرَّجُل لامرأته عيبًا في الخاطِب يُرَدُّ به، ويُرْغب عن نكاحه، ثم قال: ((انكحي أسامة))؛ رواه مسلم.

ومع ذلك، تَجد بعْضَ مَن هذه حالُه حسنَ المعاشرة مع مَن يُخالطُهم في السوق والعمل، يبشُّ في وجوهِهِم، يُقابلهم بالابتِسامة، يتحمَّل أذاهُم، يعفو عن أخطائِهم، يقبل اعتِذارَهم، أليس الأهلُ أوْلى بذلك من غيرِهم؟! لا سيَّما وقد صحَّ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((خيرُكم خيركُم لأهلِه، وأنا خيركم لأهْلي)).

وهُنا وقفةٌ أخيرة معَ مَن هذه حالُه مع أهله، سواءٌ بطول اليد أو بذاءة اللسان، أقول له: ما رأيُك لو بلغك أنَّ زوْج ابنتِك، أو زوْج أُخْتِك يذلُّهما بالضَّرب، أو سلاطة اللسان ويُهِينُهما؟ ستقول: لو بلغني ذلك، لتكدَّر صفْو حياتي، واستشطت غضبًا.

إذاً؛ كيف ترضى ذلك لأُخْتِك المسلمة، ولا ترضاه لبِنْتِك وأُختك من النَّسب؟! ألم يقل النبيُّ - صلى الله عليه وسلَّم -: ((لا يؤمِنُ أحدُكُم حتَّى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه))، فبادِر في تصحيح الخطأ، واستدراك ما فات.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • للزوجين: الاعتذار يحطم الأسوار
  • زوجك ليس أنت
  • زوجي بخيل ماذا أفعل؟
  • الدكتورة حنان زين استشارية السعادة الزوجية: خطوات عملية لحياة زوجية سعيدة
  • أسس اختيار الزوجة
  • الصور التي ينقض فيها الحاكم النكاح بين الزوجين
  • التعدد وجهة نظر أخرى (1)
  • أسرار الزوجة السعيدة
  • أزمة الصمت في الحياة الزوجية كيف تتجاوزينها..؟
  • المرأة العاملة، والزوج العاطل من العمل
  • ضرب الزوجات .. أما لهذا الليل من آخر؟
  • الإجازة الزوجية..أسلوب جديد لإنعاش الحياة الزوجية
  • راتب الزوجة نعم للمشاركة ولا للمصادرة
  • النكد الزوجي الباب الذي يأتيك منه الريح
  • الحب والحنان في الحياة الزوجية
  • إعداد الزوجة الناجحة فن.. هل نتقنه؟!
  • فصول في الحياة الزوجية
  • هل لإبليس زوجة؟!
  • أُمُّ زَرْع.. والزوجةُ الوفية في تراثنا الإسلامي
  • الحبُّ والاحترام.. في رباط الزوجية..! (استطلاع رأي)
  • هل من حق الزوج التعرف على ماضي زوجته؟
  • زُبيْدة بنت جعفر بن المنصور زوج الرَّشيد
  • تعدد الزوجات.. وجهة نظر أخرى (2)
  • من أسرار النجاح في حياة الزوجين
  • مكانة الزوج
  • الحوار بين الزوجين تفاهم أم تفاصل!
  • وللزوجات هموم وآهات..
  • الزوجة الحزينة!
  • زوجان (قصة قصيرة)
  • هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته
  • للزوج أيضًا عادة
  • باكستان تمنح الزوجة حق طلاق نفسها
  • حق الزوج
  • كيف الحصول عليه؟
  • عزيزتي الزوجة الأولى...
  • فاظفر بذات الدين
  • رسالة لطيفة للمتزوجين
  • أحكام العشرة بين الزوجين
  • حوار جميل مع متزوج
  • الزوج والرومانسية
  • ليحذر الأزواج من هجر الزوجات بأخطائهم الفادحة
  • الحقوق الزوجية
  • حقوق الزوجة على زوجها
  • هلا أنصت لوجعي!!
  • صارت جحيما من الشهر الأول
  • لست من هدم الخلافة!!
  • مسؤولية الزوج في مرحلة الحمل
  • الحقوق المشتركة بين الزوجين (1)
  • الزوجة الحبيبة
  • الزوج الأديب
  • حق الزوج على الزوجة
  • خطبة: الزوجة الصالحة
  • عظمة حق الزوج على زوجته

مختارات من الشبكة

  • رؤوس أقلام في معاملة الزوجات (2)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الإسلام لا يظلم الزوجة ولا يحابي الزوج(مقالة - ملفات خاصة)
  • فقه أولويات الزوجة: أم سليم أفضل ما تكون الزوجة لزوجها(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • مساعدة الزوج لزوجته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الزوج العاطل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التخبيب بين الزوجين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في الجنة إن كان أصلح منها في الدنيا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حق الزوجة وحق الزوج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أدب التعامل بين الزوجة ووالد الزوج(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الزوج الاتكالي.. صداع في رأس الزوجة!(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- شكرا
عبد الله - جمهورية مصر العربية 11-04-2009 04:26 PM

للزوجة على زوجها حقوق مالية وهي : المهر ، والنفقة ، والسكنى .

وحقوق غير مالية : كالعدل في القسم بين الزوجات ، والمعاشرة بالمعروف ، وعدم الإضرار بالزوجة .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب