• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

تحقيق منظومة الكبائر للحجاوي ( 895 : 968م ) (2/ 3)

تحقيق منظومة الكبائر للحجاوي (895: 968م) (2 / 3)
محمد زياد التكلة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/9/2012 ميلادي - 4/11/1433 هجري

الزيارات: 11360

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق منظومة الْكَبَائِرِ للإمام الفقيه

أبي النَّجَا مُوْسَى بْنِ أَحْمَدٍ الحَجَّاوِيِّ الحَنْبَلِيِّ -رحمه الله تعالى-

( 895: 968م )

مع تعليقات لسماحة الشيخ: عبد الله بن عبد العزيز العَقيل

(2/ 3)

 

1-

بِحَمْدِكَ ذِيْ الإكْرامِ ما دُمْتُ أَبْتَدِي
كَثيراً كَما تَرْضَى بِغَيْرِ تَحَدُّدِ

 

جمع الناظم - رحمه الله - في الابتداء بين البسملة والحمدلة، تبركاً بهما، واستئناساً بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في مكاتباته إلى الملوك وغيرهم، وامتثالاً لحديثٍ يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو: "كل أمر ذي بالٍ لا يُبدأُ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر"، وفي رواية: "لا يبدأ فيه بالحمد لله"، وله ألفاظ أخرى، وإن كان هذا الحديث ضعيفا عند المحققين من أهل الحديث، والمحفوظُ فيه الإرْسالُ[1].

 

فائدة:

قال الإمام أبوجعفر ابن النحّاس (ت338) -رحمه الله تعالى- في عُمدة الكُتّاب (ص64): اختلف العلماء في كَتْبِ بسم الله الرحمن الرحيم أَمام الشِّعر، وكَرِهَ ذلك سعيدُ بن المُسَيِّب والزُّهْري، وأجازه النَّخَعي، وكذا يُروى عن ابن عباس، قال: اكْتُبْ بسم الله الرحمن الرحيم في الشِّعْر وفي غيره، ورأيتُ علي بن سليمان يميل إلى هذا، وقال: ينبغي أن يُكتب أمام الشِّعر بسم الله الرحمن الرحيم، لأنه يجيء بعدها: "قال فلان"؛ وما أشبهه. ا.هـ

 

والحَمْدُ: هو الثناء على الجميل.

بغير تحدد: لا منتهى ولا عدد له.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص108-110).

 

2-

وَصَلِّ عَلَى خَيْرِ الأَنامِ وَآلِهِ
وَأَصْحابِهِ مِنْ كُلِّ هادٍ وَمُهْتَدِي

 

هادٍ: المُرشِد والداعي إلى الحق والهُدى.

مُهتدي: تابع للهُدى.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص110-111).


3-

وَكُنْ عالِماً أَنَّ الذُّنُوبَ جَمِيعَها
بِكُبْرَى وَصُغْرَى قُسِّمَتْ في المُجَوَّدِ

 

فيه بيان أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر على القول المُجَوَّد، أي الصحيح والمختار عند أهل العلم.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص111-112).

 

4-

فَما فيهِ حَدٌّ في الدُّنا أَوْ تَوَعُّدٌ
بِأُخْرَى فَسِمْ كُبْرَى عَلَى نَصِّ أَحْمَدِ

 

5-

وَزادَ حَفيدُ المَجْدِ أَوْ جَا وَعِيدُهُ
بِنَفيٍ لإيمانٍ وَلَعْنٍ مُبَعِّدِِ

 

تعريف الكبيرة عند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: أنه الذنب الذي عقوبته حَدٌّ في الدنيا، أو وعيدٌ في الآخرة.

 

(فَسِمْ كُبْرَى): أي اجعل تسمية هذه الذنوب كبائر.

(فما فيه حَدٌ): أي عقوبةٌ في الدنيا بجَلْدٍ أو قَطْعٍ ونحوهما.

(تَوَعُّدٌ بِأُخْرَى): أي بعذاب جهنم في الآخرة.

 

(حفيد المجد): هو شيخ الإسلام تقي الدين أبوالعباس أحمد بن شهاب الدين عبد الحليم بن مجد الدين عبد السلام بن تيميَّة الحَرّاني الدمشقي (ت728)، وقد زاد على الاثنتين عند أحمد بما جاء الزجر فيه بنفي الإيمان، أو التهديد باللعن، وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص112-134)

 

ومن فوائد شرح السفاريني هنا توسعه في سيرة ومناقب الإمام أحمد بن حنبل، وكذا سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية، رحم الله الجميع.

 

6-

كَشِرْكٍ وَقَتْلِ النَّفْسِ إلا بِحَقِّها
وَأَكْلِ الرِّبا وَالسِّحْرِ مَعْ قَذْفِ نُهَّدِ

 

بدأ الناظم بسرد الكبائر، وابتدأ بذكر السبع الموبقات الواردة في الحديث.

 

وقدَّم أكبرها: الشركَ الأكبر بالله، وهو صرف بعض أنواع العبادة لغير الله، كالذبح والنذر والاستغاثة والدعاء.

 

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ...﴾ [النساء: 48 - 116].

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

 

والكبيرة الثانية: القتل العَمْد وشبه العمد للنفس بغير حق، فخَرَجَ ما إذا كان القتلُ قِصاصاً، أو لرِدَّة، أو لزنا مُحْصَن، وغير ذلك.

 

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].

 

والثالثة: أكل الربا، ويأخذ حكمه المُوكل للربا، والشاهد عليه، والكاتب له، وقد فشا بين الناس في زماننا بغير اسمه، مثل: الفوائد أو العوائد المصرفية (البنكية).

 

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ... ﴾ الآية [البقرة: 278-279].

 

وعن جابر رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، ومُوكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: "هم سواء". رواه مسلم.

 

والرابعة: السحر تعلُّماً وتعليماً وعملاً.

 

قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ... ﴾  الآية [البقرة: 102].

 

والخامسة: (قذف نُهَّد) أي رمي واتهام النساء العفيفات البريئات بالفاحشة والفجور، ويشمل الحكم اتهام الرجال كذلك.

 

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23]

 

والدَّليل الإجمالي الجامع لما سبق: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السَّبْع الموبقات". قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المُحْصَنات الغافلات المؤمنات". رواه البخاري ومسلم.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص135-159)

 

7-

وَأَكْلِكَ أَمْوالَ اليَتامَى بِباطِلٍ
تَوَلِّيْكَ يَوْمَ الزَّحْفِ في حَرْبِ جُحَّدِ

 

الكبيرة السادسة: أكل مال اليتيم ظلما.

 

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10].

 

والسابعة: التولي والهروب عند الزحف وقتال الكفار، إلا ما استثني من المتحرف لقتال أو المتحيز إلى فئة يستنجد بها.

 

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الأنفال: 16].

 

وتقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه في السبع الموبقات.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص159-168)

 

8-

كَذاكَ الزِّنا ثُمَّ اللِّواطُ وَشُرْبُهُمْ
خُمُوراً وقَطْعٌ لِلطَّريقِ المُمَهَّدِ

 

الكبيرة الثامنة: الزنا.

 

قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن". متفق عليه.

 

والتاسعة: اللواط، وهو إتيان الذكور.

 

رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينظر الله عز وجل إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دُبُرها". رواه ابن أبي شيبة والترمذي والنسائي في الكبرى[2].

 

والعاشرة: شرب الخمر، ولا يتغير حُكْمُه بتغير أسمائه وأصنافه، ويَلحق اللعنُ كلَّ من ساهم في شربه، كما في الدليل الآتي.

 

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّ مسكر حرام، إن على الله عز وجلَّ عهداً لمن يشرب المسكر أن يَسقيه من طينة الخَبال". قالوا: يا رسول الله! وما طينة الخَبال؟ قال: "عَرَقُ أهل النار، أو عُصارةُ أهل النار". رواه مسلم.

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "لَعَن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له". رواه الترمذي (1295) -واللفظ له- وابن ماجه (3381) وغيرهما[3].

 

الحادية عشر: قطع الطريق والسبيل.

 

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 34].

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص169-192)

 

9-

وسِرْقَةُ مالِ الغَيْرِ أَوْ أَكْلُ مالِهِ
بِباطِلِ صُنْعِ القَوْلِ وَالفِعْلِ واليَدِ

 

الكبيرة الثانية عشر: السرقة.

 

والثالثة عشر: أكل المال الحرام، وهو أعم من السرقة.

 

قال شيخنا ابن عقيل: هنا ثنتان: أكل المال بسرقة، أو أكله بالباطل من غير السرقة؛ بجميع أشكاله.

 

أَكْلُ ماله: أطلق الأكل تغليبا، وإلا فجميع التصرفات التي يأخذ بها مال غيره محرمة أيضا.

بباطل صُنْعِ القول: مثل الدعوى الباطلة.

والفعل: كالغصب.

واليد: كأن يكون عنده مالُ شخصٍ ثم يجحده، أو استعار شيئا فلم يردّه.

 

الدَّليل: قال تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].

 

وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ... ﴾ [البقرة: 188].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله السارق يسرق البَيْضَةَ فتُقطع يده، ويسرق الحَبْل فتقطع يده".

 

قال الأعمش - أحد رواة الحديث - عقبه: كانوا يرون أنه بيضُ الحديد والحَبْل، كانوا يرون أنه منها ما يسوي دراهم. رواه البخاري ومسلم.

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الظُّلْمُ ظُلُماتٌ يوم القيامة". رواه البخاري ومسلم.

 

وعن عائشة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من ظلم قِيْدَ شِبْرٍ من الأرض طَوَّقَهُ الله من سبع أرضين". رواه البخاري ومسلم.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص192-198)

 

10-

شَهادَةُ زُوْرٍ ثُمَّ عَقٌّ لِوالِدٍ
وَغِيْبَةُ مُغْتابٍ نَمِيمَةُ مُفْسِدِ

 

الكبيرة الرابعة عشر: شهادة الزور: أي بالكذب والباطل.

 

قال تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ* حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ﴾ [الحج: 30-31].

 

الخامسة عشر: عقوق الوالدين: وهو إيذاؤهما ولو بتأفف.

 

عن أبي بَكْرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر"؟ ثلاثا. قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين"؟ وجلس -وكان متكئا- فقال: "ألا وقول الزور..". قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. رواه البخاري ومسلم.

 

وعن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله العاق لوالديه". رواه البخاري في تاريخه (6/229)[4].

 

السادسة عشر: الغيبة: وهي ذكرك أخاك بما يكرهه، كما في حديث أبي هريرة عند مسلم.

 

قال تعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ.... ﴾ [الحجرات: 12]

 

السابعة عشر: النميمة، وهي نقل الكلام للآخرين على وجه الإفساد والشر.

 

عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قَتّات". رواه البخاري ومسلم، وفي لفظ له: "لا يدخل الجنة نَمّام".

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص198-227)

 

11-

يَمينٌ غَمُوسٌ تارِكٌ لِصَلاتِهِ
مُصَلٍّ بِلا طُهْرٍ لَهُ بِتَعَمُّدِ

 

الكبيرة الثامنة عشر: قال شيخنا ابن عقيل: هذه اليمين الغموس، التي يحلف الإنسان عليها وهو عالم بكذبه.

 

وسُمِّيت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار.

 

عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حلف على مال امرئ مسلم بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان". قال عبد الله: ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقَه من كتاب الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا... ﴾ [آل عمران: 77] إلى آخر الآية. رواه البخاري ومسلم.

 

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: "الإشراك بالله". قال: ثم ماذا؟ قال: "ثم عقوق الوالدين". قال: ثم ماذا؟ قال: "اليمين الغموس" قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: "الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب". رواه البخاري.

 

التاسعة عشر: ترك الصلاة، وهو كفر، حتى لو كان تركها تهاوناً وكسلاً على قول جماعة من أهل العلم[5].


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة". رواه مسلم.

 

العشرون: الصلاة بلا طهارة: لأنه لا صلاة إلا بطهور، فمن ترك الطهارة عمداً فهو كمن لم يصلّ أصلا.

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غُلول". رواه مسلم.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص227-244)

 

12-

مُصَلٍّ بِغَيْرِ الوَقْتِ أَوْ غَيْرِ قِبْلَةٍ
مُصَلٍّ بِلا قُرْآنِهِ المُتَأَكِّدِ

 

الكبيرة الحادية والعشرون: الصلاة في غير وقتها: فإن كانت قبل وقت أدائها فهي باطلة، وإن أداها بعد وقتها بلا عذر مُبيح أَثِم.

 

الثانية والعشرون: الصلاة إلى غير القبلة: في الأحوال العادية، لا في مثل صلاة خوف أو مسافر.

 

الثالثة والعشرون: الصلاة بغير الفاتحة: لأنه لا صلاة لمن لم يقرأها.

 

وهذه الثلاث - مع الصلاة بلا طهارة في البيت السابق- إنما ترجع للكبيرة التاسعة عشر، وهي ترك الصلاة، لأن من فعل هذه الأمور لم تُقبل صلاته، لتركه بعض شروط وأركان الصلاة، وقال شيخنا ابن عقيل: هذه من المحرمات الصريحة لمن فعلهن عمداً، ولا أدري عن تسميتهنّ كبائر.

 

الدَّليل: قال تعالى: ﴿ ...إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]

 

وقال تعالى: ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ.... ﴾ [البقرة 144 - 150]

 

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". رواه البخاري ومسلم.

 

وقال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]

 

وقال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4 - 5].

 

وقد فُسرَّت الآيتان بتأخير الصلاة عن وقتها.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص232-246)

 

13-

قُنُوطُ الفَتَى مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ثُمَّ قُلْ
إِساءَةُ ظَنٍّ بِالإلهِ المُوَحَّدِ

 

الكبيرة الرابعة والعشرون: القنوط، وهو اليأس من رحمة الله، مع أنها وسعت كل شيء.

 

قال تعالى: ﴿ ...وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56].

 

وقال تعالى: ﴿ ...إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

 

الخامسة والعشرون: سوء الظن بالله تعالى: وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي". متفق عليه من حديث أبي هريرة.

 

قال تعالى: ﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [فصلت: 23]

 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أكبر الكبائر أربعة: "الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله". رواه عبد الرزاق وإسماعيل القاضي وابن جرير والطبراني وغيرهم[6].

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص246-250)

 

14-

وَأَمْنٌ لِمَكْرِ اللهِ ثُمَّ قَطِيعَةٌ
لِذِيْ رَحِمٍ وَالكِبْرَ وَالخُيَلاْ اْعْدُدِ

 

الكبيرة السادسة والعشرون: الأَمْن من مكر الله.

 

قال شيخنا ابن عقيل: الأمن عكس القُنوط، فالآمن هو الذي يتجرأ على المحرَّمات ولا يلتفت للعقوبة.

 

فيجب على المؤمن أن يكون بين الرجاء والخوف، فيَسْلَم من الأمن من مَكر الله، ومن القُنوط.

 

قال تعالى: ﴿ ...فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99].

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 7 - 8].

 

وتقدم عن ابن مسعود تصريحه أن الأمن من مكر الله إحدى أكبر الكبائر.

 

السابعة والعشرون: قطع الرَّحِم: أي عدم وَصْلِ القرابة، فكيف بمن أساء لهم؟

 

قال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22 - 23]

 

وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [الرعد: 25]

 

وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل الجنة قاطع". قال سفيان بن عيينة: يعني قاطع الرحم. رواه البخاري ومسلم.

 

الثامنة والعشرون: الكِبْر: وهو أن يَبْطر الحق ويَغْمط الناس ويَزْدَريهم.

 

التاسعة والعشرون: الخُيَلاء: وهو الغُرور والإعجاب والزَّهو بالنفس.

 

والدليل على هاتين الكبيرتين قوله تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ.. ﴾ [الأعراف: 146].

 

وقال تعالى: ﴿ ...إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].

 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبرياء". رواه مسلم.

 

وفي الحديث القدسي: "العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعني عذبته". رواه مسلم وغيره من حديث أبي سعيد وأبي هريرة.

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص250-277)

 

15-

كَذَا كَذِبٌ إنْ كانَ يَرْمِيْ بِفِتْنَةٍ
أَوِ المُفْتَرِيْ عَمْداً عَلَى المُصْطَفَىْ اْحْمَدِ

 

الكبيرة الثلاثون: الكذب، وهو محرم، ويصبح كبيرة إن كان لإيقاع فتنة.

 

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "..وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً". رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان". رواه البخاري ومسلم.

 

وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم -ضمن حديث طويل- أنه قال: "رأيت الليلة رجلين أتياني، فأخذا بيدي، فأخرجاني إلى الأرض المقدسة، فإذا رجل جالس، ورجل قائم بيده كلوب من حديد، يدخل ذلك الكلوب في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله. قلت: ما هذا"؟ - وفي آخر الحديث:- "أما الذي رأيتَه يشق شدقه: فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة". رواه البخاري مطولا ومختصرا.

 

الحادية والثلاثون: الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم: فأشد الكذب ما كان على الله ورسوله، وذهب بعض العلماء أن فاعله متعمداً يكفر، ولا سيما إذا حرّم حلالاً أو أحل حراماً.

 

قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ... ﴾ [الزمر: 60].

 

وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص278-285)

 

16-

قِيادَةُ دَيُّوثٌ نِكاحُ مُحَلِّلٍ
وهِجْرَةُ عَدْلٍ مُسْلِمٍ وَمُوَحِّدِ

 

الكبيرة الثانية والثلاثون: القيادة، قال شيخنا ابن عقيل: القيادة أي الذي يقود الناس ويَجُرُّهم للفواحش، سواء كان رجلاً أو امرأة.

 

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ... ﴾ [النور: 19]، فإذا كان هذا جزاء من يحب شيوع الفاحشة بقلبه أو يشيعها بلسانه، فكيف بمن يقود للفاحشة ويسعى في ذلك بعمله؟

 

الثالثة والثلاثون: الدِّياثة، قال شيخنا ابن عقيل: الدَّيُّوث الذي يرضى الفواحش لعائلته وأهله.

 

رُوي عن عبد الله بن عمر -وقيل: عنه عن عمر- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاث لا يدخلون الجنة، ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث.." الحديث. رواه أحمد (2/134) والنسائي (5/80) وغيرهما[7].

 

الرابعة والثلاثون: نكاح المحلِّل: من المعلوم أن مَن طلَّق امرأته ثلاثا فإنها لا تحل له حتى يَنكحها رجلٌ غيرُه ثم يطلقها، والمحلِّل هو مَن يتزوَّج هذه المطلقة ثم يطلقها لتحل للزوج الأول بزعمه، ولا يصح بنكاح المحلِّل تحليل.

 

عن ابن مسعود رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المحلِّل والمحلَّل له". رواه الترمذي (1120) والنسائي (6/149) وغيرهما[8].

 

الخامسة والثلاثون: هَجْر المسلم: والمراد هَجْرُه ومقاطعته فوق ثلاثة أيام لغير غَرَض شرعي.

 

قال شيخُنا ابن عقيل: ولو قال (وهَجْرٌ لِعَدْلٍ) كان أحسن، لأن الهجرة قد تذهب في الذِّهن إلى أنها الانتقال.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تُفْتَحُ أبواب الجنة يومَ الإثنين ويوم الخميس، فيُغفر لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء -وفي رواية: المتهاجِرَين- فيُقال: أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا، أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا، أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا". رواه مسلم.

 

وعن هشام بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال، فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صُرامهما، وأولهما فَيْئاً يكونُ سَبْقُهُ بالفيء كفارةٌ له، وإن سلَّم فلم يَقبل ورَدَّ عليه سلامَه ردَّت عليه الملائكة ورَدَّ على الآخر الشيطان، وإن ماتا على صُرامهما لم يدخلا الجنة جميعاً أبداً". رواه أحمد (4/20) وغيره [9].

 

شَرْحُ السَّفّارِيني (ص285-297)

 


[1] انْظُر: عِلَلَ الدّارَقُطْني (8/29 رقم 1391)، وطَبَقاتِ الشّافعية للسُّبْكي (1/3)، والأَجْوِبَةَ المَرْضِيَّة للسَّخَاوي (1/189)، وإرْواءَ الغَليل للألباني (رقم 1 و2)، وتخريجَ صحيحِ ابن حِبّان، وممَّنْ أَفْرَدَ الحديثَ بالتَّصْنيفِ مِنَ المُعاصِرينَ: عبدُ الحَيِّ الكَتّاني، وأحمد الغُماري، وعبد الغَفور عبد الحق البُلُوشي، وعبد الرؤوف بن عبد الحَنّان.

[2] الحديث حسّنه أو صححه بعض أهل العلم، منهم: إسحاق بن راهويه (في مسائل الكوسج رقم 3453 دار الهجرة)، والترمذي (1165)، وابن حبان (4204)، وابن حزم (في المحلى 10/70)، والضياء المقدسي (في المختارة 13/43)، والألباني (في آداب الزفاف 105).

وصوّب بعضهم وقفه على ابن عباس، فإن يكنه فحكمه الرفع، لأنه لا يقال من قبل الرأي.

[3] وقال الترمذي: غريب، وصححه الضياء (في المختارة 6/181)، والألباني (في صحيح الترمذي 1295)، وله شواهد.

[4] وصححه الحاكم (4/153)، وحسَّن إسناده الذهبي في الكبائر (ص141)، والحديث أصله في صحيح مسلم (1978)، ولفظه "لعن الله من لعن والده".

[5] ومنهم الناظم الحَجّاوي في كتابه الإقناع (2/23-28 مع كشاف القناع، ط. وزارة العدل السعودية).

[6] قال ابن كثير في تفسيره (1/485): هو صحيح إليه بلا شك. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/104): إسناده صحيح.

[7] والحديث صححه ابن خزيمة (578 أصله) وابن حبان (4340) والحاكم (1/72) والضياء (1/308)، وجوّد سنده المنذري (3/223)، وقال الحاكم؛ والذهبي في الكبائر (ص251): إسناده صحيح. وقال الهيثمي (8/148): رجاله ثقات. وصححه الألباني في الصحيحة (674 و3099).

[8] والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (4/442)، وابن دقيق العيد في الاقتراح (461)، والذهبي في الكبائر (ص263)، وابن القيم في إغاثة اللهفان (1/269)، والألباني في الإرواء (1897).

[9] صححه ابن حبان (5664)، والألباني في الصحيحة (1246)، وقال المنذري (3/305) والهيثمي (8/66): رجاله رجال الصحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحقيق منظومة الكبائر للحجاوي ( 895 : 968م ) (1/ 3)
  • تحقيق منظومة الكبائر للحجاوي ( 895 : 968م ) (3/ 3)

مختارات من الشبكة

  • شرح منظومة الكبائر للحجاوي(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح منظومة الكبائر للحجاوي(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أرجوزة تحذير كل سائر إلى العلا من خطر الكبائر نظم عصارة كتاب الكبائر للذهبي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح منظومة الكبائر (2)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح منظومة الكبائر (5)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح منظومة الكبائر (4)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح منظومة الكبائر (3)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح منظومة الكبائر (1)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • فتح الغفور بشرح منظومة القبور للسبكي تحقيق قصي محمد نورس الحلاق(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة حقائق المنظومة في شرح منظومة النسفي في الخلافيات(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب