• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

تحقيق العقيدة الواسطية لابن تيمية (1/ 12)

تحقيق العقيدة الواسطية لابن تيمية (1/ 12)
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/6/2012 ميلادي - 6/8/1433 هجري

الزيارات: 31955

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق العقيدة الواسطية لابن تيمية (1/ 12)


المقدمة الأولى: ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية:

هو الإمام القدوة، العلاَّمة، الزاهد، العابد، العامل، الدَّاعي إلى ربِّه على بصيرة، الصَّابر على فَتِن أقرانه وأهل زمانه، وظُلْمِ أُمرائه، حامل لواء العلم، ورافع لواء الكتاب والسُّنة، وقامع البِدَع والمبتَدِعة: شيخ الإسلام، تقيُّ الدِّين، أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن الخَضِر بن عليِّ بن عبدالله، المعروف بابن تيميَّة الحَرَّانِي، نـزيل دمشق، وصاحب التَّصانيف الكثيرة التي لَم يسبقه إليها أحدٌ، والذي إنْ صنَّف في أيِّ علمٍ من العلوم أعيا مَن بعده؛ لدِقَّتِه وموسوعيَّتِه، وسيلان الأدلَّة من الكتاب والسُّنة على خاطره وقلَمِه.

 

وُلِد- رَحِمه الله- يوم الاثنين عاشر شهر ربيع الأول، وقيل: ثانِيَ عشر، من سنة 661 هـ، في مدينة "حرَّان"؛ لذا فهو يُنسَب إليها، ثم انتقل مع والده وأهله إلى دمشق وهو صغير في السَّادسة من عمره، بعد استيلاء التَّتار عليها، وما لَحِق بِها من دمار، وحَرْق، ونَهْب، وذبْح، واغتصاب أموالٍ وأعراض، فخلَّفَت هذه الصُّور المفزعةُ آثارَها على الطِّفل، فقلَّلت من مرحلة الطُّفولة عنده، وألْهبَتْ فكره: لِمَ هذا؟ وكيف؟ وما السَّبيل إلى الارتفاع بالمسلمين مرَّة أخرى؛ ليعود عصر الصِّدِّيق، ونسائم أسحار الفاروق، وعلم ابن مسعود، وعليٍّ، ومُعاذ، وغلَبة سيف خالدٍ، وأَبِي عبيدة، وإلى ورع ابن عمر، وزُهْد أبي ذرٍّ؟

 

والتقَتْ هذه العوامل النفسية المُحفِّزة على قَبول التحدِّي، والمنشطِّة للتأمُّل، والمشجِّعة على العلوِّ، مع بعض العوامل الأخرى التي فجَّرتْ طاقات هذا الشِّبل، فأخرجت ليثًا الْتهمَ كلَّ مُخالفيه، وانقَضَّ على مُعارضيه، فأرعب زئيرُه المبتدعة، وزلزل المرجفين والمنافقين، فكان بِحَقٍّ نِعْمَ الإمامُ لأهل السُّنة.

 

ومن هذه العوامل نشأته في أسرة علميَّة، ذات مكانة وسُؤْدد وشرفٍ في العلم، فجَدُّه هو مَجْد الدِّين أبو البَركات عبدالسلام ابن تيميَّة، ملأَتْ شهرتُه الآفاقَ، وملأها علمًا، فكان يَعْلم المذاهب أكثر من أهلها، وإذا سُئِل عن شيءٍ أجاب عنه بعشرات الوجوه، وسرد فيه ما لا يَخْطر على بال أحدٍ من الأدلَّة، مع امتلاك مفاتيح الفقه في الدِّين، وهو صاحب كتاب "منتقى الأخبار"، الذي شرحه العلاَّمة الشوكانِيُّ في: "نَيْل الأوطار".

 

وقال عنه ابنُ مالك صاحب ألفيَّة النَّحو الشهيرة: "أُلِينَ للشَّيخ مَجد الدِّينِ الفقْهُ كما أُلين لداود الحديدُ"؛ اهـ.

 

وأبوه هو شهاب الدين أبو المَحاسن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيميَّة، الذي بلغ مبلغًا من العِلْم لا يُطاوَل فيه، فقد كان له كرسيٌّ في الجامع الكبير يتكلَّم عليه أيَّام الجُمَع، لَمَّا مات خلَفَه ابنُه أحمد فيه، إلاَّ أن صيته لَم ينتشر؛ لوقوعه بين والدِه وولده، فكان كقَمرٍ بين شَمسَيْن.

 

وجدته لأبيه السيدة بدرة بنت فخر الدين أبي عبدالله محمد بن الخضر، وتُكنَى أمَّ البدر، من رُواة الحديث، فكانت تُحدِّث بالإجازة عن ضياء الدين بن الخريف، وكانت زوجَ جدِّه عبدالسلام، وتُوفِّيت قبله بيوم واحد.

 

وعَمُّ جدِّه عبدالسلام هو الإمام فخر الدِّين أبو عبدالله محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن تيميَّة، كان مُلازمًا لابن الجوزي، وسَمِع منه كثيرًا من مصنَّفاته، وكان من أعلام الحنابلة في عصره.

 

ولآل تيميَّة تفوُّق علمي يصعب حصره، وهم أكبَرُ من الكلمات.

 

ومن عوامل نبوغه، وذكائه وفطنته، ونَهمه في التحصيل:

توسُّع ابن تيمية في تحصيل العلوم العقليَّة والنَّقلية، حتَّى بلغ فيهما مبلغًا لا يُجارى فيه، حتَّى إنه قال مرَّة: "إنِّي وقفْتُ على مائةٍ وعشرين تفسيرًا، استحضر من الجميع الصحيح"؛ اهـ.

 

وكان الذُّهبِيُّ يقول: "كلُّ حديث لا يعرفه ابن تيميَّة ليس بِحَديث"؛ اهـ.

 

ومع هذا كلِّه كان نشيطًا في مَجال الدعوة، يحثُّ الناس على الحقِّ، ويأمر بالمعروف، ويَنْهى عن المنكر.

 

قال عنه الذهبي: "كان قوَّالاً بالحق، نَهَّاءً عن المنكر، ذا سطوة وإقدام، وعدم مُداراةٍ"؛ اهـ.

 

ومن عوامل نبوغه افتقارُه إلى الله؛ فكان كثير الذِّكر، كثيرَ الصلاة، فعَّالاً للخيرات، فكان مثالاً للعالِم العامل.

 

قال بعضُ أصحابه في الطَّلب: "لقد سَمِعته في مبادئ أمره يقول: إنَّه ليقف في خاطري المسألة والشيءُ أو الحالة التي تشكل عليَّ، فأستغفر الله- تعالى- ألف مرَّة أو أكثر أو أقلَّ، حتَّى ينشرح الصَّدر، وينحلَّ ما أشكل"؛ اهـ.

 

قال: "وأكون إذْ ذاك في السُّوق، أو المسجد، أو الدَّرب، أو المدرسة، لا يَمْنعني ذلك من الذِّكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي"؛ اهـ.

 

قال ابن القيِّم في "الوابل الصيِّب"، ص 42: "حضرْتُ شيخ الإسلام مرَّة صلَّى الفجر؛ ثُمَّ جلس يَذْكر الله- تعالى- إلى قريبٍ من انتصاف النَّهار، ثُمَّ التفت إلَيَّ وقال: هذه غدوتي، ولو لَم أتغدَّ سقطَتْ قُوَّتِي"؛ اهـ.

 

وقال: "قال ابن تيميَّة لي مرة: لا أترك الذِّكر إلا بنِيَّة إجْمام نفسي وإراحتها، لأستعدَّ بتلك الراحة لذِكْر آخَر"؛ اهـ.

 

شيوخه:

بلغ عدد شيوخه أكثر من مائتَيْ شيخ، من أبرزهم والِدُه عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيميَّة (ت682)، والمُحدِّث أبو العباس أحمد بن عبدالدائم (ت668)، وابن أبي اليسر، والشيخ شَمْس الدين عبدالرحمن المَقْدِسي الحنبليُّ (ت689)، وابنُ الظاهريِّ الحافظُ أبو العباس الحلبي الحنفي (ت690).

 

تلاميذه:

أمَّا تلاميذه، فلا يُحصَون كثرةً، فمن تلاميذه البارزين والمُبَرَّزين:

1- شَمس الدِّين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر الزُّرعي، ابنُ قَيِّم الجوزية، المتوفَّى سنة 751هـ.

 

2- والحافظ أبو عبدالله، محمَّد بن أحمد بن عبدالهادي، ت 744 هـ.

 

3- والحافظ أبو الحجَّاج، يوسف بن الزكيِّ عبدالرحمن المزِّي، المتوفَّى 742 هـ.

 

4- والحافظ المؤرِّخ أبو عبدالله محمد بن عثمان الذَّهبِي، المتوفَّى 748 هـ.

 

5- وأبو الفتح ابن سَيِّد الناس، محمد بن محمد اليعمري المصري، المتوفَّى 734 هـ.

 

6- والحافظ علَم الدين القاسم بن محمد البرزالي 739 هـ.

 

أقوال أهل العلم فيه:

1- قال الإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عبدالهادي كما في "العقود الدُّرية"، ص 2:

"هو الشيخ الإمام الربَّاني إمام الأئمَّة، ومفْتِي الأُمَّة، وبَحْر العلوم، سيِّد الحُفَّاظ، وفارس المعاني والألفاظ، فريد العصر، وقريع الدَّهر، شيخ الإسلام، وعلامة الزَّمان، وترْجُمان القرآن، علَمُ الزُّهَّاد، وأوحَدُ العِباد، وقامع المبتدعين، وآخِر المُجتهدين، تَقِيُّ الدين أبو العباس أحمد ابن الشَّيخ الإمام العلاَّمة شهاب الدين أبي المَحاسن عبدالحليم ابن الشيخ الإمام العلامة، شيخ الإسلام مَجد الدِّين أبي البركات، عبدالسلام بن أبي محمَّد عبدالله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن عليِّ بن عبدالله بن تيميَّة الحرَّاني، نـزيلُ دمشق، صاحبُ التصانيف التي لم يُسبَق إلى مثلها"؛ اهـ.

 

 

2- وقال الإمام الحافظ الفقيه الأديب ابن سيِّد الناس، فتْحُ الدِّين أبو الفتح محمد بن محمد اليعمري المصري الشافعيُّ، وهو يتحدَّث عن المزِّي- كما في: "العقود الدرية" ص 10، و"الرد الوافر" ص 26 -:

"وهو الذي حدَاني على رؤية الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقيِّ الدِّين أبي العبَّاس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيميَّة، فألْفَيتُه مِمَّن أدرك من العلوم حظًّا، وكاد أن يستوعب السُّنن والآثار حِفْظًا، إنْ تكلَّم في التفسير فهو حامل رايته، أو أفْتَى في الفقه فهو مدْرِك غايته، أو ذاكرَ في الحديث فهو صاحب عَلَمِه وذُو روايته، أو حاضَرَ بالمِلَلِ والنِّحَل لم يُرَ أوسع من نِحلته في ذلك ولا أرفع من درايته.

 

برز في كلِّ فنٍّ على أبناء جنسه، ولَم تَرَ عينُ مَن رآه مثْلَه، ولا رأت عينُه مثل نفسه"؛ اهـ.

 

3- وقال الحافظ النَّاقد أبو الحجَّاج يوسف المزِّي:

"ما رأيتُ مثله، ولا رأى هو مثْلَ نفسِه، وما رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله وسُنَّة رسولِه ولا أتبع لَهما منه"؛ اهـ.

 

4- وقال العلاَّمة كمال الدين ابن الزَّمَلكاني- كما في "العقود الدُّريَّة" ص7 – 8 -:

"كان إذا سُئِل عن فنٍّ من العلم، ظنَّ الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكَم أنَّ أحدًا لا يعرفه مثْله، وكان الفقهاء من سائر الطَّوائف إذا جلسوا معه، استفادوا في مذاهبهم منه ما لَم يكونوا قد عرفوه قبل ذلك، ولا يُعرف أنَّه ناظر أحدًا فانقطع معه، ولا تكلَّم في علْمٍ من العلوم- سواء أكان من علوم الشَّرع أم غيرها- إلاَّ فاق فيه أهْلَه والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطُّولَى في حُسْن التصنيف، وجودة العبارة والتَّرتيب، والتَّقسيم والتبْيين، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجْهِها"؛ اهـ.

 

5- وقال الإمام الحافظ أبو عبدالله شمس الدين الذَّهبِيُّ، وقد ذُكِر شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة- رحمه الله -:

"كان آيةً في الذَّكاء وسرعةِ الإدراك، رأسًا في معرفة الكتاب والسُّنة والاختلافِ، بَحرًا في النَّقليات، هو في زمانه فريدُ عصْرِه علمًا وزهدًا، وشجاعة وسخاءً، وأمرًا بالمعروف ونَهيًا عن المنكر، وكثرةَ تصانيفَ، وقرأ وحصَّل، وبرَع في الحديث والفقه، وتأهَّل للتدريس والفتوى وهو ابن سبْعَ عشرة سنةً، وتقدَّم في علم الأصول وجميعِ علوم الإسلام: أصولِها وفروعها، ودِقِّها وجِلِّها، سوى علم القراءات، فإنْ ذُكِرَ التَّفسير فهو حامل لوائه، وإنْ عُدَّ الفقهاء فهو مُجتهدهم المُطْلَق، وإن حضر الحُفَّاظ نطق وخرسوا، وسرد وأُبلسوا، واستغنى وأفلَسُوا، وإن سُمِّي المتكلِّمون فهو فَرْدُهم، وإليه مرجعهم، وإنْ لاح ابن سينا يقدِّم الفلاسفة فلَّهُم وتيَّسَهم، وهتك أستارهم وكشَفَ عوارهم، وله يدٌ طُولى في معرفة العربيَّة والصَّرف واللُّغة، وهو أعظم من أن يَصِفَه كَلِمي، أو ينبِّه على شأْوِه قلَمِي، فإنَّ سيرته وعلومه ومعارفه ومِحَنَه وتنقُّلاته تَحْتمل أن توضع في مُجلَّدتَيْن، وهو بشَرٌ من البشَر، له ذنوب، فالله يغفر له، ويُسكنه أعلى الجنة، فإنَّه كان ربَّانِيَّ الأُمَّة، فريدَ الزمان، وحاملَ لواء الشريعة، وصاحب معضلات المسلمين، وكان رأسًا في العلم، يبالغ في إطراءِ قيامه في الحقِّ والجهاد، والأمْرِ بالمعروف والنَّهي عن المنكر مُبالَغةً ما رأيْتُها ولا شاهدْتُها من أحد، ولا لحظْتُها من فقيه"؛ اهـ.

 

وقال- يعني الذهبي- في موضع آخر:

"قلتُ: وله خبْرة تامَّة بالرِّجال وجَرْحِهم وتعديلهم وطبقاتِهم، ومعرفةٌ بِفُنون الحديث، وبالعالي والنَّازل، وبالصَّحيح والسقيم، مع حفظه لِمُتونه الذي انفرد به، فلا يَبْلغ أحَدٌ في العصر رتبتَه ولا يُقاربه، وهو عجَبٌ في استحضارِه واستخراجِ الحجج منه، وإليه المنتهى في عَزْوِه إلى الكتب السِّتة و"الْمُسند" بِحَيث يَصْدق عليه أن يُقال: "كلُّ حديثٍ لا يعرفه ابن تيميَّة، فليس بِحَديث"، لكنَّ الإحاطة لله غَيْر أنَّه يَغْترف من بَحْر، وغيْره من الأئمَّة يغترفون من السَّواقي.

 

وأما التفسير، فمُسَلَّم إليه، وله في استحضار الآيات من القرآن - وقْتَ إقامة الدَّليل بِها على المسألة- قوَّةٌ عجيبة، وإذا رآه المُقْرِئ تحيَّر فيه، ولِفَرْط إمامته في التفسير وعِظَم اطِّلاعه؛ يبيِّن خطأَ كثيرٍ من أقوال المفسِّرين، ويوهي أقوالاً عديدة، وينصر قولاً واحدًا مُوافِقًا لِما دلَّ عليه القرآنُ والحديث.

 

ويَكتب في اليوم واللَّيلة من التفسير أو مِن الفقه أو من الأصلَيْن، أوْ من الردِّ على الفلاسفة والأوائل نَحوًا من أربعة كراريس أو أزيد، وما أُبْعد أنَّ تصانيفَه الآن تبلغ خَمسمائة مجلَّدة، وله في غيْرِ مسألةٍ مصنَّف مُفْرَد في مُجلد"؛ اهـ.

 

6- وقال تلميذُه ابن القيِّم- رحمه الله- في "الوابل الصَّيِّب"، ص 48:

"عَلِمَ اللهُ ما رأيتُ أحدًا أطيب عيشًا منه قطُّ، مع ما كان فيه من ضيق العيش، وخلافِ الرَّفاهية والنَّعيم، بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحَبْس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك مِن أطيب الناس عيشًا، وأشرَحِهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسَرِّهم نفسًا، تلوح نضْرَة النَّعيم على وجهه، وكُنَّا إذا اشتدَّ بنا الخوف، وساءَتْ منَّا الظُّنون، وضاقت بنا الأرض، أَتَيْناه، فما هو إلاَّ أن نَراه ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كلُّه، وينقلب انشراحًا وقوَّة ويقينًا، فسُبْحان مَن أشهد عباده جنَّتَه قبل لقائه، وفتح لَهم أبوابها في دار العمل، فأتاهم من رَوْحها ونسيمها وطِيبها ما استفرغ قُوَاهم لطلبها، والمُسابقة إليها"؛ اهـ.

 

مؤلَّفاته:

إن مؤلَّفاتِ هذا الإمام كثيرةٌ جدًّا، بحيث عجز تلاميذه ومُحبُّوه عن إحصائها، قال تلميذه النَّجيب شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر، المشهور بابن القيِّم- رحمه الله -:

"أمَّا بعد: فإنَّ جَماعةً من مُحبِّي السُّنة والعلم سألني أن أذكر له ما ألَّفه الشيخ الإمام العلاَّمة الحافظ أوحَدُ زمانه، تقيُّ الدِّين أبو العبَّاس أحمد بن تيميَّة- رضي الله عنه- فذكرْتُ لهم أنِّي عجزت عن حصْرِها وتعدادها؛ لوجوهٍ أبديتُها لبعضهم، وسأذكرها- إن شاء الله- فيما بعد..".

 

ثم قال:

1- "فمِمَّا رأيته في التَّفسير..." فذكر اثنين وتسعين مؤلَّفًا، ما بين رسالة وقاعدة.

 

2- قال: "ومِمَّا صنَّفه في الأصول مبتدئًا، أو مُجيبًا لِمُعترض أو سائل"، فذكر عشرين مؤلَّفًا ما بين كتاب ورسالة وقاعدة.

 

3- ثم قال: "قواعد وفتاوى" فذكر خمسة وأربعين ومائة، ما بين كتاب وقاعدة ورسالة.

 

4- "الكتب الفقهيَّة" وسرَد خَمسة وخمسين مؤلَّفًا ما بين كتاب ورسالة وقاعدة.

 

5- "وصايا وإجازات ورسائل، تتضمَّن علومًا" بلغَتِ اثنتين وعشرين.

 

وذكر الحافظُ ابن عبدالهادي كثيرًا من مؤلَّفات شيخ الإسلام، مع ذِكْر نَماذج لبعض المؤلَّفات والتنويه بِمَكانتها في كتابه "العقود الدُّرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيميَّة".

 

نُخبة منتقاة من أقواله:

• ما يَصْنع أعدائي بِي؟ أنا جنَّتِي وبُسْتاني في صدري، أين رُحْت فهي معي لا تُفارقني، أنا حبسي خلْوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سِياحة.

 

• إنَّ في الدنيا جنَّةً مَن لم يدخلها، لا يدخل جنَّة الآخرة.

 

• المَحبوس من حبس قلبه عن ربِّه تعالى، والْمأسور مَن أسَرَه هواه.

 

• وقال تلميذُه ابن القيِّم- رحمه الله- في "الوابل الصيِّب"، ص 48: "كان شيخ الإسلام ابن تيميَّة يقول في مَحْبسه في القلعة: لو بذَلْتُ ملء هذه القلعة ذهبًا ما عدل عندي شُكْرَ هذه النِّعمة، أو قال: ما جزيْتُهم على ما تسبَّبوا لي فيه من الخير، ونحو هذا"؛ اهـ.

 

وفاته:

توُفِّي ليلة العشرين من شهر ذي القعدة من سنة ثَمانٍ وعشرين وسبعمائة، في سجن قلعة دمشق.

 

ويَصْعب على أيِّ شخص أن يُتَرجم له؛ لِجَوانب العظمة في شخصيَّتِه، وكثرة ما عانَى من فِتَن ومصاعب في حياته، وكثرة آثاره، وتعدُّد آلاته واجتهاداته، فهو الفقيه، الأصولِيُّ، المفسِّر، رافع راية التَّوحيد، الحافظ؛ لذا يَكْتفي كلُّ مَن ترجم له- على كثرة ما صُنِّف في ذلك من مطوَّلات ومخُتصرات- بذِكْر شذرات من جوانب حياته المشرقة.

 

قال الحافظ الذهبِيُّ- رحمه الله -: "وهو أكبَرُ مِن أن يُنَبِّه على سيرته مثلي، فلو حُلِّفْتُ بين الرُّكْن والمقام لَحَلفت على أنِّي لم أرَ بعيني مثله، وأنَّه ما رأى مثْلَ نفسه"؛ اهـ.

 

المقدِّمة الثَّانية: مقدِّمة حول العقيدة الواسطيَّة:

"العقيدة الواسطية" تأليف شيخ الإسلام تقيِّ الدين أبي العباس أحمدَ بنِ عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيميَّة الحرَّاني، المتوفَّى سنة (728 هـ)- رحمه الله تعالى- كتَبَها في مَجْلسٍ واحد بعد العصر من أحَدِ أيام سنة (698 هـ)، وسببُ كتابَتِها أنَّ بعض قُضاة "واسط" من أهل الخير والدِّين شكا ما النَّاسُ فيه ببلادهم في دولة التَّتار من غلَبة الجهل والظُّلم، ودُروس الدِّين والعلم، وسأل الشَّيخَ أن يكتب له عقيدة، فقال له: قد كتب النَّاسُ عقائد، فألَحَّ في السُّؤال، وقال: ما أُحِبُّ إلاَّ عقيدة تكتبها أنت، فكتب له هذه العقيدة وهو قاعدٌ بعد العصر.

 

وقد حصل حولَها مُناظَرةٌ بين شيخ الإسلام وعلماء عَصْره في مَجلس نائب السَّلطنة الأفرم بدمشق (سنة 705 هـ)، وذكر شيخُ الإسلام أنه عقدَ للمناظرة ثلاثةَ مَجالس، كتب ما استحضره منها بنفسه، وجَمَعتْ- على اختصارها ووضوحِها- جَميعَ ما يجب اعتقادُه من أصول الدِّين وعقائدِه الصحيحة، وذكر فيها شيخُ الإسلام مذهب السَّلَف الصالح في العقيدة، سليمًا من شوائب البِدَع، وآراء أهل الكلام المُضِلَّة.

 

طبعاته:

• طبع عدَّة مرَّات، منها:

1- في مطبعة المنار، بتصحيح صاحبها الشيخ محمد رشيد رضا، سنة (1340 هـ).

 

2- في دار مصر للطباعة، دون تاريخ، بتعليق وتصحيح فضيلة العلاَّمة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع- رحمه الله تعالى.

 

3- في المطبعة السلفية سنة (1352 هـ)، باعتناء وتقديم الشَّيخ محب الدين الخطيب- رحمه الله تعالى- وفي آخرها المُناظرة في العقيدة الواسطية بين شيخ الإسلام ابن تيميَّة وعلماء عصره في مَجلس نائب السلطنة الأفرم بدمشق سنة (705 هـ)، نقلها الشيخُ عَلَمُ الدِّين عن لسان شيخ الإسلام.

 

4- طبعة جمعية نشر الكتب السلفية بالقاهرة، سنة (1396 هـ).

 

5- طبعة شركة مكتبات عُكَاظ للنَّشر والتوزيع، سنة (1402 هـ) توزيع الرِّئاسة العامَّة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

 

6- طبعة مؤسَّسة الريَّان للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت، سنة (1413 هـ) بتعليق وتخريج الشيخ محمد صبحي حسن حلاق.

 

7- طبعة مكتبة العلم بجدة، دون تاريخ.

 

8- طبعة دار العصيمي للنَّشر والتوزيع، بالرياض، سنة (1416 هـ) في (39) صفحة.

 

9- ضمن مَجْموعة فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيميَّة- قدَّس الله روحَه- جَمْع وترتيب الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم- رحمه الله تعالى- (3/ 129- 160)، ويليها حكايةُ مناظرة الواسطيَّة لشيخ الإسلام نفسه، من ص (160) إلى ص (194).

 

ويلي ذلك ذِكْرُ المناظرة بنقل الشَّيخ علَم الدين عن الشيخ تقي الدين من ص (194) إلى ص (202)، ويليه أيضًا نقْلٌ للمناظرة لعبدالله بن تيميَّة إلى أخيه زين الدِّين من ص (202) إلى ص (211).

 

10- مع مجموعة رسائل لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، طبع في مطبعة السعادة بالقاهرة سنة (1322 هـ).

 

11- ضمن مجموعة رسائل طبعَتْها المطبعة السلفيَّة بِمِصر، سنة (1345 هـ) وأعادت طبعها سنة (1346 هـ) وكذلك سنة (1347 هـ).

 

12- ضمن مجموعة رسائل نشرَتْها دار المعارف دون تاريخ بِمصر، بتصحيح ومراجعة الشيخ أحمد بن محمد شاكر، وأخيه الشيخ علي بن محمَّد شاكر.

 

13- ضمن المَجموعة العلميَّة السُّعودية من نفائس الكتب الدِّينية والعلميَّة، راجعَها وصحَّح أصولَها علاَّمةُ الدِّيار النَّجدية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ- رَحِمه الله تعالى- طُبِعَت في مطبعة أنصار السُّنة المُحمَّدية في مصر سنة (1365 هـ).

 

14- ضمن مجموعة الرسائل العلمية التِّسع، المطبوعة في مطابع دار الفكر الإسلامي سنة (1376 هـ).

 

شروحه:

وقد شُرِحت هذه العقيدة بشروح كثيرة، منها:

1- "الرَّوضة النديَّة شرح العقيدة الواسطيَّة"، للشيخ زيد بن عبدالعزيز بن فيَّاض، المتوفَّى سنة (1416 هـ)- رحمه الله تعالى- وهو شرح مُطوَّل.

 

طبع الطبعة الأولى سنة 1377 هـ في الرياض، وهو أول شرحٍ طُبِع لِهذه العقيدة، كما طُبِع ثانية سنة (1378 هـ) في مطابع الرياض، وثالثة سنة (1388 هـ) نشر مكتبة الرياض الحديثة في الرياض، ورابعةً سنة (1414 هـ) نشر دار الوطن في الرياض.

 

2- "التنبيهات السَّنِيَّة على العقيدة الواسطيَّة"، للشيخ العلامة عبدالعزيز بن ناصر الرشيد المتوفَّى سنة (1408 هـ)- رحمه الله تعالى- كتبَه بناءً على طلب بعض طلبة المعهد العلميِّ، وغالِبُ استمداده من كتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذِه العلاَّمة ابن القيِّم- رَحِمَهما الله تعالى- فرَغَ من تأليفه في اليوم الأوَّل من ذي الحجة سنة (1377 هـ)، طُبِع في مطبعة الإمام بِمصر دون تاريخ، كما نشرَتْه دار الرشيد للنَّشر والتوزيع في الرِّياض دون تاريخ.

 

3- "التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطيَّة من المباحث المُنيفة"، تأليف الشيخ العلاَّمة عبدالرحمن بن ناصر السعدي، المتوفَّى سنة (1376 هـ)- رحِمه الله تعالى- وعليها منتخَبات من تقارير سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز- حفظه الله تعالى- قام بِنَشرها وأشرف على طبْعِها الأستاذان عبدالرحمن بن رويشد، وسليمان بن حماد.

 

طبعت في مطبعة البيان في بيروت دون تاريخ، كما طبعت ثانيةً باعتناءِ وتخريج الشيخ علي بن حسين بن علي بن عبدالحميد سنة (1409 هـ) نشر دار ابن القيِّم للنشر والتوزيع بالدَّمَّام.

 

4- "الثِّمار الشَّهية في شرح الواسطية"، تأليف العلامة الشيخ محمد خليل هرَّاس المتوفَّى سنة (1415 هـ)- رحمه الله تعالى- راجعه الأستاذ الكبير الشيخ عبدالرزاق عفيفي- رحمه الله تعالى- وهو شرح مُختصَرٌ واضح.

 

طبع في مطبعة الإمام بمصر دون تاريخ، كما نشرته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كما طبع بتصحيح وتعليق فضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري- رحمه الله تعالى- طبعَتْه ونشرته الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلميَّة والإفتاء والدعوة والإرشاد عدَّة مرَّات، منها الطبعة التي في سنة (1403) طَبْع مطبعة بحر العلوم في الرياض.

 

كما طُبِع باعتناء وتخريج الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقاف، نشر دار الهجرة للنَّشر والتوزيع في الرِّياض، الطبعة الثانية سنة (1414 هـ)، يليه مُلْحق الواسطيَّة، بقلم علوي بن عبدالقادر السقاف، وقد تضمَّن أهمَّ مسائل العقيدة التي لم يتطرَّق لَها شيخ الإسلام ابن تيميَّة في العقيدة الواسطية، وكذلك شارحها الشيخ محمد خليل هرَّاس، وقد طبع الملحق طبعةً مفْرَدة في دار الهجرة للنشر والتوزيع الطبعة الأولى (1415 هـ).

 

5- "الأسئلة والأجوبة الأصوليَّة على العقيدة الواسطيَّة" تأليف الشيخ عبدالعزيز المحمد السَّلمان، وضعه للطُّلاب لَمَّا كان يدرِّس في معهد إمام الدَّعوة بالرياض، انتهى من تأليفه في تاريخ 16/ 6/ 1382 هـ، طبع عدَّة مرات، منها الطبعة الخامسة سنة (1314 هـ) بمطبعة الحُرِّية في بيروت.

 

6- "مُختصر الأسئلة والأجوبة الأصوليَّة على العقيدة الواسطيَّة" للشيخ عبدالعزيز المحمد السَّلمان، سابق الذِّكْر، اختصر فيه الكتاب السَّابق بناءً على طلب بعض الإخوان، طُبِع الطَّبعة الأولى دون ذكر اسم المطبعة ولا تاريخ الطبع، ثم طبع بعد ذلك عدَّة مرات، منها الطبعة السادسة سنة (1402 هـ) في مطبعة بحر العلوم في الرياض، نشر الرِّئاسة العامَّة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

 

7- "الكواشف الجليَّة عن معاني الواسطيَّة" تأليف الشيخ عبدالعزيز المحمد السلمان، وهو شرح مطوَّل، حوَّل فيه الأسئلة والأجوبة الأصولية السابقة إلى شرحٍ للعقيدة الواسطية بناءً على طلب أحد الإخوان كما ذكَر ذلك في المقدِّمة، وقد طُبِع عدَّة مرات، منها الطبعة الحادية عشرة سنة (1402 هـ) في مطبعة الوطن الفنية في الرياض.

 

8- "المنحة الإلهية في شرح العقيدة الواسطية" تأليف الشيخ عبدالرحمن بن مصطفى الغرابي، طبع في مطبعة محمد علي صبيح وأولاده بالأَزْهر سنة (1383 هـ).

 

9- "الأجوبة الْمُفيدة على أسئلة العقيدة" تأليف الشيخ عبدالرحمن بن حمد الجطيلي، المتوفَّى سنة (1406 هـ)- رحمه الله تعالى- وهو شرح على طريقة السُّؤال والجواب، تحلُّ بعض الألفاظ والمعاني، وتقرِّبُها لأذهان الناشئين من طلبة العلم، وطبع في مطابع الرياض دون تاريخ.

 

10- "شرح العقيدة الواسطيَّة لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية" تأليف فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، وهو شرح متوسِّط، جَمعه مؤلِّفُه من بعض الشُّروح السابقة وغيرها، طبع عدَّة مرات، منها الطبعة الرابعة سنة (1407 هـ) نشر مكتبة المعارف في الرياض، والخامسة سنة (1411 هـ) نشر مكتبة المعارف في الرياض، والخامسة سنة (1411 هـ) في مطابع دار طيبة في الرياض.

 

11- شرح الشيخ محمد بن صالح العُثَيمين، وهو عبارة عن مذكِّرة للمُهِمِّ من مقرَّر السنة الثانية الثانوية في المعاهد العلميَّة في التوحيد على العقيدة الواسطيَّة، نشرَتْها دار الوطن للنشر في الرياض سنة (1412 هـ).

 

12- "المُحاضرات السنِيَّة في شرح العقيدة الواسطية" لفضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين، حققه وخرجه واعتنى به أبو محمَّد أشرف بن عبدالمقصود بن عبدالرحيم، نشرَتْه مكتبة طبَرية في الرياض الطبعة الأولى سنة (1413 هـ) في مجلَّدين، ثم طبع ثانية باسم "شرح العقيدة الواسطيَّة لشيخ الإسلام ابن تيميَّة" خرَّج أحاديثَه واعتنَى به الشيخُ سعد بن فواز الصميل، نشر دار ابن الجوزي بالدمام في مُجلَّدين سنة (1415 هـ) وهذه الطبعة محرَّرة أكثر من الأولى بسبب مراجعة المؤلِّف لها، أمَّا الأولى فإنَّها أخذت من الدُّروس التي ألقاها المؤلِّف مباشرة دون أن تُعْرَض على فضيلته، وطُبِعت ضمن مَجْموع فتاوى الشيخ من المجلد (8).

 

13- "التعليقات المفيدة على العقيدة الواسطيَّة" تعليق وتخريج عبدالله بن عبدالرحمن علي الشريف، نشرَتْه دار طيبة في الرياض، الطبعة الأولى سنة (1404 هـ).

 

14- "شرح العقيدة الواسطيَّة لشيخ الإسلام ابن تيمية" للشيخ سعيد بن عليِّ بن وهْفٍ القحطاني، راجعه العلاَّمة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، إلاَّ أنَّ الشارح حذفَ بعضَ الآيات والأحاديث المتعلِّقة ببعض الصِّفات مُراعاةً للاختصار، وفي هذا الحذف ما فيه، طَبْع مطابع سفير في الرياض، الطبعة الأولى سنة (1409 هـ).

 

15- "مع عقيدة السلف- العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية"، يقدِّمها العالِم الإسلامي مصطفى العالم، تناول العقيدة الواسطيَّة بأسلوب مبسَّط، يتناسب مع مدارك الطلاب.

 

طُبِع عدَّة مرَّات، منها طبعة مطبوعات دار الثقافة للطباعة والنشر في دمشق سنة (1385 هـ) وطبعَتْه مؤسَّسة الطباعة والصحافة والنَّشر في جدة سنة (1392 هـ) مع تبسيط كتاب "التوحيد" لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله تعالى.

 

16- تعليقاتٌ للشَّيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع، طبعت في دار مصر للطباعة دون تاريخ، ثم أعادت طبْعَها الرِّئاسة العامَّة للبحوث العلمية في الرياض، وطبعَتْها مكتبة دار طبرية بالرِّياض، وأصداء المُجتمع ببريدة سنة (1415 هـ) باعتناء الشيخ أشرف بن عبدالمقصود، وضمَّنَها تعليقاتٍ لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.

 

17- "التعليقات الزكيَّة على العقيدة الواسطيَّة"، لفضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، اعتنَى به وأشرف عليه الشيخ علي بن حسين أبو لوز، نشر دار الوطن للنشر بالرياض، الطبعة الأولى سنة (1419 هـ) في مُجلَّدين.

 

18- "الأسئلة النَّجدية على العقيدة الواسطية"، للشيخ محمد بن علي بن سليمان الروق، اعتنى به سليمان بن عجلان بن إبراهيم العَجْلان، نشر دار ابن خُزَيْمة بالرياض، الطبعة الأولى سنة (1420 هـ).

 

ومتْن العقيدة الواسطية مطبوع ضمن الكتاب المَذْكور من ص (167) إلى ص (235)، ويليه الْمُناظرة في العقيدة الواسطية.

 

الشُّروح المسجَّلة:

1- شرح سَماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في (4) أشرطة.

 

2- شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في (32) شريطًا.

 

3- شرح فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين في (18) شريطًا.

 

4- شرح فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك في (10) أشرطة.

 

5- شرح فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في (30) شريطًا.

 

6- شرح فضيلة الشيخ محمد بن أمان الجامي -رحمه الله تعالى- في (34) شريطًا.

 

7- شرح الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله الزامل، لَم ينته بعد.

 

8- شرح الشيخ محمد بن سعيد القحطاني في (28) شريطًا، وهو تعليقٌ على شرح الشيخ محمد خليل هراس.

 

9- "قراءة شرح العقيدة الواسطية" لِمحمد خليل هراس في (5) أشرطة، مؤسَّسة الثقافة العربية.

 

نظْمُها:

نظَمَها الشيخُ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عدوان أحَدُ علماء الوشم، المتوفَّى سنة (1179 هـ)- رحمه الله تعالى- على رَوِيِّ وقافية نظْم ابن عبدالقويِّ، وهي في الأسماء والصفات على نَهج السَّلَف الصالح، وهو نَظْمٌ حسَن عذْب، من بحر الطَّويل، إلا أنَّ الناظم مِمَّن شَرِق بالدعوة الإصلاحية التي قام بِها الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله تعالى- ولولا ذلك لاشتهر نظْمُه المذكور- عفا الله عنَّا وعنه.

 

المقدِّمة الثالثة: بيانات وصُوَر المخطوطات التي اعتمدْتُ عليها في إثبات ألفاظ المتْن:

• اسم الكتاب: جاء اسم الكتاب على طُرَّة المخطوط: "اعتقاد الفرقة النَّاجية المنصورة إلى قيام الساعة، أهل السُّنة والجماعة"، وهو مشهور باسم: "العقيدة الواسطية".

 

• عدد أوراقها: 13 ورقة.

 

• النَّاسخ: محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبدالرحمن بن علي بن عبدالرحمن.

 

• تاريخ النسخ: في عشي يوم الجمعة، في أوائل العشر الوسط لِرَمَضان المعظَّم سنة ستٍّ وثلاثين وسبعمائة، بالمدرسة الظاهرية، داخل دمشق المَحروسة.

 

• رقم النسخة: مجموع 91.

 

• مصدر المخطوط: المكتبة الظاهرية بدمشق.

 

• أوَّلُها: "بسم الله الرحمن الرحيم، صلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وسلَّم".

 

• وآخرها: "تَمَّت والحمد لله في عشي يوم الجمعة، في أوائل العشر الوسط لرمضان المعظَّم سنة ستٍّ وثلاثين وسبعمائة بالمدرسة الظاهريَّة، داخل دمشق المَحروسة على يدَيْ معلِّقها محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبدالرحمن بن علي بن عبدالرحمن- لطفَ الله به وعفا عنه، وجعَلَه من أهل السُّنة والجماعة- لا ربَّ غيْرُه ولا مولى سواه"؛ اهـ.

 

صور المخطوط الذي اعتمدت عليها في إثبات ألفاظ المتْن

 

النَّصُّ المُحقَّق:

(سُئِل شيخ الإسلام- رَحِمه الله- من أحد قُضاة واسطٍ أن يَكْتب له عقيدةً تكون عُمْدة له وأهْلِ بيته.

 

الجواب:

فأجابه[1]:

بسم الله الرحمن الرحيم

(صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم)[2]

 

"مقدمة المُصنِّف"

الحمد لله الذي أرسلَ رسوله[3] بالْهُدى ودين الحقِّ[4]؛ لِيُظهره[5] على الدِّين كله، وكفى بالله شهيدًا[6]، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله[7] صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا مزيدًا[8].

 

أمَّا بعد[9]:

فهذا اعتقاد[10] الفرقة[11] الناجية المنصورة إلى قيام السَّاعة[12]، أهل السُّنة والجماعة[13]، وهُو[14]: الإيمان[15] بالله[16]، وملائكتِه[17]، وكتُبِه[18]، ورسُلِه[19]، والبعث بعد الموت[20]، والإيمان بالقدَر[21] خيْرِه وشرِّه[22] [23].

 

الإيمان بالله تعالى

(القواعد الأساسيَّة في الإيمان بصِفات الله)

ومن الإيمان بالله[24]:

الإيمانُ بِما وصف به نفسَه في كتابه، وبِما وصفه به رسولُه محمَّدٌ- صلَّى الله عليه وسلَّم- من غير تحريف[25]، ولا تعطيل[26]، ومن غير تكييف، ولا تَمثيل[27].

 

بل يؤمنون بأن الله- سبحانه -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11][28].


فلا يَنْفون عنه ما وصَف به نفسه[29]، ولا يُحرِّفون الكلم عن مواضعه[30]، ولا يُلْحِدون في أسماء الله وآياته[31]، (ولا يكيِّفون)[32]، ولا يُمثِّلون صفاته بصفات خلقه؛ لأنه- سبحانه- لا سَمِيَّ له[33]، ولا كفو له[34]، ولا نِدَّ له[35]، ولا يُقاس بِخَلقه- سبحانه وتعالى[36].

 

فإنَّه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصْدَق قيلاً، وأحسن حديثًا من خلقه.

 

ثُمَّ رسله صادقون مَصْدُوقون، بِخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون[37].

 

ولِهذا قال- سبحانه وتعالى -:﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180- 182][38].


فسَبَّح نفسه عمَّا وصفه به المخالفون للرُّسل، وسلَّم على المرسلين؛ لسلامة ما قالوه من النَّقص والعيب.

 

وهو سبحانه قد جَمع- فيما وصف وسَمَّى به نفْسَه- بين النَّفي والإثبات، فلا عدول لأهل السُّنة والجماعة عمَّا جاء به المرسلون؛ فإنَّه الصِّراط المستقيم، صراطُ الذين أنْعَمَ الله عليهم مِن النبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداء والصالحين.



[1] ما بين القوسين زائدٌ من كثيرٍ من المطبوع من هذه العقيدة المباركة، لا سيَّما المطبوع ضمن "مَجموع فتاوى شيخ الإسلام"، 3/ 129.

[2] ما بين القوسين زيادة من المخطوط، وهي ساقطة من المطبوع.

[3] والمراد بالرسول هنا الجنس؛ فإنَّ جَميع رسل الله أُرسلوا بالهدى ودين الحق.

[4] والمقصود بالْهُدى: العلم النافع، والمقصود بالدِّين الحق: العمل الصالح.

[5] ليظهره: لِيُعلِيَه.

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية" 1/ 32: "والهاء في "يظهره" هل هو عائد على الرسول أو على الدين؟

إن كان عائدًا على "دين الحق" فكلُّ مَن قاتل لدِين الحق سيكون هو العالي؛ لأنَّ الله يقول: ﴿ لِيُظْهِرَهُ ﴾؛ يُظْهِر هذا الدِّين على الدين كلِّه، وعلى ما لا دين له، فيظهره عليهم من باب أولى؛ لأنَّ من لا يدين أخبث مِمَّن يدين بباطل، فإذًا: كلُّ الأديان التي يزعم أهلها أنَّهم على حقٍّ، سيكون دين الإسلام عليه ظاهرًا، ومَن سِوَاهم من باب أولى، وإن كان عائدًا إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام- فإنَّما يُظهِر الله رسولَه؛ لأنَّ معه دينَ الحق، وعلى كلا التقديرين، فإنَّ من تَمسَّك بِهذا الدين الحق، فهو الظاهر العالي، ومن ابتغى العِزَّة في غيْرِه فقد ابتغى الذُّل؛ لأنَّه لا ظهور ولا عزَّة ولا كرامة إلا بالدِّين الحق؛ ولِهَذا أنا أدعوكم معشر الإخوة إلى التمسُّك بدين الله ظاهرًا وباطنًا في العبادة والسُّلوك والأخلاق، وفي الدَّعوة إليه، حتَّى تقوم الملَّة، وتستقيم الأُمَّة"؛ اهـ.

[6] قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي- رحمه الله- في "التنبيهات اللطيفة" ص 4: "وشهادته تعالى بِقَوله وفعله، وتأييده لرسوله بالنَّصر والْمُعجزات والبراهين المتنوِّعة، الدالِّ كلُّ واحد منها- فكيف بجميعها؟- على رسالته وصدقه، وأنَّ جَميع ما جاء به هو الحقُّ من عقائد وأخلاق، وآداب وأعمال وغيرها"؛ اهـ

[7] قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي- رحمه الله- في "التنبيهات اللطيفة" ص 5: "الشهادة للرسول بالرسالة والعبودية مقرونةٌ بالشَّهادة لله بالتوحيد، لا تكفي إحداهما عن الأخرى، ولا بدَّ فيها من اعتراف العبد بكمال عبودية النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- لربِّه، وكمال رسالته المتضمِّنة لكماله- صلَّى الله عليه وسلَّم- وأنه فاق جميع البشر في كل خصْلَة كمال، ولا تُسمَّى شهادةً حتَّى يصدِّقه العبد في كلِّ ما أخبَر، ويطيعه في كلِّ ما أمر، وينتهي عما نَهى عنه، وبهذه الأمور تتحقق الشهادة لله بالتوحيد، وللرسول بالرسالة"؛ اهـ.

[8] "مزيدًا"؛ أيْ: زائدًا، يعني: على الصلاة عليه- صلَّى الله عليه وسلَّم.

[9] قال العلاَّمة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "الشَّرح الممتع على زاد المستقنع" 1/ 14:

"أمَّا بعدُ" هذه كلمةٌ يؤْتَى بِها عند الدخول في الموضوع الذي يقصد.

وأما قول بعضهم: إنَّها كلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخَر، فهذا غير صحيح؛ لأنَّه ينتقل العلماء دائمًا من أسلوب إلى آخر، ولا يأتون بـ(أمَّا بعد)"؛ اهـ.

[10] قال العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية" 1/ 41:

"اعتقاد: افتعال من العقد، وهو الرَّبْط والشَّد، هذا من حيث التصريف اللُّغوي.

وأما في الاصطلاح عندهم، فهو: حُكْم الذِّهن الجازم، يُقال: اعتقدت كذا، يعنِي: جزمْتُ به في قلبي، فهو حكم الذِّهن الجازم، فإنْ طابقَ الواقعَ فصحيحٌ، وإن خالفَ الواقع ففاسدٌ، فاعتقادنا أنَّ الله إله واحد صحيح، واعتقاد النصارى أن الله ثالث ثلاثةٍ باطلٌ؛ لأنه مُخالف للواقع، ووجه ارتباطه بالمعنى اللُّغوي ظاهر؛ لأن هذا الذي حكم في قلبه على شيءٍ ما، كأنَّه عقَدَه عليه وشدَّه عليه بحيث لا يتفلت منه"؛ اهـ.

[11] الفِرْقة: بكسر الفاء، الطَّائفة من الناس، أما الفُرْقة- بضم الفاء -: فمن الافتراق.

[12] وُصِفَت بذلك؛ لقوله- صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تفترق أُمَّتِي على ثلاث وسبعين ملَّة، كلهم في النار إلاَّ ملَّة واحدة))، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي))؛ أخرجه الترمذيُّ، من حديث عبدالله بن عمرو.

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية"، 1/ 41:

"هذا الحديث يبيِّن لنا معنى "الناجية"، فمَن كان على مثل ما عليه النبِيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- وأصحابُه، فهو ناجٍ من البِدَع، و"كلُّها في النَّار إلا واحدة": إذًا هي ناجية من النار، فالنَّجاة هُنا من البِدَع في الدُّنيا، ومن النار في الآخرة"؛ اهـ.

[13] "أهل السنة والجماعة": يعني المتمسِّكين بالسُّنة المجتمعين عليها، والجملة بدَلٌ من الفرقة النَّاجية، والسُّنة هي: الطريقة التي كان عليها النبِيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية"، 1/ 45:

"وعُلِم من كلام المؤلِّف- رحمه الله- أنه لا يدخل فيهم مَن خالفهم في طريقتهم، كالأشاعرة مثلاً والماتريديَّة، لا يُعَدُّون من أهل السنة والجماعة في هذا الباب؛ لأنَّهم مُخالفون لما كان عليه النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- وأصحابُه في إجراء صفات الله- سبحانه وتعالى- على حقيقتها؛ ولِهذا يُخْطِئ مَن يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلَفيُّون، وأشعريُّون، وماتريديون، فهذا خطأ، نقول: كيف يكون الجميع أهْلَ سُنَّة وهم مُختلفون؟! فماذا بعد الحق إلاَّ الضلال؟! وكيف يكونون أهْلَ سُنَّة، وكلُّ واحدٍ يردُّ على الآخَر؟! هذا لا يمكن إلاَّ إذا أمكن الجمع بين الضِّدَّين، فنعَم، وإلاَّ فلا شكَّ أن أحدهم وحْدَه هو صاحب السُّنة، فمن هو؟ الأشعريَّة، أم الماتريدية، أم السَّلفية؟

نقول: مَن وافق السُّنة، فهو صاحب السُّنة، ومن خالف السنة، فليس صاحب سُنَّة، فنحن نقول: السَّلَف هم أهل السُّنة والجماعة، ولا يَصْدق الوصف على غيرهم أبدًا، والكلمات تعتبر معانيها للنَّظر كيف نسمِّي من خالف السُّنة أهلَ سُنَّة؟ لا يُمكن، وكيف يمكن أن نقول عن ثلاث طوائف مُختلفة: إنَّهم مُجْتمعون؟ فأين الاجتماع؟ فأهل السنة والجماعة هم السَّلف معتقدًا، حتَّى المتأخِّر إلى يوم القيامة إذا كان على طريقة النبِي- صلَّى الله عليه وسلَّم- وأصحابه، فإنَّه سلَفِي"؛ اهـ.

[14] يعنِي: الاعتقاد.

[15] قال العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية"، 1/ 46:

"الإيمان في اللُّغة: يقول كثيرٌ من الناس: إنَّه التصديق، فصَدَّقْتُ وآمنت معناها لغةً واحد، وقد سبق لنا في التفسير أنَّ هذا القول لا يَصِحُّ، بل الإيمان في اللُّغة: الإقرار بالشيء عن تصديقٍ به، بدليل أنك تقول: آمنت بكذا، وأقررتُ بكذا، وصدَّقْت فلانًا، ولا تقول: آمنت فلانًا.

إذًا فالإيمان يتضمَّن معنى زائدًا على مجرَّد التصديق، وهو الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول للأخبار، والإذعان للأحكام، هذا الإيمان، أمَّا مجرد أن تؤمن بأن الله موجود، فهذا ليس بإيمان، حتَّى يكون هذا الإيمان مستلْزِمًا للقبول في الأخبار، والإذعان في الأحكام، وإلاَّ فليس إيمانًا"؛ اهـ.

[16] والإيمان بالله هو: الاعتقاد الجازم بأنَّ الله ربُّ كلِّ شيء ومليكُه، وأنَّه الخالق، الرَّازق، المدبِّر، المُحْيي المميت، وأنَّه المستحِقُّ للعبادة دون سواه، وأنَّ الله هو الْمُتَّصف بصفات الجلال والكمال والعظمة، المُنزَّه عن كلِّ عيب ونقص.

إذًا الإيمان بالله يستلزم أربعة أمور:

- الإيمان بوجوده.

- الإيمان بربوبيَّته؛ أيِ: الانفراد بالرُّبوبية.

- الإيمان بألوهيته؛ أي: الانفراد بالألوهية.

- الإيمان بأسمائه وصفاته.

[17] الملائكة جَمع: ملاك، وأصل ملاك: مالك؛ لأنه من الألوكة، والأَلُوكة في اللُّغة الرِّسالة، قال الله- تعالى -: ﴿ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى ﴾ [فاطر: 1]، قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية" ص 18:

"وهم نوعٌ مِن خلْق الله- عز َّوجلَّ- أسكنَهم سَمواتِه، ووكلهم بشؤون خَلْقه، ووصفهم في كتابه بأنَّهم لا يَعْصُون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وأنَّهم يُسبِّحون له بالليل والنهار لا يَفْتُرون، فيجب علينا الإيمانُ بِما ورد في حقِّهم من صفاتٍ وأعمال في الكتاب والسُّنة، والإمساكُ عمَّا وراء ذلك؛ فإنَّ هذا من شؤون الغيب التي لا نعلم منها إلاَّ ما علَّمَنا الله ورسوله"؛ اهـ.

[18] الكتُب: جمع كتاب، والكتاب يُجمع أيضًا على كُتْب- بسكون التاء.

قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية" ص 19:

"وهو من الكَتْب بِمعنى: الجَمْع والضَّم، والمراد بِها: الكتب المنـزَّلة من السماء على الرُّسل- عليهم الصلاة والسلام.

والمعلوم لنا منها: صحُف إبراهيم، والتَّوراة التي أُنـزلت على موسى في الألواح، والإنجيل الذي أُنـزل على عيسى، والزَّبور الذي أنـزل على داود، والقرآنُ الكريم الذي هو آخِرُها نـزولاً، وهو المصدِّق لَها، والْمُهيمن عليها، وما عداها يَجِب الإيمان به إجمالاً"؛ اهـ

[19] أيْ: رسل الله، وهم الذين أوحى الله إليهم بالشَّرائع وأمرهم بتبليغها، وأوَّلُهم نوحٌ، وآخرهم محمَّد- صلَّى الله عليه وسلَّم.

قال د. عمر سليمان الأشقر في "الرُّسل والرسالات" ص 13:

"والرِّسالة في اللغة التوجيه، فإذا بعَثْت شخصًا في مهمة، فهو رسولك.

قال- تعالى- حاكيًا قول ملكة سبأ: ﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [النمل: 35]، وقد يريدون بالرَّسول ذلك الشَّخص الذي يُتابع أخبار الذي بعثه؛ أخذًا من قول العرب: جاءت الإبل رسلاً؛ أيْ: مُتتابعة.

وعلى ذلك فالرُّسل إنَّما سُمُّوا بذلك؛ لأنَّهم وُجِّهوا من قِبَل الله- تعالى -: ﴿ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا ﴾ [المؤمنون: 44]، وهم مبعوثون برسالة معيَّنة، مكلَّفون بِحملها وتبليغها ومتابعتها"؛ اهـ.

وقد وقع خلافٌ في الفرق بين الرَّسول وبين النبِيِّ، بين قائلٍ: لا فرق، وقائل بِفُروق غيْر معتبَرة، وبين مُنْصِف حرَّر الفرق بتجرُّد وإنصاف.

قال د. عمر سليمان الأشقر في "الرُّسل والرسالات"، ص 14:

"لا يصحُّ قول من ذهب إلى أنَّه لا فرق بين الرسول والنبِيِّ، ويدلُّ على بطلان هذا القول ما ورد في عدَّة الأنبياء والرسل، فقد ذكر الرسول- صلَّى الله عليه وسلَّم- أن عدَّة الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألف نبِي، وعدة الرُّسل ثلاثمائة وبضعة عشر رسولاً.

ويدلُّ على الفرق أيضًا ما ورد في كتاب الله من عطف النبيِّ على الرسول: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ﴾ [الحج: 52]، ووصف بعض رسله بالنبوَّة والرِّسالة؛ مِمَّا يدلُّ على أن الرِّسالة أمر زائد على النبوَّة، كقوله- تعالى- في حقِّ موسى- عليه السَّلام -: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 51]، والشائع عند العلماء أن الرَّسول أخَصُّ من النبِي، فالرَّسول هو من أُوحي إليه بشرع وأُمِر بتبليغه، والنبي من أوحي إليه ولم يُؤْمَر بالبلاغ، وعلى ذلك فكلُّ رسولٍ نَبِي، وليس كلُّ نبي رسولاً.

وهذا الذي ذكروه هنا بعيدٌ؛ لأمور:

الأول: أنَّ الله نصَّ على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرُّسل في قوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ﴾ [الحج: 52]، فإذا كان الفارق بينهما هو الأمْرَ بالبلاغ، فالإرسال يقتضي من النبِيِّ البلاغ.

الثاني: أنَّ تَرْك البلاغ كِتْمانٌ لِوَحي الله تعالى، والله لا ينـزل وحْيَه لِيُكتَم ويُدْفَن في صدْرِ واحدٍ من النَّاس، ثُمَّ يَموت هذا العلم بِمَوته.

الثالث: قول الرسول- صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عُرِضتْ عليَّ الأمم، فرأيت النبِيَّ ومعه الرهط، والنبي ومعه الرَّجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد)).

فدلَّ هذا على أن الأنبياء مأمورون بالبلاغ، وأنَّهم يتفاوتون في مدى الاستجابة لَهم.

والتعريف المختار: أن الرسول مَن أوحي إليه بِشَرع جديد، والنبِي هو المبعوث لِتَقرير شرع مَن قبله، وقد كانت بنو إسرائيل تَسُوسهم الأنبياء، كلَّما مات نَبِيٌّ قام نبِي، كما ثبت في الحديث، وأنبياءُ بني إسرائيل كلُّهم مبعوثون بشريعة موسى "التوراة"، وكانوا مأمورين بإبلاغ قومِهم وحْيَ الله إليهم: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ﴾ [البقرة: 246]، فالنبِيُّ كما يظهر من الآية يُوحَى إليه شيءٌ يُوجِب على قومه أمرًا، وهذا لا يكون إلاَّ مع وجوب التبليغ، واعْتبِر في هذا بِحال داود وسليمان وزكريا ويَحيَى، فهؤلاء جميعًا أنبياء، وقد كانوا يقومون بسياسة بني إسرائيل، والحكم بينهم، وإبلاغهم الحقَّ، والله أعلم الصواب"؛ اهـ.

[20] قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 20:

"والبعث في الأصل: الإثارة والتَّحريك، والمراد به في لسان الشرع: إخراج الموتى من قبورهم أحياءً يوم القيامة؛ لِفَصْل القضاء بينهم، فمن يعمل مثقال ذرَّة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره.

ويجب الإيمان بالبعث على الصفة التي بيَّنَها الله في كتابه، وهو أنَّه جَمْع ما تَحلَّل من أجزاء الأجساد التي كانت في الدُّنيا، وإنشاؤها خلقًا جديدًا، وإعادة الحياة إليها.

ومُنكر البعث الجسماني كالفلاسفة والنَّصارى كافر، وأمَّا مَن أقرَّ به، ولكنه زعم أنَّ الله يبعث الأرواح في أجسام غير الأجسام التي كانت في الدُّنيا، فهو مُبْتدع وفاسق"؛ اهـ

[21] قال العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية 1/ 60:

"القدَر هو: تقدير الله- عزَّ وجلَّ- للأشياء".

وقد كتب اللهُ مقاديرَ كلِّ شيء قبل أن يَخْلق السموات والأرض بخمسين ألف سنَة، كما قال الله- تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: 70]؛ اهـ.

[22] قال العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية"، 1/ 60:

"فالحاصل أنَّنا نقول:

أوَّلاً: الشرُّ الذي وُصِف به القدَر هو شرٌّ بالنِّسبة لِمَقدور الله، أما تقدير الله فكلُّه خيْر، والدليل قولُ النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والشرُّ ليس إليك)).

ثانيًا: إن الشرَّ الذي في المقدور ليس شرًّا مَحْضًا، بل هذا الشر قد يَنْتج عنه أمورٌ هي خير، فتكون الشرِّيَّة بالنسبة إليه أمرًا إضافيًّا"؛ اهـ.

[23] والأدلة على هذه الأركان السِّتَّة للإيمان كثيرة، أذكر منها قولَه- تعالى -: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177]، وقولَهُ- تعالى -: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]،

وقولَهُ- صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث جبريل الطويل: ((أن تُؤْمن بالله وملائكته وكتبِه ورسُلِه واليوم الآخر وتؤمن بالقدَر خيْرِه وشرِّه)).

[24] هذا شروع في التفصيل بعد الإجمال.

[25] قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 22:

"والتحريف في الأصل مأخوذ من قولهم: حَرفْتُ الشيء عن وجهه حرفًا، من باب ضرب؛ إذا أمَلْته وغيَّرْته، والتشديد للمبالغة.

وتحريف الكلام: إمالته عن المعنى المتبادر منه إلى معنًى آخر، لا يدلُّ عليه اللفظ إلاَّ باحتمال مرجوح، فلا بُدَّ فيه من قرينة تبيِّن أنه المراد"؛ اهـ.

والتحريف ينقسم إلى قسمين:

- القسم الأول: تحريف اللفظ بزيادةٍ، أو نقْص، أو تغييرِ شَكْل، وذلك كقول "الجهميَّة" ومن تَبِعهم في قوله- تعالى -: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طـه: 5]: استولى، بزيادة اللاَّم، وكقولهم بنصب لفظ الجلالة من قوله- تعالى -: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]؛ ليعود الكلام على موسى.

- والقسم الثاني: تحريف المعنى، وهو إبقاء اللفظ على حاله، وتغيير معناه، وذلك كتفسير بعض المبتدعة صِفَةَ "الغضب" بإرادة الانتقام، وصفة "اليد" بالقُدْرة.

[26] قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 22:

"وأما التعطيل، فهو مأخوذ من العطل، الذي هو الخلوُّ والفراغ والتَّرك، ومنه قوله- تعالى -: ﴿ وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ﴾ [الحج: 45]؛ أي: أهْملَها أهْلُها، وتركوا ورْدَها.

والمراد به هنا: نَفْي الصفات الإلهية، وإنكار قيامها بذاته- تعالى"؛ اهـ.

فيكون الفرق بين التَّحريف والتعطيل: أن التعطيل: نفْيٌ للمعنى الحقِّ الذي دلَّ عليه الكتاب والسُّنة، أمَّا التحريف فهو: تفسير النُّصوص بالمعاني الباطلة.

قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 23:

"والنِّسبة بينهما العمومُ والخصوص الْمُطلَق؛ فإنَّ التعطيل أعَمُّ مطلقًا من التحريف، بِمَعنى أنه كلما وجد التحريف وجد التعطيل دون العكس، وبذلك يوجدان معًا فيمن أثبت الْمَعنى الباطل، ونفَى المعنى الحق، ويوجد التعطيل بِدُون التحريف فيمن نفى الصِّفات الواردةَ في الكتاب والسُّنة، وزعم أنَّ ظاهرها غيْرُ مرادها، ولكنه لم يُعيِّن لَها معنًى آخَر، وهو ما يُسمُّونه بالتفويض.

ومن الخطأ القول بأنَّ هذا هو مذهب السَّلَف، كما نسَبَ ذلك إليهم المتأخِّرون من الأشاعرة وغيرهم، فإنَّ السَّلف لَم يكونوا يفوِّضون في عِلْم المعنى، ولا كانوا يَقْرَؤون كلامًا لا يفهمون معناه، بل كانوا يفهمون مَعانِيَ النُّصوص من الكتاب والسُّنة، ويُثْبتونَها لله- عزَّ وجل- ثُم يفوِّضون فيما وراء ذلك من كُنْهِ الصِّفات أو كيفيَّاتِها، كما قال مالِكٌ حين سُئِل عن كيفيَّة استوائه- تعالى- على العرش: "الاستواء معلومٌ، والكَيْف مَجْهول"؛ اهـ.

[27] قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 23:

"وأما قوله: "ومن غير تكييف ولا تَمثيل"، فالفرق بينهما أنَّ التكييف أنْ يعتقد أنَّ صفاته- تعالى- على كيفيَّة كذا، أو يسأل عنها بكيف، وأما التمثيل، فهو اعتقاد أنَّها مثل صفات المخلوقين.

وليس المراد من قوله: "من غير تكييف" أنَّهم يَنْفون الكيف مطلقًا؛ فإنَّ كل شيء لا بد أن يكون على كيفيَّةٍ ما، ولكن المراد أنَّهم ينفون علمهم بالكيف؛ إذْ لا يعلم كيفية ذاته وصفاته إلا هو سبحانه، بل يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"؛ اهـ

[28] قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطية"، ص 74:

"لَمَّا ذكر المصنِّف- رحمه الله- أن الواجب هو الإيمان بصفات الله الثابتة في الكتاب والسُّنة من غير تحريف ولا تعطيلٍ، ومن غير تكييف ولا تَمثيل، بيَّن موقف أهل السنة والجماعة من ذلك، وهو أنَّهم يؤمنون بتلك الصفات على هذا المنهج المستقيم، فيُثْبتونَها على حقيقتها، نافين عنها التَّمثيلَ فلا يُعَطِّلون ولا يمثِّلون، على وفْق ما جاء في قوله- تعالى- في الآية: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، فقولُه- تعالى -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾، ردٌّ على الْمُمثِّلة، وقوله: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾، ردٌّ على المعطِّلة؛ لأنَّ فيه إثباتَ السَّمع والبصر، فالآية الكريمة دستورٌ واضح في باب الأسْماء والصِّفات؛ لأنَّها جَمعتْ بين إثبات الصِّفات لله ونَفْي التمثيل عنها، وسيأتي تفسيرُها- إن شاء الله"؛ اهـ.

[29] قال العلاَّمة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطية"، ص 74:

"وقوله: "فلا ينفون عنه ما وصف به نفْسَه"؛ أيْ: لا يحمل أهلَ السُّنة والجماعة إيمانُهم بأنَّ الله ليس كمِثْله شيءٌ على أن ينفوا عنه ما وصف به نفْسَه، كما يفعل ذلك الذين غلوا في التَّنـزيه حتَّى عطَّلوه من صفاته بِحُجَّة الفرار من التمثيل بصفات المخلوقين، فأَهْل السُّنة يقولون: لله صفات تَخُصُّه وتليق به، وللمخلوقين صفات تخصُّهم وتليق بِهم، ولا تَشابُهَ بين صفات الخالق وصفات المخلوق، فلا يلزم هذا المَحذور الذي ذكرتُم أيُّها المعطلة"؛ اهـ.

[30] أيْ: لا يغيِّرون كلام الله فيبدِّلون ألفاظَه، أو يغيرون معانِيَه، فيفسِّرونه بغير تفسيره، كما يفعل المعطِّلة الذين يقولون في: ﴿ اسْتَوَى ﴾: استولَى، وفي: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ ﴾: وجاء أمْرُ ربِّك، ويفسِّرون رحْمَة الله بإرادة الإنعام، ونحو ذلك.

[31] قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطية"، ص 74:

"الإلْحاد لغة: الْمَيل والعدول عن الشيء، ومنه اللَّحد في القَبْر؛ سُمِّي بذلك لِمَيله وانحرافه عن سَمْت الحفر إلى جهة القِبْلة، والإلحاد في أسماء الله وآياته هو العُدول والميل بِها عن حقائقها ومعانيها الصَّحيحة إلى الباطل.

والإلحاد في أسماء الله وصفاته أنواعٌ:

النوع الأول: أن تُسمَّى الأصنام بِها، كتسمية اللاَّت من الإله، والعُزَّى من العزيز، ومَناة من المنَّان.

النوع الثاني: تسميته- سبحانه وتعالى- بِما لا يليق به، كتسميته النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له موجبًا، أو علَّة فاعلة.

النوع الثالث: وصْفُه- سبحانه وتعالى- بِما يُنـزَّه عنه من النقائص، كقول اليهود الذين قالوا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء ﴾ [آل عمران: 181]، وقولِهِم: ﴿ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ﴾ [المائدة: 64]، وأنه استراح يوم السَّبت، تعالى الله عمَّا يقولون.

النوع الرابع: جَحْد معانيها وحقائقها، كقول الجهميَّة: إنَّها ألفاظ مجرَّدة لا تتضمَّن صفاتٍ ولا معانِيَ، فالسميع لا يدلُّ على سَمْع، والبصير لا يدل على بصَر، والحيُّ لا يدل على حياة، ونحو ذلك.

النوع الخامس: تشبيه صفاته بصفات خَلْقِه، كقول الممثِّل: يده كيدي إلى غير ذلك- تعالى الله.

وقد توعَّد اللهُ الْمُلحدين في أسمائه وآياته بأشدِّ الوعيد، فقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180]، وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ﴾ [فصلت: 40]؛ اهـ.

[32] ما بين القوسين ساقط من المخطوط، وقد أثبَتُّه من المطبوع.

[33] قال- تعالى -: ﴿ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]؛ أيْ: لا نظير له يستحقُّ مثْلَ اسْمِه.

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية"، 1/ 112:

"﴿ هل ﴾ استفهام، لكنَّه بِمَعنى النفي، ويأتي النفي بصيغة الاستفهام؛ لفائدة عظيمة، وهي التحدِّي؛ لأنَّ هناك فرقًا بين أن أقول: لا سَمِيَّ له، و: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]؛ لأنَّ ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65] متضمِّنٌ للنَّفي وللتحدي أيضًا، مُشْرَبٌ معنى التحدي، وهذه قاعدة مهمَّة: كلَّما كان الاستفهام بمعنى النَّفي، فهو مشْرَب معنى التحدي، كأنِّي أقول: إن كنتَ صادقًا فأْتِنِيبِسَميٍّ له، وعلى هذا؛ فـ ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65] أبْلَغُ مِن: (لا سَمِيَّ له)"؛ اهـ

قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 26:

"وليس المراد من نفْيِ السَّميِّ أنَّ غيره لا يُسمَّى بِمِثل أسمائه، فإنَّ هناك أسماءً مشتركة بينه وبين خلقه، ولكن المقصود أنَّ هذه الأسماء إذا سُمِّي الله بِها، كان معناها مُختصًّا به لا يشركه فيه غيْرُه، فإنَّ الاشتراك إنَّما هو في مفهوم الاسم الكُلِّي، وهذا لا وجود له إلا في الذِّهن، وأما في الخارج، فلا يكون المعنى إلا جزئيًّا مختصًّا، وذلك بِحَسَب ما يُضاف إليه، فإنْ أُضيف إلى الربِّ، كان مختصًّا به لا يشاركه فيه العبد، وإن أضيف إلى العبد، كان مُختصًّا به لا يشاركه فيه الرَّب"؛ اهـ.

[34] قال- تعالى -: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]، والكفء هو المكافئ الْمُماثل؛ أيْ: لا مثل له.

[35] قال- تعالى -: ﴿ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 22]،

والند هو الشبيه والنظير.

[36] قال العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية"، 1/ 114:

"القياس ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قياس شُمول، وقياس تَمْثيل، وقياس أولويَّة، فهو- سبحانه وتعالى- لا يُقاس بِخَلقه قياسَ تَمثيل ولا قياس شمول:

1- قياس الشُّمول: هو ما يُعرف بالعامِّ الشَّامل لجميع أفراده، بحيث يكون كلُّ فرد منه داخلاً في مُسمَّى ذلك اللفظ ومعناه، فمثلاً إذا قلنا: الحياة، فإنَّه لا تُقاس حياة الله تعالى بِحَياة الخَلْق من أجْل أن الكُلَّ يشمله اسم "حي".

2- وقياس التمثيل: هو أن يلْحَق الشيء مثيله، فيُجْعَل ما ثبتَ للخالق مثْلُ ما ثبت للمخلوق.

3- وقياس الأولوية: هو أن يكون الفرْعُ أولى بالحكم من الأصل؛ ولِهذا يقول العلماء: إنه مستعمل في حقِّ الله؛ لقوله- تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ﴾ [النحل: 60]، بِمَعنى: كلُّ صفة كمال، فلِلَّه تعالى أعلاها، والسمع والعلم والقدرة، والحياة والحكمة، وما أشبهها موجودةٌ في المخلوقات، لكن لله أعْلاها وأكْمَلها.

ولِهذا أحيانًا نستدلُّ بالدلالة العقلية من زاوية القياس بالأَوْلَى، فمثلاً نقول: العلوُّ صفةُ كمالٍ في المخلوق، فإذا كان صفةَ كمالٍ في المخلوق، فهو في الخالق من باب أولَى، وهذا دائمًا نجده في كلام العلماء.

فقول المؤلِّف- رحمه الله -: "ولا يُقاس بِخَلقه" بعد قوله: "لا سَمِيَّ له، ولا كفو له، ولا ندَّ له" يعني: القياسَ المقتضي للمُساواة، وهو قياس الشُّمول، وقياس التمثيل.

إذًا يَمْتنع القياس بين الله وبين الخَلْق؛ للتَّبايُن بينهما، وإذا كُنَّا في الأحكام لا نقيس الواجب على الجائز، أو الجائزَ على الواجب، ففي باب الصِّفات بين الخالق والمخلوق من باب أوْلَى.

لو قال لك قائلٌ: الله موجود، والإنسان موجود، ووجودُ الله كوجود الإنسان بالقياس.

فنقول: لا يصحُّ؛ لأنَّ وجود الخالق واجب، ووجود الإنسان مُمْكن.

فلو قال: أقيس سَمْع الخالق على سمع المخلوق.

نقول: لا يمكن؛ سَمْع الخالق واجب له، لا يعتريه نقص، وهو شاملٌ لكلِّ شيء، وسَمْع الإنسان ممكن؛ إذْ يجوز أن يولد الإنسان أصمَّ، والمولود سميعًا يلحقه نقْصُ السَّمع، وسَمْعه محدود.

إذًا لا يمكن أن يُقاس الله بِخلقه، فكلُّ صفات الله لا يُمكن أن تُقاس بصفات خلقه؛ لِظُهور التباين العظيم بين الخالق وبين المخلوق"؛ اهـ.

[37] قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 29:

"قوله: "فإنه أعلم بنفسه وبغيره.." إلى قوله: "... ثُم رسله صادقون مَصْدُوقون" تعليلٌ لصحَّة مذهب السَّلف في الإيمان بجميع الصفات الواردة في الكتاب والسُّنة؛ فإنَّه إذا كان الله- عزَّ وجلَّ- أعلمَ بنفسه وبغيره، وكان أصدقَ قولاً وأحسنَ حديثًا، وكان رسلُه- عليهم الصلاة والسلام- صادقين في كلِّ ما يُخْبِرون به عنه، معصومين من الكذب عليه والإخبار عنه بِما يُخالف الواقع، وجب التعويل إذًا في باب الصفات نفيًا وإثباتًا على ما قاله الله وقاله رسوله الذي هو أعلم خلْقِه به، وألاَّ يُتْرَك ذلك إلى قولِ مَن يفترون على الله الكذب ويقولون عليه ما لا يعلمون.

وبيانُ ذلك أن الكلام إنَّما تُقْصَر دلالته على المعاني الْمُرادة منه؛ لأحد ثلاثة أسباب: إمَّا لجهل المتكلم وعدم علمه بِما يتكلَّم به، وإمَّا لعدم فصاحته وقدرته على البيان، وإمَّا لكذبه وغشِّه وتدليسه، ونُصوص الكتاب والسُّنة بريئةٌ من هذه الأمور الثلاثة من كلِّ وجه، فكلامُ الله وكلام رسوله في غاية الوضوح والبيان، كما أنَّه الْمَثَل الأعلى في الصِّدْق والمطابقة للواقع؛ لِصُدوره عن كمال العلم بالنِّسَب الخارجية، وهو كذلك صادرٌ عن تَمام النُّصح، والشفقة، والحرص على هداية الخلق وإرشادهم.

فقد اجتمعت له الأمور الثلاثة التي هي عناصر الدلالة والإفهام على أكمل وجه، فالرَّسول- صلَّى الله عليه وسلَّم- أعلم الخلق بِما يريد إخبارهم به، وهو أقدرهم على بيان ذلك والإفصاح عنه، وهو أحرَصُهم على هداية الخلق، وأشَدُّهم إرادةً لذلك، فلا يُمكن أن يقع في كلامه شيءٌ من النقص والقصور، بِخلاف كلامِ غيره، فإنَّه لا يَخْلو من نقص في أحد هذه الأمور أو جميعها، فلا يصحُّ أن يُعْدَل بكلامه كلامُ غيره، فضلاً عن أن يُعْدَل عَنْه إلى كلام غيره؛ فإنَّ هذا هو غاية الضلال، ومنتهى الخِذْلان".

[38] قال العلاَّمة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطيَّة"، ص 85:

"ما يُستفاد من الآيات:

1- تنـزيه الله- سبحانه- عمَّا يصفه به الضُّلاَّل والْجُهَّال مِمَّا لا يليق بجلاله.

2- صِدْق الرُّسل ووجوب قبول ما جاؤوا به، وما أخبروا به عن الله.

3- مشروعية السلام على الرسل- عليهم الصلاة والسلام- واحترامهم.

4- ردُّ كلِّ ما يخالف ما جاءت به الرسل، لا سيَّما ما يتعلَّق بأسماء الله وصفاته.

5- مشروعيَّة الثناء على الله وشكره على نِعَمِه، التي مِن أجَلِّها نعمة التوحيد"؛ اهـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حائية ابن أبي داود في العقيدة
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (2/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (3/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (4/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (5/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (6/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (7/ 12)
  • أهمية العقيدة الواسطية لابن تيمية
  • سبب تأليف العقيدة الواسطية، ومتى ألفت؟
  • عناية العلماء بالعقيدة الواسطية

مختارات من الشبكة

  • حاجة كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري للتحقيق ، وحاجة التحقيق للتنسيق(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • كيف تشتري كتابا محققا؟ وكيف تميز بين تحقيق وآخر إذا تعددت تحقيقات النص؟(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التقليد في تحقيق المناط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق الكلام في المسائل الثلاث ( الاجتهاد والتقليد، السنة والبدعة، العقيدة ) (PDF)(كتاب - موقع الشيخ علي بن محمد العمران)
  • منهج تحقيق نسبة النص النثري لمحمد علي عطا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رأي الإمام الشَّاطبي في أقسام تحقيق المناط في الاجتهاد (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحقيقات التي حظي بها كتاب البرهان للإمام الزركشي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الفرقان بين الحق والبطلان لابن تيمية تحقيق حمد العصلاني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (12/ 12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (11 /12)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب