• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

دعوة لإعادة تشكيل فهمنا بمادة علم الجرح والتعديل

دعوة لإعادة تشكيل فهمنا بمادة علم الجرح والتعديل
حسن مظفر الرزّو

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/5/2012 ميلادي - 29/6/1433 هجري

الزيارات: 13963

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دعوة لإعادة تشكيل فهمنا بمادة علم الجرح والتعديل

 

تجابه عملية إصدار حكم نقدي قطعي بصدد رجل مِن رجال الحديث - جملةً منَ العقبات المعرفية، وتشمل هذه العقبات دلالةَ الاصطلاح المستخدَم في وصْف مرتبة الراوي، في ظل العصر الذي أطلق فيه الاصطلاح، ووجود اختلاف في إصدار الحكم بين ناقدٍ متساهلٍ، أو متوسط، أو ثالث متشَدِّد ينبذ الراوي بأدنى شبهة، ويأتي بعد ذلك المنهج النقدي الذي تبنَّاه صيارِفَةُ الحديث في حكْمِهم على المحدثين، بمخْتلف مراتِبهم.

 

ولقد حفلتْ كتب رجال الحديث بعددٍ كبيرٍ منَ الأقوال المنقولة، في نقْدِ رواة الحديث، صدر بعضُها عن جهابِذَة علم الجرح والتعديل، بينما تَمَّ تناقل أقوال أخرى في سلسلة منَ الروايات المتكَرِّرة في كتب علوم الحديث، بعيدًا عنْ ممارسة معالَجات نقديَّة متبصرة بهذه الروايات، قبل أن تودعَ في كتب الجرح والتعديل، بحيثُ اختلطت العباراتُ، ودلالاتها على كثير منَ المشتغلين بهذا المضمار، وأصبح العاملون في ميدان الحديث يتأَرْجَحُون بين اعتماد كتاب بعينه دون غيره، مثل: اعتماد الكثير في هذه الأيام على "ميزان الذهبي"، وإغفال غيره، أو ممارسة مهنة حاطب الليل، باختيار ما يرونه متوافِقًا مع منهج دراستهم؛ بينما خلط البعض الآخر بين دلالة العبارة، فوضعوا عبارة: "لا بأس به"، التي كان يطلقها الإمام أحمدُ بن حنبل، مع من أطلقها في زمن المتأخرين.

 

وقد صاحبتْ هذه الظاهرة الخطيرة حركة نشِطة، تحاول أن تعيدَ توظيف الحديث النبوي الشريف في جلِّ مفردات حياتنا المعاصِرة، مع زيادة عددِ المصنفات المحقَّقة، والمعالَجة بتقنيات الحَوْسبة المعلوماتية، الأمر الذي بات يحتم علينا جميعًا النهوض بجهدٍ جبار؛ لدرء المخاطر المحتملة على علم الحديث النبوي الشريف، وتضييع معالِم إنجازاته النقدية الباهرة؛ نتيجة:

• ظُهُور تيار يُعانِي مِن سطحيَّة الفَهْم بمفرداته الحقيقيَّة، بعد أن مارسَ لفترةٍ سلسلة عمليات تشويه للمنهج النقدي الأصيل بمناهج مستَحْدَثة، تبتعد كثيرًا عن مناهج المحدثين.

 

• حصول حالة تُخمة معرفية بمفردات هائِلة من النتاج الحديثي، التي تفتقر إلى منهجٍ نقدي دقيق، يمتلك القدرة على استخلاص الموارد الأصيلة لهذا العلم الشريف، وتمييز معاني العبارات النقدية بحسب عصورها ورجالها؛ لكي تكون المادة العلمية خالِصة، وصالحة للتوظيف في الدراسات المعاصرة.

 

ولتجاوُز هذه العَقَبة التي قد تقف عائِقًا أمام الدِّراسات المعاصرة لعلوم الحديث ومصطلحه، ولِلْحفاظ على الحصيلة العلميَّة الفريدة التي خلفها لنا جهابِذةُ هذا العلم المبارك وأساطينه - بات من الضروري مباشرة سلسلة منَ الدراسات النقدية، التي تتناول بالسبر والتحليل كُتُبَ الجرح والتعديل؛ لتمييز أنواع ومراتب العبارات النقدية المطروحة، وتحديد معالَم النَّسَق المعرفي الذي تبنَّاه صيارفة الرِّجال في كل عصر منَ العصور، وأمور أخرى ستكشف عنها النقاب دراستُنا المستمرة لهذا المورد المبارَك.

 

وقد تناوَلنا في هذا البحثِ دراسة عبارات الفِئة الأولى منَ المحدثين الثقاة لدى أئمة الشأن، وبمنهج نقديٍّ صارمٍ يمكن أن نسترشد به - بعد ممارسة جملة مِن عمليات النقد والتقويم على منهجه - في إعداد دراسات مستفيضة، تتناول الكثير من مفردات عِلم الجرح والتعديل، قبل الشروع في دراسة الأسانيد والمُوازَنة بين المرْوِيَّات.

 

1- مقدمة:

كانتْ بداية ظُهُور عبارات توثيق وتجريح المحدِّثين، بعد اختمار قواعد تحمُّل الرواية، غير أنها افتقرتْ في البداية إلى عرف اصطلاحي تَتَّكئ إليه، فاختلفتْ مفرداتها عند هذا وذاك، بيد أنها كانتْ تدور حول تأسيس دائرة الرِّجال الثِّقات، وتمييزهم عنِ الضعفاء والمتروكين[1]، بعدها بدأتْ دلالة العِبارات بالنضوج تدريجيًّا، فأدخل صيارِفَة الرِّجال في حدودها شروطًا إضافيَّة؛ لتعريف مقومات العدالة لدى الراوي، وتمييزه عن رجال مرتبته، أو المراتب الأخرى؛ لذا فقد نجم عن هذه الشروط الجديدة أنْ ظهرَتْ على ساحة نقد الرِّجال معايير ومفردات جديدة؛ كالحفظ، والإتقان، وغيرها منَ المعايير، ولقدِ استمرت دائرة عبارات التوثيق والتجريح بالنمو؛ لظهور عبارات جديدة على ساحة علم الجرح والتعديل، إضافة إلى ازدياد تعقيدها نتيجة لاعتماد معايير أكثر تخصيصًا عند صياغة تعريف الثقات المتقنين، كذلك بدأتْ بِنْيَة عبارة التوثيق بالامتداد، حتى أضحتْ تتألف من مجموعة ألفاظ، تشير كل لفظةٍ منها إلى شريحة معينة من مقومات عدالة الراوي، فتؤلف بمجموعها مصطلحًا نقديًّا يومِئ إلى تعريف مرتبة المحدِّث لدى أئمة الشأن؛ فامتلأت كتب الرِّجال وطبقاتهم بعبارات صيغ بعضها في بدايات ظهورها وأخرى في عصور لاحقة، فتشابكتْ دلالاتها باختلاف النُّقاد، والعصر الذي ظهرتْ فيه، فلكل عبارة دلالة، يحددها موردها، والبنية اللغوية والاصطلاحية التي تتألف منها.

 

ولا يخفى على القارئ الكريم أهمية دلالة هذه الاصطلاحات في نقْد طريق الحديث، والترجيح بين الروايات عند تعارضها، إضافة إلى الحاجة الماسَّة لتقسيم الرواة حسب مراتبهم الاصطلاحية، مع إلقاء الضوء على دلالة هذه العبارات بمعايير اللغة والاصطلاح.

 

لذا وجدنا منَ الضروري دراسة إحدى شرائح ألفاظ التوثيق، فأستأثر باهتمامنا رجال الفئة الأولى منَ المحدِّثين الثقات؛ لأنهم صفوة رجال الحديث، والمنار الذي يستدل به على صحة وسلامة مورده، فانْصَبَّ جهدنا لتحقيق غايتينِ:

 

الأولى: التَّنقيب عن رواة الحديث، الذين تشرَّفوا بدخول دائرة توثيق الفئة الأولى على مر العصور، مع إجراء مسح للعبارات التي أطلقت عليهم.

 

الثانية: الوقوف على المعيَّن الذي استمدَّتْ منه الحدود الاصطلاحية لهذه العبارات، ولِرَصْد الاختلاف في دلالاتها لدى أئمَّة هذه الصَّنعة.

 

ونأمل أن تثمِرَ هذه المحاولة في إلقاء الضوء على مراتب رجال هذه الفئة المبارَكة، والتي تجعل عمليَّة الموازَنة بين مراتب الأحاديث المصطفوية أكثر موضوعية عند الترجيح، كما أنها ستُساهِم في بيان موارد هذه العبارات ودلالاتها، عبر مختلف العصور.

 

2 - بدايات ظُهُور عبارات التَّوثيق والتَّجريح:

تتألَّف عبارات التَّوثيق والتجريح من ألفاظ يُراد منها معرفة مرتبة الراوي، عند صيارِفة الحديث ونقاده، فتقبل على أساسها روايته أو تُرَدُّ، أو ترجح على رواية غيره عند التعارُض، وقد جاءَتْ ألفاظ أئمَّة هذا الشأن في الحكم على الرواة متفقة حينًا، ومختلفة حينًا آخر؛ تبعًا لاختلاف اجتهاداتهم في الحكم عليهم، وللعصر الذي صيغتْ فيه، وأنَّ معايير العدالة والتوثيق باتتْ أكثر تخصيصًا من تلك التي اعتمدتْ ببدايات الكلام في تزكية الرِّجال وتضعيفهم، في عصر ابن سيرين.

 

روى عبدالله بن وهب، عنِ الإمام مالك بن أنس قوله[2]: أدركتُ بهذه البلدة - يقصد المدينة المنورة - أقوامًا، لو اسْتَسْقَى بهم المطر لسقوا، قد سمعوا العلم والحديث كثيرًا، ما حدَّثتُ عن أحد منهم شيئًا؛ لأنهم كانوا ألزموا أنفسهم خوف الله والزهد، وهذا الشأن – يعني: الحديث - يحتاج معه إلى رجلٍ معه تُقًى، وورع، وصيانة، وإتقان، وعلم، وفهم، فيعلم ما يخرج من رأسه، وما يصل إليه غدًا، وأما رجل بلا إتقان ولا معرفة، فلا ينتفع به، ولا هو حجة، ولا يؤخَذ عنه.

 

إذًا لم يَعُد اصطلاح "ثقة" في عصر ابن سيرين متطَابقًا في دلالاته، مع ما يحمله في عصر شُعبة بن الحجاج، أو تلميذه ابن القطان؛ لازدياد العَقَبات التي ينبغي اجتيازها، قبل أن يقلد صاحبها لقب "ثقة"، إضافة إلى هذا أصبحتِ الحاجةُ أكثر إلحاحًا لصياغة ألفاظ أكثر تحديدًا لتعريف الرُّواة الثقات، الذين تقبل روايتهم، فظهرتْ ألفاظ جديدة كررت فيها ألفاظ: ثَبْت، وحجَّة، ومتقن، ومأمون، بعبارات مستحدثة، لم تلبثْ أن تداوَلَها صيارِفة الرِّجال ونقَّادهم، فأَوْدَعُوها في مصنفاتهم، فظهرتْ كُتُب طبقات الرِّجال التي عمد أصحابها إلى جَمْع ما قيل في الرواة من تزكية أو جَرْح، فظهرتْ كتب الطبقات؛ ككتاب محمد بن عمر الواقدي (ت 207هـ)، والهيثم بن عدي (ت 207هـ) - بدأ بكتابين لمتروكين مطعون فيهما - و"الطبقات الكبرى"، لابن سعد (ت 230هـ)، وآخر لعلي بن المديني (ت 233هـ)، وتوالتْ كتب الطبقات بالظهور، تلاها ظهور كتب الضُّعفاء والثِّقات؛ ككتاب يحيى بن معين (ت 233 هـ) في الضعفاء، وآخر في الثِّقات، وثالث في الجَمْع بينهما، وكتاب "الثقات"، للعجلي (ت 261 هـ).

 

وقد سأل طلبة الحديث غير واحد مِن صيارِفة الرجال عن أحوال الرواة، ودرجة إتقانهم، فاختلفتْ آراء نقاد الرِّجال وعباراتهم باختلاف الأحوال، ولقد حفظتْ لنا هذه الأسئلة المدونة علمًا غزيرًا، وكشفتْ عنْ أحوال الكثيرِ منَ الرِّجال ومراتبهم ومَرْويَّاتهم، فوصَلَتْ إلينا مسائل عباس الدوري في الرجال، و"العلل"، لابن معين، و"سؤالات" جملة أخرى من تلاميذه؛ كأبي خلف مرثد بن الهيثم بن طهمان، وأبي إسحق الجنيد الختلي، وعثمان بن طالوت، وإسحق بن منصور الكوسج، وغيرهم من تلاميذه، و"سؤالات عثمان بن أبي شيبة"، لعلي بن المديني، و"سؤالات إسحاق بن منصور"، لأحمد بن حنبل، وإسحق بن راهويه، و"سؤالات أبي عيسى الترمذي"، للبخاري، ولأبي زُرعة الرازي، و"سؤالات أبي عبيد محمد بن علي الآجري"، لأبي داؤد، وغيرها كثير لا يَتَّسع هذا المقام لِذِكْرها.

 

وهكذا بدأ عدد كُتُب الرجال بالازدياد خلال هذا القرن، بيد أن المتتبع لألفاظ التوثيق والتجريح، على ساحة هذه الكتب - يجد أنها كانتْ في بداياتها، تفتقر إلى أساس ثابتٍ يعرف حدودها الاصطلاحية؛ لصدورها عن هذا الناقد وذاك، وفق ما يتراءى له من حال الراوي، وبألفاظ يختارها بعيدًا عن دائرة الآخرين.

 

ولعلَّ أول محاولة لصياغة الحُدُود الاصطلاحيَّة لهذه الألقاب قدِ اخْتمرت على يد الحافظ ابن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ)، الذي بادَرَ بتصنيفها إلى مراتب للتجريح، وأخرى للتعديل، في مقدمة كتابه النفيس "الجرح والتعديل"[3]، وقد تجاوز ابن أبي حاتم طبقتي الصحابة والتابعين في تبيانه لِمراتب الرواة؛ لأنهم يَقَعُون خارج دائرة الشَّك، أما أتْباع التابعين، فقد قسمهم إلى أربعة مراتب، وقال فيهم: فمنهم: الثَّبْت الحافظ، الورع المتقن، الجهبذ الناقد للحديث، ومنهم: العدل في نفسه، الثَّبت في روايته، الصَّدوق في نَقْله، الوَرِع في دينه، الحافظ لحديثه، المتقن فيه، ومنهم: الصدوق الورع، الثَّبْت الذي يَهِم أحيانًا، وبه تكتمل دائرة الرِّجال الثقاة، أمَّا الضعيف فهو الذي ألصق نفسه بهم، ممن ليس من أهل الصدق والأمانة، بيد أنَّ ما يلفت الانتباه في هذا التصنيف هو أن أصحاب الفئة الأولى لا يقتصر الأمر على قبول حديثهم والاحتجاج به؛ بل يعتمد أيضًا على جرحهم وتعديلهم، أمَّا الحاكم النيسابوري فقد أشار في كتابه "معرفة علوم الحديث"[4] إلى مقومات رجال الفئة الأولى، عند تعريفه لعدالة المحدِّث، فقال: وأصل عدالة المحدِّث أن يكونَ مسلمًا، لا يدعو إلى بدعة، ولا يعلن من أنواع المعاصي ما تسقط به عدالته، فإن كان مع ذلك حافظًا لحديثه، فهي أرفع درجات المحدثين؛ إذًا بمعيار الحاكم يكون الثِّقة بمنأًى عن دائرة البِدْعة والمعصية، بينما ترتقي مرتبته إلى المرتبة الأولى إن كان حافظًا.

 

وجاء بعده ابن الصلاح المروزي (643 هـ)، فقال بمقدمته[5] في معرض بيان الألفاظ المستعملة من أهل هذا الشأن في الجرح والتعديل: "وقد رتبها ابن أبي حاتم الرازي في كتابه "الجرح والتعديل" فأجَادَ وأَحْسَن، ونحن نرتِّبها كذلك، ونورد ما ذكره، ونضيف إليه ما بلغنا في ذلك من غيره".

 

بيد أنَّ الذي يسبر الاصطلاحات التي أوردها ابن الصلاح في مقدمته بمعيار نقدي، يجدها قد بدأت تتقولب اصطلاحيًّا مع بدء ظهور عبارات التعديل والتجريح الرسميَّة، فلِكُلِّ مرتبة ألفاظ تختص بها، أمَّا ما ذهب إليه ابن أبي حاتم، فهو صياغة مواصَفات أصحاب كلِّ طبقة دون أن يعرجَ إلى صياغة ألفاظها الاصطلاحيَّة، بصورةٍ توضِّح معالمها؛ لذا فإننا نلاحِظ عبارات تصف مراتب التوثيق والتجريح لدى ابن الصلاح، مع بيان حُدُودها الاصطلاحيَّة، فظهر لديه اصطلاح: ثقة، ومتقن، وثَبْت، وحجة، وغيرها منَ الألفاظ التي أضحتْ فيما بعدُ المدارَ الذي يدور حوله الحديث عن الرجال.

 

وهكذا استمَرَّ أئمة علم الحديث ومصطلحه، بتناول اصطلاحات ابن الصلاح، فتداولوها في نقد الرجال وبيان مراتبهم، دونما تغيير في بعضِ الأحيان، بينما حاوَلوا في أحيان أخرى إعادة رسْم الحدود الاصطلاحيَّة لبعض التعريفات، بيد أنَّ الحصيلةَ النهائية لكلِّ هذه المُحاوَلات لم ينشب عنها تغيير جذريّ في دلالة الاصطلاح، وبقيتْ جهود أئمة هذه الصّنعة تدور في فَلَك اقتراحِ الطَّبَقات، التي تَتَأَلَّف منها مراتب التعديل أوِ التجريح لدى ابن الصلاح، ولم يفلحوا في إضافة شيء جديدٍ إليها.

 

بيد أنَّ ما نود قوله في هذا المقام هو أن صياغة الاصطلاح لم تُسْتَعرْ دلالتها من حدود صيغتْ على يد علماء المصطلح؛ بلْ إنهم قد عمدوا إلى تناوُل الألفاظ التي اعتمدها الصَّيارفة السابقون في تقييم الرجال، فصنَّفوا رواة الحديث على المراتب التي تقتضيها تلك الألفاظ؛ وعليه فإنَّ الحكم على اللفظ الفلاني، الذي يقع في المرتبة الأولى من مراتب التعديل

• لا تَتَطابق دلالته لدى هذا الناقد وذاك في دائرة اصطلاح ابن الصلاح، أو غيره منَ المتأخرين، ولعل الشيخ عبدالفتاح أبو غدة قد تلمَّس هذا التباين في الدَّلالة، عندما تَكَلَّم في حاشيته النفيسة على "الرفع والتكميل"، للعلامة اللكنوي فقال[6]: وهذا التنسيق والتوحيد في المصطلحات، الذي قام به المتأخرون - رحمة الله عليهم - يعتبر مدلوله في ألفاظ المتأخرين، ولا يمكن أن ينفيَ التباين أو التغايُر الذي وقع في عبارات المُتَقَدِّمينَ.

 

3 - عبارات توثيق الفِئة الأولى بين دائرتي الاصطلاح واللُّغة:

بعد أن تناوَلْنا بدايات ظُهُور عبارات التوثيق والتجريح لدى المحدِّثين، بات واضحًا لدينا الآن أنَّ هذه العبارات قد صيغتْ على رقعة زمانية، امتدت لأكثر من ثلاثة قرون؛ لذا فليس ثمة شك أن هناك تباينًا في دلالاتها، وخصوصًا في المرحلة التي سبقتِ الصياغة الاصطلاحية على يد ابن الصلاح، والذين أَتَوا مِن بعده.

 

وعليه؛ سنُحاول في هذا المقام إلقاء الضَّوء على الحدود الاصطلاحيَّة، والدلالة اللُّغويَّة لهذه العبارات، من خلال سبر النصوص المنقولة إلينا في هذا الميدان.

 

كانت محاولة ابن أبي حاتم في مقدمة كتابه "الجرح والتعديل" - المرحلةَ الأولى لصياغة عبارات الجرح والتعديل الاصطلاحية، وإيذانًا ببدْء مرحلة جديدة في دائرة علم الحديث ومصطلحه، كما أنها فتحتِ الباب على مصراعيه أمام الذين أتوا مِن بعده؛ لتناول هذه الاصطلاحات بالدراسة، فأضافوا إليها ألفاظًا جديدة، استقوها من حشْد العبارات المنتشرة على ساحة كتب الرجال، وقَعَّدوا القواعد لتحديد دلالاتها.

 

فقد أدخل ابن أبي حاتم في دائرة الطبقة الأولى منَ المحدثين الثِّقات مَن قال فيه العلماء: "ثقة، أو متقن"[7]، بينما اختار الخطيب البغدادي (463 هـ) لفظتي: "ثقة أو حجة" لرجال هذه الطبقة[8]، أمَّا ابن الصلاح فقد أضاف اصطلاحي: "ثبت أو حجة"، وكذا "حافِظ أو ضابط"[9] إلى قائمة ابن أبي حاتم، بينما جاء بعدهم الذهبي (748 هـ)، فتَحَدَّثَ في ديباجة "ميزانِه" عن مراتب الرِّجال، ولم تعدْ لديه الألفاظ التي جاء بها مَن سبقه تفي بأصحاب الطبقة الأولى، فباتوا وفْق حدوده الاصطلاحية، الذين أطلق عليهم أئمة الصنعة عبارة: "ثبت حجة"، و"ثبت حافظ"، و"ثبت متقن"، و"ثقة ثقة"[10].

 

إذًا لقد أضافَ الذَّهبي ألفاظًا لم تكنْ لدى سابقيه مدارها على تكرار لفظ التوثيق، سواء تباين اللفظان أم تكررا، وقد سار على طريقته الحافظ العراقي (806 هـ) في ألفيته، فقال يصف أصحاب الفئة الأولى[11]:

وَالجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ قَدْ هَذَّبَهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمِ إِذْ رَتَّبَهُ
وَالشَّيْخُ زَادَ فِيهِمَا وَزِدْتُ
مَا فِي كَلاَمِ أَهْلِهِ وَجَدْتُ
فَأَرْفَعُ التَّعْدِيلِ مَا كَرَّرْتُهُ
كَثِقَةٍ ثَبْتٍ وَلَوْ أَعدتهُ
ثُمَّ يَلِيهِ ثِقَةٌ أَوْ ثَبْتٌ اوْ
مُتْقِنٌ اوْ حُجَّةٌ اوْ إِذَا عَزَوْا

 

إنَّ ما فََعَلَه الذهبي وما تبعه عليه الحافظ العراقي هو تقليصُ دائرة رجال الطبقة الأولى منَ الرُّواة، بعد أن باتَتِ الاصطلاحات السابقة لا تفي بالمُتطلّبات التي تقتضيها هذه المرتبة؛ وذلك لاختلاف دلالات الألفاظ لديهما عما اصطلحه مَن سبقهم، فأصبح بمفهوم ذلك الوقت ليس بمرتبة من عرف به في عصر ابن أبي حاتم، إضافة إلى ذلك فإنهم قد استثمروا مجموعة إضافية من الألفاظ التي استعملها صيارفة الرجال، فأضحتِ الطبقة الأولى تتألَّف من مرتبتين لدى البعض، وثلاث لدى البعض الآخر.

 

لذا؛ فإنَّنا نجد الطبقة الأولى لدى كلٍّ منَ الذهبي، والحافظ العراقي، وابن الوزير(840 هـ)[12] - تتألَّف مِن مرتبتينِ، بينما أضحتْ لدى ابن حجر (852 هـ) - كما نقله عنه تلميذه السخاوي[13] - ذات ثلاث مراتب:

المرتبة الأولى: الوصف بما دل على المبالغة، أو عبر عنه بأفعل: كـ: "أوثق الناس"، و"أضبط الناس"، وإليه المنتهى في التَّثَبُّت.

 

المرتبة الثانية: قولهم: فلان لا يسأل عنه.

 

المرتبة الثالثة: ما تأكَّد بصفة منَ الصفات الدالة على التوثيق: كـ: "ثِقة ثقة"، و"ثبْت ثبت".

 

أمَّا السيوطي (911 هـ)، فقد عمد في تدريبه[14] إلى إضافة ثلاث عبارات أخرى إلى سابقيه، وهي: "لا أحد أثبت منه"، و"مَن مثل فلان"، و"فلان لا يُسأل عنه".

 

وجاء الشيخ أبوغدة[15]، فأضاف في حواشيه النَّفيسة على "الرفع والتكميل" جملة منَ الألفاظ، التي استقاها من مطالعاته الواسعة لكتب الرجال كـ: "ثقة جبل"، و"ميزان"، و"ثقة رضا"، وغيرها من الألفاظ، فازدادتْ مساحة الرُّقعة التي تشملها هذه الألفاظ، مع وجود اختلاف واضح في دلالاتها لدى المشتغلينَ في هذا الفن.

 

وقبل أن نحاول الإجابة عن هذه الخلافات الاصطلاحية، سنعمد إلى تناوُل هذه الاصطلاحات، منذ أن استعملها نقَّاد الرجال وصيارِفة الحديث، بعيدًا عنْ دائرة مصطلح الحديث، فنسبرها بمعيار أهل الشأن، مع البحث عنْ دلالتها بميزان اللغة، ثم نعرج بعدها إلى دائرة مصطلح الحديث ومصطلحه؛ لكي نستطيعَ تهيئة المناخ المناسب لإصدار حكم نقدي بِصَدَدِها.

 

لعلَّ أكثر الألفاظ تداولاً بين صيارِفة الرجال ونقادهم هي لفظة "ثقة"؛ لذا فإنَّنا سنبدأ بها:

1/3 اصطلاح "ثقة":

اشتقَّتْ عبارة "ثقة" منَ الجذر الثلاثي "وثق"، يُقال: وثقت بفلان، أثق به وأئتمِنه، فهو ثقة، ووثقت الشيء: أحكمته، وناقة موثقة الخلْق: مُحْكمته[16]، ووثاق ووثق: صار وثيقًا، أو أخذ الوثيقة في أمره: أي بالثقة[17]، والوثاق أو الوثاق: ما يشد به، أو أوثقه فيه: شده، ووثقه توثيقًا.

 

يبدو واضحًا منَ الاشتقاقات اللغوية لهذا الاصطلاح: أنَّه يحمل بين ثناياه ما يوحي بأن مَن يطلق عليه هذا الوصف مؤتمن الجانب على عقيدته، يأخذ بالوثيقة في أمر دينه، ولا يَلجُ إلى دائرة الهوى والبِدْعة؛ كما أنه أمين على ما ينقل من روايات؛ لِمُجانَبَتِه الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

 

هذه مَحْمُولات الاصطلاح لدى المتقدمينَ، أمَّا الوثاق والإحكام، فهي منَ المحمولات التي عمد المتأخرون إلى اعتبارها؛ لدُخُولها إلى ساحة الحُدُود الاصطلاحيَّة لهذه العبارة بِمعيارهم.

 

2/3 اصطلاح "ثَبْت":

اقتبس أئمة الشأن هذا الاصطلاح منَ الجذر الثلاثي "ثبت"، يُقال: ثبت الشيء، يثبت ثباتًا، وثبوتًا، فهو ثابت، وثبت، وثبيت، ويُقال: ثبت فلان في المكان، يثبت، ثبوتًا، فهو ثابِت، إذا أقام به، وفرس ثبت: ثقف عدوه، ورجل ثبت الغدر: إذا كان ثابتًا في قتال أو كلام[18].

 

والثبت - بالتحريك - الحجة والبينة، والثبيت:الثابت العقل.

 

قال طرفة بن العبد[19]:

فَالهَبِيتُ لاَ فُؤَادَ لهُ
وَالثَّبِيتُ ثَبْتُهُ فَهَمُه

 

وتثبت في الأمر والرأي، واستثبت: تأنَّى فيه، ولم يعجل، واستثبت في أمره إذا شاور، وفحص عنه وثابته، وأثبته: عرفه حق المعرفة[20].

 

قال السَّخاوي[21]: ثبْت - بسكون الموحدة -: الثابت القلب واللسان والكتاب، وفي "المصباح المنير": يقال للرجل: ثبت، إذا كان عدلاً ضابطًا.

 

والثَّبْت عند المحدِّثين ثبتان:

الأول: مَن اعتمد على حفظه متعاهدًا مروياته بالضبط.

 

والثاني: مَن عمد إلى كتابة مسموعاته فضبطها، وحافَظَ عليها منَ التغيير، قال أبو هارون الخريبي[22]: سمعتُ يحيى بن معين يقول: هما ثبتان: ثبت حفظ، وثبت كتاب.

 

والثبت أعلى درجة من الثقة؛ لتوفر جملة منَ الصفات لديه، لا تحتملها محمولات لفظة "ثقة"، ويبدو هذا الفرق واضحًا لدى صيارفة الرجال، فنقل عن معاوية بن صالح[23]، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو خالد الأحمر ثقة، وليس بِثَبْت.

 

3/3 اصطلاح "حجة":

اشتق هذا اللفظ منَ الفعل الثلاثي "حجج"، والحجة: الدليل والبرهان، وقيل: الحجة ما دُوفع به الخصم، قال الأزهري[24]: الحجة: الوجه الذي يكون به الظفر عند الخصومة.

 

استعمل الخطيب البغدادي هذا الاصطلاح، وجَعَلَه مرادفًا لاصطلاح "ثقة"، وبوأهما مكان الصدارة بين عبارات التوثيق، فقال في "كفايته"[25]: فأما أقسام العبارات بالإخبار عن الرواة، فأرفعها أن يقال: حجة، أو ثقة، أما يحيى بن معين وأقرانه، فقد اعتبروا أعلى درجة من الثقة، فقد سُئل يحيى بن معين عنِ الحجة، فقيل له: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة: عبيدالله بن عمر، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وسعيد بن عبدالعزيز[26]، بالمقابل وضع ابن أبي حاتم الحجة في المرتبة الأولى، الذين يتفق أصحاب الشأن على إمامتهم دون اختلاف، فنقل عن أبيه قال: سمعتُ أبي يقول: الحجة على المسلمين، الذين ليس فيهم لبس، سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد، وسفيان بن عُيينة[27].

 

4/3- اصطلاح "إمام":

اشتق هذا اللفظ منَ الفعل الثلاثي "أمم"، الذي يحمل بين طياته أكثر من معنى، نذكر منها:

1- الأَم بالفتح: القصد، أمَّه، يَؤُمه، أما: إذا قصده؛ شاهده قوله - تعالى -:﴿ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ﴾[28]، قال ابن السكيت: أي: اقصدوا الصعيد الطيب، ويقال: أمَّه، يؤمه، أمًّا، وتأممه: أي: هم على طريق ينبغي أن يقصده[29].

 

2- الإمة: الحالة، والأمة: الشرعة والدين؛ وقد ورد في التنزيل العزيز:﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ ﴾[30]، وهي مثل السنة أو الطريقة في الدِّين، يُقال: فلان لا أمة له: أي لا دين له، ولا نحلة[31].

 

3 - تأمم به، وَأْتَمَّ، وأمَّ القوم، وأم بهم: تقدمهم، وهي الإمامة، والإمام كل مَن ائتَمَّ به قوم، كانوا على الصِّراط المستقيم، أم كانوا ضالين، قال ابن سيده: الإمام ما ائتمَّ به من رئيس وغيره، والجمع: أئمَّة، والإمام الذي يُقتدى به.

 

4- أُمُّ الشيء: أصله وعماده، قال ابن دُريد: كل شيء انضَمَّت إليه أشياء، فهو أم لها، وأم القوم: رئيسهم[32]، وكذلك قوله تعالى:﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾[33].

 

لقد زخرتْ كلمة "إمام" بمعانٍ تستوعب محمولات هذا الاصطلاح لدى أئمَّة الجرح والتعديل؛ لأنَّ مَن يطلق عليه هذا اللفظ، فهو ممن يقصده أهل الصَّنْعة؛ لينهلوا من علومه، وهو دليل يسترشد بمعرفته في ميدان علم الحديث، متبوئًا مكان الصدارة بين أقرانِه؛ حتى أصبحَ مجتمع أئمة هذا الشأن، يغترفون من علومه، ويتزاحم طَلَبَةُ الحديث حول حلقته؛ ليظفروا بالمزيد من علومه في هذا المضمار؛ لذا فلا غرو أن تناط هذه العبارة بجهابِذة علماء الحديث ونقاده؛ كسفيان الثوري، وعبدالرحمن بن مهدي، ومالك بن أنس، وغيرهم من أئمَّة هذه الصنعة، قال ابن مهدي[34]: أئمة الزَّمان في عصرنا أربعة: سفيان الثوري في الكوفة، ومالك بن أنس بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة.

 

5/3- اصطلاح "مأمون":

صيغَ هذا الاصطلاح منَ الجَذْر الثلاثي "أمن"، كفرح، أمنًا، وأمانًا، بفتحهما، وأَمَنَة، وأمنًا، محركتين، وأَمِنًا – بالكسر - فهو أمين، وأمن، والأمانة ضد الخيانة، وقد أمنه تأمينًا، وائتمنه، قد أمن، فهو أمين، وأمان، مأمون به ثقة[35].و"مأمون": عبارة أطلقها المحدثون على مَن يوثق بدينه وعدالته، دون النظر إلى ضبطه وإتقانه؛ روى عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه[36]: قال أدركتُ بالمدينة مائة، كلهم مأمون، ما يؤخذ عنهم الحديث، يقال: ليس من أهله، ونقل عن أبي حاتم، عن عبدالرحمن بن عمر الأصبهاني قال[37]: سمعت عبدالرحمن بن مهدي، وقيل له: أبو خلدة؟ فقال: كان صدوقًا، وكان مأمونًا، الثقة سفيان وشعبة.

 

6/3 اصطلاح "متقن":

أتقن الشيء: أحكمه، والإتقان: الإحكام للأشياء؛ قال - تعالى - في كتابه العزيز: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾[38]، ورجل تقن: متقن للأشياء، وحاضر المنطق والجواب، وتقن رجل كان جيد في الرمي، يُضْرَب به المَثَل، لم يكن يسقط له سهم، قال أبو منصور: الأصل في التقن ابن تقن هذا، ثم قيل لكل حاذق بالأشياء: مُتقن[39].وقد شاع استخدام هذه العبارة؛ للدلالة على إحكام المحدث لصنعة الحديث، وإتقانه لهذا الفن، أمَّا الإمام عبدالرحمن بن مهدي، فقد أناط الإتقان بالحفظ دون غيره من المقومات، فقال[40]: الحفظ هو الإِتْقان.

 

7/3 اصطلاح "حافظ":

حفظ الشَّيء حفظًا، ورجل حافظ، وحفيظ، قال ابن سيده: الحِفْظ نقيض النسيان، وهو التعاهُد، وقلَّة الغفلة، وقال الأزهري: رجل حافِظ، وقوم حُفاظ: وهم الذين رزقوا حفظ ما سمعوا، وقلَّما ينسون شيئًا يعونه[41].

 

وللحافظ في عرف المحدثينَ شروط، إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظًا، فهو لَديهم من اشْتهر بالطلب والأخذ مِن أفواه الرجال، لا منَ الصحف، والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم، والمعرفة بالتجريح والتعديل، وتمييز الحديث الصحيح منَ السقيم، حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع استحضار الكثير منَ المتون[42].

 

وتعتبر هذه الشُّروط مشددة إذا ما قورِنتْ مع دلالة هذا اللفظ عند المتقدمين، فالإمامُ سفيان الثوري يؤكِّد في إحدى عباراته بأنَّ الغلط لا يفلت منه أحد، وأنَّ الحافظ هو الذي يغلب عليه حفظ حديثه، وإن غلط في بعض المواطن[43]، وكذلك الحال لدى بعض المتأخرينَ؛ كابن رجب الحنبلي[44]، الذي يقول: مَن أقام الأسانيد وحفظها وغَيَّر المتون تغييرًا لا يغير المعنى - فهو حافظ ثقة، يُعتبر بحديثه، إضافة إلى الألفاظ التي استقصينا دلالتها بمعيار اللُّغة والاصطلاح، فقد وظف نقَّاد الرجال ألفاظًا أخرى لتعميق حُدود بعض العبارات، وزيادة مساحة دلالتها الاصطلاحيَّة، فعمدوا إلى استخدام عبارة "ضابط"، التي تحمل بين طياتها معاني الحزم في الرواية وأخذها[45]، وعبارة "جبل"، وقد أكثر من استعمالها الدارقطني عند توثيقه للرِّجال، والتي تطلق على سَيّد القوم وعالمهم[46]، فكأن صاحبها قد فاق أقرانه في هذه الصُّنعة، فسادهم بعلمه، كذلك استعيرتْ عبارة "نبيل" تلويحًا إلى ذكاء ونجابة الثِّقة الذي تطلق عليه؛ لتزداد الثقة بمروياته[47].

 

أمَّا عبارة "رضا"، فقدِ استعملت من باب النَّعت بالمصدر، وهو مطَّرد في كلام العرب، يقولون: هو رضا، كقولهم: هو عدل أو ثقة، وقد وردتْ هذه اللَّفْظة بعباراتٍ مختلفة في مواضع كثيرة من كُتُب الجَرْح والتعديل.

 

غير أن ما نودُّ التَّنبيه عليه في هذا المقام، هو أن هذه الأوصاف لا تصلح أن تكونَ بمفردها دليلاً على عدالة الراوي؛ لأنَّ بينها وبين العدالة عموم وخصوص، فقد توجد العدالة بدون هذه الأوصاف، أو قد تنعدم مع وجودها؛ قال السخاوي[48]: إنَّ الوَصْف بالضَّبْط والحِفظ، وكذا الإتقان لا بُدَّ أن يكونَ في عدل.

 

كذلك ينبغي أن يكون حاضرًا في ذهننا على الدوام، هو اختلاف دلالة هذه العبارات باختلاف العصور، رغم اتِّحاد المنبع الذي نهل منه المتقدمون والمتأخرون، وهذا ما سنحاول أن نبرهنه بعد أن نمنح لأنفسنا فرصة كافية؛ لكي نرتعَ في رياض الفئة الأولى منَ المحدثين الثِّقات، فنستأنس بالعبارات التي وظفتْ لتوثيقهم، ونعكف على سبر دلالاتها، واضعينَ نصب أعيننا الحقبة الزَّمنية التي ظهرت فيها؛ لنفيد من هذا كله في إيجاد معيار تحدد من خلاله دلالة كل عبارة منها.

 

4- عبارات توثيق الفئة الأولى منَ المحدثين الثِّقات:

والآن بعد أن كَشَفْنا النِّقاب عن دلالة الألفاظ التي تبتنى عليها عبارات توثيق رجال الطبقة الأولى، سنحاول استيعاب أسماء الرواة الذين كان لهم شرف نيل هذه الألقاب، مع بيان أئمة الجرح والتعديل، الذين أطلقوها عليهم، بينما سنبحث في دلالتها لدى كل واحد منهم في مرحلة لاحقة، وسنحاول الشروع بسرد عبارات التوثيق حسب التسلسل الأبجدي للحروف، فنبدأ بمن أطلق عليه لقب:


أثبت الناس: منهم: يحيى بن سعيد القطان، أطلقه عليه الإمام أحمد بن حنبل[49].

 

أحد الأحدين: منهم: سفيان بن عيينة، أطلقه عليه الإمام سفيان الثوري[50].

 

أحفظ الأمة: منهم: أبو زُرعة الرازي، أطلقه عليه يحيى بن منده[51].

 

أحفظ الناس في زمانه: منهم: عمرو بن الحارث، أطلقه عليه أبو حاتم الرازي[52].

 

إليه المنتهى في التثبت: منهم: إسماعيل بن إبراهيم بن علية البصري، أطلقه عليه الإمام أحمد[53].

 

إمام: منهم: إبراهيم بن محمد الفزاري، أطلقه عليه سفيان بن عيينة.

 

أحمد بن حنبل الشيباني، أطلقه عليه أبو حاتم.

 

إسحاق بن راهويه، أطلقه عليه النسائي.

 

عبدالرحمن بن مهدي، أطلقه عليه الإمام أحمد.

 

مالك بن أنس، أطلقه عليه ابن معين.

 

مبارك بن فضالة القرشي، أطلقه عليه الذهبي[54].

 

إمام الدنيا: منهم: الإمام أحمد بن حنبل، أطلقه عليه قتيبة بن سعيد[55].

 

إمام المسلمين: منهم: عبدالله بن المبارك، أطلقه عليه أبو إسحاق الفزاري[56].

 

إمام أهل زمانه: منهم: أحمد بن سليمان المروزي، أطلقه عليه ابن أبي حاتم.

 

عبدالله بن عبدالرحمن، أطلقه عليه أبو حاتم[57].

 

إمام ثبت: منهم: داؤد بن أبي هند البصري، أطلقه عليه الدارقطني.

 

محمد بن إسحاق بن خزيمة، أطلقه عليه الذهبي[58].

 

إمام ثقة: منهم: خالد بن الحارث بن عبيد، أطلقه عليه أبو حاتم.

 

سفيان بن عيينة، أطلقه عليه ابن أبي حاتم[59].

 

إمام ثقة ثبت حافظ: منهم: الإمام النسائي، أطلقه عليه أبو سعيد بن يونس[60].

 

إمام ثقة حافظ: منهم: هشام بن عبدالملك، أطلقه عليه أبو حاتم[61].

 

إمام حافظ ثبت: منهم: محمد بن إدريس الرازي، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[62].

 

إمام حافظ ثقة: منهم: إبراهيم بن محمد الصريفني، أطلقه عليه ضياء الدين المقدسي[63].

 

إمام حافظ متقن ثبت: منهم: محمد بن إدريس الرازي، أطلقه عليه هبة الله الطبري[64].

 

إمام حجة: منهم: المفضل بن فضالة القتباني، أطلقه عليه الذهبي[65].

 

إمام حجة حافظ: منهم: شيبان بن عبدالرحمن، أطلقه عليه الذهبي[66].

 

إمام حجة صاحب سنة: منهم: صدقة بن الفضل المروزي، أطلقه عليه الذهبي[67].

 

إمام حجة متقن: منهم: شعيب بن أبي حمزة، أطلقه عليه الذهبي[68].

 

إمام زمانه في الحديث: منهم: عبدالغني بن سعيد الأزدي، أطلقه عليه العتيقي[69].

 

إمام صدوق ثقة: منهم: بهز بن أسد العمي، أطلقه عليه أبو حاتم[70].

 

إمام فقيه ثقة: منهم: القاسم بن محمد الصديق، أطلقه عليه ابن سعد[71].

 

إمام في الحديث: منهم: الأوزاعي، أطلقه عليه ابن مهدي.

 

حماد بن زيد، أطلقه عليه ابن مهدي.

 

سفيان الثوري، أطلقه عليه ابن مهدي.

 

مالك بن أنس، أطلقه عليه ابن مهدي[72].

 

إمام من الأئمة: منهم: سليمان بن حرب بن بجيل، أطلقه عليه أبو حاتم.

 

أبو عبدالرحمن النسائي، أطلقه عليه الطحاوي[73].

 

أمير المؤمنين: منهم: سفيان الثوري، أطلقه عليه كل من: سفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجاج، وابن معين، وأبو عاصم، شعبة بن الحجاج، أطلقه عليه سفيان الثوري[74].

 

ثبت بخ بخ: منهم: زهير بن معاوية بن حديج، أطلقه عليه ابن حنبل[75].

 

ثبت ثبت: منهم: أيوب السختياني، أطلقه عليه ابن سيرين.

 

سليمان بن المغيرة، أطلقه عليه ابن حنبل[76].

 

ثبت ثقة: منهم: إبراهيم بن سعيد الجوهري، أطلقه عليه الخطيب البغدادي.

 

زياد بن يونس بن سعيد، أطلقه عليه ابن يونس[77].

 

ثبت صالح: منهم: بشر بن السري، أطلقه عليه أبو حاتم[78].

 

ثبت صدوق: منهم: محمد بن إسحق الصاغاني، أطلقه عليه أبو حاتم[79].

 

ثبت عالم ثقة: منهم: الزبير بن البكار، أطلقه عليه البغوي[80].

 

ثبت متقن: منهم: حفص بن عمر بن الحارث، أطلقه عليه الإمام أحمد.

 

محمد بن إسحق الصاغاني، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[81].

 

ثقة إمام: منهم: خالد بن الحارث الهجيمي، أطلقه عليه أبو حاتم.

 

سعيد بن المسيب بن حزن، أطلقه عليه أبو زرعة.

 

عبد الرحمن بن القاسم، أطلقه عليه الذهبي[82].

 

ثقة أمين: منهم: عمرو بن محمد الناقد، أطلقه عليه أبو حاتم[83].

 

ثقة ثبت: منهم: إبراهيم بن إسحاق بن عيسى، أطلقه عليه يعقوب بن شيبة.

 

إبراهيم بن سعيد الجوهري، أطلقه عليه الخطيب البغدادي.

 

إبراهيم بن سليمان الأفطس، أطلقه عليه عبدالرحمن بن إبراهيم[84].

 

ثقة ثبت إمام: منهم: رجاء بن مرجئ بن رافع، أطلقه عليه الخطيب البغدادي.

 

عمرة بن مرة المرادي، أطلقه عليه الذهبي[85].

 

ثقة ثبت حافظ متقن: منهم: زهير بن حرب بن شداد، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[86].

 

ثقة ثبت حجة: منهم: حميد بن مخلد بن قتيبة، أطلقه عليه الخطيب البغدادي.

 

هشام بن عروة بن الزبير، أطلقه عليه ابن سعد[87].

 

ثقة ثبت حجة عدل: منهم: أيوب بن أبي تميمة السختياني، أطلقه عليه ابن سعد[88].

 

ثقة ثبت عالم: منهم: الزبير بن بكار القرشي، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[89].

 

ثقة ثبت مأمون: منهم: زهير بن معاوية بن خديج، أطلقه عليه ابن سعد[90].

 

ثقة ثبت مأمون حجة: منهم: بكر بن عبدالله المزني، أطلقه عليه ابن سعد[91].

 

ثقة ثبت متقن: منهم: الحسن بن علي الحلواني، أطلقه عليه يعقوب بن شيبة[92].

 

ثقة ثقة: منهم: إبراهيم بن الزبرقان، أطلقه عليه يحيى بن معين.

 

إبراهيم بن سليمان الأفطس، أطلقه عليه عبدالرحمن بن دحيم.

 

إبراهيم بن محمد الفزاري، أطلقه عليه يحيى بن معين[93].

 

ثقة ثقة ثقة: منهم: عمرو بن دينار، أطلقه عليه سفيان بن عيينة[94].

 

ثقة ثقة ثقة ثقة ثقة ثقة ثقة: منهم: عمرو بن دينار، أطلقه عليه سفيان بن عيينة[95].

 

ثقة ثقة خيار: منهم: زبيد بن الحارث، أطلقه عليه يعقوب الفسوي[96].

 

ثقة ثقة لا بأس به: منهم: حماد بن مسعدة التميمي، أطلقه عليه ابن حبان[97].

 

ثقة ثقة وزيادة: منهم: بشر بن منصور السليمي، أطلقه عليه الإمام أحمد[98].

 

ثقة جبل: منهم: أحمد بن هارون بن روح، أطلقه عليه الدارقطني.

 

محمد بن عبدالله بن مطين، أطلقه عليه الدارقطني[99].

 

ثقة جبل حافظ: منهم: ضياء الدين المقدسي، أطلقه عليه البرزالي[100].

 

ثقة جليل: منهم: أحمد بن سعيد بن صخر، أطلقه عليه يحيى بن زكريا النيسابوري.

 

محمد بن إبراهيم بن حارث، أطلقه عليه الذهبي[101].

 

ثقة جليل ورع: منهم: زكريا بن عدي بن زريق، أطلقه عليه ابن خراش[102].

 

ثقة حافظ: منهم: أحمد بن محمد الكلاباذي، أطلقه عليه الخطيب البغدادي.

 

أرطأة بن المنذر، أطلقه عليه ابن حبان.

 

داود بن قيس الفراء، أطلقه عليه الإمام الشافعي[103].

 

ثقة حافظ صالح: منهم: إبراهيم بن محمد الصريفني، أطلقه عليه الحافظ المنذري[104].

 

ثقة حافظ ضابط: منهم: محمد بن ناصر بن محمد، أطلقه عليه ابن الجوزي.

 

ثقة حافظ عارف: منهم: علي بن محمد بن عبيد، أطلقه عليه الخطيب البغدادي.

 

هارون بن عبدالله الحمال، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[105].

 

ثقة حافظ متقن: منهم: أحمد بن علي بن مسلم، أطلقه عليه الخطيب البغدادي.

 

الحسن بن صالح بن حي، أطلقه عليه أبو حاتم الرازي.

 

يعقوب بن إبراهيم العبدي، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[106].

 

ثقة حافظ نبيل: منهم: إبراهيم بن أورمة، أطلقه عليه الدارقطني.

 

علي بن الحسن بن علان، أطلقه عليه عبدالعزيز الكتاني[107].

 

ثقة حجة: منهم: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، أطلقه عليه ابن أبي مريم.

 

أسامة بن زيد الليثي، أطلقه عليه الإمام أحمد[108].

 

ثقة حجة رفيع مأمون: منهم: يحيى بن سعيد القطان، أطلقه عليه ابن سعد[109].

 

ثقة حجة مأمون: منهم: الحسن بن أبي الحسن البصري، أطلقه عليه ابن سعد[110].

 

ثقة حلو الحديث: منهم: زكريا بن أبي زائدة، أطلقه عليه الإمام أحمد[111].

 

ثقة خيار: منهم: سليمان بن أبي المغيرة، أطلقه عليه سفيان بن عيينة[112].

 

قعنب التميمي، أطلقه عليه ابن أبي حاتم.

 

مسعر بن كدام الهلالي، أطلقه عليه أبو نعيم[113].

 

ثقة خيار من معادن الصدق: منهم: عبدالرحمن بن مهدي، أطلقه عليه الإمام أحمد[114].

 

ثقة رضا: منهم: أحمد بن حبيب بن ختن، أطلقه عليه أبو حاتم.

 

أحمد بن حميد الطريثي، أطلقه عليه أبو حاتم.

 

أحمد بن عثمان بن حكيم، أطلقه عليه أبو حاتم[115].

 

ثقة عالم عالم: منهم: يحيى بن حمزة الحضرمي، أطلقه عليه عبدالرحمن بن دحيم[116].

 

ثقة عالم متقن حافظ: منهم: أحمد بن أبي خيثمة، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[117].

 

ثقة مأمون: منهم: إبراهيم بن أدهم بن منصور، أطلقه عليه النسائي.

 

إبراهيم بن خالد الكلاعي، أطلقه عليه النسائي.

 

إبراهيم بن يوسف الرازي، أطلقه عليه أبو علي النيسابوري[118].

 

ثقة مأمون إمام: منهم: إبراهيم بن محمد الفزاري، أطلقه عليه عبدالرحمن بن مهدي وأبو حاتم والنسائي.

 

إسحاق بن منصور بن بهرام، أطلقه عليه الإمام مسلم.

 

أبو إسحاق الفزاري، أطلقه عليه أبو حاتم[119].

 

ثقة مأمون جبل: منهم: محمد بن عبدالله البزاز، أطلقه عليه الدارقطني[120].

 

ثقة مأمون حافظ: منهم: علي بن حجر بن إياس، أطلقه عليه النسائي[121].

 

ثقة مأمون رضا: منهم: سليم بن أخضر البصري، أطلقه عليه سليمان بن حرب[122].

 

ثقة مأمون صادق: منهم: إسماعيل بن إبراهيم، أطلقه عليه يحيى بن معين[123].

 

ثقة مأمون ضابط: منهم: إسحاق بن أبي إسرائيل، أطلقه عليه ابن حبان[124].

 

ثقة متقن: منهم: أحمد بن عبدالله بن يونس، أطلقه عليه أبو حاتم.

 

سلام بن سليم، أطلقه عليه يحيى بن معين.

 

سلمة بن كهيل بن حصين، أطلقه عليه أبو حاتم[125].

 

ثقة متقن ثبت: منهم: سعيد بن منصور المروزي، أطلقه عليه أبو حاتم[126].

 

ثقة نبيل: منهم: أحمد بن خالد الخلال، أطلقه عليه الدارقطني.

 

أحمد بن محمد بن إبراهيم، أطلقه عليه الدارقطني.

 

أحمد بن محمد البرداني، أطلقه عليه السِّلفي[127].

 

ثقة وزيادة: منهم: كهمس بن الحسن التميمي، أطلقه عليه الإمام أحمد[128].

 

ثقة وفوق الثقة: منهم: محمد بن إسحاق الصاغاني، أطلقه عليه الدارقطني[129].

 

حافظ إمام: منهم: محمد بن غالب بن حرب، أطلقه عليه الذهبي[130].

 

حافظ إمام متقن: منهم: حميد بن عبدالرحمن، أطلقه عليه الذهبي[131].

 

حافظ ثبت: منهم: أيوب بن أبي تميمة السختياني، أطلقه عليه الدارقطني.

 

خالد بن مهران الحذَّاء، أطلقه عليه الذهبي.

 

عبدالملك بن أبي سليمان، أطلقه عليه الذهبي[132].

 

حافظ ثبت متقن: منهم: عبدالله بن محمد بن جعفر، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[133].

 

حافظ ثقة: منهم: إبراهيم بن يعقوب السعدي، أطلقه عليه الخطيب البغدادي.

 

إسحاق بن إبراهيم بن محمد، أطلقه عليه الخليلي.

 

جعفر بن حنزابة بن الوزير، أطلقه عليه السلفي[134].

 

حافظ ثقة مأمون: منهم: حماد بن سلمة بن دينار، أطلقه عليه الساجي[135].

 

حافظ ثقة متقن: منهم: عبدالوهاب بن عبدالمبارك، أطلقه عليه السمعاني.

 

علي بن الحسن بن عساكر، أطلقه عليه السمعاني[136].

 

حافظ حافظ: منهم: وكيع بن الجراح، أطلقه عليه الإمام أحمد[137].

 

حافظ حجة: منهم: إسرائيل بن يونس السبيعي، أطلقه عليه الذهبي.

 

جرير بن عبدالحميد، أطلقه عليه الذهبي.

 

الحسين بن ذكوان المكتب، أطلقه عليه الذهبي[138].

 

حافظ عارف ثقة: منهم: محمد بن علي بن عبدالله، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[139].

 

حافظ متقن: منهم: أحمد بن سعيد الرباطي، أطلقه عليه الخليلي.

 

الحسين بن محمد بن حاتم، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[140].

 

حافظ ثقة متقن: منهم: أحمد بن الحسين بن علي، أطلقه عليه الخطيب البغدادي.

 

أحمد بن سعيد بن صخر، أطلقه عليه أحمد بن محمد بن سعيد[141].

 

حجة حافظ: منهم: يزيد بن أبي حبيب الأزدي، أطلقه عليه الذهبي[142].

 

حجة رضا: منهم: مالك بن أنس، أطلقه عليه أبو إسحاق الفزاري[143].

 

حجة متقن مكثر عالم: منهم: إسماعيل بن أبي خالد، أطلقه عليه الذهبي[144].

 

سيد المحدثين: منهم: إسماعيل بن إبراهيم، أطلقه عليه شعبة بن الحجاج[145].

 

سيد المحدثين حفظًا: منهم: محمد بن إسحاق بن يسار، أطلقه عليه شعبة بن الحجاج[146].

 

صيرفي الحديث: منهم: إبراهيم بن يزيد الأوزاعي، أطلقه عليه حماد بن أسامة[147].

 

لم أرَ مثله: منهم: رجاء بن حيوة الكندي، أطلقه عليه ابن عون[148].

 

لم ترَ عيناك مثله: منهم: إبراهيم بن ميسرة، أطلقه عليه سفيان بن عيينة.

 

محمد بن أسلم بن سالم، أطلقه عليه ابن خزيمة[149].

 

لم يكن أحد أثبت منه: منهم: يزيد بن زريع البصري، أطلقه عليه يحيى بن سعيد القطان[150].

 

ليس أحد أثبت منه: منهم: حماد بن زيد بن درهم، أطلقه عليه يحيى بن معين[151].

 

ما رأيت أثبت منه: منهم: مسعر بن كدام الهلالي، أطلقه عليه يحيى بن سعيد القطان[152].

 

ما رأيت أحدًا مثله: منهم: طاوس بن كيسان اليماني، أطلقه عليه عمرو بن دينار.

 

عبدالله بن عون المزني، أطلقه عليه شعبة بن الحجاج[153].

 

ما رأيت أحفظ منه: منهم: أحمد بن نصر بن إبراهيم، أطلقه عليه أبو العباس السراج.

 

يزيد بن هارون بن زاذي، أطلقه عليه علي بن المديني[154].

 

ما رأيت أفضل منه: منهم: سعيد بن عامر الضبعي، أطلقه عليه الإمام أحمد.

 

وكيع بن الجراح الرؤاسي، أطلقه عليه يحيى بن سعيد القطان[155].

 

ما رأيت بعيني مثله: منهم: يحيى بن سعيد القطان، أطلقه عليه الإمام أحمد[156].

 

متقن حافظ: منهم: عبدالرحمن بن مهران، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[157].

 

متقن ضابط: منهم: إبراهيم بن بشار الرمادي، أطلقه عليه ابن حبان.

 

زهير بن حرب بن شداد، أطلقه عليه ابن حبان[158].

 

متقن ضابط عالم حافظ: منهم: محمد بن إبراهيم العدوي، أطلقه عليه الخطيب البغدادي[159].

 

المصحف: سليمان بن مهران الأعمش، أطلقه عليه شعبة بن الحجاج[160].

 

مصحف مصحف: منهم: سليمان بن مهران الأعمش، أطلقه عليه شعبة بن الحجاج[161].

 

من أثبت الناس: منهم: نافع بن عمر القرشي، أطلقه عليه عبدالرحمن بن مهدي[162].

 

من أفضل أهل زمانه: منهم: عبدالرحمن بن قاسم، أطلقه عليه سفيان بن عيينة[163].

 

ميزان: منهم:  عبدالملك بن أبي سليمان العرزمي، أطلقه عليه سفيان الثوري[164].

 

5- دلالة عبارات التوثيق لدى صيارفة الحديث:

حفلت الفقرة السابقة بحشد من العبارات التي أطلقها أساطين الحديث ونقَّاده، لتوثيق هذا الراوي وذاك؛ لبيان مرتبته بميزانهم، وقد احتوت هذه العبارات على ألفاظ شتى، صاغها النقاد لاستيعاب الحدود الاصطلاحية التي تعرف مراتب الرواة، وسنعمد في هذا المقام إلى سبر النصوص المنقولة عن عبارات التوثيق، والتي أطلقها أئمة هذا الشأن على مر العصور؛ لكي نتعرف من خلالها على الأسس التي تكمن وراء صياغة هذه العبارات، لدى هذا الإمام وذاك.

 

في البداية نود القول: بأنه ما مِن شك أن هناك ارتباطًا وثيقًا ومحكمًا بين الألفاظ التي انتقاها النقاد، فأودعوها في عباراتهم، وبين الشروط التي تبناها أئمة مصطلح الحديث، لقبول رواية الراوي أو ردها في مراحل لاحقة؛ لذا سنقوم بإلقاء نظرة فاحصة على الحدود التي أرساها أئمة الحديث، حول دائرة قبول رواية الراوي؛ تمهيدًا للوقوف على دلالات عبارات التوثيق لديهم.

 

1/ 5- شروط من يحتج بروايته:

اشترط أئمة الحديث فيمَن يحتج بروايته بعد ثبوت إسلامه أن يكون:

أ- عدلاً، بالغًا، عاقلاً، مع سلامته من الفسق الناشئ عن ارتكاب كبيرة، أو إصرار على صغيرة أو بدعة، ومن خوارم المروءة مما لا يليق به، فيذم به عرفًا[165].

 

ب- متيقظًا غير غافل عن صناعة الحديث، فلا يَرفَع موقوفًا، ولا يَصل مرسلاً، أو يصحف سماعًا[166].

 

جـ- حافظًا، ضابطًا، يثبت ما سمعه في حافظته، بحيث يبعد زواله عنها، ويتمكن من استحضاره متى شاء لفظًا أو معنى، أو يحفظه في كتاب يصونه بعيدًا عن تطرُّق أي تغيير إليه.

 

ويُعرَف حفظُ الراوي وضبطه، بموافقته لأهل الحفظ والإتقان، غالبًا، ولا تضر مخالفته النادرة لهم[167].

 

2/ 5- دلالة عبارات التوثيق:

يتجلى مما ذكرناه في شروط مَن تُقبَل روايته، بأن مدار نقد الرجال يرتكز على محورين: هما العدالة والإتقان؛ لذا فلن يكون مستغربًا أن يوظف نقادُ الرجال عباراتِهم، والتي تحوم بمعانيها حول هذين المحورين، للحكم على رواة الحديث.

 

ومَن يعكف على دراسة بِنية العبارات المنقولة في الفصل السابق، فسيجد أن دلالة هذه العبارات تنقسم إلى:

 

أ- عبارات تفيد امتياز أصحابها بكافة صفات العدالة والإتقان، بحيث لا تتسلل أية شبهة إلى ساحة مَن أُطلقت عليهم هذه العباراتُ، وتشمل هذه الفئة عبارات: "أمير المؤمنين"، و"أحد الأحدين"، و"إليه المنتهى في التثبت"، و"إمام الدنيا"، و"لم أر مثله"، و"من أفضل أهل زمانه"، و"من أثبت الناس"، وغيرها كثير.

 

ب- عبارات تقتضي اتصاف أصحابها بأكثر من صفة من صفات محورَيِ القبول، بحيث تلقي الضوء على تبوُّؤ صاحبِها مرتبة متقدمة بين أقرانه، وتشمل هذه العبارات: "إمام ثقة حافظ"، و"ثقة حافظ متقن"، و"ثقة مأمون إمام"، و"ثقة متقن ثبت"، و"ثقة متقن أمين"، وغيرها كثير.

 

وفي تَكرار ألفاظ التوثيق دَلالةٌ واضحة على توافر أكثر من قرينة لعدالة الراوي، فتزول أي سحابة للشكوك من حوله؛ لأن في إطلاقهم عبارة "إمام ثقة حافظ" دليلاً على أن صاحبها ليس عدلاً فحسب؛ بل هو من أئمة الصنعة الذين يَقصدهم المشتغلون في هذا الفن، كذلك فإن في عبارة "ثقة حافظ متقن" إشارةً إضافية إلى توافر صفات العدالة والضبط مع الإتقان، الذي يؤشر بوضوح على إحكام صاحبها لصنعة الحديث.

 

جـ- عبارات تحوي لفظين، يقع كل منهما في أحد محوري النقد، سواء اتحد اللفظان، أو تبايَنَا، وتشمل عبارات: "ثقة ثقة"، و"ثقة ثبت"، و"ثبت ثبت"، و"إمام ثبت"، و"ثقة حافظ"، و"ثقة حجة"، و"ثقة متقن"، وغيرها.

 

ويستفاد من العبارات التي تحوي ما تباين لفظه إفادةُ العدالة وزيادة، فإذا قيل: ثقة ثبت، فقد ثبتت عدالة الراوي من خلال اللفظة الأولى، بينما تفيد الثانيةُ حسنَ ضبطه، أما العبارات التي تحوي ما تكرر لفظه، ففيها تأكيد لفظي؛ لزيادة التقرير، والذي يوحي بارتقاء مرتبته على مرتبة الذي أطلقت عليه العبارة دون تكرار.

 

د- عبارات أطلقها النقاد بمعرض الدفاع عن أحد الرواة، وبصيغة تدفع جميع الشبهات عن ساحته، وتحمل هذه العبارات صفةَ المبالغة، بتكرير لفظة التوثيق إلى الحد الذي يدرأ الشبهات التي تحوم حوله، وتشمل هذه الفئة عبارات: "ثقة ثقة ثقة ثقة ثقة ثقة ثقة"، التي أطلقها سفيان بن عيينة عند تزكيته لعمرو بن دينار.

 

إضافة إلى كل ما ذكرناه حول دلالات عبارات التوثيق، ينبغي ألاَّ يغيب عن أذهاننا أن هذا الأمر يرتبط ارتباطًا جوهريًّا بالحقبة الزمنية التي ظهرت فيها العبارة؛ أي إن دلالة العبارات (أ، د) تناط حصرًا بالفترة الزمنية التي نشطت فيها حركة نقد الرجال؛ أي من النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وإلى بدايات القرن الخامس الهجري، أما الفترة التي تلتْ هذه الحقبةَ، فإن العبارات التي ظهرت فيها، قد استعيرت وفق منظور تأريخي لمصنفات المناقب، وطبقات الصفوة، فأغفل عند إطلاقها الجانب النقدي الذي اعتمده أساطين هذا الفن عند التكلم في الرجال؛ لذا فإن الترجيح بين العبارات ينبغي أن يستند إلى معايير إضافية، تتجاوز البنية اللغوية والاصطلاحية.

 

3/ 5- عبارات التوثيق ونقاد الرجال:

سنتوقف برهة من الزمان؛ لإلقاء مزيد من الضوء على بدايات ظهور عبارات التوثيق وبنيتها اللغوية، حسب التسلسل الزمني لظهورها على ساحة علم الجرح والتعديل، وعليه فإننا إذا حاولنا أن نتوغل بين العبارات؛ لكي نتلمس بدايات ظهورها، فسنعثر على أكثر من عبارة شاع استعمالُها في نهايات القرن الأول الهجري وبدايات القرن الثاني.

 

فهناك عبارة "ثبت"، قد أطلقها ابن سيرين (110هـ)، وعبارة "لم أر مثله" لدى عبدالله بن عون (151هـ)، وشعبة بن الحجاج (160هـ)، و"ما رأيت أفضل منه" لدى أبي حنيفة (150هـ)، وعبارة "مصحف" لدى سفيان الثوري (160هـ)، وعبارة "مصحف مصحف" لدى شعبة، وغيرها كثير.

 

أما في النصف الثاني من القرن الثاني، فنلحظ بوضوح توظيف ألفاظ جديدة بعبارات التوثيق، فهناك عبارة "ثقة جليل" لدى زكريا بن يحيى النيسابوري (181هـ)، وعبارات "أمير المؤمنين"، و"ثقة ثقة ثقة ثقة"، و"ثقة خيار" لدى سفيان بن عيينة (198هـ)، وعبارة "إمام في الحديث" لديه ولدى عبدالرحمن بن مهدي (198هـ)، وعبارة "ثقة ثقة" لدى وكيع بن الجراح (197هـ)، و"ثقة مأمون" لدى يحيى بن سعيد القطان (198هـ)، و"صدوق مأمون خيار" لدى عبدالرحمن بن مهدي، إضافة إلى العبارات التي تحمل صيغة "أفعل" التفضيل، والتي باتت أكثر شيوعًا لديهم، وبألفاظ متقاربة المعنى، مختلفة المبنى.

 

مع بدايات القرن الثالث الهجري، ازدادت عبارات التوثيق ثراء بألفاظ جديدة، فظهرت عبارة "ثبت حافظ"، و"ثبت متقن"، و"ثقة حجة"، و"ثقة وزيادة"، و"حافظ متقن" لدى الإمام أحمد بن حنبل (241هـ)، أما محمد بن سعد فقد استعمل عبارات مستحدثة، كعبارة "ثقة ثبت حجة"، و"ثقة ثبت حجة عدل"، و"ثقة ثبت مأمون حجة"، و"ثقة حجة مأمون"، و"ثقة حجة رفيع مأمون"، وهي عبارات ذات طابع وصفي، أطلقها كمؤرخ يكيل المديح لأئمة الحديث، بعيدًا عن دائرة علم الحديث واصطلاحه؛ بَيْدَ أن هذا لا ينفي ظهور اصطلاحات تحوي أكثر من لفظة للتوثيق لدى نقاد الرجال، فهناك عبارة "إمام ثقة حافظ"، و"ثقة إمام"، و"ثقة حافظ متقن"، و"ثقة صدوق حجة"، و"ثقة مأمون إمام"، و"ثقة متقن ثبت" - أطلقها أبو حاتم الرازي (277هـ) على أكثر من محدث، وهو من أئمة الصنعة.

 

ومع بدايات القرن الرابع الهجري، شرع ابن أبي حاتم (327هـ) يهذب هذه الألفاظ ويرتِّبها في سفره الجليل "الجرح والتعديل"، ثم جاء من بعده الخطيب البغدادي (463هـ)، ثم ابن الصلاح (643هـ) الذي أرسى الدعائم الاصطلاحية لعبارات التوثيق والتجريح، التي تناولها المتأخرون عنه، فأضافوا إليها هذا الاصطلاح وذاك، من التربة الخصبة لنقاد الحديث الأوائل، والتي احتوت على حشد كبير من العبارات.

 

بالمقابل انتشرت اصطلاحات وعبارات ابتدعها المؤرخون وأصحاب كتبِ المناقب والطبقات، الذين لم يبخلوا بكيل عبارات التوثيق من مورد المحدثين، فظهرت عبارات لم يعهدها نقاد الرجال، تُخفي بين طياتها دلالاتٍ تخالف ما عهدناه لديهم؛ لذا فإن العبارات التي ظهرت في الفترة التي تلتِ القرنَ الرابع الهجري، لم تصدر عن المنهل النقدي لرجال الصنعة، فاحتوت على عبارات مديح، أكثر من عبارات التوثيق التي تداولها المشتغلون في ميدان الجرح والتعديل؛ وعليه فليس من المستغرب أن تجد لدى الذهبي (748هـ) مَن أطلق عليه عبارة "إمام حجة"، ولا ترتقي مرتبته عن درجة ثقة لدى المتقدمين، أو تجد السمعاني (510هـ) يطلق عبارة "حافظ ثقة متقن" على رجل لا يرتقي إلى هذه المرتبة لدى صيارفة الرجال.

 

وخلاصة القول في هذا المقام هو:

أ- إن ظهور عبارات توثيق الفئة الأولى للمحدثين الثقاة، لدى مَن عُرفوا لدينا برواد الحديث عن الرجال؛ كابن سيرين، وابن عون، وشعبة، وغيرهم - يؤشر بوضوح إلى أن بدايات الكلام عن الرجال قد ابتدأت في مرحلة سابقة؛ وذلك لنضوج عبارات التوثيق لديهم بشكل ملموس.

 

ب- إن حشد العبارات التي زخرت بها الفترة الممتدة بين القرن الثاني الهجري ونهايته - تحمل بين طياتها ما يؤكد عمق دلالة الاصطلاح لديهم، وأن مراتب الرجال كانت واضحة لديهم، لا لبس فيها، إلا أنهم لم يعمدوا إلى ترتيبها أو تهذيبها في مدوناتهم، كما فعل ابن أبي حاتم والذين أتوا من بعده؛ أي بعبارة أخرى: لا ينطوي عمل ابن أبي حاتم على إضافة جديدة في هذا المضمار؛ لأن العبارات قد تداولها أكثر من ناقد أو صيرفي للرجال، وبدلالة مقاربة، وهذا يؤشر بوضوح على وجود اتفاق على دلالة بعض هذه العبارات في تلك الفترة المتقدمة.

 

4/ 5- مراتب الفئة الأولى من المحدثين الثقات:

بعد أن اكتملت رحلتنا مع عبارات الفئة الأولى من المحدثين الثقات، فألقينا الضوء على البنية اللغوية والاصطلاحية لهذه العبارات، ثم حاولنا تتبع التطور التاريخي لهذه البنية، وأخيرًا عمدنا إلى تناول دلالة هذه العبارات في ميدان مصطلح الحديث، لم يتبقَّ أمامنا سوى بيان مراتب أصحاب هذه الفئة على ضوء ما تراكم لدينا من عبارات.

 

إذًا لن نعرج في هذه المرحلة إلى استعارة عبارات التوثيق من كتب الاصطلاح الموجودة بين أيدينا؛ بل سنعمد إلى العبارات التي استوعبناها في هذا المبحث؛ لكي نحدد المراتب، وعليه ستتجه الموازنة التي سنعتمدها بين العبارات بالأساس، نحو محورين:

أ- المحور الأول: الذي يتضمن سبر دلالة العبارة اصطلاحيًّا.

 

ب- أما المحور الثاني: فيهدف نحو تقييم دلالة العبارة، على ضوء هوية الرجال الذين نالوا شرف الاتصاف بها.

 

وعليه؛ فإن المرتبة التي تتبوؤها عبارة التوثيق ترتبط بدلالتها الاصطلاحية، وبالرواة الذين قد أطلقها النقاد عليهم، فترتقي العبارة بميزان المصطلح بارتقاء المرتبة التي يتبوؤها المحدِّث الذي نالها، على هذا الأساس، فإن مراتب الفئة الأولى من المحدثين الثقات، تتحدد بالعبارات التالية:

 

4/ 1/ 5- ما يدل على التفرد بالصنعة والإمامة فيها:

وقد أُطلق هذا النوع من العبارات على أساطين الحديث ونقاده، الذين لم يُختلف في جلالتهم وإمامتهم، وتشمل عبارات:

 

أ- أمير المؤمنين في الحديث.

 

ب- صيغة "أفعل" التفضيل بجميع اشتقاقاتها:

 

وتشمل عبارات: "أثبت الناس"، و"أحد الأحدين"، و"أحفظ الأمة"، و"من أفضل أهل زمانه"، و"ما رأيت أحفظ منه"، و"ما رأيت أفضل منه"، و"ما رأيت أحدًا مثله".

 

ج- عبارة "إمام" بكافة ارتباطاتها، مع ألفاظ التوثيق الأخرى:

وتشمل عبارات: "إمام"، و"إمام الدنيا"، و"إمام المسلمين"، و"إمام أهل زمانه"، و"إمام ثبت"، و"إمام ثقة"، و"إمام ثقة حافظ"، و"إمام حافظ ثبت"، و"إمام حافظ متقن ثبت"، وغيرها من العبارات.

 

د- عبارة: "إليه المنتهى في التثبت".

 

هـ- عبارة: "لا يسأل عن مثله"، وما يكافئها من عبارات؛ مثل: "لم ترَ عيناك مثله"، و"لم أرَ مثله"، وغيرها من العبارات.

 

و- عبارات تلوح إلى معانٍ تقع ضمن هذا المحور:

 

وتشمل عبارات: "سيد المحدثين"، و"سيد المحدثين حفظًا"، و"صيرفي الحديث"، و"مصحف"، و"ميزان"، سواء تكررت اللفظة أم أفردت.

 

4/ 2/ 5- ما تكررت عبارته مع تباين اللفظ:

وتشمل عبارات: "ثقة إمام"، و"ثقة ثبت"، و"ثقة حجة"، و"حافظ ثبت".

 

4/ 3/ 5- ما تكررت عبارته مع اتحاد اللفظ:

وتشمل عبارات: "ثبت ثبت"، و"ثقة ثقة"، و"ثقة ثقة ثقة..."، و"ثقة ثقة وزيادة"، و"مصحف مصحف".

 

4/ 4/ 5- ما تكررت عبارته بأكثر من لفظ:

وتشمل حشدًا من العبارات، التي تضم أكثر من لفظ يؤشر على توافر أكثر من صفة من صفات القبول لدى الراوي، وقد شاعت هذه العبارات في الفترة التي تلي ظهور العبارات (4/ 2/ 5، و4/ 3/ 5).

 

وتتألف هذه الفئة من عبارات: "ثقة ثبت حافظ متقن"، و"ثقة ثبت حجة"، و"ثقة ثبت حجة عدل"، و"ثقة ثبت مأمون"، و"ثقة ثبت مأمون حجة"، و"ثقة ثبت متقن"، "ثقة حافظ ضابط"، وغيرها من العبارات التي يصعب حصرها في هذا المقام.

 

4/ 5/ 5- عبارات احتوت على أحد محوري القبول، مع صفة أخرى ترقى بها:

وتشمل عبارات احتوت على ألفاظ تلوح بالعدالة أو الإتقان، مع صفة أخرى تعضدها، وتشمل عبارات: "ثبت صالح"، و"ثبت صدوق"، و"ثبت متقن"، و"ثقة أمين"، و"ثقة جبل"، و"ثقة جليل"، و"ثقة مأمون"، و"ثقة خيار"، و"ثقة رضا"، و"ثقة متقن"، و"ثقة نبيل"، وغيرها كثير.

 

وثمة ما يجب أن نشير إليه هنا، هو أننا لا نميل إلى الترجيح بين أصحاب الفئة الواحدة؛ لأننا نعتقد يقينًا بأن المفاضلة ينبغي أن تكون أكثر استيعابًا، لسبر أكثر من عامل، وهذا يرتبط بهوية الناقد الذي أطلق هذه العبارة، ودلالتها لديه، إضافة إلى الحقبة التي أطلقت فيها العبارة، وغيرها من العوامل التي قد ترقى بالعبارة على عبارات نفس الفئة؛ للأسباب المتقدمة.

 

6- فهرست المراجع:

1- تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، بدون تاريخ، دار الكتاب العربي، بيروت.

 

2- تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي، الطبعة الثانية، 1385هـ، دار الكتب الحديثة، القاهرة.

 

3- تذكرة الحفاظ، لشمس الدين الذهبي، 1374 هـ، مكتبة الحرم المكي، مكة المكرمة.

 

4- ترتيب المدارك، للقاضي عياض، الطبعة الأولى، 1384هـ، الرباط.

 

5- التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، الطبعة الأولى، 1406هـ، دار اللواء للنشر والتوزيع، الرياض.

 

6- تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني، الطبعة الأولى، 1326 هـ، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن.

 

7- تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للحافظ أبي الحجاج يوسف المزي، الطبعة الأولى، 1400هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت.

 

8- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، لمحمد بن إسماعيل الصنعاني، الطبعة الأولى، 1366هـ، مطبعة الخانجي، القاهرة.

 

9- الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم الرازي، الطبعة الأولى، بدون تاريخ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن.

 

10- الرفع والتكميل في الجرح والتعديل، لأبي الحسنات اللكنوي، الطبعة الأولى، 1383هـ، مكتبة المطبوعات، بيروت.

 

11- شرح صحيح مسلم، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، بدون تاريخ، دار الفكر، بيروت.

 

12- شرح علل الحديث، لابن رجب الحنبلي، الطبعة الأولى، 1396هـ، مطبعة العاني، بغداد.

 

13- الضعفاء الكبير، للعقيلي، الطبعة الأولى، 1404هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.

 

14- فتح المغيث شرح ألفية الحديث، لشمس الدين السخاوي، الطبعة الأولى، 1403هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.

 

15- القاموس المحيط، لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي، 1403هـ، دار الفكر، بيروت.

 

16- الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي، بدون تاريخ، دار مكتبة الهلال، بيروت.

 

17- لسان العرب، لابن منظور الإفريقي، 1375هـ، دار صادر، بيروت.

 

18- المعرفة والتاريخ، ليعقوب بن سفيان الفسوي، الطبعة الأولى، مطبعة العاني، بغداد.

 

19- معرفة علوم الحديث، لأبي عبدالله الحاكم النيسابوري، الطبعة الثالثة، 1399هـ، دار الآفاق الجديدة، بيروت.

 

20- مقدمة في علوم الحديث، لابن الصلاح المروزي، 1386هـ، مطبعة الأصيل، حلب.

 

21- ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لشمس الدين الذهبي، الطبعة الأولى، 1382هـ، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.

 

22- هدي الساري مقدمة فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني، الطبعة الأولى، 1410هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.



[1] "الرفع والتكميل"129.

[2] "ترتيب المدارك" 1:137.

[3] "الجرح والتعديل" 1:10.

[4] "معرفة علوم الحديث" 53.

[5] "مقدمة ابن الصلاح" 237.

[6] "الرفع والتكميل" 129.

[7] "الجرح والتعديل" 1:6.

[8] الكفاية"22.

[9] "مقدمة ابن الصلاح"237.

[10] "ميزان الاعتدال" 1:4.

[11] "فتح المغيث" 1:361.

[12] "توضيح الأفكار" 2:262.

[13] "فتح المغيث" 1:365 - 361.

[14] "تدريب الراوي" 1:343.

[15] "الرفع والتكميل" 156 - 159.

[16] "لسان العرب" 4:678.

[17] "القاموس المحيط" 3:287.

[18] "لسان العرب" 1:346.

[19] "نفس المرجع" 1:347.

[20] "القاموس المحيط" 1:145 - 144/ "لسان العرب" 1:347.

[21] "فتح المغيث" 1:363.

[22] "تهذيب التهذيب" 5:260.

[23] "الضعفاء الكبير" 2:124.

[24] "لسان العرب" 1:570، "القاموس المحيط" 1:182.

[25] "الكفاية"22.

[26] "تهذيب الكمال" 10:543، "التعديل والتجريح" 1:283.

[27] "الجرح والتعديل 1:11.

[28] [سورة المائدة: 6].

[29] "لسان العرب" 1:101.

[30] [سورة الزخرف] 22.

[31] "لسان العرب" 1:101.

[32] "لسان العرب" 1:104.

[33] [سورة الفرقان: 74].

[34] "الجرح والتعديل" 1:11.

[35] "القاموس المحيط" 4:197.

[36] "تهذيب الكمال" 1:161.

[37] "الجرح والتعديل" 2:37.

[38] [سورة النمل: 88].

[39] "القاموس المحيط" 4:205، "لسان العرب" 1:324.

[40] "الكفاية" 165.

[41] "القاموس المحيط" 2:395 / "لسان العرب" 1:673.

[42] "توضيح الأفكار" 1:118.

[43] "تهذيب الكمال" 1:161.

[44] "شرح علل الحديث" 143.

[45] "القاموس المحيط" 2:370.

[46] "نفس المرجع" 3:334.

[47] "نفس المرجع" 4:55.

[48] "فتح المغيث" 2:364.

[49] "تذكرة الحفاظ"1:300.

[50] نفس المرجع 1:138.

[51] "الجرح والتعديل" 1:82.

[52] "شرح علل الحديث" 192.

[53] "تهذيب التهذيب" 1:276.

[54] "تذكرة الحفاظ" 1: 200، 228، "التعديل والتجريح" 1: 349، 373، "تهذيب الكمال" 2/383، "الجرح والتعديل" 2:77، "شرح علل الحديث 149، 164.

[55] "الجرح والتعديل" 1:334.

[56] "الجرح والتعديل" 1:295، "شرح علل الحديث" 185.

[57] "تهذيب الكمال" 1:323، "تذكرة الحفاظ" 2:535.

[58] "تذكرة الحفاظ" 1:146، "تهذيب الكمال" 1:335.

[59] "تذكرة الحفاظ" 8:38، "الجرح والتعديل" 1:52.

[60] "تهذيب الكمال" 1:340.

[61] "تذكرة الحفاظ"1:382.

[62] "تاريخ بغداد"2:73.

[63] "تذكرة الحفاظ"4:1434.

[64] "تاريخ بغداد"2:73.

[65] "تذكرة الحفاظ"1:251.

[66] نفس المرجع 1:218.

[67] "تذكرة الحفاظ"2:498.

[68] نفس المرجع 1:222.

[69] نفس المرجع 3:1048.

[70] تهذيب الكمال 4:258.

[71] "تذكرة الحفاظ"1:97.

[72] "شرح علل الحديث" 148.

[73] "تهذيب الكمال" 11/333.

[74] "شرح علل الحديث:162، "الجرح والتعديل" 1/118، 128.

[75] "تذكرة الحفاظ"1:276.

[76] "تذكرة الحفاظ"1:221,164، 3:993، "تاريخ بغداد"1:228، "تهذيب التهذيب" 3:303, "التعديل والتجريح" 1:387، "شرح علل الحديث":156.

[77] "تذكرة الحفاظ"2: 516، تهذيب التهذيب 3:336.

[78] "تذكرة الحفاظ"1:295.

[79] تهذيب الكمال" 4:125.

[80] "تذكرة الحفاظ"2:574.

[81] "تهذيب التهذيب" 3:269.

[82] "تذكرة الحفاظ"1:405، 2:574.

[83] نفس المرجع 1/126، 309، "تهذيب الكمال" 11:74.

[84] "تهذيب الكمال" 2/ 41، 97، 101.

[85] "شرح علل الحديث" 185.

[86] "تهذيب التهذيب" 3/ 296.

[87] نفس المرجع 3/ 43، "تذكرة الحفاظ" 1/ 144.

[88] "تهذيب الكمال" 3/ 46.

[89] "تذكرة الحفاظ" 2/ 528.

[90] "تهذيب التهذيب" 3/ 304.

[91] "تهذيب الكمال" 4/ 218.

[92] "تذكرة الحفاظ" 2/ 522.

[93] "الجرح والتعديل" 2/ 100، "تهذيب الكمال" 2/ 101، "التعديل والتجريح" 1/ 349، "تذكرة الحفاظ" 1/ 176.

[94] "تهذيب الكمال" 1/ 311.

[95] "فتح المغيث" 2/ 363.

[96] "تهذيب التهذيب" 3/ 268.

[97] "تهذيب التهذيب" 3/ 17.

[98] "تهذيب الكمال" 4/ 153.

[99] "تذكرة الحفاظ" 2/ 662، 746.

[100] نفس المرجع 4/ 1406.

[101] "تهذيب الكمال" 1/ 317، "تذكرة الحفاظ" 1/ 124.

[102] "تهذيب التهذيب" 3/ 286.

[103] "تذكرة الحفاظ" 3/ 1027، "تهذيب الكمال" 2/ 313، "تهذيب التهذيب" 3/ 172.

[104] "تذكرة الحفاظ" 2/ 1434.

[105] نفس المرجع 2/ 478، 4/ 1289.

[106] نفس المرجع 1/ 216، 2/ 506.

[107] نفس المرجع 2/ 629، 3/ 429.

[108] "تهذيب الكمال" 2/ 91‎.

[109] "تذكرة الحفاظ" 1/ 299.

[110] نفس المرجع 1/ 71.

[111] "ميزان الاعتدال" 2/ 73.

[112] "المعرفة والتاريخ" 2/ 193.

[113] "الجرح والتعديل" 1/ 44، "المعرفة والتاريخ" 2/ 192.

[114] "الجرح والتعديل" 1/ 254.

[115] نفس المرجع 2/ 46، "تهذيب الكمال" 1/ 299، "الجرح والتعديل" 2/ 63، "هدي الساري" 411،"ميزان الاعتدال" 2/ 421.

[116] "ميزان الاعتدال" 4/ 369.

[117] "تذكرة الحفاظ" 2/ 596.

[118] "تهذيب الكمال" 2/ 28، 82، "تذكرة الحفاظ" 2/ 692.

[119] "تهذيب الكمال" 2/ 169،،476.

[120] "الجرح والتعديل" 3/ 880.

[121] "تذكرة الحفاظ" 2/ 440.

[122] "تهذيب الكمال" 11/ 329.

[123] "تهذيب الكمال" 3/ 29.

[124] "تهذيب الكمال" 2/ 401.

[125] "التعديل والتجريح" 1/ 328، "تذكرة الحفاظ" 1/ 250، "تهذيب الكمال" 11/ 315.

[126] "تهذيب الكمال" 11/ 80.

[127] نفس المرجع 1/ 429، 308.

[128] "ميزان الاعتدال" 3/ 416.

[129] "تذكرة الحفاظ" 2/ 574.

[130] نفس المرجع 3/ 988.

[131] نفس المرجع 1/ 288.

[132] "التعديل والتجريح" 1/ 385،"تذكرة الحفاظ" 1/ 149، 155، 162.

[133] "ميزان الاعتدال" 2/ 430.

[134] "تهذيب الكمال" 1/ 321، "تاريخ بغداد" 1/ 379، "تذكرة الحفاظ" 1/ 347.

[135] "تهذيب التهذيب" 3/ 14.

[136] "تذكرة الحفاظ" 4/ 1282، 1330.

[137] "شرح علل الحديث" 174،"الجرح والتعديل" 1/ 221.

[138] "تذكرة الحفاظ" 1/ 214، 271، 174.

[139] نفس المرجع 2/ 590.

[140] نفس المرجع 2/ 539، 672.

[141] نفس المرجع 3/ 1000، "تهذيب الكمال" 1/ 317.

[142] "تذكرة الحفاظ" 1/ 130.

[143] "ترتيب المدارك" 1/ 153.

[144] "تذكرة الحفاظ" 1/ 153.

[145] "تهذيب الكمال" 3/ 28.

[146] "تاريخ بغداد" 1/ 228.

[147] "تهذيب الكمال" 2/ 238.

[148] "تذكرة الحفاظ" 1/ 118.

[149] "تهذيب الكمال" 2/ 222.

[150] "تذكرة الحفاظ" 1/ 256.

[151] نفس المرجع 1/ 228.

[152] نفس المرجع 1/ 188.

[153] نفس المرجع 1/ 90، 156.

[154] نفس المرجع 2/ 655، 318.

[155] نفس المرجع 1/ 351، 317.

[156] نفس المرجع 1/ 90.

[157] نفس المرجع 3/ 969.

[158] "تهذيب الكمال" 2/ 61، "تهذيب التهذيب" 3/ 296.

[159] "تذكرة الحفاظ" 2/ 553.

[160] "تهذيب التهذيب" 4/ 223.

[161] نفس المرجع 4/ 196.

[162] "تذكرة الحفاظ" 1/ 230.

[163] نفس المرجع 1/ 126.

[164] "الجرح والتعديل" 1/ 82.

[165] "توضيح الأفكار" 2/ 118، "تدريب الراوي" 2/ 30.

[166] "فتح المغيث" 1/ 290.

[167] "توضيح الأفكار" 2/ 118.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أحكام مراتب الجرح والتعديل (1)
  • أحكام مراتب الجرح والتعديل (2)
  • أحكام مراتب الجرح والتعديل (3)
  • أحكام مراتب الجرح والتعديل (4)
  • علم الجرح والتعديل
  • الكلام على الجرح والتعديل باختصار
  • العق جروحك
  • إجماعات أهل الحديث المنصوص عليها في الجرح والتعديل (1)

مختارات من الشبكة

  • مقدمة لا تشبه المقدمات(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • المختصر المفيد لنظم مقدمة التجويد: (مختصر من نظم "المقدمة" للإمام الجزري) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقدمة في أصول التحقيق (مقدمة كتاب الانتصار)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دراسة في مقدمات العلم: المقدمات العشر للتحرير والتنوير أنموذجا(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • 27 مقدمة من أروع مقدمات الخطب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التناقض في مقدمات الأدلة الإرشادية للقرائية ومقدمات كتب اللغة العربية لما قبل التعليم الجامعي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • عبارات توثيق الفئة الأولى من المحدثين الثقات (4 /4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبارات توثيق الفئة الأولى من المحدثين الثقات (3 /4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبارات توثيق الفئة الأولى من المحدثين الثقات (2/4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبارات توثيق الفئة الأولى من المحدثين الثقات (1/4)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب