• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / أخلاق ودعوة
علامة باركود

التأسيس لبناء إستراتيجية إعلام خيري

التأسيس لبناء إستراتيجية إعلام خيري
أحمد شعبان شلقامي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/5/2012 ميلادي - 14/6/1433 هجري

الزيارات: 29186

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التأسيس لبناء إستراتيجية إعلام خيري

قراءة في الدوافع والآليات "العمل الخيري الكويتي نموذجا

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

تمهيد:

لقد مثًل العمل الخيري بمختلف ألوانه وتعدد صوره سمة من سمات الحضارة الإسلامية، ليس فقط بما خدم أتباعها بل تعدي ذلك إلى من هم ليسوا منتمين إلى الإسلام، وقصص التاريخ مليء بهذه الوقائع والأحداث، فالإسلام في دعامته يقوم على ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل: 125]، وفي أصله دعوة الناس إلى تحقيق القيم والمثل العليا سواء في حركتهم على المستوى الضيق كالبيت والحي والشارع أو على المستوى الأوسع في المجتمع والكون.

 

ومع وجود حركة غربية لفرض السيطرة ونشر الفكر الغربي المادي الأحادي (التي تقود حملته الولايات المتحدة وحلفائها) كانت المنطقة تقاوم بما لديها من إمكانيات بسيطة هذه الحركة، وأُعلنت الحرب على الإسلام وأهله وأصبح الإسلام هو الخطر الذي يهدد الغرب - وفق ما يقولونه - فبدأوا في هدم الإسلام بمواجهة حركة التصحيح والنهضة التي كانت سائدة خاصة في عقود الخمسينات - وانتشرت بعد ذلك - واستخدموا في ذلك الوسائل العسكرية (hard power) في الهجوم والمواجهة، ثم كانت الوسائل السلمية  (soft power) كوسيلة أخري استخدموها ليفرغوا الإسلام من أهلة وأصبح الانحلال والضعف هو السائد، مما أضعف حركة الدعوة الإسلامية وتأثيرها لضعف أبنائها والقائمين عليها وانتشرت سطوة الكنيسة الأمريكية (الصهيو مسيحية) وصوتها في العالم مع اتساع مصادر تمويلها وقدرتها على السيطرة على العديد من الوسائل الإعلامية بل ووصولها إلي رجال الدولة (اقتصاد وسياسة واجتماع وفكر).

 

ثم جاءت أحداث 11سبتمبر لتعلن عن مرحلة جديدة، شعارها الأساسي محاربة الإسلام، وصفته المسلمون فلم يكن هناك أنسب من ذلك، وبدأ الإسلام يحارب في كل مكان، وجففت منابع الدعم وصودرت الأموال، ووضعت المؤسسات الخيرية التي كانت سفيرة للإسلام وأهله في ربوع العالم على القوائم السوداء، وحجِم عملها، وأصبح العمل الخيري ليس فقط مطالباً بأن يقدم صورة الإسلام الصحيحة والعفيفة ولكن أيضا أن يدافع عن نفسه وأن يدفع عن نفسه الشبهات.

 

ولا يختلف أحد على أهمية القطاع الخيري، فالقطاع الخيري هو جزء مهم من المنظومة الاقتصادية وأحد المحركات المهمة للنهوض بالأمم، ولا نبالغ أنه القطاع الأكثر رحمة وشفافية والأقرب إلى قلوب الناس، لما له من أهداف نبيلة، ومساهمات عديدة في معالجة جروح الزمن، وما له من قيمة إيمانية تمثل الهدف لكثير من الناس، وتشكل الجمعيات والمؤسسات والمنظمات الخيرية في العالم قوة اقتصادية لا يستهان بها، من منظور حجم إنفاقها على مشروعاتها، ومكونات الأنشطة، وعدد المستفيدين من خدماتها، وفرص العمل، الأمر الذي يؤكد أن القطاع الخيري أصبح قطاعاً متوسطا بين القطاعين العام الحكومي والخاص، مما جعله قطاعا ثالثا لا يُستهان به، ويظهر من خلال العمل الخيري سواء محليا أو عالميا آثارا اقتصادية إيجابية مباشرة، وغير مباشرة في مختلف جوانب الحياة.

 

ومع وجود هذا الدور وهذه الأهمية بجانب اتساع دائرة الفعل والتأثير، وتعدد مستويات الحركة كان لا بد من وجود آليات فاعلة للتأثير والتواجد، وقد خدمت العولمة فيما خلقته من آليات وعمليات ووسائل هذا الغرض في أنها وفرت طرقاً للتواصل والتأثير حيث جعلت العولمة من العالم قرية صغيرة حقاً، واستفاد من ذلك العديد من المؤسسات والحكومات والنظم وتضرر الكثيرون أيضا، فالذي يؤثر ليس كالمتأثر وللأسف كنا نحن المسلمين - والعرب خاصةً - أكثر الدول تأثرا وأقلها تأثيراً في مجال استخدام الإعلام والاتصال بمختلف صوره وأشكاله، وهو ما انعكس على أبناء المؤسسات الخيرية والعاملين بها، ولم يستطيعوا أن يواكبوا حركة التأثير ‘ وغفلوا لأسباب متعددة سنتعرض لها في هذه الورقة عن أن يؤسسوا إعلاماً يخدم أهدافهم، ويساعد في تبني خططهم، ويسهل لهم حركة فعلهم.

 

واشتدت الأزمة على العمل الخيري ومؤسساته مع ازدياد تأثير الآخر وهجمته التي لم تتوقف إلي اليوم بل أشدت وطأتها لأنهم استطاعوا أن يخلقوا ويصنعوا من يقوم مقامهم من بيننا، فأصبحت دعواتهم لا تأتي من الغرب فقط بل من أبناء الإسلام والعرب، ومن هنا جاءت الأصوات الداعية إلي تخصيص مساحة لتقديم الرؤية، وتوضيح الصورة والدفاع عن العمل الخيري بل ونشر ثقافته بعد أن ضاعت بين ثقافة الانحلال والضعف وحب الدنيا، وبالفعل قدمت العديد من الجهود في ذلك إلا أنها لم تتعدى كونها ورقة في مجلة أو خبر في صحيفة أو لقاء في إذاعة، فلم تفِ بالغرض ولم تستطع أن تقدم البديل والحل، ووجدنا أنفسنا نبتعد عن الهدف، وتزداد الأعباء ورغم توقع البعض لهذه التبعات، وأضرب مثلاً بتصريح للشيخ الداعية المجاهد العم عبد الله المطوع - رحمه الله - أحد رواد العمل الخيري بالكويت ورئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي سابقا في مقولة له للإعلام قبل وفاته (2006) " إن العمل الخيري يتعرض لغزو فكري منظم لا يستهدف العمل الخيري فقط، بل حتى العمل الإسلامي، فهناك قوى أجنبية تعمل على حصار العمل الخيري والدعوي في المنطقة ككل، وعلى سبيل المثال انتشار فكر حزب البعث في المنطقة ما هو إلا دعوة لضرب العمل الإسلامي".

 

وقد أكد هذا المعني العديد من الباحثين والمفكرين فيما بعد.، يشرح الأستاذ إدوارد سعيد الأستاذ في جامعة كولومبيا في نيويورك، فيقول: ما يهم خبراء مثل (جوديث ميلر)، (صامويل هانتيغون)، (مارتن كرايمر)، (برنارد لويس)، (دانيال بابس)، (ستيفين إمرسون)، (باري روبين)، إضافة إلى مجموعة كاملة من الأكاديميين الإسرائيليين هو التأكد من إبقاء خطر الإسلام نصب أعيننا، والأفضل التنديد بالإسلام لما يمارسه من إرهاب واستبداد وعنف، فيما يؤمِّنون لأنفسهم استشارات مجزية، وظهوراً متكرراً على شاشات التلفزة وعقوداً لتأليف الكتب، لقد جعل الخطر الإسلامي يبدو مرعباً إلى حد لا نظير له.[1]

 

أهمية الورقة البحثية:

"جاءت الدعوات بالمطالبة ببناء إعلامي متكامل يخدم أهداف الفعل الخيري ومؤسساته ويليق بحركة فعلها وحركة وجودها، إلا أنني أتساءل هل لدينا القدرة على تقديم ذلك؟، وكيف سنقدمه؟، هل للإعلان عن ما نقوم به أم للتواصل من خلال ما نقوم به؟ - والفارق بينهما كبير- ومن هنا جاءت الورقة البحثية التالية للبحث في هذه الإشكالية ومحاولة للتأصيل، وأعترف بأن الفضل لله أولا ثم للقائمين على جائزة الشهيد الشيخ فهد الأحمد رحمه الله وجزاه بقدر حب الناس له".

 

أهداف الورقة:

♦ التنبيه بضرورة إيجاد إعلام خيري متخصص احترافي.

 

◘ التأكيد على الدور المطلوب من المؤسسات الخيرية الكويتية العاملة في القطاع الخيري لدعم وإيجاد إعلام خيري فاعل يقدم بصور احترافية.

 

◘ التعريف بمسؤولية الإعلام في مساندة العمل الخيري.

◘ انطلاقة إلى الطريقة المناسبة لتعامل الجمعيات الخيرية مع الإعلام.

◘ إيجاد علاقة تكاملية بين وسائل الإعلام والجمعيات الخيرية.

◘ صياغة وثيقة للتأسيس لإعلام خيري فاعل ومؤثر.

◘ التأكيد على أهمية دور الكويت في ريادة العمل الخيري.

◘ محاولة للمساهمة في دعم عمل الخير كقيمة حضارية وحاجة إنسانية

 

بينة الورقة البحثية:

أولا: إشكالية البحث:

"هل لدينا القدرة على تقديم إعلام خيري فاعل؟، وكيف سنقدمه؟، وهل للإعلان عن ما نقوم به أم للتواصل من خلال ما نقوم به؟"

 

ثانيا: تساؤلات الدراسة:

تسعى الورقة إلي الإجابة عن التساؤلات التالية:

♦ ما مفهوم الإعلام الخيري؟، وما حاجتنا للإعلام الخيري؟

♦ ما ملامح بناء استراتيجية الإعلام الخيري؟

♦ ما معوقات بناء استراتيجية الإعلام الخيري؟

♦ إلي أي مدى سيسهم الإعلام الخيري في دعم الرؤية الحضارية للإسلام والمسلمين؟

 

♦ كيف استفادت المؤسسات الأهلية المسيحية في دعم جهودها من خلال الإعلام الذي تملكه؟، وما ملامح إمكانيتها وقدراتها في هذا الصدد؟

 

♦ هل الإعلام المطلوب لتحسين الصورة أم لنشر الثقافة؟

♦ لماذا الكويت؟، وما الإمكانيات التي لدي المؤسسات الخيرية الكويتية لقيادة إعلام خيري فاعل؟

 

ثالثا: فرضيات الدراسة:

♦ أن حاجة المؤسسات الخيرية للوجود إعلام متخصص يجب أن تكون على محورين (نشر ثقافة العمل الخيري في نفوس المسلمين، والمحور الثاني تقديم صورة صحيحة عن ما تقوم به هذه المؤسسات للرد على الشبهات، والدفاع عن فكر وفلسفة ورؤية الحضارة الإسلامية).

 

♦ العمل الخيري الكويتي أصبح سمة على المستوي الشعبي والرسمي، وتتمتع الكويت بقيمة تاريخية في هذا المجال داخلياً وخارجياً بما يؤهلها لتقديم تجربة رائدة، وما ينقصها لتحقيق ذلك هو إعلام خيري احترفي ومتخصص.

 

رابعا: المنهج المستخدم:

♦ المنهج التحليلي بالاستعانة بأداة جمع البيانات.

♦ المنهج التاريخي، وذلك باستعراض تاريخ العمل الخيري الإسلامي باختصار.

♦ الملاحظة العلمية لملاحظة عمل المؤسسات الخيرية.

 

خامسا: حدود الدراسة:

♦ نظرا لاتساع حدود الموضوع وتشعبه فإن حدود الدراسة في طرح النماذج والحالات المساعدة ستقتصر على الكويت؛ وذلك لزخم التجربة الكويتية فيما يتعلق بالعمل الخيري سواء من حيث التاريخ أو مساحة التواجد.

 

سادسا: محاور الدراسة:

المحور الأول: "العمل الخيري بين المفهوم والمأسسة":

♦ مفهوم العمل الخيري.

♦ العمل الخيري رؤية حضارية.

♦ الإعلام والمؤسسات الخيرية قراءة في الأزمات.

 

المحور الثاني: الكويت وريادة العمل الخيري العالمي:

♦ مسيرة التأسيس للعمل الخيري.

♦ بيانات وإحصائيات من مؤسسات العمل الخيري في الكويت (ملحق).

 

المحور الثالث: "قراءة في ضرورة التأسيس للإعلام الخيري":

♦ ملامح الإعلام الخيري الذي نريده.

 

♦ ضرورات التأسيس للإعلام الخيري:

أ: إعلام العولمة وتأثيره على العمل الخيري.

ب: العمل الكنسي والسيطرة على وسائل الإعلام.

ج: مواجهة التشكيك في العمل الخيري.

د: تنمية ثقافة العمل الخيري كمسؤولية مجتمعية.

 

المحور الرابع: "خطوات عملية لخلق إعلام خيري فاعل":

♦ ملامح إستراتيجية بناء الأعلام الخيري.

♦ وثيقة مقترحة لبناء ميثاق الإعلام الخيري.

 

سابعا: خاتمة تحمل حلما:

ثامنا: مراجع الدراسة:

المحور الأول:" العمل الخيري بين المفهوم والمأسسة":

مفهوم العمل الخيري:

تشير كلمة "الخير" في اللغة العربية إلى كل ما فيه نفع وصلاح، أو ما كان أداة لتحقيق منفعة أو جلب مصلحة كالمال، والمالُ الوفير يقال له خير [2]. وينظر الأصفهاني إلى الخير نظرة فلسفية، ففي "المفردات في غريب القرآن" يقول: "إن الخير ما يرغب فيه كل البشر كالعقل والعدل والنفع والفضل، وضده الشر"،[3] وقال آخرون إن الخير هو "العمل الذي يعم نفعه". يقول ابن سينا: "إن الخير هو ما يتشوقه كل شيء ويتم به وجوده".[4]

 

ويرتبط الخير في لغة العرب بحسن الاختيار، وتعددِ البدائل التي يمكن الاختيار من بينها. ويشير أبو هلال العسكري إلى الفرق بين الخير والمنفعة فيقول: "إن كل خير نافع، ولكن ليس كل نفع خيرا". واستشهَد بقوله تعالى عن الخمر والميسر: ﴿ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾ [البقرة: 219] فلا تكون المعصية خيرا وإن جلبت نفعا.[5]

 

ولقد ارتبط فعل الخير بالسلوك الإنساني واعتبر أحد مقاييس عظمة ونجاح الحضارات، وكان للإسلام في التأصيل للعمل الخيري الكثير من الإسهامات خاصة أن الإسلام في غاية مقصده في تنظيم شئون الحياة هو تحقيق الخير من خلال درء المفسدة وجلب المصلحة، ولقد أصًل الإسلام لعمل الخير كمسؤولية تقع على الأفراد والمؤسسات، وقد جاءت الدلالات من الآيات القرآنية والسنة النبوية لتأصل لذلك كقوله تعالى: ﴿ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ صدق الله العظيم [سورة النساء: 114]، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن سلامك على عباد الله صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإن أمرك بالمعروف،ونهيك عن المنكر صدقة[6].

 

العمل الخيري رؤية حضارية:

ينبع مفهوم "الخير" من أصول الرؤية الإسلامية للعالم، وتشكل النـزعة الخيرية ركنًا من أركان بناء الوعي الإسلامي للذات الإنسانية، وتوفر أساساً من أسس تكوين الذات الفردية والجماعية في الخبرة الحضارية الإسلامية. فالخير مقصد عام وثابت للشريعة، وله مقاصد أخرى على نحو ما سيأتي بيانه، وتتضمن الأصول الإسلامية (القرآن والسنة) نظرية متكاملة للخير وتطبيقاته وأبعاده النفسية والاجتماعية والاقتصادية، الفردية والجماعية[7].

 

ولتنوع صور عمل الخير ودلالاته يمكن وضعها في ثلاث فرائض هي بمثابة ثلاثة أطر يندرج تحتها جميع ما يكلف به الإنسان من مسؤوليات لعمل الخير.

 

أولا: فريضة الدعوة:

المسلم مأمور بالدعوة إلى الله بل بالعمل على ذلك بأحسن القول والفعل ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]، وليست الدعوة هنا مقتصرة فقط على التعريف بالإسلام كدين، بل الدعوة في جوهرها هي عرض الإسلام كحضارة وسلوك وقيم ومبادئ فالمسلم قبل كل شيء مأمور بأن يكون قدوة ومثل يهدي الله به العاصين ويفتح الله بفعله على غير المسلم وليس أنفع في ذلك من عمل الخير، وكم من الناس آمن بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم نتيجة معايشه فعله أو رؤية سلوكه، والمسلم ملزم بأن يقوم بمسؤولية الدعوة إلى من حوله بدءاً بنفسه بتهذيبها وحسن سلوكها ثم بيته ثم مجتمعة، كما في قوله تعالى:﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عليهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عليهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عليهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [التحريم: 6-7]،كما أن الوظيفة الدعوية للمسلم ليست متوقفة عند أئمة المساجد والخطباء والدعاة بل هي تقع على عاتق الجميع يقول الدكتور يوسف القرضاوي (قد كان النبي "صلى الله عليه وسلم" سياسيا بجوار كونه مبلغاً ومعلماً وقاضياً فقد كان رئيساً للدولة وإمام الأمة[8].

 

ثانيا: فريضة بناء الأمة:

مفهوم الأمة هو مفهوم رسخه الإسلام ليس فقط على مستوى النظرية بل على مستوى التطبيق، فالحضارة الإسلامية التي قامت منذ أكثر من أربعة عشر قرنا قدمت نفسها في إطار تكويني سما بالأمة، وقد جاء المصطلح وروداً في القرآن والسنة قال تعالى:﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]، والأمة الواحدة تبدو قضية واضحة المعالم، يدركها قارئ كتاب الله عز وجل حين يتأمل أي سياق ورد في قصص الأنبياء، بل قد نص كتاب الله عز وجل على ذلك تعقيباً على قصص الأنبياء قائلاً: ﴿ وإن هذه أمتكم أمة واحدة ﴾، وهذا الأمة الواحدة لا ينتهي مداها في دار الدنيا بل يمتد هناك إلى الدار الآخرة حين يقف الناس للحساب والجزاء والمساءلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم، فيدعى قومه فيقال: لهم هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد فيقال لنوح من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته،قال: فذلك قوله "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" قال:والوسط العدل فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.[9]

 

ولأننا كما بيَنا دعاة في أصل حركتنا وهي وظيفة ومسؤولية لصيقة بمن ينتمي إلى هذه الأمة فإن الداعية ينبغي أن يعيش قضية عصره، وهموم قومه وأمته، فلقد كان الأنبياء عليهم السلام -مع أن أقوامهم لم يستجيبوا بعد لقضية التوحيد- يتحدثون عن الفساد والضلال والانحراف الذي كان في عصرهم، فلا ترى سورة يذكر فيها لوط إلا ويذكر فيها الحديث عن الفساد والشذوذ الذي كان عليه قومه وإنكاره لفعلهم، ولا سورة يذكر فيها شعيب إلا وترى حديثه عن الفساد الاقتصادي وعن بخس الناس أموالهم وحقوقهم، ومع ما تعيشه الأمة من حالة تخلف وتأخر وضعف استفحلت - في مجتمعنا - على أثره مظاهر الفساد والانحراف عن الطريق القويم والصحيح، وانتشرت فيه مآس مجتمعية تمثلت في روابط مقطعة، وتلوث فكري وانهيار قيمي، وفساد سلوكي، فإن الكل منا مأمور بأن يؤدي مسؤوليته ويسعى إلى تحقيق أمن مجتمعه ونشر القيم السلمية، ومواجه السلوكيات والأفكار المنحرفة الهادمة، فتعليم الأمي أصبح مسؤولية على المتعلمين بعد أن وصلت نسبة الأمية في عالمنا العربي أكثر من 37%، وإطعام الفقير أصبح مسؤولية بعد أن أصبحنا من أكثر المجتمعات فقراً، وإنشاء محاضن التربية أصبح أيضا مسؤولية تقع ضمن حدود البناء..... وهكذا فدعوة الرجل في أهله، ونصيحة الشاب في أصدقائه والتزام الفتاة بما أمر به الشرع من عفة ووقار، وقيام الأم بتربية أبنائها ورعايتهم هي كلها مسئوليات لا تقل في جزء منها عن الآخر بل إننا مأمورون بأن نقيمها ونؤديها (كل منكم على ثغر فليحذر أن يؤتى الإسلام من قبله)، ولعل القيام على البناء لا يستطيع أن يقوم به فرد دون غيره أو مجموعة أو هيئة دون غيرها، فبناء الأمة وكما بين مالك بن نبي يقوم على ثلاثة عناصر:

♦ عالم الأشخاص.

♦ عالم الأفكار.

♦ عالم الأشياء

 

فتكاتف السواعد مطلوب، وتجميع الأفكار مطلوب وشرط من شروط البناء، وتوفير الإمكانيات أيضاً مطلوب؛ وذلك نظرا لعظم المسؤولية وجلالها، وهو ما فتح الباب للمطالبة بمسؤولية أكبر للهيئات والمؤسسات بدأ بالدولة ثم القطاع الخاص ثم الأفراد وما ينشئوه من مؤسسات اجتماعية مدنية وأهلية.

 

ثالثا: فريضة إصلاح المجتمع:

المسلم هو ذلك الكيان الذي يمثل غيثاً أينما حل نفع، والإصلاح والخير هو أمر وفريضة نثاب عليها إن أديناها ونأثم أن خالفناها وتركناها، والإصلاح يتجلي في العمل والتواصل والتعايش السلمي السليم الذي لا يضر بالآخرين ويحقق النفع للإنسان ولا يحقق ذلك لغيره الضر، بل إن الإصلاح يتجاوز تحقيق المصلحة إلى العمل على درء ومنع المفسدة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال:رجل يا رسول الله أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم [10]، وبالتالي فالصلاح لا يقتصر على النفس بل لابد أن يعكس ذلك على المجتمع وأمر الله بذلك، فالفساد لا يقتصر ضرره على من يقوم به كما في قوله تعالى، ﴿ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال:25]، وقال مالك بن دينار: إن الله عز وجل أمَرَ بِقَرْيَة أن تُعَذَّب، فَضَجَّتِ الْمَلائكَة، قالت: إنَّ فِيهم عَبدك فُلانا. قال: أسْمِعُونِي ضَجِيجَه، فإنَّ وَجْهَه لَم يَتَمَعَّر غَضَبًا لِمَحَارِمِي، ولنا في قصة موسى والخضر عظة عظيمة في أن الإنسان في حركته مأمور بالإصلاح وفعل الخير دون انتظار للأجر أو نظر للمردود الشخصي ﴿ فانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عليهِ أَجْرًا ﴾ [الكهف: 77].

 

الإعلام والمؤسسات الخيرية قراءة في الأزمات:

إن الأزمة لحظة حاسمة، ووقت حرج، وحالة من عدم الاستقرار تُنبئ بحدوث تغيير حاسم ووشيك، كما أنها تأخذ بخناق الناس، وتقع في توقيت لا يختاره المتأثرون بها؛ ويعرفها محسن أحمد الخضيري على أنها " لحظة حرجة وحاسمة تتعلق بمصير الكيان الإداري الذي أصيب بها مشكلةً بذلك صعوبة حادة أمام متخذ القرار تجعله في حيرة بالغة، وبذلك فهي تتعلق ببعدين هما [11]:

♦ التهديد الخطير للمصالح والأهداف الحالية والمستقبلية.

♦ الوقت المحدد المتاح لاتخاذ القرار المناسب لحل الأزمة.

 

ويعاني العمل الخيري على المستوي الإعلامي من مجموعة من التحديات والصعوبات مثلت أزمات على مستوي المؤسسات الخيرية.

 

ولأننا نجد إن الاتجاه السائد عالميا فيما يتعلق بالإعلام المقروء خلال السنوات العشر الماضية هو الاتجاه الداعي إلى إصدار المطبوعات الأسبوعية أو الشهرية أو الفصلية المتخصصة في مجال معين؛ إذ تؤكد الإحصائيات القادمة من العالم الغربي تنامي اهتمام كبريات المؤسسات الإعلامية بهذا النمط من الصحف، ففي فرنسا- (مثلا) - يزداد توزيع الصحافة المتخصصة يوماً بعد يوم،وهي تزداد حسب بعض الإحصائيات بمقدار10.2% في الوقت الذي تتراجع فيه الصحافة العامة في البلد نفسه بمقدار3. وفي الولايات المتحدة وحدها، يصدر أكثر من 10.000 مجلة متخصصة حسب نفس الإحصائيات موجهة إلى فئات مختلفة الأذواق والاتجاهات والأهداف.والأمر المثير حقا،هو الزيادة المستمرة في إصدار مثل هذه المجلات.ففي أمريكا دائما ومن بين200مجلة جديدة تصدر كل يوم، هناك 160 مجلة متخصصة، أي (3/4) مما يصدر من مجموع المجلات،ومثل هذه المجلات تصدر في الواقع في أغلب الدول المتطورة وبإعداد مهمة بالمقارنة مع الصحافة العامة مما يدل على مدى ازدهار الصحافة لما لها من تأثير نفسي واجتماعي خاصة من الدراسات المثيرة والتي تتميز بطابع توثيقي وتكون مصورة في بعض الأحيان، إلا أن واقع العمل الخيري خاصة في منطقة الخليج التي تسهم بشكل أساسي في حركة العمل الخيري الإسلامي العالمي يدل على ضعف الانتباه لهذا البعد، فلا زالت عمليات الإعلام والتعريف بالعمل الخيري ضعيف، ويمكن حصر مظاهر أزمة العمل الخيري إعلاميًا في الأتي:

1- من أكثر ما تعاني منه المؤسسات الخيرية انخرط القائمين على العمل الخيري في العمل، وذلك مع اتساع دائرة التأثير؛ ففي ظل ما شهده العالم من ارتفاع في المشكلات الاجتماعية أصبح المؤسسات الخيرية تلعب دورا بارزا خاصة مع إتاحة الفرص لها من جانب قيادات الدول، وغابت الرؤية الإعلامية عن القائمين على العمل الخيري ولم يكن الأمر يتجاوز خبراً صحفياً في جريدة أو نشرة لا يتعدي قراؤها عدد المذكور أسماؤهم فيها.

 

2- مع وقوع أحداث 11سبتمبر أصبح العمل الخيري مستهدفاً، وبدأت المساعي لتقليص دوره وتشويه صورته، وأصبح العمل الخيري إعلاميا متهماً، وذلك بعد أن وجدت أصوات داخلية تشوه وتسيء للعمل الخيري ومؤسساته والقائمين عليه.

 

3- لابد من التأكيد على أن العمل الخيري هو سفير رسالة الإسلام، ووجوده أحد أهم أسباب نشر الإسلام، وقد شعر أعداء الإسلام بذلك فعملوا للتضييق على القائمين علية خاصة إعلامياً ومع سيطرة الدول الغربية على حركة الأعلام وأدواته تأثر العمل الخيري كثيرا؛ وذلك لتأثر الأعلام الإسلامي، ولا يخفى على أحد قدرة المتحكمين في الأقمار الصناعية على حجب القنوات الداعمة للعمل الإسلامي كما حدث مع ( قناة الأقصى - الناس - الحكمة - الحافظ... الخ )

 

4- لم يحظ العمل الخيري بالاهتمام الكافي من قبل الصحافة العربية بشكل عام؛ ما اضطر تلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعنية بالعمل الخيري أن تنشر أنشطتها عبر نشرات دورية ركيكة المستوى.

 

5- بعض الصحف تسمح بمساحات لدعم الأعمال الخيرية، خاصة في مواسم البر، مثل: رمضان والأعياد، لكن في غير تلك المواسم، وبوجه عام، هناك تقصير في هذا الصدد في الصحف العربية".

 

6- الاعتماد على الصحف العامة أصبح مشكلة كبيرة، فمع ارتفاع تكلفة المساحة الإعلانية في الصحف، وضعف الوضع المادي لغالبية الصحف؛ ما يدفعها إلى استغلال كل ركن متاح للإعلانات فيها من أجل زيادة أرباحها.

 

7- عدم إحساس إدارة الصحف بالمسؤولية الاجتماعية؛ ما يجعلها تتعامل مع الجهات الخيرية كغيرها من الشركات، دون مراعاة أن هذه المؤسسات الخيرية لها دور فاعل في خدمة المجتمع، وأنها لا تهدف إلى الربح، على عكس الشركات الأخرى.

 

8- الاعتماد على العمل الصحفي والذي أصبح مجرد "بيزنس"، أي وسيلة للتربح، أكثر منه وسيلة لتوصيل أفكار وتكوين آراء القراء وتوجيه سلوكيات المجتمع؛ وبالتالي فإن قواعد "البيزنس" تجعل الصحيفة تنشر ما يربحها، وليس ما تعتقد أنه في صالح المجتمع.

 

9- غياب الإعلام الخيري أدي إلي نمطية التغطية الإعلامية للنشاط الخيري في الصحافة العامة، وهو ما اضعف من تأثير وتواجد العمل الخيري لدي الناس.

 

10-إن من أهم المشكلات التي تعاني منها مؤسسات العمل الخيري تقليدية العمل، فعلى الرغم مما تملكه هذه المؤسسات من قدرات مادية وبشرية وانتشار مؤسسي إلا أنها لم تستطع أن تكون لديها استثمارات في قطاع الإعلام، وذلك على الرغم من أهميته وحيويته سواء لها أو بشكل عام.

 

المحور الثاني: الكويت وريادة العمل الخيري:

تعد دولة الكويت من الدول الرائدة في مجال العمل الخيري الذي بدأ من خلال الجمعية الخيرية العربية في سنة 1911م، وتطور من خلال سلسلة من الجمعيات والمؤسسات، ومع استقلال الكويت بدأ يأخذ بعداً أكثر تنظيماً حيث وضع قانون لتنظيمه.

 

إن العمل الخيري تحتضنه العديد من الهيئات والجمعيات واللجان الخيرية ويقوم على خطط مدروسة ليكون همزة وصل بين أهل الخير والمحسنين وبين أصحاب الحاجة والعوز، ومن أهم تطلعات الجمعيات الخيرية في الكويت تحقيق معاني الأخوة والتضامن والتكافل الاجتماعي.

 

ومما لا شك فيه أن الجمعيات الخيرية الكويتية أسهمت في مساعدة العديد من المناطق الإسلامية وأقامت بها العديد من المشاريع التنموية والإغاثية والصحية والتعليمية. لقد قدم العمل الخيري للكويت الكثير، فقد أبرز وجهها الحضاري في العالم العربي والإسلامي وذلك لتنوع هذه المؤسسات وضخامة عملها، ويمكن استعراض أهمها في التالي:

أ: جمعية الإصلاح الاجتماعي:

اجتمع ثلاثون رجلاً من خيرة رجالات الكويت في يوم السبت 16 من محرم الحرام 1383 هـ الموافق 08 من يونيو 1963 م، في ديوان الحاج فهد الحمد الخالد - رحمه الله - وتباحثوا في ضرورة قيام كيان إسلامي في هذا البلد الطيب ليسهم في الحفاظ على دين وأخلاق المجتمع، واتفق الحضور على تأسيس جمعية جديدة باسم ( جمعية الإصلاح الاجتماعي) - حيث كانت امتداداً طبيعياً لجمعية الإرشاد التي تأسست في 1372 هـ الموافق 1952 م - ثم اختير لجمعية الإصلاح الاجتماعي مؤسسون وهيئة إدارية مؤقتة، حيث عقدت اجتماعها الأول في يوم الثلاثاء 19 من محرم الحرام 1383 هـ الموافق 11 من يونيو 1963 م، وأقر فيه القانون الأساسي لجمعية الإصلاح الاجتماعي، وقد كلف السيد / عبد الله العلي المطوع بتقديمه إلى الجهات المختصة.

 

تم إشهار جمعية الإصلاح الاجتماعي بتاريخ 22 / 07 /1963 م، طبقاً لأحكام القانون رقم 24 لسنة 1962 م، ونشر هذا الإشهار في الجريدة الرسمية (كويت اليوم) بالعدد رقم (438) الصادر بتاريخ 04 / 08 / 1963 م، سجلت جمعية الإصلاح الاجتماعي في سجلات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحت رقم (14).

 

أهداف جمعية الإصلاح الاجتماعي:

1- مناصرة القضايا العادلة للشعوب الإسلامية باستخدام كافة الوسائل التعريفية لبث الوعي بهذه القضايا، وذلك من خلال المهرجانات الخطابية والمؤتمرات والمحاضرات والندوات ومجلة المجتمع.

 

2- المساهمة في تقديم العون المادي في حالات الكوارث والزلازل والمحن التي تتعرض لها المناطق الإسلامية.

 

3- العمل على نشر الوعي الإسلامي الصحيح المنضبط بأطر الشريعة الإسلامية بين أفراد المجتمع، ليكونوا على بينة من أمرهم، وتحصيناً لهم من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العالم الإسلامي.

 

4- إنشاء اللجان المختلفة، والمهتمة بالعديد من الأنشطة كل في مجاله لتحقيق الأهداف العامة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، لذا برزت وتميزت على ساحة العمل الخيري لجان الزكاة، ولجان العمل الاجتماعي، واللجان المهتمة بالجانب النسائي والفتيات والبنات، واللجان التي تحتضن الشباب والفتيان.

 

5- المشاركة الفعالة في حل المشكلات الطارئة على المجتمع الكويتي المسلم الآمن، على سبيل المثال يتضح دور لجنة (بشائر الخير)، في مواجهتها لمشكلة العصر ( إدمان المخدرات ) وما ينتج عنها من تدمير لشباب الأمة.


6-
ترسيخ الفكر الإسلامي المستنير القائم على كتاب الله الكريم وسنة النبي محمد، فكانت فكرة إقامة معرض الكتاب الإسلامي السنوي، حيث تتاح الفرصة للشعب الكويتي للاطلاع على أحدث ما أنتجته العقول البشرية في جميع مجالات الحياة، ويجبى إليهم ثمرات المطابع ليقفوا على الجديد دائماً في العلوم الشرعية وغيرها.

 

8- إبداء النصح والمشورة للجهات المختصة في كافة المجالات كالتربية والتعليم والإعلام، فيما يعود بالخير على الصالح العام وفقاً للتشريع الإسلامي[12].

 

ملاحظة:

مرفق بالبحث ملحق خاص بأنشطة الفروع التابعة لجميعه الإصلاح داخل وخارج الكويت من واقع التقرير الإداري 2009م.

 

ب- الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية:

جاء بفضل الله عز وجل إعلان تأسيس الهيئة في الكويت بقانون رقم 64 لسنة 1986م الذي نص على أن تنشأ هيئة خيرية تسمى "الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية " يكون مقرها الكويت، ولها أن تنشئ فروعا لها خارج الكويت، هـدف الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية من وراء الأنشطة الخيرية وأعمال البـر والإحسان التي تقدمها هو المساهمة في تحسين أوضاع المجتمعات الفقيرة بصورة دائمة تؤمن لهم حياة إنسانية كريمة من خلال:[13]

 

1- مساعدة المحتاجين أينما كانوا ويشمل ذلك:

♦ إغاثة ضحايا الحروب والكوارث والمجاعات ونحوها,

♦ تقديم المأوى للمشردين, والطعام والشراب للجائعين , والملبس للمحتاجين , والعلاج و الدواء للمرضى.

♦ رعاية الأيتام والأطفال المحرومين.

 

2- ابتكار حلول جذرية للقضاء على الفقر عملاً بالقيم الإسلامية، اقتداءً بالنماذج الخيرية المضيئة في التاريخ الإسلامي.

 

3- القضاء على الأمية والجهل ونشر العلم ببناء المعاهد العلمية ومراكز التدريب.

 

4- إعطاء الأولوية للمشاريع التنموية التي تهيئ للفقراء فرصاً للعمل والإنتاج والاعتماد على أنفسهم حتى لا يكونوا عبئاً على الآخرين.

 

5- تمكين المجتمعات الفقيرة من استغلال مواردها وتحسين أوضاعها وتحويلها من مجتمعات استهلاكية إلى مجتمعات منتجة مستقلة.

 

6- نشر الوعي بقضايا العالم الإسلامي والتعريف بأحوال المسلمين في العالم.

 

7- دعم الأقليات المسلمة لمساعدتها على المحافظة على شخصيتها الإسلامية وحقوقها في حياة كريمة.

 

8- تقوية روابط الوحدة والأخوة بين الشعوب الإسلامية على ضوء تعاليم الإسلام. والتطبيق العملي للمبادئ السامية للإسلام في تحقيق التعايش والتكافل بين المجتمعات الإنسانية

 

ج: جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية:

تأسست في 11 رمضان 1401 هـ الموافق 2 يوليو 1981 م.

 

وتقوم الجمعية علي" تحقيق الخير لكل من يعيش على الأرض، وذلك بتوفير الفرص لأهل الخير في الكويت لوضع تبرعاتهم من صدقات وزكوات في موضعها من خلال خطة محكمة ودقيقة تراعي الحاجة وتهتم بمناطق الفقر والجهل والمرض لتسارع اليها وترسم البسمة في وجه اهلها.[14]

 

أهداف جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية:

1- القيام بأعمال البر والإحسان

2- جمع التبرعات لاستخدامها بما يتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية

3- دعم الروابط الدينية في البلاد والمجتمعات من خلال نشر الدين الإسلامي فيها.


ومن أبرز الإنجازات خلال عام 1428 هـ / 2007 ميلادي:

♦ كفالات أيتام: تكفل الجمعية حوالي 800 يتيم في دول مختلفة.

♦ المشاريع غير الإنشائية: مشروع إفطار الصائم: نفذت الجمعية مشروع إفطار الصائم في 38 دولة.

♦ مشروع الأضاحي: قامت الجمعية بتنفيذ مشروع الأضاحي في 34 دولة.

 

د: لجنة التعريف بالإسلام:

هي إحدى اللجان التابعة لجمعية النجاة الخيرية وقد تأسست عام1399هـ/ 1978م، وفي ذلك العام بدأ تأسيس اللجنة، وكان مقرها عبارة عن غرفة صغيرة، وقد وصل عدد أفرع اللجنة الآن إلى خمسة عشر فرعاً في مختلف المناطق الكويتية، كذلك فإن هذه الأفرع تؤدي دورها بفضل الله تعالى في الدعوة من خلال كفالتها للدعاة الذين وصل عددهم إلى أكثر من 74 داعية يتحدثون بـ 14 لغة.

 

أما حجم الإنجاز الذي تحقق بفضل الله تعالى، ثم بجهود القائمين على هذه اللجنة المباركة ونحن في عام 2009م، فهو انجاز مشهود، حيث وصل عدد الذين أشهروا إسلامهم منذ نشأتها إلى 44 ألف مهتد ومهتدية من مختلف الجنسيات، علاوة على ذلك تقدم اللجنة خدمات اجتماعية وتربوية ودينية وتثقيفية عديدة للمسلمين الجدد، وكذلك لأبناء الجاليات المسلمة ممن يعيشون على أرض الكويت وذلك من خلال إقامة خطبة الجمعة بمختلف اللغات، وتنظيم مشروع إفطار الصائم سنوياً، والذي يقدم من خلاله أكثر من 100 ألف وجبة، إلى جانب تنظيم المحاضرات والندوات والملتقيات لغير المسلمين، حيث يتم فيها شرح مبادئ الإسلام شرحاً مبسطاً وسطياً واضحاً، كذلك تقيم اللجنة العديد من الأنشطة الترفيهية والترويحية لغير المسلمين، ناهيك عن إقامة دروس اللغة العربية لغير الناطقين بها بمختلف أفرع اللجنة؛ وللوصول إلى ذلك الهدف تقوم اللجنة بطباعة وتوفير جميع الوسائل الدعوية من كتب وأشـرطة ونشرات للمسلمين ولغير المسلمين بمختلف اللغات.

 

كذلك تقوم اللجنة بدعم ومد المراكز الخارجية الإسلامية سواء بالدعم المادي، أو المعنوي، وكذلك بالخبرات الدعوية، والتعاون في سبيل خدمة هذا الدين، كما أن اللجنة أصبحت أول مؤسسة خيرية لديها معهداً للتدريب الأهلي، لتدريب العاملين والمتطوعين في العمل الخيري وهو "معهد كامز للتدريب الأهلي" الذي يعمل تحت مظلة جمعية النجاة الخيرية.[15]

 

وتتمثل أهداف اللجنة في التالي:

1- التعريف بالإسلام لغير المسلمين.

2-رعاية المهتدين الجدد.

3- تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

4- توعية الجاليات المسلمة.

 

المحور الثالث: "قراءة في ضرورة التأسيس للإعلام الخيري":

ماذا نعني بالإعلام الخيري؟

عند الربط بين مفهومي الإعلام والخير نجد أن العمل الخيري من غير إعلام، يصبح في دائرة مغلقة لا تؤثر ولا تتأثر بغيرها من أنشطة، بل يصعب سريانها في نفوس الناس وتحريك دوافع العمل الخيري فيها، وكذلك الإعلام فانه من غير مضمون خيري يصير بوقاً فارغا لا قيمة له، " فلم يعد لأي مؤسسة أو جمعية خيرية غنى عن جهاز إعلامي متطور يقدم الوظيفة الإعلامية والدعائية التي يمكن من خلالها إحاطة المجتمع علماً بأوجه العمل الخيري ودفته للمشاركة الإيجابية فيه" [16]

 

وعند الحديث عن وسائل الإعلام " يتبادر للذهن لدى البعض بأنها الجماهيرية فقط " ولكنها في الحقيقة هي أعم من ذلك بكثير، فكل أداة لنقل المعاني إلى الناس هي في الحقيقة وسيلة إعلام، أو هي القناة التي يعبر منها المعنى إلى الناس وأساسها الكلمة أو القول، الإعلام اصطلاحاً فهو: " تزويد الناس بالأخبار الصحيحة المعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم [17]

 

وقد طرح نفر من المختصين في الإعلام مفهوماً جديداً تحت مسمى "الإعلام الخيري" مع ضرورة تحديد منهجية علمية ومهنية في الواقع العملي له، واقترح الدكتور عبد القادر طاش - الذي يعد أول من طالب بهذا المفهوم- بعض الوظائف الاجتماعية لهذا الإعلام الخيري المأمول أبرزها: "تشكيل وعي اجتماعي داعم للعمل الخيري، وبناء صورة ذهنية إيجابية عن الجمعيات الخيرية في المجتمع، والمساهمة في تنظيم وتنفيذ حملات إعلامية لجمع التبرعات للأعمال الخيرية [18]، ويقول سعد لبيب في كتابه" الثقافة والإعلام والاتصال ": "إن الأثر الخيري للإعلام قد يكون بإضافة معلومات عن العمل الخيري أو خلق اتجاه جديد، أو إضعاف اتجاه قديم، أو المعاونة على خلق وجهة نظر محددة جديدة أو متحولة من وجهة نظر أخرى، وقد يكون في خلق قيمة خيرية جديدة أو تدعيمها أو إضعاف من سلوكيات قديمة، أو التحول عنها، وقد يتمثل الأثر في تعديل سلوك قائم أو العدول عنه إلى سلوك جديد، وهذا كله ما يعرف باسم اتجاهات التأثير".

 

ضرورة التأسيس لإعلام خيري متخصص:

وقد دفع إلي تبني المطالبة بإعلام خيري مجموعة من العوامل والأسباب منها ما هو على مستوي المؤسسات الخيرية، ومنها ما فرضه الواقع من تطور وأدوات، ومنها ما هو متعلق بتحديات خارجية فرض مواجهتها ويمكن حصر أهم هذه الأسباب والدوافع في التالي:

أ: إعلام العولمة وتأثيره على ثقافة العمل الخيري:

العولمة مرحلة جديدة - كما اعتبرها البعض - من مراحل النظام الدولي وأعتبرها آخرون مكوناً وناتجاً من نواتج التطور البشري خاصة على الجانب التكنولوجي، فقد أتاحت العولمة فرصا للتواصل والتفاعل بين مكونات الكرة الأرضية، فالعالم اليوم - بسبب تكنولوجيا الاتصال الحديثة - يعيش مرحلة جديدة من مراحل تطوره الاتصالي، وهذه المرحلة بدأت في منتصف الثمانينيات، وما زالت مستمرة حتى الآن، وتتميز بسمة أساسية وهي المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية تمثلها أكثر من وسيلة؛ لتحقيق الهدف النهائي وهو توصيل الرسالة الاتصالية، ونظرا للأهمية المتزايدة لتكنولوجيا الاتصال الحديثة في المجتمع المعاصر: نجد أن العوامل التكنولوجية تؤثر بشكل واضح على عملية إنتاج الرسالة الإعلامية التي تقوم بها الوسيلة الجماهيرية، وتتميز التكنولوجيا الاتصالية الحديثة بتعاقبها السريع، وتجددها وتطورها المستمر وشمولها لكافة جوانب الصناعة الإعلامية؛ خاصة بعد اندماجها مع تكنولوجيا المعلومات والتي تغير العالم المعاصر وتسميه الكونية أو العالمية، وتقتني المؤسسات الإعلامية المعدات التقنية الحديثة لتحقيق هدفين الهدف الأول: يتعلق باستخدامها الاستخدام الأمثل في إنتاج المواد الإعلامية، الهدف الثاني: يتعلق بأمور تتصل بهيبة المؤسسة واحترامها أو نفوذها.

 

وفي هذا الخضم امتدت الشبكات الرقمية وتطور نسق نمو الاقتصاد اللا مادي وانهارت الحواجز الجغرافية والجمركية وتبلورت ملامح مشروع الطرق السريعة للإعلام، وتأكدت الحاجة إلى المزيد من المنظمات غير الحكومية بهدف المساهمة مع الحكومات والقطاع الخاص لإيجاد صيغ جديدة للتعاون والتكامل بين مختلف الدول والمجموعات..[19]، هكذا هو واقع المشهد إلا أن ذلك لا ينطبق وللأسف عي المشهد في العالم الإسلامي، أو بصورة أدق الإعلام الإسلامي، فنحن لا نتعدى كوننا مستهلكين لنتائج ومواد وأدوات العولمة وإعلامها بما جعلنا الأكثر تضرراً رغم كوننا الأكثر عطاءً، وهو ما افقدنا القدرة على نشر أفكارنا أو الدفاع عن أنفسنا لأن من يتكلم سيجد من يسكته.

 

ولم يقتصر التأثير السلبي للعولمة على ذلك فقط بل لأن العولمة استبد بأدواتها أتباع الحضارة الغربية برؤيتهم ومنظوراتهم فقد ساد نمط اللاقيم، وأصبح الفعل الخيري يعاني من غياب الكفاءات وتقليدية العمل وسعي الكثيرين للاستفادة منه، وغابت القيم وأصبحت المادية صبغة العصر، وهو ما أضر كثيراً بنا سواءً على مستوي الثقافة والفكر أو حركة الفعل.

 

ب: العمل الكنسي والسيطرة على وسائل الإعلام:

لقد شهد العالم ومنذ الدخول في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تطوراً في واقع المشهد الدولي سواءً على مستوي الفاعلين أو الأدوات أو القضايا،فقد سمح سقوط الاتحاد السوفيتي للولايات المتحدة لأن تكون المتحكمة والمسيطرة، وانتشر الفكر الغربي الرأسمالي المادي، وكان لامتلاك الولايات المتحدة وسيطرتها على أدوات التأثير بعدا مؤثرا خاصة على الدول الأقل قدرة، والذي ميز المرحلة الجديدة من تطور الواقع الدولي هو عودة الأبعاد الثقافية للظهور كمحور من محاور الصراع بين الشمال والجنوب، وذلك على أثر التطور التكنولوجي الذي ساهم في نشر الثقافات وأصبح السعي نحو تحقيق النصر الثقافي والحضاري هو الأساس، وهنا أصبح الإسلام طرفا ليس كدويلات وقطع بل كحضارة وثقافة.

 

ولقد لعبت الكنيسة دورا مهما في هذا الصراع وحاولت أن تستخدم كل ما لديها من إمكانيات، وكان من نتائج ذلك وصولها إلي قلب الفعل السياسي والاقتصادي والمحورية الكبيرة لدور الكنيسة في المجتمع الأمريكي ليست وليدة اليوم ولكنها ترجع إلي البدايات الأولي لتكوين المجتمع الأمريكي، فأصل المجتمع الأمريكي يعود إلي تلك المستعمرات التي أسسها البيوريتان الفارين من الاضطهاد الديني في أوروبا الغربية حتى يعبدوا الله بطريقتهم الخاصة في الدنيا الجديدة التي طالما حلموا بها، ومن هنا فقد كان الدين فاعلا قويا في ترسيخ القيم الأساسية التي قام عليها النظام السياسي والاجتماعي في المجتمع الأمريكي، والدور الذي يلعبه الدين اليوم في الحياة الأمريكية تحكمه اعتبارات من عديدة أهمها:

♦ قوة التنظيم والإمكانات الضخمة التي تتمتع بها المؤسسات الدينية، حيث بإمكانها توفير التسهيلات المادية المتقدمة لتحقيق أهدافها.

 

♦ إن الدوافع الدينية تلعب دوراً رئيسياً في تحريك الأمريكيين في الكثير من مواقفهم بما في ذلك الدفاع عن حقوق الإنسان، فـ84% من الشعب الأمريكي يعتقدون أن الوصايا العشر لا تزال صالحة وضرورية حتى اليوم، لكن رغم أن معظم الأمريكيين مسيحيو العقيدة، فإنهم لا يعرفون إلا القليل عن العقيدة الكنسية. وإذا كان معظمهم من البروتستانت فإنهم موزعون بين المئات من النحل والمذاهب وأكبرها المعمدانيون والميتودوست واللوثريون والأسقفيون. [20]

 

ولقد سعي القائمون عي العمل الكنسي والصهيوني للسيطرة على وسائل الإعلام، فهنرى فورد المليونير العالمي اليهودي أشار في كتابه " اليهودي العالمي " مقتبس من بروتوكولات حكماء صهيون " سنعالج قضية الصحافة على النحو التالي:

1- سنمتطي صهوتها، ونكبح جماحها، وسنفعل مثل ذلك أيضا بالنسبة إلى المواد المطبوعة الأخرى، إذ لا جدوى من تخلصنا من الحملات الصحفية، إذا كنا معرضين للنقد عن طريق المنشورات والكتب.

2- لن يصل أي إعلان للناس إلا بعد مراقبتنا، وقد تمكنا من تحقيق ذلك الآن إلى الحد الذي لا تصل فيه الأنباء إلا عبر الوكالات المختلفة والمتمركزة في مختلف أنحاء العالم.

 

فالأدب والصحافة قوتان تعليميتان كبيرتان، وستصبح حكومتان مالكتان لمعظم الصحف والمجلات، وإذا سمحنا بظهور عشر مجلات مستقلة، فيجب أن تكون لنا ثلاثون صحيفة مقابلها، ولن نجعل الناس يشكون في سيطرتنا على هذه الصحف، ولذا سنجعلها من النوع الذي يناقض بعضه بعضاً في الأفكار والاتجاهات لنحصل على ثقتهم، ولنجتذب خصومنا الذين لا يتطرق إليهم الشك في قراءتها، فيقعون في الشرك الذي نصبه لهم، ويفقدون كل قوة على الإضرار بنا "إن أهم ما دافع اللوبي الصهيوني أو ما اسماه الفرد ليلنتال " الرباط الصهيوني " هو كما يراه الكثيرون من المراقبين الهيمنة اليهودية على وسائل الإعلام، فمن المعروف " أن تكوين الرأي العام الأمريكي يتأثر بحفنة من الصحف القوية منها النيويورك تايمز، والواشنطن بوست، سانت لويس بوست، ديسمباتش، والتي يملكها اليهود وفي هذا الصدد فاليهودي والترانبيرغ الذي كان سفير نيكسون في بريطانيا، كان يملك فلادلفيا انكويريد، ورينبغ تليغراف سافتنين، والدليل التلفازي، الذي يقدر دخله من الإعلانات وحدها 55 مليون دولار، وكذلك عددا من المحطات المرئية. واليهودي صموئيل تيوهزر يملك 45 صحيفة منها النيوز داي ذات النفوذ في نيويورك ومجموعة من المجلات غلايمور، مداموزيل، وهوس غاردن"[21].

 

لقد سعت الكنيسة لاستخدام الإعلام بمختلف صوره كوسيلة لنشر أفكارها ومحاربة الإسلام وحركة فعله على المستوي الإنساني، ويكفي أن نعلم بعض الأرقام عن النشاط التنصيري لعام 1990 والذي نشر في المجلة الدولية للبـحوث الآثارية الأمريكية وجاء أن هناك:

♦ 21000 منظمة عاملة

♦ 3970 معهد يبعث منصرين

♦ 99200 معهداً تنصيرياً

♦ 000 923 3 منصر عامل داخل أوطانهم

♦ 250 285 منصر عامل خارج أوطانهم

♦ 23.800 مجلة ودورية تنصيرية

♦ 129 مليون نسخة عدد الإنجيل والعهد الجديد

♦ 157 بليون دولار التبرع للكنيسة

♦ 65.600 أنواع الكتيبات الجديدة

♦ 2160 محطة هي عدد محطات الإذاعة والتلفزيون

♦ 1.369 مليون هم عدد المستمعين والمشاهدين شهريا.[22]

 

ج: مواجه التشكيك في العمل الخيري:

وذلك ببيان حجم الإنجاز المبارك الذي حققته الجمعيات والمؤسسات الخيرية الإسلامية خلال السنوات القليلة الماضية فقراءة في الجهد الذي يبذل يجعل من الصعب إنكار قيمة ما تسهم به مؤسسات العمل الخيري من جهود وأعمال تخدم العمل الإنساني، فقد اتسعت دائرتها لدي البعض لتوازي قيمة ما تنفقه حكومات على شعوبها، ولعل نماذج كجمعية الإصلاح الاجتماعي وما تقدمه من خدمات لشعوب ودول خارج الكويت يؤكد على دور هذه المنظمات، ففي 2009 قام قطاع آسيا وإفريقيا التابع لجمعية الإصلاح الاجتماعي بعمل أكثر من 450 مشروع على مستوي (قطاع المشاريع التعليمية) وأكثر من 240 مشروعاً على مستوي المشاريع التشغيلية [23]، بينما كان للهيئة الخيرية الإسلامية دور بارز في التأسيس لمثل هذه المشروعات، فقد تم خلال عام 2008/209 تنفيذ عدد 4334 مشروعا لصالح 4334 أسرة، وكان نصيب الأسر التي تعولها المرأة من هذه المشروعات ما يعادل 66.8% من مجموع المشاريع المنفذة ووصل عدد المستفيدين المباشرين من المشاريع 28162 مستفيداً، وقد تم تنفيذ هذه المشروعات عبر مكاتب الهيئة المنتشرة بأغلب الدول النامية، بل إن حجم الاستثمارات التي قامت بها الهيئة ولجانها خلال عام 2008 بلغ ما قيمته (117.134.630دولارا)، وقد بلغت أرباح الهيئة عن العام نفسه لهذه الاستثمارات ما قيمته (4.171.620 دولارا ) علما بأن معظم أرباح الهيئة لا تتحقق إلا بتصفية الاستثمار. [24]

 

كما نقتطف على سبيل المثال (لا الحصر) ما جاء في تقرير لمنظمة الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهي مؤسسة رائدة في العمل الخيري: تنفيذ وتسيير حوالى (3366) مشروعاً تعليمياً بما يزيد عن (133) مليون دولار أمريكي، وتقديم (122489) منحة دراسية للنابغين بما يزيد عن (45) مليون دولار، وإعانات لـ (562430) طالباً فقيراً بحوالى (27) مليون دولار، ومساعدة (5504) مليون محتاج بمعونات اغاثية قيمتها أكثر من (285) مليون دولار، ونفذت (506) مخيمات طبية بمبلغ (26) مليون دولار، وحفر (7869) بئراً في مناطق الجفاف بأفريقيا وآسيا بتكلفة بلغت (36) مليون دولار، وكفالة (102686) يتيماً بواقع (320) دولاراً سنوياً لليتم الواحد، وأنشأت (1817) مركزاً تأهيلياً بتكلفة بلغت (6304) مليون دولار، هذا بالإضافة إلى آلاف الأضحيات وملايين الوجبات للصائمين والفقراء[25].

 

من هنا ومن خلال ما سبق نتساءل ويحق لنا ذلك إلا يستحق كل ذلك الجهد أن يكون له سطوة إعلامية تحقق له نشر ثقافته وتأكد على دوره؟ وهل من الصعب علينا أن نستثمر في ذلك، وأن تتكاتف الجهود في مجال أصبح من أخطر المجالات القائمة؟.

 

د: الإعلام الخيري وبناء ثقافة العمل الخيري:

العمل الخيري هو ثقافة تقوم على كونها مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الأفراد، والمسؤولية هي في الأساس عملية تكوينية ذاتية تقوم على نمو الضمير الإنساني كرقيب داخلي، وهي نتاج اجتماعي يتم تعلمه واكتسابه مما جعل التربية عنصراً أساسياً في تكوينها على المستوى الوجودي والوعي داخل الإنسان، فالمسؤولية المجتمعية تبدأ جذورها منذ أن يعي النشء تحميل والديه المسؤولية في رعايته وتربيته وإشباع حاجاته المادية والمعنوية بصورة تدريجية[26].

 

ورغم ما قدمته عملية الصحوة الإسلامية من مطالبة للعودة للأسس التربوية الصحيحة وفق المنهج الإسلامي الرباني القائم على التربية الأخلاقية إلى أننا مازال لدينا خلالاً في التربية بسبب ضعف المؤسسات القائمة عليها بدءاً بالأسرة وحتى الدولة جعلنا ذلك ننقسم بين فريقين: فريق تشدد وأخطأ في حق المسؤولية المجتمعية وفريق تساهل واعتمدت على القشور ببرامج مؤقتة وإشباع رغبات ذاتية لا أكثر.[27]

 

لقد أدى انحراف محاضن التربية - وبخاصة وسائل الأعلام -عن دورها وأهدافها الأساسية إلى إضعاف روح المسؤولية لدى الفرد فالدولة تخلت عن القيمة التربوية واهتمت بالمادية، فالتعليم لم يعد تطويره سوى في جعل تخصص الطالب يتوافق مع احتياجات السوق دون النظر إلى التوافق مع الإنسانية والقيم الحضارية، وهو ما خلق جيلاً وأعداداً مهولة من الإسلاميين بدون إسلام.

 

إن الشعور بالمسؤولية المجتمعية والتصحيح الاجتماعي يحتاج إلى نوع من النضوج الثقافي الذي لا يتيسر إلا برفع مستوى الوعي، وذلك بخلق برامج تربوية تواكب العصر وتتفق مع تطوره مستنداً إلى رؤية شرعية متفقة مع الفهم الصحيح لديننا الحنيف يقوم على نشرها أصحاب رؤية ورسالة لديهم خبرة وضمير، وهو ما يمكن أن يقدمه إعلام يقوم في الأساس على نشر فكرة الخير وعمل الخير وليس أولي بذلك من المؤسسات الخيرية والقائمين عليها.

 

وثقافة الفرد لها أهميتها في خلق المسؤولية لدية، فالمسؤولية الاجتماعية لا تقوم كطبيعة في الشخص، ولا تتحقق لمجرد الحث على وجودها لديه، إذ ثمة عناصر مشكلة لها، ومعينة على توافرها، فهي بحاجة إلى اهتمام الفرد بالمجتمع والمحيط الذي يعيش فيه، بحيث يرتبط بهما عاطفياً ومعنوياً، وبمبعث من هذا الارتباط فإنه يهتم أن يكون هذا المحيط آمناً مستقراً متماسكاً يرتبط أعضاؤه ببعضهم بروابط التفاهم والثقة المتبادلة، ويشعر هو كما الجميع أن مصلحة واحدة مشتركة تربطهم بهذا المجتمع، وهذا المكان الذي لم يعد حسب مشاعرهم كأي مكان، إذ إن مشاعرهم تدعوهم إلى أداء واجب خدمته وحمايته وتطويره[28].

 

المحور الرابع: "خطوات عملية لخلق إعلام خيري فاعل":

ملامح إستراتيجية بناء الأعلام الخيري:

العمل الإعلامي وصياغة الرسالة الإعلامية لم تعد صعبة فمع الواقع الذي نعيشه من توفر لوسائل اتصال وإعلام سهلة وبسيطة في ظل التطور التكنولوجي فإن الأمر لم يعد صعباً، ولا مستحيلاً، ولكن الفارق أصبح في مدي احترافية استخدام هذه الوسائل، ولأننا نتحدث عن مؤسسات فإن العمل الإعلامي الخيري الذي ندعو له لا نقصد به إعلام مؤقت أو وقتي بل إستراتيجية يتم التأثيث عليها حاضرا مع الاستفادة من الماضي وذلك لتقديم بناء مناسب يليق بالجهد مستقبلا.

 

وبالتالي لم يعد التخطيط الإعلامي مسألة هامشية وإنما صار ضرورة علمية ومنهجية للبحث في تفاصيل الخطط الإعلامية وموضوعاتها، تلك التي تتناول الرسالة الإعلامية (الأهداف والمضامين) ووسائل الإعلام (المقروء والمسموع والمرئي) ووظائف الإعلام والتطور الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي، والتخطيط الإعلامي يعرّف بأنه " توظيف الإمكانات البشرية والمادية المتاحة، أو التي يمكن أن تتاح خلال سنوات البحث من أجل تحقيق أهداف معينة مع الاستخدام الأمثل لهذه الإمكانيات [29]، وملامح الإستراتيجية لابد أن تقوم على:

أولا: التخطيط الإستراتيجي:

لابد من اعتماد التخطيط وبشكل إستراتيجي لخلق إعلام خيري بحيث تتوافق التأثيرات المفترضة له على السلوك البشري، مع خلاصة ما توصلت إليه دراسات أكاديمية حول الاتصال الجماهيري في واحد أو أكثر من هذه التأثيرات:

1- المؤالفة Socialization: حيث يسهم الإعلام في احتواء الفرد داخل إطار اجتماعي محدد، ويفرض عليه بمرور الوقت الاستجابة لمتطلباته.

 

2- السيطرة الاجتماعية Social Control: ويلعب الإعلام بطريقة ما في إعادة إنتاج للنظام الاجتماعي القائم، عن طريق إثارة احتجاجات مستمرة تجاه النظر للأشياء كما هي، وينسحب ذلك على السلوك القانوني، والنظرة السياسية.

 

3- إعداد الأجندة Agenda Setting: وهو هدف غير مباشر، مبني على فكرة أن الإعلام عموماً والمرئي منه خصوصاً يحدد النظرات حيال الحوادث والموضوعات التي تستحق الاهتمام.

 

5- التبدّل السلوكي Changing Attitude: ويحدث هذا التبدل كنتيجة مباشرة للتعبئة الفاضحة أو كنتيجة للتناوب الناجح Successful Alteration بطريقة تدفع الناس للتفكير في موضوعات محددة لتهيئتهم للتصرف بحسب أفكارهم ونظراتهم الجديدة.[30].

 

ثانيا: تخطي الأطر التقليدية في العمل:

لم يعد العمل الإعلامي التقليدي الذي تستخدمه المؤسسات الخيرية صالحاً لمواكبة التطور، بل الطرق التقليدية بالأساس لم تعد تناسب عمل المؤسسات الخيرية، فحجم النشاط الذي تقوم به هذه المؤسسات سواء داخل الكويت أو خارجها يتطلب التعامل بصورة أكثر احترافية ومؤسسية.

 

ثالثا: الاستثمار في الإعلام الخيري:

كما أشرنا لا يقف معنى الإعلام على الوسائل المرئية فقط أو السمعية لقد أصبح الأعلام متعدد الصور والأشكال نظرا لاتساع وتنوع الآليات والوسائل فمواقع الإنترنت وبرامج التواصل والدردشة والقنوات الخاصة التي تبث عن طريقة الشبكة العنكبوتيه هي صور من صور الإعلام، ومن خلال هذه الوسائل أصبح هناك قدرة على التأثير بشكل أكبر بل إن هذا التنوع ساعد على الاستثمار في الإعلام ويمكن تحقيق فوائد كثيرة من خلال هذا الاستثمار على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي.

 

رابعا: الانتقال من إعلام الهواة إلي إعلام متخصص احترافي:

 

خامسا: العمل على امتلاك أدوات الإعلام وذلك من خلال:

(أ‌) السعي إلى توطين التقنية الإعلامية باستقطاب العلماء المسلمين، وتوفير بيئة البحث العلمي في الجامعات والمعاهد التقنية ومراكز البحث والشركات الكبرى.

 

(ب‌) إقامة المصانع المنتجة لوسائل التقنية الإعلامية بالشراكة مع المستثمرين من الدول المتقدمة أو بتفويض من الشركات العالمية.

 

(ج) السعي لإنشاء مؤسسات للصناعة الإعلامية الثقيلة؛ كالأقمار الصناعية ومركبات ومنصات للإطلاق، بالإضافة إلى معدات البث والشبكات الأرضية والكوابل المحورية والألياف الضوئية.

 

(د) تشجيع الاستثمار في قطاع تقنية الإعلام، بحيث تتحقق الفائدة المرجوة للمستثمر ثم للبلد المعني الذي يضمن توفير احتياجاته في مجال التقنية الإعلامية وبالمواصفات والشروط التي تناسبه.

 

(هـ) العمل على توفير احتياجات المجتمع الإعلامي من المعدات والآلات كأجهزة الاستقبال للراديو والتلفزيون والحاسوب والهاتف المحمول وغيرها، وذلك لسد الفجوة الرقمية القائمة حالياً[31].

 

وثيقة مقترحة لبناء ميثاق الإعلام الخيري:

أولاً: خلفية التأسيس:

في سياق السعي للتحرك لدعم ثقافة العمل الخيري وإمداد اليد بالخير وفق رؤية حضارية إسلامية تنطلق من الذات وتحترم الأخر وتستوعب الواقع، وذلك بالعمل على تحسين صورة العمل الخيري الإسلامي، ونشر ثقافته، ولما كان الإعلام سمة العصر ولغة التواصل الأسهل والأسرع، ومع ما نملكه من إمكانيات وخبرات فكان لا بد من التأسيس لميثاق يعني بالعمل الخيري.

 

موجبات التأسيس:

♦ حاجة الإسلام كحضارة ورؤية، والعلم الخيري تحديداً إلى جهد إعلامي مركز.

 

♦ ضرورة إيجاد آلية تنسيق بين مختلف الجهات التي تقوم بحملات إعلامية من أجل العمل الخيري حتى تكون ذات تأثير أقوي خاصة أن معظمها جهود مبعثرة.

 

♦ حاجة المؤسسات العاملة في مجال العمل الخيري للاستفادة من الأجواء الإعلامية المناسبة التي تخلقها المؤسسات الإعلامية لجمع التأييد وتحسين الصورة ونشر ثقافة العمل الخيري بين أبناء الأمة.

 

♦ الحاجة إلى تعميق الخبرات وتبادلها، وتوحيد المصطلحات وتعميمها، والاستفادة من التجارب المختلفة.

 

ثانيًا: الرؤية:

من خلال ميثاق أعلام العمل الخيري يتم التنسيق لتكامل الجهود الإعلامية للحفاظ على مكانة العمل الخيري وتوضيح الدور الذي يخدم به العمل الخيري مختلف الشعوب والبلدان.

 

ثالثاً: مبادئ "ميثاق الأعلام الخيري":

نسعى من خلال هذا الميثاق إلى توجيه رسالة إعلامية ترتكز على المبادئ التالية:

1- العمل الخيري هو رسالة حضارية متأصلة في مبادئ الشريعة الإسلامية (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) صدق الله العظيم.

 

2- الإسلام دين وشريعة حث على التعاون والتكاتف من أجل مواجه التحديات سواء على مستوي الدوائر الاجتماعية الصغيرة (الأسرة) أو الأوسع (الدولة) أو الأوسع (المجتمع الدولي).

 

3- العمل الإسلامي بمختلف أشكاله مستهدف ومحارب وفق منطق الصراع الذي يحكم طبيعة العلاقات الدولية نظرا لتسيد المنظور الغربي بروافده، وبالتالي فهناك حاجة ماسة لبناء وسيلة للدفاع عن الذات.

 

4- ما يحكم العالم الآن هو الصراع الثقافي الذي شوه فيه الإسلام كثيراً والعمل الخيري جزء من ذلك، وبالتالي فالإعلام هو الأداة الأنسب للذود عن ثقافة ورؤية وحضارة خدمت البشرية على مدار أكثر من أربعة عشر قرناً.

 

5- نظرا لما نعانيه وبين شعوبنا العربية والإسلامية من جمود وضعف وتخلف وانهيار ثقافي على مختلف المستويات فإننا بحاجة إلى نشر ثقافة العمل الخيري بيننا وتربية الأجيال عليه حتى لا تصبح مجرد وظيفة تؤدي بل تظل قيمة ومعني ورمز حضاري.

 

6- العمل الخيري في الإسلام تتعد منابعه ومصادره وأشكاله، وهو ما أسهم في تعدد نواتجه ومساهماته، فكان لا بد من توثيق ذلك ونشره حتى يعلم الناس أننا نحمل الخير للجميع.

 

7- العمل الخيري هو قيمة وفرض على المسلم، ومن واجبنا أن نخبر الناس عن حقيقة ذلك ونعلمهم بأهدافه ومـآلاته (أدعوا إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) صدق الله العظيم.

 

8- ما أثير من شبهات حول العمل الخيري والعاملين فيه وتشويه صورتهم تفرض علينا دعم أصحاب الحق في الدفاع عن حقوقهم بكافة الوسائل التي كفلتها الشرائع الدينية والمواثيق الدولية.

 

9- الأمة الإسلامية أمة تجاوزت في تكوينها وتأثيثها حدود المكان، والتواصل الأعلامي طريقة جيدة لإحياء الروح الجمعية لأفراد هذه الأمة وتأكيد أواصر التضامن بينها ومعايشة واقعة على الجانب الإنساني خاصة في المناطق التي يسودها الفقر والضعف.

 

10- إن الأمة تمتلك قدرات بشرية وإمكانات مادية ونماذج وتجار كثيرة ومتعددة وهو ما يفرض علينا استغلال هذه القدرات في خدمة الناس.

 

رابعا: الأهداف:

1- توحيد الخطاب الإعلامي ومصطلحاته في سبيل صناعة رسالة إعلامية أقوى لدعم العمل الخيري.

 

2- التدريب وتبادل الخبرات بين مختلف المؤسسات وكافة الأفراد العاملة والداعمة للعمل الخيري بما يكفل صناعة رسالة إعلامية احترافية، تتحرى الصحة والدقة في المعلومة، وتنقل الصورة الشفافة عن ما تقوم به مؤسسات العمل الخيري.

 

3- نشر ثقافة العمل الخيري وبناء الرموز وتقديمهم للجمهور بما يحقق في الناس حب الخير والسعي نحو البناء الحضاري.

 

4- تشكيل رأي عام شعبي ضاغط للحفاظ على العمل الخيري لمواجه ما اعتراه من تشويه.

6- إبراز الوجه الحضاري للعمل الخيري وذلك من خلال إعلام خيري هادف.

 

خامسا: الوسائل:

1- إقامة الدورات والملتقيات التدريبية في العلوم والمهارات الإعلامية التي تخدم العمل الخيري وتتعلق به.

 

2- تنفيذ حملات إعلامية تسلّط الضوء على المؤسسات الخيرية والجهود التنموية التي يقوم بها القائمون على العمل الخيري، لحشد الدعم والتأييد.

 

3- إقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمعارض وكافة الفعاليات الإعلامية التي تهدف إلى نشر ثقافة العمل الخيري.

 

4- إصدار الإعلاميات والأبحاث والتقارير التي تسلط الضوء على مشروعات وأهداف المؤسسات الخيرية.

 

5- الاعتماد على مبدأ التكامل في خلق منظومة إعلامية متكاملة لمواجهة الإعلام المضلل والمشكك، وللتصدي لإعلام الانحراف والهادم للثقافة والقيم.

 

6- العمل على فتح أوسع المساحات الإعلامية في كافة وسائل الإعلام، المطبوعة والمسموعة والمرئية وفي الإنترنت، لتوجيه الرسالة الإعلامية التي العمل الخيري ومؤسساته.

 

متطلبات وضع الوثيقة على أرص الواقع:

الأول: رسوخ القناعة لدى القائمين على العمل الخيري بأهمية تلك الحملة للدفاع عن كيانه المستهدف، وأن تترجم تلك القناعة بإيجاد لجان تضم متخصصين في العمل الإعلامي الإسلامي لوضع تصورات ونماذج للمادة الإعلامية المناسبة للمخاطبين وللوسائل الإعلامية المتاحة، ومثل هذه اللجان يمكن أن تكون مؤقتة أو تنبثق عن لجان إعلامية قائمة.

 

والثاني: تخصيص ميزانيات مناسبة للعمل الإعلامي المطلوب، ولنذكر أن تلك الحملة المقترحة هي حماية للعمل الخيري المستهدف، لذا فهي لا تقل أهمية عن العمل الخيري ذاته.

 

ثالثا: إيجاد المتخصصين وتدريبهم وإعداد كوادر متنوعة.

 

رابعا: اعتماد مراكز بحثية متخصصة تؤسس للعمل الإعلامي من خلال الإحصاءات ودراسة الواقع وتحديد الأولويات والملامح العامة للتأثيث.

 

سادسا: العضوية:

♦ العضوية الأساسية تكون للجمعيات والمؤسسات الخيرية الكويتية وفروعها المنتشرة في أنحاء العالم والتي ستوقع على الميثاق وتلتزم ببنوده وأهدافه.

 

♦ العمل على فتح قنوات اتصال من خلال التأسيس لإعلام أممي يتجاوز الحدود بما يتسق مع طبيعة العمل الخيري وتواجده في المجتمع، على أن تكون الكويت هي الممثل والمركز لأنها حقا تمتلك تجربة ناجحة وأرض خصبة في إنشاء والتأسيس للإعلام الخيري.

 

سابعا: اللقاءات الدورية:

عقد مؤتمر دوري بين العاملين في المؤسسات الخيرية الرسمية والشعبية بهدف وضع الأطر وتوضيح الصورة ورسم السياسيات، ويتم دعوة كلا من:

♦ دعوة أصحاب الرأي الشرعي.

♦ رجال أعمال.

♦ قيادات في القطاع الخيري.

♦ باحثين ومفكرين.

 

ثامنًا: خاتمة تحمل حلما:

إن النظرة المتأنية في حال وواقع أمتنا لترينا كم هي مأساة أن نملك الكثير والكثير ولكننا لازلنا قابعين خلف أقواس من الاستهلاك وضعنا أنفسنا بأيدينا فيها سواء كشعوب أو مؤسسات أو مسئولين، حتى أصبحنا فقط مفعول بنا لا فاعلين، ننشد التنمية والتقدم ونصرخ أننا نريد السيادة والريادة ونؤكد أننا نملك النور والهداية للبشرية وفي أفكارنا السعادة والهناء.

 

ولعل أكبر نتيجة خرجت بها من هذا البحث أن التنمية بالرغم من كونها أحد أهم القضايا المثارة والمثيرة على مستوى الدول النامية التي تقبع تحت حالة الفقر والضعف والتخلف والتأخر والتي تعاني منها على مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ونظرا للمعاناة التي أضحت فيها منذ فترة طويلة وفي ظل غياب تنمية حقيقية تستوعب وتلبي حاجات هذه الدول وشعوبها.، فقد تمخضت الكثير من الآمال والطموحات على مستوي تلك الشعوب، إلا إن عملية التنمية لا ترتبط فقط بآمال وطموحات البشر ولكن أيضا بما يملكونه من استعداد لتطبيق برامج منظمة وواعية تسعي في اتجاه تحقيق أهداف معينة ضمن رؤية - " قد تتمثل في مشروع حضاري" - واضحة جلية تتناسب مع الطموحات والآمال وتحترم الإمكانيات والقدرات كما أنها تمثل القوي المحركة والعنصر الدافع باتجاه شحذ الهمم وجمع الطاقات، وقد ركز الإسلام في تعاليمه على التنمية والعطاء من أجل تحقيق التنمية وأعمار الأرض، وذلك من خلال العمل الجاد بدلاً من انتظار الإحسان، ويتبين ذلك من خلال العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ومن بينها: ما رواه البخاري عن الزبير بن العوام أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لأن يأخذ أحدكم حبله، فيأتي بحزمة الحطب على ظهره، فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه". وقول الله تعالى" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى". و قد قال عمر بن الخطاب " السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة" فالإسلام حث على العمل الجاد وأعتبره عبادة فهو جزء لا يتجزأ من الدين،وكل مسلم مطالب بأن يعمل.

 

ولقد منحنا الله العديد من النعم والإمكانيات التي من خلالها يتم التأسيس لبناء مجتمعات قوية وناضجة وفق أسس وإستراتيجية تناسب إمكانيات تلك المجتمعات معتمدة بالأساس على الرؤى والأفكار الوطنية الطامحة إلى التقدم، وذلك على أسس من المسألة والشفافية والنظرة إلى مستقبل أكثر إشراقا، واضعين في الاعتبار حق الأجيال القادمة في الاستفادة من تلك الهبات والنعم.

 

تتطلب هذه الإستراتيجية تفعيل القدرات الذاتية وتحريك الدوافع في شتى المناحي وعلى جميع المستويات بدأ بالثقافي ثم الاجتماعي مع أهمية السياسي ثم تكاتف الاقتصادي.

 

إن المسئولية بالأساس تقع على المؤسسات الرسمية وعلى أصحاب القرار وهذا لا خلاف عليه لكن تحقيق التنمية ليس فقط مقترن بحركة المؤسسات الرسمية وقرارات أصحاب السلطة فلازالت الشعوب بخير وخاصة في أمتنا ولا زلت النماذج والصور الناصعة للتجارب الناجحة على مستوى حركة المؤسسات الخيرية لها صدي واسع ولها قدرة لا تقل أبدا علن تلك التي على المؤسسات الرسمية القيام بها.

 

ولذلك فلم يعد دور المؤسسات الأهلية (الخيرية) مقتصرا فقط على أعطاء وتوزيع الدينار على المحتاج فهناك أدوار كثيرة يجب أن تهتم بها هذه المؤسسات فهناك نشر الثقافة وبناء المجتمعات اجتماعيا وثقافيا وهناك دور تنموي في خلق أطر لإثبات الذات لدي الأفراد من خلال استثمار الأموال بشكل جيد، ولعل أخطر الأدوار التي أصبحت تقع على عاتق مؤسسات العمل الخيري هي القيام بحمل أمانة الدفاع عن الإسلام ونشر صورته الصحيحة وتأكيد القيم الأسنانية التي فرضها الإسلام كدين وشريعة وحضارة ولن يتحقق ذلك إلا بامتلاك صوت قوي وأدوات لرفع هذا الصوت عاليا وذلك من خلال استثمار في وسائل الأعلام وصناعته، والأمر لم يعد صعبا ولا مستحيلا فلدينا كل ما يتطلبه ذلك وما ينقصنا فقط هو أن نجد من يحلم ليستيقظ ويحقق الحلم.

 

تاسعًا: المراجع:

1. د. محمد عمارة، قاموس المصطلحات الاقتصادية، دار الشروق، القاهرة، ص:205-206.

2. أبي القاسم الحسين بن محمد الأصفهاني المفردات في غريب القرآن،، تحقيق محمد سيد الكيلاني، مادة "خير".

3. كتاب النجاة، لأبي على بن سينا، ص:229.

4. الفروق اللغوية، لأبي هلال العسكري، ضبط وتحقيق حسام الدين القدسي، دار الكتب العلمية، بيروت،1981، ص: 161-162.

5. د.إبراهيم البيومي غانم، العمل الخيري: مفهومه وموقعه من مقاصد الشريعة، مجلة حراء، 22/3/2009

6. د. يوسف القرضاوي، خصائص العمل الخيري في الإسلام، الكويت: مجلة العالمية، العدد 221 أغسطس 2008

7. دنيال أرنولد، ترجمة عبد الأمير شمس الدين، تحليل الأزمات الاقتصادية للأمس واليوم، المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع، بيروت، 1992، ص ص12.

8. مانع الجهني، دور المؤسسات في الخدمات التطوعية بالمملكة العربية السعودية، مكة المكرمة، جامعه أم القرى، أبحاث وأوراق عمل المؤتمر العلمي الأول للخدمات التطوعية بالمملكة العربية السعودية، 2000م 54ص.

9. عبد القادر طاش، ( محاضره نحو تفعيل الإعلام الخيري)، جدة، الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن، 2001م ـ، (لم تنشر).

10. مجتمع المعلومات يعزز الخير العربي، مجلة العالمية، عدد 213 يناير 2008

11. د. ديب على حسن: الولايات المتحدة الأمريكية، من الخيمة إلي الإمبراطورية، مراجعة وتدقيق: إسماعيل الكردي، الأوائل للنشر والتوزيع، دمشق، سورية، الطبعة الأولي 2002.

12. غريب أدموند، أثر التحيز الإسرائيلي في التغطية الإعلامية الأمريكية للشرق الأوسط، المنظمة العربية للثقافة والعلوم، إدارة الإعلام، تونس، 1985، ط1، ص 18.

13. د. عبد الكريم بوفرة: حرب القيم، قراءة في الخطاب الإعلامي الغربي بعد أحداث 11شتنبر 2001، منشورات المجلس العلمي بوجدة، الطبعة الأولي 2003.

14. الحملة الإعلامية للدفاع عن العمل الخيري الإسلامي " ورقة عمل مقدمة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي إلى الاجتماع التشاوري الثاني للجمعيات الخيرية الخليجية المنعقد بدولة قطر في الفترة من 22-23/11/1424هـ الموافق 14-15/1/2004م

15. إبراهيم، دكتور فؤاد، ثقافة الصورة..التحدي والاستجابة، وعي الصورة.. صورة الوعي، بحث مقدم إلى جامعة فيلادلفيا، الأردن- عمان،2007م.

16. بارت رولان،، الصورة التأثير الإعلامي، ترجمة د.عد الجبار الغضبان، مطبعة الثورة - اليمن 2001م.

17. أحمد على سليمان، مؤتمر مكة المكرمة الحادي عشر "التحديات الإعلامية في عصر العولمة "، جريدة المصريون المصرية، عدد 16/ 11/2010.

18. Et. Al. The use of Radio in Social Development, Media Monoghraphs, No. 5, The University of Chicago, 1997.

19. التقرير الإداري الخامس عشر، " ثمار وقطوف 15" جمعية الإصلاح الاجتماعي 2009م.

20. التقرير السنوي 2009، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.

 

ملاحق

جمعية الإصلاح الاجتماعي تقرير الإداري 2009

أنشطة وأعمال لجنة الجليب وعبد الله مبارك

 

لجنة الفروانية والرحاب للزكاة والخيرات 20090:

 

لجنة زكاة الرقة للزكاة والخيرات:

 

أنشطة أمانة العمل النسائي:

 

أنشطة قطاع أسيا وأفريقيا:

 

إحصائيات ومشروعات الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية:

 



[1] د. محمد بن عبد الله السلومي، القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب" مجلة البيان الرياض 1424هـ.

[2] د. محمد عمارة، قاموس المصطلحات الاقتصادية، دار الشروق، القاهرة، ص:205-206.

[3] أبي القاسم الحسين بن محمد الأصفهاني المفردات في غريب القرآن، تحقيق محمد سيد الكيلاني، مادة "خير".

[4] كتاب النجاة، لأبي علي بن سينا، ص:229.

[5] الفروق اللغوية، لأبي هلال العسكري، ضبط وتحقيق حسام الدين القدسي، دار الكتب العلمية، بيروت،1981، ص: 161-162.

[6] مسند الإمام أحمد. المجلد الثاني.

[7] أ. د.إبراهيم البيومي غانم، العمل الخيري: مفهومه وموقعه من مقاصد الشريعة، مجلة حراء، 22/3/2009

[8] د. يوسف القرضاوي، خصائص العمل الخيري في الإسلام، الكويت: مجلة العالمية، العدد 221 أغسطس 2008.

[9] مسند الإمام أحمد. المجلد الثالث. مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[10] صحيح البخاري: كتاب الإكراه. باب: يمين الرجل لصاحبه: إنه أخوه، إذا خاف عليه القتل أو نحوه.".

[11] دنيال أرنولد، ترجمة عبد الأمير شمس الدين، تحليل الأزمات الاقتصادية للأمس واليوم، المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع، بيروت، 1992، ص ص12.

[12] http://www.eslah.com/new/main2.php

[13] http://www.iico.net/index.htm

[14] http://www.al-noori.net/nhome.aspx

[15] http://www.ipc.org.kw/page-19.html

[16] مانع الجهني، دور المؤسسات في الخدمات التطوعية بالمملكة العربية السعودية، مكة المكرمة، جامعه أم القرى، أبحاث وأوراق عمل المؤتمر العلمي الأول للخدمات التطوعية بالمملكة العربية السعودية، 200م 54ص.

[17] Et. Al. The use of Radio in Social Development, Media Monoghraphs, No. 5, The University of Chicago, 1997.

[18] عبدا لقادر طاش، ( محاضره نحو تفعيل الإعلام الخيري)، جدة، الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن، 2001م ـ، (لم تنشر).

[19] مجتمع المعلومات يعزز الخير العربي، مجلة العالمية، عدد 213 يناير 2008

[20] د. ديب علي حسن: الولايات المتحدة الأمريكية، من الخيمة إلي الإمبراطورية، مراجعة وتدقيق: إسماعيل الكردي، الأوائل للنشر والتوزيع، دمشق، سورية، الطبعة الأولي 2002.

[21] غريب أدموند، أثر التحيز الإسرائيلي في التغطية الإعلامية الأمريكية للشرق الأوسط، المنظمة العربية للثقافة والعلوم، إدارة الإعلام، تونس، 1985، ط1، ص 18.

[22] د. عبد الكريم بوفرة: حرب القيم، قراءة في الخطاب الإعلامي الغربي بعد أحداث 11شتنبر 2001، منشورات المجلس العلمي بجدة، الطبعة الأولي 2003.

[23] انظر الملحق صــ 45

[24] التقرير الإداري السنوي 2009 م، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية

[25]" الحملة الإعلامية للدفاع عن العمل الخيري الإسلامي " ورقة عمل مقدمة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي إلى الاجتماع التشاوري الثاني للجمعيات الخيرية الخليجية المنعقد بدولة قطر في الفترة من 22-23/11/1424هـ الموافق 14-15/1/2004م

[26] د.فيصل غرايبة،، "الشباب والإرهاب 2-4، الإسلام بين الفتوى والشحن ورد الاتهام"، جريدة الرأي، عدد 12899، عمان، الأردن، كانون الثاني، 2006م.

[27] محمد العليوات، تأملات في التأهيل الاجتماعي؛ المجتمع والمأسسة، دار الصفوة، لبنان 1992.

[28] د.فيصل غرايبة،، "الشباب والإرهاب، مرجع سابق

[29] - د. فؤاد إبراهيم، ثقافة الصورة..التحدي والاستجابة، وعي الصورة.. صورة الوعي، بحث مقدم إلى جامعة فيلادلفيا، الأردن- عمان،2007م.

[30] بارت رولان،، الصورة التأثير الإعلامي، ترجمة د.عد الجبار الغضبان، مطبعة الثورة -اليمن 2001م.

[31] أحمد علي سليمان، مؤتمر مكة المكرمة الحادي عشر "التحديات الإعلامية في عصر العولمة "، جريدة المصريون المصرية، عدد 16/ 11/2010.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإعلام في المجتمع المسلم
  • الإعلام الإسلامي والمرحلة الراهنة
  • إستراتيجية نزع القداسة
  • حاجتنا إلى إعلام إسلامي

مختارات من الشبكة

  • التأسيس المعرفي للحكم الفقهي: قراءة كرونولوجية في التأسيس والمآلات، في ظل رقمنة الحياة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوم التأسيس(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قصة المذهب الشافعي من التأسيس حتى الكمال (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قانون التأسيس العقدي لسلطان بن عبد الرحمن العميري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المهارات العشر لوقاية الفكر (2) التأسيس(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • قاعدة (التأسيس أولى من التأكيد) مع الأمثلة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • جامع القرويين: التأسيس والامتداد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة أشكال التأسيس(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • اليوم العالمي للمرأة (التأسيس والأبعاد)(مقالة - ملفات خاصة)
  • في ذكرى مئوية التأسيس(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب