• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

توظيف حرف الظاء في القرآن الكريم

أحمد سعدون

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/10/2008 ميلادي - 26/10/1429 هجري

الزيارات: 112164

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
توظيف حرف الظاء في القرآن الكريم
دراسة: (إحصائية-تحليلية)،(صوتية/دلالية)
مُذَكِّرة لنيل شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها
تخصُّص: دراسات لُغَويَّة نظريَّة
إعداد الطالب: أحمد سعدون
إشراف الأستاذ: د/ محمد الحباس


السنة الجامعية: 2005/2006م


أعضاء لجنة المناقشة
الأستاذ د/ محمد العيد رتيمة           رئيسًا
الأستاذ د/ محمد الحباس مشرفًا       ومقررًا
الأستاذ د/ أحمد بلحوت                عضوًا
السنة الجامعية: 2005/2006م


الإهداء
إلى أمِّي
وإلى كل مَن يحبها
أَطْيَارُ  شَوْقِي  قَدْ  أَضَاعَتْ  دَرْبَهَا        إنْ لَمْ أَسُقْ فِي الحُبِّ نَحْوَكِ سِرْبَهَا
أُمَّاهُ   يَا   مَنْ    أَسْكَنَتْنِي    بَطْنَهَا        أَقْتَاتُ   مِنْ   دَمِهَا   وَأَنْهَلُ   حُبَّهَا
وَخَرَجْتُ   مِنْهُ   فَأَلْقَمَتْنِي    ثَدْيَهَا        أُصْفِيتُ  مَطْعَمَهَا   يُمَازِجُ   شُربَهَا
أَمْضَيْتُ  عَهْدًا  بَيْنَ   أَشْوَاقِ   الهَنَا        أَهْتَزُّ  مِنْ   فَرَحِي   وَأَبْكِي   قُربَهَا
وَكَبرْتُ  فِي   أَحْضَانِهَا   مُتَرَعْرِعًا        حَتَّى  ارْتَحَلْتُ   فَأَسْكَنَتْنِي   قَلْبَهَا
أُمِّي   وَأُمِّي   ثُمَّ    أُمِّي    وَحْدَهَا        ثُمَّ   الَّذِي   طُولَ   الحَيَاةِ    أَحَبَّهَا
لَنْ  أَدَّعِي   أَنِّي   سَأُرجِعُ   فَضْلَهَا        أَبَدًا  وَهَلْ  تَرْضَى  الحَقِيقَةُ   كِذْبَهَا
أُمِّي  الَّتِي  أَبَدًا  إِذَا  هِيَ  لَمْ  تَكُنْ        رَضِيَتْ عَلَيَّ  فَلَسْتُ  أُرْضِي  ربَّهَا
وَلَدُكِ فارس


كلمة شكر
أَتَوَجَّه بِشُكري الجزيل إلى أستاذي المشرف الدكتور/ محمد الحباس، المحترم، الذي لم يبخل عليَّ بِعَطْفه، وصبره الجميل، كما لم يبخلْ عليَّ بِنَصائحه وإرشاداته طِيلة مراحل هذا البحث.
كما أَتَقَدَّم بِشُكر خاص إلى الأستاذ الدكتور/ محمد العيد رتيمة، لِمُساهمته في اختيار موضوع البحث، وتعديل خطته.
وللأستاذ الدكتور/ ابن حويلي الأخضر ميدني، الذي أثرى مشروع البحث بانتقاداته وتوجيهاته البَنَّاءة.
ولن أنسى الصديق والأخ المحترم/ أمين قادري، على كُلّ ما قَدَّمَه لي من مَعُونة، ولِكُلِّ مَن ساهَم في إخراج هذا العمل المتواضع إلى الوجود.
لكل هؤلاءِ خالِص الشُّكر والثناء
"ومَن لم يشكرِ الناس، لم يشكرِ الله"
أحمد سعدون
"فارس" 


بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَتَعلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعدَ حِين} [ص: 88]
مقدمة:
القرآن الكريم كتاب الله - تعالى - ومعجزة نَبِيّه الخالدة، يعتبر أرقى وأبلغ وأفصح كلام عربي بإجماع، وهذا أمرٌ مُسَلَّمٌ به عند الجميع.

وانطلاقًا مِن هذه المُسَلَّمَة، يمكن القول بِثِقة ويَقِين: إنَّ التَّوظيف القُرآني للعناصر اللُّغَويَّة، هو أفضل توظيف، وأصلح استعمال، وذلك على جميع المستويات اللُّغَويَّة المُتَعَدِّدة؛ صوتيًّا، وصرفيًّا، ونحويًّا، ودلاليًّا، وبَلاَغيًّا.

وقد كانت - ولا زالت - جهودُ العلماء والباحثين، تسعى إلى الكَشْف عن أسْرارِ هذا التَّوظيف الرَّاقي، وخصائص هذا الاستعمال البليغ، وعلى الرَّغم من كَثْرة هذه الجُهُود، وتضافرها في تِبْيان أسرار الإعجاز القرآني، ومظاهره، وأَوْجه بَلاغته، إلاَّ أنَّها تبقى غيضًا من فيض، باعتبار القرآن لا تنقضي عجائبه، ولا تنفد خزائنه، مما يجعل المجال مفتوحًا للبحث في هذه المواضيع، والخَوْض في هذه المسائل.

وانْطِلاقًا مِن دِقَّة التوظيف القرآني، وبالتَّدقيق على المستوى الصَّوتي، يبقى السَّامع مندهشًا وحائرًا أمام ذلك التَّلاؤُم الصوتي، والتَّنَاغم الموسيقي، والإيقاع العَذْب والمُتَسَلْسِل للأحرف المنسابة داخل الأذن، ويحس بِعَظمةٍ رهيبةٍ داخل هذه المنظومة الصوتيَّة، التي تخترق سمعه، ويجد نفسه عاجزًا عن اسْتِكْناه سِر ذلك التَّناغم، وسبب ذلك الجمال والرَّوعة، والحقيقة: أنَّ معرفة أسرار القرآن على جميع المستويات - وبالأخص المستوى الصوتي - لا يكون بالتَّذَوُّق والاستيحاء، ومحاولة الإلمام بالجوانب الجماليَّة، والمُمَيزات الخصوصيَّة لِهَذا المستوى أو ذاك، بِقَدر ما يكون بالدِّراسة العلميَّة الجادَّة والموضوعية، والتي تقوم على أُسُس واضحة، ومعالم بَيِّنة، داخل أُطُر جليَّة، ومِن هنا حَاوَلْنا أن يكون بحثُنَا على هذا المستوى - أي: المستوى الصَّوتي - وداخِل هذا الإطار.

ولَعَلَّ أهم ما لَفَت انتباهنا في القرآن الكريم، وخاصَّة على المستوى الصَّوتي، كموضوع يُمْكن أن يكون مجالاً للبحث، هو: الاستعمال القرآني للأحرف العربيَّة، حيث كان حرف الظَّاء قليلَ الحَظِّ في الاستعمال والتَّوظيف، وقد كانت قِلَّتُه ملحوظةً ومثيرةً، خاصَّة على مستوى توزعه على أسماء السور، وفَوَاتحها، وخَوَاتمها، وفَوَاصلها، باعتبارها أهم مُميزات السُّورة القرآنيَّة، إضافة إلى قِلَّة الجُذُور المعجميَّة، التي دخل الظاء في تَشْكيلها، وقِلَّة الحُقُول الدلاليَّة، وليس خافيًا ما يَتَمَيَّز به الظاء عن باقي الحروف العربيَّة، من صفات، ومُمَيزات جعلته - في اللغة العربية ككل، وفي القرآن خاصة - حرفًا مميزًا وفريدًا؛ كالدُّرة بين باقي الجواهر، ولعلَّ هذه القِلَّة في الاستعمال هي التي جعلتْه حرفًا قابلاً للتناوُل بالبحث والدِّراسة، والإحاطة بِجَميع جُزئيَّات هذه الدِّراسة.

ومن هذا المنطلق، يمكن القول بأنَّ البحث سيقوم على إضاءة بعض النِّقاط الخفيَّة في التَّوظيف القرآني لِحَرْف الظاء، وأهمها:
- ما أبعاد التَّوظيف القليل لِحَرْف الظاء؟
- ما مظاهر هذه القِلَّة؟
- كيف كان توزيع هذا الكم القليل منَ الظاء؟ وما مستويات هذا التوزيع؟
- كيف تَمَّ توظيف الظاء على المستوى الصَّرفي في القرآن؟
- ما التَّأثير الدلالي لحرف الظاء في القرآن الكريم؟ وما قيمه التعبيريَّة؟
- هل يمكن لهذا التوظيف أن يُمَثِّلَ وجهًا من وجوه الإعجاز الصَّوتي في القرآن؟

ومِن خلال هذه الأسئلة وغيرها المُتَفَرِّعة عنها، أمكننا أن نصوغ إشكاليَّة البحث على النحو التالي:
التَّوظيف القرآني للأحرف العربيَّة كان على أساسٍ منَ الدقة والرُّقِي، ولا شَكَّ في ذلك، فكيف يَتَجَلَّى ذلك من خلال حرف الظاء، وما مظاهر هذا التوظيف ومستوياته، وهل يُمْكِن لهذا التَّوظيف أن يكونَ مظهرًا مِن مظاهر الإعجاز الصَّوْتِي في القرآن؟

واتَّبَعْنا لِحَلِّ هذه الإشكاليَّة خطَّة تَتَكَوَّن مِن ثلاثة فصول، غير متداخلة؛ ولكنَّها مُتَرَابِطة، فتناولْنَا:
في الفصل الأول: الظاء في التُّراث العربي من حيث: صفاتها الصوتية والصَّرفيَّة، والخطيَّة، والدلالية وترتيبها ومميزاتها، وخَتَمْنا الفصل بدراسة الجذور الظَّائيَّة في المعاجم الثلاثة:"العين"للخليل، و"المقاييس"لابن فارس، و"الوسيط"لمجمع القاهرة.

وفي الفصل الثاني: تَنَاوَلْنا إشكاليَّة الضاد والظاء في التُّراث اللُّغوي، وذلك من حيث ظُهُورُ المشكلة وأصلها، وتطورها التاريخي، ومن حيثُ الحلولُ المُقْتَرَحة لها، والكُتُب المُؤَلَّفة في ذلك، وختمنا الفصل الثاني بِتَحديد انعكاسات هذه الإشكاليَّة على مستوى القرآن الكريم.

أما الفصل الثالث: وهو الجانب التَّطبيقي منَ البحث، فقد تَنَاوَلْنا فيه: مظاهر توظيف الظاء ومستوياته، مُمَهدين لذلك بدراسة سطحيَّة للكلمات الظائيَّة المُوَظَّفة في المُعَلَّقات العشر، وقصيدتي علقمة: "سمطي الدهر"، وتَنَاوَلْنا الدراسة من جانبٍ إحصائيٍّ تحليليٍّ، على المستوى الكمي الإجمالي والتفصيلي، من حيث السورُ والآياتُ والكلماتُ، والمستوى التوزيعي من حيث الظهورُ والاختفاءُ، وحسب مميزات السورة، إضافة إلى التَّوزيع الصَّرفي.
وكانتْ من جانبٍ صوتيٍّ كذلك، ويَتَعَلَّق الأمر بِمَرْتبة الظاء في الجَذْر، والأحرف المتشكلة معها، واحتمالات التشكل الصوتي للظاء، وضوابط هذا التَّشَكُّل في القرآن.
أمَّا الجانب الدلالي، فتناولنا فيه معاني الجذور، وقلَّة السياقات، وقلَّة الحُقُول الدلالية والقِيم التَّعبيريَّة، وخَتَمْنا الفصل باستخلاص عام، حَدَّدْنا فيه أهم النتائج المُتَوصل إليها.

وذَكَرْنا في خاتمة البحث النتيجة النهائيَّة، التي تَوَصَّلْنا إليها، من خلال النَّتائج الجزئيَّة لهذا البحث، وقدِ التزمنا في ذلك بتمهيد لكل فصل، لِعدم وجود تداخل بينها، و لتوضيح مدى ترابطها - رغم ذلك - وَأَرْدَفْنا كل ذلك بالإِجْرَاءات العِلْميَّة المنهجيَّة، من فهارس للمراجع، والمصادر المعتمدة في البحث، وفهارس الآيات، والأشعار المذكورة فيه، وقائمة الجداول المُثبتة.

وقدِ اعْتَمَدْنا في كلِّ ذلك المنهجين الوصفي والتاريخي، وقد تَجَلَّى المنهج التاريخي، خاصة في دراسة تطور إشكالية الضاد والظاء في التُّراث العربي، وكان الباقي من نصيب المنهج الوصفي، الذي رأيناه مناسبًا لِمِثْل هذه الدراسة وموضوعها ومخططها وهدفها، وذلك اعتمادًا على آليَّات هذا المنهج، مِن استقراء، وإحصاءٍ، ومُوَازنة، وتحليل، واستنتاج، والْتَزَمْنا بذلك في معظم مباحث الدراسة وفصولها.

ويمكن القول: إن هذا البحث، الذي لم يكن ترفًا عِلْميًّا، قد دعت إليه قلَّة المواضيع المُقْتَرَحة - قدِ اخترناه استنادًا إلى أسباب عِدَّة موضوعيَّة وذاتيَّة، أهمها:
- فَقْر المكتبة الجامعيَّة في الدِّراسات القُرآنيَّة الشَّاملة.
- قلَّة الدِّراسات المُتَعَلِّقة بالمستوى الصَّوتي.
- عدم اهتمام أغلب الباحثين بالظواهر الصَّوتيَّة الموجودة في القرآن الكريم.

وإضافة إلى هذه الأسباب، هناك مجموعة دوافع حَفَّزَتنا على اختيار هذا الموضوع ودراسته:
وأولها: الدَّافع العَقَدي الديني، والذي يعتبر المحفز والموجه الأول للإنسان في سلوكه وأعماله، ومنه فلا أعظم للإنسان مِن أن يَحْظى بِشَرف دراسة كلام الله - تعالى - وخدمته، وتقديم إنتاج ولو بسيطًا في سبيل كشف عظمته، وتحسين فهمه، وتقريبه الاستفادة منه للآخرين، ومنه وَضْع لبنة جديدة، ولو صغيرة في المنظومة البَحْثيَّة الخاصَّة بالقرآن.
والدافع الثاني: هو الرَّغبة في خدمة اللُّغة العربيَّة، من خلال الحفاظ عليها، والدِّفاع عنها بِتَقديم دراسات جادَّة وهادفة؛ انطلاقًا من خدمة القرآن الكريم؛ لأنَّه سبب بقائها وخُلُودها، وخاصَّة في هذا العصر الذي تواجه فيه لغة القرآن أشد التَّحديات، وأقوى المُوَاجهات، وأشْرَس الهَجَمات.

ويمكن أيضًا أن نَتَكَلَّم عنِ الدَّافع العِلْمي والأخلاقي، وذلك انطلاقًا مِن موقعي كباحث في الدراسات اللغويَّة النَّظريَّة، مما يُحَتِّم عليَّ أن أتحملَ جزءًا من مسؤولية البحث اللُّغوي، إضافةً إلى الفُضُول العلمي، وحُب البحث، خاصَّة فيما يَتَعَلَّق بهذا النوع منَ البحوث، والذي يختص بالدِّراسات القُرآنيَّة.

وبحثنا هذا - فيما يخص طبيعته وأهميته - يدخل في إطار الدِّراسات اللُّغويَّة، التي تهتم بالجانب اللُّغوي منَ النُّصوص، وهو ذو طبيعة إحصائيَّة تحليليَّة، وتكون دراسته على المستوى الصَّوتي والصَّرفي والدلالي، كما يمكن اعتباره منَ الدِّراسات القرآنيَّة؛ لأنه يستخرج منَ القرآن مدونته، وَيَتَّخذ من سوره وآياته مجالاً لِتَطْبيقاتِه، ومنَ المُؤَكَّد أنَّ أيَّ بحث لُغَوي يتحرى فيه الصِّدق والموضوعيَّة والإخلاص، سيكون على جانبٍ منَ الأهمية، سواء على مستوى الشَّكل والمنهجيَّة، من حيث احترام معايير البحث، والخطوات الإجرائيَّة لإِنْجازه، أم على مستوى المضمون من نتائج جديدة، تحل إشكالاً عالقًا، أو تضيف جديدًا لا زال مجهولاً، أو تكشف النِّقاب عن قديم كان مغمورًا، و قد أخَذْنا في هذا البحث بِعَيْن الاعتبار والاهتمام كل هذه الاعتبارات، وحَاوَلْنا أن نجعلَ البحث ذا أهمية وفوائد عِدَّة على مستوى الشَّكل والمضمون، وقد يكون البحث خطوة جديدةً على طريق حلِّ الإشكال المطروح، وهو كشف أسرار التَّوظيف القرآني لحرف الظاء، وإثبات الإعجاز الصَّوتي للقرآن، انطلاقًا من هذا التَّوظيف.

و لا أنسى في الختام أن أَتَقَدَّمَ بِعَظيم الشُّكر القَلْبِي الخالص، أولاً للأستاذ المُشْرِف الفاضل الدكتور/ محمد الحباس، على صَبْره الجميل والطويل على تَمَاطلنا وتأخرنا أحيانًا لِظُروفنا الخاصَّة، التي واكبت إنجاز هذا البحث، ثم إلى كل مَن أعاننا من قريب، أو من بعيد، بقليل أو كثير، ونرجو صادقين أن لا يكون في قراءته إهدار للوقت والجهد، بل الفائدة والإفادة، وبالله التوفيق.
و آخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.
الطالب: أحمد سعدون.


الفصل الأول
الظاء في التراث العربي


المبحث الأول
صفات الظاء ومُمَيزاتها
تمهيد:
الحرف هو الوحدة البِنائيَّة الصغرى، والمستوى اللغوي الأول والبسيط، في جميع أنظمة التواصل ذات الطابع اللغوي بين البَشَر، ومن هذه الأنظمة اللغة العربية، وللحرف في اللغة العربية خصائص تُمَيزه عن باقي الأحرف، فمنَ الجانب الصوتي نجد التَّمَايُز حسب المخارج والصفات الصَّوتيَّة، من هَمْس وجَهْر، وشِدَّة ورخاوة، وإطباق واستعلاء، وغيرها، وعلى المستوى الخطي نجد التمايز حسب الصورة الخطية لكل حرف، إضافة إلى قيم شكليَّة أخرى للتمييز بين الأحرف المتشابهة رسمًا، وغيرها من أحكام الكتابة والإملاء، أمَّا عن ترتيب هذه الأحرف، فقد عَرَف العرب كَيْفيَّات مختلفة في ترتيبها، وَفْقًا لاعتبارات مُعينة، وهذا كله على مستوى الحرف المفرد.

أما على المستوى الصرفي، أو التشكيل الصوتي، فهناك أحكام تصنيفيَّة تخضع لها الأحرف العربيَّة، كحكم النُّطق بالحرف مع (أل) التعريف، واحتمالات التشكيل الصوتي للجُذُور اللغويَّة بين مجموع هذه الأحرف.

وقد اهتمَّ اللُّغَوِيون العرب بهذا المستوى اللغوي - أي المستوى الحرفي - اهتمامًا بالغًا، وبلغوا فيه شَأْوًا بعيدًا فيما يخص مجالات الدراسة، حيث تطرقوا للجانب الصوتي والصرفي والنحوي والبلاغي والدلالي، وذكروا معاني أسماء الأحرف، وأحوال أسمائها في التذكير والتأنيث، والتنكير والتعريف، والجمع والإفراد، والإعراب والبناء، والقِيَم التَّعبيريَّة، والعددية، والغيبية لهذه الأحرف، إضافة إلى الخواص العجيبة التي حاول البعض إثباتها لها، كما فعل الفلاسفة والمُتَصَوِّفون.

وسنتطرق في هذا المبحث إلى حرف الظاء، وكل ما يخصه من هذه المستويات والأحكام، التي صدرنا بها الكلام، وسيكون تصنيفنا لهذه الصفات والأحكام على النحو التالي: سنتكلم أولاً عنِ الصفات الصَّوتيَّة لِحَرْف الظاء، باعتباره صوتًا أصلاً وابتداءً، والصفات الصَّرفيَّة والخطية والدلالية، ومرتبته - أي الظاء - في تراتيب العرب للأحرف، ومميزاته التي يختص بها، وكل ذلك سيكون استنادًا إلى أقوال اللغويين والعلماء القدامى منهم والمحدثين، مع مناقشة الآراء الواجب مناقشتها، وتبيان رأينا وملاحظاتنا أين يتوجب الأمر.


المطلب الأول
الصفات الصوتية
1- المخرج:
لَعَلَّ أول مَن تَكَلَّمَ عن مخارج الحروف هو الخليل، في مقدمة معجمه العين، والتي تعتبر أول درس صوتي عربي، وقد حَدَّدَ فيها الخليلُ مخرج حرف الظاء، بقوله:"ثم الظاء والذال والثاء لثوية؛ لأن مبدأها من اللثة[1]"، والمقصود باللثة هي: اللحم الذي تخرج منه الأسنان، فحَدَّد الخليل بذلك مبدأ خروج حرف الظاء منها، وجمع بينها وبين الذال والثاء في نفس المخرج؛ ولذلك نراه يقول أيضًا:"ثم الظاء والذال والثاء في حَيِّزٍ واحدٍ[2]".

وإن كان تحديد الخليل لمخرج الظاء يكتنفه بعض الغموض والسطحية، فإن سيبويه - وتابَعَه ابن جِنِّي في ذلك - كان أكثر دِقَّة في تحديد المخرج، حين قال:"ومما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مخرج الظاء والذال والثاء[3]"؛ ولكن الرَّازي يذهب مذهب الخليل في وصف الظاء باللثوية، نسبة إلى اللثة، إذ يقول:"وثلاثة لثوية؛ الظاء، والذال، والثاء[4]".

ويجمع ابن الجزري في"النشر"- عند حَدِيثه عن المخارج - بين ما ذهب إليه الخليل، وما حَدَّده ابن جني، ويُعلل ما ذهب إليه الخليل في قوله:"المخرج الرابع عشر للظاء، والذال، والثاء، من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، ويقال لها: اللثوية، نسبة إلى اللثة، وهو: اللَّحم المُرَكَّب فيه الأسنان[5]".

وَيَتَّضح من هذا الجمع أنَّ الحرف يوصف بمنطقة معينة، من مناطق الجهاز النطقي للإنسان، عند الحديث عن الحرف، وتحدد الأعضاء النُّطقية المتضافرة لتكوين الحرف عند الحديث عن مخرج الحرف، فنقول: الظاء حرف لثوي، مخرجه من بين طرف اللسان، وأطراف الثنايا العليا.

2- كيفيَّة حُدُوث حرف الظاء:
لَعَلَّ الكثير منَ القدماء في مؤلفاتهم، وأثناء حديثهم عن مخارج الحروف، كانوا لا يميزون بين المخرج وكيفية حدوث الحرف، كما يقول عبداللطيف محمد الخطيب:"فغلب الحديث في صفة إخراج الحرف على الحديث في تعيين مخرجه؛ بل إنَّ الأول قد سبق في أكثر كتب المتقدمين على أنه عين الثاني، من غير أن يُؤْبه إلى ما بين الجهتين من لطيف الفروق[6]".

على ضوء هذا القول، بحثنا عن كيفيَّة حُدُوث حرف الظاء، ووجدنا ذلك عند ابن سينا في رسالته: "أسباب حدوث الحروف"، إذ يقول في الرواية الأولى من"الرسالة": "وإن كان حبس كالإشمام بجزء صغير من طرف اللسان، وإمرار الهواء المطلق بعد الحبس على سائر سطح اللسان على رطوبته، وحفز له جملة سمع الظاء"[7].

وإن كانت هذه الرواية غامضة بعض الشيء في لغتها ومصطلحاتها بالنسبة لما هو متداول في عصرنا، فإن الرواية الثانية كانت أكثر وضوحًا وبساطة، إذ يقول فيها: "والظاء قبلها في المخرج وليست تخرج عن حبس تام؛ بل حبس مثل الإشمام بجزء صغير من وسط طرف اللسان، يتوخى به أن يكون ما يلي أصل اللسان متعرضًا للهواء برطوبته، ثم يمر الهواء بعد الحبس الخفيف فيه مرًّا سَلِسًا خفي الصفير جدًّا؛ ولكن فيه صوت رطوبة"[8].
فهذا الوصف الدقيق لكيفيَّة حُدُوث حرف الظاء واضح جدًّا وبسيط، لا يَسْتَدْعي زيادة توضيح وشرح لمن له إلمامٌ سطحي بعِلم الأصوات.

أمَّا عند المُحْدَثين، فنجد ذلك عند حسام البهنساوي في قوله: "ويتم نُطق صوت الظاء، بأن يوضع طرف اللسان بين الأسنان العليا والسفلى، بحيث يسمح بِمُرُور الهواء بينهما، محدثًا احتكاكًا مسموعًا، وتضيق المسافة بين الوترين الصوتيين ضيقًا شديدًا، فَيَتَذَبذب الوتران الصوتيان، ويخرج الصوت مجهورًا، وترتفع مؤخرة اللسان نحو الطبق، فَتَتَّسع غرفة الرنين، ويخرج الصوت مفخمًا، ويرتفع الطبق نحو الجدار الخلفي للحلق، فينسد التجويف الأنفي، وينفتح التجويف الفموي، ويخرج هواء صوت الظاء من الفم"[9].

ويختلف هذا التَّحديد والوصف عن وصف ابن سينا، من حيث المصطلحات، والدقة، فالمصطلحات حديثة، كالتذبذب، وغرفة الرنين، والدقة، حيث كان وصفه أكثر دقة وعمقًا، وذلك أمر طبيعي؛ لاختلاف العصر، وتَطَوُّر الصَّوتيات من عصر ابن سينا إلى عصرنا هذا.

3 - الرخاوة:
الرخاوة هي: خروج الصوت مستمرًّا في شكل تسرب، أوِ انسياب للهواء محتكًّا بالمخرج أثناء النُّطق بالحرف، يقول إبراهيم أنيس: "أمَّا الأصوات الرخوة، فعند النطق بها لا ينحبس الهواء انحباسًا محكمًا، وإنما يكتفي بأن يكون مجراه عند المخرج ضيقًا جدًّا، ويترتب على ضيق المجرى أن النَّفَس في أثناء مُرُوره بمخرج الصوت يحدث نوعًا من الصَّفير، أو الحفيف، تختلف نسبته تبعًا لنسبة ضيق المجرى"[10].

ولا يختلف معه في ذلك البهنساوي؛ إلاَّ أنه كان أكثر اختصارًا حين قال: "الأصوات الاحتكاكيَّة هي الأصوات التي يضيق فيها مجرى الهواء ضيقًا، يسمح باحتكاك الهواء عند مروره بموضع النطق"[11].

وبإِسْقاط هذه التَّعاريف على ما قلناه في كيفيَّة النُّطق بالظاء، وجدنا تَطَابُقًا فيما يخص هذه الصفة؛ أي: إن الظاء من الأصوات الرخوة الاحتكاكيَّة.

4- الجهر:
الجهر: هو تَذَبْذب الوترين الصوتيين أو اهتزازهما، أثناء النطق بالحرف، أو كما يقول البهنساوي: "قد يقترب الوتران الصوتيان بعضهما من بعض في أثناء مرور الهواء، وفي أثناء النطق فيضيق الفراغ بينهما، بحيث يمر الهواء؛ ولكن مع إحداث اهتزازات وذبذبات منتظمة لهذه الأوتار، وفي هذه الحالة يحدث ما يسمى بالجهر"[12].

ويقول الشيء نفسه إبراهيم أنيس[13] وغيره مع اختلاف في التركيب والتعبير، ولا داعي لذكر قوله لأنه من باب التكرار، وبإسقاط هذا التعريف على وصف النُّطق بالظاء، نجده من الأحرف المجهورة، أو الأصوات المجهورة.

5- الإطباق:
هو رفع اللِّسان حتى ينطبق على الحنك الأعلى، يقول ابن سنان: "معنى الإطباق أن يرفع المتلفظ بهذه الحروف لسانه لينطبق بها الحنك الأعلى، فينحصر الصوت بين اللسان والحنك"[14].

ويقول: من المحدثين، وهو فخر الدين قباوة: "وأما الإطباق فيرتفع معه مؤخر اللسان نحو مؤخر الحنك، وينطبق عليه حتى يحصر الصوت مع تقعُّر وتراجع إلى الوراء؛ ليكون حجرة رنين، فيخرج الصوت مُفَخَّمًا من منفذ آخر أيضًا"[15].

وبالجمع بين هذين القولين في تحديد الإطباق والأقوال التي حددت مخرج الظاء؛ كما رأينا سابقًا، نجد أن الظاء افترقت عن الذال بالإطباق، فهي ذال مفخمة أو مطبقة، وفي ذلك يقول سيبويه: "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً، والصاد سينًا، والظاء ذالاً، ولخرجت الضاد من الكلام"[16].

6- الاستعلاء:
يختلف الاستعلاء عن الإطباق في الاتصال بالحنك الأعلى؛ حيث يكون اللسان متصلاً بالحنك الأعلى عند الإطباق، وقريبًا منه دون اتصال عند الاستعلاء، يقول ابن جني: "ومعنى الاستعلاء: أن تصعد في الحنك الأعلى"[17].

ويقول فخر الدين قباوة: "وأما المستعلي فيرتفع معه أيضًا مؤخر اللسان، نحو آخر الحنك فيضيق المجرى، ويكون احتكاك النَّفَس بهما في المضيق"[18].

ومن هنا نجد أنَّ كلَّ حرف مطبق فهو حرف مستعل، وليس العكس، والظاء حرف مطبق ومستعل.

7- الإصمات:
الإصمات هو: المقابل للذلاقة، حيث توصف الأحرف غير الذَّلَقية بالأحرف المصمتة، والأحرف الذلقية هي (م/ ر/ ب/ ن/ ف/ ل)، وفي ذلك يقول ابن جني: "ولذلك سُمِّيت الحروف غير هذه الستة مصمتة؛ أي: صمت عنها أن تبنى منها كلمة رباعية أو خماسية، مُعَرَّاة من حروف الذلاقة"[19].

ومعنى ما قاله ابن جني يتضح بمقابلته مع ما جاء به الخليل، في قاعدة بناء الرباعي والخماسي، في اللغة العربية، إذ يقول: "فإن وردت عليك كلمة رباعية أو خماسية، مُعَرَّاة من حروف الذلق، أو الشفوية، ولا يكون في تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد، أو اثنان، أو فوق ذلك، فاعلم أن تلك الكلمة محدثة مبتدعة، ليست من كلام العرب؛ لأنك لست واجدًا ممن سمع من كلام العرب كلمة واحدة رباعية أو خماسية؛ إلاَّ وفيها من حروف الذلق والشفوية واحد أو اثنان أو أكثر"[20]، وانطلاقًا من هذين القولين، نجد أن حرف الظاء هو حرف مصمت.

8- الإشراب:
المقصود بالإشراب: خروج بعض الهواء مع الحرف عند الوقف عليه، يقول ابن جني بعد أن يَتَحَدَّث عن حروف القلقلة: "ومنَ المشربة حروف يخرج معها عند الوقف عليها نحو النفخ، إلاَّ أنها لم تضغط ضغط الأول"[21]، ويقصد حروف القلقلة التي يكون الضغط فيها أقوى، والإشراب هنا صفة من صفات الظاء؛ لأنها تنطبق عليها عند النطق بها، كما قال ابن جني حين عدَّد الأحرف المشربة بعد شرح معنى الإشراب، فقال:"وهي الزاي، والظاء، والذال، والضاد، والراء الشبيهة بالضاد"[22].


المطلب الثاني
الصفات الصَّرفيَّة
1-الظاء حرف شمسي: 
تنقسم الحُرُوف العربيَّة - حسب ورودها في أول الكلمة المُعَرَّفة - قسمين: قسم ينطق معه باللام من (أل) التعريف، وهي الحُرُوف القَمَريَّة، وقسم لا ينطق باللام معها؛ بل تنطق مشددة بعد ألف التعريف مباشرة، وهي الحروف الشمسية، والظاء تنتمي إلى هذا القسم الأخير؛ أي: إنها حرف شمسي ينطق مشددًا، دون نطق اللام معه، كمثل قولنا: الظهر[23]، ومردُّ ذلك إلى أنَّ الأحرف الشَّمسيَّة تدغم فيها اللام لقرب مخرجها منها، بخلاف الحروف القمرية.

2- الظاء وحروف الزيادة:
المقصود بِحُرُوف الزِّيادة: هي الحروف التي تزاد على الفعل المجرد، وهي عشرة، يقول ابن جني: "وللحروف قسمة أخرى إلى الأصل والزيادة، وحروف الزيادة عشرة وهي: أ، الألف، ي، و، م، ن، س، ت، ل، هـ"[24]، ويقول الغلاييني: "وحروف الزيادة عشرة يجمعها قولك: سَأَلْتُمُونِيها"[25]، والظاء ليست من هذه الأحرف؛ ولكنها قد تكون مزيدة في حالة واحدة، وضحها الغلاييني في قوله بعد ذكر حروف الزيادة العشرة: "ولا يزاد من غيرها؛ إلاَّ إذا كان الزائد من جنس أحرف الكلمة:كـ(عظّم، واحمرّ)، وعَلَّق على ذلك في الهامش بقوله: في عظّم ظاءان، الثانية منهما زائدة"[26]، ولكن في الحقيقة أن التضعيف ليس من باب الزيادة؛ لأن من شروطها ألا يكون الحرف واقعًا في أصل الكلمة، والتضعيف واقع في الأصل.

3- الظاء وحروف الإبدال:
المقصود بحروف الإبدال: حروف الإبدال الصرفي وليس اللغوي، وهي كما يقول ابن جني، بعد أن ذكر حروف الزيادة: "وإن أخرجت من هذه الحروف السين واللام، وضممت إليها الطاء والدال والجيم، صارت أحد عشر حرفًا، تسمى: حروف البدل"[27]، والظاهر أن الظاء ليست ضمن هذه الحروف؛ ولكن الظاء قد تكون بدلاً في حالة واحدة، وهي كما حَدَّدَها الغلاييني، في قوله: "ويجوز الإدغام بعد إبدال الدال والطاء المبدلتين في تاء الافتعال حرفًا من جنس ما قبلها كادَّكَر، وازّهى، واصّفى، واضّجع، واظّلم"[28].

4- الظاء في التعريف والتنكير:
يخضع حرف الظاء كباقي الحروف الهجائية للتعريف والتنكير، يقول إميل بديع: "كل حرف من حروف المباني نكرة ما لم تدخل عليه (أل)، فإن دخلت عليه أصبح معرفة"[29].

5- الظاء في التذكير والتأنيث:
يجوز في حُرُوف المباني بما فيها الظاء التذكيرُ والتأنيث، فالتذكير على تأويل "حرف"، والتأنيث على تأويل كلمة، فنقول: هذا ظاء؛ أي: هذا حرف الظاء، وهذه ظاء؛ أي: كلمة الظاء[30].

6- الظاء والتوظيف المفرد:
هناك مجموعة منَ الأحرف العربية تُوَظَّف في الكلام توظيفًا مفردًا، كواو العطف، والحال، وفاء العطف، وباء الجر، والقسم، ولام الأمر، والتوكيد، ولكن الظاء ليستْ من مجموع هذه الأحرف؛ حيث لم يكن لها حظ من التوظيف المفرد في لغة العرب، قال إميل يعقوب: "ولم تَأْتِ الظاء مفردة في كلام العرب"[31].

7- الظاء حرف أصلي في بناء الكلمة:
بعد أن أوضحنا أن الظاء ليست من حروف الزيادة، ولا حروف الإبدال، فيكون بذلك حرفًا أصليًّا من حروف المباني، يقول إميل يعقوب عن حرف الظاء: "كذلك لم تأت زائدة، ولا بدلاً؛ بل أصلاً دائمًا"[32]، ويقول ابن جني في ذلك مُفَصِّلاً: "الظاء حرف مجهور يكون أصلاً، لا بدلاً، ولا زائدًا، فإذا كان أصلاً وقع فاء وعينًا ولامًا، فالفاء نحو ظلم، وظفر، والعين نحو: عظم، وحظر، واللام نحو: حفظ، ووعظ"[33]. 


المطلب الثالث
الصفات الخطية
1- رسم الظاء:
لعله منَ المهم قبل الحديث عن رسم الظاء، أن نتكلم عن رسم الحروف العربية، أصله، مصدره، وتاريخه، فقد جاء في صبح الأعشى: "أول من اخترعه وألّف حروفه ستة أشخاص، من طسم، كانوا نزولاً عند عدنان بن أدد، وكانت أسماؤهم: أبجد، وهوز، وحطي، وكلمن، وسعفص، وقرشت، فوضعوا الكتابة والخط على أسمائهم، فلما وجدوا في الألفاظ حروفًا ليست في أسمائهم ألحقوها بها، وسموها الرَّوادف، وهي: الثاء المثلثة، والظاء، والذال، والضاد، والغين المعجمات على حسب ما يلحق من حروف الجمل"[34].

وهذه الرِّواية محل شك من ناحية صدقها وعلميتها، إذ يقول إميل يعقوب: "أما الرواية التي تذهب إلى أن ستة أشخاص هم الذين وضعوها، فنشك في صحتها"[35]، ويقول في موضع آخر باليقين بدل الشك: "ولا شك أن هذه الروايات العربية لا تقوم على أساس علمي ثابت، وأنها أقرب إلى الخيال والأسطورة منها إلى الواقع التاريخي، والحقيقة العلمية"[36] ويذكر بعد ذلك ما يظن أنه الراجح: "كانت الحروف الفينيقية اثنين وعشرين حرفًا، وكانتِ الأحرفُ التي اقتبسها العرب مرتبة كما يلي: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، فوجدوا أن في لغتهم أحرفًا ليست في هذه الأحرف، فزادوها عليها، فأصبحت الحروف العربية ثمانية وعشرين حرفًا"[37].

ويوافقه الرأي يحيى عبابنة في كتابه: "النظام السيميائي للخط العربي"، فيقول: "يمتاز النظام الألف بائي العربي بوجود ثمانية وعشرين حرفًا؛ لأن أصوات العربية التي عبر عنها كتابيًّا هي ثمانية وعشرون صوتًا، وهذا العدد يزيد بستة أحرف عن معظم الساميات، التي يصل أغلبها في عدد أصواته إلى اثنين وعشرين صوتًا، فقد احتفظت بصوت الضاد الصعب النطق، وبالخاء، والغين أيضًا، وجميع هذه الأصوات الستَّة سقطت منَ اللغات السامية، كالعبرية، والسريانية، والنبطية، وغيرها؛ ولهذا فإن أغلب اللغات السامية لم تضع رمزًا لهذه الأصوات، فكان لزامًا على واضعي الخط العربي على مَرِّ العصور أن يبحثوا عن رموز جديدة لهذه الأصوات"[38].

انطلاقًا مما سبق ذكره، يمكن القول: إن الخط العربي أُخِذ عن الخطوط السامية الأخرى، ولما كانت أحرف هذه اللغات لا تتعدى الاثنين وعشرين حرفًا، والحروف العربية مزيدة عليها بستة أحرف، فقد احتاج العرب للبحث عن رسم لستة أحرف أخرى، وقد سميت بالرَّوَادف وهي:"ث، خ، ذ، ض، ظ، غ".

ولكن العرب لَمَّا وضعوا لهذه الروادف رسمًا، لم يكن ذلك بعشوائيَّة ولا باعتباطية؛ بل وفقًا لمقاييس معينة، وهو الذي وَضَّحه يحيى عبابنة في قوله: "والحقيقة التي أَوَدُّ الإشارة إليها، هي أن وضع علامة للتعبير عن الصوت ليس أمرًا في متناول اليد؛ ولهذا فقد لجأ العرب إلى حيلة بارعة جدًّا لرسم هذه العلامات، وهي رسمها على هيئة الحرف الذي يمكن أن ينقلبَ إليه في غير العربية، فمثلاً: نجد أنَّ صوت الظاء في العربية ينقلب إلى طاء في بعض اللغات الأخرى، فرسموه على هيئته، كما أن صوت الضاد ينقلب إلى صاد في غير العربية غالبًا، فأعطوه هيأته، وكذا القول بالنسبة لحرف الذال الذي أعطوه هيئة حرف الدال، وهو خيار من خيارات تخفيفه صوتيًّا في العربية، كما يمكن تخفيف الغين إلى عين، والخاء إلى حاء، في الإبدال الصوتي التاريخي، ولا جدال في إمكانية تخفيف الثاء إلى تاء أيضًا، ولهذا فقد أعطوا كل صوت صورة الحرف الذي يخفف إلى صوته"[39].

من كل ما سبق نخلص إلى نتيجة، مفادها أنَّ حرف الظاء لم يكن موجودًا في اللغات السامية، التي أخذت عنها العربية رسم حروفها، مما جعلها لا تضع رسمًا للظاء، ولَمَّا احتاج العرب لوضع ذلك الرسم اعتمدوا على مقياس التخفيف، فرسموا الظاء على صورة الحرف الذي يخفف إلى صوته وهو الطاء، وفي ذلك يقول يحيى عبابنة: "أما من جهة رسمه، فيعتقد أن العرب قد رسموه على صورة الطاء نفسها؛ لإيجاد تماثل تعليمي يقرب تعلمه، وأضافوا إليه قيمة شكلية واحدة لتمييزه عن الطاء، وهي النقطة، وقد رأينا من متابعتنا للنقوش العربية المبكرة المختلطة بالآرامية أن العربية في هذا الوقت لم تميز بين الطاء والظاء كتابة، حيث كتبوا (ظلموا) بمعنى (ظالم) بغير نقطة"[40].

2- الظاء حرف متصل:
  هناك في قواعد كتابة اللغة العربية ما يسمى بحروف الاتصال، وحروف الانفصال، وفى ذلك يقول إميل يعقوب: "ومنَ الحروف ما لا يُتصَل بها بعدها، وتقبل الاتصال بما قبلها ما لم يكن من جنسها، وهي حروف الانفصال، ويجمعها قولك: (زر ذا ود)، وما عدا هذه الحروف يسمى "حروف الاتصال"[41]، وما دام حرف الظاء لم يرد في المجموعة: "زر ذا ود"، فإنه حرف متصل يتصل بما قبله، وبما بعده، فتكتب: ظهر، وعظ.

3- الظاء أحادي الصورة:
يوجد في اللغة العربية حروف تأتي على صور متعددة في الكتابة، حسب موقعها في الكلمة والأحرف المجاورة لها كالهمزة، التي لها صور متعددة يحتاج إلى كتب الإملاء لمعرفتها، والعين التي لها ثلاث صور حسب ابتداء الكلمة وانتهائها بها وتوسطها إياها، (علم - جعل - قلع)، والكاف التي لها صورة في الابتداء والتوسط وأخرى في ذيل الكلمة (شكر، كتب، ترك)، أما الظاء فإنها من الأحرف وحيدة الصورة في اللغة العربية، فهي تكتب على صورة واحدة، مهما كان موقعها في الكلمة، ومهما كانت الحروف التي تجاورها، مثل: (ظهر، نظر، وعظ).

4- الظاء حرف منقوط:
حرف الظاء جاء على صورة الطاء؛ ولكنه افْتَرَق عنه بالنُّقطة من فوقه، ويقول إميل يعقوب في تعليل التنقيط: "وأهملت الدال؛ أي: عريت من النقط؛ لأنها الأصل في الكتابة، فلما كتبت الذال بصورتها، واحتاجوا إلى علامة تمييز بينهما، جعلت العلامة مع الفرع"[42]، وبقياس الظاء والطاء على الذال والدال، نجد أن النقطة جاءت فوق الظاء؛ لأنها الفرع، والطاء هي الأصل، لأنها صاحبة الصورة الأصلية، ويقول أيضًا: "وخصت الظاء بالنقط لقلة دورانها في الكلام؛ ولأن الاشتباه إنما جاء من قبلها"[43]، وهنا إضافة إلى اعتبار صورتها فرعًا عن صورة الطاء، فقد نقطت لسبب آخر، وهو قلة دورانها في الكلام، تطبيقًا لمبدأ الاقتصاد اللغوي نطقًا وخطًّا.


المطلب الرابع
الصفات الدلالية
1- معنى كلمة الظاء: 
اهتم العلماء القدامى بأسماء الأحرف الاهتمام نفسه بالمسميات، حيث حاولوا أن يجدوا معنى هذه الأسماء واستعماله في اللغة العربية والشعر العربي، ومن هؤلاء الخليل بن أحمد، والرازي، أما الخليل فقد قال عن الظاء: "الظاء ثدي المرأة إذا تَثَنَّت، قال لبيد بن ربيعة العامري:
أَنْكَحْتُ مِنْ حَيٍّ عَجُوزًا هَرِمَةْ        ظَاءَ  الثَّدِيِّ   كَالخِبَاءِ   هَذْرَمَةْ[44]
وقد قال المحقق في وصف هذا الكتاب للخليل: "فالكتاب المنسوب إلى الخليل يفسر معاني الحروف الهجائية حرفًا حرفًا، تفسيرات لا نعثُر عليها في بطون كتب اللغة إلا منسوبة إليه هو"[45]، وهذا الاحتراز منَ المُحَقِّق يجعلنا نَتَحَفَّظ مما قاله الخليل في هذه المعاني؛ خاصة وأنَّ الرازي قد نسب إليه أيضًا هذا المعنى[46]، مما يقودنا إلى أن الرازي أخذ عن الخليل معاني الأحرف، وأن الخليل كان مصدر هذه المعاني.
ولكن الرازي أَوْرَدَ معنى آخر في قوله "الظاء: الكبير المسن"[47]، ونظم قصيدة في معاني الحروف، أوردها المحقق على روايتين، فقال الرازي في الرواية الأولى عن الظاء:
لَهُ صَادٌ  وَضَادٌ  لاَ  لَذَبْحِ        حَبِيسٍ عِنْدَهُ فِي بَيْتِ ظَاءِ[48]
وقال: إنَّ الصاد هو الديك، والضاد الهدهد، والظاء العجوز المتثنية ثديها[49].

وله في الرواية الثانية على اعتبار أن الكاف الوكي، والقاف الرقبة، والظاء الكبير المسن[50]
لَهُ كَافٌ وَلَكِنْ  غَيْرُ  كَافٍ        نَحِيفُ القَافِ بَيْنَ القَوْمِ ظَاء[51]
وإذ نُورد هذه المعاني، فليس على سبيل الاستشهاد، أو التدليل على أمر معين، ولكنها من قبيل الاستئناس فقط.

2- دلالة رسم الظاء:
ما دام الظاء مرسومًا على هيئة الطاء، فإن معنى رسمه سيكون هو نفسه معنى رسم الطاء في الخطوط العربية القديمة، وذلك لاعتمادها على الجانب التصويري، يقول يحيى عبابنة عن الخطوط العربية القديمة: "ويمكن الذهاب إلى أبعد من هذا، حيث يمكن ربطها بالخطوط السيميائية القديمة، التي تمتاز بأنها صور لأشياء ماديَّة محسوسة، تكاد تكون أقرب الموجودات تناولاً، كأن يرسم الباء على شكل بيت، وغير ذلك"[52].

ويورد الكاتب انطلاقًا من هذا الأساس الرسوم القديمة للحروف العربية، ويورد معانيها المحتملة، والتي لها علاقة بالصورة التي رسمت على هيئتها، فيقول في حرف الطاء الذي أخذ الظاء صورته: "وما يمكن أن نلمسه من ملاحظة الأشكال المستعملة للتعبير عن حرف الطاء، هو أنَّ كثيرًا منها يشبه الشباك، أو النافذة، وقد كان شكل النافذة واضحًا في النقوش الشمالية والجنوبية، ويدعم هذا ما نجده من كلمة (طاقة)، للدلالة على الشباك"[53].

ويقول عن الظاء: "وأما من وجهة رسمه، فنعتقد أن العرب قد رسموه على صورة الطاء نفسها؛ لإيجاد تماثل تعليمي يقرب تعلمه، وأضافوا إليه قيمة شكلية واحدة لتمييزه عن الطاء وهي النقطة"[54].

ومن هنا نجد أن دلالة رسم الظاء هي نفسها دلالة رسم الطاء، وهي تدل على النافذة، وقد نضيف لها دلالة طريفة، وهي أن ظهور النقطة على رسم الظاء يماثل ظهور رأس الإنسان من النافذة، والظاء تدل على الظهور، وتدخل في تشكيل الفعل (ظهر).

3- القيمة التعبيرية لصوت الظاء:
لَعَلَّ من أهم مَن تَكَلَّمَ عن معاني الأحرف العربية في بحث محكم وأكاديمي، هو حسن عباس في مؤلفه: "خصائص الحروف العربية ومعانيها"، واتَّبَع في دراسته هذه منهجًا واضحًا، وأسسًا مُحَدَّدة، واعتمد معجم الوسيط مدونة لدراسته، وحاول أن يعطيَ لكل حرف عربي ما يوحي به من المعاني، استنادًا إلى معاني الجذور الداخل في تشكيلها[55].

وقد قال عن الظاء: "صوت هذا الحرف إنما هو تفخيم لحرف الذال، يلفظ ملثوغًا مثله، فخف بذلك توتره الصوتي، وقَلَّت غلظته، وهو يوحي بالفخامة والنضارة، والأناقة والظهور، وبشيء منَ الشِّدة والقساوة"[56].

ورغم أنه حاوَلَ أن يثبت ما ذَهَب إليه استنادًا إلى مدونته؛ إلاَّ أننا انطلاقًا من مدونتنا المستخرجة من الوسيط، إضافة إلى العين والمقاييس، وجدنا خلاف ذلك كما سنوضحه في مكانه[57].

ويقول في موضع آخر: "وذلك يرجع إلى ما في صوت الظاء من موحيات الفخامة والعذوبة، والنضارة والأناقة، بما يتناقض أصلاً مع معاني الخِسَّة، والقذارة، والتَّشَوُّهات الجسدية، والنفسية، والفحش"[58].

وقد أثبتنا خلاف ذلك أيضًا في مكانه، ولا بأس أن نوردَ بعض الأمثلة:
- التشوه الجسدي: الظلع، والحظل، وهو تشوه يصيب الجسم، ويسبب اختلالاً في المشي[59].
- التشوه النَّفسي: عفنّظ، وفظ، وبظرير: تدل على سوء الخلق، واللؤم، والرذالة[60].

ومن هنا يمكن أن نَتَّفقَ مع المؤلف في معاني الظهور، والشدة، والقسوة، ونحذف الباقي، ونضيف معاني الامتلاء، والضخامة الحسية والمعنوية، وذلك ما وجدناه؛ انطلاقًا من مدونتنا.

4- القيمة العدديَّة للظاء: 
هناك قيمٌ عددية للحروف العربيَّة، وزعت عليها حسب ترتيب الأبجدية، وسميت (حساب الجُمَّل)، وهو حساب استعمله اليهود قديمًا لفك رموز النصوص المقدسة، ومعرفة التنبؤات، واستعمله العرب في تاريخ الوقائع والحوادث المهمة عن طريق الشعر، وقد أوردت التفاسير مثالاً عن ذلك في تفسير الفاتحة، (الم)[61]، وحساب الجُمَّل مختلف عند المشارقة عنه عند المغاربة، فعند المشارقة يقول إميل بديع يعقوب: "إن حساب الجمل قائم على هذا الترتيب فالأحرف التسعة الأولى من (أ إلى ط)، للآحاد، والأحرف التسعة التي تليها من (ي إلى ص) للعشرات، والأحرف الأربعة الباقية من (ق إلى ت) للمئات الأربع الأولى، أما الحروف الروادف الستة التي أضافها العرب، وهي: (ث، خ، ذ، ض، ظ، غ) فللمئات الخمس الأخرى والألف"[62]؛ وانطلاقًا من هذه الترتيب نجد أنَّ القيمة العددية لحرف الظاء هي 900، أمَّا عند المغاربة فهو يختلف قليلاً في ترتيب الأحرف الأخيرة، فتكون الظاء في مرتبة الضاد، وقيمتها العددية 800، كما يورد ذلك الطاهر التليلي في منظومة للقيم العددية للحروف الأبجدية، يقول فيها:  
وَذَالٌ بِسَبْعٍ  مِنْ  مِئِينَ  وَظَاؤُهُمْ        ثَمَانٍ مِنَ  المِئَاتِ  وَالعِلْمُ  يُطْلَبُ
وَغَيْنٌ   بِتِسْعٍ   وَالمِئَاتُ    مُرَادَةٌ        وَشِينٌ بِأَلْفٍ وَهْيَ بِالأَلْفِ أَنْسَبُ
وَقَدْ تَمَّ نَظْمِي لِلْحُرُوفِ  بِجُمَّلٍ        فَدُونَكَهُ وَالحِفْظُ أَجْدَى  وَأَقْرَبُ[63]


جدول(1): القيم العددية للأحرف العربية في الأبجدية
الأبجدية المشرقية
أ
ب
ج
د
هـ
و
ز
ح
ط
ي
الأبجدية المغربية
أ
ب
ج
د
هـ
و
ز
ح
ط
ي
القيمة العددية
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
الأبجدية المشرقية
ك
ل
م
ن
س
ع
ف
ص
ق
ر
الأبجدية المغربية
ك
ل
م
ن
ص
ع
ف
ض
ق
ر
القيمة العددية
20
30
40
50
60
70
80
90
100
200
الأبجدية المشرقية
ش
ت
ث
خ
ذ
ض
ظ
غ
   
الأبجدية المغربية
س
ت
ث
خ
ذ
ظ
غ
ش
   
القيمة العددية
300
400
500
600
700
800
900
1000
   


المطلب الخامس
ترتيب الظاء
اعتَمَدَ العرب منذ القديم كيفيات مختلفة في ترتيب الأحرف العربية، وكل منها يقوم على أساس معين، ويكون لاعتبارات محددة، فنجد الترتيب الصوتي الأول عند الخليل، ثم عند غيره ممن جاء بعده، ونجد الترتيب الهجائي والذي اختلف عند المغاربة عنه عند المشارقة، وكذلك الأمر بالنسبة للترتيب الهجائي، وفي ذلك يقول القلقشندي: "واعلم أن ترتيب الحروف على ضربين؛ مفرد، ومزدوج، وبين أهل الشرق وأهل الغرب في كل من النوعين خلاف في الترتيب، أما المفرد: فأهل الشرق يرتبونه على هذا الترتيب: (أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، لا، ي).

و أما أهل الغرب، فإنهم يرتبونه على هذا الترتيب: (أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، ط، ظ، ك، ل، م، ن، ص، ض، ع، غ، ف، ق، س، ش، هـ، و، لا، ي).

وأما المزدوج: فأهل الشرق يرتبونه على هذا الترتيب: (أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ)، وأهل المغرب يرتبونه على هذا الترتيب: (أبجد، هوز، حطي، كلمن، صعفض، قرست، ثخذ، ظغش)[64].

وقد نظم الرازي الترتيب الهجائي المشرقي، والمعتمد غالبًا في عصرنا، في أبيات شعر، قال فيها:
أَتَى أَلِفٌ  وَبَاءٌ  ثُمَّ  تَاءُ        وَثَاءٌ ثُمَّ  جِيمٌ  ثُمَّ  حَاءُ
وَخَاءٌ ثُمَّ دَالٌ  ثُمَّ  ذَالٌ        وَرَاءٌ ثُمَّ  سِينٌ  ثُمَّ  زَاءُ
وَشِينٌ ثُمَّ صَادٌ ثُمَّ ضَادٌ        وَطَاءٌ ثُمَّ عَيْنٌ  ثُمَّ  ظَاءُ
وَغَيْنٌ ثُمَّ فَاءٌ  ثُمَّ  قَافٌ        وَكَافٌ ثُمَّ لاَمٌ  ثُمَّ  هَاءُ
وَمِيمٌ ثُمَّ  نُونٌ  ثُمَّ  وَاوٌ        وَلاَمَلِفٌ وَبَعْدَ الكُلِّ يَاءُ[65]
 ويظهر منَ الأبيات أن الرازي قد خلط الترتيب، وغَيَّر مراتب بعض الأحرف للضرورة الشعرية؛ حتى يستقيم له الرَّوِيُّ، وجعل الزاي زاء للسبب نفسه، ونعود إلى كيفية التراتيب، ونجد أن إميل يعقوب يقرها؛ ولكنه لا يكتفي بسردها؛ بل يتحدث عن أصل هذه التراتيب فيقول: "عندما أخذ العرب حروفهم عن الحروف النبطية، كانت هذه الحروف اثنين وعشرين حرفًا، وهي: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، فأضافوا إليها ستة أحرف سميت بالروادف، وهي: (ثخذ، ضظغ)، وكانت هذه الحروف مرتبة كما أثبتناها، وهذا ترتيب المشارقة للأبجدية، أما ترتيب المغاربة فهو: أبجد، هوز، حطي، كلمن، صعفض، قرست، ثخذ، ظغش"[66].

وَيَتَكَلَّم إميل يعقوب عن أول مَن رَتَّبَ الترتيب الهجائي، فيقول: "ويرجح أن العرب غيروا هذا الترتيب في القرن الثاني، أو الثالث للهجرة، ومنهم مَن يذهب إلى أن نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر هما اللذان غَيَّرَا الترتيب القديم، فَرَتَّبا الحروف على النحو الذي نعرفه اليوم: أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، لا، ي"[67]، ويقول في كتابه الآخر بعد سرده لهذا الترتيب: "وهذا الترتيب يضم كل حرف إلى ما يشبهه في الرسم"[68].

أما بالنسبة للترتيب الصوتي، فإن أول من رتب الحروف استنادًا إلى تدرجها في الجهاز النطقي، هو الخليل في مقدمة "العين"؛ حيث يقول: "فهذه صورة الحروف التي ألفت منها العربية على الولاء، وهي تسعة وعشرون حرفًا: ع، ح، هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، د، ت، ظ، ث، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، الألف، ي، الهمزة"[69].

وخَالَفَ سيبويه ترتيب أستاذه، فقال: "فأصل الحروف العربية تسعة وعشرون حرفًا: الهمزة، والألف، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والكاف، والقاف، والضاد، والجيم، والشين، والياء، واللام، والراء، والنون، والطاء، والدال، والتاء، والصاد، والزاي، والسين، والظاء، والذال، والثاء، والفاء، والباء، والميم، والواو" [70]، وتابَعَه ابن جني في ذلك[71].

وكان هذا تحديدًا لكيفيات ترتيب الحروف العربية، وسنرى بعد ذلك مرتبة الظاء في كل ترتيب من هذا التراتيب على اختلافها.

أ- الترتيب الأبْجَدي:
نجد بالعودة إلى الأبجديَّة المشرقية والمغربية، أن الظاء في الأولى كانت في المرتبة ما قبل الأخيرة؛ أي: السابعة والعشرين، قبل حرف الغين، وفي الثانية تراجعت مرتبتها بدرجة؛ أي: السادسة والعشرين؛ ولكنها رغم ذلك بقيت في الأحرف الأخيرة، وذلك راجع إلى أنها من الأحرف الروادف، التي وضع رسمها بعد استخدام الحروف السامية الاثنين والعشرين.

ب- الترتيب الهجائي:
 أمَّا عن الهجائية المشرقية، فقد تقدمت فيها الطاء على ما قبلها لتقدمها في الترتيب الأبجدي ما عدا الهاء والواو، ولم تتقدما عليها؛ لما كان من قصد أن يجعلوا الحروف المزدوجة متوالية، لا يفصل بينها شيء منَ الحروف المُفردة.

أما عن الظاء فقد وليتها لمشابهة الصورة، وخصت بالنقطة كقيمة شكلية تمييزية، وذلك لسببين:
الأول: لقلة ورودها في الكلام، والعادة جارية بتقديم الأكثر دورانًا في الكلام على غيره، ما لم يمنع مانع.
والثاني: لأنَّ الاشتباه إنما جاء من قِبَلها، فالطاء هي الأصل في الكتابة، فلمَّا كتبت الظاء على صورتها، واحتاجوا إلى علامة تميز بينهما جعلت العلامة على الفرع، وقد جمعت الظاء مع الطاء؛ لأن جمع ما اتفقت صورته في موضع واحد يكون أنسب وأليق بأصول التعليم[72].

هذا عن الهجائية المشرقية، أما عن المغربية، فقد وليت الظاء الطاء بالتعليلات السابقة نفسها؛ ولكن الطاء قدمت إلى ما بعد الراء والزاي، ولتعليل ذلك يقول إميل يعقوب: "(ر، ز) إلى هنا اتفق أهل المشرق والمغرب في الترتيب، واختلفوا فيما بعد ذلك"[73]، ويقول بعد ذلك: ورسم أهل المغرب بعد الزاي الطاء؛ لتقدم الطاء على ما بعدها في أبجد، وجعلوا بعدها الظاء لمشابهة الظاء لها في الرسم"[74].

ج- الترتيب الصوتي:
 أمَّا عن الترتيب الصوتي، فنلاحظ أنه - رغم اختلاف الترتيب الصوتي بين العلماء - كانت الظاء دائمًا مع أختيها الذال والثاء؛ لوحدة المخرج بينهما، وحافظت الأحرف الثلاثة على ترتيبها فيما بينها، وكانت دائمًا قبل الأحرف الشَّفويَّة. 


جدول(2): مرتبة الظاء في أنواع الترتيب
رقم المرتبة
الأحرف العربية
نوع الترتيب
الأبجدي المشرقي
الأبجدي
المغربي
هجائي مشرقي
هجائي مغربي
الترتيب الصوتي للخليل
الترتيب الصوتي لسيبويه وابن جني
    1
الأحرف العربية
أ
أ
 
أ
ع
الهمزة
    2
ب
ب
ب
ب
ح
الألف
    3
ج
ج
ت
ت
هـ
هـ
    4
د
د
ث
ث
خ
ع
    5
هـ
هـ
ج
ج
غ
ح
    6
و
و
ح
ح
ق
غ
    7
ز
ز
خ
خ
ك
خ
    8
ح
ح
د
د
ج
ق
    9
ط
ط
ذ
ذ
ش
ك
    10
ي
ي
ر
ر
ض
ج
    11
ك
ك
ز
ز
ص
ش
    12
ل
ل
س
ط
س
ي
    13
م
م
ش
ظ
ز
ض
    14
ن
ن
ص
ك
ط
ل
    15
س
ص
ض
ل
ت
ر
    16
ع
ع
ط
م
د
ن
    17
ف
ف
ظ
ن
ظ
ط
    18
ص
ض
ع
ص
ذ
د
    19
ق
ق
غ
ض
ث
ت
    20
ر
ر
ف
ع
ر
ص
    21
ش
س
ق
غ
ل
ز
    22
ت
ت
ك
ف
ن
س
    23
ث
ث
ل
ق
ف
ظ
    24
خ
خ
م
س
ب
ذ
    25
ذ
ذ
ن
ش
م
ث
    26
ض
ظ
هـ
هـ
و
ف
    27
ظ
غ
و
و
الألف
ب
    28
غ
ش
ي
ي
ي
م
    29
 
الهمزة
و
مرتبة الظاء
27
26
17
13
17
23


المطلب السادس
مميزات الظاء
1- الظاء خاص بالعربية:
يعتبر العلماء القدامى أن حرف الظاء مختص بالعربية، مقتصر عليها، وأول من قال بذلك الخليل في مقدمة "العين"، إذ يقول: "وليس في شيء من الألسن ظاء غير العربية"[75]، ويقول في موضع آخر من "معجم العين": "والظاء عربية لم تعط أحدًا من العجم وسائر الحروف اشتركوا فيها"[76].

ويقول الجواليقي في كتابه "المعرب من الكلام الأعجمي": "وليس للضاد والظاء باب؛ لأنَّ هذين الحرفين لم ينطق بهما سوى العرب"[77].

والشيء نفسه قرره القلقشندي، إذ قال: "فالحاء المهملة، والظاء المعجمة، مما أفردت به العرب في لغاتها"[78].

أما ابن جني فهو ينكر وجودها في لغة النبط، ويقر انقلابها عندهم إلى طاء، فيقول: "واعلم أن الظاء لا توجد في كلام النبط، وإذا وقعت فيه قلبوها طاء"[79].

أما الرازي فينكر وجودها في الفارسية، إذ يقول: "وثمانية أحرف ليست في الفارسية: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، والعين، والقاف، والثاء، والحاء"[80].

والظاء لا توجد أيضًا في اللغات السامية، وذلك كما أوردنا من قبل بالنسبة لرسم حرف الطاء، وعدم وجوده عندهم؛ لانعدام الحرف صوتيًّا في لغاتهم، وفي ذلك يقول إميل يعقوب: "عندما أخذ العرب حروفهم عن الحروف النبطية، كانت هذه الحروف اثنين وعشرين حرفًا، وهي: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، فأضافوا إليها ستة أحرف سميت بالروادف، وهي: ثخذ، ضظغ"[81].

ويقول يحيى عبابنة عن الأحرف الستة الروادف: "لأن أصوات العربية التي عبر عنها كتابيًّا هي ثمانية وعشرون صوتًا، وهذا العدد يزيد بستة أحرف، عن معظم الساميات التي يصل أغلبها في عدد أصواته إلى اثنين وعشرين صوتًا"[82].

وإذا تَكَلَّمنا عن قضية لغة الضاد، وما قيل عن اختصاص العربية بحرف الضاد، فإن هذا الأمر وإن كان مسلمًا به عند الكثيرين، فإن بعض المتخصصين نقبوا عن أصل الموضوع ومدى صحته، وخير مثال على ذلك: سلوى ناظم، التي قَدَّمَت بحثًا إلى مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة، في دورته الخامسة والستين، بعنوان: "العربية لغة الضاد أم الظاء"[83].

وكذلك تَكَلَّمَ كمال بشر عن هذه القضية، وشَكَّكَ في اختصاص العربية بالضاد، في قوله: "ومن المهم أن نُقَرِّرَ أن هذا الصوت بوصفهم هذا الذي ذكروا، ليس منَ الدقة بمكان أن ننسب إليه المقولة الشائعة: لغة الضاد، ذلك أن كثيرًا منَ الدارسين الثقات في القديم والحديث، قد أشاروا بالتصريح أو التلميح، أن هذا الصوت ليس مقصورًا على العربية، ومال بعضهم إلى تأكيد وجوده، أو أثر منه في اللغات السامية الأخرى"[84].

ويسترسل كمال بشر في ذكر آراء ومقولات العلماء القدامى والمحدثين في القضية، وخاصة ما قاله الخليل: "وليس في شيء منَ الألسن ظاء غير العربية"، فإن أول حرف امتاز أو ذكر باختصاص العربية، هو الظاء، في قول الخليل هذا.

وبعد أن ينفي صفة الاختصاص عن الضاد، يحاول أن يثبتها للظاء في قوله: "وهذا يجرنا إلى إثارة نقطة أخرى مهمة في هذا المقام، بالنسبة لصوت الظاء، هناك إشارات متناثرة في أعمال السابقين والخالفين تشير؛ بل تكاد تؤكد أن صوت الظاء (لا الضاد)، هو الخاص بالعربية"[85]، ثم يستمر أيضًا في ذكر شواهد وأمثلة تدعم ما ذهب إليه.

وتعقيبًا على كل ما سبق، فيمكننا القبول بما قَرَّره بعض العلماء من انعدام الظاء في بعض اللغات الأخرى: كالنبطية، والفارسية، واللغات السامية؛ لأنه أمر منَ الممكن التَّحَقُّق من صدقه وعلميته لإمكانية الاطِّلاع على هذه اللغات، وما تَحْتَويه من أصوات.

أما فيما يخص اقتصار حرف معين، هذا أو ذاك على لغة واحدة هي العربية، مِن بين جميع اللغات، فليس لنا أن نوردَ هذه الآراء؛ إلاَّ مِن باب التوضيح والاستئناس، دون القَطْع بِصِحَّة توجهها؛ وذلك لأنه منَ الصَّعْب على مَن يدرس اللغات في عصرنا هذا، أن يحصر أصوات جميع اللغات ليُحدد ما اختصت به لغة عن باقي اللغات في العالم، فضلاً عن أن يكون هذا الأمر في العُصُور الغابرة؛ حيث كان التَّنَقُّل صعبًا، والاتصال عسيرًا.

2- الإبدال الصوتي للظاء:
حرف الظاء لا يوجد في اللغات السامية، مما يجعل أهل تلك اللغات يبدلونه بما هو موجود عندهم مما يقابله من الأصوات، كالطاء عند أهل النبط الذين ذكرهم ابن جني في قوله: "واعلم أن الظاء لا توجد في كلام النبط، وإذا وقعت فيه قلبوها طاء، ولهذا قالوا البرطلة وإنما هو ابن الظل، وقالوا: ناطور وإنما هو ناظور، فاعول من نظر ينظر"[86]، وَوَافَقَه في ذلك يحيى عبابنة، دون أن يُحَدِّد اللغة التي تبدل الظاء طاء؛ حيث قال: "فمثلاً نجد أن صوت الظاء في العربية ينقلب إلى طاء في بعض اللغات الأخرى، فرسموه على هيئته"[87]، أما بالنسبة للإبدال في اللغة العربية نفسها، فنجد بعض العُلماء يشيرون إلى ذلك في معرض حديثهم عن الحرف، ولسنا بِصدد استقراء جميع أمثلة الإبدال وحالاته، فقط نسعى للتدليل على حدوث عملية الإبدال، واعتباره ميزة من ميزات حرف الظاء في اللغة العربية.

يقول ابن جني: "وأما قول الشاعر:
إِلَى اللهِ أَشْكُو مِنْ خَلِيلٍ أَوُدُّهُ        ثَلاثَ خِصَالٍ كُلُّهَا لِيَ غَائِضُ
فقالوا أراد غائظ فأبدل الظاء ضادًا، ويجوز عندي أن يكونَ غائض غير بدل؛ ولكنه من غاضه؛ أي: نقصه"[88].
وقال في موضع آخر: "وقرأت على أبي علي، عن أبي بكر، عن بعض أصحاب يعقوب عنه قال: يقال تركته وقيذًا ووقيظًا، والوجه عندي والقياس أن تكون الظاء بدلاً من الذال؛ لقوله عز اسمه: و(الموقوذة) بالذال، ولقولهم: وقذه يقذه، ولم أسمع وقظه، ولا موقوظة فالذال إذًا أعم تصرفًا؛ فلذلك قضينا بأنها الأصل"[89].

نُلاحظ أن ابن جني أَوْرَدَ مثالين سقناهما عنه، كانت الظاء في الأول منهما مبدلاً منه، وبدلها الضاد، وكانت الظاء في الثاني بدلاً أبدلت من الذال، مما يجعلنا نقول: إن الظاء في الإبدال اللغوي (لا الصرفي)، قد تكون بدلاً كما تكون مبدلاً منه.


المبحث الثاني
الظاء في المعجم العربي
تمهيد:
ونحن نَتَكَلَّم عن الظاء باعتباره حرفًا من الحروف العربية، فيجب علينا أن نَتَعَرَّضَ لهذا الحرف، وتوظيفه في اللغة العربية، انطلاقًا منَ المعاجم التي تجمع بين طَيَّاتها الكم الأوفر والأوفى من ألفاظ اللغة، غريبها ومُستعملها، وقد وقع اختيارنا على ثلاثة معاجم عربية مهمة هي: "العين" للخليل، و"المقاييس" لابن فارس، و"الوسيط" لمجمع القاهرة.

أما "معجم العين" فَوَقَعَ عليه اختيارنا؛ باعتباره أول معجم عربي، وأَوَّليته تجعله أقدم معجم يُمَكِّننا من الحصول على ألفاظ أصيلة، نعتمدها في دراستنا؛ لقربه بعصر الفصاحة، وجمع اللغة، مما يعطينا تأصيلاً لُغويًّا للمدونة المستخرجة من هذا المعجم، إضافة إلى الطريقة الرياضية التي بنى عليها الخليل معجمه، وهي طريقة الحصر الاستقصائي باستعمال التقاليب الممكنة، فيكون التأصيل من ناحية الكم والكيف.

أما "معجم المقاييس"، فلا يحتاج لكثير التعريف والتبيين، وكان اختيارنا له لاعتماد صاحبه: أحمد بن فارس على إرجاع معاني أغلب المشتقات إلى أصل واحد كبير، تندرج تحته باقي الفروع ما وجد إلى ذلك سبيلاً، وذلك يساعدنا في تحديد الحُقُول الدلالية التي اندرجت تحتها الألفاظ الظائية في اللغة العربيَّة.
أما "الوسيط"، فكان اختيارنا إياه نابعًا من حرصنا على تشكيل مدونتنا من أقدم استعمال للألفاظ، متمثلاً في "العين"، وأحدث استعمال لهذه الألفاظ متمثلاً في "الوسيط" باعتباره من أحدث وأشمل المعاجم، وللاهتمام والقبول اللذين قوبل بهما في الأوساط اللغوية، إضافة إلى مصداقية الهيئة التي أشرفت على إصداره.

وسَتَتَوَزع دراستنا لهذه المدونة على ثلاث مستويات، هي: المستوى الصوتي، والصرفي، والدلالي؛ وذلك لأننا نَتَعامل مع الألفاظ العربيَّة منعزلة عن التركيب، مما يجعلنا نستبعد المستوى التَّركيبي، ولو أننا قد نشير إليه إشارات خاطفة في هذا المستوى أو ذاك.

وستكون دراستنا لِمُدونة هذه المعاجم الثلاثة مجتمعة، وذلك لاشتراكها في أغلب الجذور المدروسة، وسنُشير إلى الاختلافات الموجودة حين الوصول إليها، مع تعيين الزيادة، وما يتبعها إن كان ذلك موجودًا.

وسنبدأ بدراسة المستوى الصرفي قبل الصوتي، خلافًا لما هو معهود من ترتيب المستويات اللغوية؛ وذلك بغية توزيع الدراسة الصَّوتية على نتائج الدراسة الصَّرفية، حتى تكون الأولى أكثر دقَّة وتفصيلاً، وقبل ذلك سَنُورد المدونة المستخرجة من المعاجم الثلاثة كاملة، دون إيراد معاني الجذور.


جدول (3): الجذور الظائية في المعاجم الثلاثة.
مفتاح الجدول:
0= الجذر غير موجود في المعجم.
 1= الجذر موجود في المعجم.

الوسيط 
المقاييس 
العين 
الجذر 
الوسيط 
المقاييس 
العين 
الجذر 
    0 
    1 
    1 
جوظ 
    0 
    1 
    1 
بحظل 
    1 
    1 
    1 
حظ 
    0 
    1 
    1 
بظ 
    1 
    1 
    1 
حظب 
    1 
    1 
    1 
بظر 
    1 
    1 
    1 
حظر 
    1 
    1 
    0 
بظرم 
    1 
    1 
    1 
حظل 
    0 
    1 
    1 
بظو 
    1 
    1 
    1 
حظو 
    1 
    1 
    1 
بهظ 
    1 
    1 
    1 
حظي 
    1 
    1 
    1 
بيظ 
    1 
    1 
    1 
حفظ 
    1 
    1 
    1 
جحظ 
    0 
    1 
    1 
حنظب 
    0 
    1 
    1 
جحمظ 
    1 
    0 
    1 
حنظل 
    1 
    1 
    0 
جظ 
    1 
    1 
    1 
خظو 
    1 
    1 
    1 
جعظ 
    1 
    1 
    1 
خظي 
    0 
    1 
    1 
جعظر 
    1 
    1 
    0 
دأظ 
    0 
    0 
    1 
جعمظ 
    0 
    1 
    1 
دظ 
    1 
    1 
    0 
جفظ 
    1 
    1 
    0 
دعظ 
    1 
    1 
    0 
جلنظ 
    1 
    1 
    1 
دلظ 
    0 
    1 
    1 
جنعظ 



جدول (3): تابع - 1

الوسيط 
المقاييس 
العين 
الجذر 
الوسيط 
المقاييس 
العين 
الجذر 
    1 
    1 
    1 
ظبأ 
    1 
    1 
    1 
رعظ 
    1 
    1 
    1 
ظبي 
    0 
    1 
    1 
شظ 
    1 
    1 
    1 
ظر 
    1 
    1 
    1 
شظف 
    1 
    1 
    1 
ظرب 
    0 
    1 
    1 
شظم 
    1 
    1 
    1 
ظرف 
    1 
    1 
    1 
شظي 
    1 
    1 
    1 
ظعن 
    0 
    0 
    1 
شنظ 
    1 
    1 
    1 
ظفر 
    0 
    0 
    1 
شنظب 
    1 
    1 
    1 
ظل 
    0 
    1 
    1 
شنظر 
    1 
    1 
    1 
ظلع 
    1 
    0 
    1 
شوظ 
    1 
    1 
    1 
ظلف 
    1 
    1 
    0 
شيظم 
    1 
    1 
    1 
ظلم 
    1 
    1 
    1 
ظأب 
    1 
    1 
    1 
ظمأ 
    1 
    1 
    1 
ظأر 
    1 
    1 
    1 
ظمي 
    0 
    0 
    1 
ظأظأ 
    1 
    1 
    1 
ظن 
    1 
    1 
    0 
ظأف 
    1 
    1 
    1 
ظنب 
    1 
    1 
    0 
ظأم 
    1 
    1 
    1 
ظهر 
    0 
    1 
    1 
ظب 



جدول (3): تابع - 2

الوسيط 
المقاييس 
العين 
الجذر 
الوسيط 
المقاييس 
العين 
الجذر 
    1 
    1 
    1 
فظع 
    0 
    0 
    1 
ظيي 
    1 
    1 
    1 
فيظ 
    1 
    1 
    1 
عظ 
    1 
    0 
    1 
قرظ 
    0 
    1 
    1 
عظب 
    1 
    1 
    1 
قظع 
    1 
    1 
    0 
عظر 
    0 
    0 
    1 
قعظ 
    1 
    1 
    1 
غظل 
    1 
    0 
    1 
قيظ 
    1 
    0 
    1 
عظلم 
    1 
    1 
    1 
كظ 
    1 
    1 
    1 
عظم 
    1 
    1 
    0 
كظب 
    1 
    0 
    1 
عظي 
    1 
    1 
    1 
كظر 
    0 
    0 
    1 
عفنظ 
    1 
    1 
    1 
كظم 
    1 
    0 
    1 
عكظ 
    1 
    1 
    0 
كظي 
    1 
    0 
    1 
عنظ 
    0 
    1 
    1 
كعظ 
    1 
    0 
    1 
عنظب 
    1 
    1 
    1 
كنظ 
    1 
    0 
    1 
غلظ 
    0 
    0 
    1 
لحظ 
    1 
    1 
    1 
غنظ 
    1 
    1 
    1 
لظ 
    1 
    1 
    1 
غيظ 
    1 
    0 
    1 
لظي 
    1 
    1 
    1 
فظ 



جدول (3): تابع - 3

الوسيط 
المقاييس 
العين 
الجذر 
الوسيط 
المقاييس 
العين 
الجذر 
    1 
    1 
    1 
نظم 
    0 
    0 
    1 
لعظ 
    0 
    1 
    1 
نعظ 
    0 
    0 
    1 
لعظم 
    1 
    1 
    0 
نعظل 
    0 
    0 
    1 
لعمظ 
    1 
    1 
    1 
نكظ 
    1 
    1 
    1 
لفظ 
    1 
    1 
    1 
وشظ 
    1 
    1 
    1 
لمظ 
    1 
    1 
    1 
وظب 
    1 
    1 
    0 
لوظ 
    1 
    1 
    1 
وظف 
    1 
    1 
    1 
مشظ 
    1 
    0 
    1 
وعظ 
    1 
    1 
    1 
مظ 
    0 
    0 
    1 
وقظ 
    1 
    1 
    1 
مظع 
    1 
    1 
    0 
وكظ 
    0 
    0 
    1 
نشظ 
    1 
    0 
    1 
يقظ 
    1 
    1 
    1 
نظر 
       
    1 
    1 
    1 
نظف 



المطلب الأول
المستوى الصرفي
ابتداء بالمستوى الصرفي، والذي سنتناول فيه نسب الثنائي، والثلاثي، والرباعي، والخماسي، فقد تَحَصَّلنا انطلاقًا من المدونة على النتائج التالية:


جدول (4): الثنائي والرباعي في المعاجم الثلاثة:
مفتاح الجدول:
ع = معجم العين.
م = معجم المقاييس.
و = المعجم الوسيط.
0 = الجذر غير موجود في المعجم.
1 = الجذر موجود في المعجم.

و 
م 
ع 
الثنائي 
و 
م 
ع 
الثنائي 
و 
م 
ع 
الرباعي 
و 
م 
ع 
الرباعي 
    1 
    1 
    1 
عظ 
    0 
    1 
    1 
بظ 
    0 
    1 
    1 
شنظر 
    0 
    1 
    1 
بحظل 
    1 
    1 
    1 
فظ 
    1 
    1 
    0 
جظ 
    1 
    1 
    0 
شيظم 
    1 
    1 
    0 
بظرم 
    1 
    1 
    1 
كظ 
    1 
    1 
    1 
حظ 
    1 
    0 
    1 
عظلم 
    0 
    1 
    1 
جحمظ 
    1 
    1 
    1 
لظ 
    0 
    1 
    1 
دظ 
    0 
    0 
    1 
عفنظ 
    0 
    1 
    1 
جعظر 
    1 
    1 
    1 
مظ 
    0 
    1 
    1 
شظ 
    1 
    0 
    1 
عنظب 
    0 
    0 
    1 
جعمظ 
       
    0 
    0 
    1 
ظأ 
    0 
    0 
    1 
لعظم 
    1 
    1 
    0 
جلنظ 
       
    0 
    1 
    1 
ظب 
    0 
    0 
    1 
لعمظ 
    0 
    1 
    1 
جنعظ 
       
    1 
    1 
    1 
ظر 
    1 
    1 
    0 
نعظل 
    0 
    1 
    1 
حنظب 
     
المجموع 
    1 
    1 
    1 
ظل 
     
المجموع 
    1 
    0 
    1 
حنظل 
    10 
    14 
    14 
    15 
    1 
    1 
    1 
ظن 
    07 
    10 
    14 
    18 
    0 
    0 
    1 
شنظب 

وانطلاقًا من هذه النتائج، يمكن أن نضعَ جدولاً للنسب، ثم نقوم بتحليل النتائج اعتمادًا على هذه النسب، واستنادًا إليها:


جدول (5): نسب الأصول في المعاجم الثلاثة:

المجموع
الخماسي
الرباعي
الثلاثي
الثنائي
الأصول
المعاجم 
    104 
    0 
    14 
    76 
    14 
عدد الأصول 
العين 
    100 
    0 
    13.46 
    73.07 
    13.46 
النسبة (    %    ) 
العين 
    93 
    0 
    10 
    69 
    14 
عدد الأصول 
المقاييس 
    100 
    0 
    10.57 
    74.19 
    15.05 
النسبة (    %    ) 
المقاييس 
    90 
    0 
    07 
    73 
    10 
عدد الأصول 
الوسيط 
    100 
    0 
    07.77 
    81.11 
    11.11 
النسبة (    %    ) 
الوسيط 
    119 
    0 
    18 
    86 
    15 
عدد الأصول 
المجموع 
    100 
    0 
    15.12 
    72.26 
    12.60 
النسبة (    %    ) 
الكلي 

تحليل النتائج:
 بتحليل نتائج الجدول نجد ما يلي:
- الخماسي كانت نسبته في المعاجم الثلاثة هي (0%)؛ أي: منعدمة، وذلك يقودنا إلى ما تتميز به اللغة العربية من اللجوء إلى الخفة واليسر في بناء ألفاظها، فإن كان الخماسي من جهة بنائه مستثقلاً، وقليل التوظيف، فالأمر يكون أكثر ثقلاً، وأقل توظيفًا إذا دخل حرف ضخم وثقيل كالظاء في تشكيله.

- الرباعي كانت نسبته قليلة، مقارنة بباقي الأصول، وذلك راجع دائمًا لنفس المبدأ المتبع في ثقل بناء الرباعي، وعدم استعمال العرب لهذا البناء كثيرًا في تشكيل ألفاظهم، أما ما هو جدير بالملاحظة بالمقارنة بين المعاجم الثلاثة، وفيما يخص الرباعي نسبة إلى باقي الأصول فهو تراجع هذه النسبة من "العين" إلى "المقاييس" إلى "الوسيط" على النحو التالي:                                                                
العين 
المقاييس
الوسيط
    13.46    % 
    % 10.57
%07.77 


نسب الجذور الرباعية في المعاجم الثلاثة:
- ولا يمكن تفسير هذا التراجع في النسبة إلاَّ بتخلي أهل اللغة عن كثير من الأصول الرباعية بمرور الزمن وتقدمه، بحثًا عن الخفة واليُسر، كما وَضَّحناه سابقًا.

- الثلاثي كانت له أعلى نسبة دائمًا، وتُمَثِّل حوالي ثلاثة أرباع الأصول الموجودة، وهو أمر غير مُسْتَبْعَد عن اللغة العربية، فيما يخص توظيف أبنية الأصول؛ حيث يكون الحظ الأوفر دائمًا للثلاثي.

- الثنائي كانتْ نسبته مُستقرَّة نوعًا ما، مقارنة بنسب الرباعي، والتي تناقَصَتْ بِمُرور الزمن، ويبقى هذا الاستقرار والثبات في نسب الثنائي - رغم لُجُوء العرب إلى الثلاثي - وعلى عكس الرباعي، راجعًا إلى أن الثنائي ذو بنية صغيرة وخفيفة، حيث لا يحتاج إلاَّ إلى حرفين إمَّا مضاعفينِ، أو مضعف ثانيهما، فأمَّا المضاعفان مثل (ظأظأ) فيكتسبان الخفة من المقطع المكرر نفسه، حيث لا ينتج عن ذلك تَنَافُر في الحروف، بخلاف ما إذا كانت حروف الرباعي مختلفة بعضها عن بعض، وإما المضعف ثانيه، فيكتسب خفته من شبهه بالثلاثي، باعتبار المضعف سكونًا وحركة.

ونستخلص مما سبق أن توظيف الجُذُور الظائية من ناحية الكم، رُوعيَ فيه جانب الخفة واليسر، حيث قَلَّت نسبة الثنائي والرباعي لثقلهما مقارنة بالثلاثي، وانْعَدَمت نسبة الخماسي لثقله، مقارنةً بجميع الأبنية الأخرى، وكانت مرتفعة في الثلاثي باعتباره أنسب الأبنية العربية وأخفها.


المطلب الثاني
المستوى الصوتي
سنتكلم في المستوى الصوتي عن مرتبة حرف الظاء في الجذر من جهة، وعن الحروف المتشكلة مع الظاء في الجذر من جهة أخرى.
- كانت مرتبة الظاء في الجذر المعجمي على نحو ما سنثبته في الجداول التالية:


جدول (6): مرتبة الظاء في الأصول الثنائية والرباعية
مفتاح الجدول:
(×) =يرمز إلى الأحرف المتشكلة مع الظاء، وبها تتبيّن مرتبة الظاء في الجذر

الربـــــــــــــــــــاعي 
الثنــــائي 
    ×××ظ 
    ××ظ× 
    ×ظ×× 
ظ××× 
    × ظ 
ظ × 
جحمظ 
بحظل 
بظرم 
 
بظ 
ظأ 
جعمظ 
جعظر 
عظلم 
 
جظ 
ظب 
جلنظ 
حنظب 
   
حظ 
ظر 
جنعظ 
حنظل 
   
دظ 
ظل 
عفنظ 
شنظب 
   
شظ 
ظن 
لعمظ 
شنظر 
   
عظ 
 
 
شيظم 
   
فظ 
 
 
عنظب 
   
كظ 
 
 
لعظم 
   
لظ 
 
 
نعظل 
   
مظ 
 
    06 
    10 
    02 
    0 
    10 
    05 



جدول(7): مرتبة الظاء في الأصول الثلاثية
مفتاح الجدول:
(×) =يرمز إلى الأحرف المتشكلة مع الظاء، وبها تتبين مرتبة الظاء في الجذر

××ظ 
    ××ظ 
    ××ظ 
    ×ظ× 
    ×ظ× 
ظ×× 
ظ×× 
نشظ 
غلظ 
بهظ 
عظم 
بظر 
ظنب 
ظأب 
نعظ 
غنظ 
بيظ 
عظي 
بظو 
ظهر 
ظأر 
نكظ 
غيظ 
جحظ 
فظع 
حظب 
ظيي 
ظأف 
وشظ 
فيظ 
جعظ 
قظع 
حظر 
 
ظأم 
وعظ 
قرظ 
جفظ 
كظب 
حظل 
 
ظبأ 
وقظ 
قعظ 
جوظ 
كظر 
حظو 
 
ظبي 
وكظ 
قيظ 
حفظ 
كظم 
حظي 
 
ظرب 
يقظ 
كعظ 
دأظ 
كظي 
خظو 
 
ظرف 
 
كنظ 
دعظ 
لظي 
خظي 
 
ظعن 
 
لحظ 
دلظ 
مظع 
شظف 
 
ظفر 
 
لعظ 
رعظ 
نظر 
شظم 
 
ظلع 
 
لفظ 
شنظ 
نظف 
شظي 
 
ظلف 
 
لمظ 
شوظ 
نظم 
عظب 
 
ظلم 
 
لوظ 
عكظ 
وظب 
عظر 
 
ظمأ 
 
مشظ 
عنظ 
وظف 
عظل 
 
ظمي 
    38 
ـوع
المجمـ
30
المجموع
18 
المجموع

تحليل الجداول:
- نجد بالنِّسبة للثُّنائي أنَّ عدد الجذور المذيلة بالظاء يشكل ضعف عدد الجذور المتصدرة بالظاء.

- نجد بالنسبة للثلاثي أن عدد الجذور كان يرتفع كلَّما ابتعدت الظاء عن بداية الكلمة.

- نجد بالنسبة للرُّباعي أن الظاء انعدمت في بداية الكلمة، وكان عدد الجذور منخفضًا في ثاني مرتبة، وارتفع إلى أقصاه في ثالث مرتبة، ثم عاد لينخفض قليلاً في رابع مرتبة، ولكن أكبر مما هو في ثانيها.
وكل هذه الملاحظات يرجع تعليلها إلى ما قلناه سابقًا من قوة وشدة الظاء، وإذا كانت في أول الكلمة وهي أول ما ينطق به، فستزداد ضخامتها، ويشتد ثقلها، وكلما ابتعدت الظاء عن بداية الكلمة خف ثقلها، وقَلَّت ضخامتها، وأصبحت سهلةً على اللسان، باستثناء المرتبة الرابعة منَ الرباعي، حيث انخفض عدد الجُذُور عن المرتبة الثالثة، خلافًا لباقي الأصول والمراتب، وتعليل ذلك من جانب صوتي يخص تجاور الأصوات، سنورده في مكانه.

هذا فيما يخص مرتبة الظاء في الجذر، أما ما يخص الحروف المُتَشَكلة معها، فمن خلال الجداول يمكن وضع الملاحظات التالية:
- بالنسبة للثنائي المبتدئ بالظاء كانت الحروف المتشكلة معها هي حروف الذلاقة: (ب /ر /ل /ن)، إضافة إلى الهمزة الحلقيَّة.

- الثنائي المذيل بالظاء كان تشكيلها فيه مع الأحرف التالية: (ب /ج /ح /د /ش /ع /ف /ك /ل /م)، وهي أحرف من مخارج مختلفة ومُتَبَاعدَة.

والفرق بين الحالتين هو، أنه عند الابتداء بالظاء يكون الثقل شديدًا في الكلمة، مما يستدعي نوعًا منَ التخفيف الذي تُؤَدِّيه حروف الذلاقة لطبيعتها التَّخفيفية، أو الحروف الحلقيَّة لبُعد مخرجها عن مخرج الظاء.

وبالتالي انعدام التَّقارب الذي يُؤَدِّي إلى التَّنافُر الصوتي، إضافة إلى عدم دخول الأعضاء النُّطقيَّة باستثناء الحلق، الذي لا يستدعي حركية وجهدًا كبيرين في حدوث الحروف الحلقية.

أمَّا في الجذور المذيلة بالظاء، فيكون تأخيرها أصلاً نوعًا منَ التخفيف، إضافة إلى اعتماد اللسان على حرف أخف منها عند بدء النطق، مما يجعل الانتقال إليها والوقف عليها أمرًا ميسورًا.

- بالنِّسبة للثلاثي المُتَصَدِّر بالظاء: رغم كثرة الجذور مقارنة بالثنائي المتصدر الظاء (18/5)، حوالي ثلاثة أضعاف، إلا إنها لم تختلف عنها في الحروف المتشكلة مع الظاء المتصدرة، حيث انحصرت في حروف الذلاقة والحروف الحلقية، إضافة إلى حروف المد واللين، وهذه الحروف هي: (م /ر /ب /ن /ف /ل /ع /أ /هـ /ي)، وبالنسبة لحروف الذلاقة واللين، فهي أصلاً للتخفيف، إضافة إلى الحروف الحلقية، والتي هي بعيدة المخرج عن الظاء كما ذكرنا سابقًا.

- بالنِّسبة للثلاثي المتوسطة للجذر ظاؤه، فالحروف التي بعدها هي: (م /ر /ب /ف /ل /و /ي /ع)، وهي دائمًا أحرف الذلاقة والحروف الحلقية، كما رأينا في الثلاثي والثنائي المتصدرين بالظاء، والتعليل نفسه في جميع الحالات؛ لأن تكرارها بهذه الصورة في مدونة مستخرجة من ثلاثة من أهم المعاجم العربية، لا يمكن اعتباره إلا قاعدة صوتية، اعتمدها العرب في تشكيل جذور اللغة.

أما الحروف التي قبل الظاء في الجذور التي تتوسطها هي: (م /ب /ن /و /ع /ح /خ /ق /ك /ش)، وهنا نجد حروف الذلاقة واللين والحروف الحلقية، إضافة إلى حروف من مخارج أخرى هي: (ق /ك /ش)، ولَعَلَّ ذلك يعود إلى توسُّط الظاء للجذر، مما يجعلها بعيدة عن الصدارة، وبالتالي عن الثقل، إضافة إلى وجود حروف الذلاقة واللين والحلق في ذيل هذا الجذر، مما يكسبها جانبًا تخفيفيًّا آخر.
- بالنسبة للجُذُور المُذَيلة بالظاء: فقد كانت الحروف المتشكلة مع الظاء فيها هي:
(أ /ب /ج /ح /خ /د /ر /ش /ع /غ /ف /ق /ك /ل /م /ن /هـ /و /ي)، ويظهر أن هذه الأحرف هي جميع الأحرف التي تسمح قوانين التَّجَاور الصَّوتي في العربيَّة بِتَجَاورها مع الظاء؛ أي: باستثناء الأحرف التي لا يمكنها مُجَاوَرة الظاء نهائيًّا، والتي سنذكرها لاحقًا.

ومنَ الجدير بالمُلاَحَظة انطلاقًا مما قلناه إلى الآن، أنَّ الظَّاء كلَّما ابتعدت عن صدارة الكلمة، زادَ عدد الجُذُور الدَّاخلة في تَشْكيلها، وزاد أيضًا عدد الأحرف المُتَشَكِّلة معها، وكذلك الأمر بالنسبة للرُّباعي كما سَنَرَاه، باستثناء ما وعدنا بتعليله في مكانه من مخالفة للقاعدة المُطَّردة، وسنرى كل ذلك مبينًا في جدول لتوضيح الأمر، سنورده بعد سرد نتائج وملاحظات الجذور الرباعية.

- بالنسبة للرُّباعي: لا نجد جذرًا رباعيًّا يبتدئ بالظاء، وذلك راجع إلى ثقل البناء الرباعي أصلاً، إضافة إلى دُخُول حرف ضخم وشديد كالظاء في تشكيله، فلو تَصَدره الظاء لكان مفرطًا في الثقل، ولهذا لم نَجِد جذرًا رباعيًّا واحدًا ابتدأ بالظاء.

أما في المرتبة الثانية والثالثة، فنجد أن النسب حافظتْ على استقرارها؛ من حيثُ الزيادةُ في عدد الأصول، وعدد الأحرف المُتَشَكلة مع الظاء، كما رأينا مع الثنائي والثلاثي، ثم تنخفض هذه النِّسبة بالانتقال إلى المرتبة الرابعة منَ الرباعي؛ أي: المذيل بالظاء، مما يظهر أنه مخالف لقاعدة الزيادة الطردية، مع بُعد الظاء عن بداية الكلمة، ولكن التعليل الصحيح -كما نظنه - هو أنَّ الجُذُور الرُّباعية ذات المرتبة الظائية الثالثة كانت أكبر من نظيرتها المذيلة بالظاء، استنادًا دائمًا على مبدأ الخفَّة واللين، فالظاء في المرتبة الثالثة تستمد خفتها من بعدها عن بداية الكلمة من جهة، ومن جهة أخرى تستمد الخفَّة من تَوَسُّطها لِحَرْفينِ من حُرُوف الذَّلاقة، أو المد، أو اللين، أو الحلق، فإن كان تسبيقها بأحد هذه الأحرف، أو تسبيقه عليها يكسب الجذر خفَّة، فتوسطها لحرفين يكسبها خفة أكثر من باب أولى.
وسنورد الجدول المُوَضَّح لقاعدة الزيادة الطرديَّة لعدد الجُذُور، ولعدد الأحرف المُتَشَكِّلة مع الظاء، وَفْق بُعدها عن صدارة الكلمة:


جدول(8): الزِّيادة الطَّرديَّة حسب مرتبة الظَّاء في الجذر

الربـــــاعي 
الثــــلاثي 
الثـنائي 
الأصول 
    4 
    3 
    2 
    1 
    3 
    2 
    1 
    2 
    1 
مرتبة الظاء في الجذر 
    6 
    10 
    2 
    0 
    32 
    30 
    18 
    10 
    5 
عدد الجذور 
    7 
    10 
    5 
    0 
    19 
    14 
    10 
    10 
    5 
عدد الأحرف المتشكلة معها 
نقصان 
زيــــادة 
زيــــادة 
زيــادة 
الملاحظة 

- وبعد أن رأينا هذا الجدول الموضح للقاعدة المطردة في الزيادة، فسنرى جدولاً آخر، يتضمن جميع الأحرف العربيَّة، وكيفية اتصالها بالظاء وجودًا أو عدمًا، كثرة أو قلة، قبلها أو بعدها؛ وذلك ليتضح لنا من الجانب الصوتي ما لم نَتَمَكَّن من ملاحظته من الجداول الإحصائية السابقة، فهذا الجدول سيكون أكثر دقة وتفصيلاً.

تحليل الجدول:
يمكن منَ الجدول أن نستخلصَ مجموعة من ضوابط التجاور الصوتي مع الظاء، وهي:
- الظاء لا تجتمع في كل الأحوال مع (ت /ث /ذ /ز /س /ص /ض /ط).
- الظاء لا تسبقها همزة أبدًا.
- الظاء لا تتأخرها أبدًا هذه الحروف: (ج /ح /خ /د /ش /غ /ق /ك).
- الظاء لا تسبقها (ج /د /غ)، إلاَّ بحرف فاصل في الثلاثي، أو أكثر في الرباعي.
- الأحرف التي تسبق الظاء دائمًا لا يجتمع أكثر من حرف منها في كلمة واحدة، باستثناء الجيم والحاء.
- لا يخلو الثلاثي والرباعي الظائيان من حروف الذلاقة أو اللين أو الحلق، أحدها أو اثنين منها أو أكثر.

استخلاص:
نستخلص مما سبق من عرض للجداول وتحليل للنتائج والإحصائيات، عدة نقاط نجملها فيما يلي:
- الظاء حرف ضخم وشديد، ويحتاج توظيفه إلى جانب منَ التخفيف.
- يكون تخفيف الظاء منَ الناحية النوعية أو الكمية.
- بالنسبة للناحية الكمية، فالجذور المُوَظَّفة يتناقص عددها كلما اقتربتِ الظاء من بداية الكلمة، والعكس بالعكس.
- بالنسبة للناحية الكمية أيضًا، فالأحرف المُتَشَكلة مع الظاء يتزايد عددها أيضًا كلما ابتعدت الظاء عن بداية الكلمة، والعكس بالعكس.
- أما من الناحية النوعية، فتمتنع الظاء عن التجاور مع مجموعة من الأحرف امتناعًا نهائيًّا وهي: (ت /ث /ذ /ز /س /ص /ض /ط)؛ وذلك لما ينتج مِن تنافُر صوتي حال تجاورها.
- بعض الأحرف لا تكون إلا قبل الظاء، وهي: (ج /ح /خ /د /ش /غ /ق /ك).
- بعض الأحرف السابقة لا تجاور الظاء مباشرة؛ بل يكون بينهما حرف حاجز، وهي (ج /د /غ)، باستثناء الثنائيين (جظ /دظ)؛ لأن التَّجاوُر المباشر في هذه الحال يكون حتميًّا.
- مهما كانت مرتبة الظاء في الجَذْر، فلا يكون بعدها إلاَّ حرف ذلاقة، أو لين، أو حلق.
- لا يخلو الثلاثي والرباعي الظائيان من حروف الذلاقة أو اللين أو الحلق، أحدها أو اثنين منها أو أكثر.
المطلب الثالث: المستوى الدلالي:
سنَتَكَلَّم عند الحديث عن المستوى الدلالي، عنِ الحُقُول الدَّلالية الكبرى، والتي يندرج تحتها عددٌ منَ الجُذُور المُعجميَّة الظائية، والتي تصب معانيها في مَصَبٍّ واحد.

وبعد استقصائنا لهذه المعاني حددنا عددًا منَ الحقول الدلالية، ولم نَتَوَسَّع في التفصيل والتدقيق؛ حتى لا نخرج بجذرين وثلاثة لكل حقل دلالي، فقد تتباعد المعاني، ويبقى هناك رابط دلالي، يشدها إلى محور الدلالة المركزيَّة للحقل الدلالي، وسنبدأ بِعَرْض الحُقُول الدلالية مع تعيين اسمها، والذي يعتبر الرابط الدلالي بين معاني الجُذُور المُندَرجة تحت الحقل المُسَمَّى، ثم نُحاول تعليل التَّرَابُط الدلالي وعلاقته بِحَرف الظاء إن أمكننا التَّعليل.

1- أسماء الحيوان:
وجدنا في المدونة مجموعة من الجذور، تدل على أسماء حيوانات، وهي:
- عنظوان: أنثى الجراد.
- الظربان: حيوان أكبر من الجرذ.
- عظاية: السحلية.
- الظبي: الغزال.
- عنظب: ذكر الجراد.
- حنظب: ذكر الخنافيس.
- العظاري: ذكور الجراد.

نُلاحظ أنَّ أسماء هذه الحيوانات غريبة البناء، وتَتَعَلَّق كلها بحيوانات بريَّة غريبة عن الإنسان، مما يجعل غرابة بناء أسمائها توافق غرابتها، وغرابة حرف الظاء في الصفات والتوظيف بين الأحرف العربية.

2- أسماء السلاح وملحقاته:
- العظعظة: التواء السهم وارتعاشه في مضيه.
- الرعظ: من السهم، الموضع الذي يدخل فيه نسخ النصل.
- مظع: الوتر، مسحه بقطعة شعر حتى يقوم متنه.
- الحظوة: السهم الصغير الذي ليس له نصل.
- الكظر: محز الفرضة في سية القوس.
- الكظامة: سير نوصله بوتر القوس العربية.

ونُلاحظ أنَّ جميع معاني هذه الألفاظ ترتبط مباشرة بسلاح القوس والسهم في الرماية، وقد لا يكون هناك تعليل منطقي لهذا الارتباط بين حرف الظاء وسلاح القوس، غير أننا نثبت تعليلاً طريفًا لاحظناه، وهو الشبه الشكلي الشديد بين رسم حرف الظاء وسلاح القوس، فجسم الظاء يمثل القوس، والعصا من الظاء تمثل السهم، والنُّقطة تُمَثل الأداة الحادَّة فوق نَصْل السَّهم.

ويبقى تعليلاً طريفًا ليس لنا أن نثبت مدى قربه أو بعده عنِ الحقيقة والواقع، غير أنها تبقى ملاحظة مهمَّة أن يدخل الظاء في تشكيل ألفاظ تدل على أدق التفاصيل المتعلقة بهذا السلاح، ويمكن أن نضيفَ إلى هذه الألفاظ لفظين اثنين يخصان الرُّمح والسَّيف وهما:
- ظنبوب: مسمار يكون في جبة السنان، حيث يركب في عاليه الرمح.
- الظبة: حد السيف في طرفه والخنجر وشبهه.

3- مصطلحات السقي وملحقاته:
- شنظب: كل جرف فيه ماء.
- الكظيمة: خروق تحفر فيجري فيها الماء من بئر إلى بئر.
- الوقظ: حوض يجتمع فيه ماء كثير.
- النشظ: هو السبوغ، إذا جذب الدلو في السقي.
- الظمء: الورد بين الشربتين.

لعل التعليل هو: أن الماء وسقي الأنعام وري الأراضي، هو عصب الحياة بالنسبة للعرب؛ مما جعلهم يوظفون ألفاظًا كثيرة فيما يخص هذا المجال، ويكون بذلك قد نال حرف الظاء حظه من التوظيف، متمثلاً في هذه الألفاظ التي وجدناها.

4- العظم وملحقاته:
- العظم: وهو معروف، وهو أصلب ما في جسم الإنسان وغيره من الحيوانات.
- الوشيظة: قطعة عظم تكون زيادة في العظم الصميم.
- الشظية: عُظيم لازق بالوظيف.
- الوظيف: لكل ذي أربع فوق الرسغ إلى الساق.
- الظفر: هو الجزء الصلب من أصبع الإنسان وغيره من السباع والطيور.
- الظلف: وهو عند الماشية يقابل الظفر عند الإنسان.
- الظنب: العظم اليابس من ساق أو غيرها.
- الظهر: وهو صلب أي مخلوق وأشد ما فيه، وعند الإنسان يحتوي على أقوى سلسلة من العظام.
 والرابط الدلالي واضح بين شدة الظاء وقوته وشدة العظم وقوته.

5- اختلال المشي:
- ظلع: كأن برجله داء فهو يظلع.
- حظل: مشي في شقه من شكاة.
- بحظل: قفز كاليربوع.
- نعظل: تمايل في مشيه يمنةً ويسرةً.
- الظبأة: الضبع العرجاء.
- مشظ: أصاب باطن فخذه باطن الفخذ الأخرى.

والظاهر في التعليل أن الاختلال هو الخروج عن المألوف، والدخول في الغرابة والندرة، وقد يكون هذا موافقًا لبعض خصائص الظاء.

ونكتفي بهذه الحقول؛ لأن غيرها أقل منها، ولا تحتوي إلاَّ على ثلاث أو أربع كلمات لها تقارب دلالي: كاللظى، والشواظ، وكالظلمة، والظل، وغيرها.

ونأتي فيما يلي إلى الحقل الدلالي الأكبر، والذي يعتبر بحق تجسيدًا لصفات الظاء من ضخامة، وشدة، وامتلاء، ولا يخفى ما بين هذه الثلاث من تَقَارُب دلالي، وتكامُل معنوي، فكل ضخم مُمتلئ، وكل مُمتلئ شديد، وفيما يلي مجموعة كبيرة منَ الألفاظ تمثل غالبية جذور المدونة، وتدل في غالب معانيها على الشدة، والضَّخامة، والامتلاء.

وسنسردها أولاً من "معجم العين"، ثم "الوسيط"، فـ"المقاييس".

6- الضَّخامة والشِّدة والامتلاء:
 أ- "من كتاب العين":
- العظ: شدة الحرب.
- القَعْظ: إدخال المشقة.
- يعكظ خصمه: يمعكه.
- عظى: انتفخ باطن الجمل من أكل العنظوان.
- الكعيظ المكعظ: القصير الضخم من الناس.
- الجعظ: السيئ الخُلُق الذي يتسخط عند الطعام.
- جارية ملعظة: طويلة سمينة.
- أمر فظيع: عظيم وشديد.
- العظم وملحقاته: أشد ما في الإنسان وأصلبه.
- العَظَمة: القوة والكبر.
- الجنعاظ: الجعظ.
- الجعمظ: الشيخ الشَّرِه.
- الجعظري: الأكول.
- الجعظار: الرجل القصير الرجلين الغليظ الجسم، وهو الجعنظار أيضًا.
- العظم: الانتهاس منَ اللحم ملْء الفم.
- اللعمظة: الحِرْص والشَّهوة في الطَّعام.
- عفنظ: اللئيم الرذل السَّيئ الخلق.
- عين جاحظة: برزت حدقتها وخرجت.
- بهظني هذا الأمر: ثقل علي وبلغ مني مشقته.
- خظا وخظي: اكتنز لحمه.
- غلظ: خشن وقوي.
- غنظني الأمر وكنظني: بلغ مني الهم وأشد الكرب.
- الوقظ: حوض يجتمع فيه ماء كثير.
- القيظ: صميم الصيف وشدته.
- كظه: غمه من شدة الأكل وكثرته.
- كظمه كربه: اشتد عليه.
- الشنظير: الفاحش الغلق من الرجال والسيئ الخلق.
- الجواظة: الرجل الأكول والفاجر.
- الشناظ: اكتناز اللحم وكثرته.
- الشظف: شدة العيش وقسوته.
- الغيظ: شدة الغضب وامتلاؤه.
- الدظ: الشل والغلبة في الحرب.
- الدلظ: الدفع الشديد والصدم.
- الإلظاظ: الإلحاح والملاظة في الحرب.
- رجل كظ لظ: عسير متشدد.
- فظ: ذو غلظة وخشونة.
- بظي: امتلأ واكتنز.
- المماظة: المشادة والمنازعة.
- الظفَر: الغلبة في الحرب.
- بظرير: امرأة صخابة طويلة اللسان.
- بظا: امتلأ واكتنز.

ب- من المعجم الوسيط:
- أبظّ فلان: سمُن.
-باظ: سمن بعد هزال.
- جفظه: ملأه.
- اجفأظَّت الجيفة: انتفخت.
- حظب: امتلأ سمنًا.
- دأظ: امتلأ وسمن.
- الشيظم: الأسد والطويل.
- ظأفه: طرده طردًا شديدًا مرهقًا له.
- الظبظبة: شدة الصياح والجلبة.
- ظلفت الأرض: غلظت وخشنت.
- الظليف: المكان الخشن والأمر الشديد الصلب.
- عظر السقاء ونحوه: ملأه.
- أعظره الشراب: ملا جوفه حتى لا يطيق النفس.
- تعظلم الليل: اشتدَّ سواده.
- كظب: امتلأ سمنًا.
- كظم السقاء: ملأه وسَدَّ فاه.
- وكظ الشيء: دفعه وصدمه، وتوكظ عليه الأمر: الْتَوَى.

ج- من معجم المقاييس:
- الجظ: الضخم.
- الظأم: الكلام والجلبة.
- الظرب: القصير اللحيم.
- اظرورى: انتفخ.

استخلاص عام:
يمكن القول بعد هذه الدراسة لحرف الظاء في المعجم العربي: إن النتائج التي تَوَصَّلنا إليها هي:
- الظاء هو أضخم وأقوى وأشد حرف عربي.
- الظاء هو أقل الأحرف العربية توظيفًا، كمًّا ونوعًا: أمَّا الكم: فهو عدد الجذور الداخل في تركيبها، أما الكيف: فَيَتَعَلَّق بالحروف المتشكلة معه وبمرتبته في الجذر، وتأثير ذلك على الحروف المتشكلة معه.
- حرف الظاء فرض ضخامته وشدته كصفة دلاليَّة على أغلب الجذور التي دخل في تشكيلها، كما رأينا في الحُقُول الدلاليَّة.


الفصل الثاني
إشكاليَّة الضاد والظاء في التُّراث العربي، وانعكاساتها على القرآن الكريم


المبحث الأول
إشكاليَّة الضاد والظاء في التُّراث العربي
تمهيد: 
لو رجعنا إلى ما قاله سيبويه عنِ الضاد، وحاولنا أن نعرفَ سِرَّ التَّمَيُّز الذي خَصَّها به في تحديد المفاهيم والخصائص الصَّوتيَّة لكل حرف، نجدُ أنفسنا أمام إشكاليَّة تفسير ذلك التَّمَيُّز، فهو يقول: "إلاَّ أنَّ الضاد الضعيفة تَتَكَلَّف منَ الجانب الأيمن، وإن شئت تكلفتها منَ الجانب الأيسر وهو أخف؛ لأنها مِن حافَّة اللسان مطبقة؛ لأنَّكَ جمعتَ في الضاد تَكَلُّف الإطباق مع إزالته عن موضعه، وإنما جاز هذا فيها لأنَّك تُحَوِّلها منَ اليسار إلى الموضع الذي في اليمين، وهي أخف لأنَّها من حافة اللسان، وأنها تُخَالط مخرج غيرها بعد خروجها، فتستطيل حين تخالط حروف اللسان، فسهل تحويلها إلى الأيسر؛ لأنها تصير في حافَّة اللسان في الأيسر إلى مثل ما كانت في الأيمن، ثم تنسل منَ الأيسر حتى تَتَّصل بِحُرُوف اللسان، كما كانت كذلك في الأيمن"[90].

ويقول في موضع آخر: "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً، والصاد سيًنا، والظاء ذالاً، ولَخَرجت الضاد من الكلام؛ لأنه ليس شيء من موضعها غيرها"[91].

ومن خلال هذه النُّقول يمكن أن نستشفَّ مميزات الضاد، فهي عند سيبويه مستطيلة؛ لأنها تُخَالط مخرج الأحرف الأخرى، وفيها تكلف الإطباق مع إزالة موضعه، وتخرج من أحد جانبي الفم، إما الأيمن أو الأيسر، وإذا أزيل إطباقها لم يبقَ هناك صوت يمكن أن يسمى حرفًا؛ لأنها تخرج وحدها من مخرجها وليس معها غيرها، وهذه الصفات لها دون غيرها من الأحرف العربية.

هذا التَّمَيُّز جعل البعض يحصر وجودها في اللغة العربية دون سواها، ويسمي اللغة العربية لغة الضاد، ويُروى حديثًا - أنكره العلماء - في هذا المعنى، وبلغ تَمَيُّز الضَّاد إلى درجة اختلاف العلماء قديمًا وحديثا في تحديد مخرجها وصفاتها الصَّوتيَّة، مما جعل أدائها النُّطقي يَتَعَسَّر على الناطقين بالعربيَّة عربًا كانوا أم عجمًا، وجعلهم يخلطونها ببعض الأحرف قريبة المخرج منها، وأهم حرف شاع اشتباهه بالضاد هو حرف الظاء، والذي أصبح صوته موزعًا على الحرفين، دون أدنى فارق يذكر، ونحن في هذا الفصل سنتناول هذه المسالة بنوع منَ التجديد على المستوى المنهجي خاصة، فكما لاحظناه مما تجمَّع لدينا من مادة علميَّة تخص هذا الموضوع، فقد كانت منهجية التَّنَاوُل عند مَن تَكَلَّمَ في هذا الموضوع واحدة، وطرق الدراسة تدور في فلك واحد، ومِن جهتنا فقد حَاوَلْنا أن نُحَدِّد أصل الإشكاليَّة وفق تَصَوُّر يقوم على تقسيم مرحلي يبتدئ بِصُعُوبة النُّطق بالضاد، مرورًا بفقدان الأداء الصوتي الصحيح لها، كنتيجة حتميَّة لتلك الصُّعوبة، ثم تعويضها بمجموعة منَ الأحرف الأخرى قريبة المخرج منها، ومتماثلة الصفات معها، انتهاء بطغيان اشتباهها بالظاء نسبة إلى باقي الأحرف، واشتباهها بالظاء يَقُودنا إلى رَدِّ فعل العلماء واللُّغويين تجاه هذه الإشكالية، والذي يَتَمَثَّل في محاولة إيجاد حلٍّ لها، كل حسب ما يراه مناسبًا لها، فكثر التأليف في هذا الموضوع، ولِهذا حَاوَلنا حصر أكبر عدد ممكن من هذه المؤلفات لإثباتها في مسرد خاص، يُمَثِّل تراث العرب في الضاد والظاء، وانطلاقًا من هذا المسرد وما تَوَفَّرَ لنا من مادة علميَّة، استنبطنا توجهات العلماء في حَلِّ الإشكاليَّة، وحاوَلنا تصنيف المؤلفات حسب الطبيعة اللغوية للدراسة، وحسب نوعية المدونة المدروسة، وحسب توجه المؤلفين في حلِّ الإشكال، وحاوَلْنا من جهتنا أن نُعَقِّبَ على كلِّ توجُّه بما نراه مناسبًا من نقد وتوجيه؛ لأن التَّوَجُّهات السابقة كما لاحَظْنا، كانت تُمَثِّل حلولاً جزئيَّة للإشكالية، ولم تُلِم بكامل جوانبها وَفْق تَصَوُّر شامل لِحَلٍّ نهائيٍّ.

وقد كان لِهذه الإشكاليَّة انْعِكاسات على مستوى القرآن الكريم، باعتباره نصًّا عربيًّا وَفْق علاقة التَّضَمُّن والالتزام، فاللُّغة العربيَّة بكامل مفرداتها تَتَضَمَّن مفردات القرآن، وتأثرها بالإشكاليَّة يلزم منه انعكاس ذلك على القرآن الكريم، باعتبار أن ما ينطبق على الكُلِّ ينطبق على الجُزء؛ ولذلك حاولنا أن نستقصيَ مستويات هذا الانعكاس، وحددناه في أربعة مستويات، وفقًا لما تَصَورناه، استنادًا إلى ما جمعناه من مادة، وذلك بتجديد منهجي دائمًا.

وبعد كلِّ ما ذكرناه، فإننا لالتزامنا بالتجديد المنهجي لم نحاول أن نكثِّفَ منَ النقول والآراء ما لم تكن مختلفة، وفيها زيادة فائدة، وقدِ الْتزمنا بأهم المصادر والمراجع في ذلك، وحاولنا أن نعطيَ تَصَوُّرًا جديدًا لِكَيفية دراسة هذا الموضوع من باب تحديد أصل الإشكاليَّة ومراحلها، وتصنيف الحُلُول المُقْتَرَحة لها، ونقدها، انطلاقًا منَ المؤلفات فيها، اختتامًا بانعكاساتِها على القرآن الكريم.


المطلب الأول
أصل المُشكلة
لَعَلَّ أهم إشكال يُواجه المُتَكلمينَ بالعربيَّة على المستوى النطقي والكتابي، هو عدم التَّمييز، أو صعوبته في أحسن الأحوال بين الحرفينِ: الضاد والظاء، وهذا الإشكال قديم قِدم الرِّوايات، والمؤلفات الأولى في اللغة العربيَّة، حيث أوردَ العلماء القُدامى عِدَّة روايات وأخبار عن وقوع حالات معينة لعدم التمييز هذا، ومن ذلك ما أَوْرَدَه الجاحظ في "البيان" بقوله: "وزعم يزيد مولى عون قال: كان رجل بالبصرة، له جارية تسمى ظمياء، فكان إذا دعاها قال يا ضمياء بالضاد، فقال له ابن مقفع قل: يا ظمياء، فناداها: يا ضمياء، قال: فلما غيّر عليه ابن المقفع مرتين أو ثلاثًا قال: هي جاريتي أو جاريتك؟"[92]، وكذلك نَجِد رواية أخرى أَوْرَدَها السيوطي في "المزهر"، حَدَثت في مجلس عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول فيها: "أنَّ رجلاً قال لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: يا أمير المؤمنين أيضحى بضبي؟ قال: وما عليك لو قلت: بظبي، قال: إنها لِغة (بالكسر)، قال: انقطع العتاب، ولا يُضَحَّى بِشيء منَ الوحش"[93]، ومما سبق فإنَّه لو صَحَّت الرواية المنسوبة إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فهذا يعني وجود هذه المشكلة في عصره، ولو في حالات معينة ومعزولة، وإن لم تَصِح الرواية فيكفي أن تكونَ الظاهرة موجودة في عصر الجاحظ للتدليل على قدمها في تاريخ اللغة العربية.

وأما فيما يخص سبب هذا الإشكال، فيمكن تقسيمه إلى ثلاث مراحل:
1- المرحلة الأولى: صعوبة النُّطق بالضاد:
يقول ابن الجزري في النَّشر: "والضاد تفرد بالاستطالة، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة، وَقَلَّ مَن يحسنه"[94]،فإن كان ابن الجزري في عصره يُقر بِقِلَّة مَن يحسن النطق بالضاد، فكيف هو الأمر في عصرنا هذا؟

ونعرض لقول الجاحظ أيضًا: "فأما الضاد فليست تخرج إلاَّ من الشدق الأيمن، إلاَّ أن يكون المتكلم أعسر يسرًا، مثل: عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يخرج الضاد من أي شدقيه شاء، فأما الأيمن والأعسر والأضبط، فليس يمكنهم ذلك إلاَّ بالاستكراه الشديد"[95]، فالجاحظ يحدد نطق الضاد بجهة واحدة من جهتي الفم، ويعتبر نطقه بالجهتين لا يكون إلاَّ بالاستكراه الشديد.

وبلغ الأمر ببعض العلماء أن أَلَّفوا رسائل في كيفيَّة النُّطق بالضاد، وكيفية إخراجه، وقد ذكر بعضها طه محسن في مقدمة تحقيقه لرسالة: "غاية المراد في معرفة إخراج الضاد"، لشمس الدين بن النجار، ومن هذه الرسائل: "المراد في كيفية النطق بالضاد"، لعيسى بن عبدالعزيز اللخمي الأسكندري، و"فتوى في مسالة الضاد" لعلي بن محسن الصعيدي الأزهري[96]، ويقول شمس الدين في مقدمة رسالته: "فإنِّي لَمَّا رأيت كثيرًا منَ الناس المختلفين الأجناس لا يحسنون إخراج الضاد، ولا يأتون في ذلك بالمراد"[97]، إلى أن يقول مستشهدًا ببيت منَ الشعر: "وأيضًا فإنَّ الضاد أشدُّ الحروف صعوبة على اللافظ؛ لأنه حرف قويٌّ صعب يعسر بيانه على كثيرٍ منَ الناس؛ ولهذا قال الشيخ العلامة أبو الحسن علم الدين السخاوي - رحمه الله - في قصيدته المُسَمَّاة: "عمدة المفيد وعدة المجود في معرفة التجويد":
وَالضَّادُ عَالٍ مُسْتَطِيلٌ مُطْبَقٌ        جَهْرٌ يَكِلُّ لَدَيْهِ  كُلُّ  لِسَانِ[98]
وأشهر مَن تَكَلَّمَ منَ المُحْدَثينَ عن صعوبة النطق بالضاد، نجد كمال بشر، وإبراهيم أنيس، ورمضان عبدالتواب، حيث يقول كمال بشر، بعد تحديده لصفات الضاد عند القدماء: "وبتطبيق هاتين الظاهرتين مضمومتين إلى نقطة النطق، نحس بِصُعُوبة بالِغة في نُطق هذه الضاد، وقلما استطاعَ واحدٌ منا أن يأتيَ بنطقٍ مثاليٍّ يُوائِم ما قَدَّمَه لها العرب مِن خواصٍّ وسمات"[99].

ويقول إبراهيم أنيس: "ويظهر أن الضاد القديمة عصيَّة النُّطق على أهالي الأقطار التي فتحها العرب، أو حتى على بعض القبائل في شبه الجزيرة العربية"[100].

ويقول رمضان عبدالتواب: "ويُحَدِّثنا اللُّغويون عما سَموه الضاد الضعيفة، وهو مظهر من مظاهر عدم تَمَكُّن بعض العرب القدماء من نُطق الضاد التي عرفنا وصفها من قبل"[101]، ومما لا شكَّ فيه استنادًا إلى هذه الأقوال، أنَّ الضاد القديمة بِنُطْقها الصحيح كانت صعبةً وعسيرةً على العرب أنفسهم، دون أن يقدم كل مَن تكلم في الأمر- واطَّلَعنا على كلامه - سببًا مقنعًا لهذه الصعوبة باستثناء ما أوردوه من اجتماع صفات الجهر، والرخاوة، والإطباق، والاستعلاء، إضافةً إلى الاستطالة، مما جَعَلَ الجمع بين هذه الصفات أمرًا عسيرًا"[102].

وإن كان مما لا خلاف فيه أنَّ اللُّغة العربية لغة الخفة، واليُسر، وسهولة النُّطق، على جميع المستويات الصوتي منها والصرفي والتركيبي، فإنَّ هذا الأمر يجعلنا نَتَحَفَّظ مما قَرَّره مَن قال بصعوبة النطق بالضاد، فكيف لِلُغةٍ تنفرد بصفة الخفة واليسر إلى درجة وضع قواعد محددة صوتيَّة، وصرفيَّة، ونحويَّة، لتحقيق هذه الخفة، كحروف الذلاقة في غير الثلاثي منَ الرباعي والخماسي، ومباحث الإدغام، والإبدال، والإعلال، وتقدير الحركات الإعرابية وغيرها، أن تحتفظ بصوت يصعب نطقه على أهل اللغة أنفسهم، وهذا في حالة إفراده، فكيف به وسط مجموعةٍ منَ الأَحْرُف الأخرى قريبة المخرج أو بعيدتها عنه، كما أن الخليل وسيبويه لم يذكرا صعوبتها، وهما ممن شافه الفُصَحاء.

ويبقى تحفظنا هذا مُجَرد ملاحظة وصفيَّة، لم نجد لها بديلاً مقنعًا، أو حلاًّ واضحًا بالحجج والأدلة، وهذا الأمر الذي أَوْرَدْناه منْ صُعُوبة النُّطق بالضَّاد، جعل البعض يسمون اللُّغة العربية بلغة الضاد[103]، وبلغ الأمر بِبَعْضِهم أن يرويَ حديثًا مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول فيه: ((أنا أفصح مَن نطق الضاد))[104]، غير أن العلماء أثبتوا بطلان هذا الحديث، كما يقول ابن كثير عند تفسيره لسورة الفاتحة: "وأما حديث: أنا أفصح مَن نَطَقَ بالضاد، فلا أصل له، والله اعلم"[105]، ويقول ابن الجزري: "والحديث المشهور على الألسنة: أنا أفصح مَن نَطَق بالضاد، لا أصل له، ولا يصح"[106].

وقد نكتفي برأي هذين العالمينِ في إثبات بطلان هذا الحديث، ونشير إلى أن ما قيل عن اللغة العربية بأنها لغة الضاد قد وَضَّحْناه فيما سبق بِنَوْعٍ منَ الإيجاز والاختصار؛ لأنه في الحقيقة ليس من صُلب موضوعنا، وقد تَنَاوَلْناه بالجانب الذي يمسُّ موضوعنا، ويخدمه به.

2-المرحلة الثانية: فقدان الأداء الصوتي الصحيح للضاد:
 إن كان علماؤنا القدامى قد اعتمدوا على ملاحظة الظواهر الصوتية ووصفها، في تحديد صفات الحروف ومخارجها، فإن صعوبة النطق بالضاد أَثَّر في عملية الملاحظة والوصف بطبيعة الحال، فقد وصف العلماء القدامى الضاد بأنها مجهورة، رخوة، مستعلية، مطبقة، مستطيلة[107]، واختلفوا في تحديد مخرجها، فالخليل وضعها مع الجيم والشين في حَيِّز واحد[108]، بينما وضعها سيبويه وابن جني في حيز بعد حيز الجيم والشين[109].

وبالمقارنة مع الأداء الصوتي لحرف الضاد في عصرنا هذا، والذي يمثل أحسنه قراء القرآن الكريم، نجد أنه يختلف عمَّا وصفه القدماء، ويَتَجَسَّد هذا الاختلاف - كما قال كمال بشر -: "وهذا الوصف الذي أوردناه للضاد، يختلف عما ذكره علماء العربية لهذا الصوت في نقطتين أساسيتين، أولاهما: تتعلق بموضع النطق، والثانية: خاصة بكيفية مرور الهواء عند النطق"[110].

 أما عبداللطيف محمد الخطيب، فقد زاد عليه نقطة اختلاف ثالثة هي اتجاه حركة الهواء أثناء النطق بالحرف[111].

وبالجمع بين القولين، يمكن أن نورد جدولاً لهذه الاختلافات القائمة بين الضاد القديمة - كما وصفها العلماء القدامى - والضاد الحديثة التي يقرأ بها القُرَّاء.

جدول (10): الاختلافات بين الضاد القديمة والحديثة
مكمن الاختلاف
الضاد القديمة
الضاد الحديثة
المخرج
من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس. 
مخرج الدال باعتباره تفخيمًا لها؛ أي: من طرف اللسان وأصول الثنايا. 
الصفة المخرجية
لثوي - حنكي (شجري) 
أسناني - لثوي 
كيفية حدوث الحرف
ينحرف اتجاه الهواء إلى حافتي اللسان مما يلي الأضراس، وبذلك تتحقق صفة الاستطالة. 
يكون اتجاه حركة الهواء من فوق ظهر اللسان، ولا يجري انحباسه، إلا في نقطة واحدة عند المخرج. 
الشدة والرخاوة
يخرج الهواء مصحوبًا بحفيف ناشئ عن الاحتكاك بالمجرى الضيق، فالصوت فيه رخاوة (احتكاكي). 
انحباس الهواء خلف العضوين المتصلين قبل انفصالهما بشكل مفاجئ، ومِن ثَمَّ فهو صوت شديد (انفجاري). 
وانطلاقًا من هذه التَّبَايُنات بين الضاد القديمة، حسب وصفها، والضاد الحديثة حسب نطقها، لم يبقَ لنا إلاَّ أن نقولَ: إنَّ الصَّوت الذي وصفه علماؤنا القدامى على أساس أنه حرف الضاد، لم يبقَ له أثر ولا وجود ولم يَعُد متداولاً في العربيَّة، إلاَّ عند بعض المُجيدينَ منَ القُرَّاء.

وإلاَّ فإنَّ كلَّ مَن وصف الضاد منَ القدماء قد أخطأ في وصفها، باعتبار ضاد القراء قد تناقلوها شفاهًا، وأداء جمعًا، عن جمع في اتصال مستمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم.

وإذ كان منَ المستبعد أن يجمعَ علماؤنا القدامى- وهم مَن هم في حرصهم ودقتهم وتقصيهم وتَحَرِّيهم - على الخطأ في وصف حرف الضاد، فلم يبقَ لنا إلاَّ أن نُرَجِّح فرضية اندثار الأداء الصوتي الصحيح لحرف الضاد، كما وصفه القدامى.

والسؤال الذي يواجهنا بعد هذا الأمر هو؛ ما البديل الذي حل مكان الضاد في النظام الصوتي العربي؟

والجواب: هو أنَّ الضاد حافظتْ على مكانها في النظام الصوتي نظريًّا؛ أي: على المستوى المجرد؛ ولكنها أهملتْ منَ الاستعمال، وحلَّ محلها مجموعة منَ الأحرف، كل حسب الجهة أو الناحية التي ينطق بها أهلها حرف الضاد شبيهًا به، فنَجِد ابن الجزري يقول في هذا السياق: "فمنهم من يخرجه ظاء، ومنهم من يمزجه بالذال، ومنهم من يجعله لامًا مفخمًا، ومنهم من يشمُّه الزاي"[112]، ويقول شمس الدين: "وبعضهم يخرجها كاللام المفخمة"[113]، ويقول: "وبعضهم يخرجها ممزوجة بالدال، أو بالطاء المهملة"[114].

ويظهر من هذه الأقوال التي اقْتَصَرْنا بها عن الأقوال الأخرى؛ لأنها تَكْرار لا جَدِيد فيه، أن الضاد تنطق شبيهة بستة أحرف، وهي: الظاء، والذال، واللام، والزاي، والدال، والطاء، وهذه الأحرف جميعها ذات مخارج قريبة من مخرج الضاد المذكور عند القدماء، مما يجعل انتقال الناطق بالضاد إلى النُّطق بأحد هذه الأحرف أمرًا ممكنًا، غير مستبعد، خاصَّة في ظل خاصية التخفيف، التي تخضع لها اللغات على المستوى النُّطقي خصوصًا.

3- المرحلة الثالثة: اشتباه الضاد بالظاء:
تَكَلَّمْنا سابقًا عنِ الأَحْرف التي انْقَلَبَ إليها نطق العرب، بعد استصعابهم واستثقالهم لنطق الضاد؛ ولكن الحرف الأكثر اشتباهًا به، والذي طغى انقلاب الضاد إليه على باقي الأحرف هو حرف الظاء، وما مصطلح "الفرق بين الضاد والظاء، "والذي ظهر مبكرًا في عصور مُتَقَدِّمة للدِّراسات اللُّغويَّة العربيَّة إلاَّ دليل واضح على ما قلناه، إضافة إلى كثرة التَّآليف التي صنفت في هذا المجال، ولم نَجِدْ فيما تَمَكَّنَّا من جَمْعه من هذه المؤلفات، إلاَّ كُتبًا ثلاثة تَتَكَلَّم عن حُرُوف أخرى، والفرق بينها، منها كتاب: "الفرق بين الأحرف الخمسة: الظاء، والضاد، والذال، والسين، والصاد"، لابن السيد البطليوسي.[115] أما لماذا كانتِ الظاء أكثر اشتباهًا بالضاد، من باقي الأحرف التي تنقلب إليها الضاد؟ فذلك لأنَّ الظاء اشتركتْ مع الضاد في كامل الصفات، وتَقَارَبَتْ معها في المخرج، وَتَفَرَّدَت الضاد بالاستطالة، يقول ابن الجزري: "والضاد والظاء اشتركا صفة: جهرًا، ورخاوة، واستعلاءً، وإطباقًا، وافتراقًا مخرجًا"[116]، ويقول: "والضاد تُفْرَد بالاستطالة"[117]، إضافةً إلى تشابُه الصورة الخطيَّة لِهَذَيْن الحرفينِ؛ حيث لا يفرق بينهما إلاَّ لسان الظاء أو العصا المُشَالة كما تسمى، يقول عبداللطيف محمد الخطيب: "ويبدو أنَّ التباس الحرفينِ في النُّطق اقترن بتشابههما في الخط"[118]،ويقول في موضع آخر: "والضاد والظاء في الخط المسند صورتهما متقاربة، فهُما على ما يأتي:
الضاد .... ..... .... الظاء
والفرق بينهما هو رأس الظاء البارزة، وهي ما يشير إلى الفرق في النُّطق بين الحرفينِ"[119].

وهذا الاشتباه الشديد والطَّاغي سَجَّلَتْه لنا الكُتُب القديمة، مُتَمَثِّلاً في حالات ووقائع عديدة، حدث فيها خلط بين الحرفين خاصَّة، دون أن يكونَ لباقي الأحرف حظٌّ منَ الروايات، كما هو الحال بالنسبة لما جمعناه منها.

ولا بأس أن نوردَ بعضًا من هذه الروايات للتَّدْليل والاسْتئناس، إضافة إلى الرِّوايتينِ اللتين أوردناهما في بداية المبحث فيما يخص قصة صاحب الجارية وابن المقفع عند الجاحظ، وقصة الأعرابي مع عمر - رضي الله عنه - عند السيوطي.

فيقول ابن جني: "أما قول الشاعر:
       
إِلَى اللهِ أَشْكُو مِنْ خَلِيلٍ أودُّهُ        ثَلاثُ خِصَالٍ كُلُّهَا لِيَ غَائِضُ
فقالوا: أراد غائظ فأبدل الظاء ضادًا، ويجوز عندي أن يكونَ غائض غير بدل؛ ولكنه من غاضه؛ أي: نقصه، فيكون معناه أنه يتنقصني ويتهضمني"[120].

وذكر السيوطي في "الأشباه والنظائر" قصَّة أخرى في هذا الموضوع، ولا بأس أن نوردَها كلها رغم طولها؛ لأن اختصارها أو الاقتصار على بعض منها من شأنه أن يقطعَ الغرض المطلوب من إيرادها:
"قال صاحب المقرب قال الحميدي في جذوة المقتبس، قال لي أبو محمد علي بن أحمد:
كتب الوزير أبو الحسن جعفر بن عثمان المصحفي إلى أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي اللغوي كتابًا فيه: "فاضت نفسه" بالضاد، فجاوبه الزبيدي بمنظوم بَيَّنَ له فيه الخطأ دون تصريح وهو:
قُلْ   لِلْوَزِيرِ   السَّنِيِّ   محتده        لِي ذِمَّةٌ مِنْكَ  أَنْتَ  حَافِظُهَا
عِنَايَةً     بِالْعُلُومِ      مُعْجِزَةً        قَدْ  بَهَظَ   الأَوَّلِينَ   بَاهِظُهَا
يُقِرُّ  لِي  عَمْرُهَا   وَمَعْمَرُهَا        فِينَا    وَنَظَّامُهَا    وَجَاحِظُهَا
قَدْ كَانَ مَا فِي قَبُولِ حُرْمَتِهَا        لَكِنَّ صَرْفَ  الزَّمانِ  لافِظُهَا
وَفِي خُطُوبِ الزَّمَانِ مَوْعِظَةٌ        لَوْ كَانَ يُثْنِي النُّفُوسَ وَاعِظُهَا
إِنْ لَمْ تُحَافِظْ عِصَابَةٌ نُسِبَتْ        إِلَيْكَ  قِدْمًا  فَمَنْ   يُحَافِظُهَا
لاَ  تَدَعَنْ   حَاجَتِي   مُطَرَّفَةً        فَإِنَّ نَفْسِي  قَدْ  فَاظَ  فَائِظُهَا
فأجابه المصحفي:
خَفِّضْ  فوَاقًا  فَأَنْتَ  أَوْحَدُهَا        عِلْمًا     وَنقَّابُهَا     وَحَافِظُهَا
كَيْفَ  تَضِيعُ  الْعُلُومُ  فِي  بَلَدٍ        أَبْنَاؤُهُ      كُلُّهُمْ      يُحَافِظُهَا
أَلْفَاظُهُمْ      كُلُّهَا      مُعَطَّلَةٌ        مَا  لَمْ  يُعَوِّلْ  عَلَيْكَ   لاَفِظُهَا
مَنْ ذَا يُسَاوِيكَ إِنْ نَطَقْتَ وَقَدْ        أَقَرَّ  بِالْعَجْزِ  عَنْكَ   جَاحِظُهَا
عِلْمٌ ثَنَى الْعَالَمِينَ  عَنْكَ  كَمَا        ثَنَى عَنِ الشَّمْسِ مَنْ يُلاحِظُهَا
وَقَدْ   أَتَتْنِي   فُدِيتَ    شَاغِلَةٌ        لِلنَّفْسِ أَنْ  قُلْتَ  فَاظَ  فَائِظُهَا
فَأَوْضِحَنْهَا      تَفُزْ      بِنَادِرَةٍ        قَدْ   بَهَظَ   الأَوَّلِينَ    بَاهِظُهَا
فأجابه الزبيدي وضمن شعره الشاهد على ذلك:
أَتَانِي   كِتَابٌ   مِنْ    كَرِيمٍ    مُكَرَّمٍ        فَنَفْسِيَ   عَنْ   نَفْسِي   تَكَادُ    تَفِيظُ
فَسَرَّ     جَميعَ     الأَوْلِياءِ     وُرُودُهُ        وَسِيئَ   رِجَالٌ    آخَرُونَ    وَغِيظُوا
لَقَدْ  حَفِظَ  العَهْدَ  الذِي  قَدْ  أَضَاعَهُ        لَدَيَّ     سِوَاهُ     وَالكَرِيمُ     حَفِيظُ
وَباحَثْتُ عَنْ فَاظَتْ  وَقَدْ  قِيلَ  قَالَهَا        رِجَالٌ  لَدَيْهِمْ  فِي   العُلُومِ   حُظُوظُ
رَوَى ذَاكَ عَنْ كِيسَانَ سَهْلٌ وَأَنْشَدُوا        تَعَالَى   إِلَى   الْغَيَّاظِ    وَهْوُ    مَغِيظُ
وَسُمِّيتُ   غَيَّاظًا    وَلَسْتُ    بِغَائِظٍ        عَدُوًّا     وَلَكِنَّ     الصَّدِيقَ     تَغِيظُ
وَلاَ  رَحِمَ   الرَّحْمَنُ   رُوحَكَ   حَيَّةً        وَلاَ  هِيَ  فِي  الأَرْوَاحِ  حِينَ   تَفِيظُ[121]
وبعد هذه الشَّواهد نَسْتَخْلِص من كل ما سبق، أنَّه قد تَحَصَّلَ لدينا ثلاثة أصوات من المفترض أنها الضاد، فالصوت الأول: مجرد، نمتلك وصفه، ولا نمتلك نطقه، فلا يفي بالغرض، والصوت الثاني: وهو ما نجده عند القُرَّاء من دال مفخمة انفجارية، تخالف وصف الضاد القديم، والثالث: وهو صوت الظاء الذي يخلطه الكثيرون بالضاد، وبين هذا وذاك وذلك ضاع الصوت الحقيقي للضاد، والْتَبَس في آخر الأمر بالظاء؛ حيث أصبح أغلب العرب ومن تعلم لغتهم ينطقونه كذلك، باستثناء قلة قليلة من أهل مصر والشام وقُرَّاء القرآن الكريم، فينطقونه دالاً مفخمة انفجارية، وهناك منَ القراء مَن يحاول النُّطق بها كما وصفها الأولون.
المطلب الثاني
الحلول المقترحة للمشكلة
حاول العلماء منذ ظهور المشكلة أن يجدوا لها حلاًّ، وذلك مِن باب اضطلاعهم بمسؤولياتهم وحملهم لرسالة الحفاظ على اللغة، ومنها على الدين، ولكن محاولات العلماء كانت تصب في جوانب مختلفة، كل حسب ما يراه مناسبًا لحل المشكلة، وبذلك تحصَّل لنا بعد إحصاء المؤلفات وطبيعة دراستها للمشكلة خمسة اتجاهات، أو توجهات، سلكها المؤلفون في سبيل إيجاد الحل:

1- تصنيف التوجهات:
بعد إحصاء المؤلفات تَمَكَّنا من تصنيفها على اعتبارين:
أولهما: على اعتبار الطبيعة اللُّغوية للدراسة.
والثاني: حسب المدونة المدروسة.

فمن حيثُ طبيعةُ الدِّراسة يُمكن تصنيفها إلى صِنْفَيْنِ:
أ - صنف الدراسة الصوتية: ويندرج تحتها التوجه الأول والرابع.
ب- صنف الدراسة المعجمية: وتندرج تحتها باقي التوجهات.

أمَّا من حيثُ المدونةُ، فيُمكن تصنيفها أيضًا إلى صنفينِ:
أ - فهناك من درس المشكلة في اللغة العربية بأكملها، كابن مالك في الاعتماد، والزنجاني في معرفة ما يكتب بالضاد والظاء.
ب- وهناك مَنِ اقتصر على دراسة المشكلة على مستوى القرآن الكريم، مثل: أبي عمرو الداني في "الظاءات القرآنية"، والسرقوسي في رسالته: "ما وقع في القرآن الكريم من الظاء"، وسيأتي سَرْد جميع المؤلفات في مطلب آخر.

2- تحديد التوجهات ونقدها:
أ-معرفة إخراج الضاد:
اعتمد بعضُ المُؤَلِّفينَ في المشكلة على تحقيق إخراج حرف الضاد، ونطقه نطقًا صحيحًا كما نَطَقه القُدامى الفصحاء، وكما وَصَفَه العلماء، وذلك انطلاقًا من اعتقادهم أن عدم المعرفة بصفات ومخرج، وكيفية إخراج الضاد هو السبب في اشتباهها بالظاء، ومن هذه المؤلفات:
- "غاية المراد في معرفة إخراج الضاد"، لشمس الدين بن النجار.
- "المراد في كيفيَّة النُّطق بالضاد"، لعيسى بن عبدالعزيز اللخمي الأسكندري.
- "فتوى في مسألة الضاد"، لعلي بن محسن الصعيدي الأزهري.

نقد التوجه:
لا أظنُّ أن هذا التَّوَجُّه كان يمثل الحَلّ الصائب والمثالي للمشكلة؛ وذلك لانْعِدَام الأداء التطبيقي للوصف النَّظَري الذي حاول أن يأتي به هؤلاء في مؤلفاتهم، وما يحسب لأصحاب هذا التَّوَجُّه وفي صالحهم، أنهم اتجهوا مباشرة إلى أصل المشكلة، وحاولوا الانْطِلاق منه للوصول إلى الحل، غير أن إشكاليَّة الفرق بين الأداء النطقي المفقود، والوصف النظري الموروث أبقى الأمور على حالها، ولم تأت هذه المؤلفات بالنتائج المرجوة من تأليفها.

ب- حصر الظاءات:
توجهت مجموعة أخرى من العلماء إلى فكرة حصر الظاءات العربية، انطلاقًا من أن حفظها واستيعابها في الذاكرة يجعل حافظها بعيدًا عن اللبس، والخلط بين الحرفين، وأشهر من فعل ذلك: الحريري في مقامته الحلبية المشهورة، والتي أورد فيها منظومة ادعى أنه جمع فيها واستقصى بها كل الجذور الظائية في اللغة العربية، ولا بأس أن نورد نص المنظومة لأهميتها:
أَيُّهَا  السَّائِلِي  عَنِ   الضَّادِ   وَالظَّا        ءِ      لكَيْلاَ      تُضِلَّهُ      الألْفَاظُ
إِنَّ حِفْظَ  الظَّاءَاتِ  يُغْنِيكَ  فَاسْمَعْ        هَا  اسْتِمَاعَ  امْرِئٍ   لَهُ   اسْتِيقَاظُ
هِيَ    ظَمْياءُ    وَالمَظَالِمُ     وَالإِظْ        لامُ   وَالظُّلْمُ   وَالظُّبَى    واللِّحَاظُ
وَالعَظَا  وَالظَّلِيمُ   وَالظَّبْيُ   والشَّيْ        ظَمُ   وَالظِّلُّ   وَاللَّظَى    وَالشُّوَاظُ
وَالتَّظَنِّي   وَاللَّفْظُ   وَالنَّظْمُ   وَالتَّقْ        رِيظُ   وَالقَيْظُ   وَالظَّمَا    واللَّمَاظُ
والحِظَا   والنَّظِيرُ    والظِّئْرُ    والجَا        حِظُ      والنَّاظِرُونَ       والأَيْقَاظُ
والتَّشَظِّي والظِّلْفُ  والْعَظْمُ  والظَّنْ        بُوبُ  والظَّهْرُ  والشَّظَا   والشِّظَاظُ
والأَظَافِيرُ       وَالمُظَفَّرُ        والمحْ        ظُورُ     والحَافِظُونَ      والإِحْفَاظُ
والحَظِيرَاتُ      والمَظِنَّةُ      والظِّنْ        نَةُ       وَالكَاظِمُونَ        والمُغْتَاظُ
والوَظِيفَاتُ    والمُوَاظِبُ    والكِظْ        ظَةُ       والإنْتِظارُ        والإلْظَاظُ
وَوَظِيفٌ       وَظَالِعٌ        وَعَظِيمٌ        وظَهِيرٌ       والفَظُّ        وَالإِغْلاَظُ
ونَظِيفٌ  والظَّرْفُ  والظَّلَفُ   الظَّا        هِرُ     ثمَّ      الفَظِيعُ      والوُعَّاظُ
وعُكَاظٌ   والظَّعْنُ   والمَظُّ   والحنْ        ظَلُ      والقَارِظَانِ      والأَوْشَاظُ
وظِرَابُ   الظِّرَّانِ   والشَّظَفُ   البَا        هِظُ       والجعْظَرِيُّ       والجَوَّاظُ
والظَّرَّابِينُ     والحَنَاظِبُ      والعُنْ        ظُبُ    ثُمَّ    الظَّيَّانُ     وَالأَرْعَاظُ
والشَّنَاظِي والدَّلْظُ وَالْظَّأْبُ وَالْظَّبْ        ظَابُ      والعُنْظُوانُ      والجِنْعَاظُ
والشَّنَاظِيرُ     والتَّعَاظُلُ      والعِظْ        لِمُ     والبَظْرُ     بعْدُ      وَالإِنْعَاظُ
هيَ هَذِي  سِوَى  النَّوَادِرِ  فاحْفَظْ        هَا     لتَقْفُوْ      آثَارَكَ      الحُفَّاظُ
وَاقْضِ في ما صَرَّفْتَ مِنْهَا كَمَا  تَقْ        ضِيهِ   في   أَصْلِهِ   كَقَيْظٍ   وَقَاظُوا[122]
نقد التوجه:
يظهر لنا أن هذا التوجه كان أكثر حظًّا من سابقه؛ لأنه ابتعد عن أصل المشكلة، والذي أصبح أمر معالجته أمرًا شبه مستحيل لما أوردناه في معرض نقدنا له، فكان العلاج لنتائج المشكلة؛ أي: إنهم سَلَّموا باشتباه الضاد والظاء واقعًا، ولو أَقَروا اختلافهما نظريًّا، فكان الأنسب أن يقوموا بِحَصْر الظاءات العربيَّة؛ لأنها أقلُّ ورودًا منَ الضادات.

ولكن رغم محاولتهم، فالظَّاهر أنها أمر مستصعَب، وبعيد كل البُعد عن الحُلُول الواقعيَّة الممكنة، والتي تكون في مُتناول جميع الناطقين بالعربيَّة؛ وذلك لأنه من غير المعقول أن يولَدَ الإنسان العربي وفي انتظاره قائمة منَ الألفاظ والجذور الظائية، التي يجب عليه حِفْظها؛ حتى لا يخلط بينها وبين الضاد في الكتابة فقط؛ لأن النُّطق بالحرفين صوتًا واحدًا أصبح أمرًا واقعًا ومفروضًا.

جـ- حصر الظاءات والضادات:
والتزم فيه أصحابه أن يحصروا جميع الكلمات التي تُكتب بالضاد، والأخرى التي تُكتب بالظاء في اللغة العربية، وهذا     ما فعله أحمد عزت في كتابه: "فصل القضاء في الفرق بين الضاد والظاء"[123].

نقد التوجه:
وهذا توجه أصعب من سابقه، ولا يُعتبر حلاًّ واقعيَّا في المتناول، فإن كان حفظ الظاءات - وما أقلها - صعبًا وعسيرًا، فما بالنا بِحِفْظ الضادات أيضًا، وما أكثرها مقارنة بسابقتها.

د- تحديد الفروق بين الكلمات الضَّاديَّة والظائيَّة:
وفيها يُحَدد المُؤَلِّف الضوابط الصوتية التي يكون فيها الحرف ظاءً أو ضادًا، كأن يقول: إن كلَّ ما فيه ثاء، فالحرف المشتبه ضاد؛ لأنَّ الظاء لا تجتمع مع الثاء، وممن أَلَّف في ذلك ابن مالك، والذي أورد السيوطي نصًّا منقولاً عنه في هذه القضية، يقول فيها: "تَتَعَيَّن الظاء بافتتاح ما هي فيه بدال لا حاء معها، وبِكَوْنها مع شين لا تليها إلا: شمضه: ملك قلبه، أو بعد لام لازمة دون هاء ولا عين مخففة، ليس معها ميم إلاَّ: لضم: ضخم، ولضلض: نهر في الدلالة، أو بعد كاف لم تَتَّصل براء لغير ذم، ولا لزوم أو بعد جيم لا تليها راء، ولا هاء، ولا ياء"[124].

نقد التوجه:
لم تَتَّسم المؤلفات في هذا المضمار بالدِّقة الكافية، وحصر النتائج ضمن ضوابط قليلة وسهلة الحفظ؛ حيث يحتاج المرء لِحِفْظ الكتاب عن ظهر قلب؛ ليتمكن من الإلمام بضوابطه، التي قد تكون اجتهاديَّة في بعض الأحيان، ولا ترقى إلى صفة الضابط العلمي الدَّقيق.

هـ - حصر نظائر الضاد والظاء: 
وفيه يتم تحديد وحصر الكلمات التي تكتب بالحرفين، وتختلف في المعنى مثل: الغيض، والغيظ، وألف في هذا المضمار الكثير من العلماء منهم:
- ابن مالك في مؤلفه: "الاعتماد في نظائر الظاء والضاد".
-أبو الحسن بن أبي الفرج القيسي الصقلي في مؤلفه: "كتاب في معرفة الضاد والظاء".
-سعد بن علي بن محمد الزنجاني في مؤلفه: "كتاب معرفة ما يكتب بالضاد والظاء".

- نقد التوجه:
قد يكون هذا التَّوَجُّه سدًّا للثَّغرة التي يتركها توجه حصر الظاءات رغم صعوبته، فمن تمكن من حصر الظاءات سيواجه مشكلة أخرى وهي الكلمات التي تكتب بالحرفين الضاد والظاء، وهل يكتبها دائمًا بالظاء أو الضاد؟ ومتى يكتبها بهذا الحرف أو ذاك؟ ورغم هذه الثغرة التي سدها هذا التوجه؛ إلاَّ أنه لا يمثل الحل الأنسب، ولا يُقَدِّم طريقة واضحة للتَّخَلُّص من المشكلة، فالمشكلة ليست في الكلمات التي تكتب بالضاد والظاء؛ بل المشكلة في اشتباه الحرفين نطقًا مما يجعل أي صوت ينطق سواء كان ظاء أم ضادًا يحتمل الكتابة بصورتين؛ ظاء أو ضادًا، فإن كان ما ينطقه ظاء احتمل صورتين في الكتابة، وإن كان ضادًا  احتمل صورتين أيضًا، ومن لا يعرف أظاء أم ضادًا، يجد نفسه أمام أربعة احتمالات فلو نطق بالكلمة: غاض.
فقد يكون الحرف الذي نطقه ضادًا، ويكتبه ضادًا، وهذا هو الصحيح.
وقد يكون الحرف الذي نطقه ضادًا، ويكتبه ظاء، وهذا خطأ.
وقد يكون الحرف الذي نَطَقَه ظاء، ويكتبه ظاء، وهذا هو الصحيح.
وقد يكون الحرف الذي نطقه ظاء، ويكتبه ضادًا، وهذا خطأ.
ولهذا؛ كان هذا التَّوَجُّه يقدم حلاًّ جزئيًّا لنظائر الضاد والظاء، دون الإلمام بأصول المشكلة وأبعادها كلها.

تعقيب وتوصية: (ضوابط التَّمييز بين الضاد والظاء):
يجب أن يكونَ طرحنا لهذه القضيَّة طرحًا واقعيًّا؛ حيث نَنْطلق منَ الاستعمال الواقعي للغة، مبتعدين بذلك عن الجانب النظري الافتراضي لها، وأقصد بهذا التمهيد أن الألفاظ الحوشية والغريبة، والتي لم تستعمل إلا في العصر الجاهلي، وبصورة نادرة، يمكننا طرحها والاستغناء عنها في معرض الحديث عن ضوابط التمييز بين الضاد والظاء، وبصورة خاصة الكلمات الرباعية والخماسية، التي دخل الحرفان في تشكيلها، وهي ألفاظ هجرت منذ زمن بعيد؛ حيث لا نكاد نجد لها أثرًا في الاستعمال اللغوي منذ ظهور الإسلام إلى يومنا هذا، سواء على مستوى التوظيف الأدبي أم العلمي للغة، ولا نكاد نعثر عليها؛ إلاَّ في بُطُون المعاجم القديمة.

وبعد هذا يمكن أن نصنف الضوابط التمييزية إلى ثلاثة أصناف؛ استنادًا إلى المستويات اللغوية، التي يمكن من خلالها استنباط هذه الضوابط، وهذه الأصناف هي:
- الضَّوابط الصَّوتيَّة.
- الضَّوابط الصَّرفيَّة.
- الضَّوابط الدلاليَّة.

أما عن عمليَّة استنباط هذه الضوابط، فتَمُر بعدة مراحل هي كالتالي - حسب تصوُّرنا -:
1- حصر كل الألفاظ العربية التي دخل في تشكيلها الحرفان؛ اعتمادًا على أهم المعاجم العربية التي تَتَّسم بالشُّمول والاستغراق لجل الألفاظ العربية؛ سواء المستعمل منها أم المهجور.
2- طرح الألفاظ المهجورة، والتي لم يعد لها أدنى استعمال يذكر.
3- حصر وتصنيف المدونة المستخرجة حسب المستوى اللغوي المدروسة فيه، فيكون التصنيف الصوتي اعتمادًا على قوانين التجاور الصوتي وضوابط الملائمة والتناغم الموسيقي، ويكون التصنيف الصرفي اعتمادًا على الموازين والصيغ والقوانين الصرفية، ويكون التصنيف الدلالي اعتمادًا على الحقول الدلالية والقِيَم التعبيرية للحرف.
4- استخراج الضوابط الممكن استنتاجها واستنباطها من عمليات التصنيف السالفة الذِّكر.
5- محاولة اختزال وجمع الضوابط الفرعيَّة في ضوابط أكثر شمولاً، وخاصة إذا كان هناك تداخل بين المستويات المذكورة سلفًا.
6- وأخيرًا وليس آخرًا، يجب أن يتبع هذا العمل المهم بعمل أهم، وهو إرجاع الاعتبار للنطق الصحيح لحرف الضاد، ومحاولة ترسيم وتعميم وفرض هذا النُّطق على المستويات التربوية والتعليمية بمختلف أطوارها؛ حيث يكون عمل هذه الضوابط مؤقَّتًا فقط، حتى إذا استعادت الضاد نطقها الصحيح، ومكانتها المتميزة بين الحروف العربية، لم يعد إلى الضوابط بنا حاجة، وهذا ما أخطأ فيه السابقون بتكريسهم لإشكالية عدم التمييز بين الضاد والظاء، عن طريق وضع الضوابط والحلول لهذه الإشكالية على أساس أنها إشكالية خالدة، مما يجعل الضوابط مطلوبة والحاجة إليها مُلحَّة.


المطلب الثالث
تُراث العرب في الضاد والظاء
لعلَّ أول مَن حاول منَ المحدثين أن يحصرَ مؤلفات العرب في موضوع الضاد والظاء، هو رمضان عبدالتواب، في بحث بعنوان: "مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء"، والذي نشره في مجلة المجمع العلمي العراقي[125]، وجمع فيه ثلاثين عالمًا ولغويًّا ممن ألفوا في هذا الموضوع، يأتي بعده حاتم صالح الضامن في مقدمة تحقيقه لكتاب "الاعتماد في نظائر الظاء والضاد" لابن مالك، ويستدرك على رمضان عبدالتواب مجموعة منَ المؤلفات غابت عنه في قائمته الأولى، ويقول في ذلك: "وفيما يلي نحصي ما نعرفه من هذه المؤلفات مستدركين مؤلفات أخرى، فاتت الأخ الدكتور رمضان عبدالتواب في مقدمته لكتاب زينة الفضلاء، وبهذا تكون القائمة أول إحصاء شامل لهذا النوع من المؤلفات، ولكن فضل السبق سيبقى للأستاذ الدكتور رمضان عبدالتواب"[126]، ثم أورد تسعة وثلاثين عالمًا لغويًّا ممن ألفوا في هذا المضمار، مستدركًا تسعة علماء على قائمة رمضان عبدالتواب، ثم يعود الضامن في مقدمة تحقيقه لكتاب أبي الفرج القيسي الذي نشره في مجلة المجمع العلمي العراقي، ويورد قائمة بعنوان: "تذليل واستدراك على تُراث العرب في الضاد والظاء"، ويقول في ذلك: "كنا قد نشرنا في الجزء الثالث من المجلد الحادي والثلاثين من مجلة المجمع العلمي العراقي الغراء، كتاب "الاعتماد في نظائر الظاء والضاد" لابن مالك وذكرنا في مقدمته أسماء تسعة وثلاثين عالمًا ممن ألفوا في الضاد والظاء، ونضيف اليوم أسماء علماء آخرين، وقفت عليهم بعد نشري لكتاب ابن مالك"[127]، ثم يورد في القائمة عشرة مؤلفين غير الذين أوردهم من قبل.

وفي عدد آخر من نفس المجلة[128]، قَدَّمَ طه محسن لرسالة: "غاية المراد في معرفة إخراج الضاد"، من تأليف شمس الدين بن النجار، وأورد في مقدمة تحقيقه مجموعة منَ المؤلفات التي لم يذكرها رمضان عبدالتواب، ولا حاتم صالح الضامن، وبعد هذا توصلنا بعد بحثنا المتواضع وفقًا للإمكانيات المحدودة والوقت الضيق إلى مجموعة أخرى منَ المؤلفات، التي لم يذكرها السابقون، ممن حاولوا جمع هذه المؤلفات، وفيما يلي سنعرض قائمة هذه المؤلفات كاملة، ابتداءً بقائمة رمضان عبدالتواب، وبعدها ما استدركه عليه حاتم صالح الضامن، وبعدها ما استدركه هذا الأخير على قائمته الأولى، وبعدها ما أورده طه محسن من مؤلفات لم ترد في القوائم السابقة، ثم نعرض لما وجدناه من مؤلفات، لم يرد لها ذكر عند من سبق الحديث عنهم بشيء من التوضيح والتفصيل.

ونود الإشارة إلى أننا سنكتفي عند عرضنا لقوائم السابقين باسم المؤلف، وعنوان مؤلفه، دون الإشارة إلى التفصيلات الأخرى، من تحديد الطبعة، ورقم المخطوطة، واسم المكتبة وغيرها، مما يطلب من مصادرها الأصليَّة التي نحيل إليها.
أ- قائمة رمضان عبدالتواب [129]:
1- أبو بكر القيرواني - له كتاب الضاد والظاء.
2- أبو الفهد النحوي البصري - له كتاب الظاء والضاد والذال والسين والصاد.
3- أبو عمرو الزاهد (غلام ثعلب) - له كتاب: الفرق بين الضاد والظاء.
4- الصاحب بن عباد - له كتاب: الفرق بين الضاد والظاء.
5- أبو الفتح المصري - له رسالة في الضاد والظاء.
6- أبو عبدالله محمد بن جعفر القزاز القيرواني - له كتاب الضاد والظاء، ويسمى كتاب الظاء في ثلاثة أجزاء.
7- أبو القاسم مرجى بن كوثر المعري المقرئ النحوي - له كتاب: الضاد والظاء.
8- أبو الحسن علي بن أبي الفرج القيسي الصقلي - له كتاب: الفرق بين الظاء والضاد.
9- أبو محمد القاسم سعد بن علي الزنجاني - له كتاب معرفة ما يكتب بالضاد والظاء.
10- أبو محمد القاسم بن علي الحريري - له كتاب: الفرق بين الضاد والظاء - ومنظومة الظاء في المقامات.
11-أبو محمد عبدالله بن السيد البطليوسي - له الفرق بين الأحرف الخمسة الظاء والضاد والذال والصاد والسين.
12- ابن حميدة النحوي - له كتاب: الفرق بين الضاد والظاء.
13- أبو الفضل يحيى بن سلامة الحَصْكَفِيّ - له كتاب: ما يقرأ بالضاد المعجمة.
14- أبو نصر محمد بن أحمد الفروخي - له منظومة في الفرق بين الظاء والضاد.
15- ابن الدهان النحوي - له كتاب الغنية في الضاد والظاء.
16- أبو البركات بن الأنباري - له كتاب: زينة الفضلاء في الفرق بين الظاء والضاد.
17- محمد بن نشوان الحميري -له كتاب: الفرق بين الضاد والظاء.
18- عيسى بن عبدالعزيز اللخمي الاسكندراني- له كتاب: المراد في كيفية النطق بالضاد.
19- أبو الفتوح نصر بن محمد الموصلي - له رسالة في الضاد والظاء.
20- أبو بكر الصدفي - له كتاب: معرفة الفرق بين الظاء والضاد.
21- أبو الحسن علي بن يوسف القفطي - له كتاب الضاد والظاء.
22- أبو عبدالله بن مالك النحوي - له أرجوزة وقصيدتين، وشرح القصيدتين: القصيدة الأولى بعنوان: كتاب في الفرق بين الضاد والظاء، والثانية بعنوان: الاعتضاد في الفرق بين الضاد والظاء.
23- أثير الدين أبو حيان الأندلسي- له كتاب الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء، وهو تلخيص لكتاب " الاعتضاد " لابن مالك.
24- ابن الفصيح الكوفي الهمذاني - له قصيدة في الفرق بين ظاءات القرآن وضاداته بعنوان: عمدة القراء وعدة الإقراء.
25- يحيى بن عمر بن فهد المكي القرشي - له كتاب ما يكتب بالضاد والظاء مع اختلاف المعنى.
26- نور الدين بن غانم المقدسي المصري - له كتاب: بغية المرتاد لتصحيح الضاد.
27- عبدالمجيد بن علي الحسني المناوي - له منظومة في الفرق بين الظاء والضاد.
28- أحمد عزت - له كتاب: فصل القضاء في الفرق بين الضاد والظاء.
29- أبو الحسن علي بن سالم العبادي الشنيني - له منظومة في الظاءات.
30- الإمام محمد الخزرجي - له منظومة في الفرق بين الظاء والضاد.


ب- قائمة حاتم صالح الضامن[130]:
وسنورد فيها ما استدركه على قائمة رمضان عبدالتواب، مع العلم أنه أورد قائمة رمضان عبدالتواب كاملة، وأشار إلى ما استدركه عليه:
1- أبو الفرج محمد بن سهيل الأندلسي - له كتاب الضاد والظاء.
2- أبو عمرو الداني - له رسالة في الظاءات القرآنية.
3- أبو البركات بن أبي حفص النحوي - له كتاب: الضاد والظاء.
4- ابن مالك النحوي - له غير ما ذكره رمضان عبدالتواب: الاعتماد في نظائر الظاء والضاد، وله: تحفة الأحظاء في الفرق بين الضاد والظاء، وله الإرشاد في الفرق بين الظاء والضاد، وهو الذي انتزع منه كتاب: الاعتماد. 
5- علي بن محمد بن علي (ابن بري) - له كتاب: ذكر الظاء على حروف المعجم.
6-حسن بن قاسم المرادي - له منظومة في الظاء والضاد.
7-ابن جابر الأندلسي - له منظومة في الظاء والضاد. 
8-عبدالغني النابلسي - له كتاب الاقتصاد في النطق بالضاد. 
9- جعفر بن محمد الأعرجي - له شرح قصيدة الحريري في الظاء، وله المنظومة المستطرفة في الظاء والضاد، وله المنظومة النظامية في الظاء والضاد.
10-طه الراوي - له رسالة في الضاد والظاء.
11- محمد رضا بن هادي بن عباس - له رسالة في الفرق بين الضاد والظاء.

ج- قائمة حاتم صالح الضامن المستدركة[131]:
وهي القائمة التي استدركها على القائمة الأولى، وذكرها في مقدمة تحقيقه لكتاب في معرفة الضاد والظاء؛ لأبي الحسن القيسي الصقلي، بعنوان: تذليل واستدراك على تراث العرب في الضاد والظاء:
1- موهوب بن أحمد الجواليقي - له رسالة فيما يقال بالظاء المعجمة.
2- ضياء الدين بن الأثير الجزري - له رسالة في الضاد والظاء. 
3- عبدالرزاق بن رزق الله الحنبلي الرسعني - له منظومة في ظاءات القرآن، سماها: درة القارئ. 
4- ابن مالك النحوي - له غير ما ذكر: أرجوزة فيما يقال بالضاد فيدل على معنى، ويقال بالظاء فيدل على غير ذلك المعنى.
5- محمد بن أحمد بن سعود الأنصاري: له كتاب: الاقتضاء للفرق بين الذال والضاد والظاء. 
6- أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الكاتب- له قصيدة في الفرق بين الظاء والضاد. 
7- أبو العباس أحمد بن أبي المكارم المقري الواسطي: له منظومة في الفرق بين الظاء والضاد. 
9- شمس الدين ابن النجار - له رسالة في الفرق بين الضاد والظاء في تلاوة القرآن الكريم. 
10- علي بن سليمان المقرئ المنصوري المصري - له رسالة: رد الإلحاد في النطق بالضاد.
11- ساجقلي زادة محمد المرعشي: له رسالة في الضاد.
12- محمد بن إسماعيل الأزميري - له رسالة في إبدال الضاد بالظاء يرد فيها على ساجقلي زاده.

د- قائمة طه محسن [132]:
سنذكر ما أورده في مقدمة تحقيقه إضافة إلى الرسالة التي حققها:
1- شمس الدين بن النجار- وله غاية المراد في معرفة إخراج الضاد.
2- إسماعيل بن أحمد التجيبي - له شرح ظاءات القرآن.
3- علم الدين السخاوي: له شرح منظومة الظاءات القرآنية.
4- أبو عمرو الداني - له كتاب: الفرق بين الظاء والضاد.
5- علي بن محسن الصعيدي الأزهري - له: فتوى في مسالة الضاد.

هـ- القائمة المستدركة على ما سبق ذكره:
بعد عرضنا لما أمكننا جمعه من مؤلفات الضاد والظاء، فقد أسعفنا البحث والحظ في إيجاد مجموعة أخرى من المؤلفات، التي لم يذكرها مَن اعتمدنا عليه في جمعنا للمؤلفات، وهذه المؤلفات المستدركة هي:
1- سليمان بن أبي القاسم التميمي السرقوسي: له رسالة بعنوان: "ما وقع في القرآن الكريم من الظاء"؛ حققها علي حسين البواب، وقال في مقدمتها: "ورغم كثرة من ألف من علماء العربية في الضاد والظاء، فإن ما أفرد للقرآن وظاءاته قليل، منها هذه الرسالة التي نقدم لها"[133].

ويقول في تعريفه للمؤلف: "أما مؤلف الكتاب فهو الشيخ الإمام المقرئ أبو الربيع سليمان بن أبي القاسم التميمي السرقوسي؛ كما ورد في أول المخطوطات، ولم أقف على ترجمة له على ما بذلت من جهد في ذلك؛ ولكني أرجح أن يكون من أهل القرن السادس اعتمادًا على أقدم نسخة مخطوطة كتبت سنة 591هـ"[134].

أما متن الرِّسالة فقد ابتدأ المؤلف بنظم الجذور الظائية القرآنية في ثلاثة أبيات، ثم ذكر جميع الأصول والجذور الظائية الواردة في القرآن، وأورد ما يقابلها أو يناظرها من الجذور الضادية إن وردت في القرآن، غير أنه أورد نظير ظافر وهو ضافر، رغم أنه لا وجود له في القرآن[135].

2-ناصيف اليازجي: رغم ذكر من جمعوا مؤلفات الضاد والظاء لمقامة الحريري، التي ضمنها منظومة الظاء، فلست أعلم كيف غابت عنهم منظومة اليازجي في نظائر الضاد والظاء في كتابه للمقامات: مجمع البحرين: إذ يقول في المقامة: "فاهتز أبو ليلى كالخليع الماجن، وقال قبل الرماء تملأ الكنائن، إن كنت من ذَوي الحصافة الضابطة، فما عندك من الألفاظ التي تنتابها الظاء القائمة والضاد الساقطة، فأطرق برأسه مليًّا، وأمعن النظر جليًّا، ثم قال، أراك قد أبعدت الخطط وركبت الشطط، فإن كنتَ ممن يبرزون المعصم، لالتماس الغراب الأعصم، فأفض علينا من روائك ونحن تحت لوائك، فلم يكن إلا كلا ولا، حتى أنشد مرتجلاً:
يُدْعَى نَقِيضُ البَطْنِ بِاسْمِ الظَّهْرِ        وَذِرْوَةٌ    مِن    جَبَلٍ    بالظّهْرِ
وَالقَيْظُ فِي الصَّيْفِ بِمَعْنَى حَرِّهِ        وَالقَيْضُ فِي البَيْضِ لِبَادِي قِشْرِهِ
وَالغَيْظُ وَالغَيْضُ  وَقُلْ  فَاظَ  إِذَا        مَاتَ وَهَذَا المَاءُ قَدْ  فَاضَ  كَذَا
ظَنَّ   وَضَنَّ    بَاخِلٌ    وَحَنْظَلُ        لِلنَّبْتِ  وَالظِّلُّ   المَدِيدُ   حَنْضَلُ
وَالظَّبُّ   للهَاذِرِ   ثُمَّ    الضَّبُّ        والظّرْبُ نَبْتٌ عِنْدَهُمْ وَالضَّرْبُ
وَقِيلَ  للرَّوْضِ  الأَثِيثِ   معْظَلُ        وَهَكَذَا  الأَمْرُ   عَلَيْهِمْ   مُعْضِلُ
وَجَاضَ عَنْهُ حَائِدًا  حِينَ  ضَلَعْ        وَجَاظَ فِي المَشْيِ اخْتِيالاً وَظَلَعْ
وَالحَمْظُ عِنْدَهُمْ لِعَصْرِ  الرُّطَبِ        وَالمظُّ   لِلَّوْمِ   وَمَضِّ    الخطَبِ
وَقَارِظٌ عَلَى جَنَى الصبْغِ عَظَبْ        مُلازِمًا   وَقَارِضٌ   لَهُ   عَضَبْ
وَالإِبْرَقُ     الظَّرِيرُ     وَالضَّرِيرُ        وَهَكَذَا      النَّظِيرُ      وَالنَّضِيرُ
وَقِيلُ  زَيْدٌ   فِي   القِتَالِ   ظَجَا        مُسْتَنْجِدًا   وَفِي   سِوَاهُ   ضَجَا
وَلِلَّلآلِي   فِي   السُّمُوطِ   نَظْمُ        وَقِيلَ   لِلبَرِّ    الخَصِيبِ    نَضْمُ
وَالْفَضُّ   وَالْفَظُّ   وَقِيلَ   ضَلَمَهْ        للسَّهَرِ  الطَّوِيلِ  تَحْتَ  الظُّلْمَهْ
والظَّعْفُ للنَّبْتِ وَضَعْفِ  العَظْمِ        وَمِقْبَضُ  القَوْسِ  دُعِي  بِالعَضْمِ
وَالْبَيْظُ  بَيْضُ  النَّمْلِ   وَالحَظِيرَهْ        للشَّاءِ   وَالنَّاسُ   لَهُمْ   حَضِيرَهْ
كَذَا الوَظِيفُ  وَوَضِيفُ  الوَقْفِ        ظَلَّ  وَضَلّ  عَنْ  سَبِيلِ  العُرْفِ
وَعَظَّةُ  الحَرْبِ  وعَضَّةُ   الأَسَدْ        وَالحَظُّ وَالحَضُّ وَحَسْبِي مَا وَرَدْ[136] 
3- ابن الجزري: له متن الجزريَّة في فن تجويد الآيات القرآنية، وقد خصص في منظومته هذه فصلاً خاصًّا سماه: باب الضاد والظاء، ذكر فيه أصول الظاءات القرآنية كلها، وذكر اختلاف القراء في (ضَنِين) بالضاد أم بالظاء[137].

4- زكرياء الأنصاري: له "الدقائق المحكمة في شرح المقدمة": وهو شرح لمنظومة ابن الجزري السابقة، وقد عرض لشرح باب الضاد والظاء بتفصيل حيث ذكر الأصول الظائية وشرحها، مقدمًا معانيها التي وردت بها في القرآن، إضافة إلى عدد مرات ورودها في كامل القرآن الكريم[138].

5-إبراهيم قلاتي: وهو باحث جزائري له كتيب بعنوان: "مقامة العماد في الفصل بين الظاء والضاد"، وهو شرح ودراسة لمنظومة الحريري الظائية، يقول في مقدمة الكتيب - بعد أن تكلم عن إشكالية عدم التمييز بين الضاد والظاء -: "لذلك عزيزي الطالب فضلت أن أعرض عليك هذه المنظومة عرضًا كما وردت في المقامة المذكورة، ثم أعدت ترتيب ألفاظها ترتيبًا ألفبائيًّا؛ ليسهل عليك - بعون الله - حفظها، وتسلم من الوقوع في خطأ الضاد والظاء بصفة نهائية في حياتك الدراسية والعملية، وتتمة للفائدة المرجوة في المضمار، أحصيت لك كل الكلمات العربية التي تضمنت هذا الحرف بما فيها المستحدثة، والتي لم تذكر في المقامة، كما بينت الأضداد منها، محاولاً إيضاح معانيها حتى يتسنى لك الإلمام بالموضوع من جميع جوانبه، والله المستعان"[139].

6- حاتم صالح الضامن: له مستدرك على كتاب: "الاعتماد لابن مالك" سماه: "فائت نظائر الضاد والظاء"، وأورد فيه أربعة وخمسين لفظًا يكتب بالضاد والظاء مع اختلاف المعنى بالنظائر، ونشره في ذيل كتاب الاعتماد، الذي قام هو شخصيًّا بتحقيقه[140].

7- محمد الطاهر التليلي: عالم جزائري متخصص في المنظومات التعليمية، له كتاب بعنوان: "مسائل قرآنية"، أورد فيه منظومة جمع فيها أصول الظاءات القرآنية يقول فيها:  
وَجُمْلَةٌ   مِنْ   كَلِمَاتِ    الظَّاءِ        قَدْ وَرَدَتْ فِي  الذِّكْرِ  بِاسْتِقْرَاءِ
أَجَمَلْتُهَا     لِلطَّالِبِ      القَنُوعِ        بِذِكْرِ مَعْنَى  الأَصْل  لاَ  الفُرُوعِ
تَجِدُهَا   فِي   الظَّهْرِ   والظُّهُورِ        وَفِي  الظِّلالِ  أَيْ  خِيالَ   النُّورِ
وَالعَظْمُ     وَالتَّعْظِيمُ     وَالظَّلامُ        وَالظُّلْمُ   وَالإِيقَاظُ    مِنْ    مَنَامِ
وَظَمَأٌ   وَالكَظْمُ    أَيْ    لِلْغَيْظِ        وَالْغَيْظُ   سُخْطُ    غِلَظٍ    وَفَظِّ
وَالْفَظُّ  جَلْفٌ   وَالأَصابِعُ   ظُفُرْ        وَظُفُرٌ   وَهْوَ   الفَلاَحُ    المُنْتَظَرْ
وَظَلَّ   دَامَ   أَوْ    لَظَى    تَلَظَّى        وَزِدْهُ  ظَعْنًا  أَوْ  شُوَاظًا   وَعِظَا
وَالحَظْرُ  وَهْوَ  المَنْعُ   ثُمَّ   اللَّفْظُ        والظَّنُّ  غَيْرُ  البُخْلِ  ثُمَّ   الحِفْظُ
والحَظُّ   وَهْوَ   الجَدُّ   وَالنَّصِيبُ        تَمَامُ مَا فِي  الذِّكْرِ  وَهْوُ  طِيبُ
فَكُنْ   فَطِينًا    عَارِفًا    بِالفَرعِ        وَقَدْ عَلِمْتَ الأَصْلَ مِنْ ذَا الجِمْعِ
تَأَمَّلِ      الفُرُوعَ       والأُصُولَ        وَبَعْدَ   ذَا    فَالْتَمِسِ    الوُصُولَ
وَرُبَّمَا     ذَكَرْتُ      لِلإِيضَاحِ        بَعْضَ الفُرُوعِ ها  هُنَا  يَا  صَاحِ
وَإِنْ  تَغِبْ  عَنْ   ذِكْرِنَا   أَلْفَاظُ        يَعْرِفُهَا      القُرَّاءُ       وَالحُفَّاظُ
فَهَذِهِ      هَوَامِشُ       التَّحْقِيقِ        تَرْجُوكُمُ     لِلمَلْءِ      والتَّعْلِيقِ[141]


8- القاضي مدثر: له رسالة "إعلام العباد بحقيقة النطق بالضاد"، وهي رسالة مطبوعة ليس لها من المعلومات التوثيقية إلاَّ أختام بعض مدرسي مدرسة الفلاح بمكة المكرمة، سنورد صورة عنها مع غلاف الرسالة من باب التوثيق؛ أما عن محتوى الرسالة فهي بيان لحكم النطق بالضاد في قراءة القرآن نطقًا يشبه الدال المفخمة، وجمع فيها مؤلفها مجموعة من أقوال علماء القراءات والتجويد، مستشهدًا بها، فيقول في المقدمة معرفًا بنفسه: "يقول جامع هذه العبارات القاضي مدثر خطيب المسجد المليشوي، الواقع في بلدة أفوزي من بلاد بلوصستان"[142].

ويقول في آخر الرسالة عن الحكم: "فإخراج الضاد من مخرج الدال هو المتعارف في بعض الديار إبدال الضاد بالدال، وهو مفسد للصلاة بلا خلاف عند تغيير المعنى، وإخراج الضاد من مخرج الظاء إبدال الضاد بالظاء، وهو ليس بمفسد عند الأكثر، وإن غير المعنى، وهذا حكم قراءة الدال المهملة، والظاء المعجمة مكان الضاد خطأ"[143].

وقد صدر القاضي رسالته بنظم سماه "نظم الضاد"، انتصر فيه لما توصل إليه في الرسالة، يقول في أولها:
لَهُ الحَمْدُ  عَلَى  إِنْزَالِ  ضَادِ        بِقُرآنٍ   عَلَى   خَيْرِ   العِبَادِ
عَسِيرُ  النُّطْقِ  لِلأَقْوَامِ   طُرًّا        بِلاَ   رَيْبٍ    بَلاءٌ    للزُّهَادِ
فَفِيهِ النَّاسُ صَارُوا فِي شِقَاقٍ        تَعَادَوْا  أَهْلَ  فَضْلٍ   بِالعِنَادِ[144]
حتى يقول فيها:
فَيَا  اللهُ   يَا   رَحْمَنٌ   ارْحَمْ        عَلَى مَنْ جَدَّ فِي تَجْوِيدِ ضَادِ[145]


وذَيَّلَ رسالته باستفتاء بعث به إلى علماء مكة، ورد من عالمين من مكة والمدينة ينصران فيه ما ذهب هو إليه في رسالته[146].

وللقاضي مدثر - كما أشار هو في طيات رسالته - كتاب آخر بالفارسية تحت عنوان: "مسائل الضاد"، ويقول في ذلك: "وقد نظمت مسائل الضاد بالفارسية قبل هذا، فأردت أن ألحقها بهذه الرسالة، والله اعلم"[147].

9- محمد نمر النابلسي: له رسالة: "إتحاف العباد بحقيقة النطق بالضاد"، وهذه الرسالة ذكرها القاضي مدثر في رسالته مستشهدًا بنقل منها، يقول في ذلك: "وفي إتحاف العباد بحقيقة النطق بالضاد للشيخ محمد نمر النابلسي الباب الثاني في بيان أقوال علماء التجويد في حرف الضاد: اعلم أنَّ الضاد حرف قوي صعب، يعسر على كثير من الناس، وهو من الأحرف التي انفرد بها كلام العرب، ولا توجد في غير لغتهم وتصحيح لفظه وتجويده، مما لا بد للقارئ منه ولا غنى له عنه"[148].

10- الجعبري: له "الإرصاد في شرح المرصاد الفارق بين الظاء والضاد": وهو إبراهيم بن زيد الدين بن عمر بن إبراهيم الحعبري، المتوفى سنة 732هـ، وكتابه هذا عبارة عن مخطوطة ورد ذكرها في مجلة المورد، وقيل فيها عنها: "وهي رسالة تناول فيها المؤلف الفرق بين الظاء والضاد، ومَن صَنَّف فيهما نظمًا: كأبي عمرو الداني، والشاطبي، وإسماعيل الواسطي، وأحمد دلة الواسطي، وعبدالرزاق الرسعني، وقد شرح المؤلف هذه الأبيات كما شرح قصيدة له في هذا الموضوع" [149].

ويظهر مِن هذا النَّص أن الرسالة مجموعة من المنظومات المتعلقة بقضية الضاد والظاء، ومنها منظومة المؤلف المسماة بالمرصاد، وشرحها للمؤلف نفسه المسمى: الإرصاد، إضافة إلى منظومات لمؤلفين، منهم من ذكروا في المصادر الأخرى: كأبي عمرو الداني، والرسعني، ومنهم من لم نجد لهم ذكرًا؛ ولذلك نثبتهم مع القائمة التي نحن بصدد وضعها عن تراث العرب في هذا الموضوع، وهم:
11- الشاطبي: له منظومة في الضاد والظاء.

12- إسماعيل الواسطي: له منظومة في الضاد والظاء.

13- أحمد دلة الواسطي: له منظومة في الضاد والظاء.
كما نشير إلى أنَّ الجعبري هذا قد شرح أيضًا هذه المنظومات، مما يمثل تأليفًا إضافيًّا إلى هذه التآليف، وفي المجلة نقل عن بداية الرسالة يقول فيها: "فلما كان الفرق بين الضاد والظاء لفظًا وعلمًا لا يظهر..."[150].

14 - الجياني: له قصيدة تجمع ضوابط الظاء والضاد.
15- مجهول: له قصيدة في الظاء والضاد.
هاتان القصيدتان ذكرتا في فهرس عناوين المخطوطات في مكتبة الدراسات العليا ببغداد، والأولى كما هو واضح من اسم المؤلف: الجياني، يمكن أن تكون لابن مالك النحوي الجياني؛ لأن له مجموعة من المؤلفات في هذا المجال، وقد ذكرناها، كما يمكن أن تكون لآخر يلقب بالجياني، ولم نعثر له على ذكر في المصادر المتوفرة، ومهما يكن فذكر القصيدة خير من إهمالها، ما دمنا في معرض جمع المؤلفات، أما القصيدة الثانية فقد ذكرت بدون مؤلف، ومن الصعب التَّكَهُّن بصاحبها؛ إلاَّ بعد الاطلاع عليها ليمكن مطابقة محتواها مع ما تتضمنه المؤلفات الأخرى في هذا المجال[151].

16- المروزي: هو الشيخ الإمام علي بن عبدالله بن المبارك المروزي، توفي سنة 519هـ، له قصيدة في الظاء أنشاها على حرف الظاء، وجمع فيها الظاءات وشرحها: أولها:
أَيَا طَالِبًا لِلْعِلْمِ  إِنْ  كُنْتَ  ذَا  حَظٍّ        وَوَافَقَكَ التَّوْفِيقُ فِي البَحْثِ وَالحِفْظِ[152]
17-رضي الدين الغزي: هو الشيخ رضي الدين محمد بن محمد الغزي، له أرجوزة في الظاءات جمعها من كلام خليل بن أحمد[153].

18- بدر الدين بن رضي الدين الغزي: وهو ابن مؤلف الأرجوزة السابقة، وله شرح على أرجوزة أبيه أوله: "الحَمْدُ للهِ الحِفِيظِ العَظِيمِ....... "[154].

19- مجهول: له شرح على قصيدة درة القاري للرسعني، لم يذكر اسمه؛ ولكنه ورد فيه بعد الحديث عن درة القاري: "وهي أنفع ما صنف في الفرق بين الضاد والظاء، وشرحها بعض القراء، وسماه: كاشف محاسن الغرة لطالب منافع الدرة"[155].
وكلُّ هذه المؤلفات السابق ذكرها وردت في كشف الظنون لحاجي خليفة، وعلى الرغم من اعتماد رمضان عبدالتواب وحاتم صالح الضامن على كشف الظنون في وضع القوائم؛ إلا أنه قد فاتتهما هذه المؤلفات.

20- عبدالحفيظ القاري: هو الشيخ عبدالحفيظ بن عثمان القاري الطائفي المدرس الحنفي، وله كتاب: "تشويق العباد إلى إيضاح القرآن وإصلاح الضاد" أوله:
الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَصَّ القُرْآنَ العَظِيمَ بِالضَّادِ... إلخ"، وهو مرتب على الأبواب والفصول[156].

21- البرسوي: هو أبو بكر بن محمد بن الحاج بكر البرسوي، المتوفى سنة 1187، له كتاب السيف المسلول على مَن يُنكر المنقول، وهو رسالة في بعض مباحث التجويد والكلام على من نطق الضاد والظاء وإصلاحهما في تلاوة القرآن الكريم[157].

22- المهدوي: له أبيات جمع فيها الظاءات القرآنية، أوردها حاتم الصالح الضامن في مجلة معهد المخطوطات العربية، يقول فيها: "ومنَ المفيد أن نذكر هنا الأبيات التي نظمها المهدوي في ظاءات القرآن، والتي رواها الحميدي، وعنه ياقوت الحموي:
ظَنَّتْ  عَظِيمَةُ  ظُلْمَنَا  مِنْ   حَظِّهَا        فَظَلَلْتُ   أُوقِظُهَا   لِتَكْظِمَ   غَيْظَهَا
وَظَعَنْتُ  أَنْظُرُ  فِي   الظَّلاَمِ   وَظِلِّهِ        ظَمْآنَ   أَنْتَظِرُ   الظُّهُورَ    لِوَعْظِهَا
ظَهْرِي وَظُفْرِي ثُمَّ عَظْمِي فِي لَظًى        لأُظَاهِرَنَّ     لِحَظِّهَا      وَلِحِفْظِهَا
لَفْظِي  شُوَاظٌ  أَوْ  كَشَمْسِ  ظَهِيرَةٍ        ظُفْرٌ  لَدَى  غِلَظِ  القُلُوبِ   وَفَظِّهَا[158]
23- سعيد بن محمد بن حمد المري: له أرجوزة في الضاد والظاء، نظمها في أربعة وثمانين بيتًا قسمها إلى مقدمة وخاتمة، تتوسطهما ثمانية براهين: الأول في اشتباه الضاد بالظاء، والثاني في قرب الضاد من الذال، والثالث والرابع في مخرج الضاد، وعسره على أكثر الناس، والخامس في الرخاوة، والسادس في الإطباق، والسابع في الاستطالة، والثامن في الإدغام، وأول الأرجوزة قوله:
قَالَ   أَبُو   مُحَمَّدٍ    سَعِيدُ        أَحْمَدُكَ  اللَّهُمَّ  يَا   حَمِيدُ
مُصَلِّيًا  عَلَى  النَّبِيِّ  الهَادِي        أَفْصَحِ نَاطِقٍ بِحَرْفِ الضَّادِ
والأرجوزة مخطوط مُهْدى من الشيخ عبيد الله الأفغاني، مُدَرِّس أحكام التلاوة والقراءات بالمسجد النبوي الشريف، وهو أستاذ الناظم، ويقول الناظم مشيرًا إليه في الأرجوزة:
وَبَعْدَ أَنْ تَمَّتْ بِحَمْدِ اللهِ        أَشْكُرُ شَيْخَنَا  عُبَيْدَ  اللهِ
وقد انتهى من نظمها يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر جمادى الأولى، لسنة إحدى وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية.

وَوَرَدَ في "البرهان" للزركشي في باب القراءات ذكر للكتب المؤلفة في القراءات، قام بوضعها المحققون الثلاثة للكتاب، وقد تمكنا من خلال ذلك أن نحصي مجموعة من المؤلفات التي تندرج ضمن ما نحن بصدد جمعه فيما يتعلق بموضوع الضاد والظاء، والتي لم نجد لها ذكرًا فيما سبق عرضه، وهي حسب مؤلفيها [159]:
24- منظومات أصول الظاءات القرآنية لطه محسن عبدالرحمن، نشر في مجلة معهد المخطوطات بالكويت، ويظهر من العنوان أن المؤلف حاول جمع المنظومات التي حصرت أصول الظاءات القرآنية، وللتذكير فإن طه محسن هو محقق كتاب ابن النجار، وقد سبق ذكر قائمته.
25- عبدالعزيز بن علي بن محمد السمالي، (ت: 559هـ): له رسالة في الظاءات الواقعة في كتاب الله تعالى، وهو مخطوط بالتيمورية.
26- علم الدين بن محمد السخاوي، (ت: 643هـ): وقد ذكره طه محسن في قائمته وأثبت له مؤلفًا آخر غير الذي سنثبته، ومؤلَّفه الثاني هو: "منظومة طائية للفرق بين الضاد والظاء"، وهو مخطوط بالتيمورية.
27- محمد بن أحمد بن عبدالله الشهير بمتولي (ت 1313هـ)، له رسالة في ذكر أمور تتعلق بالضاد والظاء، خط بالأزهر، وهذا المؤلف تطابق اسمه مع اسم شمس الدين بن النجار السابق ذكره، ولكن اشتهاره بمتولي كما ورد جعلنا نفرق بينهما، إضافة إلى أن ابن النجار توفي سنة 870 للهجرة؛ أي قبل متولي بمئات السنين[160].
28- علي خليل: منَ القرن الرابع عشر: له رسالة في كيفية أداء الضاد، وهو مخطوط بالأزهر.
29- محمد بن إسماعيل الأزميري: وقد ذكر قبلاً بمؤلف في الرد على رسالة المرعشي، وأثبت له مؤلف آخر هو: "رسالة في إبدال الضاد بالظاء"، خط بالمكتبة الأزهرية وبمركز البحث العلمي بمكة.

وهناك مجموعة منَ المُؤَلَّفات يُجْهَل أصحابها سنثبت عناوينها من باب الحرص:
30 - مجهول: له شرح درة القاري، وقد يكون نفسه الذي ذكر قبلاً بعنوان "كاشف محاسن العزة لطالب منافع الدرة".
31- مجهول: له قصيدة ميميَّة في الفرق بين الضاد والظاء، مخطوطة في برونستون، ومنه نسخة بمعهد المخطوطات العربية.
32-مجهول: له نظم ظاءات القرآن خط بالقادرية ببغداد.
33-مجهول: له رسالة في الضاد خط بالتيمورية.
34-مجهول: له رسالة في الفرق بين الضاد والظاء.
35-مجهول: له شرح أبيات الداني الأربعة في أصول الظاءات القرآنية.

هذا ما وجدناه في كتاب "البرهان" في هذا الموضوع من المؤلفات، وهناك كتاب آخر سنتعرض له؛ لأنه يهتم بهذا الجانب، وهو مجموعة من الرسائل في الموضوع.

36- الأفغاني: وهو عبيد الله بن عطاء، مدرس أحكام التلاوة والقراءات بالمسجد النبوي، ومنه تحصلنا على رسالة القاضي مدثر، ومنظومة سعيد المري، والذي يكون تلميذ الأفغاني، وهذا الأخير قد أصدر مؤخرًا كتابًا بعنوان: "تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد"، جمع فيه مجموعة من الرسائل التي تناولت الموضوع، بعضها من تأليفه، وبعضها من تأليف آخرين غيره، وقد أورد فيه رسالة القاضي مدثر المذكورة سابقًا، ومنظومة تلميذ الأفغاني- سعيد المري - وقد استطعنا توثيق الرِّسالتين بالإحالة إلى هذا الكتاب مباشرة، إضافة إلى ذلك فقد ورد في متن الرسائل ذكر أو إشارة إلى مجموعة أخرى من المؤلفات في هذا الموضوع، تم الاستشهاد ببعض النقول منها، وهي[161]:
37- "الضياء في العلاقة بين الضاد والظاء": وهي لمؤلف الكتاب عبيد الله الأفغاني.
38- مجموعة أبيات في الضاد وحكمها: للشيخ باب بن الشيخ سيدي الشنقيطي وهي:
الضَّادُ  حَرْفٌ  عَسِيرٌ  يُشْبِهُ  الظَّاءَ        لاَ الدَّالَ يُشْبِهُ فِي نُطْقِهْ  وَلاَ  الطَّاءَ
لَحْنٌ  فَشَا  مُنْذُ  أَزْمَانٍ  قَدِ  اتَّبَعَتْ        أَبْنَاؤُهَا     فِيهِ     أَجدَادًا     وَآبَاءَ
مِنْ  غَيْرِ  مُسْتَنَدٍ   أَصْلاً   وَغَايَتُهُمْ        إِلْفُ  العَوَائِدِ   فِيهِ   خَبْطُ   عَشْوَاءَ
وَالحَقُّ أَبْلَجُ  لاَ  يَخْفَى  عَلَى  أَحَدٍ        إِنِ اسْتَضَاءَ بِمَا فِي الكُتْبِ قَدْ جَاءَ
هَذَا  هُوَ  الحَقُّ  نَصْرًا  لاَ  مَرَدَّ  لَهُ        مَنْ شَاءَ بِالحَقِّ  فَلْيُؤْمِنْ  وَمَنْ  شَاءَ
39- رسالة: "النطق الفصيح في مخرج الضاد الصحيح": لمحمد مهدي النقشبندي التركي.

40- رسالة: "إتحاف الفضلاء في بيان ما ألف في الضاد والظاء": لجمال بن السيد الرفاعي الشايب، وهي رسالة جمعت أقوالاً كثيرة في بيان مخرج الضاد والظاء، وبيان التَّشابُه بينهما.

41-رسالة فتاوى قراء مصر: وهي رسالة بعث بها عبدالفتاح السيد سلامة، عضو رابطة القراء العامة بالقاهرة، إلى كل إمام من أئمة المسلمين يقول فيها: "لذلك أكتب إليك هذه الرسالة الموجزة، مبينًا خطأ واحدًا فقط من الأخطاء التي وقع فيها قراء مصر وغيرهم، وبكل أسف امتد الخطأ حتى إلى قراء الحرمين الشريفين بمكة والمدينة، إن هذا الخطأ يتعلق بالنطق بحرف الضاد، فهو ينطق على ألسنتهم من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا من نفس مخرج الدال، وهو أيضا حرف شديد"[162]، وقد أورد محاورات ومناقشات مع أئمة من الأزهر والحجاز وعلماء الصوتيات سجلت على أشرطة ثم أفرغها خطًّا، ومن هؤلاء: الشيخ ناصر الدين الألباني، وعبيد الله الأفغاني، وكمال بشر.

42-رسالة في الضاد والظاء: وهي للشيخ ناصر الدين الألباني، حيث ذكر أنه قد ألف رسالة في الموضوع وهو دون العشرين من عمره.
وهذه هي مجمل الرسائل التي ورد لها ذكر في هذا الكتاب، دون أن نعيد ما ذكرناه من قبل، وفي تحقيق قصيدة "درة القاري" المذكورة سلفًا، ذكر المحقق وهو محمد بن صالح البراك، مجموعة من المؤلفات محاولاً حصرها، اتِّباعًا لما فعله رمضان عبدالتواب وحاتم صالح الضامن، وقد كان في قائمته زيادة مؤلفات على قائمتي السابقين هي[163]:
43- القيسي: وهو أبو محمد مكي بن أبي طالب، ت (437هـ)، له أصول الظاء في القرآن والكلام، وذكر مواضعها في القرآن.
44- ابن حزم الظاهري: وهو أبو محمد علي بن أحمد الأندلسي، ت (456هـ)، وله كتاب في الضاد والظاء.
45- ابن الحوراني: وهو أبو البيان نبأ بن محمد القرشي الدمشقي، ت (551هـ)، له منظومة في الضاد والظاء.
46- أمين الدين المحلي: وهو أبو بكر محمد بن علي الأنصاري، ت (673هـ)، له رسالة في شرح ظاءات القرآن.
47- أبو عبدالله الدمشقي: وهو محمد بن إبراهيم الجزري، ت (739هـ)، له قصيدة في ظاءات القرآن.
48- أبو الحسن الديواني: وهو علي بن أبي محمد الواسطي، ت (743هـ)، له قصيدة في الفرق بين الضاد والظاء في القرآن الكريم. 
49-ابن جابر: وهو شمس الدين محمد بن أحمد بي علي أبو عبدالله الأندلسي الهواري، ت (780هـ)، له قصيدة ميمية في الضاد والظاء.

وإضافة إلى كل ما ذكرنا، فقد اتجهنا بعد أن أضنانا البحث في الكتب، وجفت المادة العلمية أو كادت، إلى شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)، وبحثنا عما يمكن أن نجده من المؤلفات مما لم نتمكن من العثور عليه في الكتب بالطريقة التقليدية، فوجدنا مجموعة منها، بعضها موثق، وبعضها غير ذلك، ومن باب التوثيق العام نقول: إننا توصلنا إليها عن طريق محرك البحث www.google.com  باستعمال الكلمات الدالة التالية: (الضاد والظاء)، (الظاءات القرآنية)، (ظاءات القرآن)، وكانت مجموعة المؤلفات التي وجدناها كالتالي:
50- فرغلي سيد عرباوي: له كتاب (صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرآن، وقد نشره على موقعه، وذكر فيه مجموعة من المؤلفات في الموضوع هي:
51- أبو سعيد عبدالملك بن قريب الأصمعي، ت (216هـ)، له كتاب الضاد والظاء، وقال عنه المؤلف أنه أول من ألف في الموضوع، أو أقدم من عُرف عنه ذلك.
52- محمد بن علي بن حسين القارئ البهشمي، ت (1247هـ)، له رسالة في الضاد والظاء.
53- علي بن أبي أحمد بن أبي سعد الواسطي، له قصيدة بائية في عشرين بيتًا.

وقد ذكر المؤلف في بحثه الشاطبي والواسطيين (إسماعيل وأحمد دلة)، وقد ذكرناهم من قبل دون نسب أو تاريخ وفاة، وسنثبت ذلك هنا زيادة في التوثيق: فالشاطبي هو القاسم بن فيرُّه، صاحب المنظومة الشاطبية في القراءات، ت (560هـ)، وله نظم ظاءات القرآن، وقد ذكرنا له منظومة في الضاد والظاء، وأحمد بن دلة الواسطي، ت (653هـ)، وإسماعيل بن علي بن سعدان بن الكدا الواسطي، ت (690هـ).

ووجدنا في مواضع متفرقة من الشبكة، مجموعة أخرى من المؤلفات هي:
54- محمود عبدالرحمن علي أحمد اليحيى: له الحجة الوضاء في إثبات الشبه بين الضاد والظاء، صدر عن دار الاستقامة بالقاهرة في طبعته الأولى، سنة 2004 م، وهي دراسة صوتية تجويدية وفقهية، والكتاب في مقدمة وثلاثة فصول حاول فيها الكاتب أن يثبت أن الضاد الحالية ليست هي القديمة، وأن الضاد الحقيقية تشبه الظاء.
55- ابن حداد المهدوي: وهو أبو الحسن محمد بن ثابت الخولاني، له كتاب حصر حرف الظاء، وذكر فيه (93) كلمة مرتبة على حروف الهجاء، وقد يكون المهدوي هذا هو الذي أوردنا له أبيات الأصول الظائية من قبل، وهذا الكتاب من تحقيق: أبي حذيفة بن إبراهيم الحسيني، ونشر في مجلة الحكمة عدد (18/475).
56- محمد بن رزق طرهوني: وله تنزيه المثاني عن نطق الضاد عند عبيدالله الأفغاني، وهو رد على رسالة الأفغاني السابق ذكرها، وحررها بالمدينة في 28 رمضان 1424هـ.
57- الحراني: وهو أبو العباس أحمد بن حماد، ت (618هـ)، له المصباح في الفرق بين الضاد والظاء في القرآن العزيز نظمًا ونثرًا، نشر في مجلة العرب بالرياض بتاريخ 7/7/2004.
58- أحمد المقري: له ظاءات القرآن الكريم، طبع بالمركز، دبي، سنة 1991.
59- أشرف محمد فؤاد طلعت: له إعلام السادة النُّجباء أنه لا تشابه بين الضاد والظاء، وله ذكر في كتاب الأفغاني ونقل عنه في الصفحة (24).
60- المقدسي: وهو أبو يوسف بن إسماعيل بن عبدالجبار بن أبي حجاج، ت (637هـ)، وله كتاب الظاء.
61- الشيباني: وهو أبو بكر عبدالله بن علي الموصلي، ت (797هـ)، له كتاب الفرق بين الضاد والظاء.

وفي الختام نقول: إنه تحصل لنا من تراث العرب ثلاثة وعشرون ومائة مؤلَّف في موضوع الضاد والظاء، قديمًا وحديثًا، بين أرجوزة وقصيدة ورسالة وكتاب، لمائة وعشرين مؤلفٍ، منهم تسعة مجهولون، وهي - كما نظن - أكبر قائمة تَمَّ جمعها، حسب ما توصلنا إليه وتجمع لنا من مادة علمية تخص هذا الموضوع.


المبحث الثاني
انعكاسات الإشكالية
على القرآن الكريم
الضاد والظاء في القرآن الكريم:  
أردنا أن نَتَكَلَّمَ عن إشكاليَّة الضاد والظاء وانعكاساتها على القرآن الكريم، في دراسة جزئية شبه تطبيقية، والتي ستكون على أربعة مستويات:
المستوى الأول: نتناول فيه أصول الظاءات القرآنية، والمستوى الثاني: نتناول فيه نظائر الضاد والظاء في القرآن الكريم، والمستوى الثالث: نَتَكَلَّم فيه عن تأثير هذه الإشكاليَّة في اختلاف القراءات، والمستوى الرابع: نتناول فيه حكم قراءة القرآن بالحرفين.

وقبل الحديث بتفصيل عن هذه المستويات، يجدر بنا أن نُنَوِّه إلى أنَّ منَ المؤلفات التي أوردناها سابقًا ما خصصه أصحابها للقرآن وحده، دون تعدِّيه إلى اللغة بأكملها ومن ذلك: الظاءات القرآنية، ومتن الجزرية، ورسالة السرقوسي، ومنظومة التليلي.

المستوى الأول: أصول الظاءات القرآنية:
وَرَد في القرآن الكريم واحد وعشرون أصلاً معجميًّا، دَخَلَ في تركيبه حرف الظاء، وهي على الترتيب الألفبائي:
حظ /حظر /حفظ /شوظ /ظعن /ظفر /ظل /ظلم /ظمأ /ظن /ظهر/عظم /غلظ /غيظ / فظ/ كظم/ لظي/ لفظ/نظر /وعظ /يقظ.

وقد حَاوَلَ العلماء الذين تناولوا هذه القضية، أن ينظموا هذه الأصول في أقل عدد ممكن من الأبيات، وقد رأينا منظومة التليلي وهي كبيرة، والأمر نفسه بالنسبة لمنظومة الجزرية، وقد نظمها أبو عمرو الداني في أربعة أبيات هي:
ظَفِرَتْ  شُوَاظُ  بِحَظِّهَا  مِنْ   ظُلْمِنَا        فَكَظَمْتُ غَيْظَ  عَظِيمِ  مَا  ظَنَّتْ  بِنَا
وَظَعَنْتُ   أَنْظُرُ   فِي   الظَّهيرَةِ   ظُلَّةً        وَظَلِلْتُ   أَنْتَظِرُ    الظِّلاَلَ    لِحِفْظِنَا
وَظَمِئْتُ فِي الظَّلْمَا فَفِي عَظْمِي لَظًى        ظَهَرَ  الظِّهَارُ  لأَجْلِ   غِلْظَةِ   وَعْظِنَا
أَنْظَرْتُ   لَفْظِي   كَيْ    تُيَقِّظَ    فَظَّهُ        وَحظَرْتُ  ظَهْرَ  ظَهِيرِهَا  مِنْ  ظُفْرِنَا[164]
وَنَظَمَهَا السرقوسي في ثلاثة أبيات هي:
ظَفِرْتُ بِحَظٍّ مِنْ ظَلُومٍ تَعَاظَمَتْ        ظَوَاهِرُهُ      لِلنَّاظِرِ       المُتَيَقِّظِ
ظَمِئْتُ فَلَمْ تُحْظَرْ عَلَيَّ  ظِلاَلُهَا        فَظَاظَةَ  أَلْفَاظٍ  وَلاَ  غَيْظَ  وُعَّظِ
ظُنُونٌ  تَلَظَّى  لِلْكَظِيمِ  شُوَاظُهُا        تُغَلِّظُ  عَتْبَ   الظَّاعِنِ   المُتَحَفِّظِ[165]
ونظمها ابن مالك في بَيْتَيْنِ هما:
ظَلَّ الغَلِيظُ الظَّلُومُ الفَظُّ شَوْظَ لَظًى        فَاظْمَأْ كَظَعْنٍ وَظَاهِرْ  ظَافِرًا  يَقِظا
بِحِفْظِ لَفْظٍ وَكَظْمِ الغَيْظِ ثُمَّ  بِحَظْ        رِ الظَّنِّ  أَعْظِمْ  بِحَظٍّ  نَاظِرٍ  وَعِظا[166]


وقد وَرَد في القُرآن مِن هذه الأُصُول كلها خمسة أصول مرة واحدة في القرآن، وهي:
- (ظعن) في قوله - تعالى -: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ}[167].
-(فظ) في قوله - تعالى -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[168].
- (يقظ) في قوله - تعالى -: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}[169].
- (لفظ) في قوله - تعالى -: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[170].
- (شوظ) في قوله - تعالى -: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ}[171].

المستوى الثاني: نظائر الضاد والظاء:
لم نجد الكثير ممن اهتمَّ مِنَ العلماء بهذا الموضوع، معتمدًا القرآن مدونة، فقد رَأَيْنا أغلب المُؤَلفات التي سَرَدْنا عناوينها قدِ اتَّخَذَتْ مدونتها منَ اللُّغة العربية بأكملها باستثناء البعض؛ مثل: السرقوسي، الذي أَوْضَح في رسالته نظائر الضاد والظاء الواقعة في القرآن، وهي: (حظر/ حضر)،(حظ/ حض)،( ظل/ ضل)،(ظن/ ضن)، (غيظ/ غيض)، (فظ/ فض)، (نظر/ نضر).

وقد كان تَوَزُّع هذه النَّظائر على القُرآن بمستويات مختلفة هي كالتالي، حسب اختلاف السورة والآية:
أ- السورة نفسها والآية نفسها:
نَجِدُ ذلك في القرآن مرة واحدة، في قوله - تعالى -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[172]، فكان التَّنَاظُر في هذه الآية بين الجذرين (فظ)، و(فض) الذي ورد في الآية بصيغة انفعل (انْفَضَّ).
ب- السورة نفسها والآيتان متتابعتان:
وَرَدَتْ في القرآن ثلاث مرات: الأولى في قوله - تعالى -: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا * أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا}[173]،فكان التَّنَاظُر بين الجِذْرَيْن (ظل) و(ضل) الذي وَرَد بِصِيغَة التفضيل أفعل (أضل).
والثانية في قوله - تعالى -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[174]،فكان التَّنَاظُر بين الجذرين (نظر) و(نضر)، وكل منهما ورد بصيغة اسم الفاعل الملحقة به هاء التأنيث: فاعلة (ناظرة، ناضرة).
والثالثة في قوله - تعالى -: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}[175]، فكان التَّنَاظُر للمرة الثانية بين الجذرين (نظر) و(نضر)، الذي ورد بصيغة مصدر المرَّة فَعْلَة، (نضرة).
جـ - السورة نفسها والآيتان متقاربتان:
وَرَدَتْ في القرآن بنظيرين (حظر/ حضر)، و(ظل/ ضل)، حيث ورد الأول مرة واحدة في قوله - تعالى -: {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}[176].
وقوله في السورة نفسها بعد آيتين من المذكورة سلفًا: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}[177].
أمَّا فيما يَخُصُّ الجذرين (ظل، ضل)، فقد كانت نظائرهما كثيرة ومتعددة، حتى في السورة الواحدة، واعتمدنا فقط ما فرق بين الآيتين من آيات لا يتجاوز عددها الستة، فَوَجَدْنا عشرة أمثلة في القرآن؛ أولها قوله - تعالى -: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا}[178]، ونجد بعدها بآيتين قوله - تعالى -: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}[179]، ونكتفي بمثالٍ واحد ونورد جدولاً نثبت فيه باقي الأمثلة التي وردت في القرآن:


جدول(11):نظائر ظل وضل في الآيات المتقاربة
اسم السورة
الأعراف
الرعد
النحل
طه
الفرقان
الروم
يس
الزمر
المجموع
رقم آية الجذر (ظل) 
    160/171 
    35 
    81 
    97 
    45 
    51 
    56 
    16
9 
رقم آية الجذر (ضل) 
    155/ 178 
    33 
    87 
    92 
    42 
    53 
    62 
    22 
    9 
                                                         
د- السورة نفسها والآيتان متباعدتان:
لم نجد منَ النَّظائر إلاَّ الجذرين (ظل وضل)، حيث وردا كثيرًا في السورة الواحدة، وفي آيات متباعدة، يفصل بينها أكثر من ست آيات.
ولم نلغ الآيات المتقاربة المذكورة سابقًا إذا كانت في السورة نظائر لها في آيات متباعدة، وأَوَّلها قوله - تعالى -: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[180]، وقوله قبل ذلك بأربعين آية: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}[181].
وسَنُورد باقي الأمثلة في جدول أيضًا:


جدول (12): نظائر (ظل وضل) في الآيات المتباعدة
اسم السورة
رقم آيات الجذور (ظل)
رقم آيات الجذور (ضل )
البقرة 
    57/210  
    16/ 26/ 108/ 175/ 198/ 282 
النساء 
    57 
    44/ 60/ 77/ 88/ 113/ 116/ 119/ 136/ 143/ 167/ 176 
الأعراف 
    160/ 171 
    30/ 38/ 53/ 60/ 61/ 149/ 155/ 178/ 179/ 186 
الرعد 
    15/ 35  
    27/ 33 
الحجر 
    14 
    56 
النحل 
    48/ 58/ 81 
    25/ 36/ 37/ 87/ 93/ 125 
طه 
    97 
    52/ 79/ 85/ 92/ 123 
الفرقان 
    45 
    09/ 17/ 29/ 34/ 42/ 44 
الشعراء 
    04/ 71/ 189 
    20/ 86/ 97/ 99 
القصص 
    24 
    15/ 50/ 75/ 85 
الروم 
    51 
    29/ 53 
لقمان 
    32 
    16/ 11 
فاطر 
    21 
    08 
يس 
    56 
    24/ 47/ 62 
الزمر 
    16 
    08/ 22/ 23/ 36/ 37/ 41 
الشورى 
    33 
    18/ 44/ 46 
الزخرف 
    17 
    40 
الواقعة
30/ 43/ 65 
    51/ 92 


هـ- السورتان مختلفتان
وَوَرَدَتْ فيها ستة نظائر، هي: (حظ/ حض)، و(حظر/ حضر)، و(ظل/ ضل)، و(ظن/ ضن)، و(غيظ/ غيض)، و(نظر/ نضر)، وقد كان عدد ورودها كبيرًا باعتبار اختلاف السورة؛ ولذلكَ تَعَذَّرَ علينا أن نوردَ جميع الأمثلة، وَلِمَنْ أرادَ ذلك الرُّجوع إلى فهارس الألفاظ القرآنيَّة، وسَنُوردُ مثالاً عن كل نظير منَ النَّظائِر:
- (حظ/ حض): قال - تعالى -: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[182]، وقال - تعالى -: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}[183].
- (حظر/ حضر): قال - تعالى -: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}[184]، وقال - تعالى -: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}[185].
- (ظل/ ضل): هناك سورٌ وَرَدَتْ فيها نظائر (ظل، وضل)، وقد أَوْرَدْنَاهَا سالفًا، وهناك سور لَمْ يرد فيها إلاَّ جذر واحد من الجذرين، وهي ما قصدناه بالسورتينِ المختلفتينِ.
قال - تعالى -: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا}[186]، وقال - تعالى -: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[187].
-(ظن/ ضن) قال - تعالى -: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ}[188]، وقال في سورة التكوير، وهي المرة الوحيدة التي يرد فيها الجذر (ضن) في القرآن بأكمله: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}[189].
-( غيظ/ غيض): قال - تعالى -: {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ}[190]، وقال في: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[191].
-( نظر/ نضر): قال - تعالى -: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}[192]، وقال: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}[193].

وقد كانت هذه كلِّ الاحتمالات المُمكنة في توارد النظائر حسب اختلاف السورة والآية، وقد حَصَرنا كلَّ الأمثلة المُتَواجِدة في القرآن، وَأَوْرَدْنَاهَا باستثناء أمثلة النوع الأخير لِكَثْرتها، فَسَرْدُها كلها يجعل الأمر سردًا للجذور الظائية والضادية الواقعة في القرآن الكريم، وهذا الأمر ليس صعبًا على مَن يُريده، والرجوع إلى فهارس الألفاظ القرآنية يَفِي منها بالغَرَضِ.

المستوى الثالث: تأثير المشكلة في القراءات القُرْآنيَّة: 
هذا الخلط بين الحرفينِ رغم انتشاره وشيوعه بين العرب وغيرهم من المسلمين في وقت مبكر، إلاَّ أن تجسده على مستوى النص القرآني لم يظهر إلاَّ في كلمة واحدة في سورة التكوير، وهي قوله - تعالى -: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}[194]، فقد قُرِئَتْ بالضاد وبالظاء، وقدِ اسْتَقْصَيْنا الأمر في أهم كُتُب القراءات، وجَمَعْنا ما قالوه في هذه القضية، ولا بأس أن نَعْرِضَ لأهم آرائهم في الموضوع، فمنهم مَنِ اكتفى بإيراد الكلمتين، ومَن قَرَأَ منَ القُرَّاء بكل منهما، مثلما يقول ابن مجاهد: "قوله: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: (بظنين) بالظاء، وقرأ نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة: (بضنين) بالضاد" [195].

وقال ابن خالويه: "وقوله - تعالى -: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: (بظنين) بالظاء؛ أي: بمتهم، يقال: بئر ظنين، إذا كان لا يوثق بها، وقرأ الباقون (بضنين) بالضاد؛ أي: ببخيل؛ أي: ليس ببخيل بالوحي بما أنزل الله من القرآن، فلا يكتمه أحد، تقول العرب: ضننت بالشيء أضن به، إذا بخلت به، وينشد:
مَهْلاً أَعَاذِلَ قَدْ جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقِي        أَنِّي  أَجُودُ   لِأَقْوَامٍ   وَإِنْ   ضَنُّوا[196]
 
ونرى أن ابن خالويه قد زاد على ابن مجاهد بعد أن أورد مَن قَرَأَ بالكَلِمَتَيْن أن بين المعنى اللغوي لكل كلمة في سياقها من الآية، واستشهد لكل معنى بأقوال العرب القدماء.

وقال ابن شريح الأندلسي: قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: (بظنين) بالظاء، وقرأ الباقون بالضاد"[197].فلم يزد على أن قرر ما قاله ابن مجاهد.

وأما السفاقصي في غيثِ النَّفْع فقال: "(بضنين) قرأ المكي والنحويان بالظاء المشالة، بمعنى: المتهم، والباقون بالضاد الساقطة، واجتمعت المصاحف العثمانية على رسمه بالضاد الساقطة، وإليه أشار في العقيلة، حيث قال: "والضاد في (بِضَنِين) تجمع البشر".

وإنَّما رسمت بالظاء في مصحف عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - وقال الجعبري: لكن في الرسم الكوفي يرفع للضاد خطيط يشبه خط الظاء، وهو معنى قولنا في العقود:
وَالضَّادُ فِي كُلِّ الرُّسُومِ تَصَوَّرَتْ        وَهُمَا  لَدَى  الكُوفِيِّ  مُشْتَبِهَانِ[198]
فنجد من كلام السفاقصي أن المكي هو ابن كثير، والنحويين هما: أبو عمرو، والكسائي، وقد أضاف على من سبق أنَّ المصاحف العثمانيَّة اجتمعت على رسمه بالضاد، وهو بالظاء في مصحف ابن مسعود، ولا ندري إن كان ما أَوْرَدَه بعد ذلك تعليلاً لكتابته بالظاء في مصحف ابن مسعود، أم هو مجرد إشارة وتَنْبِيه لِمَا بين الحَرْفَيْنِ مِن تَشَابُه خَطِّي؟

ويُتَابِعه في ذلك البناء الدمياطي في "الإتحاف"، إذ يَتَكَلَّم عنِ التَّشابُه الخَطِّي، بعد أن يرجح القراءة بالظاء مِن منطلق الدلالة والمعنى، وفي ذلك يقول: "واختلف في (بظنين)، فابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ورويس بالظاء المشالة (فعيل)؛ بمعنى: (مفعول)، مِن طَنَنْتُ فلانًا اتَّهَمْته، ويَتَعَدَّى لواحد؛ أي: وما محمد على الغيب، وهو ما يُوحِي الله إليه بمتهم؛ أي: لا يزيد فيه، ولا ينقص منه ولا يحرف، وَافَقَهُم ابن محيصن، واليزيدي، والباقون بالضاد؛ بمعنى: بخيل بما يأتيه من قبل ربه، اسم فاعل من ضَنَّ: بخل.

المرسوم (بضنين) بالضاد في الكل، قال أبو عبيد: نَختار قراءة الظاء؛ لأنهم لم يبخِّلوه، بل كذَّبوه، ولا مخالفة في الرسم؛ إذ لا مخالفة بينهما إلاَّ في تطويل رأس الظاء على الضاد، قال الجعبري: وجه (بضنين) أنه رسم برأس معوجة، وهو غير طرف فاحتمل القراءتين، وفي مصحف ابن مسعود بالظاء"[199].

رغم إقرار المُؤَلِّف بأن المرسوم بالضاد في الكل، إلاَّ أنه يرجح قراءة الظاء انطلاقًا من المعنى؛ ولأن الخط فرع عنِ النُّطق ناتج عنه، واشتباه الحرفين خطًّا يعتبره المؤلف دليلاً له لا عليه، فإن كان المعنى عنده يقتضي الكتابة بالظاء، فإنَّ ما وَرَدَ مِن كتابتها بالضاد في الكُلِّ ناتِجٌ عن تَشَابُه الحرفين خطًّا لا غير، أما ابن الجزري في "النشر" فيُورد القراءتين ومَن قَرَأَ بهما، ويُؤَكِّد أنها مرسومة ضادًا في كامل المصاحف العثمانية، حيث يقول: "واختلفوا في (بضنين)، فقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ورويس: بالظاء، وانفرد ابن مهران بذلك عن روح أيضًا، وقرأ الباقون بالضاد، وكذا هي في جميع المصاحف، وتَقَدَّمَ الجواز ليعقوب في الوقف على المرسوم"[200]، وقد وَجَدْنا له تعليلاً لِقَبُول القِرَاءة بالظَّاء في بداية كتابه، حيث يقول: "على أنَّ مخالف صريح الرَّسم في حرف مدغم، أو مبدل، أو ثابت، أو محذوف، أو نحو ذلك، لا يعد مخالفًا إذا ثبتتِ القِراءة به، ووردت مشهورة مستفاضة، أَلاَ تَرَى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء (تسألني) في الكهف، وقراءة {وَأَكُونَ مِنَ الصَّالِحِينَ}، والظاء من {بِضَنِين}، ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود، فإن الخلاف في ذلك يُغْتَفَر؛ إذ هو قريبٌ يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صِحَّة القراءة وشُهْرتها وتَلَقِّيها بالقَبول"[201].

وانطلاقًا مِن كُلِّ ما أوردناه منَ الأقوال والآراء، فيمكن تحديد النِّقاط التي تعرض لها هؤلاء فيما يخص القراءة بالظاء أو بالضاد في كلمة (بضنين)، وهذه النِّقاط هي:
كلمة (بضنين) في سورة التكوير قُرئت بالضاد وبالظاء، وَقَرَأَ بالظاء ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ورُويس، والباقون بالضاد، و(ظنين) بمعنى: متهم، و(ضنين) بمعنى بخيل، وهي في المصاحف العثمانية بالضاد، وفي مصحف ابن مسعود بالظاء، ورغم ذلك نقبل القراءة بالظاء؛ لتقارب المعنى؛ ولاشتهار القراءة وتَلَقِّيها بالقبول، وتعود إمكانيَّة القِرَاءَتَيْن إلى تشابُه الحرفينِ خطًّا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ كلمة (ضنين) هي الوحيدة في بابها فيما يخص جذرها المعجمي (ضن) حيث لم يرد غيرها من مشتقات هذا الأصل في كامل القران الكريم.

المستوى الرابع: حكم قراءة القرآن بالحرفين:
يجدر بنا في هذا المقام أن نعرج على قضية النطق بالضاد في القرآن الكريم، وحكمها منَ الجهة الشرعية - وإن لم يَكُنْ هذا مِن صميم بحثنا - فإنَّنا سَنَكْتَفِي بِعَرْض الرَّأْيينِ دون ترجيح بينهما؛ لأننا لسنا مخولين لذلك.

فالرأي الأول والمجيز للخلط بين الضاد والظاء لمن لا يتقن الفرق بينهما، نجد مثاله عند ابن كثير، إذ يقول أثناء تفسيره لسورة الفاتحة: "والصَّحيح من مذاهب العلماء: أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء؛ لقرب مخرجيهما، وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان، وما يليها من الأضراس، ومخرج الظاء من طرف اللسان، وأطراف الثنايا العليا؛ ولأنَّ كلاًّ منَ الحرفين من الحروف المجهورة، ومن الحروف الرخوة، ومن الحروف المطبقة؛ فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك، والله أعلم"[202].

والرأي الثاني والمانع للخلط نمثل له بِقَوْل الزَّمَخْشري في "الكَشَّاف" عند حديثه عن كلمة (ضنين): "وإتقان الفَصْل بين الضَّاد و الظاء واجب، ومعرفة مخرجيهما مما لا بدَّ منه للقارئ، فإن أكثر العجم لا يفرقون بين الحرفين، وإنْ فَرَّقُوا ففرقًا غير صواب، وبينهما بَوْنٌ بعيد"[203].

ثم يَذْكُر مخرج وصفات كلٍّ منَ الحَرْفَيْنِ إلى أن يقول: "ولو استوى الحرفان لما ثبتت في هذه الكلمة قراءتان اثنتان، واختلاف بين جبلين من جبال العلم والقراءة، ولما اختلف المعنى والاشتقاق والتركيب، فإن قلتَ: فإنْ وَضَع المُصَلِّي أحدَ الحرفَيْنِ مكان صاحبه، قلتُ: هو كَوَاضِع الدال مكان الجيم، والثاء مكان الشين؛ لأن التفاوت بين الضاد والظاء؛ كالتفاوت بين أخواتهما"[204].

وإن كان ما قاله الزَّمخشري منطقيًّا وصحيحًا علميًّا ونظريًّا، فإنَّه بَعِيدٌ كلَّ البعد عن الواقع، فإن كان الخلط بين الحرفين أمرًا مفروضًا واقعًا على مستوى غالبية الناطقين بالعربية، فإنَّ إيجاب التَّمييز بين الحرفينِ يصبح تعسيرًا وتشددًا لا يفسرهما إلاَّ فصل الزمخشري بين المستوى النظري والواقع، وعدم التوفيق بينهما في هذه القضية على الأقل.

ويُعتبر قول ابن كثير أقرب إلى الليُونة واليُسْر في الأحكام الشرعية، وهي صفة الدِّين الإسلامي وتشريعاته، ولا يعتبر هذا ترجيحًا مِن جِهَتنا للرَّأي المُجِيز على المانع؛ ولكنَّه تَوْجِيه محض غير معتمد على حجَّة منطقية، ولا مستندٍ إلى أساس علمي؛ لأنَّنا كما قُلنا سابقًا: لسنا مخولين لذلك.

الفصل الثالث
مظاهر توظيف الظاء ومستوياته في القرآن الكريم


المبحث الأول
الجانب الإحصائي - التحليلي
تمهيد:
سَنَتَناوَلُ في فصلنا الأخير - وهو يُمَثِّل الجانب التطبيقي من البحث - توظيف الظاء في القرآن الكريم بأكمله، وذلك من جانب إحصائي وصوتي ودلالي، وكي لا يحدث خلط في المفاهيم، ولا نقع في سوء تفاهم مسبق، كان منَ المُهِمِّ ابتداءً أن نوضح نقطة مهمة تَتَعَلَّق بِمَوْضُوع هذا البحث وحقيقة النتائج المُنتظرة منه.

فقد يَتَبَادَرُ إلى الذِّهْن أن الموضوع يدرس إشكالية قلة الظاء في القرآن من باب التعليل؛ أي: لماذا كان توظيف الظاء قليلاً ومحدودًا جدًّا في القرآن، نسبة إلى باقي الأحرف؟ ولكن في الحقيقة إن بحثنا يَتَجاوَز هذا الإشكال؛ لأن جوابه واضح من جهتين، ولا يحتاج إلى عميق بحثٍ، وكثير تَتَبُّع لِمَعْرِفته.

- أما الجهة الأولى: فهي أنَّ اللُّغة العربيَّة أصل لم توظف الظاء إلاَّ بِنِسْبَة قليلة جدًّا، وذلك ما أَوْضَحْنَاه في الفصل الأول، وانْطِلاقًا منَ المُسَلَّمَة التي تقول: إنَّ القرآن نزل بلغة العرب، وعلى نَمَطهم وأُسلُوبهم في نظم الكلام وتأليفه، فإن ذلك يقودنا بعلاقة الالتزام الحتميَّة إلى القول بأن نسبة توظيف الظاء في القرآن ستكون ضئيلة، سيرًا على نَمَط العرب في تأليف كلامهم.

أمَّا الجهة الثانية، وهي تَتَعَلَّق بالجانب الصوتي؛ من حيث التلاؤمُ، والتَّنَاغُم، وعدم التنافرِ، والثقل، والشِّدَّة على المستوى النطقي، فالظاء كما هو معروف - على الأقل فيما نعلمه - هو أَضْخَمُ الحروف العربيَّة صوتًا وأَقْوَاها جَرَسًا، وأشدها نُطْقًا، وقلة توظيفه ستكونُ نتيجة حتميَّة ومنطقيَّة من باب تحقيق التلاؤم، وتوثيق التناغم، والبُعْد عنِ الشِّدَّة والثقل.

وإذا سَلَّمنا بقلَّة توظيف الظاء على المستوى القرآني، فقد كانت إشكاليتنا: ما مظاهر هذا التوظيف المتصف بالقلة، وما مُستوياته؟
ولكي يكون الأمر أكثر وضوحًا، فقد قمنا بدراسة تأسيسيَّة تَتَنَاول توظيف الظاء في المعلقات العشر، وسمطي الدهر؛ وذلك لتكون منطلقًا لنا، ومرتكزًا فيما سَنَتَنَاوَله منَ التَّوظيف القرآني، وكان اختيارنا للمعلقات العشر، وسمطي الدهر، لسببين:
الأول منهما: لأنَّ هذه القَصَائد قريبة عهد بِنُزُول القرآن.
والثاني: لأنها تمثل أرقى وأبلغ إنتاج أدبي للعرب، قبل نزول القرآن، مما يمكن أن يعتبر عينة تدرس لمعرفة كيفية وخصائص توظيف الظاء عند العرب، الذين نَزَلَ القرآنُ بِلُغَتهم ووَفْق أساليبهم في نَظْم الكلام.

وسنبدأ دراستنا التأسيسيَّة بإثبات المدونة التي تُمَثِّل الكلمات الظائية في كلِّ قصيدة على حدة[205]:
1- معلقة امرئ القيس: حنظل/ ظل/ ظل/ ظهر/ ناظرة/ ظبي/ ظبي/ الظلام = (8 كلمات).
2- معلقة طرفة بن العبد: ظاهر/ مظاهر/ ظهر/ ظهر/ وظيفًا/ وظيفًا/ الوظيف/ آظار/ أنظرني/ ظلم/ ظل/ حفاظًا/ نظرت = (13 كلمة).
3- معلقة زهير بن أبي سلمى: ظعائن/ منظر/ الناظر/ ظهرن/ عظيمين/ يعظم/ أظفاره/ يظلم/ يظلم/ ظلمه/ الظلم/ يظلم/ ظمأهم/ يظلم/ معظم = (15 كلمة).
4-معلقة لبيد بن ربيعة: ظباؤها/ ظباؤها/ ظعن/ يظل/ يظل/ مظنة/ ظلعت/ ظلاله/ الظلام/ الظلام/ الظلام/ نظامها/ ظهر/ عظامها/ عظيمة/ حظنا/ أفظعت = (17 كلمة).
5-معلقة عنترة: تظني/ مظلم/ نظرت/ ظهر/ أظلم/ ظلمت/ ظلمي/ العظلم/ شيظمة/ شيظم/ حفظت/ أظل/ نظر/ نظرت/ نظر = (15 كلمة).
6 - معلقة عمرو بن كلثوم: ظعينا/ أنظرنا/ محافظة/ ظعائن/ ظعائن = (5 كلمات).
7 - معلقة الحارث بن حلزة: تغيظ/ ظلما/ الظباء/ الظهر/ قرظي/ تلظى = (6 كلمات).
8 - معلقة الأعشى: ظهر/ قيظ/ يظل = (3 كلمات).
9 - معلقة عبيد بن الأبرص: ظلال/ يعظ/ يعظ = (3 كلمات).
10- معلقة النابغة: المظلومة/ ظل/ الظلوم/ نظرت/ يظل = (5 كلمات).
11-السمط الأولى لعلقمة (البائية): الظلال/ عظامها/ مظاهر/ حفاظها/ حفاظ/ الظبات = (6 كلمات).
12-السمط الثانية لعلقمة (الميمية): ظعنا/ تظل/ تظل/ ظن/ الحنظل/ ظلت/ ظبي/ شظاها = (8 كلمات).

هذه هي مدونة الكلمات الظائية في القصائد المدروسة، وانطلاقًا منها يمكن وضع الجدول التالي:


جدول(13): الظاء في المعلقات العشر وسمطي الدهر
اسم صاحب القصيدة
عدد أبياتها
عدد الكلمات الظائية
عدد
الجذور
الظائية
امرؤ القيس
82
8
6
طرفة
103
13
7
زهير
62
15
7
لبيد
88
17
11
عنترة
74
15
8
عمرو بن كلثوم
103
5
3
الحارث
81
6
6
الأعشى
64
3
3
عبيد بن الأبرص
48
3
2
النابغة
49
5
3
علقمة (البائية)
40
6
5
علقمة (الميمية)
55
8
6
المجموع
894
104
27


- النتائج الأَوَّليَّة المُسْتَمَدَّة منَ الجدول، تُظهِر أن توظيفَ الشُّعَرَاء للظاء كان بنسبة قليلة وملحوظة، سواء على مستوى الكلمات، أم على مستوى الجذور التي تعود إليها هذه الكلمات، فقد كان الحد الأدنى في معلقة عبيد بثلاث كلمات ظائية من جذرين فقط، والأقصى في معلقة لبيد بسبع عشرة كلمة من أحد عشر جذرًا، وتساوى عدد الكلمات والجذور في معلقتي الحارث والأعشى؛ أي إنَّ باقي القَصَائد طغى فيها عدد الكلمات على عدد الجذور بتوظيف أكثر من تصريف للجذر الواحد أو بتَكرار الكلمة الظائيَّة.

ولكن إذا نَظَرنا إلى هذه النَّتائج مع إسقاطها على ظاءات القرآن: ما استعمل منها، وما لم يستعمل، نَجِد الجدول التالي:


جدول(14): توظيف الظاء بين القَصَائد والقرآن
 
الإجمالي
المستعمل في القرآن
غير المستعمل في القرآن
الكلمات
104
82
22
الجذور
27
14
13
الثنائي
03
03
0
الثلاثي
21
11
10
الرباعي
03
0
3


- انطلاقًا منَ الجدول نجد أنَّ معظم الكلمات والجُذُور قد وُظِّفَت في القرآن، وهذا ما هو منتظر؛ لأنَّ القُرآن نزل بلغة العرب، وعلى نمط تأليف كلامهم، وَوَفْق أساليبهم في توظيف الوحدات اللغوية على المستوى المعجمي والصوتي خاصة.

أمَّا الجُذُور، فنُلاَحظ أنَّ الثُّنائي قد ساوَى الرباعي بنسبة قليلة جدًّا مُقارَنة بالثلاثي، وهو المَعْهُود في توظيفِ العرب لمختلف الجذور، أمَّا عنِ استعمالها في القُرآن فقد وظف الثنائي كله، مما يدل على أنَّ القرآن قد وظف الجذور الظائية الثنائية التي كان توظيفها في ذلك العصر يمثل قمَّة البلاغة وحُسن الاختيار، ودقَّة الاستِعمال، وزادَ القرآن الجذر (فظ) باستعمال وحيد مرشح، بنظير له هو (فض)، على صيغة (انفض)، وبِمُؤَازرة لفظ ظائي آخر هو (غليظ)، في سياق متماسك يدل على القوَّة والشدة، وذلك في قوله - تعالى -: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[206].

نرى أنه رغم وجود خمسة عشر جَذْرًا ثنائيًّا ظائيًّا في المدونة المستخرجة منَ المعاجم، إلاَّ أن أرقى إنتاج أدبي للعرب قريب عهد بِنُزُول القُرآن لم يوظف إلاَّ ثلاثة أفعال منها فقط، وسارَ القرآن على ذلك أيضًا، وزاد عليه من باب الأفضلية والإبداع أنْ وَظَّفَ جذرًا رابعًا في سِياق ملائم جدًّا.

أمَّا الرباعي فرغم وجود ثمانية عشر جذرًا في مُدَوَّنة المعاجم؛ إلاَّ أن الشعراء لم يوظفوا منها إلاَّ ثلاثة، ولم يَرِد في القرآن أي منها، والتعليل واضحٌ، فزيادة على ثقل الظاء كصوت أصلاً، فإن دخوله في تشكيل الرباعي ذي البنية الثقيلة، سيجعل الأمر أكثر ثقلاً مما يتنافر مع فصاحة وحسن نظم وتأليف القرآن، ولهذا لم يكن للرُّباعي نصيب منَ التَّوظيف القرآني.

أمَّا الثُّلاثي فقد حَازَ - وكعادة العرب في كلامهم - على النِّسبة الكبرى منَ التوظيف، فكان نصيبُه واحدًا وعشرين جذرًا، وظِّفَ منها في القرآن أحد عشر جذرًا، وكانت كثافة توظيف هذه الجذور على النحو التالي:


جدول(15): توظيف الجُذُور الظائيَّة في القصائد
الجذر
كثافة توظيفه
الجذر
كثافة توظيفه
الجذر
كثافة توظيفه
الجذر
كثافة توظيفه
ظلم
18
ظعن
05
ظمأ
01
قيظ
01
ظل
14
ظن
03
لظي
01
غيظ
01
ظهر
11
وظف
03
حظ
01
شظي
01
نظر
11
وعظ
02
ظأر
01
ظبو
01
عظم
06
حنظل
02
ظلع
01
فظع
01
ظبي
06
شيظم
02
نظم
01
عظلم
01
حفظ
05
ظفر
01
قرظ
01
المجموع
104


إذًا - ومِن خلال الجدول - كانتْ كثافة التَّوظيف مُتَنَاسقة مع ما وجدناه في القرآن مِن كثرة توظيف الجذور: ظلم/ نظر/ ظهر/ ظل، وقلَّة توظيف الجُذُور: حظ/ لظى/ غيظ.

أمَّا على مستوى القَصَائد، فقد كثر توظيف الجذر (ظعن) مُقارنة بالقرآن، والجذر (ظبي) مقارنة بالجذور غير المستعملة في القرآن، وذلك لِتأثير البيئة والمحيط في نظم الشعراء لقصائدهم، فوداع المحبوبة يستدعي الظعن والظبي، ورحلة الصيد تستدعي الظعن والظبي وغيرها، مما يُبَيِّن أن حياة العرب كانت تقوم على الرِّحلة، والتَّرَحُّل، ومُعَاشَرة الحيوانات البريَّة والوحشية، وهذا ما جعل توظيف هذين الجذرينِ متعددًا نوعًا ما.

وما نُلاحظه أيضًا مجيء بعض الألفاظ في وزنها وزمنها، على ما وردت عليه في القرآن، وَيَتَمَثَّل ذلك خاصة في كلمتي: (تغيظ/ تلظى)، وقد وردتا مرَّة واحدة في القصائد، وكذلك في القرآن على هذه الصيغة، مما يدعونا للقول بأن القرآن وافق العرب وأساليبهم، حتى في الصِّيَغ المُوَظفة في بعض الأحيان إذا كانتْ هذه الصِّيَغ تُمَثِّل قمة حسن التوظيف، وبراعة الاستعمال.

وبعد ما رأيناه مِن مُوافَقة القرآن للغة العرب وعادتهم في توظيف حرف الظاء سطحيًّا، ومِن الجانب الكمي، بقيَ أن نقولَ: إنَّ التوظيف القرآني لم ينحصرْ في المستوى الكمي، ولم يقتصر على الجانب السطحي؛ بل كانت القلة ملحوظة وثابتة منَ الجانب الكمي، والتوزيعي، والصوتي، والصَّرفي، والدلالي، وعلى مختلف المستويات منَ المستوى الإجمالي الذي يُمَثِّل القرآن بأكمله إلى المستوى التفصيلي منَ السور، والآيات، والكلمات، والجذور، والصِّيَغ الصرفية، وغير ذلك من المستويات اللغويَّة، التي يمكن من خلالها توضيح كيفيَّة توظيف الظاء، وكيفية وضع هذا الكم القليل منها على مساحة النص القرآني بمختلف مستوياته، فقلَّة الظاء في القرآن أمرٌ ثابتٌ كما أوردنا، ومعلل واضح التعليل أيضًا، فبقيَ لنا أن نعرفَ مظاهر هذه القلة ومستوياتها، وهذا هو مطلبنا وبُغْيتنا في هذا الفصل.

وسنبدأ بِعَرْض المدونة الكبرى، والتي تجمع كل الكلمات الظائية الواردة في القرآن حسب السورة ورقم الآية، وقبل ذلك يجب أن نُنَبِّهَ إلى نُقطتَيْنِ مُهمَّتينِ جدًّا، تتعلقان بالجانب الإحصائي من هذه الدراسة:
- النقطة الأولى تَتَعَلَّق بعمليَّة الإحصاء منَ الناحية الكميَّة، حيث قُمنا بالإحصاء يدويًّا، اعتمادًا على فهارس القرآن الكريم، والموسوعات الخاصة بألفاظ القرآن وآياته ومواضيعه[207].

ودَعَّمْنا الإحصاء اليَدَوِي بالإحصاء الآلي؛ للتَّحَقُّق مِن صحة النتائج؛ وللتَّأكُّد مِن دقتها، واعتمدنا في ذلك على البرامج الخاصة لإحصاء أحرف القرآن وكلماته وآياته وغير ذلك، وهذه البرامج مُتَوَفِّرة على شبكة المعلومات العالمية، ويمكن تحميلها أو استعمالها مباشرةً انطلاقًا من الاتصال بالشبكة[208].

النُّقطة الثانية هي أن بحثنا استهلكَعددًا كبيرًا منَ الجَدَاول،مما يبدو حشوًا أو زيادة بلا فائدة، ولكن الأمر غير ذلك، حيث إننا كنَّا نقوم بإحصائيات كثيفة ومُتَعَدِّدة مِن أجل الحُصُول على نسبة واحدة، كما هو الحال في نسبة توظيف حرف الظاء إلى باقي الأحرف العربية، فكان يجب علينا أن نقومَ بإحصائيات تَخُصُّ كل الأحرف العربية؛ لنُبَين أنَّ الظاء هو الأقل توظيفًا؛ لأنَّ الأمر لا يَتَعَلَّق بالظاء منعزلاً عن باقي الأحرف؛ ولهذا فإنَّنا أَوْرَدْنا كامل الإحصائيَّات التي قُمنا بها، ولو كنا لا نحتاج من كامل الجدول إلاَّ إلى النِّسبة التي تخصُّ الظاء.


جدول (16): المدونة التفصيليَّة للظاءات القرآنيَّة
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الفاتحة
0
موعظة
66
الظالمين
193
انظر
259
البقرة
62
الناظرين
69
ينظرون
210
انظر
259
عظيم
07
يظنون
78
ظلل
210
العظام
259
ظلمات
17
تظاهرون
85
الظالمون
229
للظالمين
270
ظلمات
19
ظالمون
92
ظنا
230
تظلمون
272
أظلم
20
بالظالمين
95
ظلم
231
موعظة
275
الظالمين
35
ظهورهم
101
يعظكم
231
تظلمون
279
يظنون
46
أنظرنا
104
يوعظ
232
تظلمون
279
عظيم
49
العظيم
105
حافظوا
238
فنظرة
280
تنظرون
50
أظلم
114
بالظالمين
246
يظلمون
281
ظالمون
51
عظيم
114
يظنون
249
آل عمران 
36
ظلمتم
54
الظالمون
124
الظالمون
254
يظلمون
25
تنظرون
55
أظلم
140
حفظهما
255
الظالمين
57
ظللنا
57
الظالمين
145
العظيم
255
العظيم
74
ظلمونا
57
ظلموا
150
الظلمات
257
ينظر
77
يظلمون
57
ينظرون
162
الظلمات
257
الظالمين
86
ظلموا
59
ظلموا
165
الظالمين
258
ينظرون
88
ظلموا
59
ظهورها
189
فانظر
259
الظالمون
94


جدول (16): تابع -01
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
عظيم
105
فظا
159
حافظات
34
عظيما
74
ظلما
108
غليظ
159
حفظ
34
الظالم
75
ظلموا
117
يظلمون
161
فعظوهن
34
يظلمون
77
ظلمهم
117
عظيم
172
يظلم
40
حفيظا
80
يظلمون
117
عظيم
174
عظيما
40
عظيما
93
الغيظ
119
حظا
176
وانظرنا
46
عظيما
95
بغيظكم
119
عظيم
176
عظيما
48
ظالمي
97
ظالمون
128
عظيم
179
يظلمون
49
يظلم
110
الكاظمين
134
بظلام
182
انظر
50
عظيما
113
الغيظ
134
ظهورهم
187
عظيما
54
عظيما
114
ظلموا
135
للظالمين
192
ظلا
57
يظلمون
124
فانظروا
137
النساء
45
ظليلا
57
عظيما
146
موعظة
138
ظلما
10
يعظكم
58
ظلم
148
الظالمين
140
حظ
11
عظهم
63
بظلمهم
153
تنظرون
143
العظيم
13
ظلموا
64
غليظا
154
الظالمين
151
غليظا
21
يوعظون
66
عظيما
156
يظنون
154
عظيما
27
عظيما
67
الظن
157
ظن
154
ظلما
30
عظيما
73
فبظلم
160


جدول (16): تابع - 02
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
عظيما
162
انظر
75
الظالمين
52
الظلمات
122
ظلموا
168
احفظوا
89
بالظالمين
58
الظالمين
129
حظ
176
الظالمين
107
ظلمات
59
بظلم
131
المائدة
18
العظيم
119
حفظة
61
الظالمون
135
عظيم
09
الأنعام
48
ظلمات
63
ظهورها
138
حظا
13
الظلمات
01
أنظر
65
أظلم
144
حظا
14
ينظرون
08
الظالمين
68
الظالمين
144
الظلمات
16
أنظروا
11
بظلم
82
ظفر
146
الظالمين
29
عظيم
15
يحافظون
92
ظهورهما
146
عظيم
33
أظلم
21
أظلم
93
بعظم
146
ظلمه
39
الظالمون
21
الظالمون
93
الظن
148
عظيم
41
أنظر
24
ظهوركم
94
ظهر
151
استحفظوا
44
ظهورهم
31
ظلمات
97
أظلم
157
الظالمون
45
الظالمين
33
أنظروا
99
ينظرون
158
موعظة
46
الظلمات
39
بحفيظ
104
انتظروا
158
الظالمين
51
ظلموا
45
حفيظا
107
منتظرون
158
للظالمين
72
أنظر
46
الظن
116
يظلمون
160
انظر
75
الظالمون
47
ظاهر
120
الأعراف
43


جدول (16): تابع - 03
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
ظالمين
05
فظلموا
103
ظلة
171
يظهروا
08
يظلمون
09
فانظر
103
ظنوا
171
غيظ
15
أنظرني
14
للناظرين
108
ظهورهم
172
الظالمين
19
المنظرين
15
عظيم
116
يظلمون
177
أعظم
20
الظالمين
19
فينظر
129
ينظروا
185
عظيم
22
ظلمنا
29
عظيم
141
تنظرون
195
الظالمون
23
ظهر
33
أنظر
143
ينظرون
198
ليظهره
33
أظلم
37
أنظر
143
الأنفال
08
ظهورهم
35
الظالمين
41
موعظة
145
ينظرون
06
تظلموا
36
الظالمين
44
ظالمين
148
ظلموا
25
بالظالمين
47
الظالمين
47
الظالمين
150
عظيم
28
ظهر
48
ينظرون
53
ظللنا
160
العظيم
29
العظيم
63
عظيم
59
ظلمونا
160
بظلام
51
ليظلمهم
70
لنظنك
66
يظلمون
160
ظالمين
54
يظلمون
70
فانتظروا
71
ظلموا
162
تظلمون
60
العظيم
72
المنتظرين
71
يظلمون
162
عظيم
68
أغلظ
73
فانظر
84
تعظون
164
التوبة
29
العظيم
89
انظروا
86
ظلموا
165
يظاهروا
04
العظيم
100
    

جدول (16): تابع - 04
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
عظيم
101
ظن
24
فانظر
73
ظلموا
67
الظالمين
109
مظلما
27
الظالمين
85
الظالمين
83
العظيم
111
ظنا
36
انظروا
101
بحفيظ
86
الحافظون
112
الظن
36
ينتظرون
102
ظهريا
92
ظنوا
118
فانظر
39
فانتظروا
102
ظلموا
94
ظمأ
120
الظالمين
39
المنتظرين
102
ظلمناهم
101
يغيظ
120
ينظر
43
الظالمين
106
ظلموا
101
غلظة
123
يظلم
44
هود
24
ظالمة
102
نظر
127
يظلمون
44
أظلم
18
ظلموا
113
العظيم
129
يظلمون
47
الظالمين
18
ظلموا
116
يونس
32
ظلموا
52
نظنكم
27
بظلم
117
ظلموا
13
ظلمت
54
الظالمين
31
موعظة
120
لننظر
14
يظلمون
54
ظلموا
37
انتظروا
122
عظيم
15
موعظة
57
الظالمين
44
منتظرون
122
أظلم
17
ظن
60
أعظك
46
يوسف
14
فانتظروا
20
العظيم
64
تنظرون
55
لحافظون
12
المنتظرين
20
الظن
66
حفيظ
57
الظالمون
23
ظنوا
22
تنظرون
71
غليظ
58
عظيم
28
   

جدول (16): تابع - 05
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
ظن
42
إبراهيم
11
فأنظرني
36
ينظرون
85
حفيظ
55
الظلمات
01
المنظرين
37
يعظكم
90
لحافظون
63
الظلمات
05
لظالمين
78
عظيم
94
حافظا
64
عظيم
06
العظيم
87
عظيم
106
نحفظ
65
الظالمين
13
النحل
22
يظلمون
111
الظالمين
75
غليظ
17
ظالمي
28
ظالمون
113
لظالمون
79
الظالمين
22
ينظرون
33
ظلمناهم
118
حافظين
81
الظالمين
27
ظلمهم
33
يظلمون
118
كظيم
84
لظلوم
34
يظلمون
33
الموعظة
125
فينظروا
109
الظالمون
42
فانظروا
36
الإسراء
16
ظنوا
110
ظلموا
44
ظلموا
41
محظورا
20
الرعد
06
ظلموا
45
ظلاله
48
أنظر
21
ظلمهم
06
الحجر
09
ظل
58
مظلوما
33
يحفظونه
11
منظرين
08
كظيم
58
عظيما
40
ظلالهم
15
لحافظون
09
بظلمهم
61
الظالمون
47
الظلمات
16
فظلوا
14
ظعنكم
80
أنظر
48
بظاهر
33
للناظرين
16
ظلالا
81
عظاما
49
ظلها
35
حفظناها
17
ظلموا
85
تظنون
52


جدول (16): تابع - 06
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
فظلموا
59
أظن
36
ظلما
112
الظالمين
87
يظلمون
71
يظلم
49
تظمؤ
118
ظالمين
97
الظالمين
82
للظالمين
50
الأنبياء
17
الحج
13
ظهيرا
88
فظنوا
53
ظلموا
03
عظيم
01
عظاما
98
أظلم
57
ظالمة
11
بظلام
10
الظالمون
99
ظلموا
59
ظالمين
14
يظن
15
لأظنك
101
ظلم
87
الظالمين
29
فلينظر
15
لأظنك
102
يظهروه
97
محفوظا
32
يغيظ
15
الكهف
17
مريم
05
ظهورهم
39
بظلم
25
أظلم
15
العظم
04
ينظرون
40
يعظم
30
أيقاظا
17
عظيم
37
ظالمين
46
يعظم
32
فلينظر
19
الظالمون
38
تظلم
47
ظلموا
39
يظهروا
20
يظلمون
60
الظالمين
59
ظالمة
45
ظاهرا
22
الظالمين
72
الظالمون
64
ظالمة
48
للظالمين
29
طه
05
العظيم
76
الظالمين
53
تظلم
33
أنظر
97
حافظين
82
الظالمين
71
ظالم
35
ظلت
97
فظن
87
المؤمنون
13
أظن
35
ظلما
111
الظلمات
87
حافظون
05


جدول (16): تابع - 07
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
يحافظون
09
يعظكم
17
الظالم
27
منظرون
203
عظاما
14
عظيم
23
للظالمين
37
ظالمين
209
العظام
14
يحافظون
30
الظل
45
ظلموا
227
ظلموا
27
يحفظن
31
ظهيرا
55
ظلموا
227
الظالمين
28
ظهر
31
الشعراء
17
النمل
16
عظاما
35
يظهروا
31
فظلت
04
ظلم
11
الظالمين
41
موعظة
34
الظالمين
10
ظلما
14
يظلمون
62
الظمآن
39
للناظرين
33
فانظر
14
عظاما
82
ظلمات
40
لغائظون
55
عظيم
23
العظيم
86
ظلمات
40
العظيم
63
العظيم
26
الظالمين
94
الظالمون
50
فنظل
71
سننظر
27
ظالمون
107
الظهيرة
58
عظيم
135
فانظر
28
النور
17
الفرقان
09
وعظت
136
فانظري
33
عظيم
11
ظلما
04
الواعظين
136
فناظرة
35
ظن
12
الظالمون
08
عظيم
156
ننظر
41
عظيم
14
انظر
09
نظنك
186
ظلمت
44
عظيم
15
تغيظا
12
الظل
189
فانظر
51
عظيم
16
يظلم
19
عظيم
189
ظلموا
52


جدول (16):تابع - 08
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
ظلمات
63
عظيم
79
ظهر
41
الأحزاب
17
فانظروا
69
ظهيرا
86
فانظروا
42
تظاهرون
04
ظلموا
85
العنكبوت
08
فانظر
50
غليظا
07
القصص
16
ظالمون
14
لظلوا
51
تظنون
10
ظلمت
16
فانظروا
20
ظلموا
57
الظنونا
10
ظهيرا
17
ظالمين
31
لقمان
07
ينظرون
19
الظالمين
21
ليظلمهم
40
الظالمون
11
ينتظر
23
الظل
24
يظلمون
40
يعظه
13
بغيظهم
25
الظالمين
25
ظلموا
46
ظلم
13
ظاهروهم
26
لظالمون
37
الظالمون
49
عظيم
13
عظيما
29
لأظنه
38
أظلم
68
ظاهرة
20
الحافظين
35
ظنوا
39
الروم
11
غليظ
24
الحافظات
35
فانظروا
40
ظاهرا
07
كالظلل
32
عظيما
35
الظالمين
40
فينظروا
09
السجدة
04
الظلمات
43
تظاهرا
48
ليظلمهم
09
أظلم
22
ناظرين
53
الظالمون
50
يظلمون
09
ينظرون
29
عظيما
53
ظالمون
59
تظهرون
18
انتظر
30
عظيما
71
حظ
79
ظلموا
29
منتظرون
30
ظلوما
72


جدول (16): تابع - 09
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
سبأ
08
يس
05
نظرة
88
للظالمين
24
ظاهرة
18
مظلمون
37
فانظر
102
أظلم
32
ظلموا
19
ينظرون
49
عظيم
107
ظلموا
47
ظنه
20
تظلم
54
ظالم
113
ظلموا
51
حفيظ
21
ظلال
56
العظيم
115
ينظرون
68
ظهير
22
العظام
78
ص
07
يظلمون
69
الظالمون
31
الصافات
16
ينظر
15
غافر
11
ظلموا
42
حفظا
07
ظلمك
24
العظيم
09
أعظكم
46
عظاما
16
ظن
24
ظلم
17
فاطر
08
ينظرون
19
ظن
27
كاظمين
18
الظلمات
20
ظلموا
22
عظيم
67
للظالمين
18
الظل
21
عظاما
53
فأنظرني
79
فينظروا
21
ظالم
32
العظيم
60
المنظرين
80
يظهر
26
للظالمين
37
للظالمين
63
الزمر
10
ظاهرين
29
الظالمون
40
فانظر
73
ظلمات
06
ظلما
31
ينظرون
43
العظيم
77
عظيم
13
لأظنه
37
فينظروا
44
ظنكم
87
ظلل
16
للظالمين
52
ظهرها
45
فنظر
88
ظلل
16
فينظروا
82


جدول (16): تابع - 10
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
فصلت
10
ظهره
33
ظلمناهم
76
فينظروا
10
حفظا
12
الظالمين
40
الظالمين
76
ينظرون
18
ظننتم
22
ظلمه
41
الدخان
02
ينظرون
20
ظنكم
23
يظلمون
42
منظرين
29
نظر
20
ظننتم
23
الظالمين
44
العظيم
57
الفتح
12
حظ
35
ينظرون
45
الجاثية
06
عظيما
05
عظيم
35
الظالمين
45
عظيم
10
الظانين
06
بظلام
46
حفيظا
48
الظالمين
19
ظن
06
ظنوا
48
الزخرف
11
يظلمون
22
عظيما
10
أظن
50
ظهوره
13
يظنون
24
ظننتم
12
غليظ
50
ظل
17
نظن
32
ظننتم
12
الشورى
14
كظيم
17
ظنا
32
ظن
12
العظيم
04
فانظر
25
الأحقاف
04
أظفركم
24
حفيظ
06
عظيم
31
الظالمين
10
ليظهره
28
الظالمون
08
يظهرون
33
ظلموا
12
استغلظ
29
الظالمين
21
ظلمتم
39
يظلمون
19
ليغيظ
29
الظالمين
22
ظلموا
65
عظيم
21
عظيما
29
يظللن
33
ينظرون
66
محمد
04
الحجرات
04


جدول (16): تابع - 11
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
عظيم
03
الظن
28
الظلمات
09
الظالمون
09
الظالمون
11
أظلم
52
أعظم
10
الصف
05
الظن
12
القمر
01
العظيم
12
أظلم
07
الظن
12
المحتظر
31
أنظرونا
13
الظالمين
07
ق
05
الرحمن
01
ظاهره
13
ليظهره
09
حفيظ
04
شواظ
35
العظيم
21
العظيم
12
ينظروا
06
الواقعة
09
العظيم
29
ظاهرين
14
يلفظ
18
ظل
30
المجادلة
03
الجمعة
03
ظلام
29
ظل
43
يظاهرون
02
العظيم
04
حفيظ
32
العظيم
46
يظاهرون
03
الظالمين
05
الذاريات
02
عظاما
47
يوعظون
03
بالظالمين
07
ينظرون
44
فظلتم
65
الحشر
04
المنافقون
0
ظلموا
59
العظيم
74
ظننتم
02
التغابن
02
الطور
01
عظيم
76
ظنوا
02
العظيم
09
ظلموا
47
تنظرون
84
الظالمين
17
عظيم
15
النجم
04
العظيم
96
لتنظر
18
الطلاق
04
الظن
23
الحديد
08
الممتحنة
02
ظلم
01
الظن
28
الظاهر
03
ظاهروا
09
يوعظ
02


جدول (16): تابع - 12
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
يعظم
05
العظيم
52
القيامة
04
فلينظر
24
الظلمات
11
المعارج
03
عظامه
03
التكوير
0
التحريم
06
لظى
15
ناظرة
23
الانفطار
01
أظهره
03
حافظون
29
تظن
25
لحافظين
10
تظاهرا
04
يحافظون
34
ظن
28
المطففين
05
ظهير
04
نوح
02
الإنسان
02
يظن
04
غلاظ
06
الظالمين
24
ظلالها
14
عظيم
05
أغلظ
09
الظالمين
28
الظالمين
31
ينظرون
23
الظالمين
11
الجن
05
المرسلات
03
حافظين
33
الملك
01
ظننا
05
ظل
30
ينظرون
35
الغيظ
08
ظنوا
07
ظليل
31
الانشقاق
02
القلم
03
ظننتم
07
ظلال
41
ظهره
10
عظيم
04
ظننا
12
النبأ
02
ظن
14
ظالمين
29
يظهر
26
العظيم
02
البروج
01
مكظوم
48
المزمل
01
ينظر
40
محفوظ
22
الحاقة
03
أعظم
20
النازعات
01
الطارق
02
ظننت
20
المدثر
01
عظاما
11
حافظ
04
العظيم
33
نظر
21
عبس
01
فلينظر
05


جدول (16): تابع - 13
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الكلمة حسب السورة
رقم
الآية
الأعلى
0
الضحى
0
العاديات
0
الكوثر
0
الغاشية
01
الشرح
01
القارعة
0
الكافرون
0
ينظرون
17
ظهرك
03
التكاثر
0
النصر
0
الفجر
0
التين
0
العصر
0
المسد
0
البلد
0
العلق
0
الهمزة
0
الإخلاص
0
الشمس
0
القدر
0
الفيل
0
الفلق
0
الليل
01
البينة
0
قريش
0
الناس
0
تلظى
14
الزلزلة
0
الماعون
0
المجموع
853


المطلب الأول
الجانب الكمي
1-الجانب الكمِّي الإجمالي:
- أول ما يمكن أن نستخلصَه من المدونة الكبرى للظاءات القرآنية، هو نسبة توظيف الكلمات الظائية إلى باقي الكلمات القرآنية على مستوى القرآن كاملاً، فالكلمات القرآنية تقدر بـ(77406) كلمة، والكلمات الظائية هي (853) كلمة؛ أي: بنسبة (1.1  %  )، وهي أقل نسبة توظيف في القرآن فيما يخص كامل الأحرف العربية، وهذا أول مظهر من مظاهر قلة التوظيف.

وإذا عُدنا إلى عدد الأحرف القرآنيَّة نَجِد أنها تُقَدَّر بـ(322604) حرف، وعدد أحرف الظاء في القرآن هو (853)؛ أي: بِعَدَد الكلمات؛ وذلك لأنه لا توجد كلمة قرآنية تحتوي على أكثر من ظاء واحدة، عكس ما يمكن أن نجده بالنسبة لبعض الأحرف الأخرى، والتي يُمْكِن أن تكونَ مُكَرَّرة في الكلمة الواحدة؛ كالألف، واللام في (لؤلؤ)، والراء والفاء في (رفرف)، والسين في (سلسبيل) و(سلسلة)، والدال والميم في (دَمْدم) و(ممدود)، وغيرها منَ الأحرف العربيَّة التي كان لها تَكْرار على مستوى الكَلِمَة الوَاحِدة.

وإذا كانتِ الظاء لَيْست من هذه الأحرف التي تَتَكَرَّر في الكلمة الواحدة، فقد كان عدد مرات وُرُودها في القرآن هو نفسه عدد الكلمات الظائية، وهذا مظهر آخر من مظاهر القلَّة.

وبذلك تكون نسبة توظيف الحرف (ظ) إلى مجموع الأحرف القرآنية هي (0.26  %  )؛ انظر الجدول 17، وهي أقل نسبة توظيف على الإطلاق، وهذا هو المظهر الثالث.

هذا فيما يخص الكلمات والأحرف، أمَّا إذا نَظَرْنا إلى الجُذُور الظَّائيَّة التي تعود إليها هذه الكلمات نجدها (21) جذرًا فقط، وهي مقارنة بإجمالي الجذور القرآنية، والمقدر بـ(1700) جذرًا، فنُلاحِظ القلة الواضحة في التوظيف، فقد كانت نسبتها إلى إجمالي الجذور (1.23 %).

حتى إذا نَظَرْنا إلى الجذور الظائية في اللغة العربية، والتي قدمنا مدونتها في الفصل الأول، نجد أنه قد وظفت من إجمالي الجذور نسبة (17.64 %)، فيما لم يوظف (98) جذرًا؛ أي: بنسبة (82.35 %)، وهذا هو المَظْهر الرابع.

2-الجانب الكَمِّي التَّفْصِيلي:
بعد أن رَأَيْنا توظِيف الظاء على مستوى القرآن الكريم كاملاً، منَ الجِهة الإجماليَّة سنرى مظاهر هذا التوظيف منَ الناحية الكميَّة أيضًا، ولكن منَ الجانب التَّفصيلي؛ أي: توظيف الظاء على مستوى السور والآيات والكلمات.

أ- مستوى السور: 
- يَتَكَون القرآن الكريم من (114) سورة قرآنية، وأول مظهر من مظاهر القلَّة في هذا الجانب، هو أن الظاء لم تُوَظَّف في كامل سور القرآن، بخلاف بعض الأحرف الأخرى؛ كالألف، واللام، وكانت أقل الأحرف توظيفًا؛ من حيث عدد السور المُوَظَّفة فيها، وهو (86) سورة فقط، واختفت من (28) سورة، ابتداء بالفاتحة، واختتامًا بالناس، وهذا المَظْهَرُ الأوَّل.

- إذا عدنا إلى سور القرآن التي وَرَدَتْ فيها الظاء، ورأينا عدد الكلمات في هذه السور، كلٌّ على حدة، ونسبة الكلمات الظائية حسب ما هو مُبَيَّن في الجدول (18)، نجد أنَّ نِسبة الكلمات الظائية تَنْحَصِر بين حد أقصى (3.7  %  ) وحد أدنى (0.28  %  )، وهي نِسْبة ضَئِيلة جدًّا، كما هو واضِحٌ، وهذا هو المَظْهَر الثاني في هذا الجانب.

وإذا كان - كما قَرَّرنا مِن قبلُ - عددُ الكلمات الظائية هو نفسه عدد أحرف الظاء المُوَظَّفة؛ لانْعِدام التَّكرار الظَّائي على مستوى الكلمة الواحدة، وإذا كان عدد الأحرف في السورة يفوق عدد كلماتها بكثير؛ لأنَّ الكلمة تَتَكَوَّن مِن مجموعة أَحْرُف، فإنَّ النِّسبة ستَنْخَفِض على المستوى الحرفي، كما نراه في الجدول (19)، حيثُ انْحَصَرَتْ بين (0.98  %  ) و(0.06  %  )، وهذا هو المَظْهَر الثالث.

وإذا نَظَرْنا إلى الجَدْول الذي يُبَيِّن مَرْتبة الظاء، من حيث قلَّة التَّوظيف بالنِّسبة إلى باقي الأحرف، لَوَجَدْنا (انظر الجدول20) أنَّ الظاء لم تكنِ الحرف الأقل توظيفًا في (34) سورة، من مجموع (86) سورة، ولم تُوَظَّف في (28) سورة أصلاً، وكانتِ الأقل توظيفًا في (52) سورة؛ أي: حوالي نصف سور القرآن، مما يجعلها تحتل المرتبة الأولى في قلَّة التوظيف على مستوى كلِّ سورة على حِدة.

أما السور التي لم تكن الظاء فيها الأقل توظيفًا ومجموعها (34) سورة، فقد كانتِ الظاء في المرتبة ما قبل الأخيرة في (10) سور، وفي المرتبة التي قبلها في (11) سورة؛ أي: بمجموع (21) سورة من أصل (34).

وفي الخُلاصة الإجمالية: فالظاء لم تُوَظَّف في (28) سورة، وكانت الأقل توظيفًا في (52) سورة، وقبل الأقل في (10) سور، وقبل ذلك في (11) سورة، بمجموع (101) سورة.

فهي في مجموع (13) سورة من سور القرآن فقط كان توظيفها كبيرًا نسبيًّا، مقارَنة مع عدد منَ الأحرف لا يزيد على الحرفينِ، وهذا هو المظهر الرابع.

ومِن هنا يُمكن القول: إنَّ قلَّة التَّوظيف لم تَقْتَصِر على الجانب الإجمالي؛ بل تَعَدَّى الأمرُ إلى الجانب التَّفصيلي، كما رأينا مع مستوى السور، وكما سنرى مع مستوى الآيات والكَلِمات.

ب-مستوى الآيات:
- إنَّ مجموع الآيات القرآنيَّة هو (6236) آية، ومُجْمَل الآيات القرآنيَّة التي وَرَدَتْ فيها الظاء هي (745) آية، ونسبتها (11.54  %  )، وهي نِسبة ضئيلةٌ أيضًا كما يظهر، وهذا هو المَظْهر الأول بالنِّسبة لهذا المستوى.

- إذا نظرنا إلى الآيات التي وردت فيها الظاء، نسبة إلى مجموع آيات كل سورة على حدة، نجدها نسبًا قليلة جدًّا، حيث لم تَتَعَد نسبة (25  %  )، إِلاَّ في أربع سور، هي: (الصف/ الجمعة/ الطلاق/ التحريم).

وذلك راجِعٌ ليس لكثرة الآيات الظائية فيها؛ ولكن لِقِلَّة آيات هذه السور أصلاً، فعَدَدُها على التَّوَالي (14/ 11/ 12/ 12)، وانْحَصَرَتْ باقي النِّسَب بين (24.13  %  )، و(1.28  %  )، وهذا حسب الجدول (21)، ويُمَثِّل ذلك المظهر الثاني.

- وكذلك الأمر إذا رَأَيْنا الآيات التي وَرَدَتْ فيها أكثر من ظاء واحدة، حسب الجدول (22)، فنَجِد أنه كلما ارتفع عدد الظاءات المُوَظَّفَة في الآية الواحدة، انخفض عدد الآيات؛ أي إن ذلك يتم بعلاقة عكسية بين تزايد الظاءات وعدد الآيات القرآنية، فعددُ الآيات مُنْعَدِمة الظاء في القرآن (5491) آية، وأحادية الظاء (661) آية، وثنائية الظاء (73) آية، وثلاثية الظاء (16) آية، ورباعية الظاء آية وحيدة، وخماسيَّة الظاء فأكثر (0) آية؛ أي: لا وجود لها في القرآن، مما يعني أن أقصى توظيف قرآني للظاء على مستوى الآيات، هو أربع ظاءات في الآية الواحدة مهما كان طول الآية أو قصرها.

ويَتَّضِح الأمرُ أكثر إذا نَظَرْنا إلى النتائج على أساس النسبة، فنِسْبة الآيات مُنْعَدمة الظاء (88.05%)، وأحادية الظاء (10.59%)، وثنائية الظاء (1.17  %  )، وثلاثية الظاء (0.25  % )، ورباعية الظاء (0.01  %  )، وخماسية الظاء فما فوق(0%)، ولسنا بحاجةٍ إلى الرُّسوم البيانيَّة لِتَوضيح هذه العلاقة العكسيَّة، والتي ستكون عبارةً عن منحنى مُتجه من أعلى إلى أن يصل إلى نقطة الصِّفر، وهذا هو المظهر الثالث.

ج - مستوى الكلمات:
إذا نَزَلنا إلى مستوى الكلمات، والذي يُعتبر قبل المستوى الحرفي الذي نحن بِصَدد دراسته، كمُنطلق للبحث، فَلَيْسَ لنا أن نقول إِلاَّ أن الأمر كان مطردًا، وقد أَشَرْنا مِن قبلُ إلى ذلك، فإذا كانتِ الكلمة تَتَكَوَّن مِن مجموعة أحرف، فيَسْتَلْزِم ذلك إمكانيَّة تَكَرر الحَرْف على مستوى الكلمةِ الواحِدة، إمَّا مَرَّتينِ كالسين في كلمة (سلسلة)، أو ثلاث مرات كالألف في كلمة (الأنعام)، باعتبار الألف والهمزة حرفًا واحدًا، فإنَّ هذه الإمكانيَّة غير مُتَوَفِّرة فيما يخص حرف الظاء، باعتبارِه مِن حُرُوف المَبَاني الأصلية، وليس مِن حُرُوف الزِّيادة والإبدال، التي يُمكن أن تَتَكَرَّر باعتبارها مُبدلة أو مَزِيدة إلى جذر تكون فيه أصلاً، كالدال المُبْدَلة مِن تاء افتعل في الجذر (زرد)، حيث يصبح (ازدرد) بِتَكْرار الدال، أو كالميم في اسم المفعول لفعل فيه ميم أصلية، مثل: (مظلوم) من (ظلم)، فالميم مُكَرَّرة.
والاحتمال الثاني لِتكرار الحرف في الكلمة الواحدة، هو أن يكونَ ذيلاً لجذر ثنائي مضعف، ويفك إدغام التضعيف كالدال مِن (مدَّ) في اسم المفعول (ممدود)، فهي مُكَرَّرة بعد فك الإدغام، ورغم أنَّ الظاء كانت ذيلاً لجذرين ثنائيينِ مضعفينِ هما (حظ) و(فظ)، إلاَّ أنَّ هذينِ الجذرينِ لم يُوَظَّفا في القرآن إلاَّ على هذه الصيغة الوحيدة، مما جعل إمكانيَّة تَكرار الظاء على مستوى الكلمة القرآنيَّة مُنْعَدِمة.

والاحتمال الثالث لتكرار الحرف: أن يكونَ أحد حرفي الثنائي المضاعف؛ كالراء، والفاء في (رفرف).

ورغم وجود الظاء كحرف في الثنائي المضاعف، مثل: (ظأظأ) وغيرها مما رأيناه في مدونة المعاجم؛ إلاَّ أنه لم يوظف أي واحد منها في القُرآن.
وتَجْدُر الإشارة إلى أنه يوجَدُ احتمال رابع لتكرر الحرف في الكلمة الواحدة، وهو أن يكون حرفًا أصليٍّا مُكَرَّرًا، كالباء في كلمة (باب)، ولكن الظاء لم تَتَكَرَّر كأصل في كلمة عربية كما رأينا في مدونة المعاجم، ومنه حتمًا لن تَتَكَرَّر في القرآن، ومُجْمَل الأمر يمثل مظهرًا آخر مِن مظاهِر القلَّة.


جدول (17): توظيف الأحْرُف في القرآن
 
الحرف
عدده
نسبته
الحرف
عدده
نسبته
أ
52655
16.32
س
6010
01.86
ل
38102
11.82
د
5991
01.85
ن
27268
08.45
ذ
4932
01.52
م
26735
08.28
ح
4140
01.28
ي
25746
07.98
ج
3317
01.02
و
25676
07.95
خ
2497
0.77
هـ
17194
05.32
ش
2124
0.65
ر
12403
03.84
ص
2074
0.64
ب
11491
03.56
ض
1686
0.52
ت
10520
03.26
ز
1599
0.49
ك
10497
03.25
ث
1414
0.43
ع
9405
02.91
ط
1273
0.39
ف
8747
02.71
غ
1221
0.37
ق
7034
02.18
ظ
853
0.26


جدول (18): توزع الكلمات الظائيَّة على سور القرآن
        
اسم السورة
عدد كلماتها
عدد الكلمات الظائية
النسبة
اسم السورة
عدد كلماتها
عدد الكلمات الظائية
النسبة
البقرة
6116
62
1.01
طه
1335
05
0.37
آل عمران
3476
36
1.03
الأنبياء
1169
17
1.45
النساء
3745
45
1.20
الحج
1274
13
1.02
المائدة
2803
18
0.64
المؤمنون
1050
13
1.23
الأنعام
3049
48
1.57
النور
1316
17
1.29
الأعراف
3320
43
1.29
الفرقان
893
09
1.00
الأنفال
1232
08
0.64
الشعراء
1318
17
1.28
التوبة
2468
29
1.17
النمل
1150
16
1.39
يونس
1832
32
1.74
القصص
1430
16
1.11
هود
1917
24
1.25
العنكبوت
976
08
0.81
يوسف
1776
14
0.78
الروم
817
11
1.34
الرعد
854
06
0.70
لقمان
546
07
1.28
إبراهيم
829
11
1.32
السجدة
372
04
1.07
الحجر
653
09
1.37
الأحزاب
1287
17
1.32
النحل
1844
22
1.19
سبأ
881
08
1.90
الإسراء
1556
16
1.02
فاطر
775
08
1.03
الكهف
1579
17
1.07
يس
724
05
0.69
مريم
691
05
0.72
الصافات
858
16
1.86


جدول (18): تابع - 1
اسم السورة
عدد كلماتها
عدد الكلمات الظائية
النسبة
اسم السورة
عدد كلماتها
عدد الكلمات الظائية
النسبة
ص
732
07
0.95
الواقعة
320
09
2.81
الزمر
1171
10
0.85
الحديد
573
08
1.39
غافر
1218
11
0.90
المجادلة
472
03
0.63
فصلت
793
10
1.26
الحشر
445
04
0.89
الشورى
857
14
1.63
الممتحنة
348
02
0.57
الزخرف
829
11
1.32
الصف
221
05
2.26
الدخان
346
02
0.57
الجمعة
175
03
1.71
الجاثية
487
06
1.23
التغابن
241
02
0.82
الأحقاف
642
04
0.62
الطلاق
287
04
1.39
محمد
539
04
0.74
التحريم
249
06
2.40
الفتح
559
12
2.14
الملك
333
01
0.30
الحجرات
347
04
1.15
القلم
299
03
1.00
ق
372
05
1.34
الحاقة
258
03
1.16
الذاريات
360
02
0.55
المعارج
217
03
1.38
الطور
312
01
0.32
نوح
225
02
0.88
النجم
360
04
1.11
الجن
285
05
1.75
القمر
342
01
0.29
المزمل
199
01
0.50
الرحمن
350
01
0.28
المدثر
254
01
0.39


جدول (18): تابع - 2
 
اسم السورة
عدد كلماتها
عدد الكلمات الظائية
النسبة
اسم السورة
عدد كلماتها
عدد الكلمات الظائية
النسبة
القيامة
164
04
2.43
المطففين
169
05
2.95
الإنسان
243
02
0.82
الانشقاق
106
02
1.88
المرسلات
181
03
1.65
البروج
109
01
0.71
النبأ
173
02
1.15
الطارق
61
02
3.27
النازعات
179
01
0.55
الغاشية
92
01
1.08
عبس
133
01
0.75
الليل
71
01
1.40
الانفطار
80
01
1.25
الشرح
27
01
3.70


جدول (19): توزع الظاءات على سور القرآن
اسم السورة
عدد أحرفها
عدد الظاءات
النسبة
اسم السورة
عدد أحرفها
عدد الظاءات
النسبة
البقرة
25613
62
0.24
طه
5288
05
0.09
آل عمران
14605
36
0.24
الأنبياء
4925
17
0.34
النساء
15937
45
0.28
الحج
5196
13
0.25
المائدة
11892
18
0.15
المؤمنون
4354
13
0.29
الأنعام
12418
48
0.38
النور
5596
17
0.30
الأعراف
14071
43
0.30
الفرقان
3786
09
0.23
الأنفال
5299
08
0.15
الشعراء
5517
17
0.30
التوبة
10873
29
0.26
النمل
4679
16
0.34
يونس
7425
32
0.43
القصص
5791
16
0.27
هود
7633
24
0.31
العنكبوت
4200
08
0.19
يوسف
7125
14
0.19
الروم
3388
11
0.32
الرعد
3450
06
0.17
لقمان
2121
07
0.33
إبراهيم
3461
11
0.31
السجدة
1523
04
0.26
الحجر
2797
09
0.32
الأحزاب
5618
17
0.30
النحل
7642
22
0.28
سبأ
3510
08
0.22
الإسراء
6480
16
0.24
فاطر
3159
08
0.25
الكهف
6425
17
0.26
يس
2988
05
0.16
مريم
3835
05
0.13
الصافات
3790
16
0.42


جدول (19): تابع - 1
اسم السورة
عدد أحرفها
عدد الظاءات
النسبة
اسم السورة
عدد أحرفها
عدد الظاءات
النسبة
ص
2991
07
0.23
الواقعة
1692
09
0.53
الزمر
4741
10
0.21
الحديد
2475
08
0.32
غافر
4984
11
0.22
المجادلة
1991
03
0.15
فصلت
3282
10
0.30
الحشر
1913
04
0.20
الشورى
3431
14
0.40
الممتحنة
1519
02
0.13
الزخرف
3508
11
0.31
الصف
936
05
0.53
الدخان
1439
02
0.13
الجمعة
749
03
0.40
الجاثية
2014
06
0.29
التغابن
1066
02
0.18
الأحقاف
2602
04
0.15
الطلاق
1170
04
0.34
محمد
2360
04
0.16
التحريم
1067
06
0.56
الفتح
2456
12
0.48
الملك
1316
01
0.07
الحجرات
1493
04
0.26
القلم
1258
03
0.23
ق
1473
05
0.33
الحاقة
1107
03
0.27
الذاريات
1510
02
0.13
المعارج
947
03
0.31
الطور
1293
01
0.07
نوح
947
02
0.21
النجم
1405
04
0.28
الجن
1089
05
0.45
القمر
1438
01
0.06
المزمل
840
01
0.11
الرحمن
1585
01
0.06
المدثر
1015
01
0.09


جدول (19): تابع - 2
اسم السورة
عدد أحرفها
عدد الظاءات
النسبة
اسم السورة
عدد أحرفها
عدد الظاءات
النسبة
القيامة
664
04
0.60
المطففين
740
05
0.67
الإنسان
1065
02
0.18
الانشقاق
436
02
0.45
المرسلات
815
03
0.36
البروج
459
01
0.21
النبأ
766
02
0.26
الطارق
249
02
0.80
النازعات
762
01
0.13
الغاشية
378
01
0.26
عبس
538
01
0.18
الليل
312
01
0.32
الانفطار
326
01
0.30
الشرح
102
01
0.98


جدول (20): الأحرف الأقل توظيفًا منَ الظاء على مستوى السور
اسم السورة
عدد حرف (ظ)
الأحرف الأقل توظيفا من (ظ) وعدد وُرُودها
الأعراف
43
ز (41)
يونس
32
ز (26)/ ث (30)/ غ (20)/ ط (17)
الحجر
09
ث (4)/ غ (8)
الأنبياء
17
ث (13)/ غ (14)
النمل
16
ث (12)/ غ (11)
الروم
11
غ (8)/ ط (9)
لقمان
07
ط (6)
السجدة
04
غ (1)/ ط (2)
الأحزاب
17
ث (14)
الصافات
16
ث (12)/ ض (14)/ غ (12)
فصلت
10
ط (8)
الشورى
14
ث (13)/ ط (10)
الزخرف
11
غ (3)/ ط (10)
الجاثية
06
ط (3)
الفتح
12
ض (9)/ ث (9)/ ط (9)
الحجرات
04
ز (3)
ق
05
ث (1)


جدول (20): تابع – 1
اسم السورة
عدد حرف (ظ)
الأحرف الأقل توظيفا من (ظ) وعدد وُرُودها
النجم
04
ص (3)
الواقعة
09
ض (7)/ غ (4)/ ط (7)
الحديد
08
ط (5)
الصف
05
خ (3)/ ث (0)/ ض (1)/ ع (3)/ ش (3)/ ط (4)
الجمعة
03
غ (2)/ ط (0)
الطلاق
04
غ (2)/ ط (3)/ ص (3)
التحريم
06
ز (5)/ ث (4)/ ش (3)/ ط (2)
المعارج
03
ث (2)/ ط (2)
الجن
05
ز (3)/ ث (1)
القيامة
04
ز (2)/ ض (1)/ غ (1)/ ش (1)/ ط (2)
الإنسان
02
غ (1)
المرسلات
03
ز (1)/ ض (1)/ غ (1)
الانفطار
01
ز(0)/ض(0)
المطففين
05
خ (3)/ ز (3)/ ض (4)/ غ (1)/ ش (2)/ ط (2)/ ص (1)
الانشقاق
02
خ (1)/ ز (0)/ ث (1)/ ص (1)/ غ (1)
الطارق
02
ز (1)/ ث (1)/ ض (1)/ غ (0)/ ش (0)/ ح (1)
الشرح
01
خ (0)/ ث (0)/ ج (0)/ ط (0) 


جدول (21): توزع الآيات الظائيَّة على سور القرآن
اسم السورة
عدد
آياتها
عدد الآيات الظائية
النسبة
اسم السورة
عدد
آياتها
عدد الآيات الظائية
النسبة
البقرة
286
54
18.88
طه
135
04
02.96
آل عمران
200
29
14.50
الأنبياء
112
15
13.39
النساء
176
41
23.29
الحج
78
11
14.10
المائدة
120
17
14.16
المؤمنون
118
12
10.16
الأنعام
165
41
24.84
النور
64
14
21.87
الأعراف
206
36
17.47
الفرقان
77
09
11.68
الأنفال
75
08
10.66
الشعراء
227
14
06.16
التوبة
129
27
20.93
النمل
93
15
16.12
يونس
109
25
28.93
القصص
88
14
15.90
هود
123
21
17.07
العنكبوت
69
07
10.14
يوسف
111
14
12.61
الروم
60
09
15
الرعد
43
06
13.95
لقمان
34
05
14.17
إبراهيم
52
11
21.15
السجدة
30
03
10
الحجر
99
09
09.09
الأحزاب
72
13
18.05
النحل
128
17
13.28
سبأ
54
08
14.81
الإسراء
111
16
14.41
فاطر
45
08
17.77
الكهف
110
16
14.54
يس
83
05
06.02
مريم
98
05
05.10
الصافات
182
15
08.24


جدول (21): تابع - 1
اسم السورة
عدد
آياتها
عدد الآيات الظائية
النسبة
اسم السورة
عدد
آياتها
عدد الآيات الظائية
النسبة
ص
88
06
06.81
الواقعة
96
09
09.37
الزمر
75
09
12
الحديد
29
07
24.13
غافر
85
10
11.76
المجادلة
22
02
09.09
فصلت
54
07
12.96
الحشر
24
03
12.50
الشورى
53
12
22.64
الممتحنة
13
01
07.69
الزخرف
89
09
10.11
الصف
14
04
28.57
الدخان
59
02
03.38
الجمعة
11
03
27.27
الجاثية
37
05
13.51
التغابن
18
02
11.11
الأحقاف
35
04
11.42
الطلاق
12
06
50
محمد
38
03
07.89
التحريم
12
05
41.66
الفتح
29
07
24.13
الملك
30
01
03.33
الحجرات
18
03
16.66
القلم
52
03
05.76
ق
45
05
11.11
الحاقة
52
03
05.76
الذاريات
60
02
03.33
المعارج
44
03
06.18
الطور
49
01
02.04
نوح
28
02
07.14
النجم
62
03
04.83
الجن
28
04
14.28
القمر
55
01
01.81
المزمل
20
01
05
الرحمن
78
01
01.28
المدثر
56
01
01.78


جدول (21): تابع - 2
اسم السورة
عدد
آياتها
عدد الآيات الظائية
النسبة
اسم السورة
عدد
آياتها
عدد الآيات الظائية
النسبة
القيامة
40
04
10
المطففين
36
05
13.88
الإنسان
31
02
06.45
الانشقاق
25
02
08
المرسلات
50
03
06
البروج
22
01
04.54
النبأ
40
02
05
الطارق
17
02
11.76
النازعات
46
01
02.17
الغاشية
26
01
03.84
عبس
42
01
02.38
الليل
21
01
04.76
الانفطار
19
01
05.26
الشرح
08
01
12.50


جدول (22): الآيات مُتَعَدِّدة الظاء حسب السور
2ظ
2ظ
2ظ
2ظ
2ظ
2 ظ
2ظ
2ظ
3ظ
3ظ
4ظ
4ظ
رقم السورة
رقم الآية
رقم السورة
رقم الآية
رقم السورة
رقم الآية
رقم السورة
رقم الآية
رقم السورة
رقم الآية
رقم السورة
رقم الآية
  2
59
7
103
23
14
42
33
2
57
2
259
  /
114
/
143
24
40
/
45
3
117
   
  /
210
/
162
26
136
43
17
4
34
   
  /
231
/
171
/
189
/
76
6
146
   
  /
255
9
70
/
227
45
32
/
158
   
  /
257
/
120
27
14
47
20
7
160
   
  /
279
10
20
28
40
48
06
10
102
   
  3
119
/
36
/
79
49
12
16
33
   
  /
134
/
39
29
40
53
28
21
87
   
  /
154
/
44
32
30
57
13
22
15
   
  /
159
/
54
33
10
58
03
24
31
   
  /
176
11
18
/
53
59
02
30
09
   
  4
40
/
101
37
88
60
09
31
13
   
  /
57
/
122
38
24
61
07
33
35
   
  5
75
16
58
39
16
66
04
48
12
   
  6
21
/
85
40
18
72
07
/
29
   
  /
93
/
118
41
23
المجمــوع
المجمـوع
المجمـوع
  /
144
18
35
/
35
39
سورة
14
سورة
01
سورة
  7
71
20
97
/
50
73
آية
16
آية
01
آية


المطلب الثاني
الجانب التوزيعي
1- توزع الظهور والاختِفاء:
بعد أن رَأَيْنا توظيف الظاء منَ الجانب الكمي الإجمالي والتفصيلي، سَنَتَنَاوَل الآن توزع هذا الكَمِّ على مساحة النَّص القُرآني، عبر مختلف مستوياته؛ لنَبْحَثَ عَنْ مظاهِر القِلَّة في هذا الجانب.

 أ- المستوى الكُلي للقرآن:
نلاحِظ - انطِلاقًا مِِِِِن توظيف الظاء في السور القرآنيَّة - أنَّ الظاء لم تُوَظَّف في (28) سورة، هذا منَ الجانب الكَمِّي، أمَّا توزع هذا على مستوى السور في المصحف، فقد كانت السورة الأولى منَ القرآن خالية من الظاء، وكذلك السورة الأخيرة، وذلك راجِع إلى أنَّ الظاء حرف ضخم، وذو جَرَس قويٍّ، وصوت شديد، ومن باب التمهيد لتوظيفه والاستئناس بِغَيْره منَ الأحرف الخفيفة، كان عدم توظيفه في السورة الأولى منَ القرآن، وتَمَّ توظيفه في السورة الثانية، أما بالنسبة لآخر القرآن، فقدِ اختفى حرف الظاء ابتداءً من سورة (المنافقون) إلى سورة الشرح بصفة مُتَقَطِّعة ومتباينة في عدد السور وتواليها، ثم اختفى نهائيًّا ابتداء من سورة (التين) إلى آخر القرآن، فيما تم توظيفه بصورة متتالية من سورة (البقرة) إلى سورة (الجمعة)، وذلك راجع إلى عدم توافق ثقل الظاء مع افْتِتاح القرآن واختتامه به من جهة، إضافةً إلى طول السور الموظف فيها، وقِصَر السور المختفي منها في غالب الأمر، وخاصَّة في آخر القرآن، فانطلاقًا منَ المدونة الكبرى السابقة، نلاحِظ أن العلاقة شبه طردية بين تناقص عدد الآيات في السورة، وتناقص عدد الظاءات الموظفة فيها؛ حتى كان توظيفها مرة واحدة في آخر ثلاث سور وظفت فيها، وهي: (الغاشية/ الليل/ الشرح)، ثمَّ اختفى الظاء بعد ذلك في العشرين سورة الأخيرة، وكان هو الحرف الوحيد الذي اختفى من عشرين سورة متتالية في القرآن، ومِن كلِّ ما سبق نَسْتَشِفُّ المظهر الأول في هذا المستوى.

ب- مستوى الظهور الحَرْفِي في كامِل القرآن:
نقصد بالظهور الحرفي: ترتيب توظيف الأحرف العربيَّة في القرآن لأول مرة، انطلاقًا منَ القرآن وترتيب اختفاء هذه الأحرف في آخر القرآن؛ ولهذا نجد النتائج حسب الجدول التالي:


جدول (23): ترتيب ظهور واختفاء الحروف في التوظيف القرآني
المرتبة
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
ترتيب الظهور
ب
س
م
أ
ل
هـ
ر
ح
ن
ي
د
ع
ك
و
ترتيب الاختفاء
ظ
ز
ض
ط
غ
ث
ح
ق
ع
ب
ك
هـ
ش
خ
المرتبة
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
ترتيب الظهور
ت
ص
ط
ق
ذ
غ
ض
ف
ز
خ
ش
ظ
ج
ث
ترتيب الاختفاء
ذ
ف
ي
ص
د
ر
م
ج
ت
و
ل
ن
أ
س


والملاحَظ منَ الجدول أنَّ الظاء كانتْ مِن بين الأحرف الثلاثة الأخيرة في الظُّهور؛ حيث ظهرت هي، ثم الجيم، ثم الثاء، كآخر حرف يظهر لأول مرة في القرآن، وذلك راجِع إلى أنَّ الظاء وظفتِ ابتداءً في السورة الثانية، ولم يكنْ لها نصيبٌ منَ التَّوظيف في السورة الأولى لثقلها، وقد أَوْضَحنا ذلك؛ ولهذا فإن مساحة السورة الأولى فسحت المجال لظهور مجموعة كبيرة منَ الأَحْرُف لأول مرة، وقبل الظاء فقد وظِّف في (الفاتحة) واحد وعشرون حرفًا، ثم وظِّفتِ الظاء في السورة الثانية قي الآية السابعة؛ أي: بعد ستِّ آيات كاملة، وهي مساحةٌ تكاد تُسَاوي مساحة سورة (الفاتحة) مما أمكن أن تظهرَ مجموعة أخرى منَ الأحرف، لم تَظْهَر في (الفاتحة)؛ ولهذا كانتِ الظاء في المرتبة (26) قبل الجيم والثاء.

أما بالنِّسبة للاختفاء، فقد كانتِ الظاء أول الأحرف اختفاء، وذلك لأنها اختفتْ قبل عشرين سورة من نهاية القرآن، مما جعل أوليتها في الاختفاء أمرًا منتظرًا وطبيعيًّا، ومنه نجد أنَّ الظاء لم توظَّف ابتداء إلاَّ بعد ظهور (25) حرفًا مِن مجموع الأحرف، وقد توقف توظيفها قبل (27) حرفًا، وبالجمع بين مرتبتي الظهور والاختفاء لكل حرف، نجد الظاء أعلاهم مرتبة؛ أي: أقلهم توزعًا في الظهور والاختفاء، وهذا هو المظهر الثاني.

ج- مستوى السور:
إذا تَعَمَّقْنا قليلاً، وَنَظَرْنا إلى ترتيب ظهور الأحرف لأول مرة في كل سورة على حدة، نجد أنَّ ما قَرَّرْنَاهُ سابقًا مِن تأخُّر ظُهُور الظاء، أمرٌ مُطَّردٌ في أغلب السور التي ظَهَرَتْ فيها الظاء، وذلك حسب الجدول (24).

وانطلاقًا من هذا الجدول، نجد أنَّ الظاء مِن مجموع (86) سورة وُظِّفَتْ فيها، كانتِ الأخيرة في الظهور في (31) سورة بنسبة (36.04%) مِن مَجْموع السور الموظفة فيها الظاء، وكانتْ ما قبل الأخيرة في الظهور في (16) سورة بنسبة (18.6  %   )، وقبل ذلك بِمَرتبة في (5) سور بنسبة (5.81% )؛ أي: إنَّ الظاء كانتْ في المراتب الثلاثة الأخيرة للظهور، بِمَجْموع (52) سورة، من أصل (86) سورة وظفت فيها الظاء، بنسبةٍ إجماليةٍ تُقَدَّر بـ(60.46%)، والسِّرُّ وراء هذا التأخير لظهور الظاء في كامل هذه السور، يعود إلى ما قَرَّرناه سابقًا من ثقلها، وأن هذا من باب التمهيد لوقوعها بين الأحرف الأخرى بعد الاستئناس بها، وهذا هو المظهر الثالث.

د- مستوى الآيات:
لو نَزَلْنا إلى مستوى الكلمات، وحاوَلْنا أن نحصيَ الآيات التي ابتدأتْ بِحَرْف الظاء، كأول حرف يظهر فيها مباشرة دون وجود واو العطف أو غيرها من الروابط؛ لأنَّ العبرة هنا بالجانب الصوتي لا الجانب النحوي، لَوَجَدْنا من مجموع (745) آية ظائية، آيةً وحيدةً فقط ابتدأت بالظاء، وهي قوله - تعالى -: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، ونِسبة هذه الآية الوحيدة إلى مجموع الآيات الظائية هي (0.13  %  )، ولَسْنا بحاجةٍ إلى التدليل على قلَّة وضآلة هذه النِّسبة.

وإذا نَظَرْنا إلى الآيات التي اختُتِمَتْ بِحَرف الظاء، وَجَدْناهَا (17) آية مِن مجموع (745) آية ظائية، وهي مثبتة في جَدْول الفَوَاصِل فيما سيأتي، ونِسْبتُها (2.28%)، وبين النِّسْبة الأولى والثانية نَجِد المظهر الرابع لقِلَّة توظيف الظَّاء في هذا الجانب.

هـ- مستوى الكلمات:
إذا تَفَحَّصْنا المدوَّنة الكبرى للظاءات القرآنيَّة، وعددنا الكلمات المُبتدئة بالظاء ابتداء صوتيًّا دون ذكر الكلمات المعرفة أو المرتبطة بالحروف الرابطة والعاملة كحروف الجر والفاء، وبذلك تَتَحَصَّل (205) كلمة من مجموع (853)؛ أي: بنسبة (24.03%)، ومنه فحوالي ربع الكلمات الظائية القرآنيَّة فقط ابتدأتْ بالظاء، وهذا هو المظهر الخامس.

2- توزع الظاء على مميزات السورة:
لعلَّه منَ المعروف: أنَّ السورة القرآنيَّة هي الوحدة البنائية الكبرى للقرآن، وتَتَمَيَّز السورة القرآنية كوحدة مستقلَّة بأربع مميزات، هي: الاسم، والفاتحة، والخاتمة، والفاصِلة، وإذا تَتَبَّعْنا توزع الظاء على هذه المميزات بالنِّسبة لكافَّة السور التي وُظِّفَتْ فيها الظاء، نجدُ أنَّ الأمر الذي نُدَلِّل عليه ونُؤَكِّدُه مِن بداية الفَصْل يَتَمَاشَى وهذا التوزع، وَيَتَوَافَق وما قَرَّرْناه سابقًا في هذا المضمار.

أ- الظاء في أسماء السور:
إذا نَظَرْنا إلى الجدول (25)، وهو جدولٌ للأحرُف العربيَّة، وكميَّة توظيفها في تشكيل أسماء السور القرآنية حسب الترتيب الهجائي، نلاحِظ أنَّ الظاء هو الحرف الوحيد الذي انعدم توظيفه في تشكيل أسماء السور؛ حيث نجد الضاد والذال قد وُظِّفَتَا مرَّة واحدة في (الضُّحى)، و(الذَّاريات)؛ وذلك لأنَّ الاسم هو أهم ما يدل على السورة، وأول ما يطلع عليه منها؛ لهذا ولِتنافُر الحاجة إلى الاسم مع ثِقل الظاء، فقد خَلَتِ الأسماء منَ الظاء، وهذا هو المظهر الأَوَّل.

ب- الظاء في فواتحِ السور:
كما رأينا الظاء في فاتحة القرآن وخاتمته، سنرى الظاء في فاتحة السورة وخاتمتها، وابتداء بالفواتح نجد أن الظاء وُظِّفَت في أربع فواتح لسور قرآنية من بين (86) سورة دخلت الظاء في مجموع أحرفها، وهو عددٌ ضئيلٌ جدًّا يمثل نسبة (4.65  %)، وهو أمر مطابق لما وجدناه في فاتحة القرآن، والتعليل نفسه وهو التمهيد لموقع الظاء والاستئناس بغيره من الأحرف الأخف منه قبل الوصول إليه، ومنَ المُلاَحَظ ورغم أنه تمَّ توظيف الظاء في أربع فواتح، إلاَّ أنَّ القلَّة في هذا التوظيف كانت من عدة جوانب أخرى، إضافة إلى الجانب الكمِّي:
- فالجانب الأول: هو تباعُد السور التي وَظَّفَت الظاء في فواتحها، وذلك واضح من أرقام تراتيبها في المصحف، فهي كالتالي: الأنعام (6)/ إبراهيم (14)/ الحج (22)/ الطلاق (65).
- أما الجانب الثاني: فإنه رغم وجود أربع فواتح، فإنها لم تَكُن منَ الآيات متعددة الظاء؛ بل من الآيات وحيدة الظاء فقط.
- والجانب الثالث: من حيث إنه تَمَّ توظيف جذرينِ ظائيينِ فقط في هذه الأربع الفواتح، وهما (ظلم) و(عظم).
- الجانب الرابع: هو توظيف ثلاث صيغ فقط، وهي (ظلمات/ ظلم/ عظيم)، حيث تَكَرَّرَ توظيف (الظلمات)، في فاتحتي (الأنعام) و(إبراهيم).

وهذه النِّقاط في مُجْمَلِها تمثِّل المظهر الثاني.

ج- الظاء في خواتم السور:
كانتِ الظاءُ داخلةً في مجموع الأَحْرُف المشكلة لِخَوَاتم خمسة عشر سورة؛ أي: بنسبة (17.44  %   )، وهي نِسبة مرتفعة مُقارنة بالفواتح؛ ولكنها تبقى ضئيلةً بالنسبة لمجموع السور، ولكن الملاحَظ بشدَّة أن السور التي كانت لها فواتح ظائية لم تكن ضِمن السور ذوات الخواتم الظائية؛ أي إنه لا توجد في القرآن كله سورة تحتوي فاتِحتُها وخاتمتُها على حرف الظاء.

ولأنَّ الفاتحة هي أول السورة بعكس الخاتمة، سيكون ثقل الظاء فيها أقوى، وقد بَيَّنَّا هذا الأمر بعد أن رأينا جدول ظهور الظاء في السور؛ ولهذا وَجَدْنا عدد الفواتح الظائية (4) أقل مِن عدد الخواتم الظائية (15)، وهذا منَ الناحية الكميَّة، إضافة إلى ناحيتينِ أخريينِ:
- عدد الجذور المُوَظَّفَة في الفواتح هي (2) فقط، وهي (ظلم/ عظم)، وعددها في الخواتم هو (8)، وهي: (حظ/ عظم/ ظلم/ نظر/ ظهر/ غلظ/ غيظ/ حفظ).
- عدد الكلمات الظائيَّة في الفواتح هو كلمة واحدة لكل فاتحة، ولم تَتَكَرَّر الكلمة أو تضافرها في الفاتحة، بعكس الخواتم، فنَجِد هناك الكلمتين والثلاث مثلما هو الحال في سورتي (الفتح) و(السجدة).

وكل ذلك لأن الخاتمة آخر ما في السورة؛ حيث يكون القارئ قد اعتاد على الظاء وَتَمَكَّنَ من موضعها بين الأحرف، وهذا هو المظهر الثالث.

د- الظاء في فواصل السور:
ونقصد بالظاء في الفاصلة، الفاصلة التي يكون حرفها الأخير، والذي يوقف عليه ظاء، بخلاف الفواصل التي يدخل الظاء في تشكيلها، ولا يكون موقوفًا عليه، وذلك لأننا بصدد ملاحظة الظاء صوتيًّا كحرف فاصلة يوقف عليه، وهذا ما يهمنا هنا.

فبالنِّسبة للفَوَاصل، فهناك (17) فاصِلة قرآنية ظائية حسب الجدول (26)، ونسبتها إلى فواصل القرآن الإجمالية، والتي هي بعدد آياته هي (0.27  %)، وهي نسبة ضئيلة (أقل منَ الواحد)، وذلك ابتداءً منَ الناحية الكميَّة، وتعليل ذلك واضحٌ لأنَّ الوقف على الظاء مِن أشدِّ ما يكون عسرًا، باعتباره أقوى وأضخم الأحرف العربية، وإضافة إلى ذلك تظهر القلة من جوانب أخرى هي:
- عدد السور الموظفة فيها الفواصل، هي (12) سورة نسبة إلى (17) فاصلة، فكان يمكن بالاحتمال العقلي أن تكون (17) سورة بمعدل فاصلة لكل سورة؛ ولكن مبدأ القلة يفرض أن تتكرر وتَتَعَدَّد بعض الفَوَاصل في السورة الواحدة، مما يجعل عدد السور ذات الفواصل الظائية (12) سورة؛ أي: بنسبة (13.95  %) من مجموع السور المحتوية على الظاء.

- عدد الجذور الظائية التي وظفت منها الفواصل هو (3) جذور فقط، وهي: (غلظ/ غيظ/ حفظ)؛ أي: رغم كثرة الفواصل لم يكنْ لها نصيبٌ منَ الجذور إلاَّ هذه الثلاثة.
وكان التوظيف الأكبر للجذر (حفظ) بـ(9) مرات، ثم (غلظ) بـ(7) مرات، و(غيظ) مرة واحدة، وذلك يعود إلى خفَّة الجذر (حفظ)، مقارنة بـ(غلظ) و(غيظ)؛ لاحتوائهما على الغين، وهو حرف ضخم وقوي دون اتصاله بالظاء فكيف بها؟ إضافة إلى رقة الحاء وذلاقة الفاء في (حفظ).

- أربع منَ الفَوَاصل لم يكن التَّوَقُّف فيها على الظاء تمامًا؛ بل كان متبوعًا بألف مدية تمثل التنوين، وكلاهما منَ الجوانب التَّخفيفيَّة لشدة الظاء.

- عدد الصيغ الصرفية المُوَظَّفة في الفواصل الخمسة عشر، هو (4) صيغ فقط، وهي: (فعيل/ فاعل/ يفعل/ مفعول)، والصيغ الثلاث الأخيرة لم تُوَظَّف إلاَّ مرة واحدة، وكان الباقي لصيغة (فعيل) لما تَتَمَيَّز به منَ الخفَّة والانسيابيَّة التي تستمدها منَ الياء المَديَّة، وانعدام السكون مقارنة بـ(يفعل)، ومن قلة الأحرف مقارنة بـ(مفعول)، فرغم توفُّر هذه الأخيرة على واو مدية، فهي أكثر حروفًا من (فعيل)، إضافةً إلى تأخُّر حرف المد إلى ما قبل الحرف الأخير، مما يُعْطي التَّمَكُّن منه وسهولة التَّوَقُّف بعده، مقارنة بـ(فاعل) التي كان المد فيها بعد الحركة الأولى مباشرة، مما يفاجئ القارئ مقارنة بـ(فعيل)، ومجمل هذه النِّقاط يمثِّل المظهر الرابع.

هـ- الجانب المُشترك في توزع الظاء على مميزات السورة:
نجد في الأخير - وبالجمع بين نتائج الفواتح والخواتم والفواصل؛ لأنها تشترك كلها في تشكيل النص القرآني، بخلاف الاسم الذي يكون خارجًا عن إطاره، ودالاًّ عليه بِعَلاقة الالتزام المعنوي فقط - نجد ما يلي:
- ثلاث سور ذات فواتح ظائية، كانت بها فواصل ظائية بمعدل فاصلة لكل سورة، وهي: (الأنعام/ إبراهيم/ الحج).

- سورتان فقط ذو خاتمتين ظائيتين كان بهما فواصل ظائية، وهما (النساء) بثلاث فواصل من جذرين، وصيغة واحدة هي الأخف (فعيل)، إضافة إلى تنوين الفاصلة (غليظًا/ حفيظًا/ غليظًا)، و(البروج) بفاصِلة واحِدة، كانت هي نفسها كلمة الخاتمة الظائية (محفوظ).

- كلمة (محفوظ) في سورة البروج هي آخر خاتمة ظائية، وآخر آية ظائية في السورة، وآخر آية في السورة، وآخر كلمة ظائية في السورة، وآخر كلمة في السورة، وظاؤها هي آخر حرف ظاء في السورة، وآخر حرف على الإطلاق في هذه السورة.

- تَكَرَّرَ وُرُود الكلمات الظائيَّة في الخَوَاتِم أكثر مِن مَرَّة، وذلِك في سور (الشُّعراء/ السَّجْدة/ الفتح)، أمَّا في الشُّعراء والسَّجدة، فقد كانتْ هناكَ كلمتان فقط في كلِّ سورة، وكانتا مِن جذر واحدٍ، فَفِي (الشعراء) نجد (ظلموا/ ظلموا)، وفي السجدة (انتظر/ منتظرون)، وذلك يتناسب وصغر الآية الأخيرة؛ حيث كان تعدُّد الظاء فيها مع صغرها سيمثل جانبًا منَ الثِّقَل والشِّدَّة، لولا أنَّ الكَلِمَتَيْن كانتا مِن جذر واحد، أما في سورة (الفتح) فقد كانت الآية الخاتمة طويلة نسبيًّا، مما جعل إمكانيَّة تَوَزُّع أكثر من ظاء على مساحتها كبيرة نوعًا ما، فوجدنا ثلاث كلمات ظائية كاملة، وهي أعلى نسبة مقارنة بباقي الخواتم، إضافة إلى أنَّ هذه الكلمات الثلاث لم تَكُن من جذر واحد؛ بل مِن جذور مختلفة، وهي: (استغلظ/ يغيظ/ عظيمًا)، وقد وظف - كما لاحظنا - أضخم وأشد جذرين ظائيين، وهما: (غلظ/ غيظ)، وذلك لِتلاقي الظاء مع الغين، ورغم كل ذلك فإن طول الآية، واتساع مساحتها، جَعَلَ هذه الظاءات تقع في وسطها، وتكتسب خفَّتها، وهذا هو المظهر الخامِس.

و- مجالات توزُّع الظاء على مميزات السُّورة:
لأن الفاتحة أول ما تَبْتَدِئ به السورة، والخاتمة ما تختتم به، فالفواصل كانت مُوَزَّعة في هذا المجال المحدود بالفاتحة والخاتمة؛ ولأن السورة قد تحتوي على أكثر من فاصلة ظائية دون أن تحتوي على أكثر من فاتحة واحدة، وخاتمة واحدة؛ ولأن الفواصل تَتَمَكَّن منَ الوضع الحر وسط السورة بخلاف الفاتحة والخاتمة، فموضعهما ثابت لا يتغير، لكل هذا كان عدد الفواصل أكبر من عدد الفواتح والخواتم؛ إضافة إلى أن أول فاصِلة في القرآن في سورة (النساء) وردت قبل أول فاتحة ظائية في (الأنعام)، وآخر فاصلة ظائية في (الطارق) بعد آخر فاتحة ظائية في (الطلاق)؛ أي: إن شبكة الفواصل الظائية تشكل مجالاً يَحْصِر بين طرفَيْه مجموع الفواتح الظائي، والأمر نفسه بالنسبة للفواصل والخواتم، فشبكة الفواصل تحصر بمجالها مجموع الخواتم، ونجد أيضًا أن أول كلمة ظائية في القرآن في (البقرة)، وردت قبل أول فاصِلة ظائيَّة في (النساء)، وآخر كلمة ظائيَّة في (الشرح) وردت بعد آخر فاصلة ظائية في (الطارق)؛ أي: إن شبكة الكلمات الظائية تشكل مجالاً يحصر بين طرفَيْهِ مجموع الفواصل القرآنية الظائية، والأمر مُطَّرِد بالنسبة لباقي المجالات، كما سَنُوضِّحه في المخطط.

وانطلاقًا من هذا المخطط، يَتَّضِح لنا نتيجة مهمة جدًّا، وهي جديرة بالتسجيل والتعليق عليها، وهي: وجود علاقة عكسيَّة مُطَّرِدَة بين سعة المجال وتمييز الكلمة الظائية، حيث كلما زاد تميز الكلمة الظائية، قَلَّت سعة مجالها، فالكلمة غير الظائية كان مجالها أكبر من مجال الكلمات الظائية، وهذه الأخيرة مجالها أوسع من مجال الفاصلة الظائية، ومجال الفواصل أوسع من مجال الخواتم، وهي بدورها مجالها أوسع من مجال الفواتح، انتهاءً بانعدام المجال بالنسبة للاسم الظائي؛ لأنه الأكثر تميزًا، وليس ذلك منَ الجانب الكمي فيما يخص سعة المجال فقط، فقد كان ممكنًا عقلاً ومنطقًا أن يكون مجال الفواتح - وهو أقل من مجال الخواتم - أن يكونَ في الربع الأول منَ القرآن، بينما مجال الخواتم في الربع الثاني، أو الأخير؛ ولكن المُلاحظ بوضوح أن توزُّع المجالات كان منظمًا وبطريقة هندسية واضحة ومحكمة.

فالمجال الأكبر يحصر المجال الأقل منه، باعتبار مساحة النَّصِّ القرآني، حيث إنه حتى حين اشترك مجال الفواصل ومجال الخواتم في سورة واحدة هي (النساء)، كان ترتيب الآيات يجعل مجال الفواصل يحصر مجال الخواتم؛ تحقيقًا للمبدأ المُطَّرِد.

والأمر واضِحٌ بالنِّسبة لِعدد كلِّ صنف مِن أصناف الكلمات، فالعَلاقة عكسيَّة بين عدد الكلمات وتميزها، كما هي بين سعة المجال وتميز الكلمة، فعددُ الكلمات القرآنيَّة غير الظائية أكبر مِن عدد الكلمات الظائية، التي هي أكبر مِن عدد الفواصل، وهي بدورها أكبر عددًا منَ الخواتم، ثم الفواتح حتى ينعدم العدد عند الاسم الظائي للسورة، وهذا كله يمثل المظهر السادس.


جدول (24): ظُهُور الظاء في السور القرآنيَّة
اسم السورة
أول
كلمة ظائية
رقم
الآية
عدد الأحرف الظاهرة بعد (ظ)
اسم السورة
أول
كلمة ظائية
رقم
الآية
عدد الأحرف الظاهرة بعد (ظ)
البقرة
عظيم
07
03
طه
انظر
97
0
آل عمران
يظلمون
25
0
الأنبياء
ظلموا
03
05
النساء
ظلما
10
0
الحج
عظيم
01
11
المائدة
حظا
13
0
المؤمنون
حافظون
05
04
الأنعام
الظلمات
01
10
النور
عظيم
11
0
الأعراف
ظالمين
05
06
الفرقان
ظلما
04
04
الأنفال
ينظرون
06
03
الشعراء
فظلت
04
10
التوبة
يظاهروا
04
02
النمل
ظلم
11
03
يونس
ظلموا
13
0
القصص
ظلمت
16
0
هود
أظلم
18
0
العنكبوت
ظالمون
14
01
يوسف
لحافظون
12
0
الروم
ظاهرا
07
02
الرعد
بظلمهم
06
0
لقمان
الظالمون
11
01
إبراهيم
الظلمات
01
13
السجدة
أظلم
22
0
الحجر
منظرين
08
05
الأحزاب
تظاهرون
04
08
النحل
ظالمي
28
0
سبأ
ظاهرة
18
0
الإسراء
محظورا
20
0
فاطر
الظلمات
20
0
الكهف
أظلم
15
01
يس
مظلمون
37
0
مريم
العظم
04
07
الصافات
حفظا
07
05


جدول (24): تابع - 1
اسم السورة
أول
كلمة ظائية
رقم
الآية
عدد الأحرف الظاهرة بعد (ظ)
اسم السورة
أول
كلمة ظائية
رقم
الآية
عدد الأحرف الظاهرة بعد (ظ)
ص
ينظر
15
01
الواقعة
ظل
30
0
الزمر
ظلمات
06
0
الحديد
الظاهر
03
07
غافر
العظيم
09
01
المجادلة
يظاهرون
02
05
فصلت
حفظا
12
0
الحشر
ظننتم
02
05
الشورى
العظيم
04
08
الممتحنة
ظاهروا
09
0
الزخرف
ظهوره
13
01
الصف
أظلم
07
03
الدخان
منظرين
29
01
الجمعة
العظيم
04
04
الجاثية
عظيم
10
01
التغابن
العظيم
09
01
الأحقاف
الظالمين
10
01
الطلاق
ظلم
01
04
محمد
فينظروا
10
01
التحريم
أظهره
03
04
الفتح
عظيما
05
02
الملك
الغيظ
08
01
الحجرات
عظيم
03
03
القلم
عظيم
04
10
ق
حفيظ
04
06
الحاقة
ظننت
20
0
الذاريات
ينظرون
44
0
المعارج
لظى
15
04
الطور
ظلموا
47
0
نوح
الظالمين
24
0
النجم
الظن
23
0
الجن
ظننا
05
04
القمر
المحتظر
31
0
المزمل
أعظم
20
0
الرحمن
شواظ
35
0
المدثر
نظر
21
01


جدول (24): تابع - 2
اسم السورة
أول
كلمة ظائية
رقم
الآية
عدد الأحرف الظاهرة بعد (ظ)
اسم السورة
أول
كلمة ظائية
رقم
الآية
عدد الأحرف الظاهرة بعد (ظ)
القيامة
عظامه
03
13
المطففين
يظن
04
10
الإنسان
ظلالها
14
01
الانشقاق
ظهره
10
07
المرسلات
ظل
30
02
البروج
محفوظ
22
0
النبأ
العظيم
02
17
الطارق
حافظ
04
08
النازعات
عظاما
11
02
الغاشية
ينظرون
17
0
عبس
فلينظر
24
0
الليل
تلظى
14
01
الانفطار
حافظين
10
01
الشرح
ظهرك
03
10


جدول (25): توزع الأحرف على أسماء السور
 
الحرف
عدد مرات وروده
عدد السور الداخل في تشكيل أسمائها
الحرف
عدد مرات وروده
عدد السور الداخل في تشكيل أسمائها
أ
168
101
ض
01
01
ب
13
13
ط
06
06
ت
34
31
ظ
00
00
ث
04
04
ع
17
17
ج
12
12
غ
03
03
ح
18
18
ف
22
21
خ
03
03
ق
21
20
د
14
13
ك
07
07
ذ
01
01
ل
114
97
ر
40
40
م
34
29
ز
08
07
ن
33
31
س
13
13
هـ
05
05
ش
08
08
و
18
18
ص
09
08
ي
20
20


جدول (26): توزع الظاء على مميزات السورة
الفواتــــــح
الخــــــواتــــم
الــفــواصــــــل
السورة
الكلمة
السورة
الكلمة
السورة
رقم الآية
الفاصلة
الأنعام
الظلمات
النساء
حظ
النساء
21
غليظا
إبراهيم
الظلمات
التوبة
العظيم
/
80
حفيظا
الحج
عظيم
الشعراء
ظلموا/ظلموا
/
154
غليظا
الطلاق
ظلم
السجدة
انتظر/منتظرون
الأنعام
104
بحفيظ
  04
04
فاطر
ظهرها
هود
57
حفيظ
   
الفتح
استغلظ، يغيظ، عظيما.
/
58
غليظ
   
الواقعة
العظيم
/
86
بحفيظ
   
الحديد
العظيم
إبراهيم
17
غليظ
   
الصف
ظاهرين
الحج
15
يغيظ
   
الحاقة
العظيم
لقمان
24
غليظ
   
نوح
الظالمين
الأحزاب
07
غليظا
   
المزمل
أعظم
سبأ
21
حفيظ
   
الإنسان
الظالمين
فصلت
50
غليظ
   
النبأ
ينظر
ق
04
حفيظ
   
البروج
محفوظ
/
32
حفيظ
   
15
19
البروج
22
محفوظ
       
الطارق
04
حافظ
       
12
/
17


المطلب الثالث
الجانب الصرفي
سَنَتَنَاوَل في الجانب الصرفي توزع الجذور الظائية القُرآنية على المستويات الصرفية المختلفة للغة العربية، وسنكتفي بأهم هذه المستويات، والتي يُمكن مِن خلالها توضيح مظاهر قلَّة التوظيف وهي:
مستوى الاسم والفعل، مستوى أوزان الفعل، مستوى أزمان الفعل، مستوى الصِّيَغ العامِلة.

1- مستوى الاسم والفعل:
المدونة الظائية القرآنيَّة تحتوي على الأسماء والأفعال فقط؛ وذلك لانعدام الظاء في حروف المعاني العربية أصلاً، وكان عدد الأسماء أكبر من عدد الأفعال، حيث كان عدد الأسماء (513) اسمًا، وعدد الأفعال (340) فعلاً؛ وذلك راجِع إلى أن الجملة التي هي أساس الكلام، يمكن أن تقوم بالأسماء فقط كما هو الحال في الجملة الاسمية التي يكون خبرها اسمًا مفردًا، أو جملة اسميَّة خبرها مفرد أيضًا، غير أنَّ الجملة لا يمكن أن تقوم بالأفعال فقط دون الأسماء؛ ولهذا كانت أهمية الأسماء أكبر، وكان العدد المُوَظَّف منها أكثر، وهذا هو المَظْهَر الأول.

2- مستوى أزمان الفعل:  
كان نصيب الماضي من مجموع الأفعال الظائية المُوَظَّفة في القرآن (125) فعلاً، والمضارع (163) فعلاً، والأمر (53) فعلاً، وهو توزُّع منطقي للأفعال على الأوزان؛ لأن الكلام فعل حاضر، ويحتاج إلى توظيف المُضَارِع بنسبةٍ أكبر، خاصَّة في سِياق التقرير والتوضيح والتعليل، وكذلك الماضي، ولو أن نسبته أقل؛ وذلك لِتَوْظِيفه خاصَّة في القصص، وأمَّا الأمر فكانتْ نِسْبته منخفضة وقليلة؛ وذلك لأنه يكون غالبًا لإصدار الأحكام الشَّرعيَّة، والجُذُور الظائية لا تحمل ألفاظها الدلالة الشرعية؛ باستثناء قوله - تعالى -: (أغلظ)، وقوله: (حافظوا) و(احفظوا)، وقوله (عظهم) و(عظوهن)، وهذا هو المظهر الثاني.

وقد كان توزُّع فعل الأمر على الجذور الظائية كالتالي:


جدول (27): توزع الجذور الظائيَّة على فعل الأمر
 
الجذر
نظر
حفظ
وعظ
غلظ
عدد مرات توظيفه
47
02
02
02


نلاحِظ منَ الجدول أنَّ الأغلبيَّة السَّاحِقة كانتْ مِن نصيب الجذر (نظر) بـ(47) فعلاً، وقد كان أغلبها في سياق واحد، وهو الدعوة إلى النظر في خلق الله وآياته، والتَّدَبُّر فيها، أمَّا (غلظ)، فَوَرَدَ مرتين في القرآن فقط، وبنفس السياق؛ وذلك لأنَّ القرآن في أصله يدعو إلى المُجَادَلة بالتي هي أحسن، والغلظة أَمْرٌ فَرْعِيٌّ عنها لظروف استثنائية.

أما الجذر (حفظ)، فَوَرَدَ في سياق الأمر بالحِفاظ على الصَّلاة، وكان ذلك مرة واحدة؛ لأنَّ الحِفَاظ على الصلاة مِن صفات المؤمنين كما ورد في آيات أخرى، {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون: 9]، مما يجعل الأمر معلومًا وواضحًا بالضرورة، ولا يحتاج إلى تَكرار وتأكيد في سياق الأمر.

وَوَرَدَ مَرَّة بصيغة {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89]، وكان ذلك مرة واحدة؛ لأنَّ هناك آيات أخرى تُفِيد المعنى نفسه بِنَفْي النقيض، كقوله - تعالى -: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 224]، فهي تفيد في مفهومها منطوق الآية السابقة.

3- مستوى أوزان الفعل:
إذا نَظَرْنا إلى الجَدْول الذي يُوَضِّح توزُّع الجذور الظائيَّة على الأوزان العربيَّة للفعل، وهي (27) وَزْنًا؛ كما هو معلوم، نَجِدُ أنها تَوَزَّعَتْ على ثمانية أوزانٍ منها فقط؛ أي: بنسبة أقل من النصف من مجموع الأوزان، ويعود ذلك إلى عدة أسباب:
- ليس هناك فعل ظائي رباعي في القرآن؛ ولذلك لم يكن للوزن الرباعي المجرد والمزيد حظ من التوظيف.

- الأوزان الثلاثية المزيدة (انفعل/افعلّ) لم يرد بها فعل ظائي، الأول لعدم وجود الداعي، والثاني يضاف إليه ثقل الوزن أصلاً بتضعيف لامه المتطرفة، إضافة إلى الأوزان الشاذة و النادرة وهي (افعوعل/افعولّ/افعالّ)، وهي ثقيلة أيضا فكيف إذا حوت الظاء؟

أما الأوزان المستعملة، فقد اختلفت نسب استعمالها من مرة واحدة إلى عدة مرات، فالفعل (عظّم) من وزن (فعّل) ورد مرة واحدة؛ وذلك للمبالغة في تقدير الشعائر الدينية واحترامها، وتحسين أداء طقوسها وأركانها، ولما كان الأصل في لمؤمن أن يقوم بذلك لم يتكرر الوزن بهذا الجذر وهذا المعنى عدة مرات.

وكذلك الوزن (استفعل) ورد مرتين بجذرين، أي مرة واحدة لكل جذر وهي (استحفظ) و(استغلظ)، وواضح أن كثرة أحرف هذا الوزن جعلته ثقيلاً، ولهذا كان توظيفه بجذرين فقط ومرة واحدة لكل جذر، إضافة على أن الجذرين مذيلان بالظاء مما يجعلها بعيدة عن الأحرف الزائدة في صدر الكلمة.

أما وزن (تفعّل) فقد ورد بجذرين مرة واحدة لكل منهما، وهما (تغيظ)، و(تلظى)، وكلاهما يتعلق بالنار وشدة التهابها، مما يفيد وحدة السياق في الترهيب والتخويف.

وكان وزن (فاعل) بجذرين أيضا وأقل من وزن (أفعل) الذي ورد بخمسة جذور، رغم اتفاقهما في عدد الأحرف والحركات، وذلك لأن (أفعل) هو أخف الأوزان بعد الثلاثي المجرد (فعل) الذي حاز على النسبة الأكبر في التوظيف؛ لأنه الأخف والأنسب توظيفًا في لغة العرب، وهذا هو المظهر الرابع.

4- مستوى الصِّيَغ العامِلة:
وهي الصِّيَغ التي تعمل عمل الفعل في رفع الفاعل، إن كان الفعل لازمًا، إضافة إلى نصب المفعول إذا كان متعديًا، وانطلاقًا منَ الجدول الذي يُوَضِّح توزُّع الجذور الظائية على هذه الصِّيَغ، نجد انعدام التوظيف أُفُقيًّا وعَمُوديًّا وقطريًّا، فقدِ انعدم عموديًّا من حيث عدم توظيف أيِّ جذر من الجذور الظائية القرآنية على إحدى الصِّيَغ العامِلة، وهي صيغة اسم الفعل، حيث لا يوجد اسم فعل عربي يحتوي على الظاء؛ باستثناء صيغة (فَعالِ) القياسيَّة منَ الثلاثي.

وأُفُقيًّا من حيث انعدام توظيف أحد الجذور على أية صيغة عاملة من الصيغ، وهذه الجذور هي (حظ/ ظفر/ لظى/ لفظ).

أما قطريًّا فنقصد به (الفعل)؛ لأنه نقطة التَّقاطُع بين الجذر والصِّيغة العامِلة، فالفعل لم يصغ من كامل الجذور الظائية القرآنيَّة، حيث انعدم الفعل من هذه الجذور (حظر/ حظ/ شوظ/ ظعن/ فظ/ كظم/ يقظ)، ونلاحِظ أنَّ الصِّيَغ العامِلة المُوَظَّفة لم تَكُن مِن كامل أوزان الفعل الموظفة والمذكورة سلفًا، فمثلاً في الجذر (حظر) نجد اسم الفاعل لفعل (احتظر)، بينما نجد اسم المفعول للفعل (حظر)، فهُمَا صِيغَتَان لِجَذْرٍ واحِدٍ؛ ولكنَّهما لِفِعْلينِ مختلفينِ، مما يجعل النسبة تنخفض إلى صيغة وحيدة لكل فعل، وعلى العكس من ذلك نجد صيغتينِ لجذر واحد، كما هو الحال في اسم الفاعل مع (نظر)، فنجد (ناظرين/ منتظرين)، وصيغة المُبالَغة مع (ظلم)، فنجد (ظلّام/ ظلوم)، ولكن رغم ذلك تبقى القلَّة واضِحة، حيث إن كان الانعدام الكُلِّي للتوظيف أفقيًّا وعمُوديًّا، قد مَسَّ بعض الجذور دون غيرها، وبعض الصِّيَغ دون غيرها، إلاَّ أن عدم التَّوظيف الجُزْئِي قد استغرق جميع الجذور وجميع الصيغ، حيث لم يرد جذر ظائي على جميع الصيغ العاملة، كما لم ترد صيغة عاملة من كامل الجذور الظائية، ومجمل الأمر يمثل المظهر الخامس.

5- توظيف الظاء بين مدونة المعاجم، ومدونة القرآن:
إذا نَظَرْنا إلى نتائج توظيف الظاء في القرآن بالمقارنة مع المعاجِم المدروسة في الفعل الأول نجد النتائج التالية:


جدول (28): توظيف الظاء بين المعاجم والقرآن
الجذور
الثنائي
الإجمالي
ظ×
×ظ
الثلاثي
الإجمالي
ظ××
×ظ×
××ظ
الرباعي
الإجمالي
المجموع
المعاجم
15
05
10
86
18
30
38
18
119
القرآن
04
02
02
17
05
05
07
0
21
النسبة%
26.66
40
20
19.76
22.77
16.66
18.42
0
17.64


وواضِح منَ الجدول أنَّ التوظيف القرآني كان أقل من مدونة المعاجم بكثير، حيث كانت النسبة الإجمالية لا تتعدى (17.64  %  )؛ أي: أقل منَ الخمس من إجمالي المدونة، وذلك راجِعٌ إلى عدة أمور:
- الكثير من جذور مدونة المعاجم تعتبر ألفاظًا حوشيَّة وغريبة، وقد هجر استعمالها منذ العصر الجاهلي - إلاَّ فيما ندر - ولم يبقَ لها وجود إلاَّ على مستوى الشواهد الشعرية القديمة.

- بعض الجذور في مدونة المعاجم كانت ثقيلة وشديدة، وتحمل نوعًا منَ التنافُر الصوتي مثل: (دظ/ كعظ) وأمثالها، لم يكن لها توظيف على المستوى القرآني؛ لتنافُر ذلك مع ما تستدعيه طبيعة النَّظم الصوتي للقرآن.

- التوظيف الظائي القرآني كان خاليًا منَ الرُّباعي، مع العلم أن نسبته في مدونة المعاجم تمثل (15.12%)، وذلك راجعٌ لثقل الوزن الرُّباعي أصلاً - كما وضحنا من قبل - إضافة إلى ما ينتج من إضافة الظاء إلى مجموع الأصوات المشكلة له.

- هناك منَ الجُذُور الظائية الثلاثية ما تَتَلاءم أصواتها؛ إلاَّ أن عدو توظيفها كان منَ الجانب الدلالي، حيث كانت دلالتها مبتَذَلة أو فاحشة، أو لا تتناسب والمقام المهيب للنص القرآني، مثل (نعظ/ بيظ/ بظر).


- هناك منَ الجذور الظائية الثلاثية ما يتلاءم أصواتها، وتحسن دلالتها، إلا أن عدم توظيفها كان لعدم وجود الداعي، أو لوجود مرادفات، مثل (فظع) التي يمكن تعويضها دلاليًّا بـ(عظم).

وبتحليل توزُّع الجذور على الثنائي والثلاثي والرباعي، نجد أنَّ الرُّباعي كانت نسبتُه منعدمة لما وضحناه سابقًا، وحاز الثلاثي على أكبر نسبة توظيف، حيث تمثل (81  %  ) من مجموع الجذور، وذلك راجعٌ إلى أنَّ اللُّغة العربيَّة فيما يخص توظيف أبنية الأصول، تتجه في غالب الأمر إلى الثلاثي لأنه أخف الأبنية، من حيث عددُ الأحرف مقارنة بالرباعي والخماسي، ومن حيث الحرف المتوسط للصدر والذيل مقارنة بالثنائي؛ أمَّا الثُّنائي فمثل نسبة (19  %  ) من إجمالي الجذور، وهو أعلى نسبة من الرباعي المنعدم.

- على الرغم من لُجُوء العرب إلى الثلاثي، وعلى عكس الرباعي؛ إلا أن الثنائي ذو بنية صغيرة وخفيفة، حيث لا يحتاج إلاَّ إلى حرفين مضعف ثانيهما؛ مما يجعل تحقيق التلاؤم بينهما سهلاً وممكنًا مقارنة بالرباعي، وكذلك يجعله التَّضعيف شبيهًا بالثلاثي، باعتبار التضعيف سكونًا وحركة، فيكون على وزن (فَعْلَ)؛ وكل النِّقاط السَّابقة في هذا المستوى تمثِّل المظهر السَّادس.


جدول (29): توزع الجذور الظائية على أوزان الفعل
أوزان الفعل
الجذور الظــائــية الــموظــفة علـى الوزن
فعل
حظر
حظ
حفظ
ظعن
ظل
ظلم
ظمأ
  /
ظن
ظهر
عظم
غلظ
غيظ
فظ
كظم
  /
شوظ
لفظ
نظر
وعظ
يقظ
ظفر
لظى
أفعل
أظفر
أظلم
أظهر
أعظم
أنظر
   
فعل
عظم
           
فاعل
حافظ
ظافر
         
انفعل
0
           
افتعل
انتظر
           
افعل
0
           
تفعل
تغيظ
تلظى
         
تفاعل
تظاهر
           
افعوعل
0
           
استفعل
استحفظ
استغلظ
         
افعول
0
           


جدول (29): تابع - 1
أوزان الفعل
الجذور الظــائــية الــموظــفة علـى الوزن
افعال
0
           
فعلل
0
           
تفعلل
0
           
افعنلل
0
           
افعلل
0
           


جدول (30): توزع الجذور الظائية على الصيغ العاملة
الصيغة
الجذر
اسم
الفعل
المصدر
اسم
الفاعل
اسم
المفعول
صيغة
المبالغة
الصفة
المشبهة
اسم
التفضيل
حظر
/
/
محتظر
محظورا
/
/
/
حظ
/
/
/
/
/
/
/
حفظ
/
حفظا
حافظا
محفوظ
/
حفيظ
/
شوظ
/
/
/
/
/
/
/
ظعن
/
ظعن
/
/
/
/
/
ظفر
/
/
/
/
/
/
/
ظل
/
/
/
/
/
ظليل
/
ظلم
/
ظلم
ظالم
مظلوم
ظلوم/ظلام
/
أظلم
ظمأ
/
ظمأ
/
/
/
ظمآن
/
ظن
/
ظنا
الظانين
/
/
/
/
ظهر
/
/
ظاهر
/
/
ظهير
/
عظم
/
/
/
/
/
عظيم
أعظم
غلظ
/
الغلظة
/
/
/
غليظ
/
غيظ
/
تغيظا
غائظون
/
/
/
/


جدول (30): تابع – 1
الصيغة
الجذر
اسم
الفعل
المصدر
اسم
الفاعل
اسم
المفعول
صيغة
المبالغة
الصفة
المشبهة
اسم
التفضيل
فظ
/
/
/
/
/
فظا
/
كظم
/
/
الكاظمين
مكظوم
/
كظيم
/
لظى
/
/
/
/
/
/
/
لفظ
/
/
/
/
/
/
/
نظر
/
نظرة
ناظرين/منتظرين
منظرون
/
/
/
وعظ
/
موعظة
الواعظين
/
/
/
/
يقظ
/
/
/
/
/
أيقاظا
/


المبحث الثاني
الجانب الصوتي والدلالي


المطلب الأول
الجانب الصوتي
1- مرتبة الظاء في الجذر:
ستكون الدِّراسة الصَّوتيَّة - باعتبار أن الظاء حرف - على جانب كبير منَ الأهمية في تبيان مظاهر ومستويات توظيف الظاء، خاصَّة فيما يتعلق بالتلاؤم الصوتي والتناغُم، وبدايةً سنرى مرتبة الظاء في الجُذُور القرآنيَّة، فنجدها حسب الجدول التالي:


جدول (31): مرتبة الظاء في الجذر والأحرف المُتَشَكِّلة معها
مرتبة الظاء
ظ××
×ظ×
××ظ
  1
ظل
حظ
حفظ
  2
ظن
فظ
شوظ
  3
ظعن
حظر
غلظ
  4
ظفر
عظم
غيظ
  5
ظلم
كظم
لفظ
  6
ظمأ
لظي
وعظ
  7
ظهر
نظر
يقظ
المجموع
07
07
07
الأحرف المتشكلة معها
ع/ ن/ ف/ ر/ ل/ م/ أ/ هـ
ح/ ر/ ف/ ع/ م/ ك/ ل/ ي/ ن
ح/ ف/ ش/ و/ غ/ ل/ ي/ ع
المجموع
08
09
09
عدد مرات توظيفها
380
267
96


نلاحِظ منَ الجدول التَّساوي الواضِح والتوازن الجَلِي في توظيف الظاء، فقد كانت الجذور الواحد والعشرون مقسمة بالتساوي على مراتب الجذر الثلاثة، أي (7) لصدر، و (7) للمرتبة الثانية، و(7) للمرتبة الثالثة والأخيرة.

وكذلك الأمر فيما يخص الأحرف المتشَكِّلَة مع الظاء في هذه الجذور، فقد كانت كذلك متوازنة فهي (9) أحرف للمرتبة الثانية والثالثة، و(8) للأولى، ولكن إذا رَجعنا إلى توظيف هذه الجذور على مستوى النَّص القرآني، ورأينا عدد مرات وُرُود كلِّ جذر في القرآن، فإنَّنا نرى تباينًا واضحًا حسب الجدول، والعلاقة طرديَّة بين ابتعاد الظاء عن بداية الجذر وتناقُص عدد الاستعمالات، رغم أن الظاء في آخر الجذر أخفُّ منها في أوله، وهذا الأمر مخالف لما رأيناه في دراسة مدونة المعاجم رغم تساوي الجذور والحروف المستعملة فيها.

ولكن السَّبب يصبح واضحًا والتعليل جليًّا، إذا نَظَرنا إلى نوعية الأحرف المتشكلة مع الظاء في هذه الجذور، فرغم تساويها في العدد كمًّا، فهي تختلف نوعًا، حيث إن اختلافها في الصفات والمميزات هو الأمر الذي يرتبط بعدد الاستعمالات وتناقصها، فهي حسب الجدول بالنسبة للجذور المتصدرة للظاء (8) أحرف، ما بين أحرف ذلاقة وأحرف حلق فقط، وقد قَرَّرنا في دراستنا للمعاجم: أنَّ أحرف الذَّلاقة والحَلْق هي أقرب الحروف وأَلْيَقها؛ للتلاؤم مع الظاء في الكلمة الواحدة، أما بالنسبة للجذور التي تكون الظاء فيها المرتبة الثانية منها، فقد زاد فيها - إضافة إلى أحرف الذلاقة والحلق - أحرف اللين، ولكنها لا تُؤَثِّر لأنها منَ الأحرف التي تتواءم جيدًا مع الظاء، ومع باقي الأحرف، ولكن نجد حرفًا جديدًا وهو حرف (الكاف)، وقد رَأَيْنا من قبلُ أنه من الحروف قليلة التوظيف مع الظاء، حيث لا يأتي إلا قبلها، لهذا نجد التناقص في عدد استعمالات الجذور.

أما إذا انتقلنا إلى الجذور المذيلة بالظاء في المرتبة الثالثة، نجد أحرف الذلاقة واللين والحلق، إضافة إلى (الغين) و(الشين) و(القاف)، وهي كلها أحرف قليلة التوظيف مع الظاء، وكلها من الأحرف التي لا تتأخر الظاء أبدًا كـ(الكاف)، أما قلة استعمال جذور هذه المجموعة مقارنة بالمجموعة السابقة، فعدد هذه الأحرف هو (ثلاثة) مقارَنة بالكاف الوحيدة، إضافة إلى أن (الغين) دخلت في تشكيل جذرين هما (غلظ/ غيظ)، وعليه أصْبَحَ المجموع أربعة جذور من أصل سبعة، فقد كان مجموع استعمالاتها حسب الجدول هو (26) استعمالاً، وهو عددٌ أقل مِن عدد استعمالات الجذر (حفظ) وحده، وهو معها في المجموعة، حيث وظف (44) مرة، وهذا ما أَدَّى إلى تناقُص استعمال هذه الجذور، حيث كان التناقُص خاضعًا لِعَدَد الأحرف المتشكلة في الجذور، مع مدى ملاءمتها للظاء وتوافقها معها، ففي الخانة الأولى كانتِ الأحرف كلها كثيرة التلاؤم، وفي الثانية كان حرف (الكاف) قليل التَّلاؤم، وفي الأخيرة كانت أحرف (الغين) و(الشين) و(القاف) قليلة التلاؤم، إلى درجة أن (الشين) و(القاف) وظِّفَتَا مع الظاء مرة واحدة في كامل القرآن، في كلمتي (شواظ) و(أيقاظًا).

ومنه؛ فالعلاقة عكسيَّة بين تزايُد عدد الأحرف قليلة التَّلاؤُم مع الظاء، و تزايُد عدد الاستعمالات للجذور الظائية القرآنية، وهذا هو المظهر الأول.

2- مرتبة الظاء في الجذر نسبةً إلى باقي الأحرُف:
قمنا بإحصاء الجُذُور القرآنيَّة المُوَظَّفَة، وذلك بتصنيفها على أساس مرتبة الحرف الهجائي في الجذر، فكان لنا الجدول رقم (33).

وانطلاقًا منَ الجدول نجد النتائج التالية:
- كانت الظاء في الثنائي أكبر من الواو والياء، والأمر منطقي لضعف الحرفين المَدِّييْنِ، وضعف الاعتماد عليهما في فعل ثنائي لا يحتوي على حرف وسط، والدليل أننا إذا نظرنا إلى الثلاثي وجدنا العكس تمامًا، من حيث نسبة التوظيف، فقد كانتا في المرتبة الثانية والخامسة بعد الراء والباء واللام على التَّوَالي.

- هناك منَ الأحرُف التي لم توظَّف في المرتبة الثانية من الثنائي، وهي: الهاء والعين والألف، على العكس من الظاء التي وظفت في المرتبتين، ولكن رغم ذلك إلاَّ أن عدد مرات التوظيف بالنسبة لها كان أكبر من الظاء، حيث كان عدد الجذور الثنائية التي تصدرتها هذه الأحرف أكبر من عدد الجذور الثنائية الظائية مجتمعة.

- انعدم توظيف الظاء بالنسبة للرباعي كلية، وذلك لثقل الوزن الرباعي أصلاً، كما ذكرنا سابقًا، ولكن الملاحَظ هنا أنَّ باقي الأحرف قد وُظِّفَت في الرباعي باستثناء (الغين)، غير أنَّنا إذا اعتبرنا اسم العَلَم (يغوث) رباعيًّا؛ لأنه ليس بكلمة عربية، ولا يمكن إعادته إلى جذر ثلاثي معين، يكون في هذه الحالة لحرف الغين حظ من التوظيف في الرباعي، ويبقى الظاء دون توظيف، حتى لو اعتمدنا أسماء العلم غير العربية كـ (إبراهيم/ إسحاق/ يعقوب/ أيوب)، وغيرها.

- أما في مراتب الثلاثي، فقد كانت قلَّة الظاء ظاهرة جدًّا، وواضحة جليًّا مقارَنة بباقي الأحرف، فلم تقترب منها إلا (الذال) في الجذور المذيلة بها، فقد كانت (8) جذور، بينما كانت في الظاء (7) فقط، وباستثناء هذا، فقد كانت نتائج باقي الأحرف بعيدة كل البعد عن نتائج الظاء، ومجموع هذه الملاحظات يمثل المظهر الثاني.

3- نسبة الجذور الظائية إلى إجمالي الجذور القرآنيَّة: 
لو نظرنا انطلاقًا من الجدول السابق لنتائج الجذور الظائية، وقارَنَّاها بإجمالي عدد الجذور القرآنية، فسنجد النسب حسب الجدول التالي:


جدول (32): نسبة الجذور الظائية إلى إجمالي الجذور القرآنيَّة
صيغة الجذر
الثنائي
الثلاثي
الرباعي
المجموع
الإجمالي
149
1497
54
1700
الظاء
04
17
0
21
النسبة   % 
2.68
1.13
0
1.23
                       
والواضح من هذه النِّسَب أنها قليلة جدًّا، ولا يُمكن أن تقارن بباقي النِّسَب لتفردها بهذه الصفة؛ لأن توظيف الظاء كما وَضَّحنا سابقًا، كان على المستوى الإجمالي والتفصيلي، وهذا هو المظهر الثالث.

4- احتمالات التشكيل الصوتي القرآني:
لقد قُمنا بإحصاء جميع احتمالات التَّشكل الصوتي بين الأحرف، انطلاقًا منَ الجذور القرآنية وَحَدَّدنا ما وجد منها، وما انعدم، فكان لنا الجدول رقم (34).

وكما هو واضح، فإنَّ الأحرُف التي لم تكن لها بعض التشكلات مع أحرف أخرى بصفة نهائية هي(ب/ ت/ ث/ ج/ ح/ خ/ د/ ذ/ ز/ س/ ش/ ص/ ض/ ط/ ظ/ ع/ غ/ ف/ ق/ ك/ هـ).

أي إن الأحرف المتبقية، وهي: (أ/ ر/ ل/ م/ ن/ و/ ي)، قد استوفت جميع احتمالات التشكل الصوتي مع باقي الأحرف.

وإذا نَظَرْنا إلى عدد الاحتمالات المُنعدمة بالنسبة لكل حرف على حِدة، وجدنا - كما هو منتظر اعتمادًا على ما قَرَّرْناه سابقًا - أن الظاء هي أعلاها نسبة، وأكثرها عدم تشكل مع الأحرف الأخرى، فهي لم تَتَشَكَّل مع (12) حرفًا هي (ب/ ت/ ث/ ج/ خ/ د/ ذ/ ز/ س/ ص/ ض/ ط)، وليس هذا فحسب؛ بل إنَّ هذه الأحرف منها ما لا يتلاءم مع الظاء أصلاً كما أوضحناه في دراستنا لمدونة المعاجم، وهي: (ب/ ت/ ث/ ذ/ ز/ س/ ص/ ض/ ط)، ومنها ما يتلاءم معها في اللُّغة العربيَّة، غير أنَّ التَّشكُّل لم يردْ في القُرآن بخلاف أغلب الأحرف الأخرى التي تلاءَمَتْ في القرآن مع كل ما تفرضه الاحتمالات الصَّوتيَّة للغة العربية؛ أي: إنَّها استوفت على مستوى النص القرآني جميع الاحتمالات التي تبيحها اللغة، وهذه ميزة إضافية لهذا المظهر الرابع.

5 - الضَّوابط الصَّوتيَّة لتشكل الظاء في القرآن:
انطلاقًا من احتمالات التشكل الصوتي لحرف الظاء في الجذور القرآنية الواحد والعشرين، تمكننا من وضع الجدول رقم (35).

وانطلاقا من هذا الجدول يمكن الحديث عن الأحرف المتشكلة مع الظاء من الجانب الصوتي فنقول:
- بالمقارنة مع جدول الضوابطِ الصوتية لتشكُّل الظاء في اللغة، والواردة في الفصل الأول، نجد أن هناك ضوابطَ صوتيةً لُغوية، وضوابطَ صوتيةً قرآنية؛ أي جائزة في اللغة، وغير واردة في القرآن، وهي تتعلق بجانبين:
الأول: هو عدم التَّشَكُّل النِّهائي لحرفٍ ما مع الظاء في القُرآن، برغم جواز ذلك لغويًّا، وهذه الأحرف هي: (ب/ ج/ خ/ د).
الجانب الثاني: هو عدم التشكل الجزئي القَبْلي أو البَعدي، فيما يكون ذلك جائزًا في اللُّغة، وهذه الأحرف هي (الواو)، التي لا تتأخر الظاءَ أبدًا في القرآن، و(الهاء) و(الميم) و(الراء)، التي لا تسبق الظاءَ في القرآن.

أما باقي الأحرف فقد تطابقتْ ضوابطُها في اللغة مع ضوابطها في القرآن، ومِن بينها حالةُ عدم التشكل الجزئي الفصلي، والذي يعني تشكلَ حرفٍ معين مع الظاء؛ ولكن بحرف فاصل بينهما، وهو حرف (الغين)، وقد كان القرآن في كل ذلك على سَمْتِ العرب وطريقتهم في تأليف الحروف؛ فلم يَخرِق محظورًا من قوانين التجاوُر؛ ولكنه مَنَعَ ما أجازوه؛ صيانةً وتحفظًا وتحقيقًا لتلاؤم صوتي أرقى وأليقَ مما عَرَفه العرب، فكان هذا هو المظهرَ الخامس.

6- الخصائص الصَّوتيَّة للثُّنائي الظائي القرآني:
سنرى الثنائي الظائي في القرآن، وكيفيَّة توظيفه منَ الناحية الصَّوتية، ولا داعي للحديث عن الثلاثي؛ لأن ما ذُكِر عنه في السابق يكفي لتوضيح جوانبه الصَّوتية، أمَّا الثنائي فلخصوصيَّته وتميُّزه عن الثلاثي، وقلة جذوره، فسنرى خصائصَه الصوتية في القرآن بنوع من التفصيل:
- نجد بالنسبة للجذر (حظ) في القرآن، أنه برغم ثِقَل حرف الظاء؛ إلاَّ أنَّ التَّوظيف القرآني كان في أرقى مظاهره، فيما يخص الخفَّة، واليُسر، والتلاؤم الصوتي؛ حيث اكتسب الجذرُ (حظ) خفتَه من عدة جوانب:
أ- جانب قلَّة الأحرف؛ مما يجعل النُّطقَ بحرفينِ أقل من النُّطق بثلاثة أحرف.
ب- نجد - باعتبار تضعيف الظاء - أنَّ الأولى ساكنة والثانية متحرِّكة، والساكنُ أخفُّ من المتحرك؛ فهو أخف من الثلاثي في هذا الجانب، باعتبار أن الثلاثي متحركُ الأحرفِ الثلاثة.
ج- التلاؤم الصوتي يكون بين حرفين أسهلَ وأوضح منه بين ثلاثة أحرف؛ حيث:
- حرفان = (ف/ ع) = (ف) يلائم (ع).
- ثلاثة أحرف = (ف/ ع/ ل)= (ف) يلائم (ع)، و(ف) يلائم (ل)، و(ع) يلائم (ل).
د- الظاء كانتْ في آخر الكلمة، والمعروف أنَّ الحرف في آخر الكلمة أخفُّ منه في أوَّلها.
هـ- الحرف الذي يسبق الظاءَ، هو حرف (الحاء)، وبرغم أنه ليس من أحرف الذَّلاقة التَّخفيفيَّة، إلا أنه من أرق الحروف العربية.
و- وردت كلمة (حظ) في القرآن نكرة؛ مما يجعلها بعيدة عن كثرة الحروف، التي تكون بدخول (أل) التعريف عليها.
ز- كلمة (حظ) جاءت إما نكرة منونة، وإما نكرة مضافة إلى معرفة؛ مما يُكسبها صوتيًّا - أي على المستوى النطقي - يُكسِبها حرفًا من حروف الذلاقة، وهو (النون) المنقلبة عن التنوين، أو (اللام) المنقلبة عن حذف ألف التعريف.
- حظًّا = حظن (ن).
- حظ الأنثيين = حظّل أنثيين (ل).
والنون واللام من أحرف الذلاقة.
ح- الجذر (حظ) برغم سبقه بحرف حلقي هو الحاء، مقارنة بالجذر (فظ) المسبوق بالفاء الذلقية، إلا أن المعنى الذي يحمله لا يدل على الغلظة والشدة، إضافة إلى ما أوردناه من جوانبَ تخفيفيةٍ في استعمال هذا الجذر، فقد وُظِّف في القرآن (7) مرات كاملة.
ط- نجد في هذه المرات السَّبْع أن الجذر (حظ) لم يَرِدْ إلا بثلاث صيغ متكررة، هي:
- حظ عظيم.
- حظ الأنثيين.
- نسوا حظًّا مما.
فالتَّكرار يفيد الإيجازَ والاقتصاد في التوظيف، ويجعل الكلمةَ مألوفة في موقعها، غيرَ نافرة في سياقها.

وهذه الصيغ الثلاث وردَتْ كلُّها بمعنى واحد، دون الخروج إلى معنى آخر، أو دلالة أخرى يمكن أن يحملها هذا الجذر، والمعنى الموظَّف هو (الحظ= النصيب)، وتوحيد المعنى في الاستعمال في الحالات السبع يجعلها مألوفةً على المستوى الدلالي المضموني، كما جعلها مألوفة على المستوى الشكلي السياقي.
إذا نظرنا إلى الجذر (فظ)، وبالمقارنة مع ما أوردناه حول الجذر (حظ)، نجد:
أ- لما كان (فظ) - برغم سبق الظاء بحرف ذلاقة تخفيفي، هو الفاء - يحمل معنى ضخمًا يدل على الغلظة والشدة، فهو لم يوظف في القرآن إلا مرة واحدة.
ب- هذه المرة الواحدة وُظِّفت فيها معه كلمةٌ ظائية أخرى تتبعها مباشرة، وهي (غليظًا)، وتعتبر كلفظة مرشحة للأولى على المستويين الدلالي والصوتي سواء.
ج- استُعمل مع (فظ) نظيرٌ ضادي، هو (انفضوا)، ليُحدثَ التقارب والتلاؤم، ولا يحس بغرابة وتفرد (فظ) في سياقها، برغم أنها وحيدة في القرآن كله.
أما بالنسبة للجذرين (ظل) و(ظن)؛ فلما كانت الظاء في أول الكلمة، كان يُنتَظر أن تكون ثقيلة؛ ولكن التوظيف القرآني المبني أساسًا على التخفيف والتلاؤم، اعتمادًا على جوانب عدة - جعل دَلالةَ هذين الجذرين دلالةً حسنة ومألوفة؛ فبالنسبة لـ(ظل) فقد ورد بمعنيين، كلٌّ منهما يوحي بالخفة والرقة، فالظِّلُّ يحمل دلالة الراحة والاستجمام، وظَلَّ يحمل دلالة الاستغراق الزمني في النهار، والظنُّ أمر عقلي معنوي، يحمل دلالةً مجردة، لا علاقة لها بالشدة والغلظة.

وبالمقارنة بينهما وبين (حظ وفظ) نجد أن الأخيرين وردَا بدلالة وحيدة لكل منهما؛ لأن الأول سبقتْه الحاءُ، وهي ليست من حروف الذلاقة، والثاني - وبرغم سبقه بحرف ذلاقة - إلا أن معناه يوحي بالغلظة والشدة، فكان التوازن بين المستويين الصوتي والدلالي بتوظيف دلالة واحدة لكل جذر، غير أن (ظل وظن) وردا بمعنيين مختلفين لكل منهما، وبرغم أن الظاء كانت في أول الكلمة، إلا أنهما يكتسبان الخفةَ من جوانبَ أخرى، هي:
أ- وُظِّف معهما حرفا ذلاقةٍ، هما (اللام) و(النون)، وهما يتميزان عن باقي الحروف الذلقية بالغُنَّة، وبرغم أن الميم ذات غنة، فهي شفوية، وهما ذلقيان من طرف اللسان، إضافة إلى أن هذين الحرفين هما اللذان كان بواسطتهما تخفيف كلمة (حظ)، كما أوردنا.
ب- الظاء ولو أنها في أول الكلمة، حيث يكسبها ذلك ضخامة وشدة لابتدائها، ولكنه يبعدها عن ضخامة أقوى، وهي أنها لو كانت في آخر الكلمة لكانت مضعفة، والظاء ضخمة وشديدة دون تضعيف، فكيف به؟
ج- التضعيف الذي ابتعدتْ عنه الظاءُ، كان من نصيب الحرفين الذلقيين (النون واللام)؛ مما يقوِّي من وظيفتهما التخفيفية، ويزيد من ظهور الغنة، ووضوحِ جرسها الصوتي.
د- أتى (ظل وظن) بدلالتين مختلفتين لكل منهما، على عكس (حظ وفظ)؛ وذلك للخفة من جوانبها الزائدة التي أوضحناها، إضافة إلى أن هذه الدلالات الأربع ليست من الدلالات التي تكتسب الشدةَ والغلظة من ذاتها؛ بل مما تضاف إليه، عكس كلمة (فظ)؛ مما يجعل الشدة تخرج من هذين الجذرين، وتنتقل إلى ما تضاف إليه، فيخلو الجذران منها.


وعلى العموم فالجذور الثنائية الأربع وردَتْ بمعانٍ عقلية معنوية غير مجسدة؛ فالنَّصيبُ، والخُلق الفظُّ، والظن، وظل الزمنية - كلُّها أمور لا نقاش في عقليتها ومعنويتها، وعدم حسيتها.

أما الظِّلُّ ففي الظاهر أنه حسي؛ لأنه يُرى بالعين، ويحس ببرودته في الجسم، ولكن الحقيقة أن ذلك الظلام الذي يمثل الظل، ليس بشيء حسي، بل هو نتيجة لغياب الضوء وحرارته، فلا يقال: رأيت الليل؛ بل يقال: لم أرَ النور والضياء، وكذلك بالنسبة للبرودة، فلا يقال: أحسست ببرودة الظل؛ بل يقال: ما أحسست بحرارة الشمس؛ لأن هذا الذي يظلني يمنع عني ضياء الشمس وحرَّها، إذًا فالظل غياب النور والحرارة، أو انعدامُهما، والغياب والعدم ليسا حسيين؛ بل معنويان.

أما لماذا كانت جميع الجذور الثنائية ذاتَ دلالات عقلية غير حسية؛ فإن ذلك للابتعاد عما توحي به الظاءُ المضعفة في (حظ وفظ)، والظاء الابتدائية في ( ظل وظن)، من تضخيمٍ وقوة وشدة، قد توجِّه السامعَ إلى أمور حسية ضخمة وشديدة، وبالابتعاد عن هذا التضخيم يَحدث التلاؤم بين التوظيف الصوتي والتوظيف الدلالي.

ومجمل ما ذكرْناه من خصائصَ صوتيةٍ للثنائي الظائي، تمثل المظهر السادس.


جدول (33): توزع الأحرف على الجذور القرآنية
 
الثنـــائـــي
الثــــــلاثــــــي
الرباعي
الحرف
الإجمالي
ظ ×
× ظ
الإجمالي
ظ × ×
× ظ ×
× × ظ
الإجمالي
أ
08
08
0
129
67
22
40
03
ب
13
04
09
271
84
88
99
13
ت
05
03
02
92
17
35
40
02
ث
06
02
04
58
20
16
22
01
ج
18
10
08
130
62
46
22
05
ح
15
14
01
175
82
46
47
06
خ
07
06
01
95
65
21
09
05
د
19
05
14
177
41
51
85
09
ذ
06
04
02
39
17
14
08
03
ر
23
07
16
386
82
132
172
27
ز
07
03
04
91
39
31
21
10
س
15
07
08
202
98
62
42
16
ش
08
07
01
83
53
19
11
03
ص
12
08
04
110
56
41
13
10
ض
11
06
05
69
19
25
25
01
ط
07
03
04
97
34
36
27
07
ظ
04
02
02
17
05
05
07
0


جدول (33): تابع- 1
 
الثنـــائـــي
الثــــــلاثــــــي
الرباعي
الحرف
الإجمالي
ظ ×
× ظ
الإجمالي
ظ × ×
× ظ ×
× × ظ
الإجمالي
ع
06
05
01
215
94
44
77
09
غ
05
05
0
63
44
18
11
0
ف
16
07
09
197
63
73
61
08
ق
09
06
03
186
70
51
65
12
ك
11
05
06
120
53
45
22
05
ل
24
06
18
254
50
92
112
15
م
22
06
16
234
66
79
89
15
ن
10
02
08
218
83
57
78
13
هـ
05
05
0
112
38
58
16
07
و
02
01
01
284
75
142
67
05
ي
01
01
0
237
19
93
125
05


جدول (34): التشكل الصوتي للجذور القرآنية
(+) وجود التشكل بين الحرفين. / (0) عدم وجود التشكل.
 
أ
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
أ
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ب
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
ت
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
0
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ث
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
0
0
0
0
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ج
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
0
0
+
0
+
0
0
+
+
+
+
+
+
ح
+
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
0
+
+
+
+
+
+
0
+
+
خ
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
0
+
+
0
+
+
+
0
+
+
د
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ذ
+
+
0
0
+
+
+
+
+
+
0
0
+
0
0
0
0
+
0
0
+
+
+
+
+
+
+
+
ر
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ز
+
+
+
0
+
+
+
+
0
+
+
0
+
0
+
0
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
س
+
+
+
0
+
+
+
+
0
+
0
+
+
0
0
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ش
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ص
+
+
+
0
0
+
+
+
0
+
0
0
+
+
0
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ض
+
+
0
+
+
+
+
+
0
+
+
0
0
0
+
0
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ط
+
+
+
+
0
+
+
+
0
+
0
+
+
+
0
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ظ
+
0
0
0
0
+
0
0
0
+
0
0
+
0
0
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ع
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
غ
+
+
+
+
0
0
0
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
+
+
0
+
+
+
0
+
+
ف
+
0
+
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ق
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
ك
+
+
+
+
0
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
0
+
+
+
+
+
+
+
ل
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
م
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ن
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ه
+
+
+
+
+
0
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
0
+
+
+
+
+
+
+
+
+
و
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
ي
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
                                

جدول (35): الضوابط الصوتية للظاء في القرآن الكريم
         الحرف
مجموعه
قبل ظ
بعد ظ
الملاحظات
أ
1
0
1
الألف لا تسبق الظاء أبدًا.
ب
0
0
0
الباء لم توظَّف في القرآن مع الظاء، برغم ورودها في اللغة.
ت
0
0
0
التاء لا تستعمل مع الظاء أصلاً.
ث
0
0
0
الثاء لا تستعمل مع الظاء أصلاً.
ج
0
0
0
الجيم لم توظف في القرآن مع الظاء، برغم ورودها في اللغة.
ح
3
3
0
الحاء لا تتأخر الظاء أبدًا.
خ
0
0
0
الخاء لم توظف في القرآن مع الظاء، برغم ورودها في اللغة.
د
0
0
0
الدال لم توظف في القرآن مع الظاء، برغم ورودها في اللغة.
ذ
0
0
0
الذال لا تستعمل مع الظاء أصلاً.
ر
4
0
4
الراء لم توظف في القرآن إلا بعد الظاء، برغم ورودها قبلها في اللغة.
ز
0
0
0
الزاي لا تستعمل مع الظاء أصلاً.
س
0
0
0
السين لا تستعمل مع الظاء أصلاً.
ش
1
1
0
الشين لا تتأخر الظاءَ أبدًا.
ص
0
0
0
الصاد لا تستعمل مع الظاء أصلاً.
ض
0
0
0
الضاد لا تستعمل مع الظاء أصلاً.
ط
0
0
0
الطاء لا تستعمل مع الظاء أصلاً.
ع
3
1
2
العين لا تتأخر الظاء أبدًا.
غ
2
2
0
الغين لا تستعمل مع الظاء إلا قبلها وبينهما حرف حاجز.


الجدول (35): تابع- 1
الحرف
مجموعه 
قبل ظ
بعد ظ
الملاحظات
ف
4
1
3
الفاء تستعمل مع الظاء قبلاً وبعدًا.
ق
1
1
0
القاف لا تتأخر الظاء أبدًا.
ك
1
1
0
الكاف لا تتأخر الظاء أبدًا.
ل
5
3
2
اللام لا تتأخر الظاء أبدًا.
م
4
0
4
الميم لم توظف في القرآن إلا بعد الظاء، برغم ورودها قبلها في اللغة.
ن
3
1
2
النون تستعمل مع الظاء قبلاً وبعدًا.
هـ
1
0
1
الهاء لم توظف في القرآن إلا بعد الظاء، برغم ورودها قبلها في اللغة.
و
2
2
0
الواو لم توظف في القرآن إلا قبل الظاء، برغم ورودها بعدها في اللغة.
ي
3
2
1
الياء تستعمل مع الظاء قبلاً وبعدًا.


المطلب الثاني
الجانب الدلالي
إذا تكلَّمنا عنِ الجانب الدلالي في توظيف الظاء في القرآن، فسنتحدث عن معاني الجذور الظائية، وعن السياقات، وعن الحقول الدلالية، والقيمة التعبيريَّة للحرف (ظ)، وهذه هي العناصر الأساسية للجانب الدلالي:
1- معاني الجذور:
كما هو معروف، فإن الجذر اللغوي أو المعجمي قد يَحمل - بتصاريفه واشتقاقاته - العديدَ من المعاني المختلفة، المتقاربة والمتباينة، وهذا الأمر ينطبق بالضرورة على الجذور الظائية القرآنية باعتبارها جزءًا من كل، وانطلاقًا مما قلناه يمكن توظيف الجذور الظائية في القرآن بأكثرَ من معنى واحد؛ أي دلالة واحدة، ولهذا أحصينا المعانيَ الواردةَ في القرآن للجذور الظائية وتصاريفها، فكانت حسب الجدول رقم (37).

نلاحظ انطلاقًا من الجدول أن مجموع المعاني الموظفة للجذور الواحد والعشرين، هو اثنان وثلاثون معنى؛ أي بتوظيف أحد عشر معنى ثانيًا، زيادةً على معاني الجذور الأصلية، فخمسة معانٍ للجذر (ظهر)، وثلاثة لـ(نظر) و(ظل)، واثنان لـ(ظلم) و(عظم) و(ظفر)، والباقي وردَتْ بمعنى واحد ووحيد، برغم أن الاحتمال العقلي - انطلاقًا من الجانب اللُّغوي - يسمح بوجود العديد من المعاني لهذه الجذور، إلا أنه وفقًا لما قررناه من مبدأ قلة توظيف الظاء على كامل المستويات والجوانب، فإن خمسة عشر جذرًا - من أصل واحد وعشرين - وردت بمعنى وحيد، وإضافة إلى ذلك فإن خمسة من الجذور التي وظِّفت بمعنى واحد، وردت في القرآن مرة واحدة، وهي موضحة في الجدول.

وإذا عُدْنا إلى المعاني المتعددة للجذر الواحد، نجد أن مردَّ الاختلاف إلى تغيُّر الحركة، أو تغير الصيغة؛ فتغيرُ الحركة كان بين (عظُم وعظْم)، وبين (ظَفَر وظُفْر)، وبين (ظُلَّة وظَلَّ وظِلّ)، وبين (ظَهَر وظَهْر وظُهْر)، وتغيرُ الصيغة بزيادةٍ كان بين (ظلم وأظلم)، وبين (نظر وأنظر وانتظر)، وبين (ظهر وظاهر).

ونلاحظ أن الجذر (ظفر) ورد بمعنيين، وكل معنى ورد مرة واحدة في القرآن بأكمله، فبرغم تعدُّد معانيها إلا أن التوظيف من الجانب الكمي كان قليلاً، ومنه يمكن أن نستنتج أن قلة التوظيف في الجانب الدلالي قد تتجلى في قلة معاني الجذر من جهة، أو في قلة توظيفه كميًّا في القرآن من جهة أخرى، وقد يجتمع الأمران في جذر واحد كما رأينا مع (ظفر)، وكل هذا يمثل المظهر الأول للقلة من الجانب الدلالي.

2- قلة السياقات:
برغم أن الظاء وظفت (853) مرة في القرآن بأكمله، إلا أن السياقات التي وظِّفت فيها هي سياقات قليلة ومنحصرة، حيث يتكرر السياق الواحد عدة مرات على مساحة النص القرآني، وإذا نظرنا إلى الجذر (نظر) بمعانيه المختلفة، نجد:
- نظر: وردتْ أغلبُ استعمالات الفعل (نظر) في سياق الأمر بالنظر إلى آيات الله وخلقه، والتدبُّر فيها.
- أنظر: وردت أغلبها قي سياق الحوار بين الله - تعالى - وإبليس اللعين، حين طلَب أن يُنظَر إلى يوم يبعثون، والباقي ورد في سياق الترهيب والوعيد.
- انتظر: وردت أغلبها في سياق الترهيب والوعيد، في الحوار بين الرسول أو النبي وقومه الجاحدين.

أما الجذر (عظم) فكانت أهم سياقاته كالتالي:
- العظمة: كانت في سياق التعظيم لله، أو للقرآن، أو لأمر معين؛ كالعقاب والثواب.
- العظام: وظفت أغلبها في سياق التدليل على إحياء الموتى للبعث والنشور.

أما الجذر (ظلم) فقد كانت سياقاته هي:
- الظلم: وظِّف بمعنى الميل عن الحق والاعتدال والوسطية، في المجالات العقدية والاجتماعية والسلوكية وغيرها.
- الظلمات: وظفت بمعنى الضلال في سياق المقابلة بنور الهداية، وبمعناها الحقيقي في سياق ذِكر نِعَم الله المختلفة.
- ظن: ورد غالبًا في سياق تكذيب الكفار وتسفيه معتقداتهم.
- حفظ: ورد في سياق ذِكر نِعم الله في حفظه لنا، ولأسباب معيشتنا، أو في سياق الأمر بالحفاظ على شعائر الدين ومتعلقاته؛ كالصلاة، والميثاق، والفرج.
- حظ: وردت بمعنى وحيد هو النصيب، في ثلاث سياقات متكررة، بإجمالي سبع مرات، وهي: (حظ عظيم/ حظ الأنثيين/ نسوا حظًّا مما...).

أما باقي الجذور فقد كان توظيفها كميًّا قليلاً؛ مما جعل السياق يكاد يكون واحدًا بالنسبة لـ(لظى، وحظر، وكظم)، ويكون واحدًا لزومًا للجذور الواردة مرة واحدة في القرآن، والنتيجة واضحة في أن قلة السياقات تمثل المظهر الثاني من مظاهر قلة التوظيف من الجانب الدلالي.

3- الحقول الدلالية:
توزعت الجذور الظائية بمعانيها المختلفة على عدة حقول دلالية، تختلف في حجمها، وعدد الجذور المندرجة تحتها، وهي على العموم متقاربة دلاليًّا كما سنوضحه.

أ- الحقل الأول: الشدة والامتلاء والقوة:
تندرج تحت هذا الحقلِ مجموعةٌ من الجذور، تربطها دلالة مركزية واحدة، تتمحور حول الشدة والامتلاء والقوة، وهذه الجذور هي:
- العظمة: فكل عظيم قوي معنويًّا، أو ممتلئ وشديد ماديًّا؛ أي حسيًّا.
- العظم: وهو أشد وأقوى ما في الإنسان أو الحيوان.
- الظَّهِير: وهو الحليف القوي الذي يشد أَزْرك.
- الظََّهر: وهو أصلب وأقوى ما في الإنسان أو الحيوان.
- الظُّهر أو الظهيرة: وهي شدة الحر والقيظ في اليوم.
- الظُّلة: وهو عذاب شديد، ويوم عظيم يصيب الكافرين.
- الغلظة: وهي القوة والشدة والعظمة مع انعدام الرحمة والشفقة.
- الفظُّ: وهو الرجل شديد الخلق، صعب المراس والتعامل.
- الظَّفَر: وهو الشدة في الحرب، والفوز فيها بقوة.

ب- الحقل الثاني: غياب الأصل:
يندرج تحته عدد من الجذور، وقد يبدو للوهلة الأولى أو بالنظر السطحي، أنْ لا علاقة بين هذه الجذور، أو لا علاقة لها بعنوان الحقل؛ ولهذا حددناه بغياب الأصل بدلاً من الغياب، وهذه الجذور هي:
- الظلام: وهو غياب الأصل الذي يمثله النور، فالظلام ليس بشيء مادي محسوس؛ بل هو نتاج لغياب النور.
- الظل: وهو غياب الأصل الذي تمثله أشعة الشمس، والتعليل نفسه بالنسبة لما قلناه في الظلام.
- الظلم: وهو غياب الأصل الذي يمثله العدل والقِسط، فغياب العدل ينتج عنه الظلم؛ لأنهما حيزان متداخلان؛ أي كلما ابتعدنا عن العدل أغرقنا في الظلم، والعكس بالعكس.
- الظن: وهو غياب الأصل الذي يمثله الاعتقاد الصحيح، واليقين التام.
- الظمأ: وهو غياب الماء عن الجسم لمدة طويلة.
- الظعن: وهو غياب الأهل عن مواطنهم.

ج- الحقل الثالث: استغراق المدة الزمنية:
ولنا في هذا الحقل أربعة جذور، والعلاقةُ بينها وبين عنوان الحقل واضحةٌ وجلية، وهذه الجذور هي:
- ظلَّ: استغرق النهار في فعل شيء ما.
- أَنظر: أَمهلَه مدة زمنية معينة، يستغرقها لإنجاز موعود به.
- انتظر: استغرق مدة زمنية معينة يتوقع أمرًا ما.
- الظُّهر: وهو جزء من اليوم، يستغرق مدة زمنية من زوال الشمس إلى اصفرارها عند العصر.

د- الحقل الرابع: المنع والنهي:
وجذوره متعلقة ومترابطة دلاليًّا، وهي:
- وعظ: أمره بفعل الحسن، ونهاه عن فعل السيئ؛ أي منعه من اتباع غير الطريق السوي.
- حفظ: منع ما يملكه أو ما تحت يده من وصول الأذى والفساد إليه.
- حظر: منع الشيء من الوصول إلى آخر.
- كظم: منع غضبه وغيظه من الخروج.
- الظِّهار: منع النفس من لمس الزوجة.

هـ- الحقل الخامس: سلوكيات وأفعال إنسانية:
ويندرج تحت هذا الحقل الجذور: يقظ، ولفظ، ونظر.

و- الحقل السادس: ملحقات الحيوان: 
وهي الظُّفر والعظم والظَّهر، وقد وردت كلها في آية واحدة.

ز- الحقل السابع: النار:
وفيها اللظى والشواظ.

ح- الحقل الثامن: النصيب:
ويمثله جذر وحيد وهو (حظ).

وانطلاقًا من عدد الحقول، وهي (8)، والذي يمثل ربع عدد المعاني الموظفة للجذور، وهو (32)، والربع قليل كما هو واضح، فإضافة إلى قلة المعاني وقلة السياقات، نجد قلة الحقول الدلالية، وهي تمثل المظهر الثالث لهذا الجانب.

4- القيم التعبيرية للظاء في القرآن:
انطلاقًا من الحقول الدلالية التي عددناها، والتي استغرقت جميع الجذور بمعانيها المختلفة، فتكونت لنا ثمانيةُ حقول مختلفة الحجم، ومتباينة عدد الجذور، تمكنَّا من استخراج بعض المعاني التي توحي بها الظاء، اعتمادًا على معنى الحقل، ومدى ترابط ذلك بصفات الظاء وما توحي به، ومنه نجد:

أ- القوة:
ويمكن لنا أن نثبت هذه القيمةَ التعبيرية للظاء انطلاقًا من خصائصها الصوتية أولاً، فهي أقوى الأحرف العربية، وأشدها جرسًا، وأضخمها صوتًا، أما ما يتوافق مع ذلك من الحقول فهي:
- حقل الشدة والامتلاء والقوة: والرابط بينهما واضح.
- حقل ملحقات الحيوان: وهي العظم والظفر والظهر، وهي أقوى وأصلب ما في الحيوان.
- حقل النار: وذلك واضح؛ لأن النار أصالةً تدل على القوة، وإذا تلظت أو كانت لظى فذلك أقوى، والأمر نفسه بالنسبة للشُّواظ.

ب- المنع:
ودلالة المنع والنهي مجردةً تدل على قوة المانع أو الناهي، إضافة إلى أن المنع يكون بقوة مادية؛ كما في الحظر والحفظ، أو بقوة معنوية؛ كما في الوعظ والكظم والظهار، فالوعظ يكون بقوة الحُجج والبراهين، وكظم الغيظ يكون بقوة الإيمان، والقرب من الله، وشدة التوكل عليه، والظهار يكون بقوة التشريع، ويمكن - كما هو واضح - أن ندرج هذا الحقل تحت قيمة القوة المذكورة ابتداء.

ج- الظهور:
هذه قيمة تعبيريَّة أثبتناها للظاء في معرِض دراستنا للمعاجم، كما أثبتنا صفةَ القوة، ويمكن ربط الظهور بالظاء صوتيًّا؛ لأن الظاء حرف مَجهور مُطبَق مستعلٍ، مما يفيد وضوح الصوت وظهوره وبيانه، إضافة إلى ظهور اللسان بين الأسنان عند النطق بالظاء، وتجلت هذه القيمة في جذور الحقل الخامس، وهي:
- اليقظة: وتفيد الظهور إلى الحياة بعد النوم.
- اللفظ: ويفيد الإبانة عن مقصد المتكلم، وإظهار مبتغاه.
- النظر: وهو معرفة ما يدور حول الإنسان، مما يظهر له في العالم الخارجي، باستعمال حاسة البصر.
بالإضافة إلى الجذر (ظهر)، وواضحٌ معناه.

د- الاستغراق الزمني:
ويرتبط بالظاء صوتيًّا من حيث انسيابيتُها ورخاوتها، واستغراق خروج الهواء لكامل مدة النطق بها، على عكس الأحرف الشديدة الانفجارية التي يحدث فيها حبس، وتتجلى هذه القيمةُ في الجذور التالية: (ظل/ أنظر/ انتظر/ الظُّهر)، ومعانيها موضحة في حقلها، ويمكن أن ندرج تحتها الجذرَ (حظ)؛ باعتباره استغراقًا ماديًّا أو معنويًّا لنصيبٍ معيَّن من شيء ما.

هـ- الغياب:
يبدو للوهلة الأولى أن الغياب نقيضُ الظهور، ولا يمكن لحرف أن يؤدي قيمتين متناقضتين، ولكن الحقيقة - وبعد التدقيق - هي أن الغياب نقيض الظهور، وأن الظهور نقيض الخفاء، ولا علاقة بينهما من باب الضدية، فقد يكون الشخص حاضرًا؛ ولكنه متخفٍّ لا يظهر، وقد يظهر لنا في الصور، أو في الرؤيا، أو في الأجهزة البصرية، ولكنه غائب عنا غير حاضر، ولهذا أمكن للظاء أن تجمع بين قيمتي الظهور والغياب، وقد كانت العلاقة بين الظهور والظاء استنادًا إلى ميزاتها الصوتية، وهذا ما أقررناه بالنسبة لدراسة المعاجم، ولكن الغياب الذي تدل عليه الظاء في القرآن دون اللغة - ولأن القرآن كلام، والكلام استعمال للغة وتوظيف لوحداتها - يرتبط بكيفية استعمال الظاء، وكمية توظيفها، حيث أثبتنا أن الظاء كانت غائبة في التوظيف القرآني على كامل المستويات، ومن متعدد الجوانب؛ فعددُ السور التي لم توظف فيها الظاء، وعدد الآيات والكلمات، والفواتح والخواتم، والأسماء والفواصل، والصيغ الصرفية، وعلاقات التشكل الصوتي، ومراتب الجذور، كلها تؤكد أن الظاء كانت غائبة في هذا التوظيف، وهذا ما دلَّت عليه الظاء انطلاقًا من هذه الجذور: (الظلام/ الظل/ الظمأ/ الظن/ الظعن)، ولكن الملاحظ بشدة أن كامل هذه الجذور قد تصدرتْها الظاءُ، وكانت أول ما يلفظ به منها، وعلى العكس من القيم الأخرى، التي اختلفت مراتب الظاء في الجذور الدالة عليها؛ مما يؤكد أن الظاء هي التي توحي بالغياب دون باقي أحرف الجذور الأخرى؛ لأنها موجودة في كل الجذور، وفي مرتبة ثابتة، هي صدر الكلمة؛ أي إنها أول ما ينطق به، فهي أول ما يسمع، وأول ما يوحي بالمعنى.

ومنه؛ فقد رأينا خمسَ قيمٍ تعبيرية مستمدة من ثمانية حقول، وهي قلة ملحوظة، حيث كان يمكن أن يكون عدد القيم بعدد الحقول، كما كان يمكن أن تكون السياقات بعدد المعاني، إلا أن المبدأ المطرد في قلة توظيف الظاء تجلى في القيمة التعبيرية نسبة إلى الحقول، مما يمثل المظهر الرابع.

5- توزع الجذور على القيم التعبيرية:
إذا نظرنا إلى توزع الجذور الظائية على القيم التعبيرية في مستوى النص القرآني بأكمله، حيث نحصي عدد الاستعمالات لكل جذر ومعنى، ونصنِّف كل ذلك حسب القيمة التعبيرية التي يفيدها الجذر أو المعنى، سنجد النتائج حسب الجدول التالي:


(36): توزع القيم التعبيرية للظاء على القرآن
القيمة
الغياب
القوة
الظهور
المنع
الاستغراق
المجموع
عدد الاستعمالات
410
189
123
79
52
853
النسبة (  %  )
48.06
22.15
14.41
09.26
06.09
100


واضح من خلال الجدول أن أكبر عدد استعمالات كان لقيمة الغياب، كما هو منتظر ومتوقع، بنسبة (48.06   %  )، وحتى لو جمعنا بين قيمتي المنع والقوة - لإمكانية اندراج الأولى تحت ظلال الثانية - نجد المجموع (268)، وهو قليل جدًّا مقارنة بقيمة الغياب؛ أي إن الغياب كان مسيطرًا وملقيًا بظلاله على ما يقارب النصف من إجمالي استعمالات القرآن لحرف الظاء، وهذا ما يؤكد ما ذهبنا إليه من دلالة الظاء على الغياب على مستوى النص القرآني، وعلاقة ذلك بالجانب الكمي والكيفي لتوظيف الظاء في القرآن، وتصدر الظاء لهذه الجذور، ويمكن اعتبار هذه النتيجة مظهرًا خامسًا من مظاهر قلة التوظيف من الجانب الدلالي.


جدول (37): معاني الجذور الظائية
 الجذر
ومعانيه   
عدد
استعمالاته
معـــاني الجــــذر وعـــدد استـــعمـــالاتــه
ظلم
315
الظلم
289
الإظلام
26
   
نظر
129
النظر
95
الإنظار
20
الانتظار
14
عظم
128
العظمة
113
العظم
15
   
ظن
69
الظن
69
       
ظهر
59
الظهر
16
الظهر
02
الظهار
02
   
الظهور
26
الظهير
13
   
حفظ
44
الحفظ
44
       
ظل
33
الظلة
02
الظلال
22
ظل
09
وعظ
25
الوعظ
25
       
غلظ
13
الغلظة
13
       
غيظ
11
الغيظ
11
       
حظ
07
الحظ
07
       
كظم
06
الكظم
06
       
ظمأ
03
الظمأ
03
       
حظر
02
الحظر
02
       


جدول (37): تابع- 1
الجذر
ومعانيه   
عدد
استعمالاته
معـــاني الجــــذر وعـــدد استـــعمـــالاتــه
ظفر
02
الظفر
01
الظفر
01
   
لظى
02
اللظى
02
       
شواظ
01
الشواظ
01
       
ظعن
01
الظعن
01
       
فظ
01
الفظ
01
       
لفظ
01
اللفظ
01
       
يقظ
01
اليقظة
01
       


استخلاص عام:
وإذ وصلنا إلى ختام هذا الفصل، فسنحدد أهم النقاط التي تعرَّضنا لها، وأهم النتائج التي تحصلنا عليها منذ بداية الفصل.

فقد كانت دراستنا من الجانب الكمي والتوزيعي، والصرفي والصوتي والدلالي، وقد وضحنا أن قلة توظيف الظاء لم تنحصر في الجانب الكمي الإجمالي؛ بل تعدَّتْ ذلك إلى باقي المستويات والجوانب، وظهرت في عدة مظاهرَ وضحناها في دراستنا هذه، وأهم النتائج التي توصلنا إليها هي:
- عدد الظاءات في القرآن هو (853) ظاء.
- عدد الكلمات الظائية هو (853) كلمة؛ لانعدام تكرار الظاء في الكلمة الواحدة.
- عدد السور التي وظفت فيها الظاء هو (86) سورة، ولم توظف في (28) سورة.
- عدد الآيات التي وظِّفت فيها الظاء هو (754) آية، حيث وظفت مرة واحدة في (661) آية، ومرتين في (73) آية، وثلاث مرات في (16) آية، وأربع مرات في آية وحيدة، ولم توظف أكثر من ذلك - أي خمس مرات فأكثر - في الآية الواحدة، وانعدمت الظاء في (5491) آية.
- وظفت الظاء في أربع فواتح، وخمسَ عشرَةَ خاتمة، وسبع عشرة فاصلة، وانعدمت في أسماء السور نهائيًّا.
- وظفت الظاء في واحد وعشرين جذرًا؛ أربعة منها ثنائية، والباقي ثلاثية، وهذه الجذور كانت باثنين وثلاثين معنى، وثمانية حقول دلالية، وخمس قيم تعبيرية.

وانطلاقًا من هذه الإحصائيات وغيرها المتفرعة عنها، وجدنا أن:
 - الظاء أقل نسبة في التوظيف على مستوى كامل القرآن، وعلى مستوى السور والآيات والكلمات، إجمالاً وتفصيلاً، كمًّا وتوزيعًا.
- نجد من مظاهر قلة توظيف الظاء: توزُّعها على مميزات السورة، والصيغ الصرفية، وأوزان الفعل وأزمانه.
- الظاء أقل الأحرف العربية تشكلاً مع غيرها من الأحرف، وهذا على مستوى النص القرآني دائمًا، إضافة إلى أنها الأقل توظيفًا على مستوى الجذور القرآنية، الثنائية والثلاثية والرباعية.
- تجلَّت قلة توظيف الظاء على المستوى الدلالي في قلة الجذور، وقلة معانيها الموظَّفة، إضافة إلى قلة السياقات والحقول الدلالية، والقيم التعبيرية.

وخلاصة هذا الفصل يمكن صياغتُها على الشكل التالي:
الظاء كان الحرف الأقل توظيفًا من بين جميع الحروف العربية على مستوى النص القرآني، وذلك إجمالاً وتفصيلاً، كمًّا وتوزيعًا، صرفيًّا وصوتيًّا ودلاليًّا، وهي جميع المستويات المحتملة، والتي يمكن أن يدرس من خلالها الحرف.

ومنه يمكن القولُ أن القرآن الذي نزل بلغة العرب، وعلى نمط تأليفهم، وطريقة نظمهم للكلام، وأساليبهم في توظيف الوحدات اللغوية، ابتداء بالأحرف على المستوى الصوتي، وبعد أن رأينا تجسيد ذلك في أرقى وأبلغ إنتاج أدبيٍّ قريبِ عهدٍ بنزول القرآن، مُجمَع على بلاغته ورقيِّه، وقد اعتُبر مثالاً يُحتذى، قلنا: إن القرآن قد كان توظيفه للظاء - كما بيَّنَّا في هذا الفصل - سائرًا على نمط العرب؛ ولكن الفرق كان شاسعًا بين التوظيفين من حيث الدقة، وانتظام التوزع، وتحقيق التلاؤم الصوتي والتناغم المطلوب، وتوظيف المعاني والدلالات الموافقة للمقام، مما فاق القرآنُ به العربَ في هذا المجال، كما فاقهم على المستوى البياني والبلاغي والدلالي وغيرها.


الخاتمة
وإذ وصلنا إلى ختام هذا البحث، وبعد أن رأينا تفصيلَ عناصر خطته في الفصول الثلاثة السابقة، وانطلاقًا من النتائج المتوصل إليها في كل فصل، وبالجمع بينها، يمكن القول أننا أجبنا على الجزء الأول من الإشكالية، وهو تِبيان مظاهر توظيف الظاء ومستوياته في القرآن الكريم، ويبقى لنا - استنادًا إلى هذه النتائج - أن نجيب على الجزء الثاني من الإشكالية، وهو:
هل يمكن اعتبار توظيف الظاء في القرآن مظهرًا من مظاهر الإعجاز الصوتي القرآني؟
وتكون الإجابة على هذا التساؤل بربط مجموع النتائج المتوصل إليها، والتي تؤكد تناسق وانتظام توظيف الظاء مع العصر الذي نزل فيه القرآن، وجميع الملابسات والظروف المحيطة بذلك.

فبالرغم من نزول القرآن على مَهلٍ منجَّمًا في ثلاث وعشرين سنة، وباختلاف المكان والزمان والمناسبة، مما يستدعي اختلاف المعنى والسياق والمقام، نجد برغم ذلك كله أن توظيف الظاء في القرآن كان منسقًا ومتوازنًا ومنتظمًا، بصفة تنفي أي احتمال للمصادفة أو التكلف، وإن لم يقع هذا الأمر للإنسان مصادفة، ولن يأتي به تكلفًا مهما حاول واجتهد، فليس له أن يأتي بمثل هذا على عفويته وسليقته وفطرته، ولو كان مَن معه له ظهيرًا.

ولذلك فلا يمكن أن يكون هذا التوظيف المنسق والمتوازن والمنتظم، إلا في كلام من قال: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، وإذا كان المتكلِّم والخالقُ واحدًا، فالقرآن كتاب الله المتلوُّ، والكون كتاب الله المشاهَد، ولن يتعارض المتلوُّ مع المشاهَد، وسيكون المتلو منتظمًا كانتظام المشاهد، ومنسقًا كتناسقه، ومتوازنًا كتوازنه، وانطلاقًا من هذه المقدمة؛ فالنتيجة الحتمية هي أن توظيف الظاء في القرآن، يمثل مظهرًا من مظاهر الإعجاز الصوتي في القرآن.

وإذ سلَّمنا بالإعجاز الصوتي في توظيف الظاء بعد هذه الدراسة، فبقي لنا من باب التأكيد التفصيلي أن نبيِّن باختصار أوجهَ هذا الإعجاز، والتي يمكن حصرها في أربعة أوجه، هي:
كمية التوظيف/ كيفية التوزع/ تحقيق التلاؤم/ تلازم الإيحاء.

وسنرى تفصيل ذلك بعد أن نورد المخطط الذي يبين هذه الأوجه:


وَلِشرح ذلك تفصيليًّا نقول:
 باعتبار الظاء حرفًا فهو وحدة من وحدات النِّظام الصَّوتي العربي، وهو حرف وحيدٌ له خصائصه المميزة، وصفاته الثابتة على المستوى الذِّهني للغة، ولكن على المستوى الأدائي في الكلام فهو حرف قابل للتَّعَدُّد والتَّكرار في التوظيف، حسب الحاجة إليه، ومنه فالظاء حرف يقبل التَّعَدُّد، والتَّعَدُّد يستدعي التوزع، والتوزع يَتَطَلَّب التَّلاؤُم، والتلاؤم يستلزم وضوح الصوت مما يجعل إيحاءاته واضحة وجلية.

1-كَميَّة التوظيف:
تَكَرَّرتِ الظاء في القرآن مِن جانب التَّعَدُّد الكمي بأقل نسبة مقارنة بباقي الأحرف؛ تحقيقًا لِمَبْدَأ الخِفَّة، فما ثقل صوته واشْتَدَّ جرسه قَلَّ توظيفه، والظاءُ أقوى صوتًا، وأشد جرسًا، فهو أقلُّ توظيفًا.

2- كيفيَّة التوزع:
هذا الكَمُّ القليل لم يكن وضعه على مساحة النص القرآني وضعًا عَشْوائيًّا؛ بل كان توزعًا منتظمًا على مختلف المستويات مِنَ المستوى الكُلِّي للقرآن إلى مستوى الصور والآيات والكلمات، وكذا على مميزات السورة، وقد بَيَّنَّا مدى التناسُق والانتظام في توزع الظاء على مميزات السورة، وعلاقة الجانب الكمي وسعة المجال بازدياد التَّمَيُّز ونُقْصانه، ووجدنا أنَّ العلاقة بينهما عكسيَّة، وفي مجمل الأمر فقد كان توزع الكم الظائي على سطح النَّص القرآني مظهرًا من مظاهر الإعجاز الصوتي؛ لاستِحالة أن يأتيَ به رجل متعلم متمرس، فضلاً عن أُمِّي، لا يقرأ ولا يكتب.

3- تحقيق التلاؤم:
توزع الكم الظائي لم يَكُنْ بِمعزل عن توزع باقي الأحرُف العربيَّة المُوَظَّفة في القرآن؛ بل كان بالتَّجاوُر معها، مما يستدعي تحقيق التلاؤم الصَّوتي بين الظاء والأحرف المُتَشَكِّلة معها في الجذر؛ لأنَّ الظاء مِن حُرُوف المباني لا المعاني، ولا تكون زائدة، ولا مبدلة؛ بل أصلاً دائمًا؛ ولذلك فلا يكون تواجدها إلاَّ على مستوى الجذور الأصليَّة، وقد أَثْبَتْنا تحقيق التوظيف القرآني للتَّلاؤُم الصوتي على مستوى تشكُّل الظاء مع غيرها منَ الأحرف، ونسبة ذلك إلى احتمالات وتشكل باقي الأحرف، أو حسب مرتبة الظاء في الجذر، أو بالمُقارَنة مع الضوابط الصَّوتيَّة اللغويَّة لتشكل الظاء.

4- تلازم الإيحاء:
تحقيق التلاؤم في التوزُّع الكمي للظاء يجعل الصوت جليًّا وواضحًا، مما يستلزم وضوح وبيان الإيحاءات الدَّلالية، والقِيَم التَّعبيريَّة التي يُؤَدِّيها صوت الظاء، ولكن الأمر كان جليًّا في تلازم الإيحاء وصفات الظاء الصوتية أوِ التوظيفيَّة، وقد رأينا كيف أنَّ صفة الظاء التوظيفيَّة وهي الغياب على جميع المستويات تَلازَمَتْ والقيمة التعبيرية الطاغية استعمالاً للظاء في القرآن، وهي قيمة الغياب، إضافة إلى ذلك فقد بَيَّنَّا تلازم باقي القيم مع الصفات الصوتية للظاء.

وانطلاقًا من هذه الأَوْجه الأربعة، واستنادًا إلى ما قِيل قبلها، واعتمادًا على ما بَيَّناه في الدِّراسة، يمكن لنا أن نُقَرِّر - ولا نظننا مُتَجَوِّزين في قرارنا - أن توظيف الظاء في القرآن يمثل مظهرًا واضحًا وجليًّا من مظاهر الإعجاز الصوتي القرآني، ولا غَرابة في ذلك، فالقرآن لا تَنْقَضِي عجائِبُه وقد قال فيه - تعالى -: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}[209].


المصادر والمراجع المعتَمَدة في البحث

أولا- القرآن وتفاسيره:
1- القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم.
2- تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل ابن كثير، دار الندى، بيروت، ط1، 1988م.
3- الكشاف، محمود جار الله الزمخشري، انتشارات أفتاب، طهران، د ط، د ت.

ثانيا- فهارس القرآن وموسوعاته:
1- دليل الموضوعات في آيات القرآن الكريم، أسامة كامل أبو شقرا، مؤسسة فؤاد، بعينو للتجليد، بيروت، ط1 ،2001.
2- الفهرس الموضوعي لآيات القرآن، محمد مصطفى محمد، دار الجيل، بيروت، ط4، د ت.
3- معجم الألفاظ القرآنية ومعانيها، القليبي، مكتبة الآداب، القاهرة، د ط،2002.
4- معجم الألفاظ والأعلام القرآنيين، محمد إسماعيل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، د ط،1969.
5- معجم مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني، ضبط وتصحيح: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1998.
6- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبدالباقي، دار المعرفة، بيروت، ط4، 1994.
7- موسوعة أخلاق القرآن، أحمد الشرباصي، دار الرائد العربي، بيروت، ط2، 1981. 

ثالثًا - المعاجم اللغوية:
1- كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي، ت: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، د ب، د ت.
2- مقاييس اللغة، أحمد بن فارس، ت: عبدالسلام هارون، دار الجيل، بيروت، ط1،1991. 
3- المعجم الوسيط، مجمع القاهرة، دار الأمواج، بيروت، ط2، 1990م.

رابعًا: الكتب:
1- إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر، خالد البناء الدمياطي، ت: أنس مهرة، دار الكتب العلمية، بيروت، د ط، 2001.
2- أسباب حدوث الحروف، أبو علي الحسن ابن سينا، ت: محمد حسان الطيان، ويحيى مير علم، دار الفكر، دمشق، ط1، 1983.
3- الأشباه والنظائر في النحو، جلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، د ط، د ت.
4- الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو مصرية، د ب، د ط، د ت.
5- الاعتماد في نظائر الظاء والضاد، جمال الدين بن مالك الجياني، ت: حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط3، 1985.
6- إعراب القراءات السبع وعللها، ابن خالويه، ت: عبدالرحمن بن سليمان العثيمين، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط1، 1992. 
7- الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد، فخر الدين قباوة، الشركة المصرية العالمية للنشر، القاهرة، ط1، 2001.
8- البرهان في علوم القرآن، بدر الدين الزركشي، ت: جمال الذهبي وآخرين، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1994م.
9- البيان والتبيين، أبو عثمان الجاحظ، ت: درويش جويدي، المكتبة العصرية، بيروت، د ط، 2003 م.
10- تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد، عبيدالله الأفغاني، مكتبة ابن القيم، الكويت، ط1، 2003.
11- ثلاثة كتب في الحروف، الخليل، ابن السكيت، الرازي، ت: رمضان عبدالتواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط2، 1995م.
12- جامع الدروس العربية، مصطفى الغلاييني، مراجعة: سالم شمس الدين، المكتبة العصرية، بيروت، ط1، 2003 م.
13- خصائص الحروف العربية ومعانيها، حسن عباس، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، د ط، 1998.
14- الخط العربي، إميل بديع يعقوب، جروس برس، طرابلس لبنان، ط1، 1986م.
15- درة القارئ، عز الدين الرسعني، ت: محمد صالح البراك، دار ابن عفان، السعودية، ط1، 1998.
16- الدقائق المحكمة في شرح المقدمة، زكريا الأنصاري، قصر الكتاب، البليدة، د ط، د ت.
17- السبعة في القراءات، أبو بكر بن مجاهد، ت: شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، ط3، د ت.
18- سر صناعة الإعراب، أبو الفتح ابن جني، ت: حسن الهنداوي، دار القلم، دمشق، ط3، 1993.
19- سر الفصاحة، ابن سنان الخفاجي، ت: علي فودة، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 2، 1994.
20- شرح أشعار الشعراء الستة الجاهليين، الأعلم الشنتمري، دار الفكر، د ب، د ط، 1990.
21- شرح المعلقات العشر، مفدي قميحة، دار ومكتبة الهلال، بيروت، د ط، 1997.
22- صبح الأعشى في صناعة الإنشا، أحمد بن علي القلقشندي، شرح وتعليق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية بيروت، د ط، د ت.
23- ضاد العربية في ضوء القراءات القرآنية، عبداللطيف محمد الخطيب، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 2001.
24- الظاءات في القرآن الكريم، أبو عمرو الداني، ت: علي حسين البواب، مكتبة المعارف، الرياض، د ط، 1985م.
25- علم الأصوات، حسام البهنساوي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1، 2004.
26- علم الأصوات، كمال بشر، دار غريب، القاهرة، د ط ، 2000.
27- غيث النفع في القراءات السبع، علي السفاقصي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1999.
28- فصل القضاء في الفرق بين الضاد والظاء، أحمد عزت، مطبعة الشابندر، بغداد، د ط، 1325 هـ.
29- فهرس عناوين المخطوطات في مكتبة الدراسات العليا, حسين العزاوي وآخرون، مطبعة جامعة بغداد، بغداد، د ط، 1979.
30- فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية، وضع عزة حسن، مطبوعات المجمع العلمي العربي، دمشق، د ط، 1962.
31- الكافي في القراءات السبع، ابن شريح الأندلسي، ت: أحمد عبدالسميع الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2000.
32- الكتاب، سيبويه، ت: عبدالسلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت، ط1، 1991.
33 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، حاجي خليفة، دار الفكر، بيروت، د ط،1990.
34- ما وقع في القرآن الكريم من الظاء، سليمان السرقوسي، ت: علي حسين البواب، مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد، د ط، 2000.
35- متن الجزرية في فن التجويد، ابن الجزري، دار الهدى، عين مليلة، د ط، د ت.
36- مجمع البحرين، ناصف اليازجي، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجزائر، د ط، 1989.
37- المزهر، السيوطي، ت: محمد أحمد جاد المولى وآخرين، دار الجيل، بيروت، د ط، د ت.
38- مسائل قرآنية، محمد الطاهر التليلي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، د ط، 1986.
39- المعرب من الكلام الأعجمي، أبومنصور الجواليقي، وضع حواشيه: خليل عمران المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1998م.
40- المقامات، أبو القاسم الحريري، المؤسسة الوطنية للفنون الطبيعية، الجزائر، د ط، 1989م.
41- مقامة العماد في الفصل بين الظاء والضاد، إبراهيم قلاتي، دار الهدى، عين مليلة، د ط، د ت.
42- موسوعة الحروف في اللغة العربية، إميل بديع يعقوب، دار الجيل، بيروت، ط2، 1995.
43- النشر في القراءات العشر، ابن الجزري، مراجعة: علي محمد الصباغ، دار الكتاب العربي، د ب، د ط، د ت.
44- النظام السيميائي للخط العربي، يحي عبابنة، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، د ط، 1998.
45- نفح الأزهار، شاكر البتلوني، دار كرم، دمشق، ط 6 ، د ت.

خامسا- المجلات:
1- مجلة المجمع العلمي العراقي، بغداد، المجلدات، مج 21، سنة 1971 م.
- مج 33، سنة 1982 م.
- مج 39، سنة 1988 م.
2- مجلة معهد المخطوطات العربية، الكويت، مج29، 1985 م.
3- مجلة المورد، بغداد، مج16، عدد1، 1987م.  

سادسا- المواقع الإلكترونية:
1- www.alargam.com
2- www.google.com
3- www.islamnoon.com

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمينَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] كتاب "العين"، الخليل بن أحمد الفراهيدي، ت: مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، د ب، د ت، ج1، ص58. 
[2] المصدر نفسه، الصفحة نفسها. 
[3] "الكتاب"، سيبويه، ت: عبدالسلام محمد هارون - دار الجيل، بيروت - ط1 - 1991، ج4، ص 139، وانظر "سر صناعة الإعراب"، ابن جني، ت: حسن هنداوي، دار القلم، دمشق، ط3، 1993، ج1، ص 47. 
[4] ثلاثة كتب في الحروف - الخليل، ابن السكيت، الرازي - ت: رمضان عبدالتواب - مكتبة الخانجي - القاهرة - ط2 - 1995م - ص 139.
[5] "النشر في القراءات العشر" - ابن الجزري - مراجعة: علي محمد الضباع - دار الكتاب العربي - د ب - د ط - د ت - ج1 - ص201. 
[6] "الضاد العربية في ضوء القراءات القرآنية" - عبداللطيف محمد الخطيب - عالم الكتب - القاهرة - ط 1 - 2001 ص 9.
[7] "أسباب حدوث الحروف"، ابن سينا، ت: محمد حسان الطيان، ويحيى مير علم، دار الفكر، دمشق، ط1، 1983، ص80. 
[8] المصدر نفسه، ص 122 - 123. 
[9] "علم الأصوات" - حسام البهنساوي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1، 2004، ص 66. 
[10] "الأصوات اللغوية" - إبراهيم أنيس - مكتبة الأنجلو مصرية - د ب - د ط - د ت - ص24.
[11] "علم الأصوات" - حسام البهنساوي - ص53.
[12] المرجع نفسه - ص49.  
[13] "ظ: الأصوات اللغوية" - إبراهيم أنيس - ص21. 
[14] "سر الفصاحة" - ابن سنان الخفاجي - ت: علي فودة - مكتبة الخانجي - القاهرة - ط2 - 1994 - ص23. 
[15] "الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد" - فخر الدين قباوة - الشركة المصرية العالمية للنشر - القاهرة - ط1 -2001 - ص49. 
[16] "الكتاب" - سيبويه - ج4 - ص 436. 
[17]   - "سر صناعة الإعراب" - ابن جني - ج1 - ص62. 
[18]   - "الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد" - فخر الدين قباوة - ص49. 
[19]   - "سر صناعة الإعراب"، ابن جني، ج1، ص 52.
[20]   - "كتاب العين"، الخليل، ج1، ص 63. 
[21]   - "سر صناعة الإعراب"، ابن جني، ج1، ص63. 
[22]   - المصدر نفسه، الصفحة نفسها. 
[23]   - "ظ/ موسوعة الحروف في اللغة العربية"، إميل بديع يعقوب، دار الجيل، بيروت، ط2، 1995، ص 447.  
[24]   - "سر صناعة الإعراب" - ابن جني - ج1- ص 62. 
[25]   - "جامع الدروس العربية" - مصطفى الغلاييني - مراجعة: سالم شمس الدين، المكتبة العصرية، بيروت، ط1، 2003م، ج1، ص 42. 
[26]   - المرجع نفسه. 
[27]   - "سر صناعة الإعراب" - ابن جني - ج1- ص62. 
[28]   - "جامع الدروس العربية- مصطفى الغلاييني - ج1- ص258. 
[29]   - "موسوعة الحروف في اللغة العربية" - إميل بديع يعقوب - ص449. 
[30]   - "ظ/ المرجع السابق- الصفحة نفسها. 
[31]   - المرجع السابق - ص 283. 
[32]   - المرجع نفسه - الصفحة نفسها. 
[33]   - "سر صناعة الإعراب" - ابن جني - ج1- ص227. 
[34]  - "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" - أحمد بن علي القلقشندي - شرح وتعليق: محمد حسين شمس الدين - دار الكتب العلمية بيروت - د ط – د ت، ج3، ص12. 
[35]   - "الخط العربي" - إميل بديع يعقوب - جروس برس - طرابلس لبنان - ط1- 1986م - ص24. 
[36]   - المرجع السابق - ص18. 
[37]   - المرجع نفسه - ص23. 
[38]   - "النظام السيميائي للخط العربي" - يحيى عبابنة، منشورات اتِّحاد الكتاب العرب، دمشق، د ط، 1998، ص07. 
[39]   - المرجع السابق الصفحة نفسها
[40]   - المرجع نفسه - ص 65. 
[41]   - "موسوعة الحروف في اللغة العربية" - إميل بديع يعقوب - ص 448.
[42]   - "موسوعة الحروف في اللغة العربية" - إميل بديع يعقوب - ص 445. 
[43]   - المرجع السابق- ص446. 
[44]   - "ثلاث كتب في الحروف" - الخليل، ابن السكيت، الرازي - ص41. 
[45]   - المصدر نفسه - ص3. 
[46]   - ظ/ المصدر السابق - ص142. 
[47]   - المصدر نفسه - الصفحة نفسها. 
[48]   - المصدر نفسه - الصفحة نفسها.  
[49]   - ظ/ المصدر نفسه - الصفحة نفسها. 
[50]   - ظ/ المصدر نفسه ص143. 
[51]   - المصدر السابق - الصفحة نفسها. 
[52]   - "النظام السيميائي للخط العربي" - يحيى عبابنة - ص5. 
[53]   - المرجع نفسه - ص64. 
[54]   - المرجع نفسه - ص65. 
[55]   - "ظ/ خصائص الحروف العربية ومعانيها" - حسن عباس - منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق د ط - 1998. 
[56]   - المرجع السابق - ص 123. 
[57]   - ظ/ المطلب الثالث من المبحث الثاني من هذا الفصل. 
[58]   - "خصائص الحروف العربية ومعانيها" - حسن عباس - ص125. 
[59]   - ظ/ كتاب العين - الخليل/ و"مقاييس اللغة"، أحمد بن فارس - ت - عبدالسلام هارون - دار الجيل - بيروت - ط1 - 1991، والمعجم الوسيط - مجمع القاهرة - دار الأمواج - بيروت - ط2 - 1990م - مادتي: حظل وظلع. 
[60]   - ظ/ كتاب "العين" الخليل، مادتي بظر/ عنفظ، و"مقاييس اللغة" - أحمد بن فارس - مادة فظ، و"المعجم الوسيط" مادة فظ. 
[61]   - ظ/ "أنفح الأزهار" - شاكر البتلوني - دار كرم - دمشق - ط6، د ت - ص 109، وانظر تفسير (الم) في التفاسير القديمة.
[62]   - الخط العربي، إميل بديع يعقوب - ص 34 - 35. 
[63]   - "مسائل قرآنية" - محمد الطاهر التليلي - المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر - د ط - 1986، ص: 35. 
[64]   "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" - القلقشندي - ج3، ص 23 - 24. 
[65]   - "ثلاث كتب في الحروف" - الخليل، ابن السكيت، الرازي - ص 141. 
[66]   - "موسوعة الحروف في اللغة العربية" - إميل بديع يعقوب - ص443/ 444. 
[67]   - المرجع نفسه، ص 444. 
[68]   - "الخط العربي" - إميل بديع يعقوب - ص37. 
[69]   - "كتاب العين" - الخليل - ج1، ص58. 
[70]   - "الكتاب" - سيبويه - ج4، ص 431. 
[71]   - "سر صناعة الإعراب" - ابن جني - ج1 - ص45 - 46. 
[72]  - "ظ/ موسوعة الحروف في اللغة العربية" - إميل بديع يعقوب - ص445 - 446. 
[73]   - "موسوعة الحروف اللغة العربية" - إميل بديع يعقوب - ص446. 
[74]   - المرجع نفسه - الصفحة نفسها.
[75]   - "كتاب العين" - الخليل - ج، 1ص 53. 
[76]   - المصدر نفسه - ج8 - ص 174. 
[77]   - "المعرب من الكلام الأعجمي" - أبو منصور الجواليقي - وضع حواشيه: خليل عمران المنصور - دار الكتب العلمية - بيروت، ط1، 1998م - ص 109. 
[78]   - "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" - القلقشندي، ج 3 - ص21. 
[79]   - "سر صناعة الإعراب" - ابن جني، ج1 - ص227. 
[80]   - "ثلاث كتب في الحروف" - الخليل، ابن السكيت، الرازي - ص 443. 
[81]   - "موسوعة الحروف في اللغة العربية" - إميل بديع يعقوب - ص 443. 
[82]   - "النظام السيميائي للخط العربي" - يحيى عبابنة - ص7. 
[83]   - "ظ/ علم الأصوات"، كمال بشر - دار غريب - القاهرة - د ط، 2000، ص 264. 
[84]   - المرجع السابق - ص 269.
[85]   - المرجع نفسه - ص 272. 
[86]   - "سر صناعة الإعراب" - ابن جني - ج1 - ص227. 
[87]   - "النظام السيميائي للخط العربي" - يحيى عبابنة - ص07. 
[88]   - "سر صناعة الإعراب" - ابن جني - ج1 - ص215. 
[89]   - المرجع السابق - ج1 - ص228. 
 [90]  - "الكتاب" - سيبويه - ج4 - ص432 - 433.
[91]   - المصدر نفسه - ج4 - ص 436. 
[92]   - "البيان والتبيين" - الجاحظ - ت: درويش جويدي - المكتبة العصرية - بيروت - د ط - 2003 م - ج2 - ص: 330. 
 [93]  - "المزهر" - السيوطي، ت: محمد أحمد جاد المولى وآخرون، دار الجيل، بيروت، د ط - د ت - ج1 - ص562 - 563. 
[94]   - النشر في القراءات العشر - ابن الجزري - ج1 - ص: 219.
[95]   - البيان والتبيين - الجاحظ - ج1، ص 48. 
[96]   - ظ/ "غاية المراد في معرفة إخراج الضاد" - ابن النجار، ت: طه محسن، مجلة المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1988، مج39، ج2، ص251.
[97]   - المصدر السابق - ص 261. 
[98]   - المصدر نفسه - ص 264.
[99]   - "علم الأصوات" - كمال بشر - ص 257.
[100]  - "الأصوات اللغوية" - إبراهيم أنيس - ص 46 - 47.
[101]  - "مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء"، رمضان عبدالتواب، مجلة المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1971، مج21، ج2، ص 220.
[102]  - ظ/ "النشر في القراءات العشر" - ابن الجزري، ج1 - ص205 وص 219.
[103]  - ظ/ "علم الأصوات" - كمال بشر - ص: 269 - 270    
[104]  - ظ/ "النشر في القراءات العشر" - ابن الجزري - ج1 - ص 219.
[105]  - "تفسير القرآن العظيم"، ابن كثير - دار الندى - بيروت - ط1 - 1988م - ج1 - ص 31.
[106]  - "النشر في القراءات العشر" - ابن الجزري - ج1، ص 219. 
[107]  - ظ/ "النشر في القراءات العشر" - ابن الجزري - ج1 - ص 202 - 203. 
[108]  - ظ/ "كتاب العين" - الخليل - ج1 - ص58  . 
[109]  - ظ/ "الكتاب"، سيبويه، ج4 - ص433، و"سر صناعة الإعراب" - ابن جني، ج1 - ص47.
[110]  - "علم الأصوات" - كمال بشر - ص 254.
[111]  - ظ/ "ضاد العربية في ضوء القراءات القرآنية" - عبداللطيف محمد الخطيب - ص17 - 18. 
[112]  - "النشر في القراءات العشر" - ابن الجزري - ج1 - ص219.
[113]  - "غاية المراد في معرفة إخراج الضاد" - شمس الدين بن النجار - ص 261.
[114]  - المصدر السابق - ص 263. 
[115]  - ظ/مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء - رمضان عبدالتواب - ص 228 - 229. 
[116]  - النشر في القراءات العشر - ابن الجزري - ج1 - ص214.
[117]  - المصدر نفسه - ج1 - ص219.
[118]  - ضاد العربية في ضوء القراءات القرآنية - عبداللطيف محمد الخطيب - ص21.
[119]  - المرجع نفسه - الصفحة نفسها. 
[120]  - "سر صناعة الإعراب" - ابن جني - ج1 - ص215.
[121]  - "الأشباه والنظائر في النحو" - السيوطي - دار الكتب العلمية - بيروت - دط - دت - مج2 - ج3 - ص163 - 164.
[122]  - "المقامات" - أبو القاسم الحريري - المؤسسة الوطنية للفنون الطبيعية - الجزائر - دط - 1989م - ج2 - ص312 - 313. 
[123]  - ظ/ "فصل القضاء في الفرق بين الضاد والظاء" - أحمد عزت - مطبعة الشابندر - بغداد - د ط - 1325 هـ.    
[124]  - "المزهر" - السيوطي - ج2 - ص282.
[125]   - ظ/ مجلة المجمع العلمي العراقي - مج21 - ج2 - ص225 إلى 236. 
[126]  - "الاعتماد في نظائر الظاء والضاد" - ابن مالك - ت: حاتم صالح الضامن - مؤسسة الرسالة - بيروت - ط3 - 1985 - ص6.
[127]  - "كتاب معرفة الضاد والظاء"، أبو الفرج القيسي، ت: حاتم صالح الضامن، مجلة المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1982مج33، ج2، ص389.
[128]  - ظ/ مجلة المجمع العلمي العراقي - مج39 - ج2 - ص251 - 252.
[129]  - ظ/ مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء - رمضان عبدالتواب - مجلة المجمع العلمي العراقي - مج21 - ج2 - ص225 - 236.
[130]  - ظ/ الاعتماد في نظائر الظاء والضاد - ابن مالك - ت: حاتم صالح الضامن - ص6 إلى 12.
[131]  - ظ/ مجلة المجمع العلمي العراقي - مج33 - ج2 - ص 398 - 390.
[132]  - ظ/ مجلة المجمع العلمي العراقي - مج39 - ج2 - ص251 - 252.
[133]  - ما وقع في القرآن الكريم من الظاء - سليمان السرقوسي - ت: علي حسين البواب - مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد - دط - 2000 - ص4.
[134]  - المصدر نفسه - ص5.
[135]  - ظ/المصدر نفسه - ص7.
[136]  - "مجمع البحرين" - ناصيف اليازجي - المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية - الجزائر - دط - 1989 - ص304 - 305.
[137]  - ظ/ متن الجزرية في فن التجويد - ابن الجزري - دار الهدى - عين مليلة - دط - دت - ص9 - 10.
[138]  - ظ/ الدقائق المحكمة في شرح المقدمة، زكريا الأنصاري، قصر الكتاب، البليدة، دط، دت، ص 21 - 24.
[139]  - "مقامة العماد في الفصل بين الظاء والضاد"، إبراهيم قلاتي، دار الهدى، عين مليلة، دط، دت، ص9.
[140]  - ظ/ "الاعتماد في نظائر الظاء والضاد"، ابن مالك، ت: حاتم صالح الضامن، ص 59 - 75.
[141]  - "مسائل قرآنية" - محمد الطاهر التليلي - ص114 – 115.
[142]  - إعلام العباد بحقيقة النطق بالضاد - القاضي مدثر - ص4. 
[143]  - إعلام العباد - القاضي مدثر - ص19.
[144]  - المرجع نفسه - ص1.
[145]  - المرجع نفسه - ص1.
[146]  - ظ/م - ن - ص20 – 21.
[147]  - م.ن - ص19.
[148]  - م.ن - ص13.
[149]  - مخطوطات عباس العزاوي - إعداد: أسامة ناصر النقشبندي - مجلة المورد - مج 16 - عدد1، بغداد - 1987 - ص 214.
[150]  - المرجع نفسه - الصفحة نفسها. 
[151]  - ظ/ فهرس عناوين المخطوطات في مكتبة الدراسات العليا،حسين العزاوي وآخرون - مطبعة جامعة بغداد - بغداد د ط، 1979، ص380، 382.
[152]  - ظ/ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون - حاجي خليفة - دار الفكر - بيروت – د ط - 1990 - ج2 - ص1343.
[153]  - ظ/ المصدر نفسه - ج1 - ص63.
[154]  - ظ/ المصدر نفسه - الصفحة نفسها. 
[155]  - ظ/ المصدر السابق - ج1 - ص743.
[156]  - ظ/ كشف الظنون "إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون" - إسماعيل باشا - دار الفكر - بيروت - دط - ج3 - ص292. 
[157]  - ظ/ فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية - وضع عزة حسن - مطبوعات المجمع العلمي العربي - دمشق - دط - 1962 - ص46.
[158]  - ظ/ مجلة معهد المخطوطات العربية - الكويت - 1985 - مج29 - ج1 - ص130.
[159]  - ظ/ البرهان في علوم القرآن - بدر الدين الزركشي - ت جمال الذهبي وآخرون - دارالمعرفة - بيروت - ط2 - 1994م - ج1 - ص438 - 456.
[160]  - ظ/ مجلة المجمع العلمي العراقي - مج 29 - ج2 - ص 250.
[161]  - ظ/ تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد، عبيد الله الأفغاني، مكتبة ابن القيم، الكويت، ط1، 2003.
[162]  - المرجع السابق، ص 78 - 81    
[163]  - ظ/درة القارئ، عز الدين الرسعني، ت: محمد صالح البراك، دار ابن عفان، السعودية، ط1، 1998.
[164]  - "الظاءات في القرآن الكريم - لأبي عمرو الداني - ت: علي حسين البواب - مكتبة المعارف - الرياض - دط -1985م - ص 47.
[165]   ما وقع في القرآن الكريم من الظاء - السرقوسي- ص 7.
[166]   تَعَذَّرَ علينا الحصول على البَيْتَيْنِ موثقين فنقلناهما مِن شبكة المعلومات العالمية - الإنترنت.    
[167]   سورة النحل - الآية 80. 
[168]   سورة آل عمران - الآية 159.
[169]   سورة الكهف - الآية 18.
[170]   سورة ق - الآية 18.
[171]   سورة الرحمن - الآية 35.
[172]  - سورة آل عمران - الآية 159.
[173]  - سورة الفرقان - الآيتان 44 - 45. 
[174]  - سورة القيامة - الآيتان 22 - 23.
[175]  - سورة المطففين - الآيتان 23 - 24.
[176]  - سورة القمر - الآية 28.
[177]  - سورة القمر - الآية 31.
[178]  - سورة النساء - الآية 57.
[179]  - سورة النساء - الآية 60.
[180]  - سورة البقرة - الآية 57.
[181]  - سورة البقرة - الآية 16.
[182]  - سورة فصلت - الآية 35.
[183]  - سورة الماعون - الآية 3.
[184]  - سورة الإسراء - الآية 20. 
[185]  - سورة التكوير - الآية 14.
[186]  - سورة الإنسان - الآية 14.
[187]  - سورة الفاتحة - الآية 7. 
[188]  - سورة المطففين - الآية 4.
[189]  - سورة التكوير - الآية 24. 
[190]  - سورة الشعراء - الآية 55. 
[191]  - سورة هود - الآية 44. 
[192]  - سورة الغاشية - الآية 17.
[193]  - سورة الإنسان - الآية 11. 
[194]  - سورة التكوير - الآية 24.
[195]  -   كتاب السبعة في القراءات - ابن مجاهد - ت: شوقي ضيف - دار المعارف - القاهرة - ط3 - دت - ص673. 
[196]  - "إعراب القراءات السبع وعللها" - ابن خالويه - ت: عبدالرحمن بن سليمان العثيمين - مكتبة الخانجي - القاهرة - ط1 - 1992 - ج2 - ص446. 
[197]  - "الكافي في القراءات السبع" - ابن شريح الأندلسي - ت:أحمد عبدالسميع الشافعي - دار الكتب العلمية -بيروت: ط1 - 2000 - ص227.
[198]  - "غيث النفع في القراءات السبع" - علي السفاقصي - دار الكتب العلمية - بيروت - ط 1- 1999 - ص: 302.
[199]  - "إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر" - البناء الدمياطي - ت: أنس مهرة - دار الكتب العلمية - بيروت - د ط -2001 - ص573 - 574.
[200]  - "النَّشر في القراءات العشر" - ابن الجزري - ج2 - ص 398 - 399.
[201]  - المصدر السابق - ج1 - ص12 - 13.
[202]  - "تفسير القرآن العظيم" - ابن كثير - ج1 - ص31.
[203]  - "الكشاف" - الزمخشري - د ط - د ت - ج 4 - ص225. 
[204]  - "الكشاف" - الزمخشري - ج4 - ص225 - 226.
[205]   -ظ/ شرح المعلقات العشر، مفدي قميحة، دار ومكتبة الهلال، بيروت، د ط، 1997، وانظر: "شرح أشعار الشعراء الستة الجاهليين"، الشنتمري، دار الفكر، د ب، د ط، 1990. 
[206]  - سورة آل عمران، الآية 159. 
[207]   اعتمدنا في الإحصاء على المراجع التالية:
دليل الموضوعات في آيات القرآن الكريم، أسامة كامل أبو شقرا، مؤسسة فؤاد بعينو للتجليد، بيروت، ط1،2001م.
- الفهرس الموضوعي لآيات القرآن، محمد مصطفى محمد، دار الجيل، بيروت، ط4، د. ت.
- معجم الألفاظ والأعلام القرآنيين، محمد إسماعيل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، د. ط، 1969.
- معجم الألفاظ القرآنية ومعانيها، القليبي، مكتبة الآداب، القاهرة، د. ط، 2002م.
- معجم مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني، ضبط وتصحيح: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1998 م.
- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، دار المعرفة، بيروت، ط4، 1994 م.
- موسوعة أخلاق القرآن، أحمد الشرباصي، دار الرائد العربي، بيروت، ط2، 1981م. 
[208] تم تحميل البرامج الإحصائية منَ الموقعين: www.alargam.com - www.islamnoon.com
[209] سورة ص، الآية 88.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحذف في القرآن الكريم

مختارات من الشبكة

  • توظيف حرف الظاء في القرآن الكريم دراسة: (إحصائية-تحليلية)، (صوتية/دلالية)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • توظيف حرف الظاء في القرآن الكريم(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ألف حرف ولام حرف وميم حرف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حرف حتى في النحو(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تعليم حركة الضمة للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (2) أسس حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (1) مدخل إلى حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحكم وسياسة الأمة في القرآن الكريم (7) الحاكم والمحكوم في القرآن الكريم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
3- شكر
محمد أبوحديد - الأردن 11-09-2012 01:33 PM

بارك الله في الباحث وجعله من ميزان حسناته

2- شكر
خالد الشماري - اليمن 02-09-2012 12:06 PM

جزاكم الله خبراً على نشر العلم وجعله في ميزان حسناتكم

1- شكر وتقدير
عبد الله - ارض الله واسعة 07-11-2008 10:52 PM
بارك الله في الباحث وجعل عمله خالصا لله
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب