• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

شهر رمضان شهر الرحمن

الشيخ أحمد حطيبة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/9/2008 ميلادي - 7/9/1429 هجري

الزيارات: 17278

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شهر رمضان شهر الرحمن

 

إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شُرُور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِل فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعدُ:

فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ الله، وأحسن الهَدْي هَدْي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشَرَّ الأُمُور مُحْدثاتها، وكلَّ مُحْدثةٍ بِدْعة، وكلَّ بِدْعة ضلالة، وكلَّ ضَلالة في النار، يقول ربُّنا سبحانه تبارك وتعالى في سورة الأنعام: ﴿ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ * وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاَءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 51 - 53]، بلى؛ الله أعلم بالشَّاكرينَ.

مَن يستحق أنْ يَمُنَّ الله عَزَّ وجَلَّ عليه، وإن كان مِنَ الضُّعفاء، وإن كان مِنَ المغلوبينَ، وإن كان مِنَ الأَذِلاَّء الفُقَراءِ، وإن كان مِنَ المَقْهُورينَ، اللهُ أعلم مَن يستحقُّ أن يَمُنَّ عليه، ومَن يستحقُّ أن يأخذَه أخْذ عزيزٍ مُقتدِرٍ، أليس الله بأعلمَ بالشاكرين؟ بلى؛ اللهُ أعلم بالشاكرين، والله أعلمُ بالظالمينَ، والله أعلمُ بمَن يستحق رحمته مِمَّن ينال عَذَابَه.

نَهَى نَبِيَّه صلوات الله وسلامه عليه أن يطردَ المؤمنين، الضعفاء، الفقراء، الذين يدعون ربهم بالغداة والعَشِي، يُريدُون وَجْهه، وقال له: إنَّ هؤلاء هم المُخْلِصون، إنَّهم الذين يريدون بِطَاعتهم وجه الله، لم يُنافِقوا، لم يُرَاؤُوا، لم يَبْتَغوا الدُّنيا بهذا الذي يُقَدِّمونه، وإنما يبتغون وجه الله سبحانه نسمع الآيات ففيها التحفيز للمؤمنين، على أن يكونوا أَذِلاَّء بين يدي ربِّهم سبحانه على أن يرضوا بما هم فيه مما أعطاهم الله، وإن كان في نَظَر الناس قليلاً، فلْيَفْرحوا بِرَحمة الله، بمغفرته، بِفَضْله عليهم في الآخرة، إنه أعلم بالشَّاكرين، فيدخلهم جنته سبحانه تبارك وتعالى.

يفرح المؤمنون حين يَرَوْن أنفسهم قد أطاعوا ربهم، وأخلصوا له الدِّين، لم يُريدوا شيئًا منَ الدُّنيا، لم يبتغوا غير وجه ربهم سبحانه تبارك وتعالى هؤلاءِ الذين أُمِر النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه بأن يجلسَ إليهم، ونُهِيَ أن يَطْردَهم من مجلسه، حتى ولو كان في طردهم من مَجْلسه إيمان المشركينَ، لن يكون هذا، حتى ولو زعم المشركون أنه لو طَرَدَهم سيدخلون في الإيمان، إِيَّاك أن تطردهم، إنهم الخُلَّص، إنَّهم أفضل الخَلْق، كيف تطردهم؟

﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ [الأنعام: 52]، يخلصون له دينهم، ﴿ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 52]، لم نُكَلِّفْك يوم القيامة أن تَحْملَ عنهم أوزارهم، أن تحاسَب عنهم عمَّا فعلوه، ولا نكلفك في الدُّنيا أن ترزقَهم، ما عليك رزقهم وما عليك حسابهم، وإنما هذا إلى الله سبحانه الذي عليك البلاغُ المبين، أن تبلِّغَ هؤلاءِ وهؤلاءِ، وأن تجلسَ إلى مَن يريد أن يتعلمَ منكَ.

أمَّا المعرضون والمتعنتون فلا تشغل بالك بهم: ﴿ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 52]، لا تَزرُ وازِرة وِزر أخرى، لن تحمل أنتَ آثامهم، ولن يحملوا عنك شيئًا يوم القيامة عند الله سبحانه تبارك وتعالى:  ﴿ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21]، لن يَرْزقوكَ، ولن ترزقهم، وإنما الرَّزَّاق الكريم الله سبحانه تبارك وتعالى: ﴿ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 52]، إن طَرَدتهم كنتَ منَ الظالمينَ، وحاشا له صلوات الله وسلامه عليه أن يظلمَ؛ ولكن فيه التَّأديب منَ الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بالتبع؛ كما قال له سبحانه: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، وحاشا له أن يشركَ بالله صلوات الله وسلامه عليه وإنما التأديب للمؤمنين، إن قيل هذا للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فكيف بكم أنتم؟

احذروا أن تشركوا فيُحبط الله أعمالكم، احذروا أن تطردوا الضُّعفاء المؤمنين الذين لم يطلبوا منكم مالاً، ولا شيئًا من مناصبكم، إنما يطلبون علم كتاب الله وسنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه لا يريدونَ منكم جزاءً، ولا شكورًا، لا تطردوا هؤلاءِ، فإن الله يحبهم، لم يطلبوا دنيا، وإنما طلبوا الدِّين، لم يطلبوا الدنيا، وإنَّما طلبوا الآخرة.

وكذلك لِمِثْل هذا الابتلاء، ابتلينا وامتحنا واختبرنا بعضكم بِبَعض، بعض الناس بِبَعْضهم ليقول الظالِمون: ﴿ أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 53] وكذلك فَتَنَّا - اختبرنا وامتحنا وابْتَلَيْنا - بعضكم ببعض - أعطينا بعض الناس الدُّنيا نمتحنهم هل يحسنون عملاً، وجعلنا البعض الآخر فقراء، يحتاج بعضهم لبعض؛ ابتلاءً من الله سبحانه هل هذا الغني يظن أن الله أعطاه لفضله؟ هذا من جهله وغُروره، أن يظن الإنسان أنه لفضله عند الله قد أعطاه الله المال، أَيُعْطيك ما حرم منه رسوله صلى الله عليه وسلم وما حرم منه ضعفاء المهاجرينَ لِفَضْلك أنت؟ هذا لا يكون أبدًا، وإنما يبتلي الله عز وجل عباده بما يعطيهم وبما يَمْنعهم.

أما المؤمنون فيشكرون الله في كل أحوالِهم، ولذلك يقول الله: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 53]، فقراء المهاجرين، الذين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم - وقدره خمسمائة عام - يدخلون قبل الخَلْق إلى جَنَّات الخلد، ولعلهم يدخلون قبل أغنياء المهاجرين بِأَرْبعين سَنَة، يدخلون جنَّة الله كما جاء في حديث آخر، يدخلون قبل الأغنياء من الصَّحابة بهذا القدر - أربعين سنة - وقبل غيرهم من أغنياء الخلق بنصف يوم - أي بمقدار خمسمائة عام - هؤلاء الذين مَيَّزهم الله، ورفع درجاتهم، وإن كانوا في الدنيا فقراء يحتاجون، مساكين لا مال معهم؛ ولكن الله يَمُن بالآخرة على مَن يشاء سبحانه تبارك وتعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 53]؟ بلى.

﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54]، يقول لِنَبيه الكريم عليه الصلاة والسلام: وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا، جاؤوا إليك وهم ضعفاء، وهم عالة، وهم فقراء، جاؤوا يجلسون يستمعون منك، كانوا في غاية الشرف وهم فقراء في أسمال بالية، أتوا للنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وجلسوا في المجلس، في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يستر بعضهم بعضًا، يُدَاري بعضهم نفسه وراء أخيه، حتى يستتر لِصِغر ثيابهم، لِقِلَّة الثياب، ولفقرهم الشديد، جلسوا وقارئٌ فيهم يقرأ القرآن، وهم يستمعون إلى كتاب الله عز وجل ويخرج عليهم النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ويسألهم: ((ماذا كنتم تصنعون؟))، خرج وكانوا يقرؤون كتاب الله - وهو يعلم ذلك، صلوات الله وسلامه عليه - وإنما أراد أن يُبَجِّل ويكبر عملهم هذا الذي يصنعون في أعينهم، ((ماذا كنتم تصنعون؟))، قالوا: جلسنا يقرأ علينا قارئنا، ونستمع إلى كتاب ربنا، يقول: ((أنتم الذين أمرني الله أن أجلسَ معهم))، يجلس إليهم النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه يأمرهم أن يتحلقوا، ويأمر قارئهم أن يقرأ، ويجلس معهم صلوات الله وسلامه عليه ويقول: ((أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين))، والصعلوك: الفقير الذي لا مال له، ولا حِيلَة له في المال، ((أَبْشِروا يا معشر صعاليك المهاجرين، تدخلون قبل الأغنياء بأربعين سنة))، وكأنه قبل أغنيائهم هم، فلأغنيائهم أيضًا فضيلة عند الله سبحانه تبارك وتعالى وأمَّا هم فقد سبقوا مَن يأتوا مِن بعدهم بخمسمائة عام، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ ﴾ [الأنعام: 54] سَلِّم عليهم، ادعُ لهم بالسلام وبالرحمة، ﴿ فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 54] سبحانه تبارك وتعالى ألزم نفسه سبحانه بذلك تفضُّلاً وإحسانًا على خلقه، ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54]، مَن وَقَع في السُّوء من المؤمنين فعصى ربه سبحانه وكل من يقع في السوء فلا بدَّ وأنه يقع فيه بِجَهالة، ببعد عن الحقِّ، بِجَهل لقضاء الله وقدره وقدرته سبحانه تبارك وتعالى في وقت وقوعه في المعصية، ليس نسيانًا، ليس خطئًا، وإنما تعمُّدًا، وقع في المعصية فوقع فيها بِجَهالة، بسوء خُلُق، بسوء صَنِيعه مع ربِّه سبحانه تبارك وتعالى ولكن إذا تاب إلى الله، ﴿ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54]، فإنه غفور رحيم سبحانه تبارك وتعالى يغفر لعباده ويرحم إذا تابوا إليه، وكيف لا؟ وهو الذي يقول لعباده: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

أليس هو سبحانه الذي يقول في الحديث القدسي: ((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي، يا ابن آدم لو بَلَغَتْ ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك))؟ الله الغفور الرحيم، من وقع في السوء وتاب إلى الله عز وجل يتوب توبةً نَصُوح، يتوبُ ابتغاء وجه الله سبحانه يتوب ويقلع عن ذنبه، يستغفر ربه، يندم على ما صَنَع، ينوي ألاَّ يقع فيه ثانية، يعيد المظالِم لأصحابها، يتبرأ منَ الكذب الذي قد وقع فيه، تاب إلى الله فأحسن يُحْسن الله عز وجل إليه، ويتوب عليه سبحانه تبارك وتعالى من تَاب تابَ الله عليه، مَن تاب توبة بشروطها، يتوب وهو عازم ألا يقع في الذنب.

هذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في سَفرة سافرها - عليه الصلاة والسلام - وفي الطريق وجد مجموعة منَ النِّساء، فحسن ثيابَه - لبس أحسن ثيابِه - وخرج يجلس معهنَّ يتحدث، لم يكن ينوي سوءًا، وإنما غايته أنه اسْتَلْطَف هذا المكان، فجلس يتحدث معهنَّ - وهذا لا يجوز - فخرجَ النبي صلى الله عليه وسلم فرآه جالسًا معهنَّ يتحدث، قال: ((ما هذا؟))، قال يا رسول الله: إنه شرد مني بعير، وإذ بي أسألهن عنه، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكذب، ولم يُرِد أن يظهرَ كذبه ويفضحه أمام النساء، فسكت صلوات الله وسلامه عليه ومشى الرجل، وعلم الرجل أنه كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فاستحيا، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم وجهه هذا اليوم، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، فسأله: ((ما صنع شراد البعير؟)) وهو يعلم أنه كذب في المرة الأولى، قال: يا رسول الله، أبحث عنه، وسكت وتركه، ولم يزل هذا دأبه، كلما رآه سأله، لم يكن يسكت على الكذب، ولم يكن يحب الكذب، وكان يؤدب عليه مرة، وثانية، وثالثة، حتى اختبأ الرجل عن النبي صلى الله عليه وسلم أيامًا، ثم ظهر فسأله: ((ما صنع شراد البعير؟!))، قال يا رسول الله: والله ما شرد لي بَعِير ولا شيء، وأتوب إلى الله وأستغفره، ولا أعود، فسكت النبي صلوات الله وسلامه عليه لم يزل يبكته بكلمته حتى أحدث توبة.

ما الداعي للكذب؟ وما الذي ستصنعه إذا كذبت على الخلق؟ هل تقدر أن تكذب على الله سبحانه تبارك وتعالى؟ احذر من الكذب، فإن الرَّجل يكذب ويَتَحَرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذَّابًا، فيستحق أن يكونَ من أهل النار، مَن تاب تابَ إلى الله سبحانه أقلع عن ذنبه، أقلع عن كذبه، رد المظالِم لأصْحَابها، مَن تاب تابَ الله عز وجل عليه.

﴿ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54] سبحانه تبارك وتعالى من عمل السوء بقبح، بسوء صنيع، بسوء صُنع منه، وقع في ذلك عن عمد، ثم تاب من بعده، ليست توبة باللسان "تُبْت"، وانتهى الأمر، وهو مواقع لهذا الذي زعم أنه أقلع عنه، ولكن تاب بقوله، بقلبه، بفعله، تاب إلى الله وأصلح في عمله، وأصلح ما أفسده قبل ذلك، فإن الله - تبارك وتعالى - غفور، يغفر الذنوب جميعًا، يسترها ويفضح صاحبها، فإنه غفور رحيم.

نسأل الله مِن فضله ومغفرته ورحمته، فإنَّه لا يملكها إلا هو، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصَلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


الخطبة الثانية

الحمدُ لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، اللهم صَلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعدُ:

فيقول ربنا سبحانه تبارك وتعالى لِنَبِيِّه صلوات الله وسلامه عليه ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 53]، الله أعلم بهم، مَن شكر الله شكره الله سبحانه تبارك وتعالى شَكَر له، أعطاه الله وَرَزَقَه، زاده حُسْنًا على إحسانه ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه يُخبرنا في الحديث، الذي رواه ابن ماجه عنه صلوات الله وسلامه عليه: ((يقول ما أنعم الله على عبد نعمة فقال: الحمد الله، إلا كان الذي أعطاه خيرًا مما أخذه))، انظر إلى فَضْل الله وكرمه سبحانه إذا أنعم عليك بنعمة مهما عظمت هذه النعمة، فقلت: الحمد لله، أخذتَ النعمة وأعطيت الشكر، أعطيت الحمد، إلا كان الذي أعطيت خيرًا مما أخذت.

لاحظ أيها المؤمن وتَنَبَّه أن الذي أعطاك الله سبحانه أعطاك نعمة، وهو الذي رزقك الحمد سبحانه تبارك وتعالى أعطاك نعمة وأعطاك حمدًا، فشكرتَ ربك على نعمته، هذه نعمة، وهذه نعمة، فالنعمة التي مَنَّ عليك أن تحمد الله خير من الأخرى، التي قد أعطاك الله، فأكْثِروا من حمدكم ربكم سبحانه تبارك وتعالى "فالحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض".

يقول لنا ربنا سبحانه تبارك وتعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55]، نُفَصِّل الآيات: نُبَيِّن في كتاب الله سبحانه تبارك وتعالى الآيات، نشرح لكم، ونوضح لكم؛ حتى تستبين سبيل المجرمين، حتى تظهر بينةً جليَّة طرق المجرمين، هذا طريق المجرمين، فاحذروا أن تسلكوه، ﴿ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55]، ولتستبين يا محمد صلوات الله وسلامه عليه سبيل المجرمينَ، ليظهرَ لك يا رسول الله - عليه الصلاة والسلام - سبيل المُجْرمين؛ لِتَتَبَيّنه، لتعرفه حتى لا تقع فيه.

إن سبيلهم الخِداع والكذب، يكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم ويمنونه بالأماني، سندخل معك في دينك إن فعلت لنا كذا وكذا، فربنا يقول: إننا قد فصلنا وبينا؛ حتى تعرف كَذِب هؤلاء المجرمين، فلا تطاوعهم، ولا تكن معهم، وكن مع هؤلاء الضعفاء المستضعفين، وكذلك نُفَصِّل: نُبَيِّن تفصيلاً وتبيينًا واضحًا، ﴿ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55].

﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [الأنعام: 56]، قل لهؤلاء: إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله، كانوا يطلبون منه: اذكر آلهتنا، اذكر هذه الآلهة بخير؛ لعلنا ندخل في دينك، لا تشتم آلهتنا، لا تقل عنها: إنها آلهة باطلة؛ لعلنا نتبعك يومًا من الأيام، كذبوا في ذلك، لا ينوون متابعة النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريدون منه ولو كلمة يمدح بها أصناهم حتى يحتجوا عليه، يقولون: كيف تمدحها بالأمس، وتذمها اليوم؟ أردوا ذلك، فَنَبَّهَهُ ربه سبحانه "احذر من المشركين".

﴿ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55]، واحذر هؤلاء المشركين، فإنهم يريدون أن يصدوك عن سبيل الله، فلا تتبع أهواءهم، فإن اتبعت أهواءهم، فقد ضللت إذًا؛ وما أنت من المهتدين، وحاشا له صلوات الله وسلامه عليه.

أيها المؤمن:

لا تغتر بكلام الكفار، إنهم أعداؤك، إنهم أعداء دينك، إنهم أعداء الله سبحانه تبارك وتعالى إنهم لا يحبون دين الله، وقد أخبرنا ربنا في كتابه: ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ ﴾ [التوبة: 8]، الكفار في كل زمان، المشركون في كل مكان، يبغضون دين الله سبحانه فإن استطاعوا أن ينقضوا، وإن استطاعوا أن يسبوا ويشتموا، فلن يتوانَوا عن ذلك.

والحال كما ترون وتسمعون في كل مكان، الكُفَّار يعين بعضهم بعضًا، فلمَّا تَحَكَّمُوا في أمة الإسلام، إذا بهم يتطاولون بالإساءة إلى الإسلام، وإلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه هل يوثق بأمثال هؤلاء أنَّهم يريدون العدل، ويريدون الحرية، ويريدون المساواة، إنهم لا يريدون إلا أن يطفئوا نور الله، كما قال لنا ربنا في كتابه: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8].

تَمَسَّك أيها المؤمن بدينك، وهذا شهر رمضان على الأبواب، قد هلَّ علينا بفضل الله وبرحمته وبنعمته، تُرى من منَّا سيكمل هذا الشهر صائمًا قائمًا لله؟ ومَن منَّا يَتَوَفَّاه الله قبل ذلك أو أثناءه، لا ندري؟ ولكن انوِ العمل الصالح، انوِ في قلبك عبادة الله وطاعة الله سبحانه والعمل الصالح بالصيام وبالقيام؛ لعل الله سبحانه أن يتقبل منا صالح أعمالنا.

اللهم أعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتكَ، اللهمَّ أَرِنا الحق حقًّا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا فنضل ونشقى.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر، وانصر الإسلام والمسلمين، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضلْ شهرْ رمضَان
  • ماذا تعلمنا من رمضان؟ (1)
  • شهر رمضان لا يتكرر
  • شهر رمضان المعظم
  • رمضان بين عطاء المقبلين وحرمان المعرضين
  • داعي الإيمان ونفحات رمضان
  • عيدان
  • في شهر رمضان
  • شهر رمضان: فضائله وخصائصه
  • شهر رمضان بين الطاعة والاتباع والمخالفة والابتداع
  • شهر رمضان من التنسك الموسمي إلى العبادة الدائمة
  • رمضان شهر الرحمة والمغفرة والرضوان والعتق من النيران
  • رمضان شهر التضامن والتكافل
  • استقبال شهر رمضان
  • رمضان شهر البر والتقوى
  • خطبة شهر الخيرات
  • خصائص شهر رمضان المبارك ومزاياه

مختارات من الشبكة

  • استعراض الصحف الإيطالية لشهر رمضان 2014 في إيطاليا(مقالة - ملفات خاصة)
  • علمني رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • شهر رمضان شهر مبارك وشهر عظيم(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضل شهر رمضان في القرآن والسنة: رمضان شهر الرحمة والغفران والعتق من النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من خصائص رمضان: شهر معظم عند المسلمين صالحهم وطالحهم، وزكاة الفطر خاصة بصيام شهر رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • شهر رمضان في الكتاب والسنة، وأحاديث منتشرة عن شهر رمضان ولا تصح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وأقبل شهر رمضان شهر القرآن(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضل شهر رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • في رحاب شهر الخيرات(مقالة - ملفات خاصة)
  • ثبوت دخول شهر رمضان وخروجه(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب