• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المقاصد الربانية للعشر المباركة (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (5)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446هـ
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (4)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    العيد في زمن الغفلة... رسالة للمسلمين
    محمد أبو عطية
  •  
    الأضحية ... معنى التضحية في زمن الماديات
    محمد أبو عطية
  •  
    خطبة الجمعة ليوم عيد الأضحى
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    صلاة العيد وبعض ما يتعلق بها من أحكام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (3)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

هل آن الأوان لنكتشف فساد الديمقراطية؟

محمد ناجي بن عطية

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/5/2011 ميلادي - 28/5/1432 هجري

الزيارات: 11583

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هل آن الأوان لنكتشف فساد الديمقراطية؟

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ:


أصل الديمقراطية :

اتَّخذت الشعوب الغربية من الديمقراطية منهجًا تسير به في حياتها، وفلسفة تنظِّم العلاقة بين الحُكَّام والمحكومين، بعد أن يَئِست من الكنيسة وتعليماتها ورُؤيتها في إدارة شؤون الحُكم وشؤون الحياة، ويرجع ذلك إلى التحريف الذي طرَأ على الكُتب التي اختصَّ الله بها تلك الديانات السماوية، الأمر الذي عكَس نفسه على فساد التصوُّرات لدى رجال الدين، فحلَّ القهْر والظلم والاستبداد محلَّ العدل والسماحة التي نزلَتْ بها الشرائع السماوية.

 

جاءت الديمقراطية كحلٍّ مناسب ينظِّم حياة الناس السياسية، وكان خلاصة هذا المنهج - حسب مفهومهم - أن يكون الشعب هو مصدرَ كلِّ السُّلطات والتشريعات، ولا توجد أي سلطة أعلى من سلطة الشعب، ويجب أن يرضَخ الجميع لِمَا يقرِّره ويَرتضيه الشعب، مع فتح المجال للحوار بين أبناء الشعب الواحد على أساس المواطنة المتساوية، وعدم تهميش أيِّ فكرة مصدرها الشعب، وفتْح المجال للرأي والرأي الآخر، المهم أن تكون الفكرة أو الرأي له رصيد جماهيري يَدْعمه بما يشكِّل الثِّقَل الكافي لاعتماده تمهيدًا للعمل به من قِبَل كافة فئات الشعب - وإن اخْتلفَت آراؤهم.

 

هذه الأفكار الديمقراطية قابلَتْ استحسانًا عند أكثر شعوب الأرض - إنْ لَم يكن كلها، ورافَق ذلك الزَّخم الإعلامي والضغط السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي تُمارسه الدول الغربية صاحبة الفكرة، واعتماد سياسة التبشير بهذا الفكر البديل، وفرْضها على كافة شعوب الأرض، كبديل معاصر لحلِّ مشكلات البشرية من وجهة نظرهم.

ودخَل في ذلك الشعوب العربية والإسلامية، فصاروا يتبنَّون هذه الأفكار ويُرَوِّجون لها ويَدرسونها للنشء، ويَفتتحون المعاهد المدعومة من الغرب؛ لإشاعة هذه الفكرة، ناهيك عن الترويج الإعلامي مُنقطع النظير في الدَّعم والتبنِّي، والتحسين والتزيين لهذه المبادئ والأفكار البديلة.

ولتطبيق هذه الأفكار كان لا بد من اتِّخاذ بعض الإجراءات الكفيلة بممارستها كحقٍّ مشروع، ومُكْتَسَبٍ جماهيريٍّا، وإقناع الناس بأنَّ هذه حقوق لا يَليق بأحدٍ التخلِّي عنها.

من تلك الإجراءات حقُّ الترشيح والانتخاب، والاقتراع وتقسيم الشعب إلى دوائر انتخابيَّة، وتشكيل الأحزاب السياسية، ولو كانتْ مختلفة الأفكار متباينة الآراء، طالَما وُجِد لها جمهور من أبناء الشعب يؤيِّدها ويدعمها.

 

هذه الإجراءات وتفاصيل أخرى متفرِّعة عنها، تؤدِّي إلى انتخاب ممثلين عن الشعب في مجلس يسمَّى مجلس الشعب، أو مجلس الأُمة، أو مجلس النوَّاب؛ أي: نواب الشعب، هذا المجلس - على اختلاف مسمَّياته - يضمُّ ممثلي الشعب أو نوَّابه، بحيث يكونون مفوَّضين من قِبَل الشعب، يناقشون كافة القضايا التي تهمُّ الشعب، بما فيها القضايا المصيرية، مهما كان حجمها، طالَما كانت تحت سقف الديمقراطية، والتزمَتْ بالأُطر الديمقراطية.

 

لقد كان الغرب صادقين في تبنِّي هذه الفكرة؛ لأنهم عانوا من قهْر واستبداد الكنيسة ورجال الدين المحرَّف، وكانت هذه الأفكار بمثابة ثورة جاءتْ؛ لترفع عن الناس عهودًا من الظلم والفساد، والإرهاب الفكري، والقمْع السياسي.

فجاءت والقوم متعطِّشون للحرية وممارسة أيسر حقوقهم في التعبير عن آرائهم، دون ملاحقة أو مضايقة؛ فلذلك اعتنقوها وقدَّسوها، وتفاعَلوا معها، وتفانوا من أجْل العمل لإنجاحها، وممارستها بصدقٍ وشغفٍ.

وهذا يفسِّر لنا السرَّ وراء الالتزام العجيب لدى كلِّ فئات الشعب في الغرب، واستسلام عجيب لنتائج الانتخابات مع قلَّةٍ في الأحزاب السياسية، وإذا حصَل الاختلاف حول النتائج، فسَرعان ما يتفقون عليها، ويتنحَّى الرئيس السابق بكلِّ سهولة ويُسرٍ، ويُسَلِّم لخليفته بكلِّ سرور.

 

إنَّ المتأمِّل في هذا الوضْع يجد أداءً وراءه أسرارٌ بعضها ما ذكرت لكم، ولا شكَّ أنَّ الدول في الغرب، تبذُل جهودًا كبيرة؛ لتعميق مفاهيم الديمقراطية بين أبنائها، من خلال المناهج الدراسية، ووسائل الإعلام، وغيرها من الوسائل؛ مما أدَّى إلى تشرُّب ثقافة الديمقراطية، وتغلغُلها في أعماق وجدان الشعوب منذ نعومة أظافرها.

 

المسلمون والديمقراطية:

هذا الأداء بَهَر العرب والمسلمين الذين يَقبعون تحت أنظمة مستبدة وديكتاتورية، لا تؤمن بحرية الشعوب - ولا تُعير أيَّ اهتمامٍ لحقوق الإنسان - في التعبير عن آرائهم، وممارسة حقوقهم المشروعة، فضلاً عن القهْر والظلم، والكبت والملاحقة، وممارسة الاستبداد بشتَّى صنوفه.

وتحت ضغط الحاجة إلى الحريَّة، وتنفُّس عبيرها الذي ينفح من بلدان الغرب، وفي ظلِّ غياب الوعي الديني، وعدم وضوح بعض التفاصيل المهمَّة لعقائد المسلمين، الأمر الذي أخْفَى وراءه جوانبَ دقيقة من التعارُض بين الديمقراطية وبين الشريعة الإسلاميَّة.

في ظلِّ هذه الظروف نشأتْ تيَّارات من المسلمين تنادي بالحرية والعدالة، وحقوق الإنسان، مستشهدين بالتجارب الغربية الناجحة والكثيرة، في محاولة للتخلُّص من الواقع المؤلِم الذي فرضتْه عليهم الأنظمة الحاكمة في بلدانهم.

 

وتجاوَب بعض الحُكَّام مع النداءات، لكنَّهم أيقنوا أن البساط سيُسْحب من تحت أقدامهم وأقدام وَرَثتهم من بعدهم، إن هم رَضُوا بالخيار الديمقراطي وَفْق النمط الغربي، فكان لا بد لهم من ركوب موجة الديمقراطية، والتمترُس خلفها؛ من أجل تحقيق أمرين:

الأول: محاولة معاصرة؛ لإرضاء شعوبهم المتلهفة للحرية والعدالة.

الثاني: التودُّد إلى الغرب الذي يدفع بسخاءٍ لِمَن يتبنَّى أفكاره، ويَفرض على شعْبه تطبيق أحدث تجاربه.

 

وهكذا سارت الأمور لعدَّة عقود؛ الظُّلم لَم يُرْفَع، والحريَّات لَم تُطَبَّق، وحقوق الإنسان ما زالت تُنْتهك، لكن الجديد في الأمر أن وسائل الإعلام الرسميَّة بدأتْ تمارس الدَّجَل والتضليل تحت شعار الخيار الديمقراطي، وأنَّه النهج الذي لا ترتضي الشعوب بديلاً عنه، وكلُّ ذلك من أجل تحقيق الأمرين المذكورين.

ومن شدَّة الضجَّة الإعلامية، صدَّق بعض الناس وسائل الإعلام، وشكَّ آخرون بأنفسهم، وأخْفى البعض غيْظَهم من الوضع في أعماقهم؛ حتى لا يُتَّهمون بالعداء للديمقراطية منزوعة الدَّسم.

 

وحتى يستمر الحُكَّام في أماكنهم، ويظلون في سيرتهم السابقة، مع إعلان التزامهم بقواعد اللعبة الديمقراطية، كان لا بد من اتِّخاذ وسيلة ما تضمن لهم ذلك، فلجؤوا إلى كلِّ أساليب الحِيَل والتضليل والتزوير؛ لضمان الأغلبيَّة الساحقة في الانتخابات التي يُمارسونها، فيخرجون مُنتصرين في كل الأحوال ومختلف الظروف، وهكذا يخرجون بعد تحقيق النتائج الباهرة - بالنسبة لهم - يمجدون الديمقراطية التي تنعَّمتْ شعوبهم في ظلِّها، ويُثنون على تلك الشعوب التي عرَفت الحقَّ لأهله، من خلال ممارستها الشريفة للديمقراطيَّة.

 

لكن الشعوب عرَفت اللعبة، وتعلَّمت أُسس الممارسة الديمقراطية، وحاوَلت المنافسة؛ للوصول إلى تلك الأغلبيَّة، ومنها إلى التداول السلمي للسلطة الذي هو من ثوابت الديمقراطية، وفجأة يتغيَّر خطاب الحُكَّام من وصْفهم كشركاء في الممارسة الديمقراطية، إلى عُملاء لَدَيهم أجندات خارجية، ويسعون إلى الفوضى ونشْر الفساد، ولكن عن طريق الديمقراطية هذه المرة، ويقودون ضدهم حملات التشهير والتخوين، ويصفونهم بشتَّى الأوصاف التي تتنافَى مع الممارسة الديمقراطية وحريَّة التعبير عن الرأْي.

 

ضاقَت الشعوب بهذا الأمر؛ لأنهم لَم يجدوا فرقًا في حياتهم قبل وبعد الديمقراطية، وأيْقنوا أن الصبر على الأوضاع إنما يكرِّس الاستبداد والقهْر وكبْت الحريَّات تحت مِظَلة الديمقراطية، حتى قرَّرت الشعوب الثورة، وخرَجت إلى الشوارع يعتصمون ويتظاهرون بشكل سلمي، على اعتبار أن تلك من الممارسات التي كفلَتها لهم الديمقراطية، وتنصُّ عليها الدساتير صرَاحة، حينها جُنَّ جنون الحُكَّام، حين عرَفوا أنَّ البِساط فعلاً سيُسْحب من تحت أرجُلهم، ولكن على طريقة الديمقراطية، ومن خلال الشعب الذي هو وحْده مصدرُ السلطات في هذا النظام، وهو مَن يمنحها وينزعها، على حدِّ اعتقاد الديمقراطيين.

ويبدأ مسلسل التشويه والتشهير؛ ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾ [الشعراء: 54 - 56]، ﴿ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾ [غافر: 26].

 

ونَسِي القوم أو تناسوا أنَّ الديمقراطية التي آمَنوا بها ورَضوا بها - كخيار لا مناصَ لهم عنه - تؤكِّد حريَّة الاحتجاج على ممارسات الحُكَّام المخالفة لمبادئ اللعبة، ومنها جواز خروج الشعب إلى الشوارع بطريقة سلمية حضارية؛ للمطالبة بحقوقه المنهوبة وحريَّته المسلوبة، ويجب على الحاكم وأجهزته حمايتهم ومنْع الاعتداء عليهم؛ من أجْل ضمان ممارسة حقِّهم في التعبير عن آرائهم.

 

ولَمَّا اشتدَّ تمسُّك الشعوب بهذا الخيار، اعتدتْ عليهم أجهزة النظام - الديمقراطي المغشوش -  بحُجَّة الحفاظ على مكتسبات الديمقراطية، وعدم زعزعة الأمْن والسكينة العامة، وأنَّ هؤلاء مثيرو الفوضى والشغب، ويجب أن يَتركوا هذا الهُراء، ويؤمنوا بالديمقراطية الحقَّة، وهي التي يُمارسها ويفسِّرها الحُكَّام، ويجب على الجميع الانصياع لذلك التفسير - وإنْ خالَف قواعد اللعبة؛ ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29].

 

فاشتدَّ الصِّراع، وتَصَلَّبت المواقف، الشعوب تريد ممارسة حقيقيَّة للديمقراطية، والحُكَّام يريدون ممارسة الديمقراطية وَفْق مسلمة مهمة، هي: ضمان بقائهم وذُريَّاتهم وأحزابهم يحكمون تلك الشعوب، ويسيطرون على مقدَّراتها، حتى يرث الله الأرض ومَن عليها، وأي تفكير فردي أو جماعي بغير هذه المسلمة، يُعتبر انقلابًا على الديمقراطية التي تمتَّعت بها هذه الشعوب في ظلِّ حكمهم بعد سنين من الحِرمان.

وما زالت الشعوب تزْأَر ويرتفع صوتُها وصخبُها، ويَكثر عددُها ومُناصروها، حتى اقتلعتْ بعض الحُكَّام ومَن والاهم من جذورهم وأوْدعوهم مزابلَ التاريخ، وبعضهم كان مصيره قفص الاتِّهام بعد أن كان مُترفًا يتقلَّب في خيرات الشعوب المقهورة، وذلك جزاء الظالمين.

 

لكن مَن هو صاحب السلطة الحقيقي: الله - تعالى - أم الشعب؟

لَم تَنتهِ الحكاية بعد، فهل يكتفي المسلمون بعد تحقيق آمالهم، وإزالة الأنظمة المستبدة، التي حالَت بينهم وبين الممارسة الحقيقيَّة للديمقراطية، هل يكتفون بإقامة دولة مدنيَّة تتحقَّق فيها الحرية والعدالة، وتُحترم فيها الآراء، وعلى كلِّ صاحب فكْرٍ أنْ يطرحَه، ويَبحث له عن مناصرين؛ حتى يفرضوا هذه الأفكار بقوَّة الشعب والأغلبيَّة، كما تقرِّره الديمقراطية، هل هذا كافٍ ومقنع بالنسبة للمسلمين؟ هل الشعب صاحب السلطة المطلقة؛ بحيث إنه لا يوجد سقف لسلطته، ولا توجد سلطة أعلى منه، هل  شعار: "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب" صحيح؟ أو إنَّه مُقيَّد بفوقيَّة الخلاَّق العليم المدبِّر الحكيم لأمور هذا الشعب، ونحن كشعوب مسلمة نتلو كتاب الله ونؤمن به؟

 

هل نحن مقتنعون بأن سلطة الشعب أعلى من حُكم الله؟ وهل اكتشفنا أن مجرَّد التفكير في هذا قد ينزع عنَّا صفة الإيمان بالله، وأنَّ الشعب المسلم يجب أن يحكمَه كتابُ الله؟

هل اتَّضح لنا الفرق الدقيق بين ممارسة الغرب للديمقراطية على أساس أنَّ الشعب مصدر السُّلطات ومالكها، بصفتهم لا يؤمنون بكتاب الله، وبين ما يجب على الشعب المسلم ممارسته؟

يحكى أنَّ مجموعة من الشواذ في بلاد غربية ممن تُمارس الديمقراطية ممارسة حقيقيَّة، طلبت هذه المجموعة سَنَّ قانون يُبيح للرجل أن يتزوَّج برجلٍ مثله، فتبنَّوا الفكرة وزيَّنوها، وما زالوا يروِّجون لها، حتى وصَلت إلى ممثلي الشعب، وراجَت الفكرة على أغلبيَّة من الأعضاء؛ بحُسن الطرح، وتزيين الفكرة التي تُعبِّر عن حقوق بعض أفراد الشعب، وبعد جدَلٍ وأخْذٍ ورَدٍّ بين ممثلي الشعب، طُرِحت الفكرة للتصويت؛ لحَسْم النزاع، ففازَت الفكرة بالأغلبيَّة، وهكذا حَكَم نوَّاب الشعب على البقيَّة بسنِّ هذا القانون الفاسد عقلاً وشرعًا؛ إرضاءً لبعض أفراد من الشعب، احتكامًا إلى هذا المبدأ الديمقراطي الفاسد أيضًا!

 

السؤال كيف لو حصل هذا في مجتمع المسلمين؟ وما المانع أن تُفْرَض أفكارٌ مماثلة لهذه الفكرة الشاذَّة، أو حتى ما هو أقل منها مما لا يَنسجم مع شريعة الإسلام وعقائد المسلمين؟

فطالما أنه لا يوجد سقفٌ لسُلطة الشعب، ولا يوجد قيْد أو مانع لهذه الحريَّات الشاذة، في مجتمع لا يعلم أغلب أفراده الكثير من تفاصيل الحلال والحرام، وما يريده منه خالقُه الذي أمَرَه بطاعته وعبادته، وفي ظلِّ غياب أو تغييب متعمَّد لعلماء الشريعة الراسخين، تحت أيِّ شعارٍ، بصفتهم الموقّعين عن ربِّ العالمين، والذين يمثِّلون "البوصلة" التي توجِّه الشعوب المسلمة باتجاه رضوان ربِّها وخالقها، في ظلِّ هذا الوضع فإنَّ الكوارث ستحلُّ بالأمة، وتدخل عليهم من الباب الذي ناضَلوا كثيرًا من أجْله، وكانوا يظنون أنه بابُ نجاتهم، وهي الممارسة الصادقة للديمقراطية الغربية.

 

الخلاصة:

لذا فإن الواجب أن تخضعَ كلُّ هذه الأفكار لأمر الله - تعالى - بالعرْض على كتابه وسُنة نبيِّه الكريم - عليه الصلاة والسلام - بصفته الحكمَ العدل، المشرِّع للحلال والحرام، مالك الشعوب والسماوات والأرض، وبواسطة العلماء الراسخين في العلم، والمدْركين لفِقه الواقع الذي يعيشونه؛ لاستنباط الأحكام التي تُسَيِّر حياة الناس وَفْق ما يُرضي ربَّهم وخالقهم، ولا مانع حينها من ممارسة ما تريد هذه الشعوب بالقيْد المذكور، وهناك فقط نكون قد جمعنا بين الاستِفادة من أفكار وتجارب غيرنا من الأُمم، وبين رضوان ربِّنا وخالقنا الكريم الذي نحن له عابدون؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 66 - 70].

والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النقاب والديمقراطية الزائفة
  • الموقف من الديمقراطية
  • مناخ الديمقراطية وفرص التيار الإسلامي
  • الديمقراطية ليست هي الحل
  • هذه هي الديموقراطية (1)
  • مناقشة العلاقة بين الإسلام والديموقراطية؛ جدل سفسطائي، أم قربى إلى الله؟

مختارات من الشبكة

  • أما آن الأوان أن ترق يا قلب؟!!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أما آن الأوان؟ كفى يا نفس ما كانا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • آن الأوان لننتقل للتعليم عن قرب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • قبل فوات الأوان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا باغي الخير أدرك شهر رمضان قبل فوات الأوان(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة المسجد النبوي 14/5/1433 هـ - التوبة قبل فوات الأوان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أما آن الأوان بعد؟! حدود مصير الفقراء!(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • فات الأوان(مقالة - حضارة الكلمة)
  • السيئات الجارية احذروها قبل فوات الأوان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بشاعة الفساد وقول الله تعالى: (والله لا يحب الفساد)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
3- تنويه وإضافة
أبو هارون - الجزائر 24-06-2011 03:36 AM

المقال رائع، ويصف الحال بدقة كبيرة، والديمقراطية تعيش اليوم أزمة خانقة في الغرب.
أما عندنا فإن تجار الشعارات ومدمني الفوضى لا يأبهون لعقيدة ولا لشريعة.
لقد أصبحوا ينادون بدولة ديمقراطية علمانية مدنية كأنما الإسلام ليس فيه مزايا الديمقراطية(الشورى)، ولا يحفظ حقوق الأقليات، ولا يحرص على حقوق المواطن؟!
ولم يفرقوا بين الإسلام السني و الإسلام الشيعي، إسلام الملالي، و ولاية الفقيه المبني على نظرية العصمة، فظنوا أن أهل السنة يسعون إلى دولة يحكمها الفقهاء لا الأكفاء.
وهذا تصور مغلوط ومقصود تحاول العلمانية ـ حاليا ـ اللعب عليه في البلاد العربية.
وهنا مغالطة اصطلاحية تقوم بها العلمانية بغرض التلبيس على المواطن حينما تجعل في مقابل الدولة المدنية: الدولة الدينية، بينما في الحقيقة: المدني يقابله العسكري،و ليس الديني،فالدولة الدينية دولة مدنية،و إنما يقابل الديني العلماني.
فاختيار المواطن المسلم سيكون بين الدولة الدينية ـ اصطلاحا ـ بمعنى الدولة ذات المرجعية الإسلامية، و ليس التي يحكمها الفقهاء، و بين الدولة العلمانية ذات المرجعية الغربية.
وحتى تعرف أن الدولة ذات المرجعية الدينية دولة مدنية أرجع إلى معنى "الدين" بالكسر، ومعنى "الديان" في اللغة العربية ،فالدين هو السياسة، و الديان هو السائس،قال ذو الأصبع :
لاه ابْنُ عَمِّكَ لا أفْضَلْتَ في حَسَبٍ *** عَنِّي ولا أنتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي
الدَّيّانُ هنا الذي يَلِي أَمْرَكَ وَيَسُوسُكَ.
قال الزمخشري في (أساس البلاغة)(1/144): (( والله الديان، وقيل: هو القهار، من دان القوم إذا ساسهم وقهرهم فدانوا له، ودانوه: انقادوا له))
و إن كانت مطالب الشعوب مشروعة فإن خيوط المؤامرة و استغلال المطالب الشرعية لضرب استقرار الدول لإغراض غربية محضة بادية لكل عاقل،فالشعوب تسقط أنظمتها لكن أصحاب المؤامرة هم من سينصب الحكام الجدد، أو على الأقل سيساعد بطرقه على اختيارهم ضمن مجموعة تعريف محددة منه ، لان أوراق اللعبة أكثرها في يد طبقة خاصة، لها حسابات و ارتباطات ، و ليست في يد عموم الشعب الذي يتم إعادة تشكيل وعيه و توجيهه نحو هذا الغرض.
فإذا علمنا أن النظام الاجتماعي لأي بلد هو جملة القواعد و القيود التي تحدد علاقات الأفراد في حياتهم الاجتماعية، و التي تؤدي مراعاتها إلى المحافظة على هذه الحياة الاجتماعية ،وهذا تقابله الثورة و الفوضى.
و إذا كانت الثورة تحول كلي مفاجئ يطرأ على أوضاع مجتمع بإحلاله قيما جديدة محل القيم القديمة، و يقابلها الإصلاح، علمنا أنه ليس من شرط تصحيح الأوضاع و تحسين أحوال الأمة القيام بالثورات لأنها تنطوي على مخاطر جسيمة لم تخرج بعد منها مصر وتونس،لأنه و إن كانت النية صالحة فإن الثورات توفر أسبابا و أعذارا و مناخا لتدخل القوى المتربصة بأوطاننا، و حينئذ ينفلت العقد .
وهناك من الطرق ما هو أجدى و أنفع للشعوب من الثورات، خاصة الدول التي فيها نوع استقرار، وفيها طائفية يمكن أن تنفجر هو الإصلاح، فالإصلاح السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي يحقق ما لا تحققه الثورة، و بدون دفع ثمن الثورة ورهن المستقبل بمخاطر الثورات.
نعم هناك اختلافات كبيرة بين بلد و بلد،و البلدان التي قامت فيها الثورات بلدان متأخرة جدا في مجال كرامة المواطن، فبلد يعتقل فيه الإنسان لانه صلى صلاتين متتاليتين في مسجد،أو لأن زوجته أو ابنته ترتدي حجاب،و الحاكم فيه منذ ثلاثين سنة قابع على قلوب الناس،أو في البلد نوع استعباد للناس تعرفه من طرق مخاطبة المواطن للشرطي بألفاظ و عبارات كأنه أمير من أمراء القرون الوسطى أسباب الثورة فيه تفوق أي نظر متعقل و حكيم.
وعليه، فكون الثورة قامت في تونس و مصر لا يستلزم أن نتخلى عن الحرص الشديد بوجوب الانتقال السلس بمجتمعاتنا الإسلامية نحو الأصلح، و بهدوء و خطوات متدرجة، تتوافق و رفع رصيد المواطن من الوعي و الثقافة بكل مرحلة.
إن العقيدة قيمة عالية على كل فكر وقانون،وهي الحل والملاذ وفيها الخلاص،أما الديمقراطية فلعبة من الألعاب السياسية .

2- مفاسد الديمقرطية
خالد المقطري - اليمن 18-05-2011 07:20 PM

احسن الله اليك د. محمد على هذا المقال الرائع
ولا شك ولا ريب أن أي عمل بشري فيما يتعلق بتسيير حياة البشر في شتى المجالات مالم يخضع لمرجعية تشريعية إلهية فهو إلى فساد أكثر وأكبر منه إلى صلاح
لأننا مخلوقبن من قبل الله فلا أدرى ولا أعلم بما يصلح حياتنا من الله
ألا ترى أن أي صانع لأي منتج هو صاحب الحق الأول والأخير في عمل الكتلوج المتعلق بصنعته
ثم أن أعظم مفسدة للديمقراطية أنها لا تحمل مبادئ ثابتة بمكن التحاكم إليها فهي غربية وهي شرقية هي رأسمالية وهي بنفس الوقت شيوعية
وكلٌ يدعي وصلا بليلى

1- الديمقراطية ليست هي الشورى
ابو مريم محمد الجريتلي - مصر 02-05-2011 03:28 PM

بارك الله فيك أجدت وأحسنت ..
الديمقراطية .
الديمقراطية Democracyكلمة مشتقة من لفظتين يونانيتين Demos الشعب، و Kratos سلطة . ومعناها الحكم الذي تكون فيه السلطة للشعب، وتُطلق على نظام الحكم الذي يكون الشعب فيه رقيباً على أعمال الحكومة بواسطة المجالس النيابية، ويكون لنواب الأمة سلطة إصدار القوانين. وتتم عملية انتقاء القوانين والتشريعات بحسب اختيار الأكثرية لها من أعضاء مجلس النواب .
ومنه نعلم أن الديمقراطية تعني – عند أربابها وصانعيها – حكم الشعب نفسه بنفسه، وتعني اختيار الشعب، والاحتكام إلى الشعب عند حصول النزاع والاختلاف، فالشعب سلطة عليا لا تعلو سيادته سيادة، ولا إرادته إرادة بما في ذلك إرادة الله ، التي لا اعتبار لها، وليست لها أية قيمة في نظر الديمقراطية والديمقراطيين !
وهذا عين الكفر، لأن الله تعالى فعال لما يريد ويحكم بما يريد، ولا مُكره له على شيء لا يريده، وإرادته تعالى غير مقرونة بأي إرادة أو قدرة، سبحانه وتعالى عما يصفون .
والديمقراطية ظهرت في أوربة كنظام حاكم – إثر الثورة الفرنسية – نتيجة للظلم الكنسي، والإرهاب الفكري والجسدي الذي مارسته الكنيسة – بمقتضى اختصاصها بالحق الإلهي المقدس المزعوم – بحق الشعب، وبخاصة منهم العلماء والمفكرين الذين خالفوا الكنيسة في كثير من المسائل العلمية، حيث كانت لهم الاجتهادات والتفسيرات لبعض الظواهر العلمية التي تعارض وتغاير ما كانت عليه الكنيسة، وهذا أمر لم تكن الكنيسة – يومذاك – أن تتحمله أو تُطيقه، فحملهم ذلك على تصفية وتعذيب كل مخالف للكنيسة وتعاليمها؛ ومحاكم التفتيش وما كان يجري فيها من مجازر وقتل وتعذيب وحشي، وأحكام صورية ترعها الكنيسة وتقوم عليها، ليست أخبارها عن المسامع ببعيدة ..
في هذه الأجواء ظهرت الديمقراطية الحديثة، فجاءت ناقمة على تعاليم الكنيسة وكل شيء اسمه دين، ووقفت الموقف المغالي والمغاير لتعاليم الكنيسة، وما كانت تفرضه الكنيسة على العباد باسم الله، حيث كانت تزعم لنفسها الحق في التكلم نيابة عن الله، وهذا ليس لأحدٍ سواها ..!
فعملت الديمقراطية على نزع سلطة السيادة عن باباوات الكنيسة لتجعلها حقاً خالصاً لباباوات المجالس النيابية بزعم تقرير مبدأ سيادة الأمة والشعب، ففرت من سيادة مخلوق إلى سيادة مخلوق آخر، ومن ألوهية مخلوق إلى ألوهية مخلوق آخر؛ لكن في المرة الثانية جاءت ألوهية هذا المخلوق – بعيداً عن الكنيسة والدين – باسم الشعب والأمة كما زعموا ..!
فكانت الديمقراطية بذلك أول من تبنى عملياً مبدأ فصل الدين عن الدولة وعن الحكم والحياة، ورفعت الشعار المعروف: دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله .
وقالت: لله فقط الصلوات في زوايا المعابد والصوامع، وما دون ذلك فيم يتعلق بجميع مرافق الحياة السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، والتشريعية وغيرها من مجالات الحياة فهي ليست من خصوصيات الله، وإنما هي من خصوصيات قيصر المتمثل في صورة الشعب ومَن ينوب عن الشعب، فما لله لله ، وما للشعب للشعب، وما يصل لله يصل للشعب؛ حيث للشعب كامل الصلاحيات والحق في التدخل في شؤون المعابد والمساجد وسياستها وغير ذلك مما جعلوه لله بزعمهم، بينما ما يصل للشعب فهو لا يصل إلى الله ولا يحق له البت فيه .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً !!
صدق الله العظيم:" فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون" الأنعام:136 .
ذلكم أن الانفصام بين الدين وبين الدولة صار أمراً مقضياً لا مرد له، ولا طاعن عليه، ولا محيد عنه ..!! كذلك فإن الديمقراطية – كنظام ودين – قد أعطت تفسيراً خاصاً بها عن الوجود وواجب الوجود والحياة، وعن علاقة الإنسان بخالقه وغير ذلك .
فمن قال: " لا إله والحياة مادة " . قالت له الديمقراطية: لا ضير عليك، لك أن تعتقد في الله ما تشاء ما دمت ديمقراطياً، وهذه اسمها حرية الاعتقاد ..!
ومن اعتقد بخالق وإله للوجود، قالت له الديمقراطية: لك ذلك، لكن ليس لك أن تُكره الآخرين على اعتقادك، أو تنكر عليهم – بالقوة - اعتقادهم لو خالفوك في المعتقد، فكل منكم له الحرية في أن يعتقد في الله ما يشاء ..!
ثم لا يجوز لك إن كنت تؤمن بالله أن تجعل ما هو من صلاحيات الشـعب لله .. فما لله لله وما للشعب للشعب، والدين لله والوطن للجميع ..!
ومن أراد كذلك أن يقول ما يشاء، ولو كان قوله فيه سباً لله ولرسوله، فله ذلك وليس لأحدٍ أن ينكر عليه، وهذا اسمه _ كما زعموا – حرية التعبير !
ومن أراد أن يزني أو يشرب الخمر أو يفعل ما يشاء – ما لم يحظره القانون الوضعي – فله ذلك، وليس لأحدٍ أن ينكر عليه، وهذا اسمه عندهم الحرية الشخصية!
ومن أراد أن يستغل أو يرابي أو يحتكر، أو يُقامر فله ذلك وليس لأحدٍ في ظل الديمقراطية أن ينكر عليه، لأن هذا عندهم يندرج تحت الحرية الاقتصادية، وحرية التملك والكسب ..!
- فالديمقراطية رفض سلطة الشرع وتمكين الناس من الاتفاق على ما يصادم الشرع فإن اتفق الأغلبية على حل الخمر فهي حلال وإن اتفق على حرمة تعدد الزوجات فهي حرام .فالديمقراطية : السيادة للشعب فهو الذي يشرع لا يشرع إلا الشعب وهذا عين الشرك " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " وليست الديمقراطية كما يخدعون به الناس هي الشورى فإن الشورى مبدأ إسلامي عظيم قال تعالى " وشاورهم في الأمر "

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/12/1446هـ - الساعة: 15:27
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب