• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

إشارات قرآنية إلى الانتفاع بالثروات الطبيعية

محمد فتحي حسان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/4/2011 ميلادي - 14/5/1432 هجري

الزيارات: 126316

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إشارات قرآنية إلى الانتفاع بالثروات الطبيعية

 

يعرف علماءُ الاقتصاد الإنتاجَ بأنه: "خلْقُ الثروة عن طريق استغلال الإنسان للمواردِ الطبيعية التي توجَدُ في البيئة التي يعيش فيها"، والموارد الطبيعية هي هِباتُ اللهِ في الطبيعة التي يمكنُ أنْ تتحوَّل إلى ثروة، وتتمثل في الموارد النباتية والحيوانية والبحرية والتعدينية المتمثلة في صخورِ الأرض ومعادنِها المختلفة، وهناك مواردُ أخرى يمكن أن تتحولَ إلى ثروة مثل الموارد الشَّمسية والجاذبية، فإذا نظرْنَا إلى القرآن الكريم وجدناه يدفعُنا دفعًا إلى استغلالِ هذه الموارد، وينبِّه عقولَنا، ويلفتُ أنظارَنا بقوة إلى هذا الكون المحيط بنا: بمائِه وهوائه، وبحارِه وأنهاره، ونباتِه وحيوانه وجماده، وشمسِه وقمره، وليلِه ونهاره، كلُّ ذلك مسخرٌ لمنفعة الإنسان، فعلى الإنسان أنْ ينتفع بما سخَّر الله له، إنْ كان من أهل العلم والتفكُّر والتذكر، يقول تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32 - 34]، ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]، ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 13]، ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾، قال الزَّجاج: معنى تسخيرِها للآدميين؛ أي: الانتفاع بها، فمن مخلوقات السَّموات المسخَّرة لبني آدم - أي: التي ينتفعون بها - الشمسُ والقمرُ والنجومُ ونحو ذلك، ومن جملة ذلك: الملائكة؛ فإنهم حفظةٌ لبني آدم بأمر الله - سبحانه - ومن مخلوقات الأرض المسخرة لبني آدم: الأحجارُ والتراب، والزرعُ والشجر، والثمرُ والحيوانات التي ينتفعون بها، والعشبُ الذي يرعون فيه دوابَّهم، وغير ذلك مما لا يُحصى كثرةً، فالمراد بالتسخير جعلُ المسخَّرِ بحيث ينتفعُ به المسخَّرُ له، سواء كان مُنقادًا له وداخلاً تحت تصرُّفه أم لا، ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾؛ أي: أتمَّ وأكمل عليكم نعمَه، يُقال: سبغت النعمة: إذا تمتْ وكملت، قرأ الجمهور: {أَسْبَغَ} بالسِّين، وقرأ "ابنُ عباسٍ" و"يحيى بن عمارة": {أصبغ} بالصَّاد مكانَ السين، والنعم جمع نعمة على قراءة "نافعٍ" و"أبي عمرو" و"حفص"، وقرأ الباقون: ﴿ نِعْمَةً ﴾ بسكون العَيْن على الإفراد والتنوين؛ اسم جنس يُراد به الجمع ويُدَلُّ به على الكثرة، كقوله: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، وهي قراءة "ابن عباس"، والمراد بالنِّعم الظاهرة: ما يُدرك بالعقل أو الحسِّ ويعرفه من يتعرَّفه، وبالباطنة: ما لا يُدرك للناس، ويَخْفى عليهم، وقيل: الظاهرة: الصِّحة وكمال الخلق، والباطنة: المعرفة والعقل، وقيل: الظاهرة: ما يُرى بالأبصار من المال والجاه والجمال وفعل الطاعات، والباطنة: ما يجده المرءُ في نفسه من العلم بالله وحسنِ اليقين، وما يدفعُه الله عن العبد من الآفات، وقيل: الظاهرة: نِعَم الدُّنيا، والباطنة: نِعم الآخرة، وقيل: الظاهرة: الإسلام والجمال، والباطنة: ما ستره اللهُ على العبد من الأعمال السيئة؛ انظر: "فتح القدير" (ج 5 / ص 492).


ومن الأمثلة التي نبه القرآن عليها من مصادر الثروات:

• الثروة الحيوانية:

﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ... ﴾ [النحل: 5]، ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ﴾ [النحل: 66]، ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ﴾ [النحل: 80].


• الثروة النباتية:

﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 10، 11]، ﴿ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 67 - 69].


• الثروة البحرية:

﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 14]، إشارة قرآنية إلى نعمة البحرِ وأحيائِه التي تلبِّي ضرورياتِ الإنسان وحاجاتِه؛ فمنه اللحمُ الطري من السَّمك وغيره للطعام، إلى جوار الحِلْية من اللؤلؤ والمرْجان، وغيرهما من الأصدافِ والقواقع التي يتحلَّى بها النَّاسُ، وكذلك الفُلْك التي تُستعمل للركوب والانتقال.


• الثروة المعدنية:

﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحديد: 25].


أضواء البيان - (ج 8 / ص 153):

"﴿ وَمَنَافِع لِلنَّاسِ ﴾، لا يخفى ما في الحديد من المنافع للناس، وقد أشار اللهُ إلى ذلك في قوله: ﴿ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ ﴾ [الرعد: 17]؛ لأنَّ مما يوقد عليه في النار ابتغاء المتاع - الحديدَ"، وهو قوةٌ في الحرب والسِّلم، بل إنَّ الحضارة البشرية في عصورها المختلفة تقوم على الحديد.


كما ذكر القرآنُ القِطْرَ في قصة السَّدِّ العظيم الذي بناه ذو القرنين: ﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 96، 97]، والقِطْر: هو النُّحاس المذاب الذي جعله ذو القرنين يتخلَّلُ الحديدَ ويختلط به فيزيده صلابةً، وقد استُخدِمَتْ هذه الطريقة حديثًا في تقوية الحديد، فُوجِدَ أنَّ إضافة نسبة من النحاس إليه تضاعِفُ مقاومتَه وصلابته، وكان هذا الذي هدى اللهُ إليه ذا القرنين، وسجَّله في كتابه الخالد سبقًا للعلمِ البشري الحديث بقرونٍ لا يعلمُها إلا اللهُ، وفي معرض الامتنان على سليمان - عليه السلام - وما سخَّر اللهُ له من طاقات كونية، قال تعالى: ﴿ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ﴾ [سبأ: 12]، والانتفاع بهذه الثروات الظاهرة والباطنة موقوفٌ على العلم والعمل؛ العلمِ القائمِ على التَّفكر واستخدامِ العقل الذي ميَّز اللهُ به الإنسان، ونعني بالعلمِ الخصصى في شؤون المعرفة ومجالات الحياة، ومن أوضحِ الآيات على ذلك: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 27-28]، وهاتان الآيتان اشتملتا على علمِ النبات وما يتعلَّقُ به، علمِ الجيولوجيا وما يتصِلُ به، وعلمِ الحيوان بأقسامِه، وكذلك علم الإنسان، ثمَّ ختم الآيةَ بقوله: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ وكذلك قوله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ﴾ [الروم: 22].

وفقهاء المسلمين يقرِّرون أنَّ كل علم تحتاج إليه الأمة في أمر دينها ودنياها فرضُ كفاية؛ إذا قام به البعضُ سقطَ عن الباقين، وإنْ لم يقُم به أحدٌ، فإنَّ الأمةَ جميعها تبوء بالإثم، كلٌّ حسب مسؤوليتِه وقدرته، فنصيب ولي الأمر من الإثم أكبر من نصيب العامة، وكذلك نصيب أهل العلم أكبر من غيرِهم.

 

أمَّا العمل، فواجبٌ وحق حتى يحققَ الإنسان الكفاية لنفسِه وأهله ومجتمعه، فالعلم يتبعه عمل دائبٌ متواصل في مناكب الأرض؛ لاستخراج خباياها، والانتفاع بثرواتها، والأكلِ من رزق الله فيها، قال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]، كما أنَّ الله تعالى منذ خلقَ الأرضَ وضع فيها كلَّ ما يحتاجه الإنسان، فأرض الله لا تضيق بخلق الله، وقد تكفَّل الخالقُ برزقهم فيها، غير أنَّ هذا مرهونٌ بالسعي كما ذكرت الآيات: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الأعراف: 10]،﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ [فصلت: 10]، ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]،فمن مشى في مناكب الأرض وانتشر فيها، وابتغى من فضلِ الله، كان جديرًا أنْ يأكل من رزق الله، ومن قعد وتواكَلَ - فردًا كان أو أمة - كان حريًّا أنْ يصيبَه الحرمان والفقر، فسنة الله لا تتبدَّل ولا تتغير، فلا يستوي عند الله القاعدون والعاملون:﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].


والله ولي التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ذكر بعض الآيات الكونية (1)
  • سنريهم آياتنا
  • عقد الهبة مع الاحتفاظ بحق الانتفاع مدى الحياة

مختارات من الشبكة

  • آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم(مادة مرئية - موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي)
  • مسالك الفقهاء في دفع مختلف الحديث بحكم الانتفاع بالسمن المائع إذا تنجس (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • تشنيف الأسماع بالتعريف بكتاب: (الانتفاع بجلود السباع) للإمام مسلم (ت 261 هـ) رحمه الله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معنى الشهادة وشروط الانتفاع بالتوحيد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يجوز الانتفاع بشيء أخذ بالربا؟(استشارة - الاستشارات)
  • مفاتيح الانتفاع بالقرآن في ظلال سورة الإسراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الانتفاع بالوسائل الممكنة والمباحة في الدعوة إلى الله(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • تعطيل الانتفاع بكتب الشيوخ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأوقاف وسبل الانتفاع بها لتحقيق مقاصد الشريعة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بريطانيا: الانتفاع بتعاليم الإسلام في القضاء على العنف الأسري(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
5- شكرا
ليلى - الجزائر 08-10-2016 01:52 PM

بارك الله فيكم على هذه المبادرة الجميلة

4- رائع
أحمد - تونس 11-05-2014 01:10 AM

هذا المقال رائع وساعدني في بحثي
شكرا جزيلا

3- شكرا موضوع جميل جدا
بثينة - الجزائر 14-10-2012 08:40 PM

شكراجزيلا على هذا الموضوع الرائع

2- وَقُلِ اعْمَلُوا
يزيد عبد الرحمن جعيجع - الجزائر 16-07-2012 01:08 PM

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

هذه الآية يستشهد بها الكثير للاستدلال على وجوب العمل، في حين أن الآية جاءت للتهكم والاستهزاء والوعيد للمنافقين فلينتبه إلى ذلك أعزكم الله.

1- بارك الله فيك
أبو مسلم الراهب - مصر 22-04-2011 02:53 PM

بارك الله فيك أخي محمد ونفع بك، والله لكأني أقرأ تلك الآيات للمرة الأولى، فتح الله عليك من فضل التفكر ونعمة التدبر ما ينفعك وينفعنا به

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب