• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

وأنت في المسجد

بلعمري محمد فيصل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/3/2011 ميلادي - 24/4/1432 هجري

الزيارات: 17412

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وأنت في المسجد

 

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا؛ وبعد: فلمَّا كان هذا الموقع فضاءً واسعًا لكل الألسنة والأجناس، ومجالاً مفتوحًا لعامة الطوائف والدِّيانات، كتابةً وتعليقًا، مناقشةً للأفكار وتلقيحًا، جال في خاطري أن أُسهِم بشيءٍ ممَّا ينفعني وينتفع الخَلق به؛ عسى أن يكون ذُخرًا لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلْب سليم.

 

وقد بريتُ قلمي؛ ليكون أوَّل ما يسطُرُه على صفحات هذا الموقع باكورةَ سلسلة مواضيع فقهيَّة، حاجة المسلمين إليها ماسَّة، ومعرفة غيرهم بها صارتْ ضرورةً مُلحِّة، وقد مالت نفسي إلى طرْح أول مقالة بعنوان: (وأنت في المسجد)، ولا يخفى على القرَّاء الكرام مدَى أهميَّة هذا الموضوع وضرورة طرْحه ومعالجته؛ نظرًا للمفاسد المتراكِمة والمتتابعة في بيوت الله - عزَّ وجلَّ - من عامَّة المسلمين نتيجةَ جهلهم أحيانًا، أو تعوُّدهم على ما نشؤوا عليه مِن تربية وثقافة جعلتْ حُرْمة بيوت الله تتلاشَى في قلوبهم - والعياذ بالله.

فحرصًا منَّا على نشْر سُنَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبيان الصَّواب الذي لا محيصَ عنه، قمتُ بإيراد ما صحَّ في هذا الباب مِن أحكام وآداب، عسى أن تكون ملاذًا يُستَمسَك بغَرْزه لمَن رغب في سُنَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

هذا؛ واللهَ أسأل أن يجعلها زادًا لحُسْن الوُرُود عليه، وعتادًا ليومِ القدوم عليه، إنَّه بكلِّ جميل كفيل، وهو حسبُنا ونِعم الوكيل.

 

وأنت في المسجد

إنَّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله مِن شُرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسُوله.

 

أمَّا بعد:

أخي، يا مَن يعتادُ المساجِد ويعمُرُها؛ هذه بُشرى نزفُّها إليك، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18]، وأوْحَى إلى نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يقول: ((إنَّ الله ليُنادي يومَ القيامة: أين جِيراني؟ أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: يا ربنا، ومَن ينبغي أن يجاورَك؟ فيقول: أين عُمَّار المساجد؟))؛ الصحيحة (2728).

 

واعلم أخا الإسلام، أنَّك بتخطيك عتبةَ المسجد قد حللتَ ضيفًا على ربِّ العالمين؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن توضَّأ وجاء المسجد، فهو زائرُ الله تعالى، وحقٌّ على المزُور أن يُكرم الزَّائر))؛ الصحيحة (1169).

ولكرمك على ربك لم يرض لك تعالى غير النُّزُل الذي لا يزُول؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن غدا إلى المسجدِ أو راح، أعدَّ الله له في الجنَّة نُزُلاً كُلَّما غدَا أو راح))؛ متَّفق عليه.

فحَريٌّ بك وأنتَ الحريص على إرْضاء خالقك أن تعرِف الآداب التي ينبغي التزامها، والأحكام الواجِب عليك امتثالها؛ لتكُون جائزتك كاملةً غير منقوصة، وحتى لا تُفوِّت على نفسك الفُرصةَ، فإنَّك إن فعلتَ كانتْ عليك غُصَّة.

 

فإذا قَصَدت المسجد

1- فاعلمْ أنَّك قصدتَ خيرَ بِقاع الأرض؛ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أحبُّ البلاد إلى الله مساجدُها، وأبغضُ البلاد إلى الله أسواقُها))؛ رواه مسلم (671).

2- فتزيَّن للِقاء ربَّك، وائتِ بيته في هيئةٍ حسنةٍ، وحُلَّة جميلة، فقد أرشَدَنا إلى ذلك في مُحكم تنزيله فقال: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

3- وتعطَّر، واحرصْ على ألاَّ يُوجدَ منك رِيحٌ كريهٌ، يُؤذي ملائكة الرحمن وإخوانك المُصلين، فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أكل ثُومًا أو بصَلاً فليعتزلنا، أو قال: فليعتزلْ مسجدنا، وليقعُد في بيته))؛ متفق عليه.

وعن عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - أنه قال: "إنَّكُم أيُّها الناس تأكلون مِن شجرتين ما أراهما إلاَّ خبيثتَين؛ هذا البَصل والثوم، ولقد رأيتُ نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا وجَد ريحهُما من الرَّجل أمَر به، فأُخْرِج إلى البقيع، فمن أكلهما فليُمتهما طبخًا"؛ رواه مسلم (567).

 

4- وامش إلى صلاتِك بسكينة ووقار؛ فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا أُقيمتِ الصلاة فلا تأتوها تَسْعَونَ، وأتُوها تمشُون عليكم السَّكينة؛ فما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتَكم فأتِمُّوا، [فإنَّ أحدَكم إذا كان يَعمَدُ إلى الصَّلاة فهو في صلاة]))؛ رواه البخاري (866)، ومسلم (602) والزيادة له.

5- وبَكِّر إلى الصَّلاة؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لو يَعلَم النَّاسُ ما في النِّداء والصَّف الأوَّل ثم لم يَجِدوا إلاَّ أن يَستَهمُوا عليه لاسْتَهَمُوا، ولو يعلمون ما في التَّهجيرِ لاستَبقُوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمةِ والصُّبح لأتوهما ولو حَبوًا))؛ متفق عليه.

6- وأبشِرْ أخي بجزيل الأجْر الذي ستناله إذا كانتْ صلاتُك في أحدِ المساجد الأربعة - مساجد الأنبياء، ومسجد قُباء - قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صلاةٌ في مسجدي أفضلُ مِن ألف صلاةٍ فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام، وصلاةٌ في المسجد الحرام أفضلُ مِن مائة ألف صلاة فيما سواه))؛ وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تطهَّر في بيته ثم أتَى مسجد قُباءٍ، فصلَّى فيه صلاةً، كان له كأجْر عُمرة))؛ رواه ابن ماجه (1410)، وعن ابن عمر - رضي الله عنهما -: "كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأتي مسجدَ قُباء كلَّ سبتٍ ماشيًا وراكبًا [فيُصلي فيه ركعتَين]"؛ رواه البخاري (1136) - واللفظ له - ومسلم (1399).

 

7- ولتكُن صلاتُك في أقربِ مسجد إليك - إلاَّ أن يكون مجمعًا لأهل الأهواء والبِدع - فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وليُصلِّ الرجلُ في المسجد الذي يَليه، ولا يَتَّبع المساجِد))؛ الصحيحة (2200).

8- واستَشعرْ عظيم المنَّة من ربِّك - عزَّ وجلَّ - على ظهور شِعار الملَّة، إذا رأيت بَيعةً أو كنيسةً حُوِّلت مسجدًا؛ قال الصَّحابيُّ طَلْق بن علي: "خرجْنا وفدًا إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبايعْناه وصلَّينا معه، وأخبرناه أنَّ بأرضنا بيعةً لنا فاستَوهبناه مِن فَضل طَهُوره، فدعا بماءٍ فتوضأ وتمضمض، ثم صَبَّه في إداوة وأمرنا؛ فقال: اخرُجُوا، فإذا أتيتم أرضَكم فاكسروا بيعَتَكُم وانضحُوا مكانَها بهذا الماء واتَّخذوها مسجدًا.

قلنا: إنَّ البلد بعيدٌ، والحرَّ شديدٌ، والماء ينشفُ.

فقال: مُدُّوه من الماء، فإنَّه لا يزيدُهُ إلاَّ طِيبًا.

فخرجْنا حتى قدِمْنا بلدنا، فكسرنا بيعتَنا، ثم نضحْنا مكانها واتَّخذناها مسجدًا، فنادينا فيه بالأذان، قال: والرَّاهبُ رجلٌ مِن طيِّئ، فلمَّا سمع الأذان، قال: دعوةُ حقٍّ، ثم استقبلَ تلعةً مِن تلاعنا، فلم نره قطُّ))؛ رواه النسائي (701).

9- واحتَسِبْ خُطاك إلى بيت مولاك، فإنَّه لا أجْر لمن لا حِسبَة له، واعلم أنَّ أعظم النَّاس أجرًا في الصَّلاة أبعدُهُم إليها مَمْشًى فأبعدُهُم؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أحدكُم إذا توضَّأ فأحسن، وأتى المسجدَ لا يُريد إلاَّ الصَّلاة، لم يخطُ خُطوةً إلاَّ رفعَه الله بها درجةً، وحطَّ عنه خطيئةً حتى يدخُل المسجد))؛ متفق عليه.

10- ولا تُشبِّك أصابعَك فإنَّك في صلاةٍ؛ فعن ثُمامة الحنَّاط: "أنَّ كعْب بن عُجْرة أدرَكه وهو يُريد المسجد - أدرك أحدُهُما صاحبه - قال: فوَجَدني وأنا مُشبِّكٌ بيَدَيّ، فنَهاني عن ذلك، وقال: إنَّ رسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا توضَّأ أحدُكُم فأحْسَن وُضُوءه، ثم خرَج عامدًا إلى المسجد، فلا يُشبِّكنَّ يديه فإنَّه في صلاةٍ))؛ رواه أبو داود (562).

 

فإذا أردت الوُلُوجَ

11- فادخُل برِجلك اليُمنى؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّه قال: "مِن السُّنَّة إذا دخلتَ المسجد أن تَبدأ برجلك اليُمنى، وإذا خرجتَ أن تبدأ برجلك اليُسرى"؛ الصحيحة (2478).

12- وسَلِّم على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم قُلْ: اللهمَّ افْتح لي أبوابَ رحمتك، كذلك كان نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُعلِّم أصحابه، أو قل: ((أعوذ بالله العظيم وبوجهِه الكريم وسُلطانه القديم مِن الشَّيطان الرجيم))؛ قال: ((فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حُفظ منِّي سائرَ اليوم))؛ رواه أبو داود (466).

 

13- وابدأ بيُمناك قبلَ يُسراك إذا أردتَ خلْع نعليك؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وإذا انتعَل أحدُكم فليبدأ باليمين، وإذا نزَع فليبدأ بالشِّمال، ليكُن اليُمنى أوَّلَهما تُنعَل وآخرَهُما تُنزع))؛ متفق عليه.

14- وسَلِّم على أهل المسجد سواءٌ منهم المُصلِّي والجالِس؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَدخلون الجنَّة حتى تؤمِنوا، ولا تُؤمِنُوا حتى تحابُّوا، أوَلاَ أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتُم؟ أفْشُوا - أي: عَمِّمُوا - السَّلام بينكم))؛ رواه مسلم (541).

وقد كان أصحابُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُسلِّمون عليه وهو يُصلِّي؛ فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ((قلت لبلال: كيف كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَردُّ عليهم حين كانوا يُسلِّمون عليه وهو في الصَّلاة؟ قال: كان يُشيرُ بيدِه))؛ رواه الترمذي (368).

 

فإذا أردت الجُلُوس

15- فاتَّخذ سُترةً، وصَلِّ ركعتَين؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا دخَل أحدُكم المسجدَ فليركع ركعتَين قبل أن يجلس))؛ متفق عليه.

16- واعلم أنَّ هاتين الركعتَين كغيرهما مِن ذوات الأسباب، لا يُسقطُهما دخولُك المسجد في أوقاتِ الكراهة الأربعة - عند طلوع الشَّمس، وعند غروبها، وإذا انتصف النَّهارُ حتى تزول، وإذا رقِي الإمام المنبرَ يومَ الجُمُعة - بل متى دخلتَ المسجد وجبَ عليك أن تأتي بها؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا جاء أحدُكم يومَ الجمعة والإمام يخطُب، فليركع ركعتَين، ولِيَتَجَوَّز فيهما - يعني: لا يُطِل))؛ متفق عليه.

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: "أنَّه دخَل يومَ الجُمُعة ومرْوان يخطُب، فقام يُصلي، فجاء الحرسُ ليجلسوه، فأبَى حتى صلَّى؛ قال الرَّاوي: فلمَّا انصرف أتيناه، فقلنا: رحِمك الله، إن كادوا ليَقَعُوا بك! فقال: ما كنتُ لأتركهما بعدَ شيء رأيتُه مِن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم ذكَر أنَّ رجلاً جاءَ يوم الجُمُعة في هيئةٍ بَذَّةٍ، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخطُبُ يوم الجمعة، فأمَرَه فصلَّى ركعتين والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَخطُب"؛ رواه الترمذي (511).

 

17- واعلم أنَّ ركعتي التحيَّة حقُّ المسجد عليك؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تتَّخذُوا المساجدَ طُرُقًا، إلاَّ لذِكْرٍ أو صلاةٍ))، وقال أيضًا: ((إنَّ مِن أشراط السَّاعة أن يَمُرَّ الرَّجُل في المسجدِ لا يُصلِّي فيه ركعتين))؛ الصحيحة (649، 1001).

18- وأَشِر بيدك إن سُلِّمَ عليك وأنتَ في الصَّلاة؛ فعن ابن عمر قال: "خرَج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى قُباء يُصلي فيه، قال: وجاءتْه الأنصار فسَلَّمُوا عليه - وهو يُصلي، قال: فقلت لبلال: كيف رأيتَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَرُدُّ عليهم حين كانوا يُسلِّمُون عليه وهو يُصلِّي؟ قال: يقول هكذا، وبَسَطَ كَفَّه وجعل بَطنَهُ أسفلَ وجعل ظَهرَهُ إلى فوق"؛ رواه أبو داود (927).

 

19- الزمْ مكانَك الذي صَلَّيتَ فيه إذا قضيت صلاتك؛ فقدْ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الملائكة يُصلُّون على أحدِكم ما دام في مجلسه الذي صلَّى فيه، يقولون: اللهم ارحَمْه، اللهمَّ اغفرْ له، اللهم تُبْ عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يُحدِث فيه))؛ رواه مسلم (649).

20- ولا تَنحرف عن القِبلة؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ لكُلِّ شيءٍ سَيِّدًا، وإنَّ سَيِّدَ المجالس قُبالةَ القِبلة))؛ الصحيحة (2645).

 

21- واجلسْ إلى حِلَقِ الذِّكْر إن وَجدْت، فذلك أشرفُ المجالس؛ فعن عبدالله بن عمرو قال: "خرَج رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذاتَ يوم مِن بعض حُجَره، فدخَل المسجد، فإذا هو بحَلقَتَين؛ إحداهما يقرؤون القرآن ويدْعون الله، والأخرى يَتعلَّمُون ويُعلِّمون، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كُلٌّ على خيرٍ؛ هؤلاء يقرؤون القرآن ويدْعون الله، فإنْ شاء أعطاهم وإنْ شاء منعهم، وهؤلاء يتعلَّمُون، وإنما بُعثتُ مُعلِّمًا، فجلس معهم))؛ رواه ابن ماجه (242).

22- واشغلْ لسانَك بذِكر الله تعالى وتلاوةِ القرآن إنْ كنت وَحدَك؛ فعن أبي الدَّرداء قال: قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألاَ أُنبِّئكم بخير أعمالِكم، وأزكاها عندَ مليككم، وأرْفَعها في درجاتكُم، وخيرٍ لكم مِن إنفاق الذَّهب والوَرِق - أي: الفِضَّة - وخير لكم مِن أن تَلقَوا عدُوَّكم فتَضرِبُوا أعناقَهم ويَضربُوا أعناقكُم؟ قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: ذِكرُ الله تعالى))؛ رواه الترمذي (3377).

 

23- وأَسِرَّ تِلاوَتَك للقرآن؛ ذلك آمَنُ لك من العُجب وأحرى ألا تُشوِّشَ على من في المسجد؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الجاهرُ بالقرآن كالجاهرِ بالصَّدقة، والمُسِرُّ بالقرآن كالمُسِرِّ بالصَّدقة))؛ رواه أبو داود (1333) بإسنادٍ جيِّد.

وعن البياضي: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - خرَج على الناس وهم يُصلُّون وقد عَلَت أصواتُهُم بالقراءة؛ فقال: ((إنَّ المُصلي يُناجي رَبَّه فلينظُرْ بما يُناجيه به، ولا يَجهر بعضُكم على بعضٍ بالقرآن))؛ رواه مالك (163).

24- واعلمْ أنَّ للمسجد حُرمةً، ووظيفةً لها بُنِي؛ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا رأيتُم مَن يَبيعُ أو يَبتاعُ في المسجد، فقولوا: لا أرْبَح الله تجارتَك، وإذا رأيتُم من يُنشِدُ فيه ضالَّةً، فقولوا: لا ردَّ الله عليك [فإنَّ المساجِد لَم تُبْنَ لهذا]))؛ رواه الترمذي (1243)، والزيادة لمسلم (568) في رواية له مُختصرة.

وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما -: ((أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - نهَى عنِ الشراء والبيع في المسجِد، وأن تُنشد فيه ضالَّة، وأن يُنشَد فيه شِعْر، ونهى عن التَّحلُّق قبلَ الصَّلاة يومَ الجمعة))؛ رواه أبو داود (911).

 

25- ولا بأسَ إنْ كنت ابتَعتَ مِن أخيك شيئًا خارج المسجد أن تدفَع إليه ثمنَه داخله؛ قال جابر: أتيتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو في المسجد، فقال: ((صَلِّ ركعتَين))، وكان لي عليه دَينٌ، فقضاني وزادني؛ متفق عليه.

26- واحرصْ على نظافةِ المسجد، تعظيمًا لشعائرِ ربِّك، وحتى لا يتأذَّى إخوانُك؛ عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "أمَر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ببناءِ المساجد في الدُّور، وأن تُنظَّف وتُطيَّب"؛ رواه أبو داود (384).

 

فإذا أذَّن المُؤذِّن

27- فقُلْ مِثلَ ما يقُول، فإذا بَلَغ الحَيْعَلَتَين فَحَوقِل؛ عن علقمةَ بن وقَّاص - رضي الله عنه - قال: إنِّي عندَ معاوية إذ أذَّن مؤذِّنُه، فقال معاويةُ كما قال المؤذِّن حتى إذا قال: حيَّ على الصَّلاة، قال: لا حولَ ولا قُوَّة إلاَّ بالله، فلمَّا قال: حيَّ على الفلاح، قال: لا حولَ ولا قُوَّة إلاَّ بالله، وقال بعدَ ذلك ما قال المؤذِّن، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول مثل ذلك"؛ رواه النسائي (677)، وأصله في الصحيح.

28- واعلمْ أنَّ في إجابتك داعي الله ثوابًا جزيلاً؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:((كُنَّا مع رسُولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقام بلالٌ يُنادي، فلمَّا سكَت، قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: مَن قال مِثلَ هذا يقينًا، دخل الجنَّة))؛ رواه النسائي (674).

 

29- واحرصْ إذا فرَغ المؤذن أن تُصلِّي على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتقول: اللهمَّ ربَّ هذه الدَّعوة التَّامَّة والصَّلاة القائِمة، آتِ محمَّدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثْه المقام المحمود الذي وعدتَه؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سأل لِيَ الوسيلةَ حلَّتْ له الشَّفاعة))؛ متفق عليه.

وروى مسلم (386) عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن قال حين يسمع النداء: وأنا أشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسُوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمَّدٍ رسُولاً، وبالإسلام دِينًا، غُفِر له ذنبُه)).

30- واعلم أنَّ الدُّعاء عندَ الأذان مُستجابٌ؛ قال نبيُّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثِنتانِ لا تُردَّان - أو: قلَّما تُردَّان -: الدعاء عِند النِّداء، وعندَ البأس حين يُلحِمُ بعضهم بعضًا [وفي رواية: ووقت المطر]))؛ رواه أبو داود (2540).

 

31- واغتنمِ الوقت الذي بيْن الأذان والإقامة للصَّلاة؛ فقدْ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بين كُلِّ أذانين صلاةٌ، بين كُلِّ أذانين صلاةٌ، بين كُلِّ أذانين صلاةٌ، لمَن شاء))؛ وقدْ كان الصَّحابة شديدي الحِرْص على هذا التَّوجيه النبوي؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ((كان المؤذِّن إذا أذَّن قام ناسٌ مِن أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيَبتَدرون السَّواري يُصلُّون حتى يخرُجَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهم كذلك، ويُصلُّون قبلَ المغرب - ولم يكن بيْن الأذان والإقامة شيء)).

32- واحذرْ أن تخرُج من المسجد إلاَّ أن تكون لك حاجَة؛ فعن أبي الشَّعثاء قال: "كُنَّا قُعُودًا في المسجد مع أبي هريرة - رضي الله عنه - فأذَّن المؤذِّن، فقام رجلٌ من المسجد يمشي، فأتْبعه أبو هريرة بصرَه حتى خرَج من المسجد، فقال أبو هريرة: أمَّا هذا فقدْ عصَى أبا القاسم"؛ رواه مسلم (655).

وعن عبدالرحمن بن حرملةَ قال: "جاء رجلٌ إلى سعيد بن المُسيَّب يُودِّعُه بحجٍّ أو عمرة؛ فقال له: لا تبرحْ حتى تُصلِّي، فإنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: لا يخرُج بعدَ النداء من المسجد إلاَّ منافِق، إلاَّ رجلٌ أخرجتْه حاجتُه وهو يريد الرَّجعة إلى المسجد، فقال: إنَّ أصحابي بالحرَّة! قال: فخرَج، قال: فلم يزل سعيدٌ يولَع حتى أُخبر أنَّه وقَع مِن راحلته فانكسرتْ فخذُه))؛ الصحيحة (2518).

 

فإذا أقيمت الصَّلاة

33- فاخرُج مِن صلاتك إذا كنتَ فيها بغير تسليمٍ إلاَّ أن تكون فريضةً تقضيها لعُذر شرعي؛ قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا أُقيمتِ الصَّلاة فلا صلاةَ إلاَّ المكتوبة))؛ وعن ابن بُحينة قال: "أُقيمتْ صلاةُ الصُّبح، فرأى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رَجُلاً يُصلِّي والمؤَذِّنُ يُقِيمُ، فقال: أتُصلِّي الصُّبح أربعًا؟))؛ متفق عليهما.

34- ولا تَقُم إلى صلاتك حتى ترَى إمامك؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا أُقيمتِ الصَّلاة فلا تقوموا حتى تَرَوني وعليكم السَّكينة))؛ متفق عليه.

 

35- واعلم أنَّ ابتداء الصَّف مِن وَسَطه؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لِيَلِيَنِّي منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))؛ رواه مسلم (432).

36- واجهَد لأنْ تُصلي في الصَّف الأوَّل؛ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لو يَعلم النَّاس ما في النِّداء والصَّف الأوَّل، ثم لم يَجِدُوا إلاَّ أن يَستَهمُوا عليه لاستَهمُوا))؛ متفق عليه.

 

37- وإيَّاك والتَّأخُّر عن الصَّف الأوَّل؛ قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يزال قومٌ يتأخَّرون عن الصَّف الأوَّل حتى يُؤخِّرهُم الله))؛ رواه أبو داود (679).

38- وسُدَّ الفُرجَة في الصَّف إذا رأيتها؛ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما مِن خُطوةٍ أحبَّ إلى الله من خُطوةٍ يمشيها العبدُ يصِلُ بها صفًّا))؛ رواه أبو داود (543).

 

39- وَلِنْ منكبيك لأخيك إذا جاءَ إلى الصَّف حتى يدخُله؛ فقد قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أقيمُوا الصُّفوف وحاذُوا بين المناكِب، وسُدُّوا الخَلَل، ولِينُوا بأيدي إخوانكم، ولا تَذَرُوا فُرجاتٍ للشَّيطان، ومَن وَصَل صفًّا وصَله الله، ومَن قطعَ صفًّا قطعه الله))؛ رواه أبو داود (666).

40- واجتَنبِ الصَّف بيْن السَّواري، فقد ثبَت عند ابن ماجه (988) عن قُرَّة بن إياسٍ قال: ((كُنَّا نُنهى أن نَصُفَّ بين السَّواري على عهدِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونُطرَدَ عنها طَردًا)).

41- ولا تَصُفَّ وَحدَك وأنت ترَى فُرجةً في الصَّفِّ أمامك؛ فعن وابصة: "أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى رجلاً يُصلِّي خلفَ الصَّفِّ وحده، فأمره أن يُعيد الصَّلاة"؛ رواه أبو داود (682).

 

فإذا كَبَّر إمامُك

42- فاتَّبعه ولا تَختَلف عليه؛ فقدْ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما جُعل الإمام ليُؤتمَّ به))؛ متفق عليه.

43- واحذَر مُبادرةَ الإمام؛ فقدْ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألاَ يَخشى الذي يَرفَعُ رأسَه قبل الإمام أن يُحوِّل الله رأسَه رأسَ حمار؟!))؛ وعن البراء: ((أنَّهم كانوا إذا صَلَّوا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فرفَع رأسه من الركوع قاموا قيامًا حتى يَروه ساجدًا ثُمَّ سَجدُوا))؛ متفق عليهما.

 

44- وائتَمَّ بمَن أمامك إن كنتَ لا ترى إمامك، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: ((أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى في أصحابه تأخُّرًا، فقال: تَقدَّموا فائتمُّوا بي، وليأتمَّ بكم مَن بعدَكم))؛ رواه مسلم (438).

45- واحرصْ على أن تُوافقَ تأمين إمامك؛ فقدْ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا أمَّن - أي: ابتدأ التأمين - الإمام فأمِّنُوا، فإنَّه مَن وافق تأمينُهُ تأمينَ الإمام غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبه))؛ متفق عليه.

 

46- واحرِصْ جَهدَك على امتثال قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صَلُّوا كما رأيتُموني أصلي))؛ رواه البخاري (595).

47- وصَلِّ صلاةَ مُودِّع، فلعلَّها تكون آخِر صلاةٍ؛ عن أبي أيُّوب - رضي الله عنه - قال: جاءَ رجلٌ إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، علِّمني وأَوْجِزْ! قال: ((إذا قُمتَ في صلاتِك فصلِّ صلاةَ مُودِّع، ولا تكلَّم بكلام تعتذِر منه، وأجمِع اليأس عمَّا في أيدي النَّاس))؛ رواه ابن ماجه (4161).

 

48- وأَحسِن صلاتَك وأتمَّها؛ عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: "صلَّى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومًا، ثم انصرَف، فقال: ((يا فلان، ألا تُحسِن صلاتك؟ ألا ينظُر المصلِّي كيف يُصلي لنفسِه؟))؛ أخرجه: مسلم (423).

ورَوى النَّسائيُّ (465) عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أوَّل ما يُحاسَبُ به العبدُ بصلاته؛ فإن صَلُحت فقدْ أفلح وأنجح، وإن فسدتْ فقد خاب وخسِر)).

49- واعلمْ أنَّ الناس يتفاوتُون في صلاتِهم، فاحذر أن يكونَ حظّك من صلاتك الأوكس؛ فقدْ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الرجل ليَنصرِفُ وما كُتِب له إلاَّ عُشرُ صلاته، تُسعُها، ثُمنُها، سُبعُها، سُدسُها، خُمسُها، رُبعُها، ثُلُثُها، نِصفُها))؛ رواه أبو داود (675).

 

فإذا سَلَّمَ إمامُك

50- فسَلِّم حين يُسلِّم، ولا تأخَّرنَ عنه؛ روى البخاري (803) عن عِتبان بن مالك - رضي الله عنه -: "صَلَّينا مع رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسَلَّمنا حين سَلَّم".

51- ولا تَصِل صلاتَك بنافلةٍ حتى تَفصِل بينهما بذكْرٍ أو كلامٍ؛ فعن أبي رمثة قال: ... فقام الرجلُ الذي أدرك معه - يعني: مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - التكبيرة الأُولى مِن الصَّلاة يُشفِّع، فوَثَب إليه عمر فأخَذ بمَنكبه فهَزَّه، ثم قال: اجلس؛ فإنَّه لم يَهلِك أهل الكتاب إلاَّ أنَّه لم يكُن بين صلواتهم فَصْلٌ! فرفَع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بصره فقال: ((أصاب الله بِكَ يا ابنَ الخطَّاب))؛ رواه أبو داود (855).

52- واحرِصْ على حِفْظ ما أمكنَك مِن الأدعية والأذكار الثَّابِتة عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإنَّه قَمِنٌ إن فعلتَ ذلك أن يُستجاب لك؛ فعن أبي أُمامة قال: قيل: يا رسولَ الله، أيُّ الدُّعاء أسمَع؟ قال: ((جَوفُ اللَّيل الآخِر، ودُبُر الصَّلوات المكتُوبات))؛ رواه الترمذي (3499).

 

فإذا أردتَ الخروج

53- فسَلِّم على أهل المسجد، سواء منهم المُصلِّي والجالس؛ فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا انتهى أحدُكُم إلى المجلس فليُسلِّم، فإذا أراد أن يقُوم فليُسلِّم، فليستِ الأولى بأحقَّ من الآخِرة))؛ رواه أبو داود (4532).

54- وضَعْ نَعلَيك برِفقٍ على الأرض، لا كما يفْعَل الكثيرون، فيُثيرُون الغبارَ في وجوه إخوانهم، ويُسيئون الأدبَ مع ربِّهم، ويُوحي فِعلُهُم هذا بأنَّهم كانوا مسجُونين لا ضُيُوفًا على ربِّ العالَمين، وقدْ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله رفيقٌ يُحبُّ الرِّفقَ في الأمْر كُلِّه))؛ متفق عليه.

 

55- وانتَعِل جالسًا؛ فعَن جابر - رضي الله عنه - قال: ((نهَى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن ينتعِل الرَّجُل قائمًا))؛ رواه أبو داود (3606).

56- وسَلِّم على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقل: ((اللهمَّ إني أسألك من فضلك)).

 

57- واحرصْ على أن يتعلَّق قلبُك بالمسجد؛ فقدْ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سبعةٌ يُظلُّهُم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه؛ فذكَر منهم... ورجلٌ قلبُه مُعلَّقٌ بالمسجد إذا خرَج منه حتى يعودَ إليه))؛ متفق عليه.

58- واتَّخذِ المسجدَ لك موطنًا، ترتفع مكانتُك عندَ ربِّك؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما توطَّن رجلٌ مسلمٌ المساجدَ للصَّلاة والذِّكر إلاَّ تَبَشبَشَ الله له مِن حين يخرُج مِن بيته، كما يَتَبَشبَشُ أهلُ الغائب بغائبهم إذا قدِم عليهم))؛ رواه أحمد (9465) بإسناد حسن.

 

تمَّت الرِّسالة الأولى - بحمد الله ومنِّه وكرمِه

ويليها الرسالة الثانية بعنوان: فاظفَر بذاتِ الدِّين

 

المادة باللغة الإنجليزية

اضغط هنا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نماذج من أحكام الصلاة
  • هديه - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة
  • المسجد بيت كل تقي
  • المسجد مهد الدعوة الإسلامية
  • منع المسلمين من مساجدهم
  • أهمية المساجد وآدابها
  • طفلة الرؤيا في المسجد
  • البيع في المسجد

مختارات من الشبكة

  • أيها المقلد غيره لا أنت هو ولا أنت أنت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أنتم، من أنتم، من أنتم؟!(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • شكرا معلمي.. أتعلم من أنت يا معلمي؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • لماذا الحوار؟! (قصيدة تفعيلة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لا تنس أن تكون سعيدا وأنت تسعى(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • احذر أن تزل قدمك وأنت تطلب لعاعة من الدنيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • كيف تثق بنفسك وأنت تترجم؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفسير: (وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب