• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    البعثة والهجرة (خطبة)
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    أسباب نشر الأدعية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    كليات الأحكام
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    بين الحاج والمقيم كلاهما على أجر عظيم.. (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    لا حرج على من اتبع السنة في الحج (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: إنه لينهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم".. فوائد وتأملات ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الحج: غاياته وإعجازاته
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشهيد، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة (2)
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (13)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    فتنة الابتلاء بالرخاء
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الحج ويوم عرفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    خطبة (المساجد والاحترازات)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    لماذا قد نشعر بضيق الدين؟
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    حقوق الأم (1)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

رسالة نصح إلى شباب ميدان التحرير

محمد بشير التكروري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/3/2011 ميلادي - 27/3/1432 هجري

الزيارات: 9318

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رسالة نصح إلى شباب ميدان التحرير

 

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وآله وصحْبه ومَن اتَّبعه بإحسان إلى يوم الدِّين.

 

وبعد:

فلا يَنبغي لمسلم قارئ لكتاب الله، متدبِّر لآياته وسُننه في الكون أن يعزوَ الأمور للأسبابِ الظاهرة فقط، بل لا بدَّ مِن النظر في كتاب ربِّنا؛ لمراعاة سُننه الربَّانية؛ لتجنُّب ما قد ينزل بالبشَر عامَّة، والمسلمين خاصَّة، مِن بلاء وفتنة؛ بسبب تقصيرِهم ومخالفتهم أمرَه - جلَّ في علاه.

 

ولا أظنُّ عالمًا بكتاب الله يعزو ما جرَى في تونس ويَجري في مصر لإهانةٍ صدرَتْ من امرأة تُجاهَ رجل مِن الفقراء والمحتاجين، نتَج عنها أحداث عِظام أطاحتْ برئيس دولة خذَلَه أولياؤه قبلَ أعدائه، ويتغافل عن محاذير وعقوبات ربَّانية مذكورة بآياتٍ مُحْكَمات في كتاب ربِّنا، أو روايات صريحة مِن سنة رسوله - عليه الصلاة والسلام.

 

ولعدالته - عزَّ وجلَّ - أنذَر ووعَد، فقال: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117]، فلمَّا غفَل المسلمون خاصَّة عن هذا الوعد، جاءَهم الوعيد وحلَّ بهم ما لم يتوقعْه كثيرون، ولكنَّها سُنة الله، ولن تجِد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة لله تحويلاً.

 

وحيث إنَّ الدِّين النصيحة، فلن أتعرَّضَ لمسألة الخروج على الحاكِم أو حُكم المظاهرات، فقد وقَع ما وقع، والمطلوب الخروج بالأمَّة مِن هذا سالمةً مرضية لخالِقها؛ ولكني سأتعرَّض لبعض السُّنن الربَّانية التي أحسب أنَّ مخالفتها كان السبب لما حلَّ بالأمة، وعصَف بها ما نرى ونسمع، وما نخشى أن يمتدَّ إلى آخرين، موعظة وذِكرى لمن كان له قلْب أو ألْقى السمع وهو شهيد.

أولاً: حذَّر ربُّنا - جلَّ في علاه - مِن موالاة اليهود والنصارى، والمسارعة فيهم والخشية منهم، والرُّكون إليهم وطاعتهم، واتِّخاذهم بطانةً من دون المسلمين، وتوعَّد مَن فعل ذلك بفتْحٍ أو أمر من عنده يَفْضَح به أمرهم، ويكشف سريرتهم للمؤمنين، إضافةً لما في ذلك مِن الخزي والندامة في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخِرة، واقرؤوا معي هذه الآيات المحكمات من أصدق القائلين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 51 - 53].

وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 100].

وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118].

وقوله: ﴿ وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113].

ولا أحسب أنَّني بعدَ كلام خالِق الأرض والسماء بحاجةٍ إلى مزيدِ تفصيل وإيضاح، فالواقع يحكي ما نزَل بحاكم تونس، وما موقف فرنسا والغرْب منه بغائبٍ عن العيون، وها هو الحال بحاكم مصر لا يَخْفَى على ذي بصيرة، وأسأل الله أن يكونَ في ذلك ذِكرى لكلِّ معتبر، فالأمر ربَّاني؛ ﴿ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 52]، وصدَق رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي قال: ((إنَّ الله ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلتْه))، قال الراوي: ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102]؛ صحيح البخاري.

 

ثانيًا: لقد تخلت أمة التبليغ - إلا مَن رحِم الله - عن أداء أكمل رِسالة وأعظم تكليف ربَّاني: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وأعْرَضت عن أمر سيِّد الغُرِّ المحجَّلين - عليه صلوات ربي وسلامه - القائل: ((والذي نفسي بيده، لتأمرُنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عذابًا من عنده، ثم لتدعُنَّه، فلا يُستجاب لكم))؛ حسنه الألباني.

وها قد رأينا في مصر وقبْلها في تونس قد تحوَّل مَن أعدَّتهم الدولة لحماية الشعب وحِفظ الأمن سيوفًا على إخوانهم - ولا حولَ ولا قوَّة إلا بالله - وصدَق الله القائل: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25]، والقائل: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 65].

 

ثالثًا: لقد تخاذلتْ أمَّة مَن خاطبَه ربُّه بقوله: ﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً ﴾ [النساء: 84] - إلا مَن رحِم الله - عن نُصرة إخوانهم المستضعفين في مشارقِ الأرْض ومغاربها، مخالفين أمرَ الله القائل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلاَيَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 72 - 73]، ومخالِفين أمرَ رسول الله القائل: ((انصرْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا))، فقال رجل: يا رسولَ الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا؛ كيف أنصرُه؟ قال: ((تحجزه - أو تمنعه - مِن الظلم، فإنَّ ذلك نصرُه))؛ رواه البخاري.

 

كيف وقد أفْتَى علماء في البزازية: إذا سبيت امرأة في المشرق وجَب على أهل المغرِب تخليصُها؟ وقال الإمام مالك: يجب على المسلمين فداءُ أَسْراهم، ولو استنفذتْ أموالهم، فما بالك والمسلِمون يُحاصِرون إخوانهم باسم اتِّفاقيات صُلح مع اليهود الغاصبين، والنصارى المحتلِّين؟ وما فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها عنَّا ببعيد، بل والحكومات تمنَع نُصرة المستضعفين، وتُعاقِب مَن يحاول نصرتهم، وتجد للأسف مِن العلماء مَن يُبرِّر لتلك الحكومات أعمالَها - ولا حول ولا قوة إلا بالله - أليستْ سُنة الله أنِّ الجزاءَ من جنس العمل؟! أليس هذا مِن الفتنة والفساد الكبير؟!

 

وأخيرًا وليس آخرًا، فاستكمالاً للنصيحة أقول - وبالله التوفيق -:

يجِب على علماء الأمَّة المخلِصين والصادقين الوقوفَ بجانب إخوانهم في مصر - والشباب منهم خاصَّة - لنصحهم وإرشادهم، وحثهم على التمسُّك بالمطالبة بإقامةِ شرْع الله، وأن يتولَّى الحكمَ المسلمون، وعدم القبول بمفاوضات للإصلاح فقط؛ لأنَّ ذلك يعني استمرارَ أسباب سخَطِ الله وموجِبات عقوبته، وقد صحَّح الشيخ الألباني - رحمه الله - حديثًا نرى الواقع يُصدِّقه - والعياذ بالله - ((كيف أنتم إذا وقعَتْ فيكم خمس - وأعوذ بالله أن تَكون فيكم أو تُدرِكوها -: ما ظهرت الفاحشة في قوم قطُّ يعمل بها فيهم علانيةً، إلا ظهَر فيهم الطاعونُ والأوجاع التي لم تكُن في أسلافهم، وما مَنَع قوم الزكاة، إلا مُنِعوا القطرَ من السماء، ولولاَ البهائمُ لم يُمطَروا، وما بخَس قوم المكيالَ والميزان، إلا أُخِذوا بالسِّنين وشدَّة المؤونة وجَور السلطان، ولا حَكَم أمراؤهم بغيْر ما أنزَل الله؛ إلاَّ سلَّط الله عليهم عدوَّهم، فاستنقذوا بعضَ ما في أيديهم، وما عطَّلوا كتابَ الله وسنة نبيه، إلا جعَل الله بأسَهم بينهم))؛ صحيح الترغيب (2187).

 

فكيف للأمْن أن يعودَ، والله يسلِّط عدوًّا على الأمَّة التي لا يحكم أئمَّتُها بما أنزل الله؟!

وكيف السبيلُ لإصلاح الزِّراعة، والله يمنَع القطر مِن السماء لمَن منَع الزكاة؟!

وكيف السبيل لإصلاح الوضْع الصِّحي، والله يَبتلي مَن أظهر الفاحشة ونشرَها بأوبئة وأمراض لم تكُن في أسلافهم؟!

وكيف السبيل لإصلاحِ الاقتصاد، والله يمحق الرِّبا الذي عمَّ وفشا؟!

وكيف، وكيف، وكيف...؟!

 

وإنِّي أسال الله أن يُعيدَ لمصر مجدَها ودورها، فقد نصرتِ المسلمين أيام التتار وأيام الصليبيين، وغيرها مِن أيَّام الله، وأرجو أن ترتفِع الراية الإسلامية فوق رُبوعها خفَّاقةً عاليةً مجاهدة في سبيلِ الله، لا تخشى فيه لومةَ لائم.

 

وأمَّا إخواننا في تونس، فليتَّق اللهَ أبناءُ الحركات الإسلامية، وليتركوا التعصب للحزب والجماعة، ولينبذوا الخلافاتِ، وليعتصموا بحبلِ الله المتين، وليكن لهم مرشَّحٌ واحد يُقدِّمونه لحكم البلاد، فلا ينبغي لهم أن يَتركوا القيادةَ للعلمانيين وغيرهم مِن أهل الضلال والإفساد، فالشعب مسلِم، والله وعَد بالتمكين فقال - جلَّ في علاه -: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].

 

فلا تخشَوا الناس واصْبروا، والنصر لكم بشرطَيْه؛ ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]، فاتَّقوا الله واصبروا، وتذكَّروا قولَ الله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، وقوله: ﴿ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].

 

هذا ما يسَّر به المولى - جلَّ في علاه - فإنْ كان صوابًا فمِن الله، وله الفضل والمنَّة، وإن كان غير ذلك فمِنِّي ومِن الشيطان، وأستغفر اللهَ على كلِّ حال، وأعوذ به مِن حال أهل النار، وآخِر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على الهادي البشير، وعلى آله وصحْبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قضية في الميدان (2)
  • ميدان التحرير
  • حمار جحا في ميدان التحرير

مختارات من الشبكة

  • رسالة إلى أختي المسلمة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كلمة (رسالة أو الرسالة) - تأملات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رسالة إلى المتهورين من شباب المسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رسالة عاجلة إلى شباب مستهتر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إحكام الدلالة لأحكام الرسالة: أدلة مسائل رسالة ابن أبي زيد القيرواني في فقه الإمام مالك (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رسائل إلى المواهب الصاعدة: رسالة إلى حنان(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أربع رسائل في الاجتهاد والتجديد للإمام السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( الرسالة التبوكية ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الرسالة السينية والرسالة الشينية(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/12/1446هـ - الساعة: 18:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب