• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / التوحيد / في أسماء الله
علامة باركود

الإيمان بالله تعالى

الدكتور مثنى الزيدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/12/2010 ميلادي - 24/12/1431 هجري

الزيارات: 123515

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإيمان بالله تعالى

 

الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، الحمد لله الواحد الأحد الذي لم يتَّخِذ ولدًا، ولم يكنْ له شريكٌ في الملك، ولم يكنْ له كفوًا أحد، رفَعَ السماء بلا عَمَد، وخَلَق الخلائق، فأحصاهم عددًا، وقسم الأرزاق، فلم ينسَ أحدًا، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمدًا خيرُ مَن صلَّى وسجد، وعلى آله وصَحْبه عددَ ما ذَكَر اللهَ ذاكرٌ وعبد.

 

أمَّا بعدُ:

فإن أوَّل ما أراد الله تعالى أن يعلِّمه لنبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم من العلوم هو العقيدة، فهي أساس كل عِلْم، والأساس هو الأصل الذي يُبنى عليه غيرُه، فهي أصل؛ أصل للعبادة، أصل للتعامل، أصل للمآل والعاقبة.

 

لذلك؛ نجد أن الله تعالى عندما أنزل الكلمات الأُوَل، كانتْ هذه الكلمات داعية إلى العلم، مع أنها أوَّل الكلمات، ومَبدأ العبارات؛ قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العَلَق: 1].

 

بل نجدُ أنَّ أوَّل كلمة إلهيَّة نزلتْ في القرآن الكريم هي "اقرأ"، ثم إن العجبَ العُجاب في هذه الآية أن الدعوة إلى العلم استمرَّتْ وتواصلتْ: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾، ثم: ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ [العلق: 3]، ثم: ﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾ [العلق: 4]، ثم قال سبحانه: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5].

 

وعن عائشة رضي الله عنه قالتْ: "أوَّل ما بُدِئ به رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءتْ مثل فَلَق الصبح، ثم حُبِّب إليه الْخَلاء، فكان يلحق بغارِ "حِراء"، فيتحنَّثُ فيه – قال: والتحنُّث التعبُّد - الليالي ذوات العَدد قبل أن يرجعَ إلى أهله، ويتزوَّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزوَّد بمثلها، حتى فَاجأه الحقُّ وهو في غار حراء"، فجاءَه الملك، فقال: اقرأ، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما أنا بقارئ)) قال: ((فأخذني، فغطني؛ حتى بلغَ منِّي الْجَهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأْ، قلتُ: ما أنا بقارئ، فأخَذَني فغطَّني الثانية؛ حتى بلَغَ منِّي الْجَهد، ثم أرْسَلَني، فقال: اقرأْ، قلتُ: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة؛ حتى بلَغَ منِّي الْجَهد، ثم أرْسَلَني، فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾  [العلق: 1- 5].

 

قال الإمام ابنُ كثير في تفسيره: "فأوَّل شيءٍ نزَلَ من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات، وهنَّ أوَّل رحمة رَحِم الله بها العباد، وأوَّل نعمة أنْعَمَ الله بها عليهم، ثم قال: وإن مِن كَرَمه تعالى أنْ علَّم الإنسان ما لم يعلمْ، فشرَّفه وكَرَّمه بالعلم، وهو القَدْر الذي امتازَ به أبو البشريَّة آدمُ على الملائكة".

 

ثم تجد أن أول ما أوجبَ الله على رسوله تعلُّمه هو عِلم العقيدة التي أشار تعالى إليها في كلمة التوحيد، وكأنَّها الرمز الحقيقي الشامل لهذا العلم، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19].

 

قال سيد طنطاوي في تفسيره: ("فاعلم أنه لا إله إلا الله": واثبتْ على هذا العلم واعمل بمقتضاه، واستمر على هذا العمل).

يقول الشيخ السعدي: "وهذا العلم الذي أمر الله به - وهو عِلم توحيد الله - فَرْضُ عينٍ على كل إنسان، لا يسقط عن أحدٍ كائنًا مَن كان".

 

ولو سأل إنسانٌ سؤالاً، كيف لي أن أتعلَّم العقيدة؟ فالجواب: إنَّ السبيل الأول لمعرفة ذلك هو معرفة أركان الإيمان.

فهذا نبيُّنا صلَّى الله عليه وسلَّم كان يَحْرِص حِرْصًا شديدًا على أن يُعلِّمَ أتباعه هذه الأركان، ولأهميَّة تعلُّمها كان الوحْي بنفسه يشارِك في تعليم أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم هذه الأركان.

 

فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ، إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياضِ الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثَرُ السفر، ولا يعرفه منَّا أحدٌ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسْنَدَ رُكْبَتيه إلى رُكْبَتيه، ووضَعَ كَفَّيه على فَخذيه، وقال: يا محمد، أخْبِرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإسلام أنْ تشهدَ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيت إنِ استطعتَ إليه سبيلاً))، قال: صَدَقْتَ، قال: فعجبْنا له يسأله ويصدِّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: ((أنْ تؤمِنَ بالله وملائكته وكُتبه، ورُسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقَدَر خيرِه وشره))، قال: صَدَقْتَ، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: ((أنْ تعبَدَ الله كأنَّك تراه، فإن لم تكنْ تراه، فإنَّه يراك))، قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ((ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائل))، قال: فأخبرني عن أمارتها، قال: ((أنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتها، وأنْ ترى الْحُفاة العُراة العالَة رِعاء الشَّاء يتطاولون في البنيان))، قال: ثم انطلق فلبثتُ مَليًّا، ثم قال لي: ((يا عمر، أتدري مَن السائل؟))، قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنه جبريل أتاكم يعلِّمكم دينَكم))؛ رواه مسلم.

 

ولأهميَّة هذه الأركان نقفُ اليوم عند الركن الأول من هذه الأركان: وهو الإيمان بالله تعالى فتعالوا إخوتي نؤمِن ساعة؛ عسى أن يكتبَنا الله من أهل الإيمان.

 

أيُّها المؤمن، إن الإيمان: هو الاعتقاد الجازم بأن الله ربُّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكه وخَالقه، وأنه الذي يستحقُّ وحْدَه أن ينفرِدَ بالعبادة، وأنه المتَّصِف بصفات الكمال المنزَّه عن كلِّ نَقْصٍ.

 

وهذا الإيمان يتضمَّن توحيد الله تعالى بثلاثة أمور، وهي:

أولاً: توحيد الربوبيَّة، ومعنى توحيد الربوبيَّة: الاعتقاد بأن الله ربُّ كلِّ شيءٍ لا ربَّ غيره، ومعنى "ربّ كلِّ شيءٍ": أي: المتفرِّد وحْدَه بِخَلق الخلائق وملكِهم، وتدبير شؤونهم، لا يشاركه في ذلك أحدٌ.

 

قال تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف: 54].

 

قال أهْلُ التفسير: "يخبِرُ تعالى بأنه خَلق هذا العالَم؛ سماواته وأرضه، وما بين ذلك في ستة أيام، كما أخْبَرَ بذلك في غير ما آية من القرآن، والستة الأيام هي: الأحد، والاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة، وفيه اجتمع الْخَلق كلُّه، وفيه خُلِق آدمُ - عليه السلام".

 

فكلمة "وما بين ذلك"؛ يعني: "كل شيء ما بين السماوات والأرض".

 

وهذا النوع من أنواع التوحيد أفْصَحَ القرآن الكريم عنه إفصاحًا كبيرًا، لا تَكَاد تجدُ سورة إلا وأشارتْ إلى خَلْق الله وقدرته وتدبيره سبحانه وتعالى جلَّ شأنه.

 

ومَن الذي يستحقُّ الربوبيَّة سوى الله؟ مَن الذي خَلَق ورَزَق؟ مَن الذي أماتَ وأحيا؟ من الذي أضلَّ وهَدَى؟ إنَّه الله وحْدَه لا إله إلا هو، حتى قال الله عنهم: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 106].

 

حتى أهْل الكفر والنفاق اعترفوا بذلك، ولئن سألتَهم مَن خَلَق السماوات والأرض، ليقولنَّ الله، نعم يقولون: إنه الله تعالى لكنَّهم يعبدون غيرَه استكبارًا، فلم يخرجْهم اعترافُهم من دائرة الكفر إلى الإيمان؛ إذ يقتضي ذلك الإيمان بكلِّ أنواع التوحيد وليس بعضها؛ إذ إنَّ توحيد العبد في ربوبيَّته لا يعني أنه يوحِّده في إلوهيَّته.

 

ثانيًا: توحيد الألوهيَّة، ومعنى هذا النوع من التوحيد: الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو الإله الحق، لا إله غيره، وإفراده بالعبادة.

 

أنت أيها العابد المؤمن بالألوهيَّة، تعبد الله وحْدَه، وتُخْلِص المحبَّة له، وكذا الخوف والرجاء، والدعاء والتوكُّل، والتذلُّل والخضوع، وكل أنواع العبادات.

 

قال ابن تيميَّة: "وهذا التوحيد هو الفارق بين الموحِّدين والمشركين، وعليه يقعُ الثواب والجزاء"؛ "رسائل الحسنة والسيِّئة" ص 261.

 

ولو فكَّرتَ في كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، لوجدتَ أنها مبنيَّة على توحيد الألوهيَّة، وأنَّه الأساس فيها، مما يدلُّ على أنه التوحيد المشتمل على كلِّ أنواع التوحيد، ففيها النفي:

أولاً: نفي الألوهيَّة، والإثبات ثانيًا، إثبات الألوهيَّة، واشتملتْ على الْحَصْر؛ ليفيد أنَّه ما من إله إلا الله؛ كما قرَّر القرآن الكريم، فقال: ﴿ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 62].

 

فيا لعِظَم هذه الكلمة، ويا لمكانتها في قلب المؤمن، فلا يستشعر بها إلا مَن ذَاق طعْمَها، ووَقَف عندها، فإن ساحِلَها عظيم،ٌ وإن خيرَها عميمٌ، فهنيئًا لِمَن أقرَّها وآمن بها.

 

فقد بُني الإسلام كلُّه على خَمس؛ "لا إله إلا الله" أوَّلها، ويدخل العُصاة النار، فيخرج منها حافظُها، ويَسعد بشفاعة نبيِّنا وحبيبِنا صلَّى الله عليه وسلَّم قائلها.

 

ومِن شَرَفِها ومكانتها وعِظَمها أنها لا تُعادَل بشيءٍ ولا تُقَدَّر بثمن أبدًا مَهْمَا كان هذا الثمن؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله سيخلص رجلاً من أُمَّتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سِجلاًّ، كلُّ سِجلٍّ مثل مَدِّ البصر، ثم يقول له: أتنكرُ شيئًا من هذا؟ أظَلَمك كَتَبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذرٌ أو حَسَنة؟ فيُبْهَت الرجل ويقول: لا يا رب، فيقول: بَلَى، إنَّ لك عندنا حَسَنة، وإنَّه لا ظُلْمَ عليك اليوم، فيُخْرَج له بطاقةٌ فيها: أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، فيقول: أحْضِر وزْنَك، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السِّجلات؟ فيقول: إنَّك لا تُظْلم، قال: فتُوضَع السجلات في كِفَّة والبطاقة في كِفَّة، فطاشَتِ السجلات وثَقُلَتِ البِطاقة، يُقال: فلا يَثْقُل مع اسمِ الله شيءٌ))؛ رواه ابن حِبَّان وغيره، وقال الأرناؤوط: إسنادُه صحيح.

فليعلمِ المؤمن أنَّه سيُسألُ عن توحيده لربِّه في ربوبيَّته وألوهيَّته.

 

ثالثًا: توحيد الأسماء والصفات، وهذا هو النوع الثالث من أنواع التوحيد، نعم أيُّها الأحبَّة الكرام، وواجبُك تجاه هذا النوع من التوحيد هو الاعتقاد الجازم - الذي لا يقبل أيَّ شَكٍّ - بأن الله مُتَّصِفٌ بجميع صفات الكمال، مُنزَّه عن جميع صفات النَّقْص، مُتفرِّد بذلك عن جميع الكائنات، وإثبات ما أثبتَه سبحانه لنفسه وما أثبتَه له نبيُّه صلَّى الله عليه وسلَّم من غير تشبيه بشيءٍ من صفات الخلائق؛ لأن الله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11].

 

ولا تعطيل بالنفي أو العمل، ولا تكييف بتحديدِ مكانها أو جِهتها، ولا تمثيل؛ ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾ [النحل: 74].

فلا تسألْ عمَّا لَم يخبرْك الله به من الصفات، وليكنْ شعارُك: "الكيف مجهول، والسؤال عنها بدعة، والإيمان بها واجبٌ".

فلا تصفْ ربَّك إلا بما وَصَف به نفسَه، عند هذا تكون من أهل الملَّة والإيمان.

 

إخوتي في الله، هذا هو الإيمان بالله، ليس أمرًا صعبًا، ولا اعتقادًا مستحيلاً، وليس شيئًا ثقيلاً، وإنما ثَقُلَتْ بعضُ النفوس عن الإيمان بربِّها؛ لأنها عمدتْ على القلوب فحَجَبتْها، ومُدَّتْ إلى الآذان فصَمَّتْها، وعلى الأعين فأعْمَتْها، فأضلَّهم الله، ومَن يهدي مَن أضلَّ الله؟!

نسأل اللهَ أن يجعلَنا من المهتدين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنَّه غفورٌ رحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وحْدَه، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده سيدنا محمدٍ وعلى آله وصَحْبه وجنده.

 

وبعدُ:

اعلموا - أيُّها الأحبَّة الكرام - أنَّ لهذا الإيمان أثرًا عظيمًا في حياتك، لَم يشعرْ به أحدٌ، والآثار لا تكاد تُحصى وستستشعرها أنتَ بنفسك شيئًا فشيئًا، يومًا بعد يوم، ومنها:

 

• الراحة النفسيَّة مع الطمأنينة والسكون؛ إذ تشعر أنَّك عبدٌ لربٍّ واحدٍ، هذا الربُّ لا يريد لك إلا الخير، فلا يأمرك إلا به ولا ينهاك إلا عن الشرِّ، فمن الذي يَعتني بكَ هكذا؟ ألا يُشعرك بالرضا والطمأنينة؟!

 

• المؤمن شديدُ الحبِّ لربِّه، فهو على موعد معه؛ ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]، فتراه إنسانًا مُتدفِّقًا بالطاعات والقُربات، مُتلذِّذًا بها، مُحرومًا غيره منها.

 

• العِزة والإباء: فمتى نال السابقون العِزة؟ وبماذا؟ إنه الإيمان، وصلوا إلى أصقاع الدنيا، وملؤوا الأرض عدلاً وسؤْدَدًا، إنه الإيمان، ليس الطائرات ولا البارجات، ولا الناطحات، إنه الإيمان؛ لأن الله وعَدَ أهْله، وإنه لا يُخْلف الميعاد؛ ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإيمان بالغيب
  • الإيمان بالقدر
  • الإيمان بالأنبياء والرسل عليهم السلام
  • الإيمان بالكتب السماوية
  • الإيمان بالملائكة عليهم السلام
  • الإيمان باليوم الآخر
  • موقف أهل الإحسان من صفات الرحمن
  • بربك لا بنفسك
  • عقيدتنا: الإيمان بالله وتوحيده وتنزيهه عن الشرك
  • الإيمان بالله
  • الإيمان بالله ورسوله أساس الهداية والفلاح
  • الإيمان بالله تعالى، والصلاة على وقتها أحب الأعمال إليه سبحانه
  • الإيمان بالله ومقاصده العقدية
  • الإيمان بالله تعالى وعدم الشرك به (1)
  • الإيمان بالله
  • اعلم رحمني الله وإياك
  • الإيمان بالله، وبملائكته عليهم السلام
  • الإيمان بالله
  • ثمرات الإيمان بالله تعالى
  • خطبة أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي لدى الفرد والمجتمع
  • الإيمان بالله تعالى
  • تقوية الإيمان بالله وأثره في القلب
  • من آثار الإيمان باسم الله تعالى العفو (1)
  • أصول الإيمان بالله (خطبة)
  • نداء للإيمان بالله والرجوع إليه

مختارات من الشبكة

  • شرح كتاب الدروس المهمة الدرس الثالث أركان الإيمان (الإيمان بالله سبحانه وتعالى)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • دراسة اعتقاد أهل الحديث من خلال أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (حقيقة الإيمان - الإيمان بالله)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الأسماء والصفات عليها مدار الإيمان(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الإيمان بالله وآثاره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثر الإيمان بالله تعالى في تحقيق الأمن النفسي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق)
  • الإيمان بالكتب السماوية(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي)
  • الدرس العاشر: الإيمان بالله(مقالة - ملفات خاصة)
  • كيف تستفيد من شهر رمضان لتحسين علاقتك بالله؟ استغلال رمضان في الصلاة والدعاء لتعزيز الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عطر المجالس: (1) الإيمان بالله تعالى(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب