يحيى بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي والرواية عن المحدثين الضعفاء (3/12)

يحيى بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي

والرواية عن المحدثين الضعفاء (3/12)

2- 3- مَن ترَكَه يحيى بنُ القطان:

1- بشر بن حرب، أبو عمرو الندبي البصري:

روى عن أبي سعيد وجماعة، وعنه شعبة وحماد بن زيد، قال أحمد: ليس بالقوي، وقال ابن خراش: متروك.

بالمقابل كان حماد بن زيد يمدحه، وقال عنه علي بن المديني: كان ثقة عندنا، قال ابن عدي: لا بأس به عندي، لا أعرف له حديثًا منكرًا[1].

2- سليمان بن أيوب بن سليمان:

أورده ابن أبي حاتم في سفره "الجرح والتعديل"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً[2].

3- عاصم بن سليمان الأحول:

قال سفيان: حُفَّاظ الناس أربعة، فذكر منهم عاصم بن سليمان، وقال أحمد: ثقة من الحفاظ، ووثقه ابن المديني، وقال الذهبي عندما ترجم له في "ميزانه"[3]: الحافظ الثقة.

قال ابن معين: كان ابن القطان لا يحدِّث عن عاصم الأحول؛ يستضعفه، وقال في موطن آخر: عاصم بن سليمان الأحول ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه أبو زرعة[4].

4- عبادة بن صهيب أبو بكر الكلبي:

بصري، كان يرى القدر، قال عبدالله بن أحمد: سألت أبي عن عبادة بن صهيب، فقال: قد رأيته بالبصرة غير مرة، كانت قدرية تنتحله، وما كان بصاحب كذب، وكان عنده من الحديث أمر عظيم.

لم يَكتب عنه يحيى بن معين، كما روى عباس الدوري؛ لأنه كان داعية إلى مذهبه، قال أبو بكر بن أبي شيبة: تركْنا حديثَه قبل أن يموت بعشرين سنة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، ترك حديثه[5].

5- عبدالرزاق بن همام بن نافع الحميري:

قال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بآخرة، روي عنه أحاديث مناكير، وقال ابن عدي: حدَّث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحدٌ، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع.

وقال الدارقطني: ثقة، ولكنه يخطئ على مَعْمَر في أحاديث، وقال البخاري: ما حدث عنه عبدالرزاق من كتابه، فهو أصح.

قال عبدالله بن أحمد: سمعت يحيى يقول: رأيت عبدالرزاق بمكة يحدِّث، فقلت له: هذه الأحاديث سمعتَها؟ قال: بعضها سمعتُها، وبعضها عرضًا، وبعضها ذكره، وكل سماع، ثم قال يحيى: ما كتبتُ عنه من غير كتابه سوى حديث واحد[6].

6- عمر بن عامر السلمي:

كان شعبة لا يستمرئه، وضعَّفه يحيى بن معين في موضع، وقوَّاه في رواية أخرى، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال فيه ابن المديني: شيخ صالح، وضعفه النسائي، وكان يحيى بن القطان لا يرضاه، قال عبدالله بن أحمد: سمعت أبي يقول: عمر بن عامر ثبت ثقة في الحديث، إلا أنه كان مرجئًا؛ لذا فقد أخرج له الإمام مسلم في "صحيحه"، والنسائي في "سننه" على تشدُّده في الرجال[7].

7- محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر المخرمي:

إمام السير والمغازي، التي كانت هدفًا لسهام أهل الحديث، مع اتِّهامه بالقدر والتدليس؛ لذا فقد اختلفت آراء النقاد فيه، فقال الإمام أحمد: هو حسن الحديث، وقال ابن معين: ثقة وليس بحجَّة، وقال ابن المديني: حديثه عندي صحيح، وقال النَّسائي: ليس بالقوي، وقال إمام النقاد شعبة بن الحجاج: ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث.

بالمقابل قال أبو داود: قدري معتزلي، وقال سليمان التيمي: كذاب، وهو قول هشام بن عروة، بينما كان الإمام مالك يتَّهمه، ويقول عنه: دجال من الدجاجلة.

ويبدو واضحًا مِن تصفُّح سيرة هذا الإمام الجليل، تهافُتُ الاتهامات التي ألصقها بعضُ النقَّاد فيه؛ فبعضها يعود إلى الهوَّة التي تفصل بين نقلة الحديث والإخباريين، وأخرى تفتقر إلى دليل قاطع.

قال يعقوب بن شيبة: سألت ابن المديني عن محمد بن إسحاق، فقال: حديثه عندي صحيح، قلت: فكلام مالك فيه؟ قال: مالك لم يُجالسه ولم يعرفه، قلت: فهشام بن عروة؟ قال: الذي قال هشام ليس بحُجة[8].

لذا؛ فإنَّ الإمام مسلم لم يتردَّد عن إيراد حديثه في "صحيحه"، غير ملتفتٍ إلى ما نقل عن مضعِّفيه.

8- مهدي بن هلال أبو عبدالله البصري:

كان من القدرية، على اتِّهامه بالكذب، قال ابن معين: صاحب بدعة، يضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وساق ابن عدي له جملة أحاديث في "الكامل"، وقال معلقًا عليها: عامة ما يرويه لا يُتابع عليه، وقد كذَّبه ابن المديني[9].

9- ميمون أبو عبدالله مولى عبدالرحمن بن سمرة:

قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: لا شيء، ونقل عن شعبة أنه كان رذلاً[10].

10- هشام بن حجير المكي:

ممن اختُلف فيه؛ فقد احتج به الشيخان في صحيحيهما، وقال ابن شبرمة: ما بمكة مثله، وقال العجلي: ثقة صاحب سُنة، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.

بالمقابل ضعَّفه يحيى بن معين، وقد سئل عنه يحيى بن القطان، فلم يرضَه، وضرب على حديثه[11].

11- الوليد بن عبدالله بن جميع الزهري الكوفي:

ممن اختلف فيه، وثَّقه ابن معين، والعجلي، والفلاس، وأحمد، وأبو زرعة، وأخرج له الإمام مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو داود في سننهم، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن حبان: فحش تفرُّده؛ فبطَل الاحتجاج به، وقال الحاكم: لو لم يذكره مسلم في "صحيحه" كان أولى[12].

12- يزيد بن سفيان أبو المهزم البصري:

ضعَّفه أئمة هذا الشأن، روى عنه شعبة، ثم أعرض عنه مصرحًا بقوله: رأيت أبا المهزم ولو يُعطى درهمًا لوضع حديثًا، ضعَّفه ابن معين، وقال النسائي: متروك، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ[13].